منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   14 اكتوبر الكذبة الكبرى والجريمة العظمى (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=71136)

اجيال الجنوب العربي 2011-08-11 09:01 PM

رائع أسد الشرق الخليفي واستمر ولا عليك من البغبغاوات التي تردد

ما تسمع فقط ولا تفقه شيئا مما تردده وكترديدهم إن 14 اكتوبر

طبعا يقصدون اكتوبر اليمنية لان هناك اكتوبر البلشفية الروسية ، قد هز العالم

( شر البلية ما يضحك )

ومش بعيد يطلعوا لنا غدا ويقولوا ان الأيام السبعة المجيدة في العام 1972 قد هزت عوالم الإنس والجن والحيوان والجماد والنبات .

اللهم ثبت علينا نعمة العقل والدين

احمد الخليفي 2011-08-11 10:55 PM

الاخ اسد الشرق الخليفي اليك هذا الفلم الوثائق عن استقلال الجنوب العربي سنة 67م
تمعن جيدآ في الصور وخصوصآ عند نزول الرئيس قحطان الشعبي من الطائرة ومن كان يسير
خلفة من غير الجنوبيين وستعرف متى تم اختطاف ثورة 14 اكتوبر وسرقة ثمارها ثم ما تلاها من جر للجنوب العربي نحو اليمننة ..
من تلك الحظة وذلك اليوم لم يرى الجنوب الخير بسبب الدخلاء الذي اتى بهم ابناء الجنوب انفسهم..
http://www.youtube.com/watch?v=ArQjZ...eature=related

عبدالسلام بن عاطف جابر 2011-08-12 01:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي (المشاركة 750750)


شعب توهه الرعاع والجهلة والغوغائية في دروب ظلام حالك ولم يجد من يضئ ليله
شعب سطر له الرعاع والجهلة والغوغائية دروبا للشيطان ً وللعلم قبراً ..
سوف أظل اكرر ولن يوقفني الملل حتى يقرأ كل شاب وشابة جنوبية عربية
بأن كل ما حصل منذ 1967 باطل وغير شرعي ، وعليه فما بني على باطل فهو باطل
اكرر وأقول الآن ، بل في كل لحظة يزداد إيماني ويترسخ قناعتي بأن ما أطلق عليها
ثورة 14 أكتوبر 1963 م ما هي سوى الكذبة الكبرى
والخطوة الأولى في طريق تنفيذ المؤامرة الخبيثة والشيطانية لتدمير الجنوب العربي
وقد كان لهم ذلك وحققوا هدفهم إلى حد كبير بقيادة ورعاية الجبهة القومية نتاج
اليمنيين الطامعين في ارض الجنوب العربي وثرواته وصناعة المخابرات المصرية
في العهد الناصري ونتاج الماركسيين العرب المنطوين تحت حركة القوميين العرب وعلى وجه التحديد قيادات
الفصائل الفلسطينية واللبنانية الماركسية ومن ثم امتدادها الحزب الاشتراكي اليمني الماركسي
اللينيني الدموي المشبوه والأداة الذي تكفل لاستكمال تنفيذ ذلك المخطط وتلك الجرائم
البشعة التي ارتكبت في الجنوب العربي منذ نوفمبر 1967وانهما خلف كل المصائب
والكوارث التي حلت بنا ، ولا يزال العديد من الجناة والمجرمين يحومون حول الحمى
لأهداف في غاية الخطورة أدناها محاولاتهم لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء , فهل
نحن مدركون لما يحاك ضدنا كشعب الجنوب العربي من قبل أولئك المجرمون والسفاحون
المتربصون بنا ؟

إننا لم ولن ننكر أو نغفل البعد التحرري الوطني لثورة شعب الجنوب العربي وقواه الوطنية
ومقاومتهم للاستعمار البريطاني منذ أن وطاء قدماه ارض الجنوب العربي وخاصة مرحلة
ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الاستقلال وفي كل أرجاء الجنوب العربي .










مع المادة كما وردت

و شكراً لأخي أسد الشرق الخليفي

و أنصحك تنزل للعيال قرار لجنة تصفية الأستعمار التابعة للأمم المتحدة و التي قررت أنسحاب بريطانيا من عدن

و ليعلم الجميع أن قرار خروج بريطانيا كان في يونيو 1962 يعني قبل ثورة اكتوبر

ليعلم الشعب الجنوبي ان النضال من اجل الاستقلال من الثلاثيات و من ذلك التاريخ انطلقت الثورة الجنوبية و ليس في 14 اكتوبر

فشكراً للوالد المناضل المحامي شيخان الحبشي طيب الله ثراه

سكن1 2011-08-12 02:08 AM

اقول رح تسحر افضل لك من الكلام الفاضي اللي لا يودي ولا يجيب

اسد الشرق الخليفي 2011-08-12 02:48 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام بن عاطف جابر (المشاركة 754233)


مع المادة كما وردت

و شكراً لأخي أسد الشرق الخليفي

و أنصحك تنزل للعيال قرار لجنة تصفية الأستعمار التابعة للأمم المتحدة و التي قررت أنسحاب بريطانيا من عدن

و ليعلم الجميع أن قرار خروج بريطانيا كان في يونيو 1962 يعني قبل ثورة اكتوبر

ليعلم الشعب الجنوبي ان النضال من اجل الاستقلال من الثلاثيات و من ذلك التاريخ انطلقت الثورة الجنوبية و ليس في 14 اكتوبر

فشكراً للوالد المناضل المحامي شيخان الحبشي طيب الله ثراه






شكرا الاخ العزيز عبدالسلام ولن ارد طلبك وتحت امرك .





مطالب رابطة الجنوب العربي إلى
لجنة تصفية الاستعمار ومجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة

من الواضح إن كل القرارات التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجانها المختصة جاءت مطابقة لنفس المطالب التي تقدم بها حزب رابطة الجنوب العربي إلى لجنة تصفية الاستعمار وهي المطالب التي اجمع عليها الأغلبية الساحقة من جماهير شعب الجنوب العربي المحتل والتي تتلخص في:

1 - إزالة الوجود الاستعماري0

2 - وحدة الجنوب العربي شعبا وأرضاً0

3 - انتقال السيادة وسلطات الحكم إلى الشعب بأجراء انتخابات عامة لمجلس تمثيلي تنبثق عنه حكومة وطنية لكل الجنوب العربي 0

4 - أجراء انتخابات عامة عامه في ظل الحريات الأساسية للإنسان وتحت أشراف لجنة دولية محايدة وان تسبق هذه الإجراءات نيل الاستقلال0

وفد الرابطة الذي شارك في اجتماع الجمعية العامة لهيئة ألأمم المتحدة كان مكوناً من لأخوة التالية اسماهم:

1 - السيد محمد علي الجفري رئيس الرابطة0

2 - الأستاذ شيخان الحبشي - أمين عام الرابطة0

-3 السلطان علي عبد الكريم العبد لي - سلطان لحج0




رئيس الجلسة:
بالاْمس وافقنا على اعطاء فرصة التحدث الى احد المندوبيين الوطنيين وهو السيد الحبشي سكرتير عام رابطة ابناء الجنوب العربي وانا الان بدوري ادعوه ليقف منصة اللجنة 0
انني ادعو السيد الحبشي لاْلقاء كلمته0
السيد الحبشي يلقي كلمته00





نص الخطاب
الذي ألقاه شيخان الحبشي
في الأمم المتحدة في أبريل من عام 1963م



السيد رئيس الجلسة، السادة الأعضاء الموقرين..

يجب قبل كل شيء أن أعلن شكر وامتنان شعب الجنوب العربي نحو الأمم المتحدة كمنظمة دولية وكأعضاء في هذه المنظمة، فقد استطاعت المنظمة أن تحقق استقلال كثير من الأمم الأفريقية والآسيوية واستطاعت أيضاً أن تكفل إلى حد كبير السلام والأمن للعالم، بيد أن ما يستحق الشكر والامتنان بوجه خاص هو أن المنظمة قد أصدرت قرارها الدولي الخاص بإلغاء الاستعمار ومنح الاستقلال لكل الشعوب والأقطار المستعمرة وبوجه أخص إنشاء الجمعية العامة هذه اللجنة كتنفيذ نص ومعنى بنود القرار كيما تستطيع جميع الشعوب والمناطق المحتلة أن تحصل على استقلالها.

لقد حضرت إلى الأمم المتحدة في عام 1959 ظاناً أني سأطرق أبوابها أسألها أن تمنحنا الاستقلال وكان الاعتقاد آنذاك أن الأمم المتحدة تستطيع أن تفعل شيئاً، غير أنها لم تكن قد أصدرت قرار منح الاستقلال، وكذا فقد علمت من الجميع وكنت اعتقد أنني لن أحصل وأتمتع بحق الاستماع في المنظمة ما لم أهدد السلم العالمي وأريق الدماء وأرتكب التخريب والقتل وكثيراً من أعمال العنف، عندئذ فقط أستطيع لفت نظر الأمم المتحدة.

والآن وقد صدر القرار المشار إليه أنفا نستطيع معشر أبناء الجنوب العربي أن نتمتع بحق الاستماع والكلام والفضل يرجع إلى الأمم المتحدة. ورغم ذلك فإن كثيراً من ذوى النوايا الطيبة في العالم ما زالوا يعتقدون أن الأمم المتحدة لا تلتفت إلا إلى إراقة الدماء والقتل والمذابح والتخريب وأعمال العنف، لأن الأمم المتحدة عودتهم على مثل هذا الاعتقاد.. وأنا اعتقد أن الأمم المتحدة يجب أن تزيل هذه الفكرة بأعمالها وتصرفاتها في السنين القادمة، ولا سيما إزاء الجنوب العربي.

إن الجنوب العربي جزء من العالم العربي ومن السهل جداً أن يفعل أهله مثلما فعل الجزائريون والقبارصة، فيريقوا الدماء ويزهقوا الأرواح فيحصلوا على احترام الأمم المتحدة لرغباتهم وأهدافهم.

لقد أتيت إلى الأمم المتحدة بتوجيه من أبناء الجنوب العربي وكلي ثقة وإيمان بأن الأمم المتحدة ستقوم بتنفيذ قرارها العالمي دون الحاجة إلى ما لا يلزم من إراقة الدماء وارتكاب أعمال العنف.

إنني أرى أن أمام الأمم المتحدة فرصة طيبة لتثبت أنها قادرة على تنفيذ قرارها وأنها حريصة على حياة الضعفاء والمستعمرين، وحقن دمائهم حرصها على حياة الأمم القوية.

وأرجو ألا يؤدي حضوري إلى الأمم المتحدة ولجوئي إليها إلى الاستهانة بتصميم شعبي الأكيد على مواصلة كفاحه لنيل حقه ألا وهو الحرية. فعلى الأمم المتحدة أن تلتزم بقراراتها فهي منظمة أمم متحدة لا أمم متنافرة، تنصر الحق والعدل وإذا تحقق العدل في كل مكان، انتصر السلام والأمن.

إن قضية الجنوب العربي واضحة وبسيطة وسهلة الفهم إذا تحاشينا التعقيدات الكامنة خلفها. إنها قضية شعب مُستعمر- أعني شعب الجنوب العربي- يعيش في ظل الحكم البريطاني وتحت سيطرته ليس له من تمثيل لدى أي تنظيم أو هيئة عالمية ولا يتمتع بعضوية المجتمعات الحرة.. هذه هي قضية الجنوب العربي. إنه قطر مستعبد، وعلى الأمم المتحدة أن تجعله قطراً حراً.

إن عالم اليوم لم ير من قبل قطراً صغيراً قليل السكان متأخراً إلى حد كبير، يرأسه هذا العدد الغفير من الحكام، ومقسماً إلى هذا العدد من الولايات لكل منها علمها الخاص وضرائبها الجمركية كالجنوب العربي. في الجنوب العربي عدد من الولايات يضاهي عدد ولايات الأمريكيتين. فيه حوالي 23 ولاية أو تزيد برؤسائها من أمراء وسلاطين وشيوخ، هم أنفسهم ليسوا إلا عبيداً لغيرهم لا حول لهم ولا قوة.أما في المجالات الخارجية، فالجنوب العربي واحة سياسية لا تتجزأ رغم أنه داخلياً مقسم إلى هذا العدد الكبير من الولايات، كل واحدة منها مستقلة تماماً عن الأخرى، إلا أنها تخضع جميعها لعدن وعدن مستعمرة. هذا هو الحال في الجنوب العربي، وأي حال!.

وطالما أن حقيقة الأوضاع هناك لا زالت خافية على هذه المنظمة، فإن من واجبي أن اكشفها وأبينها، لا رغبة في التشهير والفضيحة ولكن لإحقاق الحق وكشف القناع عن الواقع المرير الذي يعيشه ذلك الصقع التعس.

ما هو الجنوب العربي؟

إن بلدي كما ذكرت يتكون من مستعمرة عدن - وهي مجرد مدينة - وعدد من السلطنات والإمارات والمشيخات، لا يعلم عددها أحد لأنها تتكاثر من وقت لآخر. كل هذه المنطقة وهي وحدة في نظر العالم الخارجي تقع على الساحل الجنوبي- الغربي من بلاد العرب. أما عدن فتبلغ مساحتها 75 ميلاً مربعاً فقط، بينما تبلغ مساحة عدن والمحميات حوالي 120000ميل مربع. وكانت قد قسمت منذ عهد طويل إلى سلطنات وإمارات متعددة كل واحدة تتبع شيخاً، ثم جاءت قوات المملكة المتحدة في عام 1838 إلى عدن واحتلها بالقوة الحربية واختطفتها من سلطنة لحج. ومنذ ذلك العام استطاعت سلطات المملكة المتحدة في عدن أن تخضع جميع شيوخ المنظمة وتربطهم بالسلطات البريطانية في عدن ولندن. وهكذا تدرج الشيوخ حتى أصبحوا رؤساء لولاياتهم أمام مواطنيهم، أما بالنسبة للمملكة المتحدة فليسوا سوى عبيد لا حول لهم ولا قوة، لا يملكون حق التصرف بدافع من رغباتهم وأهدافهم ويتحتم عليهم طاعة وتنفيذ أوامر ونصائح سلطات المملكة المتحدة في عدن، وقد ارتبطوا بما يسمى معاهدات الحماية ومعاهدات الاستشارة. إنهم بمقتضى معاهدات الاستشارة محرومون من إقامة علاقات أو الاتصال أو التفاوض مع أي جهة في الداخل أو الخارج، إلا بعد موافقة الحكومة البريطانية بعدن، ولا يستطيع أي منهم التفاوض مع شيخ آخر ولو كان جاراً له، دون موافقة الحكومة البريطانية في عدن.وبمقتضى هذه المعاهدات قسمت المنطقة إلى وحدات سياسية متعددة، وزاد استبعادها وتقييدها إزاء العالم الخارجي. وقد كان واضحاً للجميع أن بريطانيا كانت - ولعلها لا زالت - تطبق سياسة (فرق تسد)

تلك كانت حالة الجنوب العربي، صحيح أن عدن ربما تكون ذات أهمية بالنسبة للملاحة التجارية، ولكن هذا لا يحتم بقاءها تحت الاحتلال العسكري البريطاني.

وطال ما أن المملكة المتحدة قد فرضت وصايتها كأمر واقع، فيجب عليها أن تقوم بارتباطات وواجبات الوصية الصالحة، فتطعم من استوصت نفسها عليهم وتقدم لهم العلاج وترعى مصالحهم. وهو ما لم تفعله المملكة المتحدة، فلم تطعم أبناء البلاد ولم تأبه لصحتهم ولم تنمّ مصالحهم الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية بأي حال من الأحوال. فحتى عام 1956 لم يكن بالجنوب العربي أية مدرسة ثانوية عدا مدرسة واحدة في عدن وهي إحدى مستعمرات التاج البريطاني، ولم يكن في البلاد طبيب من أبنائها. ونقلاًً عن تقرير اللجنة الخاصة بالمعلومات المتعلقة بالمناطق المستعمرة، ليس بمستشفيات الجنوب العربي كله أكثر من 104 أسرة، بينما يبلغ عدد السكان حوالي مليون ونصف المليون. هذا ما حققته الوصية التي نصبت نفسهاء على المنطقة».




قرار الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة
في 11 ديسمبر 1963م الخاص باستقلال ووحدة
الجنوب العربي


في ما يلي نص القرار



وأخيرا قدمت لجنة تصفية الاستعمار تقريرها عن قضية الجنوب العربي - عدن والمحميات- بواسطة اللجنة الرابعة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ونوقش التقرير في النصف الأول من شهر ديسمبر سنة 1963م وتحدث كثير من الوفود حول القضية منددا بالاستعمار البريطاني وعدوانه وتلكؤه في تنفيذ نص الإعلان العالمي بتصفية الاستعمار بالنسبة للجنوب العربي وامتناعه عن السماح للجنة الفرعية بدخول المنطقة 0

وقد وافقت الجمعية على هذا هو التقرير المختص بعدن0

التقرير كما أصدرت في 11 ديسمبر 1963م بأكثرية 77 صوتا ومعارضة 10 أصوات وامتناع 11 عضوا عن التصويت منهما ليمن0

أن الجمعية العامة:

وبعد إن وضعت في اعتبارها الفصل الخامس من تقرير اللجنة الخاصة بالنظر في تطبيق الإعلان القاضي بمنح الاستقلال للأقطار والشعوب المستعمرة 00

وهو التقرير المختص بعدن 0

وإذ تشير إلى قراراتها رقم 1514 الصادر في 17 ديسمبر 1960م ورقم 1954 الصادر في
27 نوفمبر 1961م ورقم 1810 الصادر في 17 ديسمبر 1962م
وإذ جعلت نصب عينيها الرغبة الاجتماعية التي أعرب عنها للجنة الفرعية المختصة بعدن في الإنهاء العاجل للسيطرة الاستعمارية0

وإذ أحاطت علما بالرغبة القوية للسكان في وحدة المنطقة
وإذ تعرب عن اهتما مها العميق للأحوال المتردية في المنطقة وان استمرارها قد يؤدي إلى اضطراب خطير ويهدد الأمن الدولي ويعكر صفوه0

وبعد إن اقتنعت بضرورة استشارة شعب المنطقة في اقرب وقت ممكن:

1 - تصادق على تقرير اللجنة الخاصة بتطبيق الإعلان العالمي القاضي بمنح الاستقلال للأقطار والشعوب المستعمرة وتؤيد استنتاجات وتوصيان اللجنة الفرعية المختصة بعدن0

2 - تعرب عن أسفها البالغ لرفض حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال ايرلندا التعاون مع اللجنة الفرعية المختصة بعدن خاصة رفضها السماح للجنة الفرعية بالذهاب إلى المنطقة تنفيذا للمهمة التي كلفتها بها اللجنة الخاصة 0

3 - تؤيد قرارات اللجنة الخاصة التي أصدرتها في 3 يونيو 1963م و19 يوليو 1963م0

4 - تجدد التأكيد بحق شعب المنطقة في التحرر من الحكم الاستعماري وتقرير المصير طبقا للإعلان العالمي القاضي بمنح الاستقلال للأقطار والشعوب المستعمرة 0

5 - تعتبر إن الاحتفاظ بالقاعدة الحربية في عدن يلحق أضرارا يكدر صفو الأمن في تلك الجهات ولذلك فان إلغاؤها العاجل أمر مرغوب فيه 0

6 - توصي بوجوب السماح لشعب عدن ومحمياتها بمزاولة حقه في تقرير مصيره بالنسبة لمستقبله على إن تتخذ مزاولة ذلك الحق شكل التشاور بين جميع السكان يجرى في فرصة ممكنة على أساس من حق التصويت العام لكل البالغين 0

7 - تطالب الدولة صاحبة الإدارة بان0
:
أ - تلغي كافة القوانين التي قيدت الحريات العامة 0

ب - تطلق سراح السجناء والمعتقلين السياسيين والمحكوم عليهم لقيامهم بنشاط ذي طابع سياسي0

ج - تسمح بعودة المنفيين أو اللذين منعوا من الإقامة في المنطقة لنشاطهم السياسي0

د - إن تكف في الحال عن جميع عمليات القمع ضد شعب المنطقة خاصة توجيه الحملات العسكرية إلى القرى وقصفها 0

8 - وتطالب الدولة صاحبة الإدارة إن تحدث التعديلات الدستورية الضرورية لغرض إقامة جهاز تمثيلي وإقامة حكومة مؤقتة لعموم المنطقة طبقا لرغبات السكان على إن يقام ذلك الجهاز التمثيلي وتلك الحكومة بناء على انتخابات عامة تجري على أساس من حق التصويت العام لكل البالغين مع المراعاة الكاملة لحقوق الإنسان الأساسية وحرياته السياسية 0

9 - ترجو السكرتير العام بالتشاور مع اللجنة الخاصة والدولة صاحبة الإدارة أن يرتب وجودا فعالا للأمم المتحدة قبل الانتخابات المشار إليها وأثناءها 0

10 - توصي بوجوب أجراء هذه الانتخابات قبل نيل الاستقلال الذي سيمنح طبقا للرغبات التي يبديها السكان بملء حريتهم 0

11 - توصي بوجوب عقد محادثات دون إي تأخير بين الحكومة التي تسفر عنها الانتخابات السالفة الذكر وبين الدولة صاحبة الإدارة لغرض تحديد موعد الاستقلال وترتيب نقل السلطة 0

12 - ترجو السكرتير العام إن يبلغ هذه القرارات إلى الدولة صاحبة الإدارة وان يقدم تقريرا إلى اللجنة الخاصة حول تنفيذها 0

13 - ترجو اللجنة الخاصة إن تدرس الحالة في عدن مرة أخرى وان تقدم تقريرا عنها إلى الجمعية العامة في دورتها التاسعة عشر

اليمن امتنعت عن التصويت
لصالح قرار استقلال الجنوب العربي



عند اتخاذ القرار من قبل هيئة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11/ ديسمبر / 1963م الخاص بمنح حق الاستقلال لعدن ومحمياتها ((الجنوب العربي)) كانت نتائج التصويت على النحو التالي:

1 - مع قرار استقلال الجنوب العربي بأكثرية 77 صوتاً.

2 – معارضة قرار استقلال الجنوب العربي 10 أصوات.

3 – امتنع عن التصويت 11 عضواًً منهم اليمن.

وهنا يثبت الحقد اليمني الدفين على الجنوب العربي الأبي... وما قاموا من أفعال دنياه في كل الاتجاهات منها الدبلوماسية... راجعوا نصوص قرار الاستقلال المتخذ من قبل الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة التي أصدرتة في 11 سبتمبر 1963م




اسد الشرق الخليفي 2011-08-12 03:05 AM




لقد رفضت رابطة الجنوب العربي أن تقوم بنفس الدور الذي قامت به (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) .. مقابل استلام السلطة من بريطآنيآ .. وأصرت على ضرورة قيام مؤسسات ديمقراطية ينتخبها الشعب - طبقا لتوصيات الأمم المتحدة - تنبثق عنها حكومة مركزية لعموم الجنوب تتولى الحكم .

واعتبرت الرابطة أن هذا هو السبيل الوحيد الذي يؤمن السلامة .. والاستقرار لدولة الاستقلال .. ويجنب الشعب التطاحن الذي ذاق مرارته بعد ذلك .

ذلك أن الرابطة لم ترد قط أن تكون (( جهاز الإكراه )) الذي يحكم الجنوب العربي .. حتى وإن كآن هذا الإكراه إلى الخير ..

وما كنا نظن أن أحدا آخر سيهرع إلى التهالك على العرض البريطاني .. وسيوافق على رفع رايته على الدبابات البريطانية التي دمرت الشيخ عثمان .. واقتحمت الصعيد وحبان .

لقد كنا نظن بالآخرين ما نظن بأنفسنا من (( الولاء )) لشعب الجنوب العربي .. والرغبة المتجردة في عزته وكرامته .. وحقن دمائه .. غير أن الشيوعيين حتى وإن كانوا عربا لا تعوقهم الوساوس الخلقية أثناء الصعود إلى السلطة .. كما لا يعوزهم اختلاق (( الذرائع والمسوغات )) التي تبيح لهم إرهاق الدماء .. وتنظيم حملات التصفية .. في المجتمعات التي يصلون إليها بالإرهاب .. والتآمر على مراكز القوة .. والتأثير فيها .

إن استعذاب القتل .. وتغذية الضغائن .. والمثابرة على تنميتها والحث المستمر على حتمية التناقضات في المجتمع الواحد .. والدعوة إلى تصفية هذه التنآقضآت بالعنف الثوري ..!

هذه الأمور آمنت بها (( الماركسية )) دون كآفة المعتقدات الشاذة التي عرفتها الإنسانية طوال أربعة ألاف عام .. وهي الحقبة الزمنية التي يمكن متابعة وقآئعهآ في كتب التأريخ .. وعلم الحضارة .

كما أن الحقد شيء لا تعرفه العقائد السمحاء .. ولكنه - أي الحقد - من أهم العوامل المحركة في صلب الماركسية .


عبدا لله الجابري







اسد الشرق الخليفي 2011-08-12 04:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سكن1 (المشاركة 754259)
اقول رح تسحر افضل لك من الكلام الفاضي اللي لا يودي ولا يجيب


عذرا تأخرت في الرد على تعليقك لانني اخذت بنصيحتك فذهبت الى تناول وجبة السحور ثم آويت الى الفرش ونسيتك معليش سامحنا .




اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

( ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) سورة الاعراف



رؤوف عبده صالح 2011-08-12 05:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي (المشاركة 750750)


شعب توهه الرعاع والجهلة والغوغائية في دروب ظلام حالك ولم يجد من يضئ ليله
شعب سطر له الرعاع والجهلة والغوغائية دروبا للشيطان ً وللعلم قبراً ..
سوف أظل اكرر ولن يوقفني الملل حتى يقرأ كل شاب وشابة جنوبية عربية
بأن كل ما حصل منذ 1967 باطل وغير شرعي ، وعليه فما بني على باطل فهو باطل
اكرر وأقول الآن ، بل في كل لحظة يزداد إيماني ويترسخ قناعتي بأن ما أطلق عليها
ثورة 14 أكتوبر 1963 م ما هي سوى الكذبة الكبرى
والخطوة الأولى في طريق تنفيذ المؤامرة الخبيثة والشيطانية لتدمير الجنوب العربي
وقد كان لهم ذلك وحققوا هدفهم إلى حد كبير بقيادة ورعاية الجبهة القومية نتاج
اليمنيين الطامعين في ارض الجنوب العربي وثرواته وصناعة المخابرات المصرية
في العهد الناصري ونتاج الماركسيين العرب المنطوين تحت حركة القوميين العرب وعلى وجه التحديد قيادات
الفصائل الفلسطينية واللبنانية الماركسية ومن ثم امتدادها الحزب الاشتراكي اليمني الماركسي
اللينيني الدموي المشبوه والأداة الذي تكفل لاستكمال تنفيذ ذلك المخطط وتلك الجرائم
البشعة التي ارتكبت في الجنوب العربي منذ نوفمبر 1967وانهما خلف كل المصائب
والكوارث التي حلت بنا ، ولا يزال العديد من الجناة والمجرمين يحومون حول الحمى
لأهداف في غاية الخطورة أدناها محاولاتهم لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء , فهل
نحن مدركون لما يحاك ضدنا كشعب الجنوب العربي من قبل أولئك المجرمون والسفاحون
المتربصون بنا ؟

إننا لم ولن ننكر أو نغفل البعد التحرري الوطني لثورة شعب الجنوب العربي وقواه الوطنية
ومقاومتهم للاستعمار البريطاني منذ أن وطاء قدماه ارض الجنوب العربي وخاصة مرحلة
ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الاستقلال وفي كل أرجاء الجنوب العربي .







عزيزي اسد الشرق الخليفي حياك الله وابقاك ورمضان كريم عليناء وعليك وعلى المسلمين عامه
شعب الجنوب العربي او اليمني قاوم الاستعمار بكل اصنافه من فجر التاريخ الى اليوم ومازلناء نقاوم وكل ما انتهيناء من احتلال تحتلناء دوله اخرى ولن نعيب او نقلل من اي مسمى للثورات الجنوبيه فالمسميات لا تؤثر بقدر تاثير الثورات نفسهاء فكلهاء ثورات شعب الجنوب كان القصد منهاء اخراج المحتل اين كان نوع الاحتلال او الدوله المحتله لارضناء ونحن اليوم في امس الحاجه لان نستفيد من الثورات السابقه ناخذ مايفيد ونترك الباقي
ويجب ان نهتم ونركز على تحرير ارضناء بالوقت الحاضر فاننا لم نتحرر بعد منذ ان وطائت اقدام الغزاه الانجليز ارضناء الى اليوم ونحن الان في قمه الهرم التحرري لاننا قد استفدناء من ثورات كثيره خسرناها
يجب ان نخلص نتيتناء بالتصالح والتسامح اولا مع الجيل الذي سبقوناء بالثورات ضد الانجليز وغيرهم ونحترم ارادتهم وتضحياتهم ثانيا مع انفسناء اليوم لانناء الان في مفترق طرق عكس الماضي الان اما نتحرر وتعود ارضناء الجنوب العربي وعاصمتهاء عدن او تنتهي دولتناء وتاريخناء الى الابد
ولك كل الاحترام والتقدير

اسد الشرق الخليفي 2011-08-12 07:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة استبرق (المشاركة 754115)
الاخ اسد الشرق الخليفي اليك هذا الفلم الوثائق عن استقلال الجنوب العربي سنة 67م
تمعن جيدآ في الصور وخصوصآ عند نزول الرئيس قحطان الشعبي من الطائرة ومن كان يسير
خلفة من غير الجنوبيين وستعرف متى تم اختطاف ثورة 14 اكتوبر وسرقة ثمارها ثم ما تلاها من جر للجنوب العربي نحو اليمننة ..
من تلك الحظة وذلك اليوم لم يرى الجنوب الخير بسبب الدخلاء الذي اتى بهم ابناء الجنوب انفسهم..
http://www.youtube.com/watch?v=arqjz...eature=related



شكرا الاخ استبرق

لم تكن ثورة بل كانت مؤامرة دنيئة شاركت فيها قوى عديدة وان جنوبيون شاركوا فيها وبعلم مسبق ( لايزال البعض منهم على قيد الحياة ) ، وان البعض الاخركمن هو اطرش في الزفة وان الغالبية اخذوا الامور والاحداث وتفاعلوا معها بنية حسنة

وسذاجة مفرطة .


تحياتي وصيام مقبول




احمد الخليفي 2011-08-13 01:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي (المشاركة 754749)
شكرا الاخ استبرق


لم تكن ثورة بل كانت مؤامرة دنيئة شاركت فيها قوى عديدة وان جنوبيون شاركوا فيها وبعلم مسبق ( لايزال البعض منهم على قيد الحياة ) ، وان البعض الاخركمن هو اطرش في الزفة وان الغالبية اخذوا الامور والاحداث وتفاعلوا معها بنية حسنة

وسذاجة مفرطة .


