منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   الصحافه - 8 قتلى باشتباكات بين القوات اليمنية ومسلحين «انفصاليين» (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=67086)

عبدالله البلعسي 2011-06-12 12:06 AM

صالح يعاني من مشاكل في الرئة والتنفّس و وضعه الصحي سيّئ

نشرت بتاريخ - السبت,11 يونيو , 2011 -13:34 أوضح مصدر يمني في الرياض أن الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، ما يزال في وضع "صحي سيّئ"، مؤكداً أن صالح "يعاني من مشاكل في الرئة والتنفّس، ويحتاج لوقت أطول في مرحلة التعافي". وقال المصدر طالباً عدم ذكر اسمه، "ما يؤكد ذلك منع العديد من الوزراء اليمنيين الذين حاولوا زيارته، من ذلك، ورفض طلباتهم". وبالنسبة للمسؤولين اليمنيين الآخرين الذين أصيبوا مع صالح، قال المصدر إن "حالة رئيس الوزراء تتجه نحو الأسوأ، ومعه رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني"، موضحاً أنهما "شوهدا والشاش الأبيض يلف جسديهما بشكل كامل بحيث لا يرى منهما شيئاً"، وأشار الى معلومات عن "اصابة نظرهما باضرار نتيجة الحادث". وقد خرج صالح من العناية الفائقة في أحد مستشفيات الرياض، الخميس الماضي، بعد نجاح عملية جراحية خضع لها. وكان مسؤول سعودي أعلن، الأربعاء الماضي، أن الحال الصحية للرئيس اليمني أصبحت مستقرة، واصفاً معلومات صحافية عن تدهور وضعه بان "لا أساس لها".
http://arabic.arabia.msn.com/news/wo...egion=all&feat

عبدالله البلعسي 2011-06-12 12:10 AM

اللواء علي محسن الأحمر لـ«الحياة»: نصحت الرئيس بالتنحي قبل مذبحة«جمعة الكرامة»
السبت, 11 يونيو 2011

صنعاء - فيصل مكرم
لأكثر من 33 سنة وتحديداً لحظة توليه الحكم في 17 تموز (يوليو) 1978 في ما كان يعرف بـ «الجمهورية العربية اليمنية» انشغل الرئيس علي عبدالله صالح بـ «مراقصة» الثعابين، وترتيب منظومة تحالفات قبلية وعسكرية واجتماعية نخبوية لإرساء حكمه، وإبعاد الطامعين والطامحين والخصوم السياسيين والعسكريين عن محيط كرسي الحكم، ومنعهم من الاقتراب إلى خط الخطر الأحمر. كانت أجندة الرئيس مليئة بالأسماء، والجماعات، وكلها تبعث على القلق، لأنها، إن تمكنت واستقوت، فإن لسعاتها «تصبح مميتة» كلسعات الثعابين التي يرهبها الرئيس أو هكذا عرف عنه لا يطيق النظر إليها، وكان عليه أن يخترع الوسائل الناجعة لمنعها من الاقتراب منه ولم يخطر في باله أن يبحث عن الترياق الذي يرد سمومها، ولعل الرئيس صالح آثر ملاعبة «الثعابين» عن بعد، ربما عملاً بمثل فرنسي يقول «لا تشرب السم اتكالاً على ما لديك من الترياق».

لم يكن الرئيس يدرك أن من شغل نفسه بإبعادهم عن عرش سلطته المطلقة، كانوا يخططون ويرسمون لمشروع إسقاطه من فوق عرشه خلال كل تلك السنين الطويلة، إلى أن جاءت الفرصة التي ينقض عليه معارضوه ويسمعونه بصوت واحد ما لم يكن يتوقع سماعه في سنوات خلت «ارحل، الشعب يريد إسقاط النظام».

كان الرئيس يستند في تثبيت حكمه على ولاء المؤسسة العسكرية وأقاربه وأبناء منطقة «سنحان» التي ينتمي إليها، وقرية بيت الأحمر مسقط رأسه، وكبار قادة الجيش، ناهيك عن قبيلة حاشد، التي ينتمي إليها الرئيس مع عدد من قادة المؤسستين العسكرية والأمنية، ومعظم هؤلاء القادة لم تثر حولهم الشكوك في ولائهم وإخلاصهم غير أن «ثورة الشباب السلمية» التي بدأت بالتوافق مع موجة التغيير التي تجتاح الجمهوريات العربية أخيراً كشفت أن أوراق اللعبة السياسية لم تعد بيد صالح وحده يلعب بها متى اضطر لذلك، ويلاعب بها خصومه ومعارضيه في كل الأوقات وفي كل الظروف.

راهن الرئيس على ولاء المؤسسة العسكرية المطلق فإذا به يستيقظ صباح يوم 21 آذار (مارس) الماضي على بيان انضمام أهم وأبرز قادتها، وأقربهم إليه رفقة وموطناً اللواء ركن علي محسن صالح الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، قائد الفرقة الأولى مدرع، إلى صفوف الثائرين على حكمه، معلناً تأييده مطالبَ الشباب السلمية في التغيير والإصلاحات الشاملة، ومندداً بـ «المذبحة» ومؤكداً حماية المعتصمين والمحتجين في نطاق نفوذ قواته، وقوات والجيش وحداته التي أعلن قادتها تأييد المطالب الشبابية ليس بالتغيير وحسب وإنما بإسقاط النظام ورحيل الرئيس.

كان اللواء علي محسن هو الوسيط الذي أوكل إليه الرئيس الاتصال بأطراف المعارضة، كان الرئيس يراهن على علاقة اللواء علي محسن بحزب التجمع اليمني للإصلاح وقيادة حركة «الإخوان المسلمين» كما أن الرئيس اختاره ليكون الوسيط بينه وبين أبناء الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر وفي مقدمهم الشيخ حميد لرأب الصدع الذي أحدثته تراكمات من الخلافات ربما تمتد إلى ما قبل وفاة والدهم.

قبل يومين من مذبحة «جمعة الكرامة» دخل اللواء علي محسن على الرئيس في مكتبه وكان إلى جانبه مستشاره السياسي الدكتور عبدالكريم الإرياني وآخرون ودار نقاش بين الرجلين اتسم بالصراحة التي أصابت الحاضرين بشيء من الذهول، قال علي محسن للرئيس إن المعارضة متصلبة في موقفها، رد الرئيس إنهم يريدون مني أن أقيل ابني وأقاربي من مواقعهم العسكرية والأمنية، رد علي محسن إنهم يريدون رحيلك أنت أيضاً، ذهل الرئيس والتفت إلى الحاضرين وسأل هل سمعتم؟

المخطط واضح إنهم يريدون انقلاباً على النظام والشرعية مارأيكم؟ بادر علي محسن مبدياً رأيه من دون تردد، قال إذا أردت رأيي لو كنت مكانك لأعلنت استقالتي ورحلت آمناً مطمئناً وسلمت للشعب بلداً موحداً ومستقراً، وأضاف علي محسن مختتماً رأيه سيحترم الجميع خيارك وسيذكرك التاريخ في أنصع صفحاته زعيماً وطنياً موحداً آثر تلبية مطالب شعبه على كل الاعتبارات ثم غادر تاركاً خلفه ذهولاً عبرت عنه ملامح وجه الرئيس وصمت الحاضرين وكأن على رؤوسهم الطير.

ربما إن هذا اللقاء شكل نقطة تحول مهمة في تأريخ العلاقة بين الرجلين.

«الحياة» التقت اللواء ركن علي محسن الأحمر في مكتبه، داخل قيادة الفرقة الأولى مدرع، حيث لا تزال صورة الرئيس صالح الرسمية معلقة على جدار مكتب القائد العسكري المنشق وحاورته في ما يجرى.

وهنا نص الحوار:

> عُرف عنكم أنكم كنتم حتى 21 آذار الماضي السند الأول للرئيس علي عبدالله صالح في المؤسسة العسكرية، التي ثبتت نظام حكمه خلال 33 سنة، وإلى جانبه في كل الأحداث والتحولات التي شهدها اليمن خلال هذه الفترة، ما الذي حدث في اليمن منذ مطلع (شباط) فبراير الماضي وحتى اليوم؟

- أنا كنت ولا أزال وسأظل أؤدي واجبي في خدمة اليمن من خلال المؤسسة العسكرية التي أنتمي إليها منذ أكثر من نصف قرن كواحد من أبنائها المخلصين في انتمائهم الوطني، وكان لي شرف المساهمة في النهوض بهذه المؤسسة الوطنية الجبارة وتطوير كل قطاعاتها وتحديثها، بما يجعلها قادرة على أداء واجبها الوطني والدستوري في الدفاع عن سيادة الوطن واستقراره، وتكريس قيم الانتماء إلى المؤسسة العسكرية كمؤسسة وطنية لا تخضع لأهواء شخص أو فئة، ولا يستغلها حاكم في فرض إرادته وتحقيق مصالحه الخاصة على حساب إرادة الشعب اليمني. إن المؤسسة العسكرية ملك الوطن وأهم مكاسب الشعب، وفي طليعة منجزاته، وبالتالي فهي تنحاز إلى إرادة الشعب وتطلعاته في بناء الدولة الحديثة، وسيبقى ولاؤها المطلق لليمن ولا يمكن أن يتحول ولاؤها للحاكم أو لفئة بعينها، وبالتالي كانت ولا تزال وستبقى المؤسسة العسكرية اليمنية خالصة الولاء للشعب والوطن.

