منتديات الضالع بوابة الجنوب - مؤتمر لندن بدأ وسينتهي في عدن (د.فاروق حمزة)

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن المعلا (المشاركة 272572)

يقال هكذا والله أعلم، بأن العظماء هم ليسوا بأولئك الذين اشتهروا بالعنف، وإنما هم الذين يعرفون كيف يلمون شمل شعوبهم ويثرونها، ونحن في الواقع لم يكن لنا إطلاقاً أي موقف من أبناء جلدتنا، زعمائنا الجنوبيين الأبطال، بل على العكس نحن بمن نحبهم ونحترمهم، بل ونقدر كثيراً مواقفهم تجاه شعبنا العظيم في الجنوب، وتحديداً وبصورة خاصة تجاهنا نحن أبناء عدن، ونقولها نحن أبناء عدن، ليس غرضاً منا في التمييز بيننا وبين أبناء جلدتنا وشعبنا، شعب الجنوب، لكن وليعذرني هذه المرة إخوتنا أبناء جلدتنا من هكذا موضوع، بكل تأكيد بأنه لا يفسد للود قضية، خاصة وإننا قد عاهدنا أنفسنا جميعاً بمراجعة شاملة، لكل مخلفات الماضي ومآسيه، وعدم العودة إليه، إلا وبالمرجعة الصادقة وتجاوز الأخطاء السابقة.

وأنا هنا شخصياُ تربطني علاقات حميمة مع كل قيادات الجنوب الحاليين السابقين، وتقريباً مع كل أبناء شعبنا الجنوبي العظيم، كما أيضاً ومع البعض من قادة الجمهورية العربية اليمنية كانت علاقتي بهم متقدمة للغاية، لكن بعد أن حولوا مشروع إعلان الوحدة بحربهم الغازية على بلادنا، وإحتلالهم لها، أختلفت معهم بواقع مفهومية الغزو، والإحتلال العسكري القبلي الهمجي المتخلف والإستيطاني، والإطاحة بكل مقدرات بلادي الجنوب، ونهبها وسلبها ومسخ هويتنا الجنوبية وتعطيل تاريخها الجنوبي وتدمبر بلادنا، تدمير كلي، ناهيك هذا عن إستخدامهم لأسلحة الدمار الجوية والبرية والجوية التي أستخدموها بعد حصارهم لبلادي والذي وحتى الأطفال والنساء والشيوخ إن لم نقل حتى وشبابنا العزل مع المارة الذين كانوا على الطريق أم والذين في السيارات والراقدين في المستشفيات لم يسلموا من هكذا قصف بقنابل محرقة طلت وتساقطت على رؤوسهم، دون رحمة أوشفقة.

وبعودتي لموضوعي الأساسي هذا والذي قد بدأته ببعض الأسطر آنفاً ليس إلا، والذي أيضاً لم أستطع ربما إستكماله، بهده المقالة المختزلة والمتواضعة، وفي عجالتها هذه، مع التأكيد بأنني لم أبوح تقريبا بالكثير مما أردت وبموالي العدني الشهير، حيث سأظل أتحفظ بأمور كثيرة وكبيرة، أجد بأنه لا داعي حاليا لذكرها أو حتى مجر التنويه أو التلويح بها، لكن وليفهم القاسي والداني، وليعلم الكل، بانه ربما أضطر وتوضيح بعض الشئ، إن دعت الضرورة أم والظروف، في ملامسة بعض الشئ في المحذور، هذا إن وجد أي كان باستطاعته مواصلة التنطع على عدن وأبنائها، أو ربما ولمن يفتكرون بان إبتزاز عدن وأبنائها هو مجرد لعب عيال. وعلى غرار التسلية بسوق النخاسة، أما فيما يخص أبطالنا من أمثال الرؤساء الأستاذ علي سالم البيض والرمز المناضل الأستاذ علي ناصر محمد كذا والمهندس حيدر أبوبكر العطاس، ود. محمد حيدرة مسدوس وعبدالله عبدالمجيد الأصنج، وعبدالرحمن الجفري ومحمد علي أحمد، فهؤلاء نكن لهم كل التقدير والإحترام، وهم أيضاً بممن نتعشم فيهم جميعاً، ومعهم كل شرفاء الجنوب من شيوخ وصناديد، بأن لا يسيبونا نحن أبناء عدن لوحدنا، في مسقط رأسنا عدن أن نزهق، ونتألم مرة أخرى، على ما أصابنا من قهرٍ وإذلال وحرمان منذ فجر الإستقلال وحتى اللحظة.

ورغم إني لا أريد أن أستعرض بهذا الموضوع مواقفهم الطيبة والكبيرة في سندي الشخصي والوقوف مع أسرتي خاصة الأستاذ علي ناصر محمد في علاجها الأولي، وطباعته لي كتابي الأول في ديناميكية الطيران، أول كتاب بحجمه كان في الوطن العربي، بمكتبه الشخصي في عدن، والذي قد أختفت بعد ذلك نسخته الأصلية، وهذا كان فضل كبير علي لم ولن أنساه اعتبره دين في عنقي، ساعيده له إنشاء الله مستقبلاً بعد إستعادة دولتنا، دولة الجنوب العربي، حيث ربما أستطيع بعد ذلك معالجة زوجتي والذي لم يساهم أحد إطلاقاً بإجراء عمليتها المرتقبة والذي ربما نتمكن بأن نبحث عن دولة أجنبية لإعانتنا في العلاج، ولنا كلنا زوجتي وأنا وأطفالي، كوننا ولا أريد احد أن يتبلطج علينا إطلاقاً، واتحدى أي كان أن يكون قد ضحى أحد ولو حتى بربع ماقدمناه، فنحن ضحينا بمهنتنا وأنا عالم في أبحاث الفضاء وعلوم الطيران، والوظيفة والصحة والسكن والراتب ولقمة العيش، وقتل أختي واخي الأصغر، والإبتزاز والإرهاب والإذلال الملاحقين به حتى اللحظة، كما أيضاً ورفض كل الإغراء آت المقدمة في سبيل قضية بلدي وشعبي، بالرغم من أن هناك أناس حاقدين متخلفين جهلة، أرادوا أن يلعبوا في الوقت الضائع على حساب تضحياتنا الكبيرة والجسمية، عرضهم أن يتنطعوا في بلادنا عدن وهم لا يسووا حتى بصلة خائصة، مرمية بمزبلة (كدافة) الفيل بالتواهي، لكنا نقول لهم تجريحكم لنا، هو وسام في صدرنا يضاف لرصيدنا بإسترجاع كرامتنا.