تحياتي وصيام مقبول



اخي اسد الشرق يبدو بانك مصر على رايك وغير مقتنع بكل ماتم ذكره لك من خلال الردود السابقة..
وعلى كل حال ليس انت ولا انا من يقيم ثورة 14 اكثوبر ودماء الشهداء الذي اريقت من اجل انتصارها
سنترك للتاريخ الحكم عن تلك الثورة لكوننا بصدد ثورة جديد وتحرير اخر من المحتليين..
لك التحية..

Ganoob67 2011-08-13 02:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة استبرق (المشاركة 754964)
اخي اسد الشرق يبدو بانك مصر على رايك وغير مقتنع بكل ماتم ذكره لك من خلال الردود السابقة..

وعلى كل حال ليس انت ولا انا من يقيم ثورة 14 اكثوبر ودماء الشهداء الذي اريقت من اجل انتصارها
سنترك للتاريخ الحكم عن تلك الثورة لكوننا بصدد ثورة جديد وتحرير اخر من المحتليين..

لك التحية..

الثورات لا تقيّم بدماء الشهداء بل بنتائجها.... و إلا لكانت أحداث 13 يناير هي ثورتنا الكبرى!!!
ثورة 14 أكتوبر لم يكن لها داعي من الأساس... لأن بريطانيا و غيرها من الدول الإستعمارية كانت قد قررت أصلا التخلي عن مستعمراتها التي أصبحت مكلفة بالنسبة لها عسكريا و ماليا و سياسيا... و خاصة أنه كانت هناك قوانين جديدة بدأ العمل فيها تعطي الحق لسكان المستعمرات الحصول على سياسة الدولة المستعمرة (بالكسرة) و التمتع بكافة حقوق المواطنة.
لهذا قررت الدول الإستعمارية التخلص من المستعمرات و إستبدال السياسة الإستعمراية التقليدية بما صار يعرف بالإستعمار الجديد!!
لو لم تقم ثورة 14 أكتوبر لكان حالنا اليوم كحال الإمارات في أسوأ الأحوال!!!

احمد الخليفي 2011-08-13 02:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ganoob67 (المشاركة 754983)
الثورات لا تقيّم بدماء الشهداء بل بنتائجها.... و إلا لكانت أحداث 13 يناير هي ثورتنا الكبرى!!!
ثورة 14 أكتوبر لم يكن لها داعي من الأساس... لأن بريطانيا و غيرها من الدول الإستعمارية كانت قد قررت أصلا التخلي عن مستعمراتها التي أصبحت مكلفة بالنسبة لها عسكريا و ماليا و سياسيا... و خاصة أنه كانت هناك قوانين جديدة بدأ العمل فيها تعطي الحق لسكان المستعمرات الحصول على سياسة الدولة المستعمرة (بالكسرة) و التمتع بكافة حقوق المواطنة.
لهذا قررت الدول الإستعمارية التخلص من المستعمرات و إستبدال السياسة الإستعمراية التقليدية بما صار يعرف بالإستعمار الجديد!!
لو لم تقم ثورة 14 أكتوبر لكان حالنا اليوم كحال الإمارات في أسوأ الأحوال!!!

اخي العزيز نعلم بان الامبراطورية البريطانية قد انتهت بعد الحرب العالمية الثانية وبداء نجم امبراطورية الغرب الجديدة
في الظهور وهي امريكاء؛ لذا قررة بريطانياء سحب جميع قواتها وتسليم مستعمراتها الى اصحاب الارض الاصليين..
وعلية نقول بان ثورة 14 اكثوبر اتت لهدف لم الشمل الجنوبي وتفادي تشرذمة بعد رحيل الاستعمار فلو ان بريطانياء رحلت
واستمر الوضع في الجنوب كما هو علية لكان تقسم الجنوب الى دويلات وسلطنات وامارات تتناحر في مابينها ؛اما قولك لكان
حالنا مثل الامارات العربية فهذا غير صحيح لان بريطانيا عندما غادرة الامارات لم تترك خلفها الا بيوت من الصفيح وصحاري قاحلة
وهذا خلاف ماكانت علية عدن درة مدن الشرق في حينها ايضآ الامارات العربية عندما رحلت منها بريطانياء لم تكن دولة بكل مقوماتها
ولهذا سعى الشيخ زايد رحمة الله على وحدة تلك الامارات المتناثرة وجعل منها دولة حتى اتى النفط والطفرة التي كانت السبب الرئسي
في تماسك الدولة ونهوضها الاقتصادي..
استذكرت كلمات قالها الشيخ زايد رحمة الله في احد مناسبات استقلال دولة الامارات عندما سألتة مذيعة عربية في مقابلة تلفزيونية وقالت
له نريدك تحدثناء عن ثورتكم ضد المستعمر وكيف تمكنتوا من الانتصار ونيل الاستقلال ..؟
فماكان من الشيخ الا ان ابتسم وقال يابنتي لم نقيم اي ثورة في الامارات ضد الانجليزي بل انهم عندما ابلغونا بموعد رحيلهم من بلادنا
حزنا على قرارهم وطلبنا منهم البقاء لاننا كنا نعيش معهم ويقدموا لنا الدعم الغذائي والمادي وبعد رحيلهم مرت علينا ضروف قاسية او هكذا قال..
وعلية نكرر ونقول بان ثورة 14 اكتوبر اتت لهدف نبيل يوحد الجنوب ويكسبة مناعة ولكن ثمار تلك الثورة تم اختطافها باسم القومية العربية
ثم جر الجنوب العربي الى اليمننة من خلال مخطط مرسوم مسبقآ ..

رفيق الجنوب 2011-08-13 02:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ganoob67 (المشاركة 754983)
الثورات لا تقيّم بدماء الشهداء بل بنتائجها.... و إلا لكانت أحداث 13 يناير هي ثورتنا الكبرى!!!
ثورة 14 أكتوبر لم يكن لها داعي من الأساس... لأن بريطانيا و غيرها من الدول الإستعمارية كانت قد قررت أصلا التخلي عن مستعمراتها التي أصبحت مكلفة بالنسبة لها عسكريا و ماليا و سياسيا... و خاصة أنه كانت هناك قوانين جديدة بدأ العمل فيها تعطي الحق لسكان المستعمرات الحصول على سياسة الدولة المستعمرة (بالكسرة) و التمتع بكافة حقوق المواطنة.
لهذا قررت الدول الإستعمارية التخلص من المستعمرات و إستبدال السياسة الإستعمراية التقليدية بما صار يعرف بالإستعمار الجديد!!
لو لم تقم ثورة 14 أكتوبر لكان حالنا اليوم كحال الإمارات في أسوأ الأحوال!!!

لم تكن موفق اخي الحبيب في سطرك الاول من المشاركة فلا يوجد اوجة شبة او مقارنة بين الاثنين وليس المقصود كمية الدماء وانما هدف الدماء التي سقطت!!

اما فيما تبقى من مشاركتك فهو صحيح وهو غير صحيح في نفس الوقت

وحديثنا مع الاخ العزيز اسد الشرق هو ليس من باب الدفاع عن الثورة وانما من باب ان الاخ اسد الشرق يطالب بادانتها ,وهو ما لا يجوز, وهل تعلم ماذا يعني ادانتها (لا اعتقد ان المسالة تحتاج توضيح) لانها اصبحت صفحة من تاريخ الجنوب بسيأتها

وحسناتها ,كما ان تصويبها ولومها حاليا لا يقدم ولا يؤخر بل ان الضرر سيكون الغالب, اضف الى ذلك ان اهداف الثورة الحقيقية وليس المحرفة فيما بعد, كانت اهداف نبيلة وتخدم شعب الجنوب.

تحية لك وشاتقنا لكتاباتك اين الغيبة :)

شهرك كريم

رفيق الجنوب 2011-08-13 02:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة استبرق (المشاركة 755013)
اخي العزيز نعلم بان الامبراطورية البريطانية قد انتهت بعد الحرب العالمية الثانية وبداء نجم امبراطورية الغرب الجديدة
في الظهور وهي امريكاء؛ لذا قررة بريطانياء سحب جميع قواتها وتسليم مستعمراتها الى اصحاب الارض الاصليين..
وعلية نقول بان ثورة 14 اكثوبر اتت لهدف لم الشمل الجنوبي وتفادي تشرذمة بعد رحيل الاستعمار فلو ان بريطانياء رحلت
واستمر الوضع في الجنوب كما هو علية لكان تقسم الجنوب الى دويلات وسلطنات وامارات تتناحر في مابينها ؛اما قولك لكان
حالنا مثل الامارات العربية فهذا غير صحيح لان بريطانيا عندما غادرة الامارات لم تترك خلفها الا بيوت من الصفيح وصحاري قاحلة
وهذا خلاف ماكانت علية عدن درة مدن الشرق في حينها ايضآ الامارات العربية عندما رحلت منها بريطانياء لم تكن دولة بكل مقوماتها
ولهذا سعى الشيخ زايد رحمة الله على وحدة تلك الامارات المتناثرة وجعل منها دولة حتى اتى النفط والطفرة التي كانت السبب الرئسي
في تماسك الدولة ونهوضها الاقتصادي..
استذكرت كلمات قالها الشيخ زايد رحمة الله في احد مناسبات استقلال دولة الامارات عندما سألتة مذيعة عربية في مقابلة تلفزيونية وقالت
له نريدك تحدثناء عن ثورتكم ضد المستعمر وكيف تمكنتوا من الانتصار ونيل الاستقلال ..؟
فماكان من الشيخ الا ان ابتسم وقال يابنتي لم نقيم اي ثورة في الامارات ضد الانجليزي بل انهم عندما ابلغونا بموعد رحيلهم من بلادنا
حزنا على قرارهم وطلبنا منهم البقاء لاننا كنا نعيش معهم ويقدموا لنا الدعم الغذائي والمادي وبعد رحيلهم مرت علينا ضروف قاسية او هكذا قال..
وعلية نكرر ونقول بان ثورة 14 اكتوبر اتت لهدف نبيل يوحد الجنوب ويكسبة مناعة ولكن ثمار تلك الثورة تم اختطافها باسم القومية العربية
ثم جر الجنوب العربي الى اليمننة من خلال مخطط مرسوم مسبقآ ..

تعظيم سلام

اسد الشرق الخليفي 2011-08-13 04:20 AM



وثائق مصرية عن الجنوب العرب

الرؤية المصرية في تلك الفترة



يتميز الجنوب العربي بموقع جغرافي فريد يمتد من باب المندب غرباً وجبل الشيخ سعيد من على امتداد المداخل الجنوبية للبحر الأحمر ومداخل المحيط الهندي مما جعله يكسب أهمية إستراتيجية جعلته نقطة صراع منذ الحقب التاريخية للتنافس والحماية للمصالح الإستراتيجية والتجارية في المحيط الهندي وباب المندب ليجعل منه جسر دولياً في وسط المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط. وبهذه المكانة الإستراتيجية للجنوب العربي وجد نفسه هذا الشعب داخل حلقة الصراع الدولي للسياسة التي أفرزتها الحربين العالميتين من بروز سمه جديدة للعصر في الصراع السياسي في ذلك الوقت (المعسكر الاشتراكي - المعسكر الرأسمالي) وهذا الصراع أدى إلى بروز حركة التحرر الوطني من الاستعمار في حق تقرير المصير للشعوب والتي أقرتها الأمم المتحدة لتصفية مخلفات الاستعمار لنيل الاستقلال لهذه الشعوب. وباندلاع ثورة 23 يوليو في مصر 1952م لعبت دوراً بارزاً في التأثير على مجريات الأمور في الوطن العربي والشرق الأوسط عموماً سواء من حيث المفاهيم والمنطلقات الفكرية التي طرحتها كمنهاج وخطة عمل على الصعيد الداخلي أو بالنسبة لمجمل تحالفاتها وعلاقاتها مع القوى والأنظمة القائمة ونظرتها لطبيعة التحالف مع القوى الخارجية. والواقع أن تأثير الثورة على الحركة القومية العربية كان كبيرا لدرجة أنه ما من حزب قومي إلا وطلب ربط مصيره بمصير ثورة مصر التي قادها عبدالناصر وكانت حركة القوميين العرب الأكثر تأثراً بالثورة المصرية. ودخل الجنوب العربي ضمن هذا الصراع القومي لمفهوم الوحدة العربية ويمننة الجنوب على طريق قيام الدولة العربية الموحدة من خلال إنشاء الحركة الوطنية والمتمثلة في مجموعة من التنظيمات السياسية للعمل الوطني وتفعيل دورها مع كافة الشرائح في المجتمع المدني المتمثل في النقابات العمالية والمهنية وغيرها من التحالفات الشعبية لكي تلعب دوراً كبيراً في توعية الشعب نحو حركة التحرر الوطني ودعوة إلى دمج إمارات الجنوب العربي مع اليمن على طريق الوحدة العربية وبانتصار ثورة يوليو ودعمها للقوميين قُدر لهذا الشعب أن يسجل صفحة من صفحات الدمج ألقسري لهوية وتاريخ وثقافة شعب الجنوب العربي المتأصل في جذور التاريخ الإنساني والحضاري في مملكاته الأولى مثل مملكة حضرموت التي سادت قبل ثمانية عشر قرناً قبل الميلاد ومملكة قتبان التي تعتبر أول دولة أسست نظام برلماني في العصر القديم والذي يعتبر بمثابة نظام البرلمانات الحديث. أًسس مبدأ القرار الجماعي وكان ذلك بداية العصر الميلادي وكذلك شق الطرقات وترصيصها بالأحجار وحفر الأنفاق لتسهيل طرق القوافل التجارية. وبهذه الدعوة القومية وبحسن النوايا لشعب الجنوب التواق لوحدة الأمة تخلا عن كل هذا التاريخ ليقدم للأمة أروع صور التضحية والحب قوبلت بالجحدان والنكران وطمس الإنسان.





الحرب العالمية الأولى وسلطنات الجنوب العربي.




عاشت الدول العربية والإسلامية قبل عام 1918م تحت إدارة الخلافة العثمانية وبهزيمة العثمانيين منحت بعض الدول استقلالها مثل مناطق أقاليم شبة الجزيرة العربية التي منحت فيها تهامة وزبيد استقلالها عن الخلافة العثمانية وذلك بحسب الاتفاقية التي أبرمت في 25 ذي الحجة سنة 1336هـ الموافق 31 ديسمبر 1918م عقدت الهدنة بين دولة تركيا والمملكة البريطانية وحلفائهما وقد قبلت تركيا بلا قيد أو شرط بعد هزيمتها هذه الاتفاقية وقد حددت الاتفاقية بين الأتراك والبريطانيين على مسالة الحدود وتسليم الحكم في اليمن إلى الإمام يحيى بعد أن تكبدوا خسائر في حربهم إلى جانب ألمانيا وقد هاجم قائد الجيوش التركية علي سعيد باشا سلطنة لحج العبدلية في 22 شعبان من عام 1333هـ وفي الساعة الحادية عشر ظهراً بدأت تتجمع القوات العثمانية حول لحج وفي الساعة الرابعة عشراً هاجم الأتراك مدينة الحوطة وأطلقوا عليها المدافع وفي صباح يوم الاثنين الساعة العاشرة أبيحت المدينة للناهبين ثلاثة أيام وأصبحت المدينة خراباً وأهلها فقراء ففشت المجاعة في البلاد وضجت العباد حتى فتحت الطريق إلى عدن وفي ليلة غرة شهر رمضان توفي السلطان علي بن أحمد بن علي سلطان لحج وخلفه ابن عمه السلطان عبدا لكريم فضل بن علي وقد شنت الحرب تحت فتوى شيخ الإسلام في الأستانة صرح لهم إباحة أموال المسلمين المهاجرين لأنهم فروا من بلاد المسلمين للنصارى والمراد بها عدن وهو الميناء الرئيسي لسلطنة لحج التي سقطت تحت يد الانجليز في ذلك الوقت وتركيا تحارب لصالح ألمانيا وهي حرب ليس للمسلمين فيها لا ناقة ولا جمل على ما ذكرت في المصادر.


وقد سعى السلطان عبدا لكريم بدوراً كبيراً في جعل من اليمن دولة موحدة مستقلة تضم كل من الشوافع والزيود في اليمن تحت سيادة الإمام يحيى معارضا قيام دولتين أحدهما في صنعاء وأخرى في تعز وفي مارس 1919م انسحبت كافة القوات التركية وبهذا تم تعين الإمام يحيى بن حميد الدين ملكاً على المملكةالمتوكلية وذهب في توسعه ناقضاً كل الاتفاقيات والمساندة في دعمه من أشقاءه في الجنوب والسلطان عبدا لكريم في لحج وبدأ يفرض سياسة أمر الواقع من أجل احتلال سلطنة لحج العبدلية وهي إحدى سلطنات الجنوب الهامة. وفي عامي 1925-1926م بدأت مسألة مناقشة اتفاقيات الحدود مع الإمام يحيى فرفض الاعتراف بهذه الاتفاقيات وأدخل إمارات الجنوب العربي والملكة المتوكلية في دوامة الصراع السياسي المدعوم لصالح قوى أخرى.

لقد تعرض سلاطين إمارات الجنوب العربي إلى هجوم كبير بوصفهم دعاة للانفصال والفرقة وبالخيانة لأوطانهم وأن هذه القوى المدعية متناسية الحقائق التاريخية لهذا الشعب الذي يشكل مجموعة إمارات ومشيخات ووجودها وجود تاريخي يؤكده العصر الإسلامي الذي نشأت فيه أكبر دول في الجنوب العربي اشتهرت بتراثها التاريخي العظيم وللحقيقة. نستعرض بعض هذه الملاحظات لتوضيح الأمر للقارئ:



وفي عام 1948م وبعد قيام جامعة الدول العربية تقدمت السلطنة العبدلية بمذكرة إلى هذه المنظمة العربية طالبت قبولها عضواً أو تمثيلها في اللجنة الثقافية أسوةً ببلاد المغرب فاعترضت حكومة اليمن على ذلك الطلب بحجة أن لحج محمية بريطانيا وجزء مقتطع من اليمن وألا يمكن بأي حال يكون لها ممثلون في الجامعة العربية وعلى هذا الأساس فليس لحضرموت أو لحج أن تعتبر نفسها سلطة قائمة بذاتها وأن تثبت وجودها في الخارج كهيئة أو حكومة ذات سيادة مستقلة.


وقد اثأروا ممثلو اليمن زوبعة كبيرة ضد سلطنة لحج على الرسالة التي قدمها السيد محمد علي الجفري مستشار عظمة سلطان لحج لصاحب الدولة رئيس الوزارة المصرية بتاريخ 8 ربيع الثاني سنة 1367هـ الموافق 18 فبراير عام 1948م وضح فيها مزاعم المعارضين لتمثيل لحج في الجامعة العربي بحجج قاطعة لا تدع مجالاً لأولئك الذين يحلمون بضم إمارات الجنوب العربي إلى اليمن.

وهذا نص المذكرة السياسية التي أرسلتها سلطنة لحج إلى الجامعة العربية والوفود التي حضرت جلسات الجامعة في شهر فبراير 1948م:


حضرة صاحب الدولة:

بعد الإجلال والاحترام اطلعنا اليوم على اعتراضات أبداها حضرة مندوب حكومة اليمن على انضمام سلطنة لحج إلى بعض لجان جامعة الدول العربية عامةً كما اطلعنا على نشرات أخرى غير صحيحة نشرتها جريدة المصري حول هذا الطلب وإني بصفتي مستشار عظمة السلطان وقد انتدبني لتمثيله في الجامعة أتشرف بأن أقدم لدولتكم المذكرة الآتية:

أولا: أن سلطنة لحج مستقلة منذ مائتين وثلاثين عاماً وقبل أن يكون للانجليز أي تدخل في السياسة العربية وقبل أن تستقل اليمن بمائتي سنة.

ثانياً: أن سلطنة لحج ليست محمية بريطانية ومعاهدتها مع الانجليز معاهدة صداقة وود وقد سلمنا الصورة الرسمية عنها إلى معالي الأمين العام.

ثالثاً: أن عظمة السلطان لا يتقاضى مرتباً من الانجليز ولكن بريطانيا فيمقابل استثمار ملاحات بلدة الشيخ عثمان ومقابل المياه الحلوة المستغلة منها تدفع نحو أربعين ألف روبية.
رابعاً: أن سلطنة لحج مستقلة استقلالاً داخلياً كاملاً ولا يوجد فيها مستشارون إنجليز ولا أي موظف إنجليزي ولا أي مندوب من قبل بريطانيا في أي دائرة ولا المحاكم الشرعية.
خامساً: أن سلطنة لحج مستعدة لتنفيذ الرغبات العربية القومية ولكنها لا تقبل الانضمام إلى حكومة لا تقوم على أساس نظامي من دستور أو قانون وتطلب من جامعة الدول العربية انتداب لجنة تكون ضيفة عليها لتحقيق الأوضاع الحاضرة في لحج واليمن وترى الفرق الشاسع بينهما في النظام وحكم الشورى والحرية الشخصية وحالة التعليم والصحة وغير ذلك من المرافق العامة.

فمن هذا يتضح ما في تلك الأقوال من مغالطات غير صحيحة، كما أننا نطلب سماع ردنا عليها والوقوف على وجهة نظرنا في مواجهة حضرة مندوب حكومة اليمن الذي لم يراع الأصول السياسية المتعارف عليها بين الحكومات وبعضها.
وفي الختام أرجوا أن تتفضلوا بقبول فائق الاحترام

هذا وإني أختم كلمتي بأنه ليس هناك طريق للوحدة اليمنية وتنفيذ الرغبات القومية العربية إلا الطريق الذي ألمحت إليه آنفاً، أن تقوم في اليمن حكومة نظامية مدنية تعترف بوجود العلم والفن ولا تعتبر الجامعات والكهرباء والراديو والطيارات من عمل الشيطان،،

محمد علي الجفري


الحركة الوطنية ويمننة الجنوب العربي.


ظلت عدن بعد سقوطها في أيدي البريطانيين تابعة لحكومة بومباي وكانت بريطانيا تهتم بالميناء فقط فهي تسعى لزيادة التبادل التجاري مع الأقاليم المحيطة وكانت تركز اهتمامها لتعزيز التجارة بين الشرق والغرب في ميناء عدن ولم يتدخل الإنجليز في شؤون إمارات الجنوب العربي إلا بعد معاهدات الحماية دون تدخل فعّال في شؤونها وفي أول إبريل عام 1937م فصلت عدن عن الحكومة الهندية كولاية تابعة لها إلى مستعمرة تابعة للتاج الملكي البريطاني مع استمرارها كميناء حر وجاء هذا التغير في سلسلة المتغيرات الإستراتيجية التي حكمت بين الشرق والغرب لهذا عملت بريطانيا لنقل كافة مهام السلطة الإدارية إلى وزارة المستعمرات تحسبا ً لأي متغيرات دولية وكذا استقلال الهند التي نالته في عام 1947م وكل هذه الظروف والمتغيرات في معطيات أمور الجنوب العربي أدت إلى بروز المشاركة الفعلية في الصراع مابين دعاة الاستقلال بالثورة السلمية في نيل حق تقرير المصير وبين دعاة الثورة المسلحة في الجنوب نحو تحقيق الوحدة العربية اليمنية.



وعلى هذه المتغيرات بدأت بريطانيا في عام 1947م على تأسيس مجلس تشريعي يضم ثمانية من الموظفين وثمانية آخرين من غير الموظفين يتولى الحاكم العام تعين أربعة من الفئة الأولى مع أفراد الفئة الثانية ودخلت عدن ومع إمارات الجنوب مرحلة جديدة من العمل السياسي تجلى ذلك في ظهور منظومة الأحزاب السياسية وإنشاء الجمعيات والنقابات وفي بداية الخمسينات تكونت الجمعية العدنية وحزب رابطة أبناء الجنوب العربي وكذا مجموعة من الأحزاب الصغيرة التي لم تنجح في الاستمرار مثل الحزب الوطني الاتحادي والمؤتمر الدستوري وحزب الأمة والحزب الشعبي.



وفي يوليو عام 1955م طالبت الجمعية العدنية وحزب الرابطة بانتخابات فعلية للمجلس التشريعي في عدن وقد تم تحديد عدد المرشحين للانتخاب في بعض الأعضاء لأول مرة أن يعتمد الترشيح على أربعة وقد تحصلت الرابطة على ثلاثة مقاعد من الأربعة المرشحين وبهذا ظل الحاكم العام يملك الصوت المرجح في المجلس وفي مايو 1956م قدمت الرابطة مجموعة من المقترحات لتحقيق مزيد من الخطوات في طريق الحكم الذاتي وإقامة مجلس تشريعي منتخب ووزارة منتخبة والاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية والعمل على تخفيض عدد الموظفين الانجليز في المستعمرة للمناصب العليا وفي نوفمبر 1957م أعلنت الحكومة البريطانية عن تغييرات دستورية جديدة في المجلسين التنفيذي والتشريعي ونص الدستور الجديد الذي تحول إلى قانون في نوفمبر 1958م على أن يضم المجلس التشريعي الجديد أثنى عشر عضواً منتخباً وخمسة أعضاء بحكم مناصبهم في الحكومة وستة معينين ورئيساً يعينه الحاكم العام وقد أزالت هذه الترتيبات الجديدة الأغلبية التي كانت للموظفين في المجلس التشريعي وعهدت بالمسؤولية دوائر التعليم والأشغال العامة والمواصلات والعمل والخدمات الاجتماعية والصحة إلى خمسة من أعضاء المجلس التشريعي على أن يكون ثلاثة منهم منتخبين وظل الحاكم محتفظاً بالسلطات التشريعية والتنفيذية في يديه إلا أن اللغة العربية أصبحت للمرة الأولى اللغة الرسمية والبديلة عن الانجليزية في المجلس التشريعي.


وبدخول رابطة أبناء الجنوب العربي انتخابات المجلس التشريعي وجهت لها ضربة سياسية قوية في سمعتها في ذلك الوقت من قبل أعضاؤها الذين أيدوا المقاطعة وقد اشتعلت بينهما الاختلافات وأظهرت التناقضات. وبهذا الموقف عملت القوى الوطنية إلي تجميع النقابات في عدن وقد كانت توجد في عام 1955م ثلاث نقابات وازداد عدد هذه النقابات فيما بعد إلى 25 نقابة حتى بلغت عام 1956م إلى 30 نقابة وفي نفس هذا العام أنشئ مؤتمر عدن للنقابات (المؤتمر العمالي) ويضم فيه اتحاد عمال الميناء والبترول، والوظائف المتنوعة الحكومية والمواصلات والبريد والوظائف المهنية والوظائف المتنوعة. وفي عام 1962م شُكل حزب الشعب الاشتراكي كواجهة للعمل السياسي بما يسمى مؤتمر عدن للنقابات تعتبر هذه المرحلة هي مرحلة البدايات لثورة بمفهومها الشامل كمقدمة إستراتيجية للعمل السياسي والشعبي تحت نظريتين، معركة التحرير للجنوب العربي متمثل في الثورة السلمية، ومعركة الثورة المسلحة المتمثلة في أيدلوجية الفكر القومي للوحدة العربية ويعتبر حزب الشعب الاشتراكي هو الحزب السياسي الوحيد الذي أنشئ فيذلك الوقت وقد برز على أنقاض حزب الرابطة بعد هزيمته السياسية على كافة الجوانب الشعبية والنقابية بغض النظر فيما حققه من انجازات سياسية على صعيدا لعمل السياسي وتقديم قضية الجنوب العربي في المحافل الدولية والأمم المتحدة.

باندلاع الانتفاضة المسلحة بقيادة الشيخ غالب بن راجح لبوزة من ردفان بدأت التناقضات على الساحة السياسية بين مؤيد ومعارض فالأحزاب التي نادت بالعمل السلمي لانتزاع الاستقلال باعتباره الأسلوب الوحيد الذي يلبي مطالب جماهير الشعب وأهدافه وآماله مثل حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الذي انطلق من أن الجنوب العربي شعب مستقل عن ما يسمى بالتراب اليمني وهو يعتبرها نظرية خرافية لأنه لا يوجد شيء اسمه طين يمني متميز بملامح وسمات وخصائص وصفات عن التراب العربي ويعتبرون هذا الموضوع موضوعاً جدلياً لا طائل تحته ولا جدوى إطلاقا من إثارته معتبرين أن الجنوب جنوب عربي ليس من حيث شكل التسمية ولكن من حيث الجوهر والمحتوى والدلالات التاريخية وقد شجبت الرابطة النضال المسلح واعتبرته خطراً يهدد الجنوب بالدمار.أما حزب الشعب الاشتراكي يعتبر النضال المسلح وسيلة رئيسة للضغط على الاستعمار من أجل الوصول إلى حلول سياسية أفضل وليس لإحراز انتصار عسكري حاسم وقد أيد ذلك الطرح حزب البعث في الجنوب والتزاماً بذلك الخط مضمونا ومحتويا وسلوكاً.


الاتجاه الثاني تيار الثورة المسلحة وهذا التيار ينقسم إلى قسمين:

بدأت فكرة الثورة عبارة عن تيار نظري ولم تكتمل لدى الثورة أية خطة عمل إستراتيجية للعمل السياسي والعسكري والشعبي وكما ذكرنا سابقاً أن المؤتمر العمالي للنقابات لعب دوراً كبيراً في تحريك الشعب للمظاهرات والاحتجاجات والإضرابات والعصيان المدني وفي خلال هذه الفترة تمت لقاءات بين القوى الوطنية دعا إليها بعض رجال القبائل البارزين وممثلون من ضباط الجيش الاتحادي وممثلون عن حركة القوميين العرب واستطاعت هذه الشخصيات أن تتزعم الدعوة لاجتماع القوى الوطنية في دار السعادة بصنعاء وذلك في تاريخ 24فبراير سنة 1963م وفي هذا الاجتماع الذي حضره أكثر من ألف شخص من القبائل ومن الجنود ومن الضباط الأحرار وممثلي حركة القوميين العرب استقرت الرؤى على تشكيل لجنة تحضيرية لتقوم بإعداد مشروع ميثاق في صيغة نداء إلى الفئات الوطنية لكي تلتقي في جبهة واحدة أطلق عليها في البداية جبهة تحرير الجنوب المحتل وانتخبت لجنة تكونت من 11 عضواً تم اختيارهم من الحاضرين وكان من أبرزهم قحطان الشعبي وناصر السقف وعبدا لله المجعلى ومحمد على الصوماتى وثابت علي المنصوري ومحمد أحمد الدقم وبخيت مليط وأحمد عبدا لله العولقي وعيد روس حسين قاضي وعلي محمد الكازمي وعبدا لله محمد الصلاحي. وعقدت اللجنة التحضيرية عدة اجتماعات توصلت بعدها إلى إعداد مشروع ميثاق تمت الموافقة عليه في 8 مارس سنة 1963م وأقره الحاضرون من رجالات القبائل والضباط والجنود الأحرار وممثلي القوميين العرب ويتكون الميثاق من مقدمة ومن نقاط عريضة حددت الأهداف والمبادئ التي تناضل من أجلها.

