![]() |
اقتباس:
على الجميع قرائت الموضوع من جديد ولكم الشكر |
للموضوع جوانب حوارية كبيرة ... تختلف ادارات تداولها من سياسية وثقافية واعلامية وعسكرية وتجتمع في نظم الفكرة ... ولتجمع تلك الاختلافات ... الطاولة الفكرية ... ويجتمع حولها مفكروا الدولة .... واذ ما كان كاتب الموضوع (بن عطاف ) ببديع صيغة العبارة لديه ... استطاع ان يجمع مجلدات في اسطر ... فليسمح لي نثرها في قليل الاسطر .. وقد تلاحظ اخي الكاتب اني قد اضيف عنصرين للحوار ربما بحسب ما رءايته من قراءتي ... اذ ان الوعي السياسي نتاج تفاعل بين النخب والجمهور عبر مخاضات سياسية واجتماعية طويلة المدى. ولا يجوز القفز على مراحلها التمهيدية لفرض سياسة الأمر الواقع على الجمهور وإجباره على القبول بنظام سياسي جديد لا يعي أبعاده وماهيته وواقعه المرتبط مباشرة بمصالحه الخاصة. وإن تم استغفاله بالأساليب الديماغوجية لتمريره، فلا محال سيرفضه حين يؤثر سلباً على استقراره الاقتصادي والاجتماعي . (والواقع الجنوبي يؤكد هذا) لا يتعلق تطبيق المبادئ الديمقراطية بوجوب مرورها بالمراحل التمهيدية فقط ، وإنما الارتقاء بثقافة النخب السياسية ليكون بمقدورها تسويقها للجمهور . وإن محاولة فرض نظام سياسي معين من خارج الحدود على مجتمع يعاني نقص الوعي والجهل والأمية ، لن يكتب له النجاح إلا إذا كانت الغاية من فرضه دعائية باعتباره مسخاً لنظام أثبت نجاعته في معظم دول العالم ويراد الخروج بنتيجة مبسترة مفادها : إن النظام الديمقراطي لا يصلح للمجتمعات المتخلفة . (وهذه مقولة جبارة للكاتب الربيعي ) أن احتلال بلداً له تاريخ وحضارة وقيم والعمل على هدم مؤسساته القائمة والقفز على مستويات وعي مجتمعه ، فضلاً عن استغلال معاناته من استبداد منقطع النظير بشكل فض بحجة نشر مبادئ الديمقراطية وكيل الوعود الكاذبة له بإقامة نظام ديمقراطي بديل يحكم بالعدل المساواة بين أبناء المجتمع حجة لا تصمد على صعيد الواقع . ولا بد من الإقرار أن الأمم التي تقف عاجزة ( لأي سبب كان ) الدفاع عن بلدانها ضد الاحتلال لن يكون بوسعها استعادة دورها التاريخي لاحقاً ، والقبول بمبدأ الاحتلال ( أي كان دوافعه ) انعكاس عن حالة اللا وعي في التحول من حالة الاستسلام والخضوع لنظام استبدادي تلقى الدعم والمساندة من ذات القوى الشريرة في العالم إلى أخر بديل لا يقل شراً عنه ارتأت إزاحته واستبداله بنظام ( ديمقراطي ! ) وتنصيب حكام جدد يأتمرون بأوامرها . ( ولا تلومو صراحتي ... فهي خبرة استفدتها من الكاتب والدراسات واعترافتكم من قبل .. انكم كدولة رضيتم بالوحدة في ظل ظروف ووعود معينة ) لكن المهم هنا .. وحين ادرك المجتمع فلسفة الثعبان ... واذكركم بقول (( ونستون تشرتشل )) " إن الأمم التي تسقط دفاعاً عن أوطانها، تنهض ثانية والأمم التي تستسلم لن تقوم لها قائمة ". إن تنصيب حكام جدد عبر انتخابات صورية ونظام ديمقراطي (مسخ ) دون وجود ممهدات حقيقية على أرض الواقع الاجتماعي، يفرز بالتأكيد عينات سياسية جاهلة باعتبارها انعكاساً لمجتمع تسوده الأمية والجهل وتنقصه المعرفة بماهية النظام الديمقراطي الذي تم تشغيله بآليات طائفية وعرقية ومحاصصة لم تقفز على نتائج الانتخابات الصورية وحسب ، بل خضعت كلياً لأجندة دولة الاحتلال التي أصبحت هي المحددة لشخوص المرحلة السياسية . إن الدوافع الأساس لدولة الاحتلال في هدمها لمؤسسات الدولة القائمة بحجة إعادة التأسيس لبناء مؤسسات بديلة ومتطورة تتواءم مع ماهية النظام الديمقراطي المراد تطبيقه ، دوافع واهية نظراً لاعتماد النظام الديمقراطي ذاته على أجهزة الضبط والتحكم والدفاع لحماية مؤسساته والتي تعتبر أحدى المستلزمات الأساس لنجاحه ، فلا يمكن الشروع ببناء مؤسسات أمنية ودفاعية بالتوازي مع تبني النظام الديمقراطي لأنه معرض ... لحرب شاملة من القوى المناهضة سواءً على المستوى الداخلي أو الخارجي . وبذلك فإن فرص نجاحه ضئيلة ، فضلاً عن تقهقر ثقة الجمهور بقدرات النظام على توفير الأمن والسلام الاجتماعي وحماية تراب الوطن من العدوان الخارجي . كما لا يمكن الوثوق بقوات وطنية ناشئة غير قادرة على حماية نفسها من أعداء الداخل الدفاع عن تراب الوطن من العدوان الخارجي !. أما الاتفاقيات الأمنية المبرمة فإنها بنودها تفسر لصالح الطرف الأقوى، ويبقى البلد المحتل عرضة لابتزاز دول الجوار وساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية ليدفع المجتمع الثمن بالدم والممتلكات لعدم جهوزية قواته الأمنية والدفاعية أو لربما أريد لها أن تكون بهذا المستوى المتدني من الأداء ليبقى الوطن منزوع السيادة وتستجدي نخبه السياسية العون من دولة الاحتلال. يعتقد (( ديغول )) " إنه أي نظام يعجز عن حماية ترابه الوطني ، يفقد الشرعية ". يكتسب النظام الديمقراطي ( المسخ ) شرعيته من دولة الاحتلال لأنه غير قادر على حماية نفسه من قوى الإرهاب الداخلي والعدو الخارجي ، مما يعزز مطالبنا بضرورة استكمال المستلزمات الأساس للنظام الديمقراطي قبل الشروع بتبنيه وإلا يعد نظاماً مسخاً يراد تسويقه إلى مجتمع ينقