![]() |
اقتباس:
اخي الضالع مساء الخير اولاً أسف جداً و أتمنى تتقبل اعتذاري لك اذا حصل مني اي سوى فهم و سبق واخبرني بن عطاف عنك و هنا وجدتها فرصة للاعتذار و فرصة لتعقيب على الزميل صالح اليافعي: صالح اليافعي رجل يمتلك مقومات القيادة و الكتابة ألاذعة و النقد الجريء و يجيد مخرجات الألفاظ ووضعها في مكانها الطبيعي. حول المقابلة سبق و ناقشني حولها قبل أسابيع و طرح لي الأفكار التي سيتناولها بالمقابلة و لهذا أقول لكم أنها ستكون ردود قوية و فعالة و قد تضرب مشاعره أطراف جنوبية بشكل خفيف و انا حقيقتاً معجب بتوجهاته التي تناولها معي قبل أسابيع و هذا هو العمل الصحيح على اقل تقدير في الظروف الحالية. فرصة أجدها هنا لنقل تحياتي و تقديري للأخ و الأستاذ و الإعلامي و القيادي بالحراك صالح اليافعي. نادراً للقيادي بان يجمع أو تتوفر فيه تلك الصفات التي توفرت بالأخ صالح اليافعي و هذه الصفات تتمحور في صفته الإعلامية و القيادية و مخارج الألفاظ في كتاباته و النقد الجريء و الكتابة الساخرة و ألاذعة في وقت واحد و هذه الصفة نادر ما تتوفر في الشخصية القيادية. تحية للجميع و حبية سلم عليك أخي الضالع و اكرر اعتذاري لك و أتمنى بان يلقى اعتذاري طريقة الى قلبك |
رى الكثير من المهتمين بمتابعة مسيرة الحراك السلمي الذي تشهده بعض المحافظات اليمنية في جنوب اليمن، أن البذور الأولى لظهور هذا السخط المتعاظم عند أهالي هذه المحافظات تعود إلى السنوات الثلاث الأولى لقيام دولة الوحدة اليمنية في مايو/ أيار ،1990 وبالتحديد عند مغادرة نائب الرئيس السابق حينها علي سالم البيض مدينة صنعاء واستقراره في عدن، عاصمة الجنوب قبل الوحدة، وتأزم الأوضاع بين شريكي الوحدة حد تدخل عاهل الأردن الراحل الملك حسين بن طلال وجمعه طرفي النزاع في محاولة منه لرأب الصدع، لكن الأزمة وصلت إلى ذروتها بانفجار الحرب بين الجانبين في الخامس من مايو/ أيار، وخروج علي سالم البيض وعدد كبير من قيادات الحزب الاشتراكي إلى المنافي والشتات .
وما أن وضعت الحرب أوزارها، وفي فترة ثلاث سنوات فقط تمتعت خلالها دولة الوحدة بسعادة نسبية في الأمن والاستقرار بعدما بسط الطرف المنتصر في الحرب نفوذه على كل المحافظات الجنوبية، التي كانت تقع تحت قبضة الحزب الاشتراكي، لكنها هي الفترة ذاتها التي يرى المعارضون الجنوبيون أنها السنوات التي جرى فيها التسريح القسري للجيش الجنوبي- المنهزم في الحرب - وامتد التسريح ليشمل القطاع الأمني والمدني، ويقدر عدد عناصره ب 237 ألفاً، كما شهدت السنوات التي أعقبت الحرب إطلاقاً لأيدي النافذين والقيادات العسكرية والأمنية والمدنية - أغلبهم من أنصار النظام - ممن استقطعوا آلاف الكيلومترات من أراضي المحافظات الجنوبية، خصوصاً في عدن ولحج وحضرموت وغيرها . قضية الجنوب جرح مفتوح ظل من دون علاج حتى تفاقم كل هذه الممارسات الخاطئة كانت عوامل إضافية لمزيد من السخط العارم لدى قطاع واسع في الجنوب، حيث عبر عن هذا السخط بعدد من الحركات والدعوات، منها المطالبة بإزالة آثار حرب 94 والتي تبناها الحزب الاشتراكي عقب الحرب مباشرة، وكذا المطالبة بإصلاح مسار الوحدة في عام 97 بعد عودة القيادي الاشتراكي حسن باعوم من المنفى عبر تيار في صف الحزب نفسه، لكن كل تلك الدعوات لم تلق أي تجاوب من قبل النظام الحاكم في صنعاء، فجاء التعبير عن تلك المطالب عبر تشكيل ما سميت حينها “اللجان الشعبية”، والتي تبنت مظاهرات احتجاجية حاشدة رغم أن نشاطها انحصر في محافظتين جنوبيتين فقط، هما حضرموت والضالع، وظهرت حينها حركة (حتم) و(موج)، وهما حركتان معارضتان من الخارج، الأولى يقودها علي سالم البيض المنفي في سلطنة عمان، والثانية يقودها عبدالرحمن الجفري، وهو نائب علي البيض في دولة الانفصال المعلنة في حرب 94 . استمر نشاط الحركات الثلاث لمدة ثلاث سنوات وتحديداً من 1998 2001 شهدت محافظات الجنوب حينها أعمال عنف أدت إلى سقوط ضحايا من المواطنين وأفراد الجيش والأمن، لكن عملها توقف خصوصاً مع ترسيم الحدود اليمنية مع السعودية وسلطنة عمان، وقيام النظام الحاكم في صنعاء باستيعاب عدد من العسكريين المبعدين في صفوف الجيش . وبقيت القضية الجنوبية كجرح مفتوح من دون علاج، بل استمر هذا الجرح في النزيف عبر تواصل الممارسات الخاطئة بعدما أطلق النظام يد قياداته العسكرية والمدنية المنتصرة لإشباع نهمهم في مساحات الأراضي الشاسعة في محافظات الجنوب، ونهب أصول وممتلكات الدولة المهزومة لصالح هؤلاء النافذين، وتم تغيير أسماء المدارس والمعاهد وحتى الشوارع والمعسكرات، فتحولت متاحف شهداء ثورة الجنوب إلى مخابز، كما حال متحف أول شهيد لثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني غالب بن راجح لبوزة في منطقة ردفان، وبعد أن دارت عجلة الاحتجاجات الجنوبية بدأ طريق اللاعودة بالمطالبة بفك الارتباط عن الشمال والعودة إلى ما قبل قيام الوحدة عام 1990 . تصالح الجنوب كاستمرار لردة الفعل الجنوبية على ما يجري في الجنوب شهد يوم 13 يناير/ كانون الثاني من العام 2006 بجمعية ردفان ومقرها محافظة عدن، عقد اللقاء الجنوبي الذي أطلق عليه (لقاء التصالح والتسامح)، وكانت الحركة الجنوبية المعارضة من الخارج (تاج) ومقرها لندن، هي المكون القائم حينها ومن تبنت مثل هذه الملتقيات التي توالى تنظيمها في سنوات لاحقة وفي مناطق الضالع وأبين، بهدف طي صفحات الصراعات التي اتخذت شكلا مناطقيا بين الجنوبيين أنفسهم، سواء في ظل قيادة الحزب الاشتراكي لدولة الجنوب، أو حتى الشرخ في الجسد الجنوبي بفعل حرب 94 . وفي 24 مارس/ آذار 2007 قام العسكريون والأمنيون المبعدون بتنظيم أول اعتصام احتجاجي للمطالبة بتسوية أوضاعهم المعيشية، وقاموا بتنظيم أنفسهم في إطار جمعيات وشكلوا إطارا جامعا لهم، ومع مرور الوقت وعدم استجابة النظام لمطالبهم الحقوقية توسع النشاط ليعم كل المحافظات الجنوبية، ففي 7 يوليو/ تموز من نفس عام بداية الحراك وهي ذكرى انتهاء الحرب، أقام المتقاعدون العسكريون والأمنيون أول مهرجان احتجاجي حاشد في عدن واعتبر نقطة تحول مهمة في مسيرتهم الاحتجاجية، وفيه رفع علم الجنوب وظهرت المطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال وعودة دولته السابقة لأول مرة . وتواصلت الاحتجاجات وتوسعت في الشارع الجنوبي، إلا أن الخطاب الرسمي كان يهون من شأن تلك الاحتجاجات ويصفها ب “الزوبعة في فنجان”، ويصف أصحابها ب “المخربين والخارجين عن القانون في بعض مديريات الضالع ولحج” في إشارة إلى محافظتين فقط من الجنوب، وحتى المعالجات الجزئية بتسوية المرتبات المعيشية جاءت متأخرة بعد أن أخذت مطالب الاحتجاجات طابعا آخر من مربع الحقوق إلى السياسة، ومن البحث عن الراتب والرتبة إلى الحديث عن الجنوب ودولته المستقلة . وفي الوقت الذي صعّد فيه الحراك الجنوبي من فعالياته في كل المحافظات الجنوبية السبع وصارت المظاهرات والمسيرات والمهرجانات شبه يومية في شوارع مديريات لحج والضالع وأبين وحضرموت وشبوة وحتى عدن، قامت السلطة بقمعها مستخدمة أجهزة الأمن والجيش وحملة اعتقالات واسعة للقيادات والناشطين، ونصب المحاكمات لقيادات ونشطاء الحراك . تسلسل الاحتجاجات في جنوب اليمن: العام الأول: احتجاجات سلمية كان المحاربون القدامى ممن أحيلوا للتقاعد القسري من الجيش الجنوبي عقب الحرب التي تفجرت في العام الرابع لتحقيق الوحدة هم نواة الاحتجاجات التي انطلقت في المحافظات الجنوبية، وفي محافظتي لحج والضالع حيث تتواجد أكبر شريحة لهؤلاء المتقاعدين، نفذ المحاربون القدامى أول اعتصاماتهم السلمية بتاريخ 24 مارس/ آذار ،2007 وكانوا بالعشرات فقط وليوم واحد، ممهلين السلطة شهرا كاملا لتسوية مرتباتهم التقاعدية والرتب العسكرية، وبعد شهر من الاعتصام الأول نفذوا الاعتصام الثاني في 24 إبريل/ نيسان، ثم الاعتصام الثالث في 24 مايو/ أيار، من دون أن تلتفت السلطة لهذه الاحتجاجات معتقدة أنها مجرد طفرة وحركة بسيطة ستزول، إذ لم تكن السلطة تعتقد أن الجمعيات ستتحول إلى كيانات جماهيرية كبيرة، ولم تحسب السلطة أن عشرات المتقاعدين سيتكاثرون إلى مئات وآلاف وعشرات الآلاف، وأن الاعتصامات ستتبلور إلى مسيرات ومهرجانات وعصيانات صاخبة ومدوية . في 22 مايو/ أيار من العام الأول للحراك،2007 وهو يوم ذكرى توحيد الشطرين، شهد عدد من المدن الجنوبية خصوصاً الضالع وردفان مظاهرات حاشدة رفع فيها المشاركون الرايات السوداء في إشارة إلى اعتراضهم على ما آل إليه مسار الوحدة اليمنية وأدى إلى نهب أراضي الجنوبيين وتسريح موظفيهم . بقي العام الأول للحراك الجنوبي