أما ما ورد في سؤالكم أنني كنت السند الأول للرئيس فذلك أمر لا أخفيه ولا أنكره، خصوصاً أن المؤسسة العسكرية كانت تساند الرئيس عندما كان الرئيس صالح منحازاً إلى الشعب ومدافعاً عن إرادته ومكاسبه، ولم يكن رجال اليمن الشرفاء وقادة الجيش المخلصون وأنا، نتردد يوماً في إسداء النصح للرئيس، وكان ينصاع ويخضع لآراء ما يسمى بـ «المطبخ السياسي» الذي يضم كوكبة من رجالات اليمن وبالتالي كان هناك دولة، وعندما تركهم وتفرقوا من حوله ظهر سوء إدارته للدولة كما نرى اليوم.

ولا أخفيكم أنني، ومعي كل القادة والشخصيات العسكرية والمدنية، دعمنا وصول علي عبدالله صالح إلى سدة الحكم قبل نحو 33 سنة، في حينه رأينا فيه الشخص الذي سيلتزم وعوده لبناء الدولة اليمنية بصدق، وأن بعد مقتل الرئيس أحمد الغشمي عام 1978 كان هناك خطر يُهدد بتفجير الأوضاع شمال اليمن، وكان الطامعون والطامحون بكرسي الرئاسة كُثراً، وكان البلد على حافة الانزلاق إلى مستنقع الصراعات والحروب الأهلية، في ذلك الوقت كان لا بد أن تتدخل المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها علي عبدالله صالح. استدعيناه من محافظة تعز، حيث كان قائداً للجيش هناك، وعرضنا عليه فكرة تولي الرئاسة فوافق وجاء إلى صنعاء وأتممنا كل الترتيبات الدستورية التي أوصلته إلى سدة الحكم من دون إراقة قطرة دم واحدة، وللعلم أنا شخصياً من مكنه من السلطة ثلاث مرات متتالية لكنه لم يتعظ.

> اليوم ما الذي يجرى في اليمن منذ مطلع (شباط) الماضي، هل انقلبتم على الرئيس صالح، القائد الأعلى للقوات المسلحة بحكم منصبه كرئيس للجمهورية؟

- ثورة الشباب سلمية، ومطالبهم مشروعة في إحداث تغيير وإخراج البلاد من مخاطر انهيار الدولة اليمنية وإنهاء تفشي الفساد، وتغييب القانون، والتصدي لمشروع تثبيت الحكم لشخص علي عبدالله صالح وتوريثه لأولاده. الثورة تريد إعادة البلاد إلى مربع الاستقرار والوحدة، والديموقراطية، كلها مطالب مشروعة، خصوصاً أن اليمن أصبح في السنوات الأخيرة محاصراً بأزماته الداخلية، التي تراكمت نتيجة عدم اكتراث الرئيس بمعالجتها في إطار مؤسسات الدولة، وتعمد تجاهل مطالب الشعب المشروعة في أنحاء البلاد، خصوصاً في المحافظات الجنوبية التي زادت فيها معاناة المواطنين من الفساد ونهب الأراضي، ورفض التجاوب مع المطالب الحقوقية ورد المظالم التي لحقت بهم منذ انتهاء حرب صيف 1994 حتى اليوم، ناهيك عن الانفلات الأمني، والزج بالجيش في ست حروب في محافظة صعدة، إلى غير ذلك من ظواهر انهيار الدولة اليمنية. من هنا كان لا بد من أن تقف القوات المسلحة مع ثورة الشباب السلمية، وتؤيد مطالبهم المشروعة، وتعمل على حمايتهم من الاعتداءات المتكررة من قبل قوات الأمن و «بلطجية» الحزب الحاكم، التي بلغت ذروتها في ما يُعرف بمذبحة جمعة الكرامة ضد المحتجين المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء، التي خلفت أكثر من 50 قتيلاً ومئات الجرحى بالرصاص الحي والمباشر، بعدها جاء إعلاننا موقفاً واضحاً وصريحاً بأننا نقف إلى جانب ثورة الشباب ومطالبهم السلمية، وأكدنا إدانة الجرائم التي يرتكبها النظام بحق المحتجين السلميين، وأعلنا صراحة أننا في القوات المسلحة سنوفر لهم الحماية في نطاق وجودنا.

> لكن الرئيس صالح اعتبر إعلان تأييدكم مطالبَ المحتجين وحمايتكم المعتصمين في ساحة التغيير تمرداً على المؤسسة العسكرية وعلى نظام الحكم، بل ومحاولة انقلابية على الشرعية الدستورية.

- ليس ذلك فقط، بل يتهمنا بمحاولة الاستيلاء على السلطة، وهو لا يزال يكيل لنا الاتهامات الباطلة، لا لشيء إنما لأننا في القوات المسلحة أعلنا رفضنا أيَّ أوامر بالاعتداء على أبناء الشعب، لأننا قلنا له الشعب يطالبك بالرحيل فارحل آمناً مطمئناً، ولا داعي لسفك الدماء وإدخال اليمن في فوضى وحرب أهلية... نعم، أنا قلت له ذلك قبل أيام من مذبحة «جمعة الكرامة» وأمام عدد من مستشاريه، الشعب اليمني الذي خرج بالملايين إلى الساحات والشوارع في كل المدن والمحافظات يطالبك بالرحيل، هو شعبك الذي تشدقت 33 سنة باحترام إرادته، وحين يطالب الشعب بإسقاط النظام فهو لا يطالب بسقوط الدولة، إنما بسقوط النظام المتمثل في رئيس الجمهورية وحاشيته الذين باتوا منبوذين لكثرة فسادهم وإفسادهم، ولما يرتكبونه من أخطاء وحماقات بحق بلدهم وشعبهم لحماية مصالحهم والاستيلاء على مقدرات الوطن وإمكاناته ومصادرة مكاسبه ومنجزاته لحساب الرئيس وأولاده وبعض مواليه. لم تعد تنطلي على اليمنيين الأكاذيب، ولا الشعارات البراقة، ولم يعد الشعب يحتمل مزيداً من الفساد ومزيداً من الفوضى، ومزيداً من انهيار الدولة اليمنية، لم يعد الشعب اليمني يقبل بحاكم يضع مصالحه وأهواءه ورغبات أولاده فوق كل اعتبار، ويتبع كل طرائق الفساد والإفساد لكي يبقى حكمه إلى الأبد، لكي يرثه أبناؤه من بعده.

قلنا له مراراً وتكراراً، إن الشعب اليمني يرفض التوريث، وإن اليمن ليس قصراً مهيباً يملكه علي عبدالله صالح أو حديقة يتنزه فيها وحيداً متى شاء، ويقطف ثمارها متى شاء، ويحرق أشجارها متى شاء، نعم قلنا له اليمن بلد جمهوري، وديموقراطي، ولن يقبل شعبه بتأبيد الحاكم، ولا بتوريث الحكم، لم يكن هذا الكلام مرضياً له، وهو يعتبر من يقوله خصماً وعدواً أو طامعاً بالسلطة يناصبه العداء ويضمر له الشر.

تفجير القصر

> كيف تنظرون إلى التفجير الذي استهدف الرئيس وأركان الدولة في مسجد دار الرئاسة وفي هذه الظروف التي يمر بها اليمن اليوم؟

- نحن في قيادة القوات المسلحة والأمن أصدرنا بياناً بعد الحادث أكدنا فيه موقفنا الرافض العنف بكل أشكاله وصوره، وبأننا في قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية نجدد تمسكنا بسلمية الثورة وندين بشدة ونستنكر كل المحاولات الجنونية التي يحاول البعض من خلالها جر الوطن للاقتتال والحرب الأهلية، وإخراج الثورة عن مسارها السلمي، وحذرنا بكل وضوح من عواقب مثل هذه الأفعال، وبالطبع فإن هذا الحادث مدان من الجميع، وموقفنا مما حدث في مسجد دار الرئاسة يندرج في إطار موقفنا المبدئي الرافض العنفَ والقمع والاستبداد والنأي بالثورة السلمية عن كل المحاولات التي تسعى السلطة لجرّها إلى مربع العنف والحرب الأهلية. وأود تأكيد أن ثورة الشباب السلمية اختارت طريق النضال السلمي لتحقيق أهدافها، والقيادات العسكرية في القوات المسلحة والأمن المناصرة الثورة السلمية انحازت إلى جانب الشعب ومطالبه المشروعة ولم تنقلب على النظام الحاكم كما يدعي.