وفي 19 أغسطس 1963م صدر بيان رسمي بقيام الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وشكلت قيادة للجبهة مكونة من ستة ممثلين عن قطاع القبائل وستة ممثلين عن حركة القوميين العرب وقد لعبت أحداث 14 أكتوبر 1963م التي حدثت بين قبائل ردفان والسلطات البريطانية عندما وجه إنذاراً إلى قبائل ردفان بتسليم السلاح وبدأ التحدي بإرسال قوات ضخمة مدعمة بالمصفحات والدبابات وطائرات لقصف قرى ردفان وتأديب قبائلها مما أثار الشيخ غالب بن راجح لبوزه ودفعه في دخول معركة مسلحة مع القوات البريطانية مما جعل الجبهة القومية أمام أمر واقع فاستغلتها الجبهة القومية وأعلنت في بيان لها اندلاع الثورة المسلحة وأنها المسئولة عن أحداث 14 أكتوبر وبهذا الموقف قضت الجبهة القومية على كافة معارضيها في قيام الجبهة المسلحة للتحرير وقد قرأ البيان من صنعاء أثناء وجود بعض كبار المسئولين العرب في صنعاء وطلبت الجبهة القومية تدعيمها بالسلاح والإمكانيات الضرورية لاستمرار الثورة فوافق المسئولين العرب على أمداد الجبهة ببعض المتطلبات على أن يدرس الموضوع في القاهرة وبعد ذلك عززت جبهة ردفان ببعض الإمكانيات لتقوية استمرارها وأرسلت الجبهة القومية ممثلاً عنها ليتولى قيادة الجبهة وهوا لشيخ عبدا لله المجعلى وذلك بعد استشهاد الشيخ غالب بن راجح لبوزه في أول يوم لاندلاع الثورة في ردفان وبهذا أصبحت ثورة ردفان شعلة للثورة الشاملة في ربوع الجنوب العربي كله وقد عملت الجبهة القومية على توسيع نشاطها في تلك الفترة وبدأت تستقطب بعض التجمعات السرية التي ظهرت في المنطقة قبل قيام الثورة المسلحة وبدأت في السعي لانضمام هذه التجمعات مثل جبهة الإصلاح اليافعية والجبهة الوطنية والمنظمة الثورية لتحرير الجنوب وتنظيم الضباط الأحرار والجبهة الناصرية وبهذا أصبحت الجبهة القومية مكونة من سبعة تنظيمات سرية استطاعت بالفعل أن تتوسع وأن تتغلغل في كافة صفوف الجماهير وأن تقطع دابر تلك التشكيلات والأحزاب السياسية التي لها موقف من الثورة المسلحة.
أما الأحزاب السياسية الأخرى مثل حركة القوميين العرب والبعثيين والشيوعيين رغم حجم كل منهم ودوره فقد ساهمت إلى حد ما فكرياً في تعميق أسلوب النضال المسلح في أوساط الجماهير في المنطقة وقد التزم حزب البعث في الجنوب بخط حزب الشعب الاشتراكي.


الدمج ألقسري وجبهة التحرير.


في 23/12/1963م دعا الرئيس جمال عبدا لناصر إلى مؤتمر القمة العربية الأول ومن أجل ذلك عمل على توحيد الصف العربي وتنقية الأجواء وكانت هذه الخطوة بمثابة تنشيط لدور الجامعة العربية وفي يوم 5/7/1964م عقدت بمبنى الجامعة العربية بالقاهرة وتحت رعايتها مؤتمر وطني للجنوب المحتل حضرة الأمين العام المساعد للجامعة وعدد من الأحزاب والهيئات والشخصيات المستقلة وحزب الشعب الاشتراكي وحزب رابطة أبناء الجنوب العربي والمؤتمر الشعبي بحضرموت والاتحاد الشعبي الديمقراطي والسلطان علي عبدا لكريم العبدلي والسلطان أحمد عبدا لله الفضلي ومن المشايخ محمد أبوبكر بن فريد وشخصيات مستقلة مثل السيد عبدا لقوي مكاوي وعمر شهاب وقد عبر الأمين العام في كلمته عن غرض الرئيس إلى هذا اللقاء وهو الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الاستعمار واتخاذ خطة موحدة لدعما لنضال الوطني والتوجه يداً واحدة إلى لقاء اللجنة الفرعية لتصفية الاستعمار التي تزور القاهرة لتستمع إلى أبناء الجنوب العربي المحتل. وقد أصدرت الأطراف المجتمعة بياناً مشتركاً وتحديد إطار العمل الوطني في مواجهة الاستعمار يداً واحدة والنضال المقدس وشجب مؤتمر لندن اللادستوري والمطالبة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالجنوب المحتل.

وفي يوم 30/7/1964م وقعت الأطراف على الميثاق الوطني الذي نص على إقامة مجلس تنسيق يمهد لقيام تكتل وطني في الجنوب. وفي 1/10/1964م شكلت قيادة من 12 عضوا لتكوين المنظمة لتوحيد النضال وقيام المنظمة وتم التوقيع من قبل الأطراف المشتركة على دستور منظمة تحرير الجنوب المحتل مقرها الجنوب المحتل ولها فروع داخل العالم العربي وخارجة وحدد الدستور الأعضاء المؤسسين للمنظمة: حزب رابطة الجنوب العربي، حزب الشعب الاشتراكي، هيئة تحرير الجنوب اليمني وشخصيات من الجنوب وكذا السلطان علي عبدا لكريم. والسلطان أحمد عبدا لله الفضلى. ومحمد عيد روس اليافعي والشيخ محمد أبوبكربن فريد.


في 13 يناير 1966م وقع بيان عن منظمة تحرير الجنوب المحتل والجبهة القومية وعرض البيان لأبرز أسباب قيام جبهة التحرير بأنها تطورات جديدة للموقف الاستعماري وأن القوى الوطنية تقف ممزقة ومتصارعة أمام الاستعمار ومخططاته ولهذا اتفقت الجبهة القومية ومنظمة التحرير على الاندماج في تنظيم ثوري واحد لقيادة الشعب يحمل اسم جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وفي اليوم الثاني أعلن السيد قحطان محمد الشعبي الأمين العام للجبهة القومية بلاغاً إلى الصحافة حدد فيه موقف الجبهة من حدث الدمج ونفى قيام الدمج بين التنظيمين وأن الذي وقع على بيان الدمج هو عضو واحد من الجبهة القومية وهو إجراء غير شرعي قام به وأنه مخالف للميثاق الوطني والنظام الداخلي وأن أي اندماج لا يقرره المجلس التنفيذي أو المجلس الوطني بل أنه من صلاحيات المؤتمر الوطني الذي يضم المجلس التنفيذي والمجلس الوطني وممثلين لكل قواعد الجبهة العسكرية والشعبية وأكد البلاغ أن الجبهة القومية مستمرة في قيادة الثورة بتنظيماتها العسكرية والشعبية والفدائية .


الحرب الأهلية والاستقلال.


إن الخلاف بين الجبهتين أدى إلى ضرب الجبهتين وتعميق الخلاف بينهما وسنلخص وجهة نظر الجبهة القومية على أساس أن تكون الوحدة الوطنية على تنسيق عسكري وسياسي فقط أما الاسم فهو الجبهة المتحدة لتحرير الجنوب اليمن المحتل أنتكون نسبة التمثيل 50% لكل من الجبهتين أما جبهة التحرير فكانت وجهة نظرها أن الجبهة لا تمانع أن تكون الوحدة الوطنية على أساس التنسيق العسكري والسياسي على أن تحقيق الوحدة كاملة بين قواعد وقيادة الجبهتين وأن الاسم لا يقدم ولا يؤخر وإن كانت تحرص على اسم جبهة التحرير نظراً لاعتراف الدول العربية والصديقة بها أما التمثيل أكدت جبهة التحرير أن هذا ليس مشكلة أساسية وتوافق عليها على المستوى السياسي أما المستوى العسكري بنسبة 6:2ثلثين لجبهة التحرير وثلث للجبهة القومية وقد رفضت الجبهة القومية هذا الاقتراح وانتهت المحادثات الأولى بالفشل وبدأت المعارك بين الجبهتين وخرجت كافة الزعامات الوطنية والدينية وفئات الشعب تنادى بإيقاف الاقتتال الأهلي واستجابت الجبهتين لهذه النداءات وفي يوم 3/10/1967م حددت الجبهتين موعد ومكان الاجتماع في القاهرة خارج نطاق الجامعة العربية لمناقشة النقاط الأربع التي نص عليها الاتفاق السابق وقد ابتدأ القتال في 29/9/1967م وفي 10/10/1967م بدأت اجتماعات الوحدة الوطنية من جديد في القاهرة وتعثرت المحادثات من الوهلة الأولى ووصلت إلى موقف متأزم عند مناقشة مسئولية الحكم وقد انفض الاجتماع بين الطرفين دون جدوى .

وفي 23/10/1967م أعلنت بريطانية الانسحاب من الجنوب العربي وقررت الانسحاب خلال الأسابيع الثلاثة القادمة أي قبل شهرين من الموعد المقرر لمنح الاستقلال للجنوب العربي في 9 يناير المقبل عام 1968م وقد بادرت كلاً من الجبهتين بإعلان بيان رسمي يعلن فيها لاتفاق على جميع المسائل التي تم بحثها لمطالبة الشعب والجيش الوقوف بصلابة في وجه ما من شأنه الإضرار بثورته وفي 2/11/1967م وقعت اشتباكات بين القومية والتحرير طوال يوم استخدمت فيها كافة الأسلحة التي بحوزتهم وفي يوم 4/11/1967م وجهت القومية والتحرير نداءً مشتركاً من القاهرة تطالب الوطنيين في عدن بإيقاف القتال وفي يوم 7/11/1967م أعلن الجيش تأييده للجبهة القومية وتدخل بالفعل لصالح الجبهة القومية وحسم الموقف وفي 9نوفمبر 1967م أعلن سيف الضالعي رئيس المكتب السياسي للجبهة القومية أنه يجب على بريطانيا أن تعترف بسيادة الجبهة القومية على الجنوب وأن تبدأ بالتفاوض معها بشأن نقل السلطة إليها بعد الاستقلال ويعتبرها الممثل الوحيد للشعب وفي يوم 11 نوفمبر 1967م أعلن متحدث في لندن باسم وزارة الخارجية البريطانية أن بريطانيا قد ردت على طلب الجبهة القومية بالاعتراف بها رسمياً باعتبارها الحكومة الفعلية في عدن وبعدها بدأ الحوار فعلاً بين الجبهة القومية والحكومة البريطانية وفي 21/11/1967م بدأت المباحثات الخاصة بالاستقلال للجنوب العربي برئاسة قحطان الشعبي ممثل الجبهة القومية وكلاً من فيصل عبدا للطيف الشعبي وسيف الضالعي وعبد الفتاح إسماعيل ومحمد أحمدالبيشى واستمرت المفاوضات حتى 27نوفمبر 1967م والوفد البريطاني برئاسة لورد شاكلتون وهكذا ففي 30 من نوفمبر 1967م ولدت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وفي نفس اليوم أصدرت القيادة العامة للتنظيم السياسي للجبهة القومية بياناً أعلنت فيه الجبهة القومية السلطة العليا في الجمهورية وأعلن في البيان عن أتباع الشكل الرئاسي للحكم وعين قحطان محمد الشعبي رئيسا للجمهورية ورئيس كذلك مجلس الوزراء وقائداً عاماً للقوات المسلحة وسيف الضالعي وزيراً للشؤون الخارجية وعلي سالم البيض وزيراً للدفاع ومحمد علي هيثم وزيراً للشؤون الداخلية ووزيراً للصحة بالوكالة ومحمود عبدا لله عشيش وزيراً للمالية وعبد الفتاح إسماعيل وزيراً للثقافة والإرشاد القومي وشؤون الوحدة اليمنية وفيصل عبدا للطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيط وعادل محفوظ خليفة وزيراً للعدل والأوقاف وفيصل شملان وزيراً للأشغال العامة والمواصلات وعبدا لملك إسماعيل وزيراً للعمل والضمان الاجتماعي ومحمد عبدا لقادر بافقيه وزير التعليم وسعيد عمر العكبري وزير لشؤون الإدارة المحلية والزراعة وحدد البيان دور ومكان الجبهة القومية في البلاد بأنها قائد الثورة والسلطة العليا وكما أعلنت المبادئ الأساسية لسياسة الدولة في الحقل الخارجي وهي الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والحياد الايجابي وعدم الانحياز والتضامن مع شعوب البلدان والعداء للاستعمار وفي 12 ديسمبر 1967م قبلت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عضواً في جامعة الدول العربية وفي 15من ديسمبر من نفس العام قبلت في منظمة الأمم المتحدة،،


للأهمية يشار إلى التالي:



أن سلاطين هذه الإمارات ليست بريطانيا من منحتهم هذه الألقاب وليست هي من جعلتهم سلاطين على هذه الأرض ولم يفصلوا هذا الجزء من اليمن كما يوهموا الآخرين في مقالاتهم وخطبهم السياسية.

أستقل السلطان فضل بن علي العبدلى بمخلاف لحج وعدن من الأتراك سنة 1145هـ وأقر الحوطة عاصمة له وأسس السلطنة العبدلية في ظل ظروف اختلال أحوال العرب بالحروب الوهابية وتوسع محمد علي باشا على السيطرة لباب المندب فاستبقت بريطانيا الأحداث واحتلت عدن.

كما كانت على مسرح الأحداث سلطنة الفضلى تحت رئاسة سلطانها حامد بن عبدالله الفضلى ومشيخات يافع والضالع والصبيحة والعواذل.

أما حضرموت فقد كانت تحت الدولة الكثيرية منذ ثمانية قرون وظلت باقية حتى بعد ظهور الدويلات وبقيت إلى 1967م حتى تم تسليم البلاد إلى الجبهة القومية هي وسلطنة القعيطى في الساحل. 8 ربيع الثاني 1367هـ
دافع السلطان محسن بن فضل العبدلى عن عدن ورفض بيعها للانجليز وشنت الحرب حتى تم الاستيلاء على عدن في 19 يناير 1839م.

المراجع :

الكاتب جواد علي ... المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ... الجزء الثاني
الكاتب سقاف علي الكاف ... حضرموت عبر أربعة عشر قرناً
الكاتب أحمد عطية ...تجربة الثورة
الكاتب عادل رضا ...ثورة الجنوب
الكاتب فالكوفا ... السياسة الاستعمارية في جنوب الجزيرة العربية
الكاتب جاد طه ...السياسة البريطانية في جنوب الجزيرة العربية
الكاتب أحمد فضل بن علي محسن العبدلي .... هدية الزمن في أخبار لحج وعدن
الكاتب صلاح البكري ...حضرموت وإمارات الجنوب العربي





Ganoob67 2011-08-13 04:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة استبرق (المشاركة 755013)
اخي العزيز نعلم بان الامبراطورية البريطانية قد انتهت بعد الحرب العالمية الثانية وبداء نجم امبراطورية الغرب الجديدة

في الظهور وهي امريكاء؛ لذا قررة بريطانياء سحب جميع قواتها وتسليم مستعمراتها الى اصحاب الارض الاصليين..
هذا الكلام غير دقيق... الأمر لم يكن إستبدال دولة بدولة بل إستبدال نظام بنظام... إستبدال الإستعمار القديم بإستعمار جديد...إستبدال الإستعمار العسكري بآخر إقتصادي... فالدول الإستعمارية لم يعد بمقدورها تحمل تكاليف الإحتلال الباهظة خاصة مع تصاعد دور المعسكر الشرقي الذي دعم حركات التحرر و كذا ظهور الأزمات الإقتصادية في الدول الإستعمارية و تصاعد دور الأحزاب اليسارية و المنظمات الحقوقية فيها و التي كانت ترفض الإستعمار و تطالب حكوماتها بتحمل مسؤولياتها تجاه الدول المستعمرة و منحها حقوقها الكاملة بما في ذلك حق المواطنة إن لم يتم منحها الإستقلال. و لأن هدف الإستعمار الأساسي و خاصة في تلك المرحلة تركز في الأساس على نهب المواد الخام و تسويقها... فكان لزاما على تلك الدول أن تغير سياستها و تمنح المستعمرات إستقلالها على أن يقتصر دورها على تمهيد الأمور للشركات الإحتكارية الكبرى لتقوم بالحصول على المواد الخام بأبخس الأسعار الممكنة و بيع منتجاتها بأغلاها... حتى تحصل على أعلى الأرباح. و لأن هذه الشركات متعددة الجنسيات و أهدافها لا تتغير مهما تغيرت الحكومات أو إختلفت الدول... فكان على الدول الإستعمارية أن تتحالف و تنسق فيما بينها في كيفية إدارة الأمور لما يخدم مصالح هذه الشركات و بالتالي مصالح دولها.

وعلية نقول بان ثورة 14 اكثوبر اتت لهدف لم الشمل الجنوبي وتفادي تشرذمة بعد رحيل الاستعمار فلو ان بريطانياء رحلت
واستمر الوضع في الجنوب كما هو علية لكان تقسم الجنوب الى دويلات وسلطنات وامارات تتناحر في مابينها ؛
ليس هناك ما يدعم هذا الإدعاء إطلاقا... فالسلطنات و الإمارات التي ذكرتها كانت متحدة بشكل طوعي في دولة فيدرالية و هذه الوحدة كانت تعبر عن شكل راق للتوحد لم تحتدي به الدول العربية للأسف و جرت وراء غوغائية القوميين الذين كانوا ينادون بالوحدة بأي ثمن حتى و لو كان الثمن هو الشعب نفسه!!! نعم كانت هناك بعض السلطنات لم تنظم بعد لإتحاد الجنوب العربي و لكن المشاورات كانت مستمرة لإقناعها على الإلتحاق بالإتحاد و كان هناك تقدم في تلك المشاورات و خاصة فيما يخص سلطنتي حضرموت... و سواء إلتحقت السطلنات الباقية بالدولة الإتحادية أو لم تلتحق... المهم أن القرار كان سيكون بإختيارها و لم تكن هناك نية بفرض الوحدة عليها و لم تكن هناك ثقافة لفرض أي أمر بالقوة و بالتالي لم يكن هناك أي مبرر لأي تناحر بين تلك السلطنات و الإمارات... الحروب تأتي عندما تحاول أن تفرض أمرا ما بالقوة على الآخر و هو ما عمله القوميون و أدخلونا في صراعات لا أول لها و لا آخر. التناحر و القتال الداخلي عرفناه في عهد الرفاق الذين حطموا كل الأرقام القياسية في التصفيات الداخلية و سفك الدماء... لهذا مهما كان التناحر بين هذه السلطنات و الإمارات... فأنا لا أظن بأنه كان سيكون أسوأ من حروب الرفاق.

اما قولك لكان
حالنا مثل الامارات العربية فهذا غير صحيح لان بريطانيا عندما غادرة الامارات لم تترك خلفها الا بيوت من الصفيح وصحاري قاحلة
وهذا خلاف ماكانت علية عدن درة مدن الشرق في حينها ايضآ الامارات العربية عندما رحلت منها بريطانياء لم تكن دولة بكل مقوماتها
ولهذا سعى الشيخ زايد رحمة الله على وحدة تلك الامارات المتناثرة وجعل منها دولة حتى اتى النفط والطفرة التي كانت السبب الرئسي
في تماسك الدولة ونهوضها الاقتصادي..
أنا قلت بأننا سنكون كالإمارات في أسوأ الأحوال... و المرجح بأننا ربما كنا سنكون أفضل حالا منها و ذلك لوجود بنية الدولة الحديثة في الجنوب العربي حينها و خاصة في عدن و حضرموت... بالإضافة للثروات التي كان يملكها الجنوب سواء الموقع الإستراتيجي لميناء عدن أو الزراعة أو البترول الذي كانت الشركات الإنجليزية تعلم بأماكن وجوده... كما لا تنسى أن بريطانيا كانت ملزمة بدفع تعويضات للدولة الوليدة!!

استذكرت كلمات قالها الشيخ زايد رحمة الله في احد مناسبات استقلال دولة الامارات عندما سألتة مذيعة عربية في مقابلة تلفزيونية وقالت
له نريدك تحدثناء عن ثورتكم ضد المستعمر وكيف تمكنتوا من الانتصار ونيل الاستقلال ..؟
فماكان من الشيخ الا ان ابتسم وقال يابنتي لم نقيم اي ثورة في الامارات ضد الانجليزي بل انهم عندما ابلغونا بموعد رحيلهم من بلادنا
حزنا على قرارهم وطلبنا منهم البقاء لاننا كنا نعيش معهم ويقدموا لنا الدعم الغذائي والمادي وبعد رحيلهم مرت علينا ضروف قاسية او هكذا قال..
وعلية نكرر ونقول بان ثورة 14 اكتوبر اتت لهدف نبيل يوحد الجنوب ويكسبة مناعة ولكن ثمار تلك الثورة تم اختطافها باسم القومية العربية

ثم جر الجنوب العربي الى اليمننة من خلال مخطط مرسوم مسبقآ ..
توحيد الجنوب لم يكن هدفا للثورة بل كان الهدف الوصول إلى السلطة لأن الجنوب كان يعيش وحدة فيدرالية و هو ما نسعى إليه الآن... ثم لو فرضنا جدلا أن الهدف كان الوحدة فإن الأسلوب الذي إتبعته الثورة كان خاطئا لأنها أرادت الوحدة بقوة السلاح و هو مبدأ مرفوض تماما... و أثبتت الأيام خطأه!!!

أخي الكريم إستبرق...
تفضل ردي في دي مداخلتك باللون الأزرق...
تحياتي

Ganoob67 2011-08-13 05:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيــق الجنــوب (المشاركة 755026)
لم تكن موفق اخي الحبيب في سطرك الاول من المشاركة فلا يوجد اوجة شبة او مقارنة بين الاثنين وليس المقصود كمية الدماء وانما هدف الدماء التي سقطت!!

بالضبط... يا أخي هذا ما قصدته أن أيضا... ليست كمية الدماء بل الهدف و هي لم تكن مقارنة بل مفارقة!!!


اما فيما تبقى من مشاركتك فهو صحيح وهو غير صحيح في نفس الوقت

وحديثنا مع الاخ العزيز اسد الشرق هو ليس من باب الدفاع عن الثورة وانما من باب ان الاخ اسد الشرق يطالب بادانتها ,وهو ما لا يجوز, وهل تعلم ماذا يعني ادانتها (لا اعتقد ان المسالة تحتاج توضيح) لانها اصبحت صفحة من تاريخ الجنوب بسيأتهوحسناتها ,كما ان تصويبها ولومها حاليا لا يقدم ولا يؤخر بل ان الضرر سيكون الغالب, اضف الى ذلك ان اهداف الثورة الحقيقية وليس المحرفة فيما بعد, كانت اهداف نبيلة وتخدم شعب الجنوب.
لا أحد يطالب بالإدانة... بل هو التأريخ نتعلم منه الموعضة... ثورة أكتوبر الروسية حررت الروس من أسوأ حكم في أروبا حينها و دفع الشعب الروسي ملايين الشهداء في سبيل إنتصار الثورة... و لكن هذا لم يمنع الروس من دراسة الثورة و تصنيفها بصدق بعيدا عن العواطف و عن دماء الشهداء. ليس هناك ن يدين التأريخ لأننا لا نملك التأريخ و لكن الحقيقة يجب أن تقال و يجب أن نعرفها و تعرفها الأجيال من بعدنا... عندما نطالب بالتصالح و التسامح فعلينا أن نبدأ من الجذور و الجذور في الثورة!!

للعلم يا دكتور لسنا نحن الوحيدون الذين يعيدون النظر في ثورتهم و إستقلالهم من الإستعمار بل العديد من الشعوب التي تحررت من الإستعمار في الستينات و السبعينات من القرن الماضي يتسائلون هل كان إستقلالهم فخا لهم!!!

تحية لك وشاتقنا لكتاباتك اين الغيبة :)


شهرك كريم

دكتورنا العزيز...
شكرا لك و شهرك كريم أيضا
تفضل ردي عليك...
لك أجمل التحايا

اسد الشرق الخليفي 2011-08-13 04:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة استبرق (المشاركة 754964)
اخي اسد الشرق يبدو بانك مصر على رايك وغير مقتنع بكل ماتم ذكره لك من خلال الردود السابقة..
وعلى كل حال ليس انت ولا انا من يقيم ثورة 14 اكثوبر ودماء الشهداء الذي اريقت من اجل انتصارها
سنترك للتاريخ الحكم عن تلك الثورة لكوننا بصدد ثورة جديد وتحرير اخر من المحتليين..
لك التحية..



الاخ استبرق

بالنسبة لي من حقي ان اقيم ماحدث ويحدث في وطني ولدي القدرة على ذلك ولدي الثقة بالنفس في ذلك ، اما بالنسبة لك فذلك شأنك ولا اتدخل ولا اقحم نفسي فيه .

خوفي ان يعيد التاريخ نفسه فيستغل الحراك الوطني الجنوبي السلمي كما استغلت الجبهة القومية حادثة لبوزة بصرف النظر عن مدى صحة الروايات المتعددة حول الحادثة .


تحياتي





اسد الشرق الخليفي 2011-08-13 06:13 PM

بقلم الآخرين


بقلم : fsa



بريطانيا حملت عصاها من عمان والأمارات وقطر والكويت
والبحرين والأردن بدون قتال وصياح ولياح
واليوم يعيشون بخير وكرامة وعزة وشرف
وما قام به الثوار الذين كانوا موظفين مع الدولة اليمنية هو
عرقلة استقلال الجنوب العربي وضمه إلى اليمن مقابل ذخيرة
وقطعة سلاح لأنهم جهلاء لا يدركون ما هو الوطن وما هي
الأرض وما هي السيادة وماهي الثورة
واستمرت دولتهم 22 عام وخمسة اشهر
و21 يوم وسلموا الجنوب العربي إلى صنعاء في 22 مايو 1990م
بعد إن قتلوا وسحلوا وشردوا خيرة ما أنجبت أمهات الجنوبيين العرب
والذين قاموا بالثورة اليوم أبناؤهم واقفين مع الاستعمار اليمني الأجنبي
لتاخير الاستقلال مثل ما عملوا في الستينات





اسد الشرق الخليفي 2011-08-13 07:16 PM




بقلم الاخرين






صورة من أيام الجنوب العربي السعيدة


لجنوب العربي ودوره التاريخي

كثير من الأصوات التي تحاول جاهده التعتيم والتظليل على شعب الجنوب العربي وعلى العالم اجمع بأنه لا وجود أي تاريخ للجنوب العربي حيث يصورون إن اسم الجنوب العربي ظهر في الخمسينات وان الأرض الممتدة من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً ومن سقطرى جنوباً إلى الضالع يافع بيحان شمالاً بدون تاريخ وحضارة تذكر واختصروا التاريخ والوجود من يوم 30 نوفمبر 1967م وهو اليوم الذي تم بموجبه ضم الجنوب العربي إلى اليمن وأصبح من وجهت نظر القانون الدولي شطر أو جز وليس قطر عند مأتم إعلان الدولة اليمنية جمهورية اليمن الجنوبية الشعبة وتم بموجبها فصل التاريخ لما قبلها وسخرت الدولة اليمنية التي تم إعلانها على ارض الجنوب العربي كل إمكانيتها في استئصال الثقافة والحضارة العربية الأصيلة وترسيخ الثقافة والتاريخ اليمني بالترهيب والترغيب والتزوير التاريخ بالكلام العاطفي والإفك حتى صدقها البعض من الجنوبيين العرب وبعض من المثقفين والسياسيين في الوطن العربي والعالم.






الجنوب العربي قبل الاسلام

شهدت ارض الجنوب العربي قبل الإسلام حضارة عظيمة ومدونة في الكتب السماوية وكتب التاريخ والآثار موجودة إلى يومنا هذا ولا زال الكثير من الآثار مدفون تحت رمال الصحاري والإنقاذ في الجبال والأودية والسواحل والجزر ومنها حضارات قوم عاد وثمود ومعين وقتبان وحضرموت وحمير واوسان وكندة ودهس والشواهد كثيرة في المهرة والواحدي والعوالق وبيحان ودثينة والعواذل والفضلى ويافع وعدن والضالع والحوا شب ولعقربي ولحج وغيرها بحاجة إلى بحث ودراسة وتنقيب لإثبات المخفي منها.






الجنوب العربي بعدالإسلام

كان للجنوبيين العرب تاريخ مجيد بعد الإسلام حيث قاموا في الاستجابة للدعوة الإسلامية وشاركوا مشاركة فعالة بنشر الإسلام في أنحا العالم ومنها بعض من الوفود التي ذهبت إلى النبي (ص) كثيرة منها وفود جماعية وفردية ومنها وفد المهرة على رأسه زهير بن قرضم ألمهري من الشحر وأخر يرأسه مهري الأبيض ووفد ربيعه بن مرحب الحضرمي ووفد وائل ابن حجر من إمارة وستأتي بشيوة ووفد الجعفيين من جردان يرأسه قيس بن سلمة الجعفي ووفد الأسود الكندي من عرمة ووفد وادي تنعة يرأسه البقلي التنعي وفد حمير ووفد كندة ترأسه الأشعث بن قيس قدموا إلى المدينة في السنة العاشرة للهجرة وافتخروا بالحرير وبعظمة جدهم آكل المرار حين قالوا للرسول (ص) نحن بنوا آكل المرار وأنت ابن آكل المرار ومزقوا الحرير عند ما نهاهم عنه وتزواج الأشعث من أم فروة بنت أبي قحافة أخت الصديق وخطب ألرسول (ص) قتيلة بنت قيس أخت الأشعث وتوفي قبل قدومها عليه من حضرموت. وذكرت كتب التأريخ كثير من الجنوبيين العرب الذين شاركوا في الفتوحات الإسلامية في كل بقاع العالم.