حكراً على لاعب وحيد يقوم بتنظيم المظاهرات والمهرجانات وكل الفعاليات الاحتجاجية، هو جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين يضمهم مجلس تنسيق ويتخذ من مدينة عدن مقراً له، بزعامة العميد المتقاعد ناصر النوبة، وهذا المجلس هو من يدير الفعاليات في عموم الجنوب، وقد تشكت تحت عباءته كيانات صغيرة للعاطلين عن العمل والمناضلين وأسر الشهداء والأكاديميين والدبلوماسيين المهمشين وجميع هؤلاء يبحثون عن تسويات معيشية ووظائف، مثلهم مثل شريحة المتقاعدين من المحاربين القدامى . العام الثاني: كيانات جديدة في العام الثاني للحراك ومع توسع دائرة الاحتجاجات الجماهيرية في الجنوب، وظهور مطالب سياسية تدعو صراحة للعودة إلى ما قبل الوحدة بين الشطرين وتبني قيادة المتقاعدين هذا الخطاب، فقد أوجب على مفكري وسياسيي الحراك البحث عن لافتة جديدة تكون عنواناً جامعاً يتناسب والمطالب السياسية الجديدة، فمن غير المنطقي برأيهم مواصلة المسيرة تحت راية جمعيات المتقاعدين التي تعني البحث عن حقوق ومطالب وتحمل اعترافا بالسلطة المراد الانفصال عنها، كما أن دائرة الاحتجاجات الجماهيرية قد توسعت إلى فئات أكبر وأشمل من شريحة المتقاعدين . وما أن انفرط عقد كيان المتقاعدين، حتى تناسلت أسماء كيانات وهيئات عدة في صفوف الحراك، ورغم اتفاق جميعها على الأهداف المعروفة للحراك من خلال ما تعلنه من برامج وبيانات، إلا أنها استعصت حتى اليوم تقريباً على أية محاولات لتوحيدها في إطار كيان واحد أو حتى التنسيق في ما بينها، وهو ما أدى إلى نوع من التصارع والتسابق بين هذه الكيانات والتسبب بنوع من البلبلة في وسط الجماهير التي مازالت تقاوم أي تأثيرات سلبية جراء خلاف وتصارع هذه المكونات وقياداتها . وتوجد في صفوف الحراك اليوم التكوينات التالية: المجلس الوطني الأعلى للتحرير واستعادة الدولة الجنوبية (بزعامة حسن باعوم)، مجلس الحراك السلمي الجنوبي (بزعامة علي سالم البيض)، الهيئة الوطنية للاستقلال (بزعامة العميد ناصر النوبة)، اتحاد شباب الجنوب، التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) من الخارج . هذا التعدد في مكونات الحراك بقي قائما حتى بعد ظهور علي سالم البيض، مع الملاحظة أن رئاسة البيض لأحد هذه المكونات قد طغى على بقية المكونات الأخرى واستقطب فيه أغلب جماهير الحراك، وتظهر المعارضة لعلي البيض بشكل بسيط جداً عبر تصريحات عدد من قيادات المكونات الأخرى، مثل العميد ناصر النوبة والمحامي محمد مسعد العقلة، بانتقادهما لسياسة علي البيض وعدم انفتاحه على بقية المكونات، ونفي عنه صفة الشرعية في تمثيل الجنوب، وهذا في إطار التجاذب القائم بين هذه المكونات المتعددة . العام الثالث: مفاجآت عشية 22 مايو/ أيار 2009 كانت المفاجأة بظهور نائب الرئيس اليمني علي سالم البيض من ميونخ بألمانيا عبر الفضائيات ليعلن تعهده للشعب الجنوبي بالعمل في صف الحراك من أجل فك ارتباطه مع الشمال، ويأتي هذا الظهور المفاجئ بعد خمسة عشر عاما من الصمت والتخلي عن ممارسة السياسة قضاها البيض في سلطنة عمان، والتي استقر فيها من يوليو/ تموز 1994 عقب خروجه من اليمن مهزوما من الحرب، وصمته كل هذه المدة كان بطلب من السلطنة شرط بقائه فيها . وقبل ظهور البيض بأشهر كان الشيخ القوي طارق الفضلي الذي كان حليفاً للرئيس صالح في حرب 94 قد أعلن انضمامه للحراك الجنوبي، وتحديداً في مارس/ آذار ،2009 وأعطى انخراط الشيخ الفضلي للحراك دفعة قوية، وتوسعت الاحتجاجات بشكل لافت للمراقبين لتشمل محافظة أبين الجنوبية، وتحولت هذه المحافظة التي كانت حليفة للرئيس، وإليها ينتمي الكثير من قيادات الدولة أبرزهم نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، إلى منطقة في يد الحراك الجنوبي، حيث شهدت مدينة زنجبار عاصمة أبين طوال عام 2009 سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية النوعية والقوية بفعل نفوذ الشيخ الفضلي فيها، وهو ما جعل السلطة ترد على تلك الفعاليات بمواجهات مع أنصار الحراك في شهر يوليو/ تموز 2009 أثناء تنظيم الشيخ الفضلي لمهرجان احتجاجي كبير، حيث سقط في الفعالية 13 قتيلاً وأكثر من عشرين جريحاً . مثّل ظهور علي سالم البيض بما له من قيمة معنوية - باعتباره من وقّع على الوحدة اليمنية ممثلا للجنوب- مظلة وحاضناً لجماهير ومكونات الحراك الذي يطالب اليوم بفك الارتباط مع الشمال، وهو ما جعل جماهير الحراك في عموم الجنوب تطلق المقولة المتداولة بكثافة (اللي شبكنا يخلصنا)، بمعنى أن علي سالم البيض هو من وضع الجنوبيين في شباك الوحدة، وهو من تقع عليه المسؤولية الأخلاقية في تخليص هذا الشعب من الشبك والفخ الذي وقعوا فيه بلا وعي ولا إدراك وفي ساعة زمن، يعضون بسببها أصابع الندم ويتمنون ليتها لم تكن - على حد تعبيرهم- . العنف المتبادل اتخذت السلطة لمواجهة الحراك الجنوبي سياسة قمع فعالياته السلمية من البداية الأولى لمسيرة هذا الحراك، خصوصاً مع كثافة الفعاليات الاحتجاجية التي كانت تخرج في الضالع وردفان، مستخدمة الرصاص الحي والقنابل الدخانية، حيث شهدت مدن جنوبية عدة مواجهات مع السلطة أدت إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح . وعلى الرغم أن أسر وأهالي الضحايا والحراك الجنوبي سعوا إلى القضاء وخصوصاً في العام الأول للمطالبة بالعدالة والمطالبة بالقصاص، إلا أن القضاء لم ينتصر لأي من الضحايا على الإطلاق ولم يقدم الجناة للمحاكمة، وهو الأمر الذي أفقد الجميع نزاهة القضاء فتقرر عدم اللجوء إليه بالمرة، في كل حوادث القتل التي طالت المتظاهرين العزل طوال العامين اللاحقين وحتى اللحظة، واكتفى أهالي الضحايا والحراك مع كل قتيل يسقط بأن ينصب له مخيم عزاء تؤمه الآلاف من جماهير الحراك، ويتحول إلى ساحة احتجاج تلقى فيه كلمات التضامن وبيانات الحراك وقيادات مكوناته والدعاء للضحية والدعوة على القتلة، ثم يتم تشييعه إلى مثواه الأخير ملفوفاً بعلم الجنوب ويتحول تشييع قتلى الحراك لمسيرات ومهرجانات حاشدة تشارك فيها جماهير الحراك من مختلف المحافظات الجنوبية . في العام الثالث من مسيرة الحراك الجنوبي، ومع استمرار النزيف في صفوف فعالياته السلمية، حصلت قناعة لدى قطاع وسط الحراك بعدم جدوى النضال السلمي، وتزايدت المطالبات باستخدام السلاح للدفاع عن النفس أمام أجهزة أمنية لا تتورع عن إمطار صدور محتجين عزل بالرصاص الحي من دون رحمة، وهذا ما جعل البعض من المحتجين يتظاهر وهو يحمل السلاح، ومعروف أن السلاح منتشر وفي متناول اليمنيين، كما أن أهالي وأقرباء الضحايا الذين ظلوا يقتلون في مسيرة الحراك جعلهم يقومون بردة فعل معاكسة باستهداف أفراد الأمن والجيش طلبا للثأر، وقد تعرض عدد من الدوريات الأمنية ومن الجيش للكمائن التي نصبها مسلحون تابعون للحراك، وحدث مثل هذا بشكل واضح في مناطق الضالع وردفان ويافع وطور الباحة وأبين، وأدت إلى سقوط قتلى من أفراد الأمن والجيش، كما أعلن عن كتائب مسلحة تتبنى العنف وتقوم باختطاف الجنود، وهي موالية للحراك مثل (كتائب سرو حمير) التي يتزعمها طاهر طماح ومقرها مديرية يافع بمحافظة لحج، وبالمقابل أعلنت السلطة عن تشكيل ما تسمى “لجان حماية الوحدة”، وهي لجان شعبية، يقول الحراك الجنوبي إنها تشبه عصابات (الجانجويد) وتقوم بعمليات اغتيالات لنشطاء وكوادر الحراك . الحراك في عيون إعلامية يرى الصحافي والسياسي أحمد حرمل ل “الخليج” أن الاعتقاد الخاطئ بأن القضية الجنوبية هي نتاج طبيعي لحرب 1994 لا يساعد على حل القضية، لأن القضية الجنوبية التي كان للحراك شرف إظهارها وجعلها حية في أروقة الدول والتجمعات والهيئات الدولية والإقليمية لا يمكن حلها بإزالة آثار حرب ،94 لأن حرب 94 هي نتاج طبيعي لفشل الوحدة، ومما يؤسف له، حسب حرمل، أن الاعتقاد الخاطئ بأن القضية الجنوبية كانت نتاجاً لحرب 94 هذه الحرب التي تعد بحد ذاتها نتيجة وليست سببا لم يقتصر هذا الاعتقاد عند بعض المثقفين والنخب، بل تعززت تلك القناعة لدى أحزاب المشترك . ويرى حرمل، وهو من المتابعين لنشأة وتطور الحراك في الجنوب، أن جذر المشكلة الجنوبية يعود إلى الظروف التي أحاطت بسرعة إعلان قيام الوحدة من دون سابق إعداد وتحضير مكتمل لها، وما رافق مرجعياتها السياسية والقانونية من أخطاء وتشوهات ونواقص كبيرة وما أعقبها من سياسات خاطئة أوصلت الوحدة إلى طريق مسدود، وقد تجلى ذلك بوضوح في عدم تحقيق الاندماج الكامل بين مؤسسات الدولتين في المرحلة الانتقالية . ويقول حرمل إن “حرب 1994 جاءت لاستبعاد الجنوب ليس من شراكة الدولة فحسب بل جرى استبعاده من