> ألم يحدث الهجوم على مسجد الرئاسة تحولاً مهماً على مسار الأزمة الراهنة وتداعياتها، خصوصاً أن الرئيس وعدداً من كبار قيادات الدولة استهدفهم التفجير وأصيب الرئيس وأولئك القادة إصابات مباشرة وخطيرة؟

- أعتقد أن ما حدث في المسجد شكل من أشكال العنف الدموي الذي ينبغي إدانته، ونحن عندما ندين العنف والقمع الذي يمارسه النظام بحق المحتجين السلميين والمعتصمين في الساحات وميادين الحرية والتغيير لمجرد أنهم يعبرون عن مطالبهم المشروعة، ندين كذلك تفجير مسجد الرئاسة وأي حوادث أو أعمال عنف تحت أي مبرر كان ويأتي هذا من حرصنا على عدم إراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد، والتصدي لكل المحاولات، التي يُخطط لها النظام للانزلاق بالبلد إلى دوامة العنف والحرب الأهلية، ومن دون شك كان للحادث تأثير محدود في مسار الأزمة غير أنه لن يغير من القيم السلمية التي يرسيها شباب الثورة وحتى تحقيق كل تطلعاتهم.

> لكن الرئيس يستند إلى الشرعية الدستورية، ولا يزال يتمتع بشعبية مؤيدة وأنصار يحتشدون أسبوعياً في مهرجانات تأييد للشرعية التي يمثلها في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهو يتزعم الحزب الحاكم الذي يستحوذ على غالبية مقاعد «البرلمان» في انتخابات تنافس فيها مع أحزاب المعارضة، وهو يقول إنه صمام أمان البلاد ورحيله عن الحكم لن يكون بالتظاهرات والاحتجاجات التي يقف وراءها خصومه ومعارضوه، خصوصاً أحزاب المعارضة، التي يعتقد أنها تريد تحقيق أهدافها بالوصول إلى السلطة عبر حشد أنصارها في الساحات بعدما فشلت في صناديق الانتخابات.

- أولاً أود أن أذكركم بأن أحزاب المعارضة في «اللقاء المشترك» تخوض أزمة سياسية استمرت لسنوات مع الرئيس وحزب المؤتمر، وخاض الطرفان جولات وجولات من الحوار والتفاوض حول القضايا الخلافية وكلها باءت بالفشل بسبب تعنت الرئيس وسيطرته على إرادة حزبه وقراره، هذه الأحزاب عانت الكثير من الإقصاء، وتعرضت لحملات تشويه إعلامية وسياسية منظمة، وفي السنوات الأخيرة اقتصرت مطالبها على التوافق مع الحزب الحاكم في إصلاح النظام الانتخابي، وإعادة النظر في التشريعات القانونية والدستورية، بحيث تضمن نزاهة الانتخابات وتكافؤ الفرص، وتداول السلطة سلمياً. ولم يكن سقف مطالبها رحيل الرئيس أو الانقلاب على الشرعية الدستورية كما يدعي، كانت مطالبهم معقولة وممكنة التحقيق، وكانت تحظى بتشجيع الأشقاء والأصدقاء الحريصين على استقرار اليمن وعدم انزلاقه إلى مصاف الدول الفاشلة. نعم، أحزاب المعارضة تهاجم الفاسدين وتنتقد أخطاء الحاكم وتطالب بالتغيير، وتناضل من أجل تحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية وأمنية وتعليمية في البلاد، وهي تطالب بشراكة في الثروة والسلطة، وهذا حقها باعتبارها الشريك في العملية السياسية، لكن لم تكن يوماً تملك القدرة على تثوير الشعب، وبالتالي الثورة الشبابية والشعبية خلقتها إرادة الشعب اليمني، وهو مصدر السلطات وهو صاحب الشرعية كما يؤكد الدستور، وهو من يحق له انتزاع هذه الشرعية ممن وهبها له بإرادته. بأي شرعية يتحدى الرئيس شعبه، وبأي شرعية يضرب شعبه بسلاح الجيش، ويقتل الأمن ويجرح ويعتقل من يطالب باستعادة الشرعية إليه، لأنه مالكها.

الرئيس، للأسف، يعتقد أن من يؤيدونه ويمضون في طريق الفاسدين، والفاشلين، التي يرسمها أنهم هم الشرعية، الأحزاب السياسية في المعارضة وجدت في ثورة الشباب السلمية وسيلة سلمية مشروعة لتحقيق التغيير المنشود في اليمن، وجدت فيها ونحن معها سبيلاً للخلاص من الاستبداد، والتخلف، والفساد، والفوضى، وجسراً متيناً للعبور نحو دولة يمنية مدنية حديثة، مستقرة ومزدهرة، هذه الثورة تؤكد من خلال الشباب اليمني الطاهر بأن علي صالح ليس صمام أمان اليمن إنما العكس تماماً، لقد أصبح مكشوفاً وبات معلوماً لدى الشعب اليمني، وعند الأشقاء والأصدقاء في العالم، أنه يتجه باليمن إلى الفوضى، والحروب، والصراعات التي تعيده إلى عصور التخلف والظلام، والفقر، والجهل، والمرض، في حين يتطلع هذا الشعب إلى المستقبل، إلى مواكبة العصر، إلى تحقيق التنمية والعدالة والمواطنة المتساوية.

أنا شخصياً أشعر بالحزن والأسف في آن واحد لما وصل إليه تفكير الرئيس وقناعاته التي تكشفها أفعاله ومواقفه بوضوح وجلاء وتتمثل في «إما أنا وإما الطوفان» وهذا تفكير خاطئ، ونكران فاضح لحق شعبه، الذي منحه الزعامة لأكثر من ثلاثة عقود، في العيش الكريم والوطن الآمن، والتنمية العادلة، وحقه المشروع في التغيير، لأنه هو مصدر السلطة وصاحب الثروة.

>هل تعتقد أن الرئيس يغرّد خارج سرب شعبه، وأن تفكيره محصور في ترسيخ الزعامة الأبدية له ولأولاده، وأنه لا يعي متغيرات العصر، ولا يكترث لهموم شعبه ومستقبل بلده؟

- أنا لا أعتقد، أنا متأكد من ذلك تماماً بحكم علاقتي وتجربتي معه، الرجل لم يقرأ التاريخ جيداً، هو يعتقد أن من يملك المال، ومن يستطيع تبديل وتغيير منظومة تحالفاته، ومن يسخر لنفسه ولاء القبيلة، وطاعة الجيش وسطوة الأمن، ومقدرات الدولة، هو من يحكم اليمن وهو من يملك الشرعية.

ولأن علي عبدالله صالح لم يتعظ من السير السابقة، والمتغيرات المعاصرة، ولا يؤمن بتقلبات الأحداث، يصر على رأيه ولا يقبل برأي غيره، حتى وإن انفضّ الجميع من حوله، وهنا مربط الفرس، الرجل دأب على المراوغة والكذب، وبالتالي فقد ثقة الآخرين وأثار على نفسه غضب شعبه وكأنه يعتقد نفسه مخلداً لا يموت، وكأن الزمن توقف بكبسة زر من أصابعه عند اللحظة التي أصبح فيها رئيساً لليمن.

> لكن الرئيس صالح لا يزال يملك رصيداً من المنجزات التي تحققت لليمن في عهده، ومن الجحود إنكارها لمجرد أنه يرفض الاستسلام لخصومه ومعارضيه؟

- أنا شخصياً، لا أنكر بأن للرجل منجزات تحققت في عهده، لكن لا يجب علينا أن نجيّر مكاسب الشعب اليمني لشخص الرئيس، الوحدة اليمنية تحققت بفضل إرادة الشعب اليمني في جنوبه وشماله، وهي تحققت باتفاق بين قيادة الشطرين نص على أن يكون نظام الدولة الموحدة نظاماً ديموقراطياً يقوم على التعددية الحزبية، وعلى انتخابات حرة وديموقراطية تضمن تداولاً سلمياً للسلطة، ومن دونها يصبح فاقداً للشرعية. الوحدة اليمنية تحققت بفضل الشعب اليمني ولولاه لما استطاع ألف علي عبدالله صالح تحقيقها وتجييرها لنفسه.

ولو كان حريصاً على الوحدة لما رأينا جحافل المحتجين تجتاح المدن والمحافظات الجنوبية والشرقية في السنوات الأخيرة تطالب بالعدالة والمساواة والشراكة في السلطة والثروة والتنمية، ولما رأينا جماعات، تطلق على نفسها «الحراك الجنوبي»، تطالب بالانفصال وترفع شعارات تقوض أركان الدولة اليمنية الموحدة كرد فعل على تجاهل مطالبها الحقوقية، وتعمد إهمالها حتى باتت الوحدة مهددة وبات اليمن يواجه خطر التشظي والانقسام، ليس إلى دولتين، إنما إلى أكثر من ذلك.