بريطانيا والجنوب العربي

1802 م كانت أول اتفاقية وقعها البريطانيين مع سلطان لحج وبعد احتلال عدن وقعت اتفاقيات مع كل الدول القائمة حينها في الجنوب العربي وكانت دول الجنوب العربي من أمارت وسلطنات ومشيخات تقوم بنشاطاتها وعلاقاتها مع العالم وفيما بينها باسم الدولة وتحت هوية الجنوب العربي وكانت المطارات ومنتشرة في غالبية الدول وكذا النقل البحري على سواحل الجنوب العربي وبدء النشاط الثقافي ولأعلامي التنويري قبل الدول ألمجاورة وكانت تنعم بالخير والمحبة والتآخي والأمن والاستقرار ويتنقل أبناء الجنوب العربي من المهرة إلى لحج وعدن بدون أي حواجز ويحق لابن الجنوب العربي إن يعيش أو يعمل في أي دولة في الجنوب العربي كمواطن وليس أجنبي والتاريخ شاهد بانأ الكثير ساكنين في عدن وحضرموت ولحج ويافع وغيرها من الدول وبدون تميز فيما بينهم وكان في حينها اليمني يعامل باحترام في دول الجنوب العربي مثله مثل أي اجني أخر.






نظام الحكم في الجنوب العربي

كانت الدول القائمة تنعم بالحرية والعدالة وتحكم نفسها بنفسها ولكل دولة الخصائص الخاصة بها وبدأت المجالس والدساتير والقوانين تلعب دورها في بعض الدول من وقت مبكر حيث كانت انتخابات وتبادل سلمي في حل المشاكل في داخل الدولة ومع جيرانها وانتخابات في كثير من الحكومات وكذا شورا بين الحاكم والأعيان وكانت عدن ولحج والقعيطي والكثير من الحكومات متقدمة جداً في مجالات كثيرة الاقتصاد التربية والتعليم والنقل والصحة والحياة المدنية وإرسال البعثات إلى الخارج وكانت سلطنة لحج عضو مراقب في الجامعة العربي وعدن ممثلة في كثير من المنظمات المهنية في العالم.






اتحاد الجنوب العربي

تم إعلانه في 11 فبراير 1959م وهو اليوم الوطني للاتحاد وكان أول دولة ديمقراطية واتحادية في الجزيرة أخذت بنظام الدول الحديثة في العالم المتقدم العضوية فيه طواعية وله دستور وقوانين وسلطات تنفيذية وقضائية وتشريعية ودولة مركزية اتحادي وعاصمة وعلم وشعار ونشيد وطني وإذاعة وتلفزيون وعملة موحدة صادرة من مؤسسة النقد الجنوب العربي (الدينار) وحكومات محلية لها كافة الصلاحيات بادارة شؤونها المحلية بالكامل وكانت دولة القعيطي والمهرة والكثيري ويافع العليا في الطريق لدخول الاتحاد لولا الثورة اليمنية وكل الدول التي لم تدخل الاتحاد كانت كل مشاركاتها وعلاقاتها الداخلية والعالمية وعملتها النقدية تحت هوية الجنوب العربي لأنها تقع جغرافياً في ارض الجنوب العربي برغم أنها ليست أعضا في الدولة الاتحادية وهنا يقع على الجميع معرفة الفرق بي الجنوب العربي شعب وارض وهوية وبين دولة اتحاد الجنوب العربي التي وصمها اليمنيين بأنها من صنع الاستعمار ودولة انفصالية.






الجنوبيين العرب في العالم

عند العودة إلى تاريخ أبناء الجنوب العربي سوف تجدهم منتشرين في الجزيرة العربية والعالم العربي وفي أسيا وأفريقيا والعالم اجمع ولهم الفضل في المشاركة الفعالة في تطوير وتنوير دول كثيرة ومنهم من أصبحوا بيوت تجارية ورجال دولة ودين وسياسة وعلم ووصل الكثير منهم إلى مناصب كثيرة وكبيرة في كثير من الدول ومنها في شرق أفريقيا وشرق اسيا والهند لما تتوفر لديهم من مثل ثقافية وعلمية ودينية وأخلاق عربية أصيلة في احترام أنفسهم واحترام الأخر بغض النضر عن الجنس والعرق والدين وهم إلى اليوم محتفظين بعادات وتقاليد الآباء والأجداد الجنوبيين العرب الأصيلة.






الاعتزاز بهوية الجنوب العربي

اليوم مطلوب إن نكون أو لا نكون ولكن بالعقل والمنطق وبالحوار والمحبة والأخوية لنثبت للعالم بانا الجنوب العربي شعب حضاري شعب عريق وموجود على الأرض وأرضه محددة وهي الجنوب العربي بر وبحر نسيجها متكامل عدني حضرمي لحجي مهري واحدي ضالعي عولقي عقربي بيحاني علوي شعيبي دثيني عوذلي فضلي يا فعي وكلهم جسم واحد في الداخل والخارج لا يستطيعون العيش جميعاً بدون لحمة الجميع تحت هوية واحدة وهي الجنوب العربي الواحد لا حرية ولا سيادة ولا عيش مشترك يحافظ عن الخصائص لكل جزء من هذا الكيان إلا برفع غاية الهوية وترسيخها وتعريف العالم بها والعمل على التخلص من كل أفكار دخيلة تنفر العالم العربي والإسلام والعالم الحر والاغتسال واجب من الاشتراكية والهوية اليمنية المفروضة على جنوبنا العربي الحبيب.

مع تحياتي
أخوكم
أنا هو







احمد الكندي 2011-08-13 08:43 PM

افضل مشروع وطني جنوبي كان يكافح من اجل التحرر والاستقلال الوطني الجنوبي

رابطة ابناء الجنوب العربي


بقيادة المناضل \ شيخان الحبشي

المناضل \ محمد علي الجفري




اسد الشرق الخليفي 2011-08-13 09:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ganoob67 (المشاركة 754983)
الثورات لا تقيّم بدماء الشهداء بل بنتائجها.... و إلا لكانت أحداث 13 يناير هي ثورتنا الكبرى!!!
ثورة 14 أكتوبر لم يكن لها داعي من الأساس... لأن بريطانيا و غيرها من الدول الإستعمارية كانت قد قررت أصلا التخلي عن مستعمراتها التي أصبحت مكلفة بالنسبة لها عسكريا و ماليا و سياسيا... و خاصة أنه كانت هناك قوانين جديدة بدأ العمل فيها تعطي الحق لسكان المستعمرات الحصول على سياسة الدولة المستعمرة (بالكسرة) و التمتع بكافة حقوق المواطنة.
لهذا قررت الدول الإستعمارية التخلص من المستعمرات و إستبدال السياسة الإستعمراية التقليدية بما صار يعرف بالإستعمار الجديد!!
لو لم تقم ثورة 14 أكتوبر لكان حالنا اليوم كحال الإمارات في أسوأ الأحوال!!!



شكرا جزيلا الاخ الفاضل جنوب 67 ولقد نورتنا ونورت المنتدى بطلعتك الجميلة وكل عام وانت بخير وبصحة وسلامة ويعيده ونحن في الاوطان طبعا في وطننا الجنوب العربي وليس سواه

تحياتي وتقديري





شيخان اليافعي 2011-08-13 10:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة استبرق (المشاركة 753201)
نعم اخي تم حرف مسار الثوره في مابعد وتسابق الشياطين على سرقتها
وافراغها من اهدافها الحقيقية ثم قاموا بحشوها باهدافهم هم وكان الجنوب وشعب الجنوب هو الضحية ..

أخي استبرق لك التحية وكلامك عين الصواب لأن اللوبي اليمني بالجبهة القومية حوَل الثورة لصالح اليمن وضد شعب الجنوب العربي وخرب مسارها وتم يمننة الجنوب وطمست هويته وهنا لم يستفيد شعب الجنوب العربي من ثورة 14 اكتوبر غير الدمار والعذاب وفي الأخير أصبح الجنوب العربي تحت الإحتلال اليمني بسبب ثورة 14 اكتوبر ثم أن المواطن الجنوبي العاقل يتساءل لماذا وقعت ثورة بالجنوب العربي ولم يكن بالجنوب ظلم وقهر مثلما هو حاصل اليوم من الإحتلال اليمني وقد وعدت بريطانيا بالخروج من الجنوب العربي في يناير 68 دون سفك دماء ولكن اليمن وطابورها الخامس في عدن أرادوا خروج بريطانيا من الجنوب العربي بأسرع وقت ممكن حتى تحل اليمن مكان البريطانيين بالجنوب تحت شعار وحدة أو عاد الفرع إلى الأصل واليوم نحن نرى أن الشهداء الحقيقيين هم شهداء اليوم لأنهم يحاربون طغاة ظالمين همج أما أيام بريطانيا كنا أحرار ولم نرى أي ظلم من حكومة إتحاد الجنوب العربي أو بريطانيا ولهذا نعتبر شهداء الثورة الثانية شهداء بالمعنى الصحيح ونكن كُل التقدير والإحترام لأسرهم وكُل من يقاتل ضد الإحتلال اليمني هو بطل أما ثورة 14 اكتوبر فكانت شبعة وبطرة ولم نكن بحاجة لثورة ضد إتحاد الجنوب العربي .

احمد الخليفي 2011-08-13 11:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي (المشاركة 755506)
الاخ استبرق



بالنسبة لي من حقي ان اقيم ماحدث ويحدث في وطني ولدي القدرة على ذلك ولدي الثقة بالنفس في ذلك ، اما بالنسبة لك فذلك شأنك ولا اتدخل ولا اقحم نفسي فيه .

خوفي ان يعيد التاريخ نفسه فيستغل الحراك الوطني الجنوبي السلمي كما استغلت الجبهة القومية حادثة لبوزة بصرف النظر عن مدى صحة الروايات المتعددة حول الحادثة .


تحياتي




الاخ اسد الشرق الخليفي اناغير مختلف معك عن كل ما اتيت بها من وثائق وكتابات تاريخية
عن الجنوب العربي وفي نفس الوقت انا معك بان ثورة 14 اكتوبر تحولة الى وبال عن
الجنوب ومستقبل الجنوب في مابعد .
اخي العزيز انا اختلف معك هنا في قولك بان ثورة 14 اكتوبر كانت كذبة فهذا اجحاف
بحق الثوار والشهداء الذي قدموا ارواحهم رخيصة من اجل الجنوب ولاشي غير الجنوب.
وكم كنت اتمنى عليك ان يكون عنوان موضوعك ومضمونة يطالب باعادة تصحيح الاخطاء
الكارثية التي وقعة في ثورة 14اكتوبر بعد جلا الاستعمار من الوطن فلوا نظرنا للواقع سنجد
بان مايتعرض له الجنوب اليوم من احتلال شمالي ماهو الا نتاج لتك الاخطاء الكارثية ؛
فالماذا لانعتبر الحراك الجنوبي اليوم هو امتدادلاهداف ثورة 14 اكتوبر التحررية من الاستعمار او الاحتلال مهما كان نوعة ولونة حتى لانقع في نفس الاخطاء السابقة ..؟؟

احمد الخليفي 2011-08-13 11:42 PM

اخي العزيز نعلم بان الامبراطورية البريطانية قد انتهت بعد الحرب العالمية الثانية وبداء نجم امبراطورية الغرب الجديدة

في الظهور وهي امريكاء؛ لذا قررة بريطانياء سحب جميع قواتها وتسليم مستعمراتها الى اصحاب الارض الاصليين..

هذا الكلام غير دقيق... الأمر لم يكن إستبدال دولة بدولة بل إستبدال نظام بنظام... إستبدال الإستعمار القديم بإستعمار جديد...إستبدال الإستعمار العسكري بآخر إقتصادي... فالدول الإستعمارية لم يعد بمقدورها تحمل تكاليف الإحتلال الباهظة خاصة مع تصاعد دور المعسكر الشرقي الذي دعم حركات التحرر و كذا ظهور الأزمات الإقتصادية في الدول الإستعمارية و تصاعد دور الأحزاب اليسارية و المنظمات الحقوقية فيها و التي كانت ترفض الإستعمار و تطالب حكوماتها بتحمل مسؤولياتها تجاه الدول المستعمرة و منحها حقوقها الكاملة بما في ذلك حق المواطنة إن لم يتم منحها الإستقلال. و لأن هدف الإستعمار الأساسي و خاصة في تلك المرحلة تركز في الأساس على نهب المواد الخام و تسويقها... فكان لزاما على تلك الدول أن تغير سياستها و تمنح المستعمرات إستقلالها على أن يقتصر دورها على تمهيد الأمور للشركات الإحتكارية الكبرى لتقوم بالحصول على المواد الخام بأبخس الأسعار الممكنة و بيع منتجاتها بأغلاها... حتى تحصل على أعلى الأرباح. و لأن هذه الشركات متعددة الجنسيات و أهدافها لا تتغير مهما تغيرت الحكومات أو إختلفت الدول... فكان على الدول الإستعمارية أن تتحالف و تنسق فيما بينها في كيفية إدارة الأمور لما يخدم مصالح هذه الشركات و بالتالي مصالح دولها.



وعلية نقول بان ثورة 14 اكثوبر اتت لهدف لم الشمل الجنوبي وتفادي تشرذمة بعد رحيل الاستعمار فلو ان بريطانياء رحلت
واستمر الوضع في الجنوب كما هو علية لكان تقسم الجنوب الى دويلات وسلطنات وامارات تتناحر في مابينها ؛

ليس هناك ما يدعم هذا الإدعاء إطلاقا... فالسلطنات و الإمارات التي ذكرتها كانت متحدة بشكل طوعي في دولة فيدرالية و هذه الوحدة كانت تعبر عن شكل راق للتوحد لم تحتدي به الدول العربية للأسف و جرت وراء غوغائية القوميين الذين كانوا ينادون بالوحدة بأي ثمن حتى و لو كان الثمن هو الشعب نفسه!!! نعم كانت هناك بعض السلطنات لم تنظم بعد لإتحاد الجنوب العربي و لكن المشاورات كانت مستمرة لإقناعها على الإلتحاق بالإتحاد و كان هناك تقدم في تلك المشاورات و خاصة فيما يخص سلطنتي حضرموت... و سواء إلتحقت السطلنات الباقية بالدولة الإتحادية أو لم تلتحق... المهم أن القرار كان سيكون بإختيارها و لم تكن هناك نية بفرض الوحدة عليها و لم تكن هناك ثقافة لفرض أي أمر بالقوة و بالتالي لم يكن هناك أي مبرر لأي تناحر بين تلك السلطنات و الإمارات... الحروب تأتي عندما تحاول أن تفرض أمرا ما بالقوة على الآخر و هو ما عمله القوميون و أدخلونا في صراعات لا أول لها و لا آخر. التناحر و القتال الداخلي عرفناه في عهد الرفاق الذين حطموا كل الأرقام القياسية في التصفيات الداخلية و سفك الدماء... لهذا مهما كان التناحر بين هذه السلطنات و الإمارات... فأنا لا أظن بأنه كان سيكون أسوأ من حروب الرفاق.



اما قولك لكان
حالنا مثل الامارات العربية فهذا غير صحيح لان بريطانيا عندما غادرة الامارات لم تترك خلفها الا بيوت من الصفيح وصحاري قاحلة
وهذا خلاف ماكانت علية عدن درة مدن الشرق في حينها ايضآ الامارات العربية عندما رحلت منها بريطانياء لم تكن دولة بكل مقوماتها
ولهذا سعى الشيخ زايد رحمة الله على وحدة تلك الامارات المتناثرة وجعل منها دولة حتى اتى النفط والطفرة التي كانت السبب الرئسي
في تماسك الدولة ونهوضها الاقتصادي..

أنا قلت بأننا سنكون كالإمارات في أسوأ الأحوال... و المرجح بأننا ربما كنا سنكون أفضل حالا منها و ذلك لوجود بنية الدولة الحديثة في الجنوب العربي حينها و خاصة في عدن و حضرموت... بالإضافة للثروات التي كان يملكها الجنوب سواء الموقع الإستراتيجي لميناء عدن أو الزراعة أو البترول الذي كانت الشركات الإنجليزية تعلم بأماكن وجوده... كما لا تنسى أن بريطانيا كانت ملزمة بدفع تعويضات للدولة الوليدة!!



استذكرت كلمات قالها الشيخ زايد رحمة الله في احد مناسبات استقلال دولة الامارات عندما سألتة مذيعة عربية في مقابلة تلفزيونية وقالت
له نريدك تحدثناء عن ثورتكم ضد المستعمر وكيف تمكنتوا من الانتصار ونيل الاستقلال ..؟
فماكان من الشيخ الا ان ابتسم وقال يابنتي لم نقيم اي ثورة في الامارات ضد الانجليزي بل انهم عندما ابلغونا بموعد رحيلهم من بلادنا
حزنا على قرارهم وطلبنا منهم البقاء لاننا كنا نعيش معهم ويقدموا لنا الدعم الغذائي والمادي وبعد رحيلهم مرت علينا ضروف قاسية او هكذا قال..
وعلية نكرر ونقول بان ثورة 14 اكتوبر اتت لهدف نبيل يوحد الجنوب ويكسبة مناعة ولكن ثمار تلك الثورة تم اختطافها باسم القومية العربية

ثم جر الجنوب العربي الى اليمننة من خلال مخطط مرسوم مسبقآ ..

توحيد الجنوب لم يكن هدفا للثورة بل كان الهدف الوصول إلى السلطة لأن الجنوب كان يعيش وحدة فيدرالية و هو ما نسعى إليه الآن... ثم لو فرضنا جدلا أن الهدف كان الوحدة فإن الأسلوب الذي إتبعته الثورة كان خاطئا لأنها أرادت الوحدة بقوة السلاح و هو مبدأ مرفوض تماما... و أثبتت الأيام خطأه!!!



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ganoob67 (المشاركة 755177)
أخي الكريم إستبرق...
تفضل ردي في دي مداخلتك باللون الأزرق...
تحياتي

اخي العزيز جنوب 67
عند رحيل الاستعمار البريطاني لم نكن قد ولدنا بعد ولكن قرأتنا لتاريخ وطننا الجنوب
تقول كانت توجد صراعات مناطقيةعلى الحدود بين امارات ومشيخات الجنوب العربي بل ووصلت الى الحروب
والاقتتال في مابينها ولك في حروب سلطنة الواحدي والعولقي ادلة كثيرة ايضآ نزاع الواحدي والقعيطي على
الحدود يعرفة معظم ابناء الجنوب حيث ان معظم تلك الحروب والنزاعات حصلت في ضل الوجود الانجليزي الذي كان
يدعم تلك السلطنات والمشيخات فمابلك لو ان المستعمر ترك الجنوب على نفسم التقسيمة والوضع ورحل بدون ان يتم معالجتها.
ايضآ هناك امر اخر ومهم يتمثل في من يحكم عدن العاصمة السياسية والتجارية للجنوب فلو بقي الوضع على ماهو علية فمن
المؤكد بان حاكم عدن ستكون له اليد الطولى على بقية الامارات والمشيخات مماقد يتسبب في حروب لا اول لها ولا اخر.
ولاتنسى بانة كانت هناك مناطق ساشعة في الجنوب لم تخضع طول فترة الاستعمار للحكم البريطاني ولا للمشيخانات ولاالسلطنات
والاخ اسد الشرق الخليفي من احد تلك المناطق التي كانت مطمع لامراء وسلاطين المناطق المجاورة فماذا سيكون مصير تلك المناطق
اذا بقي وضع الجنوب على نفس التقسيمة البريطانية بعد رحيلهم..؟؟

احمد الخليفي 2011-08-13 11:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخان اليافعي (المشاركة 755654)
أخي استبرق لك التحية وكلامك عين الصواب لأن اللوبي اليمني بالجبهة القومية حوَل الثورة لصالح اليمن وضد شعب الجنوب العربي وخرب مسارها وتم يمننة الجنوب وطمست هويته وهنا لم يستفيد شعب الجنوب العربي من ثورة 14 اكتوبر غير الدمار والعذاب وفي الأخير أصبح الجنوب العربي تحت الإحتلال اليمني بسبب ثورة 14 اكتوبر ثم أن المواطن الجنوبي العاقل يتساءل لماذا وقعت ثورة بالجنوب العربي ولم يكن بالجنوب ظلم وقهر مثلما هو حاصل اليوم من الإحتلال اليمني وقد وعدت بريطانيا بالخروج من الجنوب العربي في يناير 68 دون سفك دماء ولكن اليمن وطابورها الخامس في عدن أرادوا خروج بريطانيا من الجنوب العربي بأسرع وقت ممكن حتى تحل اليمن مكان البريطانيين بالجنوب تحت شعار وحدة أو عاد الفرع إلى الأصل واليوم نحن نرى أن الشهداء الحقيقيين هم شهداء اليوم لأنهم يحاربون طغاة ظالمين همج أما أيام بريطانيا كنا أحرار ولم نرى أي ظلم من حكومة إتحاد الجنوب العربي أو بريطانيا ولهذا نعتبر شهداء الثورة الثانية شهداء بالمعنى الصحيح ونكن كُل التقدير والإحترام لأسرهم وكُل من يقاتل ضد الإحتلال اليمني هو بطل أما ثورة 14 اكتوبر فكانت شبعة وبطرة ولم نكن بحاجة لثورة ضد إتحاد الجنوب العربي .

اخي العزيز شيخان اليافعي
الضلم الذي لحق بالجنوب لم يكن بسبب ثورة 14 اكتوبر بل كان
بسبب المدى القومي والثوري العربي الذي اعماء بصيرة النخبة من ابناء الجنوب
واستمر ذلك العماء الى سنة 90م حين تم الزج بالجنوب في وحدة همجية مع الشمال.
وعلية فان شهداء ثورة اكتوبر وشهداء الحراك هم جميعآ ابناء الجنوب استشهدوا من اجل تحرير الارض الجنوبية من المحتليين.
وسوالي لك هنا ماذا سنسمي شهداء الحراك الجنوبي مستقبلآ في حالة فرض على الجنوب خيار غير الاستقلال لاسمح الله..؟؟
لك خالص التحية..

اسد الشرق الخليفي 2011-08-14 03:15 AM




بداية مصرية


طريقنا الجديد بدون قحطان


إن ما يحدث اليوم في الجنوب العربي : لا يندرج في قآئمة الأخطاء التي لا بد لأي نظام في طور توطيد وجوده .. والتمكين لنفسه في الأرض . من ارتكابها أنه نهج معتمد .. وسياسة مدروسة .. وخطوات محسوبة : تؤدي بالتدريج - وكما تدل البينات - إلى تونير الحياة .. وخلق المشكلات داخل الجنوب العربي .. (( والزج )) به في دائرة صراع عالمي ماحق وإثقال كواهلنا بإلتزآمآت لا تستطيع إمكانيات شعبنا الصغيرة أن تتحملها ..

إن جوهر معارضتنا لنظام الحكم الجديد في الجنوب يرتكز أولا وقبل كل شيء إلى حقيقة مسلم بهآ هي في اعتقادنا . فوق مستوى الجدل ..

نحن نعتقد أن نزع الصفة الاستعمارية عن الجنوب العربي .. وتحقيق وحدته .. وقيام سلطة شعبية على أرضه (( بداية معقولة )) . تخلق الشروط الضرورية لتطوير مصادر القوة الاقتصادية .. وتحريك كل قطآعآت الشعب لأغراض البناء .. ومجاوزة دائرة التخلف .. والفقر التي رسمها لنا وفرضها علينآ حكم إستعمآري دام مائة وثلاثين عاما ..

ولهذا فعندما نطالب بعدم توسيع دائرة أعدآئنآ في العالم وإعلان حآجتنآ إلى صداقة جميع الدول العربـــيـــة بالذات وعونها يجب أن ينظر إلى ما نطلبه على أنه (( صواب )) .. ومثل هذا الموقف - كما نظن - قمين بأنه يغري أي حكومة تقوم على أرض الجنوب العربي
(( بمزآيآه )) ما عدا حكومة (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) .

ويبدو أن مفعول مدرسة (( أبو لمعة )) ، أمتد إلى كل مكان .. فخلق لنا حتى في الجنوب العربي طآئفة من الرجال يتملكهم ميل شديد إلى التبجح .. والإعلان عن مشاريع تتجاوز حدود شجاعتهم الشخصية .. وتتجاوز حدود طآقآت شعوبهم .. إنهم رجال لهم كل خواص
(( المهرج الناجح )) .. ومآ ينقصهم فقط هو الروح المرحة .

إن دولة مستقلة حديثا كالجنوب العربي بمواردها الضئيلة ، لا تملك أن تقدم للعالم سوى
(( التمنيات الطيبة )) .. ولا خيار لها في أن تسلك سبيلا آخر .. ذلك أنهآ إن أرادت خيرا لم يعنها الدهر عليه .. وإن أرادت بأحد سوءا لم تستطع إيجاد أسبابه .. وإذن فالعقل يقضي على أية سلطة تتولى أمرنا في الجنوب أن تظهر شيئا من التواضع .. والتواضع ركن من أركان الحكمة السياسية والخلقية .. تتواضع في سياستها الخارجية بمآ يتناسب وحقائق وضعنا كشعب صغير فقير .. وتتوفر جهودها على المشكلات الكبار التي خلفها لنا الاستعمار وترتب أحوالنا.. وتنسق مواردنا . وتستفتح علينآ أبوابا للرزق تلبي على الأقل الضرورات العاجلة لمجتمع تركه الاستعمار على الحصيرة .

ولآ ينطوي مطلب التوآضع هذآ .. على أي مسآس بحقوق السيآدة أو كبريآء الشعب . كمآ أنه لآ يعني الإمتنآع عن الإظطلآع بأية مسؤولية تفرضهآ علينآ شروط السلآمة أو الدفآع عن حقوق الأمة العربية في فلسطين .. أو أي مكآن آخر من الوطن العربي . كمآ أنه لآيعني عدم مسآندتنآ لحق (( تقرير المصير )) بالنسبة لجميع الشعوب .. والوقوف ضد كل إتجآه عدوآني يرمي إلى تخريب الأسس المقدرة للأمن والسلآم في العآلم .. كلآ ..

إن مآ نطلبه هو ألآ نبدو في (( الصورة .. أو المضمون )) ، كمآ لو كنآ (( عملآء )) لمعسكر معين من قوى الصرآع في العآلم وبالتآلي نحرض المعسكر الآخر على أن يلتمس أسبآب الكيد لنآ ومخآصمتنآ .. وتحويل أرضنآ ذآتهآ .. وشعبنآ ذآته .. إلى سآحة يحترب فيهآ الروس والأمريكآن .. ونكون نحن مجرد أدوآت هزيلة في أيدي المتحآربين .. كمآ هو الوآقع الفعلي في فيتنآم .. وكوريآ .. وأمريكآ اللآتينية .. بل في كل قآرة .. والفرق هو في جحيم الصرآع .. ومدآه .. وأدوآته . وليس في نوعيته .. وأهدآفه النهآئية ..

ومن الخطأ القول بأن الروس والصينيين قوم (( يتعجلون فعل الخير )) . تحت وطأة مشآعر نبيلة .. وشعور حآد كريم .. ونشدآن للمودة محض .. لآيخآلجه عنصر خسآسة أو خبث أو تشوق للسيطرة ..

إن هنآك من يحآول إقنآعنآ اليوم في الوطن العربي .. بأن دوآعي عمآلته للشيوعية .. وليدة إعتقآده بأنه وجد في الروس والصينيين (( صديقآ أفضل وانبل للعروبة )) ..
غير أن الأحدآث .. أظهرت على مستوى الوطن العربي كله أنه بعد سنوآت من فتح أبوآب العآلم العربي أمآم الصدآقة الوآفدة من موسكو وبكين .. وبعد سنوآت من وضع موآردنآ كلهآ في خدمة جهآز الحزب الشيوعي ضد الغرب في ميآدين .. السيآسة والإقتصآد .. والفكر .. والعسكرة .. وبعد إستظهآر نآدر عجيب لكل ترآث مآركس وانجلز .. ولينين . وبليخانوف وتروسكي ومآوتسي توتنج .. وبعد أن أصبح أرنست شيء جيفآرآ أشهر بمآ لآيقآس من القعقآع .. بل من ابن الوليد في محيطنآ العربي .. وبعد أن طآردنآ النفوذ الغربي إلى طوروس في الشرق .. والنيل الأزرق في الغرب .. وطنجة في الشمآل .. وسقطرة في الجنوب بعد هذآ الجهد الجبآر .. أكتشفنآ أن الصدآقة الروسية والصينية .. لم تجعلنآ أفضل حآلآ .. أو أصعب منآلآ .. بل أسوأ .. إذ وضعت العرب في مواجهة بعضهم البعض .. وأدخلتهم فعليآ في صرآع مع أنفسهم .. وأستنفد الكثير من طآقآتهم .. وأستهلك الجم من قوآهم . وأفسح المجآل وآسعآ للكثير من المشآعر الضآرة أن تأخذ سبيلهآ إلى الضمآئر والقلوب وخلق من دوآعي الفرقة والإنقسآم مآ نحتآج جيل من الجهد للتغلب عليه وقتل أسبآبه وإسترجآع روح التعآون والثقة .

لقد جآهدنآ ضد أمريكآ والغرب ولمصلحة السوفييت والصين - ويجب أن نعترف - جهآدآ كلفنآ الكثير من الأصدقآء .. وجشمنآ الكثير من العنآء . وأجبرنآ على أن نخوض في دمآء بعضنآ البعض بضرآوة تحسدنآ عليهآ الكلآب . وكآن ثمن هذآ كله كمآ هو معلوم .. ومفهوم عدة مئآت من الدبآبآت تركهآ الجيش المصري لإسرآئيل في سينآء .. وترك معهآ سينآء المبآركة .

ولآزلت أثمآن الدبآبآت ديونآ يستوفيهآ الروس من قطن مصر ودم شعبهآ .. وهآ نحن نفيق من حميآ (( الصدآقة )) على كآرثة مروعة هي إمتدآد اليهود في الأرض العربية إلى أبوآب القآهرة .. ودمشق .. مرورآ بثآلث البقآع الطآهرة في العآلم ( القدس الشريف ) .. ومآ حوآه وجآوره من أرض عربية في فلسطين .. وسوريآ ..

وكل مآ فعلته لنآ الصدآقة هو إستخلآص قرآر هزيل من مجلس الأمن يثبت لنآ حقآ نظريآ في هذه الأرض .. دون أن يضعنآ على الطريق السوي لإسترجآعهآ ..

والحآل أن نكبة ( حزيرآن ) بكل طوآيآهآ .. وملآبسآتهآ . وردود أفعآلهآ بالتتآبع أعلنت بشكل جلي (( إفلآس اليسآر العربي )) .. في كآفة الميآدين وأهمهآ .. وهي ثلآثة ..

أ _ الإنجآزآت الدآخلية .
ب _ السيآسة الخآرجية .
ج _ القوة العسكرية .