شراكة السلطة ليخرج الجنوب بالكامل من المعادلة، وبالتالي تم القضاء على الوحدة وتحول الجنوب الأرض والإنسان إلى ساحة مستباحة وتحول معها الوضع من وحدة بالتراضي إلى احتلال بالقوة، وما زاد الفعاليات الاحتجاجية زخما هو ظهور على سالم البيض وما رافقه من حراك داخلي وخارجي يصب في الأساس في مصلحه القضية الجنوبية بغض النظر عن اتفاق أو اختلاف البعض معه، ففي المحصلة النهائية الجميع متفقون على الخلاص واستعاده الدولة وسيأتي اليوم الذي سيفضي التطور الكمي للحراك إلى تطور نوعي وستبرز قيادة موحدة تحظى برضا وتأييد كافه القوى الجنوبية في الداخل والخارج تلبي آمال وتطلعات شعب الجنوب في الحرية والاستقلال، وهذا لن يتأخر كثيراً، فسلوك السلطة وعنجهيتها قد عمل على تضييق الخيارات ودفع بقوة إلى تعجيل فك الارتباط واستعادة الدولة الذي يتبناه علي سالم البيض كضرورة يستمد عدالته من دماء الشهداء والجرحى وآلاف المعتقلين والملاحقين وآلام ومتاعب شعب الجنوب الذي تعددت وتنوعت أشكال التعذيب والتنكيل به، وصلت حد اختطاف جثث الشهداء ومنع مواكب التشييع واعتقل الجرحى ومرافقيهم والمتبرعين بالدم ومنع المشافي من استقبال ضحايا قمع الفعاليات السلمية وغيرها من السلوكيات المشينة التي يندى لها الجبين” . من ناحيته يشير الصحافي المستقل محمد علي محسن، وهو من منطقة ملتهبة بفعاليات الحراك الجنوبي، إلى أن الحل لن يكون بالتجزئة التي يطالب بها الحراك، ويقول إن المعالجة لن تفلح بالتجزئة، ويؤكد أن الهرولة صوب الدولة الشطرية مجرد ردة كافرة وجاحدة بإمكانية المعالجة لقضية سياسية، رغم تأكيده أنه في حال أجري استفتاء في الجنوب حول الوحدة فالأغلبية ستصوت بنعم للانفصال . ويضيف قائلاً: “لا جمهورية الصالح التي يخشى عليها من الفدرلة والانفصال صارت جمهورية لليمن واليمنيين، أو أن جمهورية البيض ستكون حلا ممكنا وناجعا لليمن واليمنيين، في كلا الحالتين، الوحدة على هذه الشاكلة المشوهة أو التجزئة كطريقة للخلاص من الوضعية الراهنة ليس إلا محاولتين للهرب من مشكلة مزمنة قائمة، ففي الحالتين يستنزف اليمنيون طاقتهم وجهدهم ووقتهم ودماءهم خارج سياق الحل للمشكلة القائمة” . ويرى أن “حالة المراوحة بين الوحدة واللاوحدة بلا شك قتلت روح التفاؤل داخل هؤلاء المحبطين واليائسين من الوحدة، كما أنها حطمت ووأدت كل فكرة طموحة بوطن مجزأ أو موحد” . ويختم محسن حديثه بالقول: “إذا ما تم الاستفتاء على الدولة الموحدة في الجنوب، فالمؤكد أن أغلبية السكان ستصوت لخيار الانفصال، ومع هذه الحقيقة المرة يصعب القول إن حالة الرفض للوحدة السياسية نابعة عن إدراك واع بجدوى التجزئة كضرورة وحتمية لمعالجة مشكلات الجنوب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل يمكن الجزم أنها نتاج واقع وحدوي غير مؤهلة إدارته وأداته السياسية للقيام بمهمة كبيرة كهذه الجامعة لدولتين لكل واحدة منها خصوصياتها ومشكلاتها وطموحاتها، أضف إلى ذلك أن التجزئة بكل المقاييس والحسابات الاقتصادية والسياسية والوطنية والإقليمية والعالمية ليست حلاً نهائياً لمعاناة الجنوب في كنف التوحد، كما أنها لم تصل بعد لأن تكون رغبة جمعية تستوجب التضحية والنضال، فالتجزئة في ظرفية مثل هذه تعد نتيجة طبيعية لحالة غير عادلة وغير خلاقة وفي كيان لا يستقيم مطلقاً مع طموحات وتحديات المتحدين” . http://www.alkhaleej.ae/portal/b0258...c6ae7ac6f.aspx |
تحيه لصالح اليافعي رئيس تاج في الجنوب
هذا الرجل يناضل في صمت وله بصمات على ارض الواقع وله الفضل واخرين بفتح بعض المحافظات الجنوبيه ايام كان الجميع نايم في العسل واليوم قد نسمع كلاما هنا وهناك ممن اتوا متاخرين ولم يعلموا ان البدايات كانت من اصعب المراحل. تحيه مرة اخرى لرئيس تاج في الجنوب . |
الحراك في جنوب اليمن المشكلة والتداعيات ... (2-2)آخر تحديث:السبت ,25/09/2010
الناطق الرسمي باسم "الحراك": لا حوار مع الشمال إلا بإشراف دولي عدن - عبدالرقيب الهدياني: 1/1 يرى الكثير من المهتمين بمتابعة مسيرة الحراك السلمي الذي تشهده بعض المحافظات اليمنية في جنوب اليمن، أن البذور الأولى لظهور هذا السخط المتعاظم عند أهالي هذه المحافظات تعود إلى السنوات الثلاث الأولى لقيام دولة الوحدة اليمنية في مايو/ أيار ،1990 وبالتحديد عند مغادرة نائب الرئيس السابق حينها علي سالم البيض مدينة صنعاء واستقراره في عدن، عاصمة الجنوب قبل الوحدة، وتأزم الأوضاع بين شريكي الوحدة حد تدخل عاهل الأردن الراحل الملك حسين بن طلال وجمعه طرفي النزاع في محاولة منه لرأب الصدع، لكن الأزمة وصلت إلى ذروتها بانفجار الحرب بين الجانبين في الخامس من مايو/ أيار، وخروج علي سالم البيض وعدد كبير من قيادات الحزب الاشتراكي إلى المنافي والشتات . وما أن وضعت الحرب أوزارها، وفي فترة ثلاث سنوات فقط تمتعت خلالها دولة الوحدة بسعادة نسبية في الأمن والاستقرار بعدما بسط الطرف المنتصر في الحرب نفوذه على كل المحافظات الجنوبية، التي كانت تقع تحت قبضة الحزب الاشتراكي، لكنها هي الفترة ذاتها التي يرى المعارضون الجنوبيون أنها السنوات التي جرى فيها التسريح القسري للجيش الجنوبي- المنهزم في الحرب - وامتد التسريح ليشمل القطاع الأمني والمدني، ويقدر عدد عناصره ب 237 ألفاً، كما شهدت السنوات التي أعقبت الحرب إطلاقاً لأيدي النافذين والقيادات العسكرية والأمنية والمدنية - أغلبهم من أنصار النظام - ممن استقطعوا آلاف الكيلومترات من أراضي المحافظات الجنوبية، خصوصاً في عدن ولحج وحضرموت وغيرها . يعتبر الدكتور عبده المعطري، رئيس أول جمعية للمسرحين العسكريين والأمنيين في محافظة الضالع الجنوبية وتضم في عضويتها عشرين ألف مُسَرَّح، وهي أول من تبنت الفعاليات الاحتجاجية في مارس/ آذار ،2007 وهو عميد في الجيش جرى تسريحه مع الآلاف من زملائه في جيش الجنوب عقب الحرب التي اندلعت بعد أربع سنوات من تحقيق الوحدة، ويحسب للدكتور المعطري أنه من القيادات الأولى التي أشعلت فتيل هذا الحراك الشعبي الذي عم كل مناطق الجنوب . ويشغل المعطري حالياً الناطق الرسمي لمجلس الحراك السلمي، وتعرض للإصابة برصاص الأمن في إحدى الفعاليات السلمية للحراك بالضالع، التقته “الخليج” في قرية من ريف الضالع، لجأ إليها بعد أن بدأت تطارده أجهزة الأمن، كما تعرض راتبه الشهري للانقطاع منذ تسعة أشهر نتيجة نشاطه في صفوف الحراك الجنوبي . سألناه إلى أين وصل الحراك الجنوبي ومستقبله فأجاب: “بعد ثلاث سنوات ونيف حققنا الكثير من الإنجازات لصالح القضية التي صارت متداولة إقليمياً ودولياً، فلقد توهمت سلطة الاحتلال أنها تجاوزت قضيتنا وطمست هويتنا وأن وحدة الحرب في 7 يوليو/ تموز 1994عندما اجتاحت الجنوب عسكرياً وسرحت الموظفين ونهبوا الأراضي والثروات، قد صارت واقعاً لا يمكن تغييره، لكننا بالحراك الشعبي السلمي في كل الجنوب غيرنا هذا الواقع المختل وقلبنا الطاولة على رؤوس الناهبين والعابثين، وأكد شعبنا بالحراك السلمي أنه لن يقبل بالظلم وسينتفض لتغييره، لأن الطرف الآخر في صنعاء انقلب على وحدة الشراكة وطعن شريكه الجنوبي من الخلف، فلقد ذهبنا نحن في الجنوب إلى الوحدة بكل صدق وتنازلنا عن كل الامتيازات التي كانت الكفة فيها لصالحنا من حيث المساحة الجغرافية والثروات الطبيعية وقلة السكان وغيرها، على أمل أن تكون الوحدة نواة للوحدة العربية، لكن الآخر كشف عن أنانيته وخبثه . وحول الكيفية التي تحول فيها الحراك إلى المطالب السياسية كالمطالبة بفك الارتباط والعودة إلى ما قبل قيامها في عام 1990 يقول المعطري: “شعبنا في الجنوب منذ ما بعد اجتياحه عسكرياً في صيف 94 من قبل الشمال عبّر عن رفضه للواقع بأشكال مختلفة، وظهرت الكثير من الحركات والتشكيلات مثل “موج” واللجان الشعبية وتيار إصلاح مسار الوحدة وملتقيات التصالح والتسامح وحركة تاج من الخارج”، إلى أن توجت بالهبة الشعبية الشاملة في 24 مارس/ آذار 2007 تحت لافتة جمعية المسرحين العسكريين والأمنيين بالضالع، ومنها توسع هذا الإطار الذي يضم جيش الجنوب المسرح والبالغ عدده 80 ألفاً إلى كل مناطق الجنوب . كل هذه الحركات والمسميات كانت تنادي بضرورة إصلاح الأوضاع في إطار الوحدة، لكن السلطة رفضت كل هذه الأصوات ولم تكن حريصة على الوحدة، ولم تكن جادة في إصلاح أوضاع الناس في الجنوب ورفع الظلم عنهم، وعندما تعاظم الحراك وزاد زخمه قدمت السلطة القليل من الفتات بزيادة طفيفة في مرتبات المسرحين، في حين طالب المسرحون معاملتهم كشركاء، فهم جيش دولة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) توحدت مع دولة أخرى اسمها (الجمهورية العربية اليمنية)، مطالبنا في الجنوب يتلخص في وحدة شراكة، وليس وحدة لطرف واستبعاد الطرف الآخر، وبصراحة لقد ملّ الناس ويئسوا من هذه السلطة التي عبثت ودمرت الجنوب واستباحته عسكرياً، فكان لابد من العودة إلى جذر المشكلة والعودة إلى دولتنا السابقة بعد أن فشلت الوحدة . هل الحراك والجنوب كتلة واحدة أم أنه عبارة عن تكوينات وتشكيلات متعددة وغير متجانسة؟ بالتأكيد توجد تباينات وهي ظاهرة صحية، ونحن جميعاً نسعى لتوحيد الصف الجنوبي وهناك جهود نجحت مثل لقاء زنجبار الذي وحدّ المكونات الأربعة في الحراك، وأعلن عن شرعية الرئيس علي سالم البيض، كونه من كان صاحب الشرعية في التوقيع على الوحدة وهو صاحب الشرعية في إعلان فك الارتباط، وعملنا متواصل لإنجاز ما تبقى من توحيد الصف الجنوبي . يتحدث الخطاب الرسمي عن علاقة للحراك بالقاعدة، فأين يقف الحراك الجنوبي من القاعدة وأعمال العنف معاً؟ دعني أوضح لك أن السلطة كانت عندها حسابات أن يقوم حزب في الجنوب وهو من يتبنى الدعوة لإعادة الدولة السابقة، أو تقوم جماعات مسلحة أو ما إلى ذلك، ولم تكن هذه السلطة تتوقع أن هذا الحراك الشعبي وبهذا الزخم والكثافة والعزم . وصدقني الحراك بحجمه الحالي مثل صدمة كبيرة وغير متوقعة للسلطة، فجاءت ألاعيبهم المعروفة لضرب الحراك السلمي عبر تشويه صورته، حتى يسهل القضاء عليه، وإطلاق هذه الدعاية المكشوفة، مرة عن علاقته بالقاعدة وأخرى وصفه بالعنف . هناك ما يشبه الإجماع على أن تنظيم “القاعدة” صناعة سلطوية وتدار ب”الريموت كنترول” من قبل نظام الاحتلال في صنعاء، والكل يعرف علاقة هذا النظام بالقاعدة منذ ما بعد الوحدة مباشرة وكيف جرى تصفية القيادات الجنوبية ثم عن تحالف هذا النظام مع القاعدة في حربه على الجنوب، وحتى أنه يستدعي مثل هذه القاعدة للقيام بعمليات كما حدث قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، واليوم يمارس ذات الدور في الجنوب . “القاعدة” ومثله العنف ليسا من وسائلنا وثوب لا يمكن أن يكون على مقاسنا، نحن رغم أننا جيش الجنوب تخرجنا من أكاديميات عليا وعلوم سياسية وعسكرية وفنون قتالية من مختلف بلدان العالم، إلا أننا اخترنا النضال السلمي باعتباره لغة العصر وهو الأضمن والأكثر أمانا للوصول إلى مشروعنا وهدفنا، ونحن ندين العنف بكل أشكاله وألوانه . الكل يعرف فعالياتنا السلمية وكيف تنظم المسيرات وسط الشوارع العامة في المدن من دون أن يعتدي المتظاهرون على الأملاك الخاصة والعامة وحركة الأسواق التي تكون طبيعية ولا تمس بأذى، وإذا بحثنا في أعمال عنف سنجد بصمات السلطة عليها، ولو وجدت بعض التصرفات الفردية من قبل أسر ضحايا السلطة الذين قتل أقرباؤهم في فعالياتنا السلمية، فإننا مع ذلك نرفضها وننكر على فاعليها . السلطة سعت وستسعى للدفع بأناس لإحداث أعمال عنف مسلحة تحت مسمى “القاعدة” أو مسلحي الحراك أو غيرها، في مناطق تواجد الحراك وهذه أساليب معروفة لدى السلطة، لأنه من الصعب عليها مواجهة شعب بأكمله كيف ستحاربه، ولكننا نؤكد وسنظل نعلنها للداخل والخارج ان حراكنا سلمي ولا نقبل بالعنف ولن يكون من وسائلنا على الإطلاق . السلطة دعتكم إلى الحوار ؛ فلماذا لم تستجيبوا؟ لا نؤمن بأي حوار إلا أن يكون بين دولتين هما دولة الجنوب ودولة الشمال، نحن دولة توحدنا مع دولة أخرى وفشلت هذه الوحدة وشنت علينا حرباً واجتاحوا أرضنا وهناك قرارات الشرعية الدولية، وهذا الحوار لابد أن يكون بإشراف دولي . السلطة فقدت المصداقية ولا نثق بها وبإمكانها أن تعمل أي شيء بلا خجل، وتنكث بكل الاتفاقات حتى مع شركائها وحلفائها، أما نحن فقد قدمنا شهداء وجرحى ومعتقلين ولدينا مشردون من قراهم، ومعتقلون، والكثير ممن فقدوا مرتباتهم وقوت أسرهم، وأنا واحد من هؤلاء، الشعب الجنوبي طيلة ثلاث سنوات وهو يدفع ضريبة النضال السلمي ويتعرض لصنوف القمع والقتل بترسانة جيش وأمن نظام الاحتلال، وموقفنا واضح لن يكون حوارنا مع السلطة إلا على أساس دولتين وممثلنا الشرعي هو علي سالم البيض . إذا دخلنا في أي حوار على أساس سلطة ومعارضة فنحن سنقضي على الجنوب قضاء تاما، نحن شعب واقع تحت احتلال ومطلبنا هو دولتنا وهويتنا وعاصمتنا، هم يصوروننا وكأننا محافظة أو مجموعة محافظات مثل باقي المحافظات الشمالية، لا، نحن دولة وأي حوار يكون على أساس هذا، يجب أن يجتمع الشمال بكل أطيافه مقابل الجنوب بكل أطيافه . الدعوة لفك الارتباط من بين المكونات التي تأسست في العقد الأخير كحركات مناهضة لنظام صنعاء يبرز التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) في بريطانيا، وهو أحد المكونات النشطة اليوم في صف الحراك الجنوبي في المحافظات اليمنية الجنوبية، وهذا الحوار مع رئيس “تاج” بالداخل صالح اليافعي يكشف عن جوانب أخرى من نشاط وتصور الحراك للقضية الجنوبية . يقول اليافعي إن : “ما يرى في الجنوب منذ أربع سنوات هو حراك شعبي، ولكن ماذا جرى ويجري للجنوب منذ عام 1994؟ أليس ما جرى للجنوب هو احتلال عسكري بالقوة، وهذا الاحتلال بدأ من ميدان السبعين بصنعاء يوم 27 إبريل/ نيسان 1994 بإعلان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب، ليأتي ذلك مناوئاً لوحدة 22 مايو/ أيار 1990 التي تمت بين دولتين . إذاً الوحدة قُتلت بالحرب على الجنوب عام ،1994 وبعد 25 يوماً من مقتل الوحدة، جاء إعلان فك الارتباط يوم 21 مايو/ أيار 1994 مناوئاً لإعلان الحرب على الجنوب، وأعلن الرئيس البيض فك ارتباط جمهورية اليمن الديمقراطية مع الجمهورية العربية اليمنية، وبعد 48 يوماً تقريباً من إعلان فك الارتباط وعودة جمهورية اليمن الديمقراطية جاء يوم 7/ 7/ 1994 كآخر مرحلة من مراحل الحرب لتسقط كامل أراضي جمهورية اليمن الديمقراطية تحت سلطة احتلال الجمهورية العربية اليمنية . وبعد أكثر من 13 عاماً من سقوط دولة الجنوب جاء الحراك كنتاج طبيعي مناوئاً للاحتلال، من ذلك يظهر جلياً للشخص العادي فما بالك بمثقف وصحفي مثلك أن الحراك جاء مناوئاً للاحتلال مطالباً بالتحرير والاستقلال التام باستعادة دولته الواقعة الآن تحت الاحتلال . ويضيف قائلاً: “قضيتنا قضية عادلة ذات أبعاد إنسانية وأخلاقية لأنها تقوم على قاعدة الحق الشرعي والقانوني والإنساني لشعب الجنوب باستعادة دولته وأرضه وهويته وثروته وحريته وتاريخه، لذلك فمصطلح الانفصال لا ينطبق على قضيتنا بالجنوب لأن مضمون قضيتنا يتمحور حول تحرير الجنوب واستقلاله واستعادة الوطن والهوية والأرض والتاريخ ممن احتل الأرض واستنزف الثروة . لكن فصائل الحراك لم تتفق على شعارات موحدة فهذا يقول احتلال واستقلال، وذاك يقول تحرير وفك ارتباط واستعادة الدولة، كيف تفسر هذا التضارب؟ ليس هناك أي تضارب فعندما نقول احتلالاً فهذا هو الواقع أن شعبنا في الجنوب يقع اليوم تحت وطأة احتلال غاشم يعيشه منذ العام ،1994 أما فك الارتباط فقد تم في 21 مايو/ أيار 1994 فلا اعلم عن أي ارتباط يطالب البعض بفكه؟، قد يكون ارتباطهم مع بعض العناصر بصنعاء، أما ارتباط دولتنا مع صنعاء فقد انتهى وقضي الأمر . وبما أن دولتنا قد فكت ارتباطها مع الجمهورية العربية اليمنية فأصبحت تحت الاحتلال منذ 16 عاماً، فإننا معنيون فقط برفع شعار تحرير أرضنا واستقلالنا التام والناجز باستعادة دولتنا كاملة السيادة . لا زلتم في الحراك الجنوبي مشتتين ومتفرقين كقوى ومكونات وعجزتم عن التوحد تحت راية واحدة؟ الحراك الجنوبي هو ثورة شعبية والشعب يهتف بالتحرير والاستقلال ولم يكن يوماً موحداً مثل ما هو عليه الآن بالجنوب، شعبنا موحد الهدف، لكن المشكلة هي بمن يقود هذا الشعب، ومشكلة عدم توحد مكونات الحراك هي مشكلة قيادة لأنها بالفعل عاجزة أن تبلور نضال شعبنا وجماهير الحراك في إطار سياسي موحد يحمل القضية وأهدافها بشكل واضح للرأي العام المحلي والدولي . ألا يثبت هذا أن الحراك أدى إلى تقسيم الشعب في الجنوب؟ لا أعلم عن أي تقسيم تتحدث وجماهير شعبنا بالجنوب تخرج موحدة في المهرجانات والفعاليات وهي تهتف وتردد “ثورة ثورة يا جنوب” و”برع برع يا استعمار” و”بلادي بلادي بلاد الجنوب وجمهورية عاصمتها عدن” وكثير من الشعارات والهتافات، ألا يثبت هذا أن الحراك كحراك شعبي جاء موحداً على العكس مما تقوله؟ لكن الشعب الذي تتحدث عنه بالجنوب منقسم بين مؤيد للحراك ومعارض له، ألا يعني ذلك مزيداً من التفرق والتشتت؟ أمر طبيعي أن يوجد المؤيد والمعارض لأي عمل أو فكرة جديدة عند بدايتها، وإذا عدت للتاريخ ستجد أن المجتمعات كانت تنقسم فيما بينها عندما تظهر حركة أو نظرية أو ثورة أو دعوة جديدة في شتى المجالات اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية . الحراك الجنوبي هو ثورة شعبية والشعب يهتف بالتحرير والاستقلال ولم يكن يوما موحدا مثل ما هو عليه الآن بالجنوب، شعبنا موحد الهدف وجماهيرنا تخرج موحدة وبصدور عارية تتحدى الآلة العسكرية الهمجية لقوات الاحتلال لأنها اختارت الطريق السلمي وقدمت المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى والمعاقين . المشكلة هي قيادية بالدرجة الأولى وهذه الجماهير الحراكية لابد لها من تنظيم وتوجيه لتسير وفق خطط وبرامج وهذا الأمر لن يأتي إلا بوجود قيادة موحدة وحكيمة توحد الصفوف والجهد والعمل على أسس سليمة وبرنامج سياسي واضح ينقل هذا الحراك من العمل العاطفي والحماسي والعشوائي إلى عمل مخطط ومنظم يؤمن نجاح ثورة شعب الجنوب التحررية ويحدد ملامح الدولة المقبلة في الجنوب لنصبح يداً واحدة تسير بمشيئة الله إلى الهدف الأسمى الذي طالما حلم به شعبنا الجنوبي وهو الاستقلال والتحرير واستعادة دولتنا الجنوبية المستقلة . أعلن حسن باعوم مؤخراً انضمامه لمجلس الحراك السلمي وهو المكون الأبرز منذ ظهور علي سالم البيض، أنتم في المكونات الأخرى وأقصد (تاج المجلس الوطني الهيئة الوطنية) ماذا بقي لكم، لماذا تصرون على البقاء والتعدد مع كل هذا الاستقطاب الذي يلاقيه مكون علي سالم البيض؟ أولاً السيد الرئيس البيض هو رئيس للجنوب وليس رئيساً لمكون أو فصيل جنوبي ونتمنى عدم الخلط المتعمد من قبل البعض لهذا الأمر، وبشأن بيان باعوم الأخير الذي دعا فيه إلى الحوار والتوحد بصفته رئيساً لمجلس الحراك السلمي فإننا في التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) بالجنوب نبارك أي عمل من اجل وحدة الصف الجنوبي وبمشروع واضح من أجل الاستقلال وخاصة الدعوة التي اتت من قبل الزعيم باعوم وعلى أساس إشراك جميع القوة الوطنية والشخصيات الاجتماعية والقبلية ورجال الأعمال والأكاديميين والمستقلين ولا ينحصر على بعض التكوينات مع ضرورة عدم الإقصاء أو محاولة سيطرة فصيل على العملية السياسية من دون آخر . هل سيستمر خياركم سلمياً؟ خيارنا ونهجنا النضالي في الجنوب هو سلمي حتى ننال حريتنا واستقلالنا ودولتنا الجنوبية، لكن إذا تعذر الخيار السلمي سنستعمل حقنا المشروع، فما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بها . يتخوف المراقبون من أن الحراك الجنوبي يتجه نحو الفوضى والعنف فأحداث القتل والتقطعات في مناطق الجنوب صارت مادة يومية لوسائل الإعلام؟ منذ بدء الحراك سقط أكثر من 300 شهيد ومن الجرحى بالآلاف، وهذا جاء على يد قوات الاحتلال فلماذا لم يتجه الحراك للفوضى والعنف ولا زال مستمرا بنهجه السلمي؟، عليك أن تفهم سيدي أن من تجرع الظلم والاضطهاد لن يفكر أن يظلم غيره أو يمارسه على أحد وهكذا حراكنا فهو حراك عادل وليس ظالماً لأننا نريد أن نأخذ حقنا بالحق ننتصر به ولا يمكن أن ننتصر لحقوقنا بظلم الآخرين والعدوان عليهم . للأسف الكثير من الأعمال التي تسيء إلى نضالنا وحراكنا وتتم بين الحين والأخر ببعض مناطق الجنوب من قبل عناصر هي أبعد من أن تنسب للحراك الجنوبي وكان الحراك قد أدانها جميعها، فليس من مصلحتنا هذه الأعمال لأنها تسيء إلينا وتشوه صورة حراكنا النقي والصادق وهذه الأعمال هي من صنع أجهزة النظام الاستخباراتية والأمنية حتى تظهر صورة الحراك مشوهة، والدليل أن كثيراً من العناصر التي تمارس هذه الأعمال تتحرك بحرية وأمام أعين الأمن بل برعايتهم وحمايتهم ودعمهم . الطريق المسدود يؤكد رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في محافظة الضالع أن أسباب الإحتجاجات الجارية في الجنوب تعود إلى المشكلة الاقتصادية والأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين، ويشير أحمد عبادي المعكر في حوار مع “الخليج” إلى أن الكثير من المنخرطين في الفعاليات التي ينظمها الحراك الجنوبي هم شباب عاطلون عن العمل، وأنه لو حلت مشكلته، لتجاوزت الحكومة مشكلة الاضطرابات القائمة، داعياً إلى تأهيل هذه المحافظات اقتصادياً . يقول القيادي في الحزب الحاكم: “الأوضاع الاقتصادية وظروف الناس المعيشية هي سبب هذا الحراك، ومثله العنف وغيرها من أشكال التذمر تعود بالدرجة الأساسية للوضع الاقتصادي وظروف الناس المعيشية، ومتى ما تحسنت الظروف المعيشية سيسود الهدوء وتغيب كل أشكال الفوضى والعنف والاحتجاجات، وبإمكاننا ملاحظة تأثير الأمطار مؤخراً في غياب واختفاء كل أشكال وأنواع الاحتجاجات، فتجد نوعاً ما أن تتحسن ظروف الناس، سينشغل الناس بزراعة أراضيهم، ورعي وتربية المواشي، وهكذا نجد أن الجانب الاقتصادي هو السبب الأول والأهم، لهذا نقول إن القضية اقتصادية بالدرجة الأولى، ولا ننكر وجود الأسباب السياسية لكنها في نطاق ضيق” . ويرى أن “هناك قلة لهم أبعاد سياسية وموجودون في قيادة الحراك، ممن يسعون نحو التوريث في النضال والتوريث في القيادة، تجد البعض منهم كان أبوه وزيراً والآخر قائداً عسكرياً أو مسؤولاً حزبياً وغيره . ويضيف: “من القضايا التي ترتبط بحياة الناس وأدت إلى هذا الحراك ونقر بوجودها أن هناك الكثير من الشباب ممن تخرجوا من الجامعات لم يحصلوا على الوظائف، كما أن هناك انقطاعاً حصل وحال دون التحاق الشباب بالكليات العسكرية وخصوصاً من المحافظات الجنوبية، وهذا حصل بين عامي 1994 إلى ،2007 فلم يلتحق بهذه الكليات من الضالع مثلاً خلال هذه الفترة سوى ثلاثة شبان فقط، إذن لم تتحصل الضالع على حصتها من الكليات العسكرية والأمنية، مثلها مثل باقي المحافظات الجنوبية، هذه سببت لنا تراكمات . هل السلطة لا تزال ممسكة بمقاليد الأمور في الجنوب وأقصد هنا المناطق الملتهبة؟ ما من شك أن الدولة ممسكة بالأمور، لكن ولأننا تعودنا على الشمولية نعتقد مثل هكذا اعتقاد، في ظل الديمقراطية يكون الحكم صعباً جدا والتعايش مع الحكم في ظل الديمقراطية صعب أيضاً، فلو جمعنا كل من كان يحكم الجنوب ومن يروجون باسمه اليوم ويدعون وصايتهم على الجنوب، لن يستطيعوا حكم ثلاث مديريات أو أربع، لماذا؟، أنظر إليهم اليوم وهم في الشارع كيف يتصارعون وكل واحد منهم يقصي الآخر والتشكيك والبحث عن الظهور والنجومية، وكل ما وجدت هذه الأمور في أي كيان سياسي أو اجتماعي أو غيره لن يصل إلى شيء أبداً . لماذا لم يستمع النظام للدعوات الأولى والمبكرة عندما كانت تطرح كلها في إطار الوحدة، سواء إصلاح آثار حرب 1994 أو إصلاح مسار الوحدة أو المطالب الحقوقية المختلفة للمتقاعدين والعاطلين وغيرهم؟ حتى هذه الدعوات والحوارات تذهب باتجاه السياسة والمحاصصة والتقاسم وكل الأحزاب تبحث عن حصتها، لم نر أي حوار أو مطلب في السابق يتحدث عن ضرورة إصلاح وضع الجانب الاقتصادي، وكل ما يطرح هو عن قائمة الانتخابات والسجل الانتخابي والكرسي، والحكم . هل تطرحون في الحزب الحاكم مثل هذه القضايا لدى قيادتكم العليا؟ بالتأكيد نطرح لهم ونناقشها معاً، لكن دعني أؤكد أننا نواجه مشكلات كثيرة كالحوثيين التي تأخذ طابعاً سياسياً ودعماً من الخارج ومثلها مشكلة القاعدة والمحافظات الجنوبية أيضاً، وكلها تسبب عبئاً على الاقتصاد . ماذا عن المستقبل، هل أنت متفائل بتحسن الأوضاع، وما هو مستقبل الحراك؟ الحراك وصل إلى طريق مسدود، نتيجة خلافات قياداته وتصارع مكوناته، لو رافق هذا الوضع إصلاحات اقتصادية لتجاوزنا المشكلة، لأن أساس القضية كما قلت سابقاً هي قتل فراغ عند هؤلاء الشباب فنحن نعيش في أوساطهم ونعلم حقيقة الأمور، فهم أهلنا وأقرباؤنا أولاً وأخيراً وليسوا أجانب، وأتمنى من أعضاء لجنة الحوار الوطني أن يستوعبوا المشكلة وأنها اقتصادية بالدرجة الأولى، لأن الناس عندما دخلوا الوحدة كانوا يأملون تحسن وضعهم المعيشي، الناس طعموا الحرية ولكننا لا نريدها أن تتحول إلى فوضى، ومشكلتنا ونحن نستمع إلى قياداتهم السابقة مثل علي سالم البيض نجده يتحدث بذات الخطاب الشمولي السابق ولم يتغير أبداً . لماذا تضعون في هجومكم على الجميع أحزاب المعارضة (اللقاء المشترك) والحراك الجنوبي معاً في سلة واحد، مع أنهم يختلفون؟ جميعنا يعرف أن البداية الأولى للحراك كانت بأدوات أحزاب المشترك (المعارضة اليمنية) وهي من أججت للحراك ودعمتهم، نحن حذرنا المعارضة أن هؤلاء يحملون ثقافة رفض الآخر أياً كان، أرادوا أحزاب المشترك كمظلة فقط وحينما تحرك الشارع حولوا مطالبه الحقوقية إلى سياسية، وعليه نكررها لابد من إصلاح أوضاع الناس المعيشة، لا بد من إعادة ما نهب من ممتلكات وأراض وغيرها من القضايا . http://www.alkhaleej.ae/portal/9eeff...f054be78f.aspx |
............