ولو كان الرجل يؤمن فعلاً بالديموقراطية سبيلاً للاستقرار وضماناً للسلم الاجتماعي، عبر التداول السلمي للسلطة، فبماذا تصف ما يحدث من أزمات خانقة ومستدامة بين منظومة حكمه وأحزاب وقوى المعارضة، وكيف يمكن اعتبار مشروع التعديلات الدستورية الأخير، الذي طرحه مجلس النواب، وتسبب في تفاقم الأزمة الراهنة، ذلك المشروع الذي ينص على تأبيد الحكم وتوريثه صراحة؟ أليس انقلاباً على الديموقراطية؟

أنا أؤكد لك أن اليمن سيكون أفضل حالاً وأكثر أمناً واستقراراً وتوحداً من دون علي صالح، وسيكون بلداً خالياً من كل المخاوف التي تُقلق الأشقاء والأصدقاء بعد رحيله، وأنا لا أكشف لك سراً حين أقول إني بذلت جهوداً مضنية في التوسط بين الرئيس وأحزاب المعارضة قبل اندلاع ثورة الشباب السلمية، ولم أفلح لأنه كان ينقلب ويتقلب في آخر لحظة.

قبل اندلاع ثورة الاعتصامات والاحتجاجات وأثناء تداعيات الأزمة الراهنة طلب مني ومن آخرين معي التوسط لإقناع «أحزاب المشترك» بالعودة إلى الحوار والتوصل إلى توافق لحل كل المشاكل العالقة، غير أن قيادات المعارضة فقدت الثقة بأقواله ووعوده والتزاماته، وقبل أيام من مذبحة جمعة الكرامة ذهبت لمقابلته في دار الرئاسة وبحضور عدد من مساعديه، وفي مقدمهم الأخ الدكتور عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس، أبلغته بأن قادة أحزاب المعارضة لديها مخاوف نتيجة عدم الثقة بوعوده، وهم يشترطون إقالة أبنائه وأبناء أخيه من المناصب التنفيذية في المؤسستين العسكرية والأمنية كبادرة حسن نية، وقبل أن أكمل ثار غضباً، واعتبر ذلك تجاوزاً للمحرمات، ثم طلب رأيي، فقلت له، لو كنت مكانك لبادرت بإعلان التنحي عن السلطة في مراسم وداع رسمية وأعلن للشعب اليمني بأنني قررت الرحيل مختاراً لا مجبراً وأترك له بلداً موحداً وآمناً ومستقراً، ربما لم يكن يتوقع هذا الرأي مني، غير أنني عبّرت له عن قناعتي بكل صدق وأمانة، حينها سكت وانتابته موجة غضب ثم افترقنا.

> ما هي رؤيتكم كقيادات عسكرية مؤيدة لثورة التغيير لإخراج اليمن من الأزمة الراهنة عبر انتقال سلمي وآمن للسلطة، ثم ألا تزال المبادرة الخليجية خياراً مطروحاً بعد تراجع الرئيس عن التوقيع عليها ثلاث مرات؟

- بكل أسف الرئيس ليس في وارد التخلي عن السلطة سلمياً، وهو واقع تحت تأثير أولاده وإخوانه وأبناء إخوانه وحاشيته، منذ بداية الأزمة الراهنة انقلب أكثر من مرة على اتفاق مع المعارضة يضمن انتقالاً سلمياً للسلطة، أعلن أكثر من مرة قبوله بشروط المعارضة، وبما اقترحته لجنة العلماء، ثم تراجع بين ليلة وضحاها. نحن في القيادة العسكرية المؤيدة ثورةَ الشباب لا نطلب السلطة كما يعتقد ويقول، أنا شخصياً أعلنت وأكدت أن حل مشاكل اليمن هو بانتقال إلى دولة مدنية حديثة، بأن ينتهي حكم العسكر، هذا موقفي، وبالتأكيد موقف كل القيادات العسكرية، نحن نؤمن بأن القوات المسلحة يجب أن تقف على الحياد وأن تؤدي مهامها وفقاً للدستور بعيداً من ميدان السياسة، ولا أكشف لك سراً بأن الرئيس كان وافق على التنحي والرحيل بحضور السفير الأميركي في صنعاء في منزل نائب الرئيس الأخ عبد ربه منصور هادي، وكنت حاضراً، بعد أيام قليلة على إعلان تأييد الثورة ومطالب الشباب السلمية، يومها وفي وجود قيادات في الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة قال لي إنه لن يرحل من دوني، فأجبته من دون تردد أنا موافق ونرحل سوياً، كان ذلك الاتفاق، ثم في مساء الخميس وفي صباح اليوم التالي تراجع، ووضع شروطاً جديدة لإفشال الاتفاق. إن المبادرة الخليجية، التي تبنّتها دول مجلس التعاون لحل الأزمة جاءت من منطلق حرص الأشقاء على أمن واستقرار ووحدة اليمن، ومن حرصها على تحقيق خروج مشرف وآمن للرئيس من السلطة، وبحيث لا تتم مصادرة طرف على حساب طرف آخر، وهو من دعا إلى تدخل دول الخليج وطلب وساطتهم، وهو من وعد الأميركيين والأوروبيين عبر سفرائهم بالتعاطي الإيجابي مع المبادرة الخليجية، ثم رفض التوقيع عليها ثلاث مرات، وفي آخر مرة هو من دعا الوسيط الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون إلى العودة وزيارة صنعاء لكي يوقع على اتفاق المبادرة بعد إجراء التعديلات التي طلبها، وعلى رغم أن أحزاب المعارضة استجابت لجهود الأشقاء الخليجيين، والأصدقاء في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلا أنه في المرة الأخيرة رفض التوقيع بعدما حرض مئات المسلحين من «البلاطجة» لمحاصرة السفارة الإماراتية لكي يبرر للوسيط أن رفضه التوقيع كان نزولاً عند رغبة الشعب، على رغم أن الحزب الحاكم وقع الاتفاق، بعد المعارضة، يومها شعرت وكل أبناء اليمن بحرج من هذه التصرفات التي لا تليق بنا كيمنيين ولا بأخلاقنا ولا بالأعراف والتقاليد المتبعة مع الوسطاء.

وهنا أود أن أعبر عن تقديري للجهود التي يبذلها أشقاؤنا في الخليج، والأصدقاء من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي لحل الأزمة اليمنية، وأشكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي على صبره وتحمله متاعب التفاوض مع كل الأطراف، وخصوصاً مع الطرف الأساسي المتمثل في شخص الرئيس.

قلق شباب الثورة

> تأييدك الثورة السلمية يثير مخاوف الشباب من عسكرة الثورة واحتمال توجهها إلى حكم عسكري جديد وليس إلى دولة مدنية كما يحلم شباب الثورة ما هو ردكم؟

- منذ اللحظة الأولى لإعلان تأييدنا ثورة الشباب السلمية أعلنت التزامي دعمهم في تحقيق هدفهم الأساسي وهو إقامة دولة ذات حكم مدني يعود العسكر فيها إلى ثكناته وتصبح مهمة الجيش فيها بالفعل حماية الشرعية بعيداً من التنافس السياسي، ومن خلال صحيفة «الحياة» أعيد تأكيدي على هذا الأمر. أنا شخصياً لا طموح لدي للحكم خصوصاً أنني بلغت السبعين من العمر كما أنني أثق بأن جميع القادة العسكريين الذين أعلنوا تأييدهم ثورة الشباب لا طموحات سياسية لديهم بل إنهم مثلنا جميعاً يحلمون بإقامة الحكم المدني الذي يؤسس دولة النظام والقانون والعدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان. لقد تعبنا من الأنظمة العسكرية التي أثبتت فشلها في تحقيق هذه الأهداف النبيلة، نحن قمنا وسنظل نقوم بواجبنا في حماية ثورة الشباب السلمية ومساندتها حتى اقتلاع هذا النظام المستبد وتحقيق طموحات الشباب وتطلعات الشعب.

> أنت متهم بقربك من حركة «الإخوان المسلمين» وحزب الإصلاح، وهو ما يثير مخاوف الشركاء السياسيين في الداخل خصوصاً لدى أطراف «اللقاء المشترك» وحتى مخاوف في المحيط الإقليمي والدولي من سيطرة الإسلاميين على الحكم في اليمن بعد رحيل صالح، كيف تردون على هذه المخاوف والحسابات؟ وما هي طبيعة العلاقة بينك وبين الإصلاح؟ وما هو في تصورك لشكل النظام المقبل؟

- بحكم طبيعتي كرجل عسكري لم يكن لدي أي انتماء حزبي، إلا قبل الوحدة فقط عندما كنت عضواً في المؤتمر الشعبي العام، أما بالنسبة لعلاقتي بالإخوان قبل «الوحدة والإصلاح» بعد الوحدة علاقة قائمة على الاحترام والتقدير مع هذا الحزب، وكذلك الحزب الاشتراكي اليمني والحزب الناصري، والأحزاب كافة تربطني بها علاقة جيدة قائمة على التقدير والود والاحترام، وبحكم علاقتي بالأحزاب السياسية وأحزاب «اللقاء المشترك» وقياداته ظللت طوال الفترة الماضية أحاول إعادة التفاهم بينها وبين صالح من دون فائدة.