والأيآم نفسهآ .. التجربة نفسهآ .. الوقآئع نفسهآ .. وليس نحن بل هي التي كشفت إفلآس اليسآر العربي في الحقول الثلآثة ..
• إقتصآد منهآر .. وشعوب جآئعة .. تتسلى بالأغآني والنكت .. وتتهلى بالوعود .. ومتعتهآ الوحيدة هي التفرج على موآكب الجنود .. وأرتآل الدبآبآت .. وهيآ كل الصوآريخ الوهمية . في الإحتفآلآت والإستعرآضآت الدورية التي ينظمهآ (( اليسآريون )) بمهآرة وإتقآن يغبطهمآ عليهمآ مدرآء المسآرح ..
• سيآحة خآرجية خرقآء ، خلقت لنآ من الأعدآء بمقدآر مآ خلقت لإسرآئيل الأصدآقآء فضلآ عن التعبئة الوجدآنية المستمرة للجمآهير العربية بسوء حكومآتهآ (( المعتدلة )) والتحريض المستمر على العنف والإغتيآلآت .. وتعريض المجتمعآت العربية للتوتر المتصل الذي يعوق .. الثبآت والإستقرآر .. والبنآء ..
• قوة عسكرية تصلح فقط للإستعرآضآت .. وليس للنظآل بدليل أنهآ لم تثبت حتى بضعة أيآم .. أو سآعآت أمآم أذل أمة في العآلم وأصغرهآ ..
إننآ نتكلم عن الجنوب العربي و لم نرد فقط الإسآءة إلى أحد أو هدآية النآس إلى جديد لآ يعلموه عن حآلنآ في الوطن العربي بعد نكبة ( حزيرآن ) المؤلمة .. المريرة ..


ضرورة السيآق وحدهآ قضت بأن نورد أجمآليآ ربمآ ينفع الحكم الجديد في الجنوب العربي .. وهو سينفع شعب الجنوب نفسه وذلك .. أكيد .. أكيد ..

إن الحكومة الصآلحة في المنظور العآدي تقآس عآدة بالمحسوس الملموس من إنجآزآتهآ .. وليس بمآ تسبغه على نفسهآ عبر أجهزتهآ من الوجآهة .. والقوة .. والحكمة . فلآيحآولن قحطآن أن (( يعدنآ بالقمر )) .. ويدنينآ من (( الثريآ )) بالأوهآم .. والخيآلآت .. وشعبنآ بعد لم يأمن على نفسه ولم توفر له حكومة الإستقلآل الطمأنينة .. والثقة على الحآل والمآل .. وهو أصغر المكآسب التي توفرهآ في العآدة حكومآت الإستقلآل للشعوب المستقلة .


وإستنآدآ إلى هذه الحيثيآت وكل مآ يترتب عليهآ نحن نعآرض الحكومة الجديدة في الجنوب العربي . ليس عن (( عمآلة )) أو رغبة في السلطة .. ولسنآ متسولين .. ولآ مرتزقة .. نحن أفضل من أن نقود شرآ لشعبنآ .. وأكرم من أن ندآهن سلطة قآئمة على أرضه لآتقدم على حبهآ إيآه .. وحرصهآ على مصآلحه .. وتقديرهآ لمسؤلية الحكم والقيآدة ..


عن تقدير للمسؤولية عميق ووعي بآلغ ودقيق .. لآ نؤيد هذه الحكومة القآئمة في الجنوب العربي .. لأنهآ بدأت تدور بنآ في نفس المسآر الكريه الذي لآ زآل الوطن العربي يئن من أثآره الضآرة ..

الحكومة القآئمة في الجنوب العربي (( يسآريه )) .. أو هي هي بتعبيرنآ (( عميل وقح للشيوعية العآلمية )) .. واليسآر بالنسبة للأمة العربية ، كلهآ أنتهى .. لقد وصلنآ إلى آخر الأنشودة . وآن لنآ كجمآهير .. أن نحآسب أن نفكر .. أن نزن كل حآدثة ونرآجع كل حديث .. بعد أن أقتصر دورنآ طوآل هذه السنوآت على التصفيق والهتآف .. وتأليف الأغآني الحمآسية .. التي تنآسب مزآج القيآدة الرخيص .. لآيجوز قط .. وليس من المسؤلية في شيء أن نسمح لقحطآن أن يزج بنآ في تيه جديد .. نكتشف بعد كذآ من السنوآت أضرآره ..وأخطآره ونحتآج إلى كذآ من السنوآت في تفآدي هذه الأخطآر وملآشآة الأضرآر . لنبدأ مسيرة جديدة

لوقت لآيسمح لنآ بتكرير ( المأسأة ) في الجنوب العربي ونقل .. وتصدير مضآعفآتهآ إلى جزيرتنآ العملآقة .. وشوآهد فسآدهآ مآثلة لأعيننآ في أكثر من قطر عربي .. لآ .. لآ .. هذآ كثير .. وأكثر مآ نستطيع السمآح به .. أو السكوت عليه ..

إن (( الثورية الشيوعية )) الإرهابية التي قامت طوال السنوات الماضية بتمزيق المجتمع العربي .. ولوثت طباعه .. وأفسدت سريرته وأضعفت صلته بالله .. ونحت في سيآستهآ الخآرجية منحى جر عليه العدآوآت .. والتجويع ومن ثم الهزآئم المرة .. هذه (( الثورية الشيوعية )) هي التي تحآول اليوم أن تجعل من أرض الجنوب العربي رآفدآ يعين
(( الثوريآت )) التي فرضت في الأرض العربية .. وجعلت منآ .. ومن شعوبنآ .. وجيوشنآ أضحوكة الضآحكين في العآلم .

ووآجبنآ ألآ نسمح بشيء من هذآ القبيل أن يحدث في الجنوب العربي أو في أي مكآن آخر من جزيرة العرب الأم . لأننآ من هذه الجزيرة بالذآت نريد أن ننطلق لإسترجآع الأرض السليبة .. ورد الإعتبآر الذي أضآعه فلآسفة الهزآئم ..

من هنآ نريد أن ننطلق تحت رآية ( محمد ) لنستعيد مآفقدنآه تحت رآية ( لينين ومآو ) ولن يكون هذآ الإنطلآق ممكنآ وفينآ من ( يخجل ) من ذكر الله ( وينكسف ) من ذكر محمد ..

لقذ تأخر قحطآن عن موعده فقد تعآطينآ من قبل ( الوصفة ) التي يحببهآ اليوم الينا فلم تجد نفعآ .. لقد مللنآ لحد القرف الإغترآف من الكتب الشيوعية المترجمة .. وأنفعلنآ بمآ فيهآ لحد الموت .. وأقنعنآ من هو أثقل من قحطآن وزنآ بالترديد العقيم للشعآرآت السقيمة .. فلم نجن من ورآء ذلك إلآ الهزيمة المنكرة .. والندم العميق على دمآء أخوتنآ العرب التي سفحت في الشوآرع في غمرة الإنفعآل الأهوج .. والتحقيق المندفع لأحلآم دجآلونآ الكبآر .

والآن علينآ أن نجرب (( الرجعية )) أذآ كآنت تعني الرجوع إلى الله .. وإستلهآم الرشد من مآضي العرب وتآريخهم الحآفل المجيد .. علينآ أن نستدل على طريق لله أستدل به سآبقونآ فأنتصروا .
علينآ أن نستنير بكتآب لله بين يدينآ .. فهذآ الكتآب وحده لآغير سيفجر منآبع القوة في الوجود العربي .. وسيصنع غد العرب المشرق العظيم ..


علينآ أن نتعرف من جديد على الأمة العربية .. ونتحسس عقيدة الشعب المسلم المؤمن بالله .. ونختبر إتجآهآت الرأي فيه .. ونجدد صلتنا به .. ونربيه تربية نضالية ترتفع به إلى مستوى المحنة التي صنعها له وزجه فيها (( العملاء الوقحون )) ..

وفي سياستنا الخارجية علينآ أن نتعلم كيف نعمل لأنفسنا .. ونزيد من ثقة الشعوب فينآ .. ونلتزم جادة تكون مدعاة لإحترآمنآ في الوجود الدولي كله ..

وقحطآن (1) بكل مآ يمثله . ليس دليلنا على هذا الطريق الجديد ( طريق الله ) .. إنه تركة ورثناها من عصر مآقبل ( 5 حزيران ) .. وعلى كل عربي أن يتخلص من حصته في التركة المرذولة ( من بقآيآ الهزيمة ) ..

(1) المعنى هنآ تنظيم الجبهة القومية الحآكمة في الجنوب العربي وقد كآن قحطآن على رأسهآ في ذلك الوقت الذي تغير ولم يتغير المسآر الضآل للتنظيم . وإذن فهذآ الفصل لآزآل يؤدي وظيفته كآملة .



عبدالله الجابري

من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة






اسد الشرق الخليفي 2011-08-14 04:20 AM

بقلم الاستاذ / بشاير


قال السيد ياسين سعيد نعمان أن هزيمة المشروع السياسي التجزيئي الذي صنعه الاستعمار البريطاني في إطار اتحاد الجنوب العربي كان الهدف الرئيس لثورة أكتوبر ولم يقتصر هدفها على طرد المستعمر فقط.

وأخيرا شهد شاهد من أهلها بان ثورة أكتوبر قامت لمنع إستقلال الجنوب العربي وليس لتحريره

كما يدعي البعض من أبناء الجنوب العربي . ياسين سعيد نعمان يؤكد ذلك بوضوح تام على الرابط التالي .
http://www.aleshteraki.net/news_details.php?sid=8989

بالتأكيد أن ثورة أكتوبر لم تقم من أجل طرد الإستعمار البريطاني لإنه قد تقرر بالفعل الإنسحاب البريطاني من الجنوب ومنحه الإستقلال بتاريخ 8/2/1968م .
لكانها قامت من أجل منع قيام إتحاد الجنوبي العربي وتحويله إلى شطر يمني تمهيدا لضمه لليمن لاحقا وهو الأمر الذي حدث في عام 1990م

شكرا للدكتور ياسين سعيد نعمان .


الاخ استبرق

ارجوك اقراء تصريح الدكتور ياسين سعيد نعمان بتأني وتمعن وحلل وادرس وقلب ماجاء فيه وفي ضؤ المعلومات التاريخية والسياسية التي لديك .


أن هزيمة المشروع السياسي التجزيئي الذي صنعه الاستعمار البريطاني في إطار اتحاد الجنوب العربي كان الهدف الرئيس لثورة أكتوبر


( ولم يقتصر على طرد المستعمر البريطاني ) ... بريطانيا بالاساس ووفق النظام العالمي الجديد الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية قد شرعت في منح الاستقلال لمستعمراتها وكانت الهند البداية .



تحياتي وسحور هني .








عيون النمر 2011-08-14 04:58 PM

اخي العزيز جنوب 67
عند رحيل الاستعمار البريطاني لم نكن قد ولدنا بعد ولكن قرأتنا لتاريخ وطننا الجنوب
تقول كانت توجد صراعات مناطقيةعلى الحدود بين امارات ومشيخات الجنوب العربي بل ووصلت الى الحروب
والاقتتال في مابينها ولك في حروب سلطنة الواحدي والعولقي ادلة كثيرة ايضآ نزاع الواحدي والقعيطي على
الحدود يعرفة معظم ابناء الجنوب حيث ان معظم تلك الحروب والنزاعات حصلت في ضل الوجود الانجليزي الذي كان
يدعم تلك السلطنات والمشيخات فمابلك لو ان المستعمر ترك الجنوب على نفسم التقسيمة والوضع ورحل بدون ان يتم معالجتها.
ايضآ هناك امر اخر ومهم يتمثل في من يحكم عدن العاصمة السياسية والتجارية للجنوب فلو بقي الوضع على ماهو علية فمن
المؤكد بان حاكم عدن ستكون له اليد الطولى على بقية الامارات والمشيخات مماقد يتسبب في حروب لا اول لها ولا اخر.
ولاتنسى بانة كانت هناك مناطق ساشعة في الجنوب لم تخضع طول فترة الاستعمار للحكم البريطاني ولا للمشيخانات ولاالسلطنات
والاخ اسد الشرق الخليفي من احد تلك المناطق التي كانت مطمع لامراء وسلاطين المناطق المجاورة فماذا سيكون مصير تلك المناطق
اذا بقي وضع الجنوب على نفس التقسيمة البريطانية بعد رحيلهم..؟؟
[/quote]



بريطانيا بدأت في وضع ترتيبات قبل رحيلها يعني البدء في تأسيس دولة في الجنوب العربي وعليه شكلت اتحاد امارات الجنوب العربي ثم بانضمام عدن اصبح اتحاد الجنوب العربي وكانت بقية السلطنات في طريقها الى الانضمام ويعني انه

ليس بدعا من الامر فقبل اتحاد الجنوب العربي قامت بتكوين الاتحاد الماليزي وهاهي دولة ماليزيا كيف هي مستقرة آمنة ومتطورة وغنية عن سؤال الاخرين والتسول عندهم وكذلك الاتحاد النيجيري والخ ... ومن بعد اتحاد امارات الخليج

السبعة في دولة الامارات العربية المتحدة وهذه التجربة بالذات نسخة كربونية لمشروع اتحاد الجنوبي العربي قدمتها لهم بريطانيا ونصحتهم بالاخذ بها .

ياترى هل تلك الكيانات الاتحادية مزيفة حتى يصف الجهلة والذين باعوا اوطانهم بان اتحاد الجنوب العربي مزيف ؟


لقد عملت الجبهة القومية ثم الحزب الشيوعي اليمني على ان يخون الجنوبيون وطنهم وهويتهم ( الجنوب العربي )

جعفر الصادق 2011-08-14 05:25 PM

.[quote=ألجزيرة نت;750763]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي (المشاركة 750750)
[b][center][font="comic sans ms"][size="6"][color="navy"]

شعب توهه الرعاع والجهلة والغوغائية في دروب ظلام حالك ولم يجد من يضئ ليله
شعب سطر له الرعاع والجهلة والغوغائية دروبا للشيطان ً وللعلم قبراً ..
سوف أظل اكرر ولن يوقفني الملل حتى يقرأ كل شاب وشابة جنوبية عربية
بأن كل ما حصل منذ 1967 باطل وغير شرعي ، وعليه فما بني على باطل فهو باطل
اكرر وأقول الآن ، بل في كل لحظة يزداد إيماني ويترسخ قناعتي بأن ما أطلق عليها
ثورة 14 أكتوبر 1963 م ما هي سوى الكذبة الكبرى
والخطوة الأولى في طريق تنفيذ المؤامرة الخبيثة والشيطانية لتدمير الجنوب العربي
وقد كان لهم ذلك وحققوا هدفهم إلى حد كبير بقيادة ورعاية الجبهة القومية نتاج
اليمنيين الطامعين في ارض الجنوب العربي وثرواته وصناعة المخابرات المصرية
في العهد الناصري ونتاج الماركسيين العرب المنطوين تحت حركة القوميين العرب وعلى وجه التحديد قيادات
الفصائل الفلسطينية واللبنانية الماركسية ومن ثم امتدادها الحزب الاشتراكي اليمني الماركسي
اللينيني الدموي المشبوه والأداة الذي تكفل لاستكمال تنفيذ ذلك المخطط وتلك الجرائم
البشعة التي ارتكبت في الجنوب العربي منذ نوفمبر 1967وانهما خلف كل المصائب
والكوارث التي حلت بنا ، ولا يزال العديد من الجناة والمجرمين يحومون حول الحمى
لأهداف في غاية الخطورة أدناها محاولاتهم لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء , فهل
نحن مدركون لما يحاك ضدنا كشعب الجنوب العربي من قبل أولئك المجرمون والسفاحون
المتربصون بنا ؟

إننا لم ولن ننكر أو نغفل البعد التحرري الوطني لثورة شعب الجنوب العربي وقواه الوطنية
ومقاومتهم للاستعمار البريطاني منذ أن وطاء قدماه ارض الجنوب العربي وخاصة مرحلة
ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الاستقلال وفي كل أرجاء الجنوب العربي .

رمضان كريم وادعوا بالشفاء العاجل للحاقد اسد الشرق الخليفي من المرض الذي هو فية

من فين انت يا هذا المتفلسف تتكلم على ثورة العمال والفلاحين . الثوره التي استمدت اهدافها من الثوره البلشفيه العظمى من قصر الكرملين والتي حررت ................. والتي رسمت اهدافها ان تجتاح العالم العربي ( الرجعي ) انها الثوره التي اعطت للفقير ما يستحق من اموال البرجوازيه واممت ما يحتكره الاقطاعيين وخفضت رواتب العمال الكادين من اجل مساعدة خزينة (الحزب ) ومن ثم بعد ذالك اتجهت
لسحل الكهنوت والاقطاع والمتخلفين الى غير رجعة . 14 اكتوبر جذوتها لن تنطقي ورجال حزبها موجودين وبا تشوف بعدين ايش بنسوي لك
وان غدا لناظره
غريب

اسد الشرق الخليفي 2011-08-14 06:34 PM

[




اخي العزيز جنوب 67
عند رحيل الاستعمار البريطاني لم نكن قد ولدنا بعد ولكن قرأتنا لتاريخ وطننا الجنوب
تقول كانت توجد صراعات مناطقيةعلى الحدود بين امارات ومشيخات الجنوب العربي بل ووصلت الى الحروب
والاقتتال في مابينها ولك في حروب سلطنة الواحدي والعولقي ادلة كثيرة ايضآ نزاع الواحدي والقعيطي على
الحدود يعرفة معظم ابناء الجنوب حيث ان معظم تلك الحروب والنزاعات حصلت في ضل الوجود الانجليزي الذي كان
يدعم تلك السلطنات والمشيخات فمابلك لو ان المستعمر ترك الجنوب على نفسم التقسيمة والوضع ورحل بدون ان يتم معالجتها.
ايضآ هناك امر اخر ومهم يتمثل في من يحكم عدن العاصمة السياسية والتجارية للجنوب فلو بقي الوضع على ماهو علية فمن
المؤكد بان حاكم عدن ستكون له اليد الطولى على بقية الامارات والمشيخات مماقد يتسبب في حروب لا اول لها ولا اخر.
ولاتنسى بانة كانت هناك مناطق ساشعة في الجنوب لم تخضع طول فترة الاستعمار للحكم البريطاني ولا للمشيخانات ولاالسلطنات
والاخ اسد الشرق الخليفي من احد تلك المناطق التي كانت مطمع لامراء وسلاطين المناطق المجاورة فماذا سيكون مصير تلك المناطق
اذا بقي وضع الجنوب على نفس التقسيمة البريطانية بعد رحيلهم..؟؟
[/quote]


اولا :كل الدول التي تحررت من الاستعمار تظهر فيها اشكاليات عديدة وخاصة الشبيهة بواقعنا في الجنوب العربي حيث السلطنات والامارات والمشيخات العديدة ، وبفضل حكمة الرجال والصبر وتغليب المصلحة العليا للاوطان تجاوزوا

الكثير من العقبات والعراقيل وقد حدث ذلك في ماليزيا والامارات العربية المتحدة وحدث ان اعلنت ولاية في نيجيريا( لم اعد اتذكر اسمها ) انفصالها عن الدولة الاتحادية وعندها وقف الشعب النيجيري والجيش النيجيري امام القوى

الانفصالية التي استعانت بمرتزقة اوروبيون وافشلت المحاولة بتضحيات جسيمة .


ثانيا : اما قولك ( المؤكد بان حاكم عدن ستكون له اليد الطولى على بقية الامارات والمشيخات مماقد يتسبب في حروب لا اول لها ولا اخر )


كيف ستكون لها اليد الطولى والدولة القادمة انشاء الله على شكل اتحادي بين ولايات او اقاليم الجنوب العربي ؟؟؟ دولة فيدرالية فيدرالية يعني دولة مركبة وليست دولة بسيطة ، والحروب حصلت اثناء حكم الجبهة القومية سببها
الرئيسي المناطقية



1967 / 1969/ 1978 / 1986




اسد الشرق الخليفي 2011-08-14 11:44 PM




الأزمة في الداخل

- 1 -

... والسياسة الخارجية ليست في الواقع كل ما نختلف عليه مع (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) رغم أن من العسير الفصل في أحوال دولة اليوم . بين الوجهة العقائدية للدولة .. وبين سيآستهآ الخارجية ..

إنه اختلاف بين عقيدة .. وعقيدة .. وكل الأمور بعد ذلك تأخذ نفس المسارات التي تتفرغ عن (( الإختلآف الجذري )) إلى تفصيلات هامشية ..

إنه اختلاف بين (( الإسلام كدين مشتمل على حدود تصور كآملة شاملة للحياة .. والأحياء .. وكخطة ومنهاج يرقى بهمآ الإنسان .. ويفلح ويتحرر من العبودية إلا الله .. وبين العقيدة الماركسية )) تطرح نفسها (( بالعنف الثوري )) .. وبالإرهاب المنظم كبديل للإسلام في مجتمع مسلم .

هذآ هو جوهر الإختلآف .. ونقطة إنطلآقه .. وهو يتصاعد من هنآ .. ويتفرع في مسارات متعددة . ذلك أن السياسة عمليا ونظريا أداة من أدوات التعبير عن عقيدة الدولة .. وبالتالي فإنها - أي السياسة الخارجية - تعتبر من أهم (( الوسائط الناقلة )) للعقيدة .. والحاملة لتأثيراتها .. وملامحها إلى العالم .

وإذا كانت (( الماركسية )) هي (( العقيدة )) مثلا .. فأن خدمة (( الفضائل والمثل العليا الماركسية )) .. تصبح في المقام الأول .. من سلوك (( الدولة )) في الخارج .. وعلاقاتها بالمجتمع الذي تحكمه في الداخل .. ولهذا فلا يجب أن يكون مدعاة للدهشة والاستغراب أن يكون شعب كوريا .. أقرب وأحب إلى دولة الجبهة القومية من شعب الأردن .. مثلا .. وماوتسي تونغ .. أقرب إلى قلوبهم . من الملك فيصل .. ذلك حكم العقيدة .. فالضد لا يحب ضده ..

وصحيح أن هذا ليس رأينا نحن شعب الجنوب العربي .. ولكنه رأي ولاة الأمر فينا .. وهذا بالذات ما يفقدهم حق الطاعة علينآ .. وما يخلع عنا موجبات البيعة التي لم تتم .. ولم يطلبوها هم قط .. بل أخضعونا بالدم .. والحديد .. ولا يزالون يفعلون ..!

إن حكام الجنوب العربي لا يناقضون أنفسهم قط عندما يجاهرون بأن العاجل والملح في نظرهم هو تصفية (( الإمبريالية والرجعية العربية )) .. وليس كما نريد نحن (( تصفية الفقر والتخلف في الجنوب العربي .. ووضع قواعد سليمة لمجتمع مسلم مزدهر . يستطيع عندما يصل إلى مرحلة معينة من رقيه أن يكون مؤثرا وفعالا بشكل أكبر .. وبصورة أدق .. في النشاط الإنساني كله .. ))


- 2 -

إن الشيوعيين في الجنوب العربي .. بحكم خروجهم عن الإسلام - وهم يجتهدون في الإعلان عن هذا الاتجاه وتأكيده - واستبداله بالعقيدة (( الماركسية )) .. يستجيبون طوعا وباندفاع للعمل مع أخوتهم في المعتقد .. ويقتربون منهم بمقدار ما يبتعدون عن سوآهم .. كما أنهم يزدادون تصلبا وعنتا في محاربة كل اتجاه آخر على أرض الجنوب العربي .. طاوين الاتجاهات العربية المسلمة هناك تحت مفهوم واحد هو (( الرجعية العميلة )) .. وهم يعملون حق العلم بأن المناضل العربي المسلم لا يمكن أن يكون عميلا لأحد .. لأنه بطبعه .. وبحكم تكوينه الخلقي يحارب (( ليكون الدين كله لله )) .. ولتتحقق للعرب وحدتهم .. وترفع عزيزة رايتهم .. وهو ما لا يتفق عليه أية دولة إستعمآرية أو شيوعية .. بدليل أن بريطانيا استمرت تحارب رابطة الجنوب العربي إلى الساعات الأخيرة من وجودها في الجنوب .. ومن ثم سلمت الراية لمن هي واثقة بأنه سيتابع هذه الحرب بقسوة أشد .. وبثبات أكبر ... لماذا ؟

لأن بريطانيا تعلم أنه لو قامت دولة في الجنوب العربي متفاهمة مع السعودية . فإنهما ستشكلان مجتمعتين قوة ضاربة .. تحول بين كل الطامعين في جزيرة العرب والوصول إلى ما يريدون .. من سيطرة ومغانم لا يجهل أمرها أحد .

وبما أن (( سياسة التوازن )) تقتضي تمكين اختلافات من افتراس طاقات أبناء الجزيرة العربية .. وإعاقة وحدتهم .. والتأثير بالضرورة على الدور القيادي الذي أخذت السعودية تلعبه في السياسة العربية و الإسلامية وخنق روح التضامن الإسلامي في المهد .. فأن من الضروري خلق دولة شيوعية في الجنوب تناطح ولو سياسيا ودعويا الدولة الإسلامية في الشمال .. وفي النهاية إجبارها على صرف جانب من جهدها لاتقاء الشر .. والوقاية من الفتنة .. (( لئلا يضع المسلمون في الجزيرة السيف على أعناقهم فلا يرفعه الله أبدآ )) ..


- 3 -

لقد رفضت رابطة الجنوب العربي أن تقوم بنفس الدور الذي قامت به (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) .. مقابل إستلآم السلطة من بريطآنيآ .. وأصرت على ضرورة قيام مؤسسات ديموقرآطية ينتخبها الشعب - طبقا لتوصيات الأمم المتحدة - تنبثق عنها حكومة مركزية لعموم الجنوب تتولى الحكم .

واعتبرت الرابطة أن هذا هو السبيل الوحيد الذي يؤمن السلامة .. والاستقرار لدولة الإستقلآل .. ويجنب الشعب التطاحن الذي ذاق مرارته بعد ذلك .

ذلك أن الرابطة لم ترد قط أن تكون (( جهاز الإكراه )) الذي يحكم الجنوب العربي .. حتى وإن كان هذا الإكراه إلى الخير ..

وما كنا نظن أن أحدا آخر سيهرع إلى التهالك على العرض البريطاني .. وسيوافق على رفع رايته على الدبابات البريطانية التي دمرت الشيخ عثمان .. واقتحمت الصعيد وحبان .

لقد كنا نظن بالآخرين ما نظن بأنفسنا من (( الولاء )) لشعب الجنوب العربي .. والرغبة المتجردة في عزته وكرامته .. وحقن دمائه .. غير أن الشيوعيين حتى وإن كانوا عربا لا تعوقهم الوساوس الخلقية أثناء الصعود إلى السلطة .. كما لا يعوزهم إختلآق (( الذرائع والمسوغات )) التي تبيح لهم إهرآق الدماء .. وتنظيم حملات التصفية .. في المجتمعات التي يصلون اليهآ بالإرهاب .. والتآمر على مراكز القوة .. والتأثير فيها .

إن استعذاب القتل .. وتغذية الضغائن .. والمثابرة على تنميتها والحث المستمر على حتمية التناقضات في المجتمع الواحد .. والدعوة إلى تصفية هذه التناقضات بالعنف الثوري ..!

هذه الأمور آمنت بهآ (( الماركسية )) دون كآفة المعتقدات الشاذة التي عرفتها الإنسانية طوال أربعة ألاف عام .. وهي الحقبة الزمنية التي يمكن متابعة وقآئعهآ في كتب التأريخ .. وعلم الحضارة .

كما أن الحقد شيء لا تعرفه العقائد السمحاء .. ولكنه - أي الحقد - من أهم العوامل المحركة في صلب (( الماركسية )) :

وربما كان هذا يعود إلى المعاناة المرة التي كابدها كارل ماركس والحرمان المتصل الذي زامله في المتحف البريطاني بعد نفيه من ألمانيا .. وابتعاده عن المجال الذي كآن يستطيع أن يحقق فيه نجاحا سويا .. يحمله على الرضا والقناعة .. ويجعله أكثر تفاؤلا ..!

وربما كان أصله (( اليهودي )) له علاقة بهذا الضغن العجيب الذي يستشعره نحو الإنسانية .. إذ من المعلوم أن اليهود ذاقوا إمتهآنآ واضطهادا لا مثيل لهمآ على أيدي المسيحيين الاتقيآء في العصور الوسطى .. ولم تتحسن النظرة إليهم في المآئتي سنة الأخيرة .. عندما أشتد الإتجآه إلى (( المسآوآة )) في أوربا .. وضعف سلطان الدين المسيحي في النفوس .. واتجهت الأفكار وجهة
(( علمانية )) .. ولليهود بلا جدال دور عظيم في إحداث هذا التحول الذي جاء لمصلحتهم .. وانتهى بإنتصآره عصر إمتهآنهم وإحتقآرهم - بإستثنآء الردة المضادة لهم - التي حدثت في عهد (( الرايخ الألماني الثالث )) .

وربما أن الأمرين معا .. أصل ماركس اليهودي .. وظروف حياته الشخصية صنعت منه ذلك المتنبي الأخرق المعادي لله .. وللإنسانية .

ومهما يكن من أمر فإن آثار هذه الديانة العجيبة تنتقل إلى تابعيه بشكل أشد وطأة .. وأكثر وحشية .. وهي تنفذ بجسارة في مجتمعات لا يجرؤ عليهآ حتى الغزاة ، دعك من أن يرعاها واحد أو عدة أحاد من أبناء هذه المجتمعات ..!


- 4 -

وإني وقد تضلعت من (( الماركسية )) بمقدار ما تضلع به أتباعها .. وعرفت من أشكال تطبيقآتهآ في العالم بمقدار ما يعرف أنبه رجالها .. لأعلم الآن ما يتوجب على شعب الجنوب العربي أن يعانيه من ألآم .. وتوتر .. وإرهاق .. وقلق .. ليس في إحتمآل دعآتهآ .. والسكوت عنهم وهم يركبون ظهره .. وإنما ما يعانيه من حثه بكافة الوسائل - قلت كآفة الوسائل - على الهتاف بصوت مسموع .. ونبرة واضحة لقيادة التغيير الثوري ..

المأساة أن كل مواطن في دولة الثورة الماركسية يصبح مطالبا باكتساب فورا .. في أفعاله .. وأقواله .. وحفظ شعاراتها .. وترديدها في الشارع .. في المقهى .. في البيت .. وهو مطالب كذلك بنبذ قيمه ومواريثه .. ومعتقده القديم .. والإسهام في الحملة ضده ..

وبما أن المرء لا يغير عاداته .. وقيمه الملكية والخلقية والدينية بين عشية وضحاها .. فأن آلاف الناس في الجنوب العربي سيتعرضون .. للاضطهاد .. والحرمان .. والتصفية المريرة .. تحت ذرائع معاداة الثورة .. أو العمل ضدها .. أو عدم التجاوب معها .. الخ ..