|
رئيس فرع تاج بالجنوب يستغرب اختصار مقابلته مع الخليج و وكالة أنباء عدن تنشر النص الأصلي للمقابلة السبت / 25 سبتمبر أيلول 2010 عدن (عنا) - حصلت وكالة أنباء عدن على النص الأصلي للمقابلة التي أجراها الصحفي "عبدالرقيب الهدياني" لحساب مكتب جريدة الخليج في صنعاء، مع القيادي بتاج ورئيس فرع الجنوب صالح اليافعي, والتي نشرتها في عددها الصادر اليوم السبت 25سبتمبر أيلول 2010. وقال اليافعي في تصريح لوكالة أنباء عدن (عنا) مستغرباً: "كان حرياً بمكتب الصحيفة ومراسلها الالتزام بالاتفاق السابق المتعلق باشتراط عدم حذف أي كلمة أو جملة" وتسائل بطريقة ساخرة "هل النشر لا يتم إلا عبر الامن القومي اليمني؟". وكالة أنباء عدن تنشر نص المقابلة كاملة بدون حذف أي فقرات منها كما تنشر صورة "صالح اليافعي" لأول مرة على شبكة الانترنت: رئيس التجمع الجنوبي الديمقراطي(تاج) في جنوب اليمن لـ(الخليج): نأمل إن تتحرك الشرعية الدولية و الأقربون بالخليج بشأن ما يعانيه شعبنا بالجنوب ولا يمكن أن ننتصر لحقوقنا بظلم الآخرين والعدوان عليهم خليجي 20 سيكون فرصه لنا كحراك جنوبي أن نظهر نضالنا السلمي الحقيقي الذي يحاول نظام صنعاء تشويهه وندعو جماهيرنا للزحف إلى عدن صالح اليافعي من مواليد 26 مايو 1973م متزوج وأب لــ 6 أطفال ماجستير إدارة إعمال نائب رئيس تجمع تاج فرع دول الخليج 2006 إلى 2008 انتقل للجنوب وعين رئيسا لفرع تاج بالجنوب احد مؤسسي المجلس الوطني لتحرير الجنوب 2008 رئيس الدائرة المالية بالمجلس الوطني 2008 عضو هيئة رئاسة المجلس الوطني 2009 من بين المكونات التي تأسست في العقد الأخير كحركات مناهضة لنظام صنعاء يبرز التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) في بريطانيا، وهو أحد المكونات النشطة اليوم في صف الحراك الجنوبي في المحافظات اليمنية الجنوبية ويدعو لرحيل نظام الرئيس علي عبدا لله صالح من جنوب اليمن. في هذا الحوار الذي أجريناه مع رئيس تاج بالداخل صالح اليافعي يكشف عن جوانب أخرى من نشاط وتصور الحراك للقضية الجنوبية فإلى التفاصيل. حوار/عبدا لرقيب الهدياني * : أنتم في الحراك الجنوبي عجزتم في توحيد الجنوبيين تحت راية واحدة، بعد أن جاء حراككم هذا مناوئاً للوحدة القائمة ،فأنتم تدعون لفك الارتباط لكن روابطكم مفككه. ؟ماتعليقك؟ ** : من قال أن الحراك الجنوبي جاء مناوئا للوحدة...؟ * : لأنكم تدعون لفك الارتباط .. أليس هذا يتعارض مع الوحدة القائمة؟ ** :: ومن قال أننا ندعو لفك الارتباط؟وأي وحدة قائمة تقصد؟ * :الوحدة اليمنية وحدة 22 مايو 1990م، فلا تتهرب من الإجابة وجاوبني على سؤالي إذا تكرمت؟ ** : (ضاحكاً) أصلاَ إذا كان في وحدة قائمة ما كان جاء الحراك *:وماذا تسمي هذا الوضع بالجنوب منذ ما يقارب أربع سنوات؟ أليس حراك؟ ** : نعم ما يجرى بالجنوب منذ الأربع سنوات هو حراك شعبي، ولكن ماذا جرى ويجري للجنوب منذ عام 94م ؟ أليس ما جرى للجنوب هو احتلال عسكري بالقوة من قبل جيش (ج.ع.ي) ، وهذا الاحتلال بدأ من ميدان السبعين ب94م. يوم 27 ابريل 1994م بإعلان الرئيس اليمني على عبدا لله صالح الحرب على الجنوب، ليأتي ذلك مناوئاً لوحدة 22 مايو 1990م التي تمت بين دولتين. إذاً الوحدة قُتلت بالحرب على الجنوب عام 94م..وبعد 25 يوم من مقتل الوحدة،، جاء إعلان فك الارتباط يوم 21 مايو1994م مناوئاً لإعلان الحرب على الجنوب وأعلن الرئيس البيض فك ارتباط جمهورية اليمن الديمقراطية مع الجمهورية العربية اليمنية. وبعد 48 يوم تقريباً من إعلان فك الارتباط وعودة جمهورية اليمن الديمقراطية جاء يوم 7/7/1994م كآخر مرحلة من مراحل الحرب لتسقط كامل أراضي جمهورية اليمن الديمقراطية تحت سلطة احتلال الجمهورية العربية اليمنية. وبعد أكثر من 13 عام من سقوط دولة الجنوب جاء الحراك كنتاج طبيعي مناوئاً للاحتلال،من ذلك يظهر جليا للشخص العادي فما بالك بمثقف وصحفي مثلك أن الحراك جاء مناوئا للاحتلال مطالبا بالتحرير والاستقلال التام باستعادة دولته الواقعة الآن تحت الاحتلال، *:إذا مضمون قضيتكم الجنوبية هو الانفصال لان حراككم كما تقول لا يعترف بالوحدة القائمة ويعتبرها احتلال، أليس كذلك؟ ** : قضيتنا قضية عادلة ذات أبعاد إنسانية وأخلاقية لأنها تقوم على قاعدة الحق الشرعي والقانوني والإنساني لشعب الجنوب باستعادة دولته وأرضه وهويته وثروته وحريته وتاريخه، لذلك فمصطلح الانفصال لا ينطبق على قضيتنا بالجنوب لان مضمون قضيتنا يتمحور حول تحرير الجنوب واستقلاله واستعادة الوطن والهوية والأرض والتاريخ ممن احتل الأرض واستنزف الثروة, وكما ذكرت لك سابقا إن الوحدة السياسية التي تمت بين دولتين عام 1990م انتهت بإعلان الحرب على الجنوب واحتلاله في العام 1994م. إذن الجنوب الآن واقع تحت احتلال. *: ولكن فصائل الحراك لم تتفق على شعارات موحدة فهذا يقول احتلال واستقلال-وذاك يقول تحرير وفك ارتباط و استعادة الدولة كيف تفسر هذا التضارب ؟ ** : ليس هناك اي تضارب فعندما نقول احتلال فهذا هو الواقع إن شعبنا بالجنوب يقع اليوم تحت وطأة احتلال غاشم يعيشه منذ العام 1994م. أما فك الارتباط فقد تم في 21 مايو 1994م فلا اعلم عن اي ارتباط يطالب البعض بفكه، قد يكون ارتباطهم مع بعض العناصر بصنعاء إما ارتباط دولتنا مع صنعاء فقد انتهى وقضي الأمر. وبما أن دولتنا قد فكت ارتباطها مع الجمهورية العربية اليمنية فأصبحت تحت الاحتلال منذ 16 عام، فإننا معنيين فقط برفع شعار تحرير أرضنا واستقلالنا التام والناجز باستعادة دولتنا كاملة السيادة. *:ولكنكم في الحراك الجنوبي لازلتم مشتتين ومتفرقين كقوى ومكونات وعجزتم في التوحد تحت راية واحدة؟ ** : الحراك الجنوبي هو ثورة شعبية والشعب يهتف بالتحرير والاستقلال ولم يكن يوما موحدا مثل ما هو عليه الآن بالجنوب،شعبنا موحد الهدف ولكن المشكلة هي بمن يقود هذا الشعب ،ومشكلة عدم توحد مكونات الحراك هي مشكلة قيادة لأنها بالفعل عاجزة أن تبلور نضال شعبنا وجماهير الحراك في إطار سياسي موحد يحمل القضية وأهدافها بشكل واضح للرأي العام المحلي والدولي . *: ألا يثبت هذا ان الحراك أدى إلى تقسيم الشعب في الجنوب؟أرجو أن تكون واضحا في إجاباتك.. ** : لا اعلم عن أي تقسيم تتحدث وجماهير شعبنا بالجنوب تخرج موحدة في المهرجانات والفعاليات وهي تهتف وتردد "ثورة ثورة ياجنوب" وبرع برع ياستعمار" وبلادي بلادي بلاد الجنوب وجمهورية عاصمتها عدن" وكثير من الشعارات والهتافات ،ألا يثبت هذا أن الحراك كحراك شعبي جاء موحدا على العكس مما تقوله. *:ولكن الشعب الذي تتحدث عنه بالجنوب منقسم بين مؤيد للحراك ومعارض له .ألا يعني ذلك مزيد من التفرق والتشتت؟ ** : هذا أمر طبيعي أن يوجد المؤيد والمعارض لأي عمل أو فكرة جديدة عند بدايتها.وإذا عدت للتاريخ ستجد ان المجتمعات كانت تنقسم فيما بينها عندما تظهر حركة أو نظرية وثورة أو دعوة جديدة في شتى المجالات اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية حتى الرسالات السماوية انقسمت المجتمعات أمامها أيضا فعندما جاء الأنبياء والرسل بدعواتهم ورسائلهم، الم ينقسم الناس بين مؤمن وكافر في بداية الأمر فتفرقت الناس وتشتت حينها ،فهل تراجع الأنبياء والرسل وتركوا ما اتو به لان هذا الأمر فرق ألامه والناس بين مع وضد .