أنا هنا أؤكد أننا جميعاً في الجيش وأحزاب «المشترك» ومنظمات المجتمع المدني نقف كلنا مع الشباب في ثورتهم السلمية حتى تحقيق كامل أهدافها باقتلاع هذا النظام المستبد وإقامة نظام جديد يقوم على حكم مدني يديره شباب الثورة لأنني أدرك يقيناً أن الأوان قد آن لجيلنا أن يتقاعد فقد خلق هذا الشباب لزمان غير زماننا.

> أحزاب المعارضة وجهت قبل أيام رسالة إلى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أكدت فيها أن المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة في اليمن انتهت برفض صالح التوقيع عليها للمرة الثالثة، وكانت دول الخليج علقت المبادرة، غير أنها أبدت استعدادها لاستئناف جهودها بين أطراف الأزمة اليمنية، في رأيكم ما هو المخرج الآمن لليمن من هذه الأزمة؟

- للأسف علي صالح أصبح مكشوفاً للداخل والخارج بأنه مراوغ، ومغامر ولا يهمه غير البقاء على كرسي الحكم حتى لو تدمر البلد، نحن كقيادات عسكرية مؤيدة للثورة الشبابية والشعبية السلمية نراهن على هذه الثورة وعلى إرادة الشعب في إجبار علي صالح على الرحيل وتفويت الفرصة على مخططاته، ومغامراته الكارثية، وفي اعتقادي أن استمرار هذه الثورة على نهجها السلمي كفيل بإجباره على الخضوع عند إرادة الشعب الذي يتطلع إلى مستقبل يسود فيه الاستقرار والازدهار، كما أننا نعقد آمالاً عريضة على الأشقاء والأصدقاء لمواصلة الضغوط عليه وإجباره على التسليم بخيار الرحيل الفوري.

«القاعدة»

> هناك قلق لدى دول الجوار الخليجي، خصوصاً في السعودية، من أن يؤدي تنحي الرئيس صالح إلى انزلاق اليمن للفوضى، والحرب الأهلية، وبالتالي يُشكل تهديداً لأمنها ومصالحها؟

- هذه المخاوف يثيرها علي صالح، وأشقاؤنا في الخليج وغيرهم، والسعودية تحديداً يعرفون تماماً أن بقاءه في الحكم هو ما يثير القلق، إنه يحاول دائماً الاستفادة من إنتاج الأزمات في الداخل لابتزاز الخارج، وهو يدعي بأنه صمام أمان لليمن ولدول الجوار، وهذا كذب، وهنا أود تأكيد أن اليمن بعد رحيل صالح سيكون أكثر أمناً واستقراراً، ومصدر أمن واستقرار المنطقة كلها.

> لكن هناك ملفات عالقة ومهمة بالنسبة للجوار الخليجي، والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، تتمثل في ملف تنظيم «القاعدة» الذي يمسك بزمامه الرئيس صالح، وكذلك «قضية الجنوب»، هناك مخاوف على الوحدة اليمنية بعد رحيله، إضافة إلى ملف التمرد الحوثي في صعدة المتاخمة للحدود السعودية.

- دعني أوضح لك بأن علي صالح يعمل منذ زمن بعيد على ترتيب ملفات لقضايا تهم الخارج لكي يستعملها فزاعة، وهو يحاول أن يكسب من خلالها ثقة الخارج ودعمه، ومنها ملف تنظيم «القاعدة» في اليمن.

الحقيقة أن تنظيم «القاعدة» خدم مآرب علي صالح وأهدافه واستغل التنظيم هذا التكتيك جيداً لكي يوسع من نطاق وجوده في بعض المحافظات، وينفذ عمليات «إرهابية» فيه ليعلن عن وجوده، وعلى رغم أن معظم تلك العمليات استهدف جنوداً في الجيش، وعناصر في الأمن، ومباني ومراكز حكومية، استفاد عناصر «القاعدة» من ضعف الدولة وترددها في قمعهم والحد من نشاطهم ومن مآرب علي صالح لجعلهم فزاعة للأطراف الخارجية، وسيُدرك الجميع بعد رحيل صالح أن أسطورة «القاعدة» في اليمن لم تكن بهذا الحجم، وعندما ينتقل اليمن إلى الدولة المدنية الحديثة، ويسود القانون، وتتحقق العدالة والمواطنة المتساوية، ويصبح القضاء نزيهاً، والاقتصاد الوطني ثابتاً ومتطوراً وناجحاً، فلن يصبح لـ «للقاعدة» وجود في اليمن، خصوصاً أن الشعب اليمني يرفض الإرهاب بكل أشكاله وصوره وينبذ التطرف ويؤثر الوسطية والاعتدال، ولا يقبل على نفسه أن يكون مصدر قلق للآخرين، أشقاء وأصدقاء.

> الرئيس وجه اتهامات مباشرة لكم وللوحدات العسكرية التي أيدت ثورة الشباب بأن هذه القيادات والوحدات توجد فيها عناصر «إرهابية» تابعة لـ «القاعدة»، وتحتضن عناصر متطرفة ما هو ردكم؟

- إنه يكذب، ثم يكذب، ثم يكذب، ولن يصدقه أحد، لقد قال إن هناك عناصر «إرهابية» بين صفوف الشباب المعتصمين في ساحات التغيير، وهو يستخدم مثل هذه الاتهامات ليثير قلقاً هنا، ومخاوف هناك، والكل يعرف أن بعض العناصر «الإرهابية» موجود ضمن حراساته الخاصة، لقد ظهر معه وإلى جانبه في أكثر من مناسبة، وللعلم إن الجماعات الإرهابية التي يخوف بها الداخل والخارج يُشرف عليها نجلا أخيه قائد حرسه الخاص طارق محمد صالح، ووكيل جهاز الأمن القومي عمار محمد صالح، أما القوات المسلحة والأمن فهي مؤسسة وطنية تبعث على الفخر عند كل يمني، وعلي صالح بهذه الاتهامات يسيء لنفسه، حين يعتقد أنه يسيء إليها.

> هل تعتقد بأن لدى قوى المعارضة، وحركة الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس صالح رؤية بعينها تضمن بقاء اليمن موحداً نظراً لارتفاع سقف مطالب الجنوبيين في السنوات الأخيرة إلى المطالبة بالانفصال، وحق تقرير المصير، واستعادة دولة الجنوب؟

- اليمن بعد رحيل صالح، وانتصار الثورة السلمية سيكون أكثر توحداً، والدولة اليمنية المدنية الحديثة كفيلة بتحقيق مطالب اليمنيين في الشمال والجنوب، ولا خيار في ذلك سوى فتح صفحة جديدة تلبي مصالح اليمنيين وطموحاتهم وتتعاطى بوضوح وإيجابية مع قضاياهم، خصوصاً في المحافظات الجنوبية والشرقية التي عانت من الظلم، وأصاب أبناءها اليأس والقنوط من فساد النظام وأكاذيبه وألاعيبه، ومغامراته، أعتقد أنه سيكون هناك حوار مع كل القوى الوطنية من أبناء هذه المحافظات في الداخل، والخارج، لا يستثني أحداً، ولا يقصي أحداً.

أنا لا أقول كلاماً للاستهلاك، إنما أستند إلى حقائق وبراهين واقعية لعل أهمها ما حدث ويحدث في المحافظات الجنوبية والشرقية بعد اندلاع ثورة التغيير الشبابية السلمية، لقد اختفت الشعارات المطالبة بالانفصال، وبدلاً عنها ارتفعت أعلام الجمهورية اليمنية وشعارات مطالبة بإسقاط النظام ورحيل صالح، توحدت مشاعر اليمنيين وطموحاتهم وهمومهم في ساحات التغيير وميادين الاعتصامات شمالاً وجنوباً.

