الأصنج: على قيادات الجنوب السابقة إعتزال السياسة والرحيل وترك القيادة للشباب


انتقد وزير الخارجية اليمني الأسبق عبد الله عبد المجيد الأصنج بشدة دعوات بعض القيادات الجنوبية اليمنية لعقد مؤتمرات سياسية في الخارج لبحث مستقبل جنوب اليمن، وقال:

"للأسف الشديد الجنوب اليمني تعرض لهزات كثيرة، كما أن اللحمة الوطنية في الجنوب تعرضت لكثير من التمزق، وآن الأوان أن يلتقي الجميع حول أهداف مشتركة ويسقطوا خلافاتهم السابقة، سواء الجنوبية ـ الجنوبية أو الجنوبية مع نظام صالح بعد انهياره وقبوله بالتنحي، في هذه الظروف أجريت لقاءات مع عدد الجنوبيين الذين جاؤوا للقاهرة للتدارس في أمور دعا لها الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس.


لقد كنت خارج هذه اللقاءات لكنني استقبلت عددا منهم للاطلاع على الأوضاع في اليمن، وعموما الأمور تدعو إلى التفاؤل وإن كانت لم تصل إلى درجة النضج السياسي، حيث لازالت بعض رواسب الماضيى تهيمن على البعض".

وأضاف: "للأسف الشديد لا توجد في هذا المؤتمر ولا في غيره طروحات واضحة المعالم، فهناك دعوات لتقرير مصير الجنوب وأخرى للانفصال ولا زالت التباينات في فهم مآلات الأمور كبيرة".

وطالب الأصنج قيادات الاشتراكي والجنوب التقليديين إلى التنحي وترك الأمور لقيادات الحراك الجنوبي في الداخل، وقال: "الحزب الاشتراكي لم يعد مخولا ولا مؤهلا للحديث باسم الجنوب، فقد انتهى دوره وارتكب من الحماقات السياسية ما يكفي ليتوارى، لقد خاض الحرب والوحدة

وفشل فيهما معا، وهناك شبه اجماع بأنه لم يعد هناك أي دور مفيد للاشتراكي في الساحة السياسية في اليمن الجنوبي، وأنا أدعو نفسي وعلي ناصر محمد وعلي سالم البيض وحيد أبو بكر العطاس الذين بلغوا من الكبر عتيا أن يتركوا مواقع القيادة للشباب ولقوى الحراك الجنوبي في الداخل".

وأشار الأصنج إلى أنه يتحدث عن اليمن الجنوبي بعد أن فشلت تجربة الوحدة، وقال: "هناك تيار قوي في الجنوب يقف وراء دعوة الانفصال لأن ما لحق بالوحدة من أضرار بفعل سياسات صالح جعلت الجنوبيين الذين بادروا إلى الوحدة هم أكثر ترددا للحفاظ عليها اليوم، لأنهم عاشوا فترات عزل وإقصاء جعلتهم يعيدون النظر في مواقفهم السابقة"، على حد تعبيره.

على صعيد أخر شكك الاصنج في جدية الرئيس علي عبد الله صالح للالتزام بالمبادرة الخليجية التي وقع عليها لإنهاء الأزمة في اليمن، وحذر من بقائه في إدارة اليمن من وراء ستار نائبه الحالي عبد ربه منصور هادي، ودعا إلى التعامل معه بجدية وحزم من أجل إنهاء الأزمة السياسية هناك.

وقال الأصنج في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" تعليقا على توقيع الرئيس علي عبد الله صالح والمعارضة اليمنية على المبادرة الخليجية في الرياض: "علي عبد الله صالح إن ترك يدير الأمور من وراء ستار نائبه عبد ربه منصور هادي فستبقى الأزمة اليمنية في غرفة الانعاش، ومن الممكن أن تتجاوز الحالة الخطرة والأغلب أن تظل تراوح مكانها. وإذا كان من المبكر الحكم على نجاح المبادرة الخليجية من فشلها، فإنه مما لا شك فيه القول بأنه لا يوجد وضوح حول مصير القيادات العسكرية الموالية لصالح، وهو ما يشكك في جديتها ونجاحها".

وأضاف: "الذي يعرف علي عبد الله صالح، وأنا واحد منهم، يفهم أن هذا الرجل لا معيار لتصرفاته ولا قيمة لتعهداته، هناك شكوك كبيرة بأن هذا الرجل سيلتزم بأي من التزاماته، الحل أن يتم التعامل معه بجدية، وأن يتحول المشروع الخليجي إلى مشروع بمخالب وليس مشروعا ناعما، ذلك أن هذه النعومة هي التي أضاعت وقتا طويلا، ولذلك ما لم تمارس جدية على الرئيس علي عبد الله صالح ويتم تنحيته تنحية حقيقية فإنه سيجر اليمن إلى مزيد من الويلات".

وأعرب الأصنج عن خشيته من انزلاق اليمن إلى الحرب الأهلية، وقال: "نعم أخشى من الحرب الأهلية على اليمن، والكلام عن الديمقراطية في اليمن الآن فيه كثير من المبالغة والتضخيم، ذلك أن التركيبة القبلية لليمن والتصحر السياسي الذي خلفه نظام علي عبد الله صالح يجعل من الصعب الحديث عن انتقال سريع نحو الديمقراطية، التي تحتاج إلى دربة سياسية وأثمان سياسية أيضا قد تكون باهظة، لكننا بالتأكيد مجبرون على دفعها من أجل الوصول إلى الديمقراطية الحقيقية التي تعتبر حقا مشروعا للشعوب العربية عامة ومنها الشعب اليمني بالتأكيد".

على صعيد إتصالاته في القاهرة التقى الاستاذ عبدالله عبدالمجيد الاصنج الشخصية الوطنية والاجتماعية العدنية أمس بممثلي عدد من أبناء يافع الذين شاركوا في لقاء القاهرة الجنوبي التشاوري ، في إطار اللقاءات التي يجريها الاصنج مع مختلف أبناء الجنوب في القاهرة في محاولة لرأب الصدع وتقوية مواقفهم تجاه قضية شعبهم العادلة.

وطالب الاصنج أبناء يافع الاستمرار في مواقفهم المشرفة تجاه قضية الجنوب ودورهم في تفعيل الحراك ، وإعادة تنظيم أنفسهم عبر ملتقيات شعبية في المديريات والمدن بيافع من أجل توسيع المشاركة الشعبية والجماهيرية التي ظلت مغيبة من قبل بعد الاطر الحزبية التي أحتكرت لنفسها تمثيل الجنوب سياسيا ، داعيا كافة النخب السياسية والاجتماعية والثقافية وأساتذة الجامعة والاطباء والمحاميين الانخراط في الملتقيات الشعبية وابراز عناصر مسؤولة تستطيع أن تتحمل مسؤوليتها في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الجنوب .