في الأخير وليس بآخر، وقبل أن نودعكم بجزءنا الأول هذا، لهكذا سلسلة مقالات سأكتبها أنا أستعرض بها ماذا يجب أن نعمله، وكيف يجب أن نعمل، وكيف سنعمل، وماهي القضية الجنوبية الكبرى، وكيف بدأت بمرحلتها الأولى كفكر وبلورته بعد ذلك في السياسة أنطلقت من الواقع وأشتغل بها الذهن بجدارة، لتعكس في الواقع و لتتجذر في الواقع والنفوس، فلا سياسة بدون فكر، ولا ميدان بدون سياسة، واليوم بمرحلة الميدان نقول أسهلاً وسهلاً بمن يريد أن يتقدم في الميدان ليحررنا، حتى وإن أرادنا أن نقبع في بيوتنا، فنحن مستعدون، بس يحررنا من نير هذا الإحتلال العسكري القبلي الهمجي والإستيطاني، ونحن سنكون لهم شاكرين، لكننا نعرفهم بأنهم شوية زلمات أقزام غير قادرين، إلا على التنطاع وفي محاولاتهم مرة اخرى في الهيمنة و الوصاية على عدن، وهذه عبارة عن بلطجة جديدة عفى عليها الزمن، ولم ولن تكن بواقع أحداث 1967م، كوننا نعيش اليوم واقع آخر، ربما يكون فعله عنيف وشرس إن تمادوا، كون الأوطان في الغفلة تنهب مرة واحدة فقط، ويكون التكرار خط أحمر وخطير، وما المطلوب من قادتنا التاريخيين إن أرادوا أن يدخلوا التاريخ عليهم أن يآزروا أبناء عدن ويدافعون معهم عن عدن مسقط رأس هؤلاء الشرفاء الذين 80 % من أخوانهم وأهاليهم وأسرهم وآبائهم لازالوا حتى اللحظة في الشتات مشردين، وما باقيتهم إلا ومشردين في شتات الداخل، ومعذبين ومحرومين من أراضيهم ووظائفهم وكرامتهم وهويتهم، فقوا مع أبناء عدن يا قادة الجنوب التاريخيين كي في التقديرات ليتمكنوا من قرآة الفاتحة على جتامين أهاليهم إن وجدوها، فأنصحوهم بالتالي، أو في أقل التقديرات أيضا إن أمكن إحضار رفاتهم،

وحتى الجزء الثاني إنشاء الله، مع الإعتذار لصياغة الجزء الأول هذا بهكذا عجالة، كوني بوعكة صحية، وماعادش نستطيع نجمع بالراحة، كون الفكر سارح والهجر جارح، لكن المعنوية عالية جداً جداً مع تهانينا الحارة لشعبنا العظيم، ومباركتنا إستعادة القنصلية البريطانية لعملها في عدن، مع رجائي بأن تؤدي المواقع الجنوبية دورها إلتزاماً منها بشرف المهنة الصحفية، وأن تعلن وتنشر ما يكتب عن عدن ولعدن وفي عدن، فعدن لا يمكن أن تكون لها أو تشكل لها أية حساسية، وعليها حياطة وياسين، كون عدن بلد مقدس لا يضر أحد، بالرغم من أنهم كلهم أضافوا كلمة عدن على مواقعهم ومذياعاتهم وشاشاتهم، فأثبتوا لنا أنكم تحترمون عدن وأبنائها فلا تعتموا عليها لا ولا على أبنائها، فلو كنتم لذلك مخلصين في أقل التقديرات لنشرتم ولو مثقال ذرة الأخبار الحقيقية لمؤتمر لندن الناجح الكبير.

فمؤتمر لندن بدأ في عدن يوم الجمعة بتاريخ يناير 8 2010م، ويتواصل هنا وهناك وسيعود ليعقد في من جديد في عدن للحسم النهائي، عدن مهد الحضارة والرقي والمدنية والسلم والسلام، وأرض المحبة والمودة والوئام، وأنتم كل واحد يبقى يبحث له عن أبناء منطقته أو عمومته أو قبيلته، لتشهروه، فالموضوع يخص بلادنا ولا يتعلق لا بالمناطقية لا ولا بالحزبية، فمتى تؤمنوا في حبكم الصادق لعدن، ومتى ترتضوا بأن يكون لعدن زعامات عدنية من أبنائها، رغم إن زعامة عدن ليس لكم فيها لا ناقة ولا جمل، فلا تحشروا أنوفكم فيها، فأحترموها وأحترمونا مثلما نحترمكم في أراضيكم ومناطقكم، مالم فلكل حدث حديث.

وحتى الملتقى في الحلقة القادمة الجزء الثاني.

د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه

رئيس مجلس الحراك السلمي (حسم) عدن

عدن في مارس 4 2010م

[email protected]

00967733761767

الجزء الثاني مثل هذا؟
الله يعين.