> لكن الرئيس أعلن مراراً أن رحيله يعني تفكك اليمن إلى دويلات، وقال أن تنظيم «القاعدة» لن يسقط إنما ستسقط محافظات بيده وسمى أبين، وشبوة، ومأرب، وحضرموت، والجوف، وهي محافظات تُعد ملاذاً آمناً لعناصر «القاعدة»، هل يمكن أن يتم ذلك؟

- بعد خطاب علي صالح، الذي تحدث عن سقوط محافظات بيد «القاعدة» انظر ما الذي حدث، لقد سلم النظام محافظة أبين للعناصر «الإرهابية» المسلحة، كانوا يهاجمون وينسحبون في الماضي، هذه المرة يهاجمون مديرية جعار، والقوات العسكرية والأمنية هي التي تنسحب من معسكراتها ونقاطها ومواقعها، ثم يدخلون زنجبار من دون مقاومة، واستولوا على أسلحة الأمن المركزي، وثكنات الجيش، وبسطوا نفوذهم وسيطرتهم على عاصمة المحافظة، القوات العسكرية والأمنية انسحبت بأوامر عليا، إن علي صالح يتحدث عن أمور يخطط لها فعلاً، وأنا أخشى أن يسلم النظام المحافظات التي ذكرها الى العناصر «الإرهابية»، والجماعات المسلحة الأخرى، وقطاع طرق، ان اليمن سيبقى موحداً والشعب اليمني وثورته السلمية سيسقطون مخططات التخريب، وسيتصدون لمغامرات علي صالح في إدخال اليمن في حرب أهلية، وفوضى عارمة، لن تكون هناك حرب أهلية في اليمن على رغم أنه أشعل فتيلها بالعدوان الإجرامي على منزل الشيخ صادق الأحمر، وقتل الأبرياء من المواطنين، ودمر المنازل والمنشآت الخاصة، والعامة، لكي يشعل حرباً أهلية، ان الجميع مدرك لخطورة مغامراته، ولن يتمكن من استدراج اليمنيين ولا قبائل اليمن، ولا جيش اليمن وقواته المسلحة إلى حرب أهلية مهما حاول ومهما بلغت أساليبه الاستفزازاية.

http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/276683

عبدالله البلعسي 2011-06-12 12:12 AM

ثورة اليمن... هل لا تزال سلمية رغم المواجهات المسلحة في صنعاء وتعز؟
الأحد, 12 يونيو 2011

صنعاء - خالد الهروجي
عندما خرج شباب اليمن إلى الشوارع والميادين في 11 شباط (فبراير) الماضي، للاحتفال بنجاح الثورة المصرية، واجهتهم قوات الأمن التي كانت على أهبة الاستعداد، ومعها عناصر مدنية تنتمي الى «حزب المؤتمر الشعبي العام» (الحاكم)، بالعصي والهراوات وأعقاب البنادق التي انهالت على أجساد كثيرين من الشباب بكل قسوة. يومها تحول الاحتفال بنجاح الشباب المصري في إسقاط الرئيس حسني مبارك، مناسبة لإشعال شرارة ثورة عربية جديدة، وهذه المرة في اليمن، الذي لا تخلو منازله في الأرياف والمدن من الأسلحة بكل أنواعها وأحجامها، وأقل ما يمكن أن يكون متوافراً من الأسلحة في المنازل اليمنية هو (المسدس والكلاشنيكوف)، إلى جانب السلاح الأبيض طبعاً والمتمثل في «الجنبية».

وعلى رغم هذه المعطيات وسهولة الحصول على الأسلحة لتوافرها في الأسواق لمن لا يمتلكها، وتمسك اليمنيين بانتماءاتهم القبلية، إلا أن شباب اليمن ورجاله الذين قرروا السير على درب الثورة ضد نظام الحكم، خرجوا إلى ساحات وميادين التغيير والحرية، بعد أن رفعوا أصابعهم عن الزناد ووضعوا أسلحتهم جانباً.

ولكن، هل لا تزال الثورة الشبابية الشعبية في اليمن سلمية بعد كل الاشتباكات العنيفة التي شهدتها صنعاء بين القوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، وأتباع زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر لأكثر من أسبوعين، وما يحدث في مدينة تعز من تدخل لرجال القبائل في أعقاب المجزرة الدموية التي ارتكبتها قوات من الأمن والحرس الجمهوري أخيراً عند اجتياحها ساحة الحرية التي يعتصم فيها الشباب منذ أربعة أشهر مضت، وإحراقها خيم المعتصمين، ثم الهجوم الذي تعرض له مسجد النهدين داخل دار الرئاسة، لحظة وجود الرئيس اليمني وكبار مسؤولي الدولة فيه لأداء صلاة الجمعة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى، وإصابة غالبية من كانوا في المسجد وفي مقدمهم الرئيس صالح، بإصابات بعضها بالغة الخطورة، ثم هل ستستمر سلمية الثورة حتى يتحقق هدف إسقاط النظام ورحيل الرئيس عن الحكم؟

يؤكد شباب الثورة المعتصمون في ميادين وساحات التغيير والحرية في عموم المحافظات اليمنية، أن ثورتهم بدأت سلمية وستبقى سلمية حتى يتحقق لها النصر، وهو ما شددت عليه مواقفهم المعلنة من التطورات الجارية في اليمن، وقال عدد من التحالفات الموجودة في ساحة التغيير بصنعاء، وفي مقدمها التحالف المدني للثورة الشبابية، وكتلة الشباب والتغيير، وتكتل شباب الأمة، ومجلس الشباب الديموقراطي المستقل، وائتلاف عمال اليمن الأحرار في بيان مشترك في شأن المواجهات التي وقعت في صنعاء إن سلمية الثورة مبدأ وليست تكتيكاً وأنها تدين «محاولة النظام الفاسد اليائسة جر البلاد إلى حرب أهلية وإدخال الآلة العسكرية إلى المدن واستخدام القوات المسلحة والأمن خارج مهماتها الأساسية ومن أجل خدمة أشخاص ضد مصلحة الشعب اليمني وأمنه».

وناشد البيان الصادر باسم شباب الثورة المعتصمين في ساحات وميادين الحرية والتغيير، «إخوانهم من أفراد وضباط القوات المسلحة والأمن عدم الاستجابة لأية أوامر تدعوهم إلى الاقتتال ومواجهة الشعب وثورته السلمية»، كما دعت اللجنة التنظيمية في ساحة التغيير في صنعاء الشعب إلى رفض مساعي الرئيس صالح لجر البلاد إلى حرب أهلية ورفض كل الممارسات التي تقوم بها قوات الأمن والتي من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار. وقال الناشط في ساحة التغيير عبدالسلام عبدالله: «نؤكد للمجتمع الدولي أن الثورة في اليمن سلمية ولا تزال ولا يمكن جر شباب الثورة إلى العنف»، وأكد لـ«الحياة» أن المواجهات التي حدثت في صنعاء بين القوات الموالية للرئيس صالح وأتباع الشيخ صادق الأحمر، «ليست لها علاقة بالثورة الشبابية، وإن كان أبناء الأحمر أعلنوا تأييدهم للثورة، لأن أسباب المواجهات المسلحة بين الطرفين شخصية، وكان الرئيس يهدف من خلالها إلى جرنا إلى مربع العنف، ولكنه فشل في مسعاه».

الموقف نفسه أكده الشيخ صادق الأحمر في أكثر من مناسبة، وقال ان الهجوم الذي شنته القوات الموالية للرئيس على منزله، وما تلا ذلك من مواجهات ليست لها علاقة بالثورة السلمية، في حين اعتبرتها أحزاب المعارضة في «تكتل اللقاء المشترك» تطوراً خطيراً لمسار الأزمة في البلاد، وقال في بيان صادر عن اجتماع استثنائي لمجلسه الأعلى أن نظام الرئيس صالح يصر على الزج بالبلاد في أتون حرب أهلية، في محاولات بائسة وسعي مستميت لحرف مسار الثورة عن خطها ونهجها السلمي، وجدد المجلس تأكيده لسلمية الثورة ورفض العنف، محملاً «النظام المسؤولية الكاملة عن ممارسات العنف والاقتتال، وافتعال المعارك والحروب بين اليمنيين، ودعت أحزاب المعارضة الشعب بكل فئاته وشرائحه وقواه السياسية والاجتماعية للالتفاف حول ثورتهم السلمية، وقطع الطريق على كل محاولات الزج باليمنيين في الاقتتال، كما طالب المجتمع الدولي دعم الشعب اليمني وحقه في التغيير وبناء دولته المدنية».

وفي مدينة تعز قالت مصادر محلية لـ «الحياة» أن القبائل المسلحة الموالية للثورة الشبابية السلمية - أو ما بات يطلق عليها صفة قوات «صقور الحالمة» وهو الاسم الرديف لتعز - تدخلت لحماية المحتجين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، بعد أن تعرضت بعض هذه الممتلكات للعبث وأعمال الفوضى والنهب والتدمير من قبل مجاميع مسلحة تابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم)، بهدف إثارة الفوضى في المدينة والخوف في نفوس السكان، وبالتالي القضاء على الاحتجاجات الشبابية الشعبية في المدينة، وأكدت المصادر أن تدخل رجال القبائل الداعمين للثورة وما حدث من مواجهات بينهم وقوات الأمن والحرس الجمهوري، لم يتم إلا بعد إفراط قوات الرئيس في التنكيل بالشباب المعتصمين وقتل مئات الشباب المشاركين في الاحتجاجات السلمية.