وهذا الأمر حصل مع الأنبياء والرسل ،فما بلك بما نحن فيه الآن وما يدعو له الحراك الشعبي الجنوبي ان يجد العدو ويوجد الصديق ويوجد الانتهازي المنافق ،ونجد من يؤيد وأيضا من يعارض، وباعتبارك صحفي ومطلع يمكنك المقارنة بين بداية الحراك الجنوبي منذ أربع سنوات وكيف تطور من مطالب حقوقية فردية إلى مطالب سيادية وتحول إلى ثورة شعبية وجماهيرية جنوبية تطالب بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة .وحقق التفاف شعبي وجماهيري يزداد يوما بعد يوم وافرز الكثير من النتائج لصالح الجنوب وقضيته وأهمها على الإطلاق تجسيد القضية للراي العام المحلي والدولي وتعاطي الإعلام معها كأمر واقع لايمكن تجاهله وهناك الكثير والكثير . *: الحراك الجنوبي يعاني من العفوية والارتجالية وتحكمه العواطف.. هذا كلام ورد على لسانك في حوار صحفي سابق، هل تعافى الحراك مما ذكرت، أم أنها أمراض مزمنة لازال يعاني منها رغم كل هذه السنوات من مسيرته؟ ** : قلت لك سابقا الحراك الجنوبي هو ثورة شعبية والشعب يهتف بالتحرير والاستقلال ولم يكن يوما موحدا مثل ما هو عليه الآن بالجنوب،شعبنا موحد الهدف وجماهيرنا تخرج موحده وبصدور عارية تتحدى الآلة العسكرية الهمجية لقوات الاحتلال لأنها اختارت الطريق السلمي وقدمت المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى والمعاقين، ان المشكلة هي قيادية بالدرجة الأولى وهذه الجماهير الحراكية لابد لها من تنظيم وتوجيه لتسير وفق خطط وبرامج وهذا الأمر لن يأتي إلا بوجود قيادة موحدة وحكيمة توحد الصفوف والجهد والعمل على أسس سليمة وبرنامج سياسي واضح ينقل هذا الحراك من العمل العاطفي والحماسي والعشوائي إلى عمل مخطط ومنظم يؤمن نجاح ثورة شعب الجنوب التحررية ويحدد ملامح الدولة القادمة في الجنوب لنصبح يداً واحدة تسير بمشيئة الله إلى الهدف الأسمى الذي طالما حلم به شعبنا الجنوبي وهو الاستقلال والتحرير واستعادة دولتنا الجنوبية المستقلة. *:وفي حال تشكيل قيادة موحدة للحراك تعتقد انه كفيل بإنهاء هذه الأمراض؟ ** : اي عمل مهما كان لابد له من قيادة مخلصة و ناضجة ومسئولة ومتخصصة لان القيادة على ما أتذكر كمفهوم إداري تعرف بأنها القدرة على التأثير على الآخرين وتوجيه سلوكهم لتحقيق أهداف مشتركة للوصول إلى الأهداف المرسومة. . وجود قيادة موحدة تسير وفق أهداف مرسومة وبرنامج ونظام محدد في شتى الأصعدة ينهي كل الإعمال التي تتسم بالعشوائية والارتجالية والانفرادية والتسرع والعاطفية والأعمال الغير مدروسة ويصبح حراك مخطط ومنظم يسير وفق برامج وانظمه محدده سلفا. *: أعلن باعوم مؤخرا انضمامه لمجلس الحراك السلمي – رئيسا له - وهو المكون الأبرز منذ ظهور علي سالم البيض ، أنتم في المكونات الأخرى وأقصد (تاج ـ المجلس الوطني ـ الهيئة الوطنية) ماذا بقي لكم ، لماذا تصرون على البقاء والتعدد مع كل هذا الاستقطاب الذي يلاقيه مكون علي سالم البيض؟ ** : أولا السيد الرئيس البيض هو رئيسا للجنوب وليس رئيسا لمكون أو فصيل جنوبي ونتمنى عدم الخلط المتعمد من قبل البعض لهذا الأمر. وبشان بيان باعوم الأخير الذي دعا فيه إلى الحوار والتوحد بصفته رئيسا لمجلس الحراك السلمي فإننا في التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج بالجنوب نبارك اي عمل من اجل وحدة الصف الجنوبي وبمشروع واضح من اجل الاستقلال وخاصة الدعوة التي أتت من قبل الزعيم باعوم وعلى أساس إشراك جميع القوة الوطنية والشخصيات الاجتماعية والقبلية ورجال الأعمال والاكاديمين والمستقلين ولا ينحصر على بعض التكوينات مع ضرورة عدم الإقصاء أو محاولة سيطرة فصيل على العملية السياسية دون آخر. *: انتم في تجمع تاج أعلنتم موقفكم من قضية الجنوب في مرحله لم يتجرأ احد ان يعلنها هكذا تصفون أنفسكم، ولكنكم فشلتم في عقد مؤتمر عام لتاج بعد مرور أكثر من ستة أعوام على تأسيس تاج عام 2004م؟وماذا يميزكم عن غيركم من مكونات الحراك؟ ** : تجمع تاج هو فصيل مهم ورقم صعب بالمعادلة السياسة والتحررية الجنوبية حاضرا ومستقبلا ويعمل في الداخل وبقوة وقد تحمل المسئولية على عاتقه منذ العام 2004 ويتواجد في جميع محافظات الجنوب ويعمل بشكل سري أكثر منه إلى العلني ولدية قاعدة واسعة من الاكاديمين والمشائخ ورجال الدين والمثقفين وهو الحزب الجنوبي الوحيد الذي أعلن الاستقلال مبكرا في وقت كان الآخرين يقولون ان ذلك نوع من الانتحار ،وعمل قيادة تاج وأعضائه على تقديم قضيتنا الجنوبية إلى المؤسسات والمحافل الدولية على أنها قضية عادلة وهذا العمل حرك الشعور بالهوية الجنوبية وكسر حاجز الخوف عند البعض وقدم ملفات متكاملة عن كل جرائم نظام الاحتلال،وبالنسبة لتعثر عقد مؤتمر تاج في الخارج فهناك عدة ظروف منها تواجد قيادات تاج في بلدان مختلفة وأسباب أخرى ،ولكن في القريب العاجل وعندما تنتهي فروع تاج من إعادة تشكيل هيئاتها سيعقد مؤتمر وهناك ستشكل لجنة في الفترة القادمة للإعداد لمؤتمر تاجي وإعادة الهيكلة التنظيمية وبالنسبة للداخل هناك صعوبة في عقد المؤتمر العام لتاج لأسباب أمنية باعتبار أرضنا تحت سلطة احتلال،ولكن يمكن عقد مؤتمر عام مصغر(كونفرنس تاجي) لان اللائحة الداخلية لتاج الداخل تنص على انه في حال تعثر عقد مؤتمر عام لتاج لأسباب أمنية فانه يحق للقيادة العامة عقد مؤتمر مصغر بأعضائها ولها صلاحيات المؤتمر العام ، وبالنسبة لما يميزنا عن فصائل الحراك ان تجمع تاج هو تنظيم سياسي له برنامج سياسي واضح ولائحة تنظيمية ويقوم على أساس العمل المؤسسي الحزبي المنظم فيه انضباط والتزام وشروط وسرية بينما المكونات الأخرى في الساحة الجنوبية هي عمل جماهيري شعبي. *: لم تظهر قياداتكم التاجية في الداخل ولأزل نشاط تاج وعمله يتميز بالغموض والسرية وخصوصا منذ ظهورك العلني كرئيس لتاج بالداخل الجنوبي فلا بيانات ولا خطابات حادة كماهو حاصل مع تاج الخارج هذا يقودنا لسؤال هل هذا الهدوء جزء من إستراتيجيتكم في الداخل ولماذا اخترتم ان تعملون كتجمع تاج في الداخل بشكل سري؟ويقول البعض إنكم في تاج لا وجود لكم جماهيريا؟ما تعليقك؟ ** :"نحن كقيادة لتاج الداخل قررنا انه لا بيانات ولا تصريحات لأن الأمر عمل تنظيمي داخلي يخص تاج الداخل وليس للنشر والاستعراض، ، قد روضنا أنفسنا على الصبر، ومواجهة الشدائد،واحتمال المكارة ،.بالعزم والسرية والكتمان.. والالتزام بأهداف التجمع والتقيد الكامل بخطه السياسي ..في ظل وجود عدو قوي ..ومعركة تحررية ضارية غير متكافئة..وليست قصيرة.. فان ذلك يحفظ خطواتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر. والبيانات التي صدرت كانت باجتهادات عاطفية وحماسية من البعض ولم نحاول الرد عليها ولكن أصبحت اليوم في موضوع كان وما يهمنا هو المستقبل.وللأسف البعض لم يستطيع يفرق بين العمل الميداني والسياسي وإدارة الصراع وبدلا ان يقوم بمهمته ومكانه الصحيح اخذ أكثر من طاقته واستيعابه وأصبح هو القائد والسياسي والإعلامي ومدير الصندوق وبهذا البعض احرق نفسه بالا ناء للأسف الشديد والبعض أدرك ذلك وتراجع ونحن في الداخل لن نقحم كوادرنا وعناصرنا بهذا ونعتبر ان المرحلة القادمة ستكون للعمل المؤسساتي وإدارة الصراع في جميع المجالات وستفرز قيادات وكوادر متخصصة تتطلبها المرحلة ، *: من تقصد بالبعض الذين لم يستطيعوا التفريق بين العمل الجماهيري والسياسي هل بتاج أم الحراك؟