وهؤلاء .. أو جلهم ليسوا أعداء نشطين .. بل ليسوا أعداء بتاتا إنهم فقط يريدون أن يتركوا وشأنهم تجنبا للمشكلات وضنا بأنفسهم على المتاعب .. ولكن دولة الثورة (( الماركسية )) لا تترك أحدا .. وشأنه .. فذلك تساهل .. لا يستحقه الأعداء حتى ولو كانوا أعداء من الخاملين .. لا ضرر منهم .. ولا نفع فيهم .

يقول فلاسفتهم ..

(( القيام بثورة اشتراكية يعني بإيجاز تغيير العلاقات الاجتماعية الموجودة .. وخلق علاقات اجتماعية ثورية )) .

(( المكلآ )) جريدة الشرارة العدد الخامس تأريخ 22-2-1968 م .

وبما أن هذا التغيير - وخصوصا في المجتمع المسلم - لن يحدث إلا بحرب منظمة ضد فكرة الإسلام ذاتها .. بإعتبآرهآ المسئولة عن خلق العلاقات الاجتماعية القديمة .. وبتقنين إتجآه الأفكار لمصلحة التغيير الثوري .. فأن الضرورة ستقتضي اللجوء إلى مقادير متزايدة من العنف لإحداث هذا التغيير في العلآقآت الإجتمآعية .. وجعلها في المستوى المطلوب الذي يستطيع التجاوب مع

(( الماركسية )) .. والتشكل حسب مقتضياتها ..


- 5 -

إن شعب الجنوب العربي يتعرض اليوم لإمتحآن عسير .. امتحان دينه .. امتحان في أخلاقه .. إمتحآن في قيمه ومواريثه .. وتقاليده .. وشيمه .. إمتحآن في صبره .. وشجاعته .

ومستقبله كله رهن بنتائج هذا الامتحان . فأن خرج منه ظافرا وأستطاع أن يهب عن بكرة أبيه كما هو المأمول . وأجتث هذا النبت الكريه الذي تغذيه

(( الماركسية )) الشيوعية وتطلب له النمو على أرضه العربية المسلمة ..

فقد تستوي على الجودي قريبا ويقال بعدا للقوم الكافرين .

وإن تمكنت جذور هذا الشر في رحاب .. الاستسلام والاستكانة .. والذل ..

(( فأمر الله بلغ تشقى به الأشقياء )) .

وإني لأظنها الحرب (( يبلغ من ضخامتها أن المنتصر فيها يخر مغشيا عليه فوق جثمان ضحيته )) ..



عبدا لله الجابري

من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

( يتبع )





احمد الخليفي 2011-08-15 01:03 AM

[quote=جعفر الصادق;756228].
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألجزيرة نت (المشاركة 750763)

من فين انت يا هذا المتفلسف تتكلم على ثورة العمال والفلاحين . الثوره التي استمدت اهدافها من الثوره البلشفيه العظمى من قصر الكرملين والتي حررت ................. والتي رسمت اهدافها ان تجتاح العالم العربي ( الرجعي ) انها الثوره التي اعطت للفقير ما يستحق من اموال البرجوازيه واممت ما يحتكره الاقطاعيين وخفضت رواتب العمال الكادين من اجل مساعدة خزينة (الحزب ) ومن ثم بعد ذالك اتجهت
لسحل الكهنوت والاقطاع والمتخلفين الى غير رجعة . 14 اكتوبر جذوتها لن تنطقي ورجال حزبها موجودين وبا تشوف بعدين ايش بنسوي لك
وان غدا لناظره غريب

غريبة بان يكون اسمك جعفر الصادق ويكون كلامك بهذا الشكل..
الثورة البلشفية ونهجها الماركسي الينيني الالحادي قد ماتت وشبعت موت في عقر دارها الكرملين..
ومن لازال يحمل هذا الفكــــــــر ويحلم بعودتها فماهو الا عايش في وهم او في موت سرير اذا صح التعبير..
اخي فلنترك المبالغات واحلام اليقضة ولنقراء التاريخ جيدآ اذا اردنا للوطن الجنوبي الخير..

احمد الخليفي 2011-08-15 01:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي (المشاركة 755887)
بقلم الاستاذ / بشاير



قال السيد ياسين سعيد نعمان أن هزيمة المشروع السياسي التجزيئي الذي صنعه الاستعمار البريطاني في إطار اتحاد الجنوب العربي كان الهدف الرئيس لثورة أكتوبر ولم يقتصر هدفها على طرد المستعمر فقط.


وأخيرا شهد شاهد من أهلها بان ثورة أكتوبر قامت لمنع إستقلال الجنوب العربي وليس لتحريره

كما يدعي البعض من أبناء الجنوب العربي . ياسين سعيد نعمان يؤكد ذلك بوضوح تام على الرابط التالي .
http://www.aleshteraki.net/news_details.php?sid=8989

بالتأكيد أن ثورة أكتوبر لم تقم من أجل طرد الإستعمار البريطاني لإنه قد تقرر بالفعل الإنسحاب البريطاني من الجنوب ومنحه الإستقلال بتاريخ 8/2/1968م .
لكانها قامت من أجل منع قيام إتحاد الجنوبي العربي وتحويله إلى شطر يمني تمهيدا لضمه لليمن لاحقا وهو الأمر الذي حدث في عام 1990م

شكرا للدكتور ياسين سعيد نعمان .


الاخ استبرق

ارجوك اقراء تصريح الدكتور ياسين سعيد نعمان بتأني وتمعن وحلل وادرس وقلب ماجاء فيه وفي ضؤ المعلومات التاريخية والسياسية التي لديك .


أن هزيمة المشروع السياسي التجزيئي الذي صنعه الاستعمار البريطاني في إطار اتحاد الجنوب العربي كان الهدف الرئيس لثورة أكتوبر


( ولم يقتصر على طرد المستعمر البريطاني ) ... بريطانيا بالاساس ووفق النظام العالمي الجديد الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية قد شرعت في منح الاستقلال لمستعمراتها وكانت الهند البداية .



تحياتي وسحور هني .








اخي الخليفي بالنسبة لكلام لياسين سعيد نعمان لايهمنا لانة شخص اشتراكي حتى
النخاع ولايزال على راس حزبة اللعين الذي كان ولازال السبب في كل كوارث الجنوب..
ليس غريب ماقالة الاشتراكي اليمني ياسين نعمان بل هو كلام مكرر استمعنا له طوال 35 سنة مضت وكانت النتيجة ما وصلنا لة اليوم في الجنوب..

اسد الشرق الخليفي 2011-08-15 04:41 PM




عودة إلى الماضي


- 1 -


في الجولة الحاسمة مع الشيوعيين في الجنوب العربي .. سنحتاج إلى التنوير الثابت الوئيد لجماهير الشعب .. بنفس المقدار الذي سنحتاج فيه إلى
(( الرصاص )) لدحر السلطة الإرهابية الظالمة التي خانت قضية الشعب .. ولوثت انتصاره المجيد .. وبثت في النفوس الخوف .. والقلق حيث يجب أن تسود الطمأنينة .. وتعم البهجة والإغتباط ..

وقد تم حتى الآن تفنيد المسار الضار الذي تسلكه حكومة الجبهة القومية في سياستها الخارجية .. كما تم كذلك تفنيد الكيفية التي يتم بها تثبيت
(( الماركسية )) كبديل (( للإسلام )) في الجنوب العربي ضمن خطوات مقررة مدروسة تنفذ .. وتعلن بجسارة نادرة وتصميم عنيد ..

وعلينا الآن أن نتناول المسألة الأهم .. أو القضية الأكثر جذرية .. ذلك أن معارضتنا للحكومة القائمة في الجنوب العربي ( جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ) تقوم أساسا على إعتبارها حكومة غير شرعية .. وقد سبق لنا أن أجملنا - في غير هذه الصفحة - الأسباب التي تحملنا على الإعتقاد بأن دواعي النضال في الجنوب العربي لا زالت قائمة .. وان خروج الإستعمار قتل بعض هذه الأسباب .. ولكنه أحيى غيرها .. بسبب الظروف (( التآمرية )) التي صاحبت إعلآن الإستقلال إذ لم يصر قط الرجوع إلى الشعب ..

إن ما حدث بالظبط هو (( عملية تبادل للمراكز من فوق )) بحيث حل الإئتلاف القوميين والشيوعيين .. والمتمثل في (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) . محل الوجود البريطاني .. ووجدنا أنفسنا كشعب خارج هذا الإتفاق . تمامآ .. بل وأصبحنا في الواقع الفعلي من ضحاياه ..

وهذا يعني أن الأهداف التي قاتلنا من أجلها لم تتحقق . وإذن ففي حسابنا العودة إلى القتال .. لنفس الأسباب التي أجبرنا في الماضي على إشهار السلاح .. وإحتمآل الإضطهاد في سبيل الوصول إليها .

وضمن ما يجب أن نظفر به في نهاية صراعنا مع الشيوعيين والقوميين
(( حكومة شرعية )) يجري إختيارها من قبل الشعب .. ممثلة تمثيلا كاملا لكافة قطاعاته .. ولن يصار إلى تحقيق هذه الغاية الكريمة .. إلا بعد إسقاط الحكومة الغير شرعية القائمة .. بنفس الأساليب التي وصلت إلى الحكم .. (( بالقتال )) ..

ولا أحتاج إلى التدليل - رغم سعة مجال الإستدلال - على أن القوميين والشيوعيين يثابرون على التأكيد بأن ما أكسبهم الحق في الحكم هو أنهم قاتلوا فأنتصروا
(( أكتسبنا الشرعية بالقتال )) كما يردد المسؤولون بينهم .. هذا الإدعاء بشكل يؤذي الكرامة .. وفي خيلاء (( بونابرتيه )) فاحشة ..
• فمن هذا الذي قاتلته الجبهة القومية .؟
• وكيف أنتصرت ؟
• ومتى شكلت ؟
• ولأي غرض كان هذا التشكيل ؟
• وفي ظل أي شروط ؟
• وهل هي بالفعل تمتاز ببعض أو كل شروط الحكومة الشرعية ؟ .
هذا يقضي بفتح بعض ملفات قضية الجنوب العربي .. والعودة بها إلى عام 1964 .. ( إذ تشكلت الجبهة القومية في اكتوبر من نفس العام ) .. والجواب على هذه الأسئلة يتطلب كذلك مراجعة بعض الوقائع . ومعرفة مقدار الحق في دعوى (( الشيوعيين )) هذا إذا كان فيها من الحق أي مقدار ..


- 2 -

( أ ) في عام 1964. أصبحت قضية خروج بريطانيا من الجنوب العربي مسألة مقررة .. فقد أعلنت بريطانيا في ذلك الوقت أنها ستمنح الجنوب إستقلاله في موعد أقصاه عام 1968 .. وأعلنت كذلك أنها بسبيل تخفيف إلتزاماتها
الدفاعية شرقي السويس .. وأن ذلك قد يعني - أو هو سيعني بالفعل - تصفية قاعدتها العسكرية في عدن ..

( ب ) - في الفترة نفسها بدأت بريطانيا تجري سلسلة من الإتصالات مع القوى الوطنية والجماعات الحاكمة لمعرفة ( النسبة ) التي سيجري تطبيقها من قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالجنوب العربي والصادرة في ديسمبر 1963 .

وكان يوجد إختلاف .. أو إختلافات شتى حول هذه القرارات .. بين الرابطة التي أستخلصتها من الأمم المتحدة ، وبين حكام الجنوب العربي .. وكان موقف هؤلاء الحكام في البداية هو رفض هذه القرارات كلها .. ثم دعتهم بريطانيا - أي أمرتهم - إلى النظر في إمكان تطبيق بعض محتوياتها .. فكان أن قبلوا بعد إتصالات عديدة بالتطبيق الجزئي لبعض هذه القرارات .. وكانت الرابطة وجماعات وطنية صغيرة كالمؤتمر العمالي والعناصر المستقلة في حكومة عدن .. وحزب الشعب الاشتراكي ( الاصنج ) .. في جانب التطبيق الكلي لهذه القرارات .. والتدخل ألأممي المباشر في التنفيذ لضمان حد أدنى من النزهة .. وعدم تزييف الانتخابات حين يحل وقتها ..

وكان مجرى الأمور بوجه عام يبين أن استقلال الجنوب العربي أصبح قضية مؤكدة في نفس الموعد المعلن .. وكانت الاختلافات التفصيلية عرضة للتسوية .. وكانت هناك جهود بالفعل تبذل لتصفيتها .. وكانت الظروف .. عربيا ودوليا مواتية لأن ينال الجنوب استقلاله بنسبة من المتاعب أقل .. وبتكاليف أبسط ..

وكانت بريطانيا قد شعرت من وقت طويل أن بقاءها في الجنوب يكلفها من الجهد والمال أكثر مما يغل عليها من الفوائد .

( ج ) - عندما شعرت الجمهورية العربية المتحدة ( جمهورية مصر العربية ، في الوقت الحاضر ) أن هناك تطورات ملموسة في الجنوب العربي .. وأن الإنجليز أصبحوا أقل تصميما على البقاء .. بل أعلنوا موعد خروجهم بالفعل .. وكانت لديها قوات عسكرية ضخمة في اليمن .. ولها في الجنوب ( الرصيد الأدبي المناسب ) رأت أن تستفيد من هذا التطور لمصلحتها .. وأن تعد ترتيبات مسبقة تمكنها من أن تخلف بنفوذها ووجودها إن أمكن .. والنفوذ والوجود البريطاني الراحل .. ولن يكون هذا ممكنا ومقبولا إلا إذا بدت في الصورة كما لو كانت هي التي أجبرت الإنجليز على الخروج ..

وهكذا نظمت زيارة للرئيس جمال عبدا لناصر لتفقد القوات المصرية في اليمن .. وحل بعض الصغائر التي تنشب دائما بين العسكريين المصريين والجمهوريين اليمنيين .. ومن ثم - وهذا هو الأهم - تقديم الجرعة الكبرى لشعب الجنوب من العلاج المصري للشفاء من المرض الإنجليزي ( !! ) .

وكانت هذه الجرعة ( خطاب ناري ملتهب ) ألقاه الرئيس جمال عبدالناصر في تعز ندد في بالإستعمار البريطاني .. وأعلن أنه سيجبره على الرحيل ( إن على الإستعمار أن يحمل عصاه ويرحل ) .
وكانت هناك أعداد كبيرة من الاجئين الجنوبيين في تعز شردهم الإستعمار .. والقصف الجوي .. ومعظمهم من أبناء العوالق .. وربيز .. وباكازم .. والمصعبي .. والمجعلي .. والقطيبي . ويافع وقد صفق هؤلاء كثيرا لخطاب عبدالناصر وبعضهم قد مضت عليهم سنوات كثار في اليمن . وأمرضه التسكع والبطالة .. والبعد عن الأطلال ..

( د ) - بعيد هذا الخطاب متصلا تحركت ( القيادة المصرية في تعز ) ومكتب الأمن ( المخابرات ) وأجرت إتصالاتها مع كافة أبناء الجنوب .. وأرسلت الرسل إلى الداخل وقرعت أبواق النذير في كل مكان .. وبدأت في عملية بناء ( جهاز الكفاح ضد الإستعمار ) على كافة المستويات .
• إتصالات مع اللاجئين في القاهرة ..
• معسكرات تدريب في اليمن ..
• تنظيم شبكات العنف في الداخل ..
• إعتمادات وافرة ومرتبات ثابتة وسخية لأكثر من عشرة آلاف ( مناضل ! ) سيجري إعدادهم وتدريبهم ..
• قنابل .. ألغام .. أسلاك تفجير .. مسدسات .. بازوكا .. بلا نسيت .. هاون .. مورتر .. رشاشات بنادق .
• محاضرات توعية في ( قصر صالة ) ..
• جهاز مخابرات فعال .. وضباط ذوو إختصاص في حرب العصابات يجري حشدهم في تعز ..
• دعاية واسعة وشاملة ومركزة تقوم بتهيئة الوجدان العام في الجنوب ( للعمل المسلح ! ) .

( هـ ) - في ذلك الوقت كانت حركة القوميين العرب شيئآ غير مألوفآ أو معروفآ في الجنوب العربي .. وكان عبدالله باذيب - زعيم الحزب الشيوعي - يعمل محررا في جريدة الأيام بـ ( 600 ) شلن إلى جانب قيامه بتصريف شؤون الحزب والإشراف على إعداد جيل ( ماركسي صالح ! ) عن طريق بعث المزيد من الطلبة إلى موسكو وبراغ .. وبودابست .. وبوخارست .. وبكين .. وكان قحطان الشعبي آنذاك وزير ! لشؤون ما يسمى الجنوب اليمني المحتل في حكومة القسم الجمهوري من اليمن .. وكان مرتب سيف الضالعي في خزينة عدن لا يعادل قيمة أربع وجبات عشاء متوسطة في بار ومطعم ( الفروج الذهبي ) أو ( أرابيان نايس ) المكان الذي يتوق إلى إرتياده .. ويفعل ..

وكانت ( الطبخة المصرية ) ألذ من أن يكون بالمستطاع رفضها حتى ولو قضت بإختصار سكان الجنوب العربي إلى النصف .. فقوة الدعاية المصرية ستلد أبطالا في وقت وجيز والبطولة على هذه الشاكلة رأس مال يجوز إستثماره في الحصول على الكثير من المتع وخصوصا في القاهرة ( قلب العروبة النابض ) .

( و ) - وللإنصاف - يجب أن نقول بأن الجمهورية العربية المتحدة لم تدخر وسعا في لملمة كل الأحزاب في ( جبهة واحدة ) برئاسة قحطان .. الرابطة رفضت مشروع الجبهة الواحدة لأسباب تراها جذرية .. مثل تأكيد يمنية المنطقة .. وتوقيت الثورة المسلحة في وقت أصبح فيه خروج الإنجليز قضية مقررة .. ووضع ( الجبهة الواحدة ) تحت الإشراف المباشر للمخابرات المصرية .. وعدم ترك شيء من حرية العمل في الداخل .. والحركة عربيا ودوليا في الخارج .. واشتراط معاداة السعودية وقطع الصلة نهائيا بها ..

وكان هذا شيء يتنافى مع الكرامة الا يملك أبناء الجنوب العربي سوى مرتباتهم .. وبنادقهم .. والمظهر الشكلي في قضية هي جوهرها .. قضية أرضهم ووطنهم ( قضيتهم ) .

ورفض ( الاصنج ) التعاون باسم الحركة العمالية في عدن بدعوى أن مصلحة العمال في السلام . وليس في الحرب ( الخبز والسلام شعار كلاسيكي للماركسية )
ولم يبق على المسرح في الواقع غير حركة القوميين العرب ( فيصل عبدا للطيف . وعبد الفتاح إسماعيل . وأنور خالد .. ونور الدين قاسم .. وعلي السلامي .. وطه مقبل .. وسيف الضالعي .. وحيدر السقاف .. وعبدا لملك إسماعيل .. ومحمد صالح عولقي .. وعبدا لباري قاسم .. ومحمد البيشي ) وقحطان الوزير اليمني .. والشيوعيين ( باذيب وباخبيرة .. وباسنيد والسلفى ) وآخرون يجمعهم على كل حال ( مقيل واحد ) في ( الزعفران ) (( للقات )) .. وتتبع أخبار الصراع بين
(( الحرفية )) بكين (( والتحريفية )) موسكو ..

وهؤلاء جميعا لا يمثلون شيئا في الجنوب العربي .. ولا يجدون حتى من يصغي لهم دعك من أن يلفتوا الأنظار .. ويجتذبوا الإنتباه .. خارج محيطهم الصغير .. ولكن سنرى بعد قليل أن الموارد الهائلة التي أنفقت على تكوينهم .. والأضواء التي سلطت عليهم جعلت ( المحاق بدرا ) خلال هنيهة لا تزيد عن عام ..

( ز ) - ولم يكن الجنوب العربي يخلو خلال السنوات الخمس عشرة الماضية من انتفاضة تقوم هنا .. وحركة مسلحة تقوم هناك .. ولكن الإستعمار البريطاني يسارع إلى خنقها فورا بوسائل بطش حاسمة .. فسرعان ما تنطفئ الشعلة .. ويذوب موردها المحدود .. وكونت معظم القبائل والجماعات التي أظطرت إلى إشهار السلاح لمقاومة الإرهاب البريطاني خلال هذه السنوات أجنحة رابطية ضمن تشكيل الحزب .. وما يدعوها إلى التوقف والجمود هو نضوب الموارد .. ورفض الدول العربية دعمها .. وبين الرافضين لهذا الدعم أو التشجيع على الثورة في الجنوب الجمهورية العربية المتحدة التي أكتفت بإيواء كل هارب .. إلى هناك والإنتفاع منه في إصدار البيانات ضد أي حكومة عربية تضطر إلى الإختلاف معها ..
وفي ذلك الوقت من عام 1964 ( يوليو ) كانت العلاقات قد بلغت حدا عظيما من التدهور بين أمير الضالع شعفل بن علي وقبائل ردفان التي تطالب بالإنفصال عن ولاية الضالع .. وتشكيل ولاية منفصلة على غرار ( المفلحي و العلوي ) ضمن إتحاد الجنوب العربي ..
وأثناء الأزمة بين أمير الضالع وقبائل ردفان .. انحاز الإنجليز إلى جانب الأمير في الإبقاء على ردفان والضالع ولاية واحدة وتم اعتقال بعض المشايخ من
( دعاة الانفصال .. ) وبدأ القتال الفعلي بين الطرفين قبل تشكيل الجبهة القومية بعدة أشهر .. بل قبل وصول الرئيس جمال عبدا لناصر إلى اليمن لتقديم أول جرعة من العلاج المصري المضاد للمرض الإنجليزي ..

( ح ) - وفي 14 أكتوبر من عام 1964 - آخر العام - أعلن عن تشكيل
(( الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل )) .. ووضعت إذاعة تعز تحت الإشراف الفعلي لما سمي آنذاك الثورة المسلحة في الجنوب .. وأعلنت الجبهة القومية .. أنها مفجرة ثورة ردفان ( !؟ ) وأن هذه الثورة في الواقع ( شرارة ) في الثورة المسلحة العامة التي تنبأت بأنها ستشمل ( الجنوب اليمني المحتل ) في وقت قريب .

وتدفقت الأسلحة سرا وجهرا على الجنوب .. العربي .. وبدأت الأموال تصرف
( في شكل مرتب ثابت لكل عامل .. ومتعاون .. وغاض النظر .. وبائع أسرار .. ومقدم معلومات .. وبدأت شبكات العنف تقام .. وتعمل .. ورسائل التهديد والمنشورات توزع على نطاق واسع معلنة (( أن ثورة مسلحة عامة قد بدأت )) وان الموت سيكون من نصيب كل يعترض طريقها .. (( وأن الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل مفجرة ثورة ردفان ( كذا ) هي الممثلة الوحيدة لشعب الجنوب )) .
ولم يكن الأمر بحاجة إلى منشورات سرية .. فهناك من ( صنعاء .. وتعز .. والقاهرة ) دعوة واضحة إلى الثورة .. وتحريض متصل على العنف .. وتعبئة كاسحة للجماهير .. وتركيز جبار على أن الأحوال في الجنوب العربي بلغت مفرطة من السوء لا تعالجه إلا ( الثورة ) .. وأن الأحزاب السياسية .. والسلاطين .. ليسوا أكثر من عملاء .. للإنجليز وأنه سيصار إلى تصفيتهم معه .. وأن الشعب قد أختار ( الجبهة القومية ) لتقوده عبر ما دعته هذه الإذاعات الكفاح المسلح إلى النصر ..

( ط ) - وأسابيع فقط شكلت الفاصل الزمني بين هذه الحملة الإعلامية الواسعة .. ونزول المنشورات بواسطة رجال ملثمين إلى الشوارع .. وبين تعاقب الإنفجارات في أحياء عدن وشوارعها .. وإذاعة ( صنعاء وتعز والقاهرة ) للبلاغات العسكرية التي تتضمن إحصاءات مفصلة بالخسائر التي يصاب بها ( العدو ) في آلياته .. ورجاله .. والخونة الذين تنفذ فيهم أحكام الإعدام .. والقنبلة التي أنفجرت في الحي الفلاني فقتلت كذا جندي بريطاني .. وجرحت كذا جندي آخر ( بجروح خطيرة ) ودمرت كذا سيارة عسكرية ..

وفي حين بدأت سحابة من القلق تخيم على الناس في عدن من جراء الإنفجارات الليلية والاغتيالات .. فإن السلطات البريطانية لم تظهر انزعاجا يدل على أنها تتعرض للأذى بالفعل .. فالضربات إما تطيش .. والضربات إما أنها لا تستهدف الوجود البريطاني نفسه ..

هكذا بدأت الأمور في الجنوب العربي .. عام 1964 .. فما الذي آلت إلبه ..؟



الصورة مظللة .. مضاءة

ما الذي استهدفته المخابرات المصرية من (( تصدير الثورة المسلحة ))

إلى الجنوب العربي ؟؟

حسنآ ..

ان الثورة ضد الإستعمار هي رد الفعل الإنعكاسي من البلد المحتل .. هي صيغة التعبير الحاسمة عن آمال شعب معين في بلوغ حريته .. وإستقلاله .. ومن العسير على المرء أن يقول بإن إشهار السلاح ضد الإستعمار عمل رديء .. وان الثورة على الغاصب الأجنبي سلوك غير حميد : ووجود هذه القاعدة سهل المهمة كثيرا أمام خطة المخابرات المصرية .. وجعلها تبدو في المنظار العام كما لو كانت مبادرة (( أخوية )) من دولة عربية كبرى تجاه أشقاء لها يرزحون تحت نير الحكم الإستعماري .. وإظطلاع بمسئولية (( قومية )) في تمكين قطر عربي من الإفصاح عن نفسه بتحرير بلاده .. وتطهيرها وتوصيل أبنائها إلى سدة الحكم في وطنهم .. ومن ثم الشروع في تحسين حياتهم .. وترقية وجودهم .. اقتصاديا .. وسياسيا وعسكريا .

هل هذا هو (( الدافع )) الحق لتصدير الثورة المسلحة إلى الجنوب العربي ؟ حسنا ..

لقد وصلت أول دفعة من القوات العسكرية للجمهورية العربية المتحدة إلى اليمن
( جوا ) يوم 9 اكتوبر عام 1962 .. ومضت عليها بعد ذلك ( 25 ) شهرا في اليمن دون أن تحرك ساكنا .. أو تسكن متحركا في الجنوب رغم الإغراء .. والشفاعات .. والإلتماسات .. التي كانت تقدم إلى المخابرات من قبل ذلك الوقت .. والقائلة (( بنضوج )) دواعي الثورة في الجنوب .. وتوفر مناخها .. وتكامل شروطها الموضوعية . وإفتقارها فقط إلى اليد التي تربت أكتاف الثوار .. وتبارك نهوضهم .. وتقدم لهم العون . وبكلمة واحدة .. كانت أجهزة المخابرات المصرية ( ترفض ) أن تشجع الثورة المسلحة في الجنوب العربي .. عندما كانت أسبابها قائمة .. ودواعيها همم الموتى من الأجداث .. عقب حرب السويس في السنوات
( 56 و 57 و 58 و 59 و 60 و 61 و 62 ) .. وعلل الرفض ( ظاهريا ) أن مصر تواجه من المتاعب الإقتصادية .. والضغط السياسي ما يحول بينها وتوسيع التزاماتها علاوة على الإلتزامات القائمة في الكونغو .. وأنجولا .. ومن قبل الجزائر .. فضلا عن أنها لا تريد الدخول في صدام من الحليف الوفي الإمام أحمد بن يحيى امام اليمن .. وعضو إتحاد الدول الدول العربية المؤلف من
( سوريا .. ومصر .. واليمن ) .. وكانت رابطة الجنوب العربي هي التي تتزعم الدعوة إلى حمل السلاح ضد الإستعمار .. - بل كانت تحمله - تحارب هذه السنوات .. خلال فترات متقطعة .. ولم تكن الرابطة موضع حفاوة من الإمام .. والداعي الخفي للإمتناع عن دعم الثورة في الجنوب هو أن المخابرات المصرية تعتقد أن
( القيصر أبعد من أن يسار إلى عنده ) وتعتقد أن الجنوب العربي أبعد من أن يكون بالمستطاع التأثير على مجرى الأحداث فيه (( بالثورة )) أو (( بالسياسة )) .

- وعندما أصبح الوجود المصري حقيقة قائمة بعد بضعة عشرات من الأميال من عدن .. أكثر من هذا عندما أصبح إستقلال الجنوب العربي ( قضية عالمية ) وأضحت بريطانيا أقل مقدره على تبرير بقاءها فيه .. ومن ثم قضت بإعلان إستقلاله في موعد أقصاه عام 1968 .. وأنحصرت الخلافات في (( شكل )) هذا الإستقلال .. ولمن يسلم .. وكيف يتم التسليم .. وكانت الأمم المتحدة قد أعتبرت نفسها مسئولة عن تظيم إنتقال السيادة لشعب الجنوب العربي عبر إنتخابات حرة .. وتسليم السلطة لحكومة ممثلة تمثيلا كاملا .. عند هذا الحد أدركت المخابرات المصرية أن الوقت ملائم تماما لتصدير
- (( السلعة الثورية إلى سوق الجنوب العربي )) !

وتحت ستار كثيف من الدعاية والتبشير بالمعجزات التي ستصنعها الثورة .. وتصعيد الإتجاه القائل بأن الإستعمار يجب أن يلقى مصرعه على أيدينا .. وعلينا أن نأخذ إستقلالنا بقوة السلاح .. لا أن نصفح أيدينا أيدينا لإستلامه .. أنجبت المخابرات المصرية في تعز (( مولودها الأول )) - إن أن هناك مولود ثان –

(( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) ..

وكما يقول المثل (( الديك الفصيح يخرج من البيضة يصيح )) فقد أعلنت الجبهة القومية من يومها الأول أنها الممثل الوحيد لشعب الجنوب العربي .. وأن لا حق لأحد في أن يقدم رجلا ويؤخر أخرى بخصوص الجنوب العربي .. لأن هذا الأمر من شأن الجبهة القومية وحدها ..


- 4 -

ومضت الثورة المسلحة في الجنوب العربي .. قليل من العمل .. وكثر من الكلام .. وكان هدف المخابرات المصرية في الواقع . هو إستغلال تأثيرها الدعائي الساحق _ أنذاك طبعا _ في تعبئة الرأي العام في الجنوب خلف جماعة (( مأجورة )) .. تقوم بخلقها على عجل وتجبر بريطانيا في النهاية التفاوض معها .. وبريطانيا لايهمها بعد أن تنهي مسئوليتها الدولية عن الجنوب العربي .. وتصفي وجودها السياسي والعسكري فيه .. لايهمها من يحكم .. ولا بأي أسلوب يصل إلى الحكم .. المهم أن يكون هذا الحاكم الجديد ( لين العريكة ) فلا يلزمها بالكثير مما هي ملزمة به قانونيا من عون مالي وإقتصادي للجنوب بحكم أدامة إستعمارها له

( 129 ) عاما ..

