![]() |
اقتباس:
شكرا لتفهمك ,,, والإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية !! |
عزيزي .. أنا الشعب
نعلم ويعلم الكثير ان القضية الجنوبية ، قضية تعيش أوضاع يمنية عامة معقدة للغاية ، تداخلت فيها التحالفات والانتماءات والعلاقات والمصالح القبيلة و الحزبية والمناطقية والشخصية ، لدرجة يصعب معه فك تلك التعقيدات وكذلك في ظل ظروف سياسية جنوبية هي الأخرى أكثر تعقيدا ، نظرا لجملة من التراكمات التاريخية المتسمة بالصراعات الدموية بين التيارات السياسية على مدى حقبة حكم النظام الجنوبي الممتد من 1967 حتى 1990م . هذه الأوضاع هي من معطيات الواقع الذي يتوجب الاعتراف به اولا ، حتى نتمكن من التوجه للحلول المناسبة . من أكثر ما يرجح كفة الشمال على الجنوب ، هي تلك الامكانيات الهائلة لدى النظام في صنعاء سواء المادية او العسكرية او الاعلامية التي يسخرها ضد الحركة النضالية الجنوبية ( الحراك الجنوبي ) الذي يعاني في الاصل من ضعف بسبب تشتت قياداته وأنانيتهم وحالة من عدم الثقة تسود علاقاتهم النضالية ( ؟ ) . مع الملاحظة ان هناك التفاف واحتشاد شعبي جنوبي كبير وإصرار أكيد نيل واستعادة دولة الجنوب . هذا هو الواقع المشاهد بكل تعقيداته ، وفوق كل ذلك هناك فكرة أو شعار يحشد له النظام بكل قوة وهو الوحدة أو الموت . حسنا ، فإذا كان هذا هو المشهد كما يبدو في اليمن والجنوب ، هل علينا التسليم بمنطق استحالة تحقيق هدف الحراك ، واختزال القضية برمتها تحت فكرة الاستحالة وكأنك وضعتنا أمام خيارين لا ثالث لهما ، إما الرضا بهذا الواقع بكل موبقاته وإما الموت المحتوم . وهذا بالطبع مجافي لحقائق التاريخ المليء بالتجارب المماثلة والتي انتصرت في نهاية المطاف قضايا الشعوب على المستعمر . كما أن نظرتك لأصل القضية مخالفا لطبيعتها وحقيقتها ، فالقضية من منظورنا أنها قضية بين دولتين أحداها غدرت بالأخرى وانقلبت على الاتفاقيات ثم شنت حربا عسكرية قبلية دينية واجتاحت الشريك الآخر ، بما جعل الوضع القائم في الجنوب بعد ذلك كونه إلا احتلالا محضا . هذا أمر ، والآخر أن قادة الجنوب يستطيعون مواجهة الاحتلال بعيدا الأرضية التي يريدها النظام وهي الصدام الجمعي بين الشمال والجنوب تحت مبدأ الوحدة أو الموت ، وذلك بسبب ان الحراك الجنوبي ليس لديه جيش نظامي ولا مليشيات شعبية ، رغم محاولات النظام العديدة لخلق حالة من الصدامات تؤدي الى حرب أهلية ، لكن الحراك فطن لهذا الفخ ، وأخذ بالتأكييد مرارا وتكرارا ان الحراك الجنوبي هو حراك سلمي حضاري ، ينبذ العنف المسلح بكل صوره . هذا الشعار الذي يتخذه الحراك هو ما افشل مخطط نظام صنعاء الى جر الشعبين الجنوبي والشمالي الى محرقة شعار ( الوحدة أو الموت ) . ولذلك الحراك الجنوبي بكل قياداته يدرك تماما ان سلمية الحراك سوف تضمن بقاء القضية في حالة من الحيوية والوجود ، حتى تتسنى الظروف لتكوين تجمع جنوبي واسع يكون حاملا سياسيا لقضية الجنوب ، مع الاستمرار في سياسية تحييد اهداف النظام في إشاعة الفتنة الجنوبية الجنوبية ، وفتنة المواجهة الغير متكافئة مع قوات النظام ، وابتكار اساليب خارج هذه المعادلة والتي تناسب طبيعة قوة الطرفين ، مثل اللجوء في مرحلة ما الى حرب العصابات ، أو ضرب المصالح الاجنبية مثل شركات النفط الاستثمارية ، وهكذا . لذلك ، تبقى القضية متقدة ومتحركة الى الامام دون ان يكون بالضرورة شعار الوحدة او الموت هو القدر الذي لا مفر منه . |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.