: **: يا عزيزي الكثير من القيادات والعسكر فقدوا العطاء ولم يستطيعوا مواكبة المرحلة الراهنة ومنهم الكثير أيضا بتاج نفسه ، فعمل الخارج يحتاج كوادر وعمل متخصص وليس أصحاب بطولات ومناضلين وثوار وهؤلاء نحتاجهم بعمل الداخل وليس بالخارج وأفضل لنا ولهم ان يستقلون أسرع طائرة ليعودوا للداخل ويشاركون الجماهير بالميدان كما حصل مع باعوم الذي عاد بعد عام ونصف من العلاج. *: قيادات وفصائل الحراك واقصد بعضها هددت بإفشال خليجي 20 بعدن والبعض طالب بنقله من اليمن ، أنت كيف ترى ذلك وماهو رأيكم بخليجي 20 بعدن؟: ** : لم نسمع أن أحدا هدد بإفشاله من قيادات الحراك ونحن نرى أن هذا عبارة عن بطولة رياضية وليس سياسية ومؤشرات إقامته بالجنوب بعدن جميعها تشير إلى انه سيفشل إقامته بعدن وقد ينتقل لدولة خليجية ، وان تم خليجي 20 بعدن سيكون فرصه لنا كحراك جنوبي أن نظهر نضالنا السلمي الحقيقي الذي يحاول نظام صنعاء تشويهه وندعو جماهيرنا بالحراك إلى الزحف إلى عدن للتظاهر السلمي وإقامة الاعتصامات السلمية حتى يرى إخواننا في الخليج حقيقة قضيتنا وسنجعل المدرجات جنوبية والساحات في عدن وسنتحدى آلة القمع العسكرية ، فهذا عمل سلمي والبطولة رياضية وسوف ننسق مع بقية المكونات لعمل موحد ومخطط . * : حركات التحرر الأولى في ستينيات القرن الماضي مثل ما حدث في جنوب اليمن،هي نتاج إرادة عالمية، والعالم العربي والدولي كله اليوم مع وحدة اليمن، ويدعم النظام الحاكم بتأكيد علي سالم البيض، فعلى ماذا تراهنون؟فلماذا تصرون على التمسك بمطلب غير مرغوبا فيه لدى الجيران والعالم؟ ** : حقنا بالحرية والاستقلال حقيقة ثابتة لأتقبل إلا نفسها، لذلك نحن نراهن على حقنا الشرعي والقانوني والإنساني بما نمتلكه من قضية عادلة، نراهن على حقنا بالتحرير والاستقلال واستعادة وطننا وهويتنا وأرضنا،نراهن على حقنا برفض الظلم والاضطهاد والاستعمار وحكم الآلة العسكرية، نراهن على حقنا بالعيش في مجتمع مدني متحضر يحترم حقوقنا ويحفظ كرامتنا، نراهن على حقنا بالعيش بدولة حديثة تحكمها المؤسسات الحديثة يكون للقانون والنظام السيادة فيها،نحن نراهن على وعي شعبنا الجنوبي ووحدة جماهيره القادرة على الصمود بوجه الاحتلال ومتابعة مسيرة النضال السلمي حتى نيل الاستقلال ،نراهن على تلك الجماهير التي قدمت مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعاقين و خرجت تتحدى الآلة العسكرية. نراهن على قوتنا ووجودنا على هذه الأرض. . لذلك سيدي ان كان حقنا بالحرية غير مرغوب فيه عند العالم الخارجي فما هو المرغوب لنا كشعب يرزح تحت الاحتلال، فان كانوا كذلك يعتبرون حريتنا وكرامتنا واستقلالنا وعيشنا بكرامة غير مرغوب فيها فهذا يعني ان العالم يجيز لنظام صنعاء ان يستمر بعملية الإبادة لشعب الجنوب ويستمر بطمس الهوية ونهب الثروة واستعباد الشعب. كذلك ان كان هذا العالم الذي اصدر قرارين امميين 924و931 في العام 1994م يجيز احتلال دولة لاخرىويعتبر حقنا بالاستقلال واستعادة دولتنا غير مرغوب فيه فهو يؤسس لنظام جديد في العالم لا سيادة لأحد على أرضه والقوي يأكل الضعيف. لذلك سيدي وان كنا نأمل إن تتحرك الشرعية الدولية ويتحرك الأقربون إلينا من إخواننا العرب والأكثر قربا أيضا أخواننا بالخليج بشان ما يعانيه شعبنا بالجنوب. إلا أن هذا ليس رهاننا، فنحن في حقنا الشرعي بالحرية والاستقلال واستعادة دولتنا لا نراهن على احد إطلاقا. حتى ان كان العالم يستمتع وهو يرى شعبنا بالجنوب يتعرض للقتل والاضطهاد، فان ذلك يقوي عزيمتنا ويقوي إيماننا بقضيتنا لان رهاننا الأكبر على قوتنا بالداخل كأصحاب حق لأننا الأقوياء وسننتصر بإذن الله بمشروعنا مشروع التحرير والاستقلال مع كل القوى التي تؤمن بهذا المشروع، ولن يأتي النصر من الخارج بل من الداخل بقوتنا وتوحدنا وبتعزيز نضالنا السلمي ووجودنا الثابت على هذه الأرض ،حينها سنجبر العالم ا ن يأتي ألينا لا أن نذهب إليه ونبحث عنه. * : هل سيستمر خياركم سلمياً أمام كل هذه المراهنات التي ذكرتها؟ ** : خيارنا ونهجنا النضالي في الجنوب هو سلمياً حتى ننال حريتنا واستقلالنا ودولتنا الجنوبية. ولكن إذا تعذر الخيار السلمي سنستعمل حقنا المشروع فما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بها. *:ولكن يتخوف المراقبون من ان الحراك الجنوبي يتجه نحو الفوضى والعنف فأحداث القتل والتقطعات في مناطق الجنوب صارت مادة يومية في متناول وسائل الإعلام والفضائيات؟ ** : منذ بدء الحراك سقط أكثر من 300 شهيد ومن الجرحى بالآلاف وهذا على يد قوات الاحتلال فلماذا لم يتجه الحراك للفوضى والعنف ولا زال مستمرا بنهجه السلمي.. وعليك أن تفهم سيدي أن من تجرع الظلم والاضطهاد لن يفكر أن يظلم غيره آو يمارسه على احد وهكذا حراكنا فهو حراك عادل وليس ظالم لأننا نريد أن نأخذ حقنا بالحق ننتصر به ولا يمكن أن ننتصر لحقوقنا بظلم الآخرين والعدوان عليهم. وللأسف كثير من الأعمال التي تسيء إلى نضالنا وحراكنا وتتم بين الحين والأخر ببعض مناطق الجنوب من قبل عناصر هي ابعد من ان تنسب للحراك الجنوبي وكان الحراك قد أدانها جميعها، فليس من مصلحتنا هذه الأعمال لأنها تسيء إلينا وتشوه صورة حراكنا النقي والصادق وهذه الأعمال هي من صنع أجهزة النظام الاستخباراتية والأمنية حتى تظهر صورة الحراك مشوهة والدليل أن كثيرا من العناصر التي تمارس هذه الأعمال تتحرك بحرية وأمام أعين الأمن بل برعايتهم وحمايتهم ودعمهم. * :ماذا عن تواجد القاعدة وعناصرها في مناطق الجنوب ورسم الجنوب بلون القاعدة في وسائل الإعلام ،واثر هذا على الحراك وتعاطي العالم معه؟ ** : إن كنت تقصد قاعدة أسامة بن لادن فلا توجد بالجنوب * :وأي قاعدة غير ذلك تقصد ** : قاعدة دار الرئاسة في صنعاء قاعدة علي محسن الأحمر التابعة للفرقة الأولى مدرع. |
اقتباس:
من خلال متابعتي لمشاركاتك..أجدك في الغالب تتداخل في أي موضوع أقوم بطرجـه..وغالبا ما تكون مداخلاتك [ ناشزه ] ، فوجدتني للحقيقة في حيرة من أمري عن الأسباب والدوافع التي أنت عليها تجاهي.. أستطيع أن أجاريك في الشق الشخصي الذي تتخذه..لكني [ عمداً ] أتجاهلك لتستمر في إحراق ذاتك وأن تكون في حسرات الغيرة في قلبك حتى تحترق من ذاتك.. لديك عقدة نفسية من شيئ إسمه صالح اليافعي لكنكلم تستطيع ان تعلم اي صالح تريد..والمؤسف بأنك لن تستطيع أن تكشف من أنت حتى نعلم من يقف خلف الشاشة..فهل لديك جرؤة لتعريف الناس بمن تكون.. يا جنوبي : صالح اليافعي رئيس تاج يختلف عن القلم الحر..فأنا مواطن مسكين لا ناقة لي ولا جمل في المحفل السياسي البتـة..بيد ان كل الذنب بأن إسمي الحقيقي كإسم الأخ القلم الساخر فقط.. الآن هل لك ان تكشف عن إسمك...وهل لك أن تعرف من غريمك وتحدده..فأن كان القلم الساخر رئيس تاج غريمك فلتذهب إليه..وأن كان القلم الحر غريمك فآتني بإسمك لأعرف أسبابك العدوانية..لأنك إن إستمريت على هذا التخبط ستكون إضحوكة الجميغ لأنك لم تستطيع التميز بين الإثنين وباتت مشكلتك مع كل من يحمل إسم [ صالح ] عدا الرئيس الصالح فقط..:D أمانة إني راثي عليك بقووووة.:p |
شكرا على الموضوع ولكن أين يوجد جنوب اليمن ؟؟..اللي اعرفه هو الجنوب العربي العظيم
|
اقتباس:
|
تحيه للاخ القلم الحر على النقل
والمطلوب هوا التوحد في اطار سياسي وقيادة موحدة والتخطيط العقلاني بخطواة مدروسه وتحركات ملموسه توصلنا الى شاطى الاستقلال ودمتم |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.