بالموارد المالية الضخمة .. والعون العسكري .. والحشد الدعائي الذي وضعته المخابرات المصرية تحت تصرف الجبهة القومية .. كان ممكنا وعمليا أن تجعل هذه المخابرات من ( الليمونة الحامضة شرابا حلوا ) .
• .
• .
• .
إن ما تم بناؤه في عام 1964 على يد ( المخابرات المصرية ) في تعز ليس حزبا سياسيا عاديا يشق طريقه في صفوف الجماهير ( بالحق الطيب وحده ) .. لقد أستطاعت المخابرات في ثلاثة أشهر أن تبني ( جهازا للحرب ) يستطيع
( تأديب الجماهير .. لا كسب ولائها .. ومقارعة المؤسسات الحكومية والحزبية في الجنوب العربي .. وتصفية المعارضة ( بالسلاح ) .. فضلا عن إشغال أعداد متزايدة من الجيش البريطاني وإجبارها على الخروج إلى الشوارع لتزيد من حجم الضغط على الشعب .. ولتمتص النقمة القائمة ضد الإرهاب .. وتحولها إلى نقمة على الوجود الإستعماري نفسه ..

ومثل هذه التحسبات كانت موضوعة في إعتبار جهاز التخطيط المصري
( لتصدير الثورة ) .. ولذلك فهمها كان نوع التضحيات التي يتوجب على المواطن العادي أن يتحملها والضغط النفسي المفروض عليه .. فإن من العسير على هذا المواطن أن يقول بأن الثورة غير ضرورية .. حتى ولو كان يعتقد ذلك ..

وإلى هذا فقد كان من الواضح أن ( الثورة المصدرة ) أداة لتدمير الأساس الإقتصادي الهزيل في البلاد .. ونشر الذعر في صفوف أصحاب الأموال .. وحملهم على النجاة بها إلى الخارج .. وتلقائيا .. فإن البطالة هي المولود الشرعي للإنكماش في حركة التجارة .. وتشغيل المال .. وقد حدثت هذه الأمور مجتمعة ..

كذلك أدت ( الثورة المصدرة ) إلى توزيع (( الولاءات )) وتعميق الإختلاف .. وتجذيره .. وفي النهاية أدت إلى ( الإحتكام بالسيف ) بين أفراد الشعب الواحد لحسم الإختلافات كلها . ونصرة حزب واحد ضد جميع الأحزاب .. وهذا لن يتم إلا في دورة زمنية واحدة تعقبها دورة نهوض جديد .. يتطلب الدخول في صراع جديد .. وهذا ما آلت إليه الأمور بعد ذاك ..


- 5 -

في المرحلة الأولى من ( تصدير الثورة ) إلى الجنوب العربي أرتفعت أصوات تعلن بنبرة واضحة . أن هذه الثورة ليست عملا تحريريا .. إنها أداة تخريب .. ةقيل يومذاك أن المخابرات المصرية تحاول أن تجعل من الجبهة القومية
(( رداء كهنوتيا )) تدخل به الجنوب .. تماما كما جعلت من ( السلال ) رداء كهنوتيا لدخول اليمن .. وأن أسوأ ما في هذا الموقف هو أن قوى عديدة في العالم ستجد نفسها مجبرة على أن تمد يدها إلى الجنوب المتخلف الفقير . لئلا تنفرد به المخابرات المصرية وتتخذ منه نقطة وثوب إلى مكان آخر من جزيرة العرب تصدير (( الماركسية والقنابل والمسدسات )) .. تماما كما أتخذ من اليمن ميناء لشحن الألغام والمتفجرات إلى المملكة العربية السعودية ..

وما كنا نحن .. ولا كان شعبنا تواقا لأن يصبح ( رصيف ترانزيت ) تصدر منه
(( الماركسية )) ,, ولم نكن نؤمن بأن علينا الإنضمام إلى جبهة ( الكفاح ضد الإمبريالية والرجعية ) .. فهذا على كل حال ليس شأننا .. وجهدنا على هذا الصعيد .. لن يغني عن المجاهدين في حثالة عصفور ..

ذلك ما قيل في مطلع عام 1965 م .. ( و المولود المصري لأم جنوبية )
يقذف ( أخواله أهل الجنوب بالقنابل والمسدسات ) بدلا من الطوب والحجارة .. لحملهم على قبول وصايته قسرا .

كان جواب الجبهة القومية على هذه الأصوات قوائم متتابعة بالذين سينفذ فيهم حكم الإعدام وكللهم مسلمون عرب .. بينهم الشاعر .. والأديب .. والصحافي .. والنقابي .. والوزير .. والفنان .. والمذيع .. والضابط .. والموظف .. وبدأت فعلا عشرات الأرواح تجندل في الشوارع .. وبدأ ( سوط المخابرات المصرية ) ينال من جلودنا . ويجتث أرواحنا . تحمله هذه المرة ( زمرة سفيهة من شعبنا ) نيابة عن أنور القاضي وعبدا لمحسن كامل مرتجى ..

كان الناس يقتلون في الشوارع لمجرد أنهم ارتأوا في مستقبل بلادهم رأيا ..

ورغم إقتحام ضمائر الخلق في الجنوب العربي بقوة السلاح .. ومحاسبة الأفراد على مجرد نواياهم .. ورغم أن أجهزة المخابرات المصرية شجعت في صحافتها .. وإذاعتها من القاهرة و تعز .. وصنعاء .. على قتل .. وسحل كل الجماعات الوطنية المناهضة للجبهة القومية .. فقد بقيت قوة وطنية ترفع لواء الأهداف العادلة لشعب الجنوب .. وتهدي إلى السبل المؤدية إليها إلى اليوم .. غير أن الإرهاب بدل وحول .. في نفسيات الناس .
وحمل الكثيرين نشدانا للسلامة على إغماض أعينهم على القذى وعلى ركوب صعاب من الأمور ما كان لهم أن يركبوها .. وبين هؤلاء الضحايا الرجل المسكين عبدالقوي مكاوي .. الذي قامر بكل شيء .. وفي النهاية دخلت فكرته ( الحراج ) فبيعت بأرخص ثمن ..

وجاء وقت من الأوقات من عام 1965 . كانت فيه معارضة الجبهة القومية تعني الوقوف ضد المخابرات المصرية .. وكان معنى هذا أن المرء سيفقد رأسه .. ولما كان الكثير من الناس يرغبون في الإحتفاظ برؤوسهم فوق أكتافهم .. فإنهم لاذوا بالصمت .. وشلت الحياة العامة شللا تاما .. وعجزت الناس عن الإفضاء بما يجول في خواطرها حتى إلى بعضهم البعض خشية أن تنال منهم ( الرشاشات والمسدسات المصرية ) .. ويكون مسك الختام في حياتهم إذاعة مقتضبة من صوت العرب .. أو صنعاء .. أو تعز .. أو بواسطة منشور يوزع في الشوارع .. بأن الفدائيين نفذوا حكم الإعدام في الخائن العميل .. فلان ابن فلان الفلاني .. ورغم كل شيء فإن التصفية أستمرت والإغتيالات أضحت شيئا مألوفا تماما .. ومضت أشهر عام 1965 .. تأكل بعضها البعض وتطوي نعها الكثير من أرواح العرب في عدن .. وتفسك فيها دماءهم في الشوارع .. وكان الحركيون والشيوعيون يعتقدون أنهم يمتطون جهاز المخابرات المصرية للوصول إلى أهدافهم . وكانت هذه المخابرات تعتقد أنها تمتطي هؤلاء للوصول إلى أهدافها . وم لبث كل فريق أن أكتشف طوايا نفس الأخر .. وكانت الفرقة ومحاولة قتل المولود بمولود جديد ( جبهة التحرير اليمني المحتل .. ) فكيف كان ذلك ؟




عبدا لله الجابري


من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

( يتبع )







اسد الشرق الخليفي 2011-08-16 12:34 AM



بقلم الاخرين


للاطلاع وبدون تعليق




في منتصف عام 1963م بدأ ضغط القوى الملكية يزداد على الثورة في الشمال بينما القوى السياسية الجنوبية لم تستطع التوصل إلى إيجاد إطار سياسي جبهوي قادر على تخفيف الضغط على الثورة عندما يتطلب الأمر ذلك، فعقد في منتصف شهر يونيو 1963م اجتماع بين أبناء الجنوب والشمال في منزل القاضي عبدالرحمن الإرياني “الكائن أمام القصر الجمهوري”، ضم من الجانب الشمالي : عبدالرحمن الإرياني ومحمد محمود الزبيري ومن الجانب الجنوبي ناصر علوي السقاف وعبدالله محمد المجعلي وبخيت مليط الحميد وأحمد بن نمير العولقي.

كانت وجهة نظر الجانب الشمالي أنّه من أجل تخفيف الضغط على الثورة لابد من فتح جبهة قتالية في عمق أراضي الجنوب، فوافق الجانب الجنوبي على الفكرة، ولهذا عقد اجتماع آخر في اليوم التالي في منزل عبدالحافظ قائد في القاع بصنعاء، خاص بالجانب الجنوبي وقرروا فيه تشكيل لجنة اتصال مهمتها الإعداد والتهيئة للثورة في الجنوب، مكوَّنة من 12 شخصاً (6) ممثلين لحركة القوميين العرب و(6) ممثلين لتشكيل “القبائل” هم التالية أسماؤهم :

1- ناصر علوي السقاف.

2 - عبدالله محمد المجعلي.

3 - علي أحمد السلامي.

4 - عوض الحامد.

5 - عبدالحافظ قائد.

6 - سلطان أحمد عمر.

ونجد أنّ كل المراجع، عندما تتحدث عن تأسيس الجبهة القومية، تقول إنّه تمّ تشكيل قيادة الجبهة القومية من 12 شخصاً (6 ممثلين لحركة القوميين العرب و6 ممثلين لتشكيل القبائل)، ولكنها لم تورد هذه الأسماء مطلقاً، غير أنّه من المؤكد أنّ هذه المعلومات غير دقيقة وخالية من الصحة، فالمجموعة المكونة من 12 شخصاً هي لجنة اتصال للإعداد والتهيئة للثورة وليست قيادة للجبهة القومية وقد أوردنا أسماء المجموعة آنفاً.

ويعود السبب في تحديد ممثلي كل طرف إلى أنّ حركة القوميين العرب كان أعضاؤها سريين، ولا تسمح قيادة الحركة بالكشف عن أعضائها وتحبذ إبلاغهم عبر أطرهم الحزبية، ومع ذلك نجد كثيراً من أعضائها، أحياناً، ينتمون إلى تشكيلات أخرى، وكان الهدف من ذلك ضمان نشاطهم في تلك الأحزاب وكأنّهم ينتمون إليها، وليس لهم عَلاقة بحركة القوميين العرب، وبالتالي السيطرة عليها.

وفي هذه الفترة كانت حركة القوميين العرب قد بدأت تتحسن عَلاقتها مع القيادة المصرية وتحصلت على الضوء الأخضر بالسماح لفرعها في اليمن بالتقرب من القيادات العسكرية المصرية في صنعاء، فبعد الاجتماع الذي تمّ على إثره تشكيل لجنة الاتصال للإعداد والتهيئة للثورة في الجنوب نزلت بعض المجاميع إلى تعز وشكلت قيادة لتنظيم التعاون مع المخابرات المصرية للإعداد للثورة وفتح جبهات قتال في الجنوب، كان مقرها في تعز دار الضيافة (فرع وزارة المالية حالياً) تكونت من 11 شخصاً وهم :

1 - سالم زين محمد.

2 - جعفر علي عوض.

3 - طه أحمد مقبل.

4 - علي أحمد السلامي.

5 - عوض الحامد.

6 - ناصر علوي السقاف.

7 - عبدالله محمد المجعلي.

8 - صالح أحمد المجعلي.

9 - بخيت مليط الحميدي.

10 - محمد علي الصماتي.

11 - ثابت علي المنصوري.

ونجد هنا أنّ قحطان محمد الشعبي لم يظهر اسمه في كل اللجان باعتباره رئيساً لمصلحة أبناء الجنوب وممثلاً لكل التيارات السياسية أمام السلطة في صنعاء، ولكنه في الحقيقة كان المحرك الأساسي للنشاطات في صنعاء وتعز.

وفي نهاية شهر يوليو 1963م تقريباً عقد المؤتمر القومي لحركة القوميين العرب في بيروت حضره ممثلو الحركة في شطري اليمن، ولأنّ فيصل عبداللطيف الشعبي، الذي كان رئيساً لفرع الحركة في الجنوب، كان يعمل سكرتيراً لوزير التجارة في حكومة اتحاد الجنوب العربي هذا الوضع الوظيفي جعله لا يستطيع الخروج من عدن لسرية نشاطه الحزبي، فقد مثل فرع الجنوب في هذا الاجتماع الإخوة قحطان محمد الشعبي وعلي أحمد السلامي وناصر علوي السقاف وجعفر علي عوض، وخلال أعمال الاجتماع التقى الوفد اليمني بقيادة حركة القوميين العرب التي اقتنعت بعدم جدوى النضال السياسي السلمي ضد المستعمر في الجنوب، الذي كان يتبناه بعض القياديين في الحركة في تلك الفترة واعتبر الكفاح المسلح الوسيلة الفاعلة لطرد المستعمر البريطاني.

وفي مطلع شهر أغسطس 1963م عاد ممثلو حركة القوميين العرب فرع الجنوب إلى تعز وبدأ التشاور لتشكيل جبهة للكفاح المسلح، فحصلت الجبهة على التسمية (الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل)، وتشكلت من سبعة تنظيمات، وعقد الاجتماع في 19 أغسطس 1963م في تعز حضره بعض قيادات تلك التنظيمات بينما البعض الآخر حضر ممثلون عنهم فقط، فكانت تلك التنظيمات المكوّنة للجبهة القومية وقياداتها حينها (بعض تلك القيادات لم تحضر):

1 - حركة القوميين العرب - فيصل عبداللطيف الشعبي.

2 - الجبهة الناصرية - أبوبكر شفيق.

3 - جمعية الإصلاح اليافعية - عبدالله حسين المسعدي وسالم عبده عبدالله اليافعي.

4 - القطاع السري للضباط الأحرار - محمد علي الصامتي وبخيت مليط الحميدي.

5 - تشكيل القبائل - ناصر علوي السقاف وعبدالله محمد المجعلي.

6 - المنظمة الثورية لأحرار جنوب اليمن المحتل - عبدالله مطلق صالح.

7 - الجبهة الوطنية - حسين عبده عبدالله وعبدالقادر أمين.

وهنا نود أن نوضح أنّ كثيراً من المراجع تشير إلى أنّه عند عقد الاجتماع التأسيسي للجبهة القومية، تمّ انتخاب قيادة لها، والحقيقة أنّه لم يتم تحديد المسؤوليات القيادية للجبهة القومية إلا في عام 1964م عندما حددت لها مهمات عبارة عن مكاتب للشؤون العسكرية والتنظيمية والمالية.. الخ. وكانت قيادة الجبهة القومية، قبل ذلك التشكيل، تتمثل في الزعيم قحطان محمد الشعبي وينوبه ناصر علوي السقاف.


عندما كانت مجاميع المتطوعين للدفاع عن ثورة سبتمبر، من أبناء الجنوب، تقاتل في المناطق الشمالية أصدرت بريطانيا قانوناً يحرم ذهاب أبناء الجنوب للدفاع عن ثورة سبتمبر كما نص القانون على أنّ على كل العائدين من الشمال أن يقوموا بتسليم أسلحتهم وما لديهم من ذخائر وقنابل ودفع ضمانة قدرها خمسمائة شلن (درهم) وعندما عادت بعض المجاميع من الشمال إلى مناطقها قدمت ضمانات بعدم العودة بواسطة السلطات المحلية.
مجموعة الثائر راجح بن غالب لبوزة، التي كانت تتأهب للعودة إلى ردفان، بعد مشاركتها في الدفاع عن ثورة سبتمبر، لعدة أشهر، ناقشت معها القيادات الجنوبية والشمالية أسلوب التصرف مع القانون البريطاني، فكان رد أبناء ردفان بأنّهم لم يسلموا أسلحتهم لبريطانيا، وأنّهم عازمون على مواجهة السلطات البريطانية، في حالة تطبيق هذا القانون عليهم وقد سبق وأن ذكرنا آنفاً بأنّ تشكيل القبائل قد أُعلن في بيان 5 يونيو (1963م) عزمه على تفجير الثورة المسلحة ضد المستعمر البريطاني.


عند خروج مجموعة الثائر لبوزة من صنعاء كانت طريق عودتهم (صنعاء - إب - قعطبة - الضالع - حالمين - ردفان) وأثناء مرورهم بمدينة إب التقى لبوزة المقدم أحمد بن أحمد الكبسي قائد اللواء، الذي كانت تربطه بـ “لبوزة” عَلاقات وثيقة جمعتهم فيها أعمالهم القتالية في جبهة المحابشة، فطلب الكبسي من لبوزة دراسة الأجواء في ردفان للقيام بالثورة مؤكداً استعداده لدعم تفجير الثورة، بعد أن يتم الإعداد لها وتنظيم الجماهير في ردفان، حتى تصبح الظروف مهيأة من الجوانب كافة، كما شرح له بأنّ الأوضاع في الشمال لا زالت غير مستقرة، واقترح الكبسي على لبوزة أن نتيجة لعدم وجود السلاح في ردفان، بإمكانه تجهيز مجاميع جديدة للمشاركة في الدفاع عن ثورة سبتمبر من جهة وتدريبها وتسليحها وإعادتها إلى ردفان كقوةٍ مدربة على القتال.
عادت المجموعة إلى ردفان نهاية شهر أغسطس 1963م فاستقبلتها الجماهير في كل المناطق التي كانت تمر فيها.
ومن أجل إخضاع هذه المجموعة وجهت السلطات البريطانية، بعدم عودتهم بأيام إنذارات شفهية تطلب منهم تسليم أنفسهم مع أسلحتهم ودفع غرامة مالية تقدر بخمسمائة شلن (درهم) على كل فرد، مع وضع ضمانات بعدم عودتهم إلى الشمال مرةً أخرى، إلا أنّ إنذاراتها لم تلقَ استجابة.
لهذا وجه الضابط السياسي البريطاني في الحبيلين (ميلن) خطاباً كتابياً، باسمه وباسم نائب المشيخة في ردفان محمود حسن علي لخرم إلى راجح بن غالب لبوزة ورفاقه جاء فيه :
إلى حضرة الشيخ راجح غالب لبوزة ورفاقه العائدين من الجمهورية العربية اليمنية
السلام عليكم
وبعد : لقد تلقينا نبأ وصولكم من الجمهورية العربية اليمنية إلى وطنكم الجنوب العربي بين أهلكم في ردفان وأنتم تحملون الأسلحة والقنابل وعليه فإنّه يتوجب عليكم الحضور إلى عاصمة ردفان (الحبيلين) ومقابلة الضابط البريطاني، المسؤول السياسي البريطاني والنائب محمود حسن علي للتفاهم معكم وبحوزتكم الأسلحة والقنابل مع خمسمائة شلن (درهم) ضمانة بعدم عودتكم إلى اليمن، وأنّ حكومتكم حكومة اتحاد الجنوب العربي سوف تضمن بقاءكم، ما لم فإنّكم سوف تنالون العقاب الشديد من حكومة بريطانيا وحكومتكم حكومة اتحاد الجنوب العربي.
والسلام عليكم
المستر ميلن
إلى حضرة الضابط السياسي البريطاني المرابط في الحبيلين
النائب محمد حسن علي
نائب مشيخة القطيبي
16 / 9 / 1963م


بعد استلام لبوزة للإنذار البريطاني دعا رفاقه والمواطنين إلى اجتماع في قرية تتوسط قرى ردفان وأطلعهم على محتوى الإنذار وطلب منهم رأيهم في الرد على بريطانيا، فكان رد الجميع بعدم الاستسلام. وتمّ تشكيل لجنة من أربعة أشخاص لكتابة الرد على بريطانيا. ولأنّ لبوزة لم يكن يجيد القراءة والكتابة فقد كتب الرد أكثر من أربع مرات من قبل شخص آخر وجاء فيها :
إلى حضرة الضابط السياسي البريطاني المرابط في الحبيلين والنائب محمود حسن علي نائب مشيخة القطيبي :
لقد استلمنا رسالتكم الموجهة إلينا بخصوص عودتنا من الجمهورية العربية اليمنية التي تضمنت تسليم أسلحتنا وكل ما بحوزتنا من قنابل وغرامة خمسمائة شلن وضمانة بعدم عودتنا إلى اليمن وتسليم ذلك إلى حكومتنا حكومة الاتحاد.
نحن نعتبر حكومتنا هي الجمهورية العربية اليمنية وليس حكومة الاتحاد ونحن غير مستعدين لكل ما في رسالتكم ونعتبر حدودنا من الجبهة وما فوق، وأي تحرك لكم من تجاوز حدودنا فنحن مستعدون لمواجهتكم بكل إمكاناتنا ولا تلوموا إلا أنفسكم.
والسلام ختام
الشيخ راجح بن غالب لبوزة
عن مجموعة العائدين إلى ردفان
من الجمهورية العربية اليمنية
28 / 9 / 1963م
وقبل أن يُغلق المظروف الذي وُضع فيه الرد أخرج لبوزة طلقة رصاص (عيلمان) من حزامه ووضعها داخل المظروف فكان ذلك تحدياً فسره كل طرف حسب فهمه وأهدافه.
لم تتبع السلطات البريطانية الرد المباشر على رد الثوار، ولكنها استخدمت الأساليب الاستخبارية، وفي يوم 13 أكتوبر 1963م، خرجت دورية استطلاعية بريطانية من الحبيلين وقامت باختطاف أحد رفاق لبوزة من إحدى المزارع، فتم إبلاغ لبوزة بالواقعة فتحرك من منزله الذي كان يبعد عن الحبيلين حوالي 25 كم، الساعة الثالثة عصراً والتحقت به المجاميع أثناء مروره في القرى المؤدية إلى الحبيلين.
وعند وصوله إلى جبل البدوي الذي يبعد عن الحبيلين حوالي خمسة كيلو مترات، الساعة الثامنة مساءً، بغرض التحضير للهجوم على مركز القيادة البريطانية، في تلك اللحظة وصله بلاغ أنّ القوات البريطانية سوف تتقدم في اليوم التالي إلى وادي (المصراح) الواقع أسفل الجبل فقرر أن تكون المواجهة في الوادي.
القوات البريطانية تمّ تحريكها من الضالع مساء ذلك اليوم ووصلت الحبيلين في منتصف الليل، وفي الساعة الثامنة صباحاً وصلت القوات البريطانية إلى وادي (المصراح) بقوام كتيبة معززة بسرية دبابات صلاح الدين وبطارية مدفعية، وفي تلك اللحظة كان لبوزة قد وزع المقاتلين الذين وصل عددهم حوالي 70 مقاتلاً إلى أربع مجموعات، بالتتالي، منها مجموعتان في عمق الوادي ومجموعتان في باطن الجبل، فدارت معركة ابتداءً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثانية بعد الظهر، وفي أثناء سير المعركة كانت القوات البريطانية قد حصلت على معلومات عن الموقع الذي يتواجد فيه لبوزة فعمدت إلى قصفه بشكل مركز بواسطة المدفعية الثقيلة، وفي الساعة الحادية عشرة والنصف ظهراً أُصيب لبوزة بشظية اخترقت جسده وتوفي على إثرها مباشرة.
صحيح أنّ يوم 14 أكتوبر 1963م لم يكن يوماً قد حدد مسبقاً بأنّه يوم الثورة، لكن تفجير الثورة كان قد تم الاتفاق عليه، وهذا ما أكده المناضل الراحل ناصر علوي السقاف، الذي كان حينها نائب قحطان محمد الشعبي بقوله “عاد راجح بن غالب لبوزة من الجبهة” جبهات الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر ومعه 100 مقاتل، وقد سمع بقانون حكومة الاتحاد، وبعد التشاور مع القيادة والحكومة من شماليين وجنوبيين أعلن أنّه سيعود وسيقاوم إذا تطلب الأمر ذلك.. أخذنا وعد لبوزة بعين الاعتبار، المهم عاد الرجال إلى ردفان وطالبوهم بتسليم السلاح فرفضوا فنشب القتال.
في اليوم الثاني لاستشهاد المناضل لبوزة أي في 15 أكتوبر 1963م قام المناضل صالح علي الغزالي بتحرير رسالة إلى المقدم أحمد الكبسي قائد لواء إب حملها إليه الأخ صالح أحمد حسين البكري أبلغه فيها نبأ استشهاد راجح بن غالب لبوزة وما تعرضت له قبائل ردفان من اعتداء بريطاني غاشم وطلب منه إبلاغ قحطان الشعبي وقيادة الجمهورية في صنعاء بذلك.
بعد مرور ثلاثة أيام من استشهاد لبوزة أي في يوم 17 أكتوبر 1963م أصدرت وزارة الإرشاد القومي والإعلام في حكومة اتحاد الجنوب العربي بياناً أُذيع من إذاعة عدن بأنّ فرقة مؤلفة من الجيش والحرس الاتحادي تعرضت لنيران فريقين من رجال العصابات كانوا يطلقون النار من مراكز تقع في الجانب الجبلي ويتألف الفريقان من ثمانية وثلاثين رجلاً على التوالي وكان هؤلاء بقيادة قائد رجل العصابات الرجعي المفسد من جبل ردفان راجح غالب لبوزة الذي عاد مؤخراً من اليمن، يحمل أسلحة وقنابل يدوية وألغاماً يحاول إشاعة الإرهاب في المنطقة، ولم يصمد أتباع اللص لبوزة أمام القوات الاتحادية المدربة تدريباً عالياً، التي أرغمتهم على الفرار رغم تحصينات رجال العصابات في مراكزهم وقد خسر رجال العصابات اثنين منهم، كان أحدهما راجح لبوزة نفسه، بينما أُصيب أربعة آخرون ولم تـُصب القوات الاتحادية بأي خسائر.
كانت بريطانيا تعتبر من يخرج عن طاعتها إرهابياً، لهذا نجد كل بياناتها التي صدرت بمناسبات عدة وخاصة في عمليات قتالية وقعت بين قواتها والثوار، تصف المقاتل اليمني بأبشع الصفات بغرض تشويه الحقائق أمام الرأي العام المحلي، وفي هذا البيان ما يدل على ذلك، ليس فقط في تشويه المناضلين من أبناء ردفان وقائدهم راجح غالب لبوزة، وإنّما في ذكر عدد الضحايا من الطرفين، ففي هذا اليوم قالت بأنّ الثوار خسروا اثنين من بينهما راجح لبوزة نفسه، والحقيقة أنّه استشهد من الثوار لبوزة فقط، وقالت في بيانها إنّه أُصيب أربعة منهم شخص واحد بجراح وهو سعيد العنبوب، الذي كان يُقاتل إلى جانب لبوزة في موقع واحد، كما أنّها لم تعترف بخسائرها، لكن شهود عيان من أبناء المنطقة شاهدوا بأم أعينهم بعد انتهاء المعركة، في الساعة الثانية بعد ظهر يوم 14 أكتوبر 1963م، الدماء النازفة في المواقع التي كانت تتمركز بها القوات البريطانية.
بعد مرور ستة أيام على إذاعة البيان البريطاني، من إذاعة عدن ومرور تسعة أيام على استشهاد الثائر راجح غالب لبوزة، أصدرت قيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل في 23 / 10 / 1963م بياناً أعلنت فيه استشهاد لبوزة مؤكدةً عزمها على مواصلة مسيرة الكفاح المسلح، التي بدأها لبوزة ورفاقه، وتوعدت القوات البريطانية بزيادة مسيرة القتال حتى تحرير الوطن المحتل، واعتبرت لبوزة قائداً من قادتها المتفردين بالشجاعة والرجولة والقدرة القيادية.. وقد عملت الجبهة القومية على توزيع بيانها على وسائل الإعلام العربية وفي مقدمتها إذاعة صنعاء التي أذاعت البيان نصاً في تاريخ 26 / 10 / 1963م.

بقايا الماضي 2011-08-16 03:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي (المشاركة 750750)

والخطوة الأولى في طريق تنفيذ المؤامرة الخبيثة والشيطانية لتدمير الجنوب العربي
وقد كان لهم ذلك وحققوا هدفهم إلى حد كبير بقيادة ورعاية الجبهة القومية نتاج
اليمنيين الطامعين في ارض الجنوب العربي وثرواته وصناعة المخابرات المصرية
في العهد الناصري ونتاج الماركسيين العرب المنطوين تحت حركة القوميين العرب وعلى وجه التحديد قيادات
الفصائل الفلسطينية واللبنانية الماركسية ومن ثم امتدادها الحزب الاشتراكي اليمني الماركسي
اللينيني الدموي المشبوه والأداة الذي تكفل لاستكمال تنفيذ ذلك المخطط وتلك الجرائم
البشعة التي ارتكبت في الجنوب العربي منذ نوفمبر 1967وانهما خلف كل المصائب
والكوارث التي حلت بنا ، ولا يزال العديد من الجناة والمجرمين يحومون حول الحمى
لأهداف في غاية الخطورة أدناها محاولاتهم لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء , فهل
نحن مدركون لما يحاك ضدنا كشعب الجنوب العربي من قبل أولئك المجرمون والسفاحون
المتربصون بنا ؟



ياسيدي هل تعلم ان الفلسطيني الشيوعي الرفيق / نايف حواتمه كان متواجد في جنيف اثناء مفاوضات الاستقلال دون ان يظهر اسمه اي كان يدير المفاوضات من خلف

الكواليس يعني جماعة الجبهة القومية يأتمرون باوامر حركة القوميين العرب وبطلوا زنط .

عند مرور قحطان الشعبي بالقاهرة وهو في طريقة الى جنيف حاولت الجامعة العربية ثم الحكومة المصرية اقناعه بوجوب اشراك جبهة التحرير في المفاوضات ولكنه رفض

رفضا مطلقا ويعود ذلك لاوامر قيادة حركة القوميين العرب حيث لا يستطيع اي فرد في الجبهة القومية ان يرفض تلك الاوامر ، ياسيدي الجبهة القومية اداة في يد حركة

القوميين العرب التي اقامت اول دولة شيوعية في العالم العربي ( في الجنوب العربي ) والذي يريد الحقيقة علية قراءة تاريخ الحركة .

الجماعة كانوا يتنافسون ؟؟؟ البعث والناصريين ؟؟؟ حركة القوميين العرب ؟؟؟ وحركة القوميين العرب كانوا يحلموا ان يقيموا دولة عربية واحدة في المشرق العربي

وثورية بل شيوعية والدليل انهم بعد ان نجحوا في اقامة الدولة الشيوعية الاولى على اراض الجنوب العربي بداؤ في الخطوة التالية وكانت سلطنة عمان واسسوا الجبهة

الشعبية لتحرير عمان والخليج ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا .




اسد الشرق الخليفي 2011-08-17 02:34 AM




الوجه الثاني من العملة ذاتها



كانت حفلة رائعة تلك التي أقيمت بفندق ( الأخوان ) في تعز في الأسبوع الثاني من شهر مارس عام 1966 م .. ومن الحق أنها لم تكن عامرة بما يكفي من الظهور والنحور العارية .. وهو الأمر الذي يجعل الشيطان يعيش على مقربة منها .. ولكن هذا لايعني أن رائحة الفضيلة كانت تتصاعد ليلتذاك إلى عنان السماء ..

ففي أجواء التآمر على مصائر الشعوب يجد الشيطان من يمثله دائما وقد كان الشيطان ممثلا تمثيلا كاملا ليلتئذ . كانت النجوم الذهبية تتألق على أكتاف الضباط بشكل بهيج .. وكان أبناء الجنوب العربي يتجولون في (( قاعة العشاء )) برشاشاتهم .. ويتمنطقون بمسدساتهم التشيكية .. ويزينون خواصرهم بقنابل يدوية علقت بصورة جذابة في أحزمة الخراطيش .. من حلقات تأمينها المعدنية .

وكانت الحفلة عادية لولا بعض الوجوه الغريبة فيها .. وكان أبرز هذه الوجوه .. وأكثرها غرابة على التحقيق السيد عبدالله الأصنج الذي كان إلى وقت قريب من طائفة
(( المنبوذين )) الذين يجبرون البراهمة على تكسير أقداحهم .!

ومع ذلك فإن هناك حالات يكون من الحتمي فيها أن تتعايش (( الجن مع الثوم )) وتتعود رائحته دون أن تلوذ بالفرار وماحدث ليلتئذ هو ضرب من هذا القبيل .. من التعايش بين
(( الجن و الثوم )) ، وان كان علماء (( السيمياء )) يؤكدون أن ذلك مستحيل ..!

وبرز من إحدى الغرف الجانبية في الفندق ضابط مصري كبير .. وكانت النجوم .. وشارات التقدير التي ينوء بها كاهلة قمينة بأن توحي لغير عارفيه بأنه أثر من بقايا جيش بونابرت ..

وسرعان ما هدأت الضجة فلا تسمع إلا همسا .. وصوبت الأعين ، وألتوت الأعناق بإتجاه الضابط الكبير هذا .. وكان واضحا أنه تعود (( جو )) السلطة بحيث لم يعر اهتماما كبيرا للناس الذين وقفوا عن بكرة أبيهم .. وهذا يعني أنهم لن يعودوا للجلوس ثانية إلا بتصريح منه ..

وبنظرة إستعلاء لم يبذل أي جهد لتخفيفها .. بلهجة الواثق من نفسه إلى حد كبير تحدث الضابط إلى (( ضيوفه )) وهم كذلك منذ ( 14 اكتوبر 1964 ) .. فقال :
(( دلوقتي حتسمعوا خبر يهم شعب الجنوب اليمني المحتل البطل .. حدش عنده راديو .. أفتحوا الراديو )) .

وأمتدت الأيادي تلقائيا تبحث عن راديو كما لو كان علبة ثقاب .. ومن أقصى
(( القاعة )) جلجل صوت المذيع معلنا مولد (( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) .. في بيان رنان من راديو تعز ..

ونص البيان على أنه رغبة - لا أدري من أبداها - في توحيد الطلائع المناضلة لشعب الجنوب اليمني المحتل .. فقد تم دمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في تنظيم (( ثوري )) جديد
(( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) ..
وكالعادة فقط تضمن البيان التأكيدات بأن هذه الجبهة التي ولدت قبل قليل هي الممثل الشرعي الوحيد لشعب الجنوب اليمني المحتل .. وأن حكم الإعدام سيكون نصيب كل من يعترض سبيلها .. أو يعارض شرعية تمثيلها (( للشعب .. كل الشعب )) !

وقد وقع البيان عن المنظمة عبدالله عبدالمجيد الاصنج وعن القومية علي ناصر السلامي ..

وفي نفس الوقت كان عبدالقوي مكاوي لجأ إلى القاهرة بعد أن أقاله المندوب السامي البريطاني في عدن .. لأنه رفض مع حكومته أن يستنكر إغتيال السير تشارلس رئيس المجلس التشريعي في عدن اليالغ من العمر 78 عاما .

أذيع البيان (( الدمج )) هذا على الحاضرين في قاعة العشاء بفندق الأخوان في تعز .. وهم وجوه القوم من (( النافعين والمنتفعين على السواء )) ... وما كاد المذيع يختتم البيان بدعوات النصر .. وتأكيدات الهزيمة (( للإستعمار والعملاء )) حتى ساد الوجوم .. وبدأت عملية تسلل من القاعة .. ما لبثت أن تحولت إلى تحرك جماعي .. فلم يكن أحد يعلم شيئا عن هذا الدمج .. سوى ثلاثة أشخاص هم (( المسئول الأول )) عن المخابرات المصرية في تعز .. وعبدالله الاصنج والسلامي .. والحضور في القاعة كغيرهم في الشارع لم يسمعوا البيان إلا من الراديو !

وكانت قيادة الجبهة القومية مبعثرة في تعز .. والقاهرة .. وهناك شبكات العنف العسكرية السرية داخل الجنوب بقياداتها .. وهي أيضا لا تعلم شيئا عن الدمج .. وكذلك زملاء الاصنج في منظمة التحرير محمد بن عيدروس ومقبل باعزب ... وآخرون .. وهؤلاء أيضا لا يعلمون .. !

والواقع .. لم تكن المخابرات المصرية بحاجة إلى طلب الموافقة على خطواتها هذه من أحد .. اولئك أحياء .. ولكنهم يتنفسون (( صناعيا )) .. وأي شكوى أو تذمر .. أو تقطيبة ملامح ! .. ستؤدي إلى إغلاق (( أنبوبة الأوكسجين )) وسيموت الجميع تلقائيا .. ومن بقي حيا بعد ذلك فسيعالج أمره بحملة دعائية لمدة أسبوع .. وسيموت موتا معنويا محققا .. فأن بقي قادرا على الحركة فهناك أكثر من فدائي مستعد للمرابطة تحت باب منزله حيثما كان في الجنوب وسيرديه قتيلا ..

كان ديجول إذا ضاق ذرعا باللجاج داخل الجمعية الوطنية يحتد ويعلن (( عندما أطلب شيئا .. فذلك يعني أنني آمر به )) .. وهذا بالضبط ما تفعله المخابرات المصرية ..

ومع ذلك فنحن شعب لا تنقصه الشجاعة .. فقد أصدر قحطان الشعبي بيانا من القاهرة أعلن فيه عدم شرعية الدمج .. ولكن البيان سحب من وكالات الانباء قبل أن تبرق به .. ومن الصحف قبل أن تنشره .. والنسخة الوحيدة التي تسربت منه وصلت إلى عدن ووزعت في منشور سري .. وألقيت في الشوارع بكميات وافرة ..

وكان الشيوعيون في عدن أكثر جرأة .. فقد صدرت صحيفتهم في اليوم الثاني تهاجم الاصنج شخصيا .. مؤكدة أن (( لا دمج )) ولا تعاون مع الاصنج ..

ولم تغفر المخابرات المصرية هذا للشيوعيين . فأحرقت صحيفتهم بعد هنيهة .. وأعادات قحطان من الحدود الليبية بعد أن فر هاربا .. وظل تحت الإقامة الجبرية في القاهرة حتى عام 1967 م .

وتلاشى الإنفجار (( الرجعي !! )) ضد الخطوة التقدمية التي تحققت ! .. وبدأت أسماء جديدة تتألق في أفق الثورة المسلحة .. فقد أعلن عن تعيين المكاوي أمينا عاما لجبهة التحرير .. وعبدالله الاصنج رئيسا لمكتبها السياسي .. وتم سريعا تعيين ( 20 ) شخصا كهيئة قيادة الجبهة بينهم علي السلامي وطه مقبل .. ومحمد باسندوه .. وأحمد الفضلي وجعبل بن حسين العوذلي .. وعبدالله علي عبيد .. وناصر السقاف .. وبقيت بعض الأسماء سرية لأنها ستتولى تنظيم (( الشغل )) في الداخل .. والإشراف عليه ..

وتفاصيل كثيرة مذهلة ولكن ما الفائدة من الرد الآلي .. فالمهم فقط شواهد وأمثلة على الكيفية التي عولجت بها الثورة المسلحة في الجنوب توصلا إلى النتائج التي أدت إليها .. وما ذكر هنا بعض هذه الشواهد .. نموذج منها ..

- 2 -

يا خلق الله .. ما أبدع دقة المخابرات المصرية في العمل .. وأروع الأساليب الفنية التي تنفذ بها ما تريد دون أن يكرثها إنسان .. أو يؤنبها ضمير .. أو يلفتها صوت حق في الأرض أو في السماء ..

لقد أقتنعت بأن الجبهة القومية أضحت تثق بنفسها .. وتطالب بأن تباح لها حرية التحرك في العالم .. وتتصل بالكثيرين ممن يعطفون عليها في موسكو وبكين وأماكن أخرى .. وهذا أكثر بكثير مما تستطيع المخابرات السماح به .. إنها أشد غيرة على العاملين معها من نساء
(( الطوارق )) اللواتي لا يسمحن لرجالهن بالسفور حتى أمامهن !!

والواقع أن بعض قادة الجبهة القومية .. وبينهم قحطان الشعبي وهو رجل عصبي المزاج .. سريع الإستجابة للإستفزاز أظهروا ( أخيرا ) شيئا من الضيق بالحصار المحكم المفروض على تحركاتهم السياسية .. وبعد أن أمست ( الآن .. أل .. أف ) ذائعة الصيت .. حتى في الصين إذ أطلقت عليها صحيفة الشعب هذا الإسم المختصر .. بإعتبارها إحدى التنظيمات الثورية التي تكيل ( للإمبريالية ) ضربات مميتة في الطرف الجنوبي من جزيرة العرب ..

وهذا عزز الإعتقاد القائم عند المخابرات من قبل بأن حركة القوميين العرب والشيوعيين يحملون هوية ناصرية مزيفة ليبنوا أنفسهم في الجنوب العربي ..

والمخابرات تطلب خضوعا أكيدا .. وطاعة عمياء .. وإذا أكتشفت أن قحطان أكثر بؤسا من أن يواصل الإنحناء - كما يقول ديجول - سددت للشيوعيين والحركيين ضربة جعلت من لم ينكفيء منهم على وجهه من الألم .. يستلقي على ظهره من الدهشة ..

ها قد أصبحت الأمور الان في متناول الاصنج .. وقد أوتي هذا الرجل طبعا ثعلبا مراوغا .. وكون أنه رجل بلا مبادئ .. يسهل عليه الحركة .. ويعطيه حرية أوسع في التكيف .. وإتخاذ القرارات المناسبة .. الملائمة .. دون أن يتعرض ما يحرص عليه للأذى .. لأنه في الواقع لا يحرص على شيء سوى أن (( يبني نفسه )) ..

إنه رجل واقعي لا تعني الشعارات لديه أكثر من وسائل .. وإذا لم تفلح وسيلة معينة في الوصول إلى غاية فيصبح من الطبيعي إستبدال الوسيلة .. بأخرى للوصول إلى الغاية نفسها .. وهذا مفتاح شخصية الاصنج إلى جانب طباع خاصة يعتبرها (( عمر بن عامر وعلي بن علي )) .. طباع لايرضي الله ولا رسوله وأما قحطان فرجل ميـــــال للزهو صدى للحالة التي يكون فيها .. تبطره النعمة .. وتذله الحاجة ..

(( وبمقاييس )) المخابرات المصرية .. كان قحطان في عام 1966 .. أكثر من أن يكون بمقدور المخلوق أن يطيقه .. فقد أسكرته الأمجاد وكان مغمورا .. وأبطرته النعمة وكان مدقعا .. وكان من الواجب ( بمقاييس المخابرات المصرية طبعا ) أن يوضع منه ما شمخ .. ! وتظافرت عوامل شتى لتصعيد الاصنج والمكاوي .. وهبوط قحطان وفيصل .. وقد كان ..

وفي التاريخ أمثلة على البطر الفاحش أبرزها إطلاقا حمار عبدالله بن المقفع الذي عاش مهزولا من الجوع في أرض مجدبة حتى قيض الله له ثعلبا رق لحاله فهداه إلى مرعى به غدير .. فيه من الرزق ما يسر الأعين .. وما يلذ المعدة .. واللسان .. من
(( العضرس )) الأخضر إلى (( الرقماء )) .. (( والمطك )) .. ولكن الثعلب حذره من
(( النهيق )) . لأن الأرض التي يقع فيها المرعى مسبعة .. فأبلغه حمار ابن المقفع .. وقد كان جائعا انه لن ينهق مــا بقي حيا .. المهم القوت أن يجده .

ومكث راتعا في المرعى عدة أيام حتى أسترد عافيته .. وظهر أمره .. وتاق إلى طبعه الذي فطر عليه .. فقال لصاحبه وقد برح به الشوق إلى النهيق ..

- إني أصلحك الله أيها الثعلب راغب في النهيق .. ولا أظني إلا فاعل ..

فقال الثعلب مأخوذا !

- أو ما تذكر ما صرنا إليه من أن الأرض مسبعة وصوتك مجلبة لها من أقصى الأرض ..

قال :

- لا صبر لي على الصمت .. وسأنهق وليفعل الله ما يشـاء ..

قال أنتظرني هنيهة حتى أختفي .. وطب نفسا بما عن لك .. وما أراك إلا مأكولا .. !

ونهق حمار ابن المقفع .. فتوافدت عليه السباع من أطراف الغابة المحيطة بالمرعى .. وما غابت شمسه إلا عظاما !

وفي دنيا الحيوان أشباه ونظائر مما يقع في دنيانا نحن البشر .. وهذه واحدة منها .. فتأملوها جيدا .




- 3 -

المفروظ أن ما تم هو عملية دمج للجبهتين ( التحرير و القومية ) . وأن الجبهتين أصبحتا جبهة واحدة وحسب .. ولكن هذا واقعيا لم يحدث .. لقد أستهدفت المخابرات تصفية
( الزعامة السياسية ) للجبهة القومية المتمثلة في الحركيين .. والشيوعيين .. وبناء زعامة جديدة للجبهة نفسها .. (( والناصرية )) عموما قد تسمح لحزب معين .. بشروط معينة أن يكون واجهة لنفوذها في بلد معين .. ولكنها لا تسمح له بأن يشاركها هذا النفوذ .. أو أن يبني لنفسه نفوذا مستقلا .. فهنا يتحول الأمر إلى إحتمالات منافسة يجب الإنتباه لها .. ومراقبتها ..

غير أن الربيب وقد أتقن وسائل المربي .. عرف في ساعات الشدة - كيف يعيش - .. وأضطرت (( المخابرات المصرية )) . بعد أن فشل أسلوب (( الدمج )) .. أن تلجأ إلى أسلوب التجويع .. ومن التجويع أخيرا إلى الصراع المسلح المكشوف بين الجبهتين .. وقد أعطيت الكلمة للرصاص .. وتحولت الثورة المسلحة ضد الإستعمار إلى جهاز للتحرش بالمواطن العادي .. وعملية إقتحام سافرة للخلق والضمير .



عبدا لله الجابري

من كتاب الجنوب العربي قي سنوات الشدة

( يتبع )






اسد الشرق الخليفي 2011-08-17 07:13 PM




باقلام الاخرين

جنوبي ساذج




قصة الجنوب العربي مع بعض من أهله الجهلة

الجنوب العربي وعلى فرضية انها ارض كانت مستثمرة ( مستعمرة ) وجاء وقت من الأوقات وقال المستثمر او المستعمر لأهل الأرض انا سوف اخلي الموقع فرد أهل الأرض نحن سوف ندفع لك نقل قدم ( خلو على قول إخواننا المصريين ) فرد المستعمر إنني سوف اخلي المكان واترك لكم أرضكم لكم وبما عليها من مرافق وبنية تحتية والسمعة والدينار يساوي 3 دولار أمريكي فيكرر ويردد ذلك المستعمر بأنه سوف يخلي وبدون نقل قدم ولكن ( شئ مثير للاستغراب ) أهل الأرض أصروا على دفع نقل قدم وشكلوا جبهات تحرير وسميت بأسماء لبلد غير بلدهم :

1- الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل
2- منظمة تحرير الجنوب اليمني المحتل
3- جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل

وهلم جرا من المسميات على تلك الشاكلة برغم ان المكان المقصود غير المكان المسمى لان جنوب اليمن هو لواء تعز ولواء أب ، بينما المقصود بتسميتهم هو اتحاد الجنوب العربي التي تقع 90% من أراضيه جنوب الربع الخالي ، فقاموا الجهلة والرعاع بدفع نقل قدم تمثلت في الدمار والخراب والدماء والأرواح البريئة التي أزهقت باسم الحرية والعدالة والوحدة
وافتعلوا كل ذلك بخبث ولؤم وبالنيات الخبيثة من الوافدين اليمنيين إلى الجنوب العربي ، نعم بنيات خبيثة ومبيته
وبطمع للاستيلاء على جنوبنا العربي الحبيب من قبل حكومة وشعب اليمن المجاور للجنوب العربي ، وقد ساعدهم أولئك اليمنيين الجهلة والرعاع والقصر من أبناء الجنوب فتم تدمير كل شئ جميل وعصري وحضاري وانساني ، وأقاموا على أنقاض الدمار معبدا
للأممية العالمية وكانت جهة قبلتهم الشرق وبنوا محرابهم في ذلك الاتجاه برغم نصائح العقلاء والحكماء بان قبلتهم الصحيحة باتجاه الغرب ولكن كانوا في سكرتهم وغيبوبتهم يعمهون وكانوا كالأنعام بل كانوا أضل !!!!!

وألان فاق منهم من فاق وأدرك الحقيقة وقال نعم المحراب كان عكس القبلة ، ولكن للأسف لايزال هناك الغوغاء من المثقفين او من يدعون أنهم مثقفين لم يدركوا بعد ا خطاء توجههم ، وعندما تعود الأمور الى نصابها وقريبا ان شاءا لله سوف يدركون ذلك بان التوجه كان خاطئ ويعترفوا بأخطائهم ويقولوا باليتنا فهمنا كما فهموا إخوتنا وبني عمومتنا في عمان وقطر والإمارات والبحرين والكويت .

لقد جلا المستثمر ( المستعمر ) من أوطانهم بهدوء وسلام وسكينة وواقعية سياسية بعيدة عن أحلام اليقظة وبدون اسم مغلوط ودفع نقل قدم غالي جدا من الدماء والضحايا والحروب








اسد الشرق الخليفي 2011-08-18 03:43 AM





المستقبل لا يدخر لنا سوى أيام انتقام




كانت توقعات المخابرات المصرية مبنية على معادلات خاطئة مؤداها .. أنه طالما كان التنظيم العسكري (( للجبهة القومية )) يتسلم مخصصاته وتجهيزاته .. وأوامره من المخابرات رأسا .. فإنه لن يحاول إثارة الغبار .. وافتعال المشاكل بسبب التخلي عن القيادة السياسية للشيوعيين والقوميين .. أو إجبارها على الاندماج مع الاصنج وجماعته

الحساب هو : أن قواعد القوميين ستلتحق بالتحرير رأسا .. وستتابع عملها على نفس الغرار .. توصلا إلى نفس الهدف الذي رسمته المخابرات المصرية وكرست كل وسائل مصر الإعلامية والدعائية والمالية لتحقيقه ..

والنتيجة هي : رفض التحرير .. وإجبار المخابرات المصرية على بناء
( جهاز حرب ) جديد بعد أن خرج عن طاعتها جهاز الحرب السابق .. وسيطر عليه الشيوعيون والقوميون العرب وهم - كما هو معلوم - شيوعيون على
( طريقتهم الخاصة ! .. )
وكان الشيوعيون والقوميون قد وطدوا أنفسهم منذ البداية على أساس الاستفادة فقط من ( الانتساب الزائف ) (( إلى (( الناصرية )) ريثما يمكنوا لأنفسهم في الجنوب العربي .. وعلى هذا فقد كان من الواضح أن دعم المخابرات المصرية لهم لن يستمر طويلا .. - وهي قد شعرت - أن الشيوعيين والقوميين يرون في تأييد عبدا لناصر شيئا نافعا مرحليا ..

وهكذا عندما أعلنت المخابرات المصرية قرار إدماج الجبهة القومية ومنظمة الاصنج في تنظيم جديد باسم جبهة التحرير سارع الشيوعيون إلى إحباط عملية الدمج .. وبدأت عملية عزل لقواعد الجبهة القومية .. لئلا تمتد إليها حمى الاندماج .. و وزعت المنشورات التي تتحدث عن انتهازية الاصنج .. و أنه بالانتساب إلى العمل المسلح (( إنما أراد سرقة المكاسب الثورية التي تحققت بالدماء والتضحيات .. والتي قدمتها الجبهة القومية قائدة النضال المسلح ! ))

وكانت المشكلة الملحة عي كيف يمكن توفير البديل للمساعدات المصرية التي حولت الآن لبناء جهاز التحرير .. ولكن هذه المشكلة وجدت في حلا في النهاية .. وقررت الجبهة القومية أن تشكل قواعدها في الجنوب فرقا مسلحة للسطو على البنوك .. وسرقة حوانيت المجوهرات .. وفرض الاتاوت على التجار ..

وبعد سلسلة من الحملات الفدائية الموفقة على البنوك والمؤسسات التجارية .. أمكن تغطية الأجور والمرتبات الثابتة ( لجهاز الكفاح المتفرغ ) .. وأصبحت هذه العمليات قاعدة ثابتة .. واصلت الجبهة القومية التصاعد بها إلى أن تسلمت السلطة في الجنوب العربي .. وقد لجأت إليها مرات عديدة حتى بعد أن أصبحت
( الجهاز الحاكم ) .

وإذا كانت الكوابح والروادع الأخلاقية ضعيفة .. فإن إجبار رجل ما .. على إفراغ غلة دكانه في حقيبة رجل آخر بدون مناقشة .. وتحت تهديد السلاح هي عملية لذيذة .. ونادرة .. ومدعاة لإشعار بطلها بشيء من الأهمية .. ! وأنه لم يخلق عبثا ! ..

والمشكلة الأخرى في (( السلاح )) .. وهي ليست مشكلة .. ففي الجنوب العربي واليمن الكثير .. الكثير جدا من السلاح .. إذا وجد المال .. فأن بمقدور المرء أن يجهز (( كتيبة كاملة )) من مستودعات واحد فقط مشايخ جبل صبر .. أو من دكان واحد في عتق .

إن باعة (( اللحوح )) في سوق تعز يتسلحون برشاشات ( روتوف ) الفعالة جدا في حرب الشوارع لكبر حجم مخزن الذخيرة فيها .. ( 73 ) طلقة ولا يزيد وزنه عن سبعة أرطال وهذه حسنة واحدة من حسنات المخابرات المصرية .. والمصانع الشيوعية .. إذ أغدقت علينا السلاح الحديث ما يكفي لاختصار عددنا إلى النصف .. وخشية أن نفتقر إلى الحماس الضروري لاستعماله ضد بعضنا البعض فإنه يجري تحريضنا وتنشيط هممنا على تجربته .. وقد فعلنا في هذا الصدد ما يفوق جهد المجتهد ..

- 3 -

ودخلت (( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) دائرة الضوء بدون صعوبة .. وتحركت نفس الأجهزة التي تحركت عام 1964 لتبني القوميين والشيوعيين .. تحركت لتبني عام 1966 (( جبهة التحرير )) .. تحركت بنفس الحماس .. ونفس المقدرة .. ونفس الكفاءة .. ونفس الجرأة على الحق والتاريخ ..

ولم يقل الناس شيئا ..وإن وجد الناقد الحصيف .. لم يجد المستمع النابه .. فقد كانت حدود الرؤية عند شعبنا قصيرة جدا . وكان مستوى الظن بمصر جيدا .. غير أن ماعرفناه في الجنوب العربي كان وجها زائفا لمصر .. نشر ظله على الوطن العربي طوال عشر سنوات محرضا على الفتنة .. داعيا الى التخريب .. ناهشا في جسم كل مجتمع .. ممزقا لوحدة كل جماعة وكما يقول المثل الحضرمي (( المقتول لا يسمع قرحة البندق )) كنا نضع السيف على أعناقنا وفي ظننا أن ما يحدث هو غير ذلك ..

إن القانون ليس مسئولا عن جهل الجاهل .. ولا فقر الفقير .. كان يجب أن نكون شعبا رجلا .. فلا نسمح لأحد أن يجعلنا أداة لتحقيق أهداف غير أهدافنا .. وخدمة سياسة غير مستوحاة من واقع شعبنا .. ولكن لم يكن ..

وعذرنا .. أن الأساليب التي جوبهنا بها .. كانت أدق من حدود وعينا .. كان الإغراء .. بالمال .. بالسلاح .. بألقاب البطولة .. والفداء .. وأسوأ من ذلك حسن الظن عن البعض .. وقابلية بعضنا الآخر للعمالة .. كل هذه الأمور مجتمعة .. تألبت لتصنع ( مأساة الجنوب العربي ) التي عشناها خمس سنوات دامية .. ولا زالت تنشر ظلها الأسود في شكل حكومة قائمة في الجنوب .. ولا أدري .. كم يتعين أن نتحمل من تضحيات للوصول ( بالمأساة ) إلى فصل الختام ..



- 4 -

إني أروي هنا الوقائع المجردة .. ولا شك أن بعضها أقل إمتاعا للقارئ .. وبعض هذه الوقائع سيكون موضع مراجعة كبيرة .. ونقاش كثير .. ومع إني على ثقة من (( صحة مصادري )) .. باعتباري واحد ممن عاشوا هذه الأحداث .. وكنت في جميع (( سنوات الشدة )) على مقربة منها .. وكنت أنا نفسي هدفا للرصاص تارة .. وللوعيد أخرى .. (( وللخطف ثالثة )) .. والهجوم الدعائي رابعة .. هذا بعد أن تعذرت وسائل (( تأليف القلوب )) ..

رغم هذا كله .. فإن هناك من سيعتقد بأن هذه الأمور أكثر هولا من أن تكون قد حدثت بالفعل .. ولكني بحاجة إلى التأكيد .. أن (( المخابرات المصرية )) كانت تبني الزعامة المعصومة في الوطن العربي وتنشر ظلها في الجزيرة .. وكان البعض يظن أن ما بني هو حصن منيع لعزتنا .. لا قلعة رهيبة مظلمة لاستعبادنا .. كنا عناصر .. ومواد خام .. لصناعة الانتصارات .. وتقدير فاعلية التجاري .. ومعرفة صدى الشعارات .

كانوا يحتقروننا .. في أعماقهم .. ويرون فينا مجرد (( عملاء )) .. فين حين توهمنا (( أهجزتهم )) بأننا (( أبطال نشق طريقنا إلى المستقبل بالدم .. ونعبد طريقنا بالمذابح .. )) وأما في ضمائرهم .. في حسباتهم .. فلسنا سوى
(( آنية فارغة تجري تعبئتها بالثقافة .. وتحريكها في الاتجاه الذي يحقق أغراض قوى اجتماعية معينة )) ..

هكذا يقول صلاح نصر المدير العام للمخابرات المصرية في كتابه الشهير
(( الحرب النفسية : معركة الكلمة والمعتقد )) .

والمعتقد أن يجب علينا - أو هذا ما يحتمله السياق - أن نروي طابع التطورات التي جرت في الجنوب العربي منذ عام 1964 .. ولكن هذا العام بالذات كان بداية فقداننا كشعب السيطرة على قضيتنا .. و وقوع هذه القضية بصراحة تحت النفوذ المباشر للمخابرات المصرية باعتبارها الوصي على الأهداف العربية في
(( الاشتراكية والحرية و الوحدة )) ..

في هذا العام .. تبلور الموقف بين الوجود البريطاني يقف على صعيد .. بكل ما يمثله .. والمخابرات المصرية على صعيد آخر .. وكنا نحن تحت أجنحة الفريقين .. جماعة تزداد إرتماءا في أحضان بريطانيا وتتشبث بها .. وأخرى .. تعمل وفقا لتعليمات المخابرات المصرية .. وبتخطيط منها .. و لم يكن في الصورة بالطبع أي شيء مما تفكر فيه .. أو نتطلع إليه كـشعب .. كنا هدف الصراع .. ومادته .. ولم يكن هذا الصراع يحقق أهدافنا .. وهو لم يحققها بالفعل .. فحتى الآن لازلنا نعتقد أن المستقبل لا يدخر لنا سوى أيام الانتقام ..

ولذلك .. فمن يكتب عن الجنوب العربي في (( سنوات الشدة )) من عام 1964 حتى عام 1968 .. لا يستطيع قطعا أن يتجاهل الدور الرائد للمخابرات المصرية .. ذلك أن كل (( الجبهات )) التي عملت في هذه الفترة .. لم تكن سوى
(( الواجهة السياسية )) لعمل عسكري كان يستهدف (( تدمير )) الجنوب العربي لا (( تحريره )) ..

إن المجتمع المتماسك لا يستطيع أن يقع بسهولة تحت تأثير التيارات المذهبية الوافدة عليه .. إن تماسكه دليل مقدرته على الدفاع عن نفسه متسلحا بقيمة وإجماع أفراده على الصمود .. وإذن فلا بد من عملية (( تقويض )) للتماسك .. وتخريب للإجماع .. وتشتيت (( للولاء )) وتمزيق (( الوحدة والرأي والاتجاه )) .

لا بد من عملية إنهاك للبنية الاجتماعية ذاتها .. لتضعف قدرتها على المقاومة ..

وكان (( الإنهاك )) الذي تعرضنا له أولا على يد الاستعمار البريطاني .. وله طابعه المخدر الخاص .. ثم الإنهاك العنيف على يد المخابرات المصرية .. بإنشاء جبهة بعد أخرى .. لتبدأ صراع متصل .. وتقطيع مدمر لتطورنا السلمي .. كان هذا كله .. مدعاة لوقوعنا في أحضان (( الماركسية )) .. وإبقاء جذوة الصراع حية متوقدة في تربة بلادنا .. حتى في دولة الاستقلال ..

وإذن نحن لا نريد الإساءة ولكنا لا نستطيع كذلك تزييف التاريخ .


عبدا لله الجابري

من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

( يتبع )







Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.