وشددت المـــصادر على أن «الثورة سلمية وستبقى كذلك، ومهمة رجال القبائل التي تكمن في الدفاع عن النفس وحماية المتظاهرين السلميين، الذين قتل منهم في تعز وحدها قرابة 200 شخص وجرح مئات بالرصاص المباشر، إضافة إلى حمــاية الأحــياء الســكنية والمقار الحكومية التي طاولها العبث المنظم، وهذه المهمة النبيلة لا تتناقض مع سلمية الثورة، ولا تنقلها إلى مربع العنف والثورة المسلحة».

المحامي غازي السامعي دعا في حديث إلى «الحياة» عبر الهاتف من مدينة تعز، إلى التفريق بين من يحمل السلاح ومن يحتج سلمياً، وقال: «الشباب بدأوا ثورتهم بشكل سلمي ويتمسكون بسلمية الثورة على رغم كل ما تعرضوا له من البطش والقتل طيلة أربعة أشهر مضت، ولم يفكروا في اللجوء للكفاح المسلح، ولم يحدث أن حمل السلاح أو لجأ إلى العنف، أي من الشباب المعتصمين والمطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح عن الحكم، وبعد اقتحام ساحة الحرية، تداعى مشايخ تعز وتعهدوا الدفاع عن المعتصمين وحماية المدينة، ولهذا حمل أتباع المشايخ السلاح ومعهم الضباط والجنود المنشقون عن الدولة والمؤيدون للثورة، وهؤلاء هم الذين يقومون بمهمات الدفاع عن المعتصمين وحماية المدينة من العبث».

وأكد السامعي أن ما يحدث في مدينة تعز من مواجهات بين رجال القبائل والقوات الموالية للرئيس صالح، لا يتناقض مع سلمية الثورة لأن من يحملون السلاح هم مناصرون للثورة وليسوا ثواراً حقيقيين. ورأى «أن الدفاع عن النفس والمال والعرض واجب شرعاً، وليس فقط أمراً مشروعاً، والدفاع هنا يتم بمختلف الوسائل المتاحة، وبما يتناسب مع الفعل العدواني ويكفل ردعه».

أما الناشط الحقوقي محمد الأحمدي فيقول إن الثورة في اليمن أصبحت ذات شقين: «سلمي ويتمثل في الشباب المرابطين في ساحات الاعتصام، ومعهم قوات الجيش التي أعلنت تأييدها للثورة السلمية وعلى رأسها اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة المدرعة الأولى والتي لا تزال مهمتها حتى الآن حماية ساحة الاعتصام بصنعاء، والشق الثاني للثورة هو الانتفاضة المسلحة، وقد انطلـــقت شـــرارتها الأولى بين القوات الموالية لصالح وأتباع أنجال الشيخ الأحمر زعماء قبيلة حاشد، وكادت تتسع وتأخذ أبعاداً خطيرة وكارثية، لولا أن هجوم قصر الرئاسة قطع دابرها»، ويرى الأحمدي في حديث الى «الحياة» أن «هذه الحرب وإن غلب عليها طابع الثأر الشخصي بين الرئيس صالح وأولاد الشيخ الأحمر، إلا أنه لا يمكن إنكار صلتها من قريب أو بعيد بالاحتجاجات المطالبة بــرحيل الرئيس عن الحكم».

ويعتقد الأحمدي أن الاشتباكات المتقطعة التي تدور في مدينة تعز بين القوات الموالية للرئيس وبين رجال القبائل الذين تعهدوا حماية المعتصمين ربما تكون أكثر وضوحاً وقرباً من الانتفاضة المسلحة في صورتها من الأحداث التي هزت حي الحصبة في العاصمة صنعاء، ويقول: «الغريب في الأمر أن نظام صالح الذي هدد مراراً وتكراراً بحرب أهلية، لم يكن يتوقع على ما يبدو أن ألسنتها سـتلسعه، بصرف النظر عن الغموض الذي لا يزال يكتنف الهجوم الذي استهدفه في عقر داره، والحقيقة أن الرئيس صالح وقد اخفق في جر الشباب المعتصمين في الساحات إلى مربع الـعنف، على رغم الـقـمع الـشـديد الذي مارسه ضدهم، لم يكن يتوقع على ما يبدو أنه لن يكون بمنأى عن نيران كثيرة ومختلفة لم تأت من الساحات حتى يتعامل مع المعتصمين فيها كخارجين عـن النـظام والـقانون وإنما من جهات أخرى، لا نعرف من هي».

ويرى الباحث والسياسي عبدالله المتوكل أن ثورات الربيع العربي اليوم واليمن في مقدمها، لا تحتاج للسلاح بقدر حاجتها للتأييد الجمعي، ويقول: «الشعوب العربية حققت لذاتها مكسباً أعتبره أغلى وأهم ما يمكن أن يسعى إليه أكثر النخب والقيادات الإصلاحية إخلاصاً لشعوبها، ولا أقول إن الفضل في ذلك يعود إلى ما ابتليت به من أنظمة حكم اتصفت بكل أنواع وأشكال السوء والجهالة، ولكني أجزم بأنه لولا هذه الأنظمة وطول بقائها لما وصلت هذه الشعوب إلى ما وصلت إليه من وعي وإدراك وقناعة وفي شكل «جماعي» تبددت أمامه أسباب الاختلاف الطبيعية في التعامل مع الشأن السياسي، لنجد الشعوب تهب كتلة واحدة لتحقيق هدف واحد هو الخلاص من الحمل الذي نكبت بثقله عقوداً من الزمن».

ويقول المتوكل إن التاريخ يحفظ في ذاكرته العديد من الثورات التي حدثت على امتداد الزمان والمكان، ومن المعلوم أن معظم تلك الثورات اضطرت النخب والقيادات السياسية التي قادت أو وجهت تلك الثورات إلى عبور الطريق العنفي أياً كان شكله في سبيل تحقيق النجاح للأهداف النبيلة للثورة»، ويعتقد المتوكل أن هذا العبور الاضطراري لطريق العنف «يرجع لسبب مهم إن لم يكن وحيداً، وهو أن هذه القيادات إما أنها لم تمتلك المنطق الكافي لخلق إجماع شعبي بسلامة وضرورة وإمكان نجاح الثورة، أو أن تلك الشعوب كانت تعاني من القصور الفكري والمعرفي، ما أدى إلى الانقسام، ليكون اللجوء لاستخدام القوة ضرورة لا مفر منها لنجاح الثورة وتحقيق أهدافها، وفي حال الشعوب العربية اليوم فإن الإجماع هو سيد الموقف باعتباره أهم مكتسبات حقبة الأنظمة الفاسدة».
http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/276916

عبدالله البلعسي 2011-06-12 12:15 AM

تضارب بشأن صحة صالح



الرئيس صالح في صورة التقطت أواخر الشهر الماضي (رويترز-أرشيف)


تضاربت الأنباء بشأن صحة الرئيس علي عبد الله صالح، فبينما نقلت رويترز عن سفير اليمن في لندن عبد الله علي الراضي أن الرئيس صالح في حالة مستقرة، قال مصدر يمني في الرياض إنه ما زال في وضع "صحي سيئ".



وقال علي الراضي لرويترز إن صالح يتعافي من جروح أصيب بها في هجوم على قصره، وهو واع ويتحدث ويرقد حاليا في جناحه بالمستشفى ولم يعد في العناية المركزة.



وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصدر يمني في العاصمة السعودية الرياض أن الرئيس صالح ما زال في وضع "صحي سيئ"، وأكد أنه يعاني من "مشاكل في الرئة والتنفس"، ويحتاج لوقت أطول في مرحلة التعافي.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "ما يؤكد ذلك منع العديد من الوزراء اليمنيين الذين حاولوا زيارته ورفض طلبهم".

وفيما يتعلق بالمسؤولين الآخرين الذين أصيبوا مع صالح في قصف استهدف القصر الرئاسي بصنعاء الجمعة قبل الماضي، قال المصدر إن "حالة رئيس الوزراء علي مجور تتجه نحو الأسوأ ومعه رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني"، وأوضح أنهما "شوهدا والضمادات البيضاء تلف جسديهما بشكل كامل بحيث لا يرى منهما شيء"، كما توجد معلومات بأن الحادث ألحق أضرارا بقدرتهما على الإبصار.

وكان الرئيس اليمني قد غادر العناية الفائقة بأحد مستشفيات الرياض الخميس بعد "نجاح" عملية جراحية خضع لها، في حين وصف مسؤول سعودي الحالة الصحية للرئيس بأنها أصبحت "مستقرة"، قائلا إن المعلومات الصحفية عن تدهور وضعه "لا أساس لها".

يذكر أن 11 شخصا لقوا مصرعهم في القصف الذي تعرض له مسجد القصر الرئاسي في الثالث من الشهر الجاري في خضم الصراع بين القوات الحكومية ومسلحين مناصرين للشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد النافذة التي ينتمي إليها الرئيس صالح.

من الداخل
واتهمت السلطات مناصري الأحمر بالمسؤولية عن القصف، لكن وكالة الصحافة الفرنسية تنقل عن مكتب "ستراتفور" الأميركي للشؤون الاستخبارية أن الانفجار نجم عن قنبلة وليس قصفا بقذيفة هاون، وهو ما يعني أن الأمر ربما كان محاولة اغتيال دبرها أشخاص من داخل النظام.

وبنى الخبراء الأميركيون استنتاجهم على تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج، حيث أظهرت أن قوة الانفجار دفعت بحجارة المسجد ونوافذه إلى الخارج أكثر منها إلى الداخل، وهو ما يعني أن الانفجار كان عملا من داخل المسجد لا من خارجه.

من جانبه قال الصحفي اليمني نجيب اليافعي للجزيرة إن على شباب الثورة السلمية في اليمن ألا ينشغلوا كثيرا بالأنباء المتضاربة عن صحة الرئيس، معتبرا أن السلطات السعودية تسعى لاستخدام هذا الملف في الضغط على المعارضة اليمنية.

وفي تصريحات لنشرة المنتصف، حذر اليافعي من حدوث "انقلاب عسكري"، وأكد أن أولاد الرئيس يسعون لتشكيل مجلس عسكري ينقلب على عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس وكذلك على المعارضة التي تقع تحت ضغط مزدوج من جانب السعودية والولايات المتحدة.

وأضاف اليافعي أن على شباب الثورة ألا ينتظروا اللقاء المشترك أو المجتمع الدولي، وطالب بضرورة الضغط من أجل تشكيل مجلس انتقالي يتولى إدارة شؤون البلاد، وهو الغرض الذي خرجت من أجله مظاهرات في مختلف المدن اليمنية أمس الجمعة

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/E...GoogleStatID=1

عبدالله البلعسي 2011-06-12 12:16 AM

مطالب بالإسراع للانتقالي ورفض لصالح



معارضو صالح جددوا رفضهم المبادرة الخليجية وطالبوا بتسريع خطوة المجلس الانتقالي (الجزيرة)

طالب متظاهرون في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، بسرعة تشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد، في حين كشف قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء الركن علي محسن الأحمر الذي انضم للثوار، أنه نصح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالاستقالة.

وبعد يوم من مظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من المعارضين في 17 محافظة يمنية، فيما سموه "جمعة العهد لأهداف الثورة"، خرج متظاهرون اليوم بمدينة المكلا مشددين على أنهم لن يقبلوا بعودة الرئيس صالح إلى اليمن إلا لمحاكمته.


وقد نظمت المظاهرات أمس عقب صلاة الجمعة للمطالبة باستكمال أهداف الثورة، والتأكيد على رفض إحياء المبادرة الخليجية.

وفي ضاحية دمت (محافظة الضالع) أكد الآلاف الذين شاركوا في مسيرة رفضهم أي مبادرة أو تدخل دولي أو إقليمي، وأدانوا ما سموه أعمال البلطجة وإقلاق السكينة العامة من قبل الموالين لصالح بإطلاق النار في آخر الليل في العاصمة صنعاء والمحافظات.

وفي ضاحية جبن بالضالع، خرج الآلاف في مسيرة قبيل صلاة الجمعة للمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي، كما خرج الآلاف في ضاحية كرش بمحافظة لحج عقب صلاة الجمعة مطالبين من تبقى من النظام بالانضمام للثورة ومحاكمة كل من تسببوا في قتل المعتصمين.



صور الرئيس اليمني والعاهل السعودي في مسيرة مؤيدة لصالح (الجزيرة)
مقابل هذه المظاهرات نظم مناصرو صالح أمس تجمعا في "جمعة الوفاء للقائد" بميدان السبعين القريب من القصر الرئاسي، وطالبوا بمحاكمة من دبر ما سموها "عملية اغتياله" يوم الجمعة الماضي مع أركان حكمه.

وقال الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أحمد عبيد بن دغر في كلمة أمام المحتشدين إن "من دبر عملية الاغتيال كان يريد الإطاحة باليمن ورئيسها الذي وحّد البلاد ومؤسساتها وعزّز اللحمة الوطنية".

نصيحة الأحمر
من جهة أخرى قال قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء ركن علي محسن الأحمر الذي انضم للثوار في لقاء مع صحيفة الحياة اللندنية إنه كان نصح الرئيس صالح بالاستقالة.

وكشف الأحمر أنه كان حضر قبل يومين من مذبحة "جمعة الكرامة" اجتماعا مع صالح وقال له "المعارضة تريد رحيلك"، وأضاف "قلت لصالح، إذا أردت رأيي لو كنت مكانك لأعلنت استقالتي ورحلت آمنا مطمئناً وسلمت للشعب بلدا موحداً ومستقرا.. سيحترم الجميع خيارك وسيذكرك التاريخ في أنصع صفحاته زعيماً وطنياً موحداً".


اللواء علي محسن الأحمر قال إنه نصح صالح بالاستقالة (الجزيرة)
وأدان اللواء الأحمر التفجير الذي استهدف قصر الرئاسة الذي أسفر عن إصابة صالح وعدد من المسؤولين.


وعبر عن قناعته بأن "صالح لم يتعظ من السير السابقة والمتغيرات المعاصرة، ولا يؤمن بتقلبات الأحداث، يصر على رأيه ولا يقبل برأي غيره، حتى وإن انفضّ الجميع من حوله". وأعرب الأحمر عن تقديره لجهود مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي لحل الأزمة اليمنية.

وأضاف المسؤول العسكري "المؤسسة العسكرية ملك الوطن وأهم مكاسب الشعب وفي طليعة منجزاته، وبالتالي فهي تنحاز إلى إرادة الشعب وتطلعاته في بناء الدولة الحديثة، وسيبقى ولاؤها المطلق لليمن ولا يمكن أن يتحول للحاكم أو لفئة بعينها، وبالتالي كانت ولا تزال وستبقى المؤسسة العسكرية اليمنية خالصة الولاء للشعب والوطن".

وأكد أن الثورة تريد إعادة البلاد إلى مربع الاستقرار والوحدة والديمقراطية، التي شدد على مشروعيتها، "خصوصا أن اليمن أصبح في السنوات الأخيرة محاصرا بأزماته الداخلية".
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/7...26B502A07A.htm

عبدالله البلعسي 2011-06-12 12:18 AM

العربية
نفى طبيب معالج للرئيس اليمني لقناة العربية صالح حدوث أي إصابة أو نزيف في دماغ علي عبد الله صالح.

وكان مصدر يمني في الرياض ذكر في وقت سابق أن الرئيس اليمني لايزال في وضع "صحي سيء"، مؤكداً أنه يعاني من "مشاكل في الرئة والتنفس" ويحتاج لوقت أطول في مرحلة التعافي.

وقال المصدر، طالباً عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس: إن "ما يؤكد ذلك منع العديد من الوزراء اليمنيين الذين حاولوا زيارته ورفض طلبهم".

وبالنسبة للمسؤولين اليمنيين الآخرين الذين أصيبوا مع صالح، ذكر المصدر أن "حالة رئيس الوزراء مجور تتجه نحو الأسوأ ومعه رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني"، موضحاً أنهما "شوهدا والشاش الأبيض يلف جسديهما بشكل كامل بحيث لا يُرى منهما شيء". وأشار الى معلومات عن "إصابة نظرهما بأضرار نتيجة الحادث".

وقد خرج صالح من العناية الفائقة في أحد مستشفيات الرياض الخميس بعد "نجاح" عملية جراحية خضع لها.

كان مسؤول سعودي أعلن الأربعاء الماضي أن الحال الصحية للرئيس اليمني أصبحت "مستقرة"، واصفاً معلومات صحافية عن تدهور وضعه بأنها "لا أساس لها".

وأصيب صالح في الثالث من يونيو/حزيران الحالي بقذيفة سقطت على مسجد القصر الرئاسي خلال صلاة الجمعة.

وقال مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية إن الهجوم تم بعبوة ناسفة زرعت داخل المسجد.

وإلى ذلك، أفاد تقرير لوكالة الأنباء السعودية "واس" بأن الجرحى اليمنيين يتلقون العلاج في كافة مستشفيات السعودية الحكومية والخاصة.

وبلغ عدد الجرحى الذين صدرت قرارات ملكية بعلاجهم 58 مريضاً يمنياً بينهم 9 من أعضاء الحكومة و19 من أنصار صادق الأحمر الذي أعلن معارضته لصالح. كما استقبلت المستشفيات السعودية 30 مرافقاً مع الجرحى.
http://www.alarabiya.net/articles/20...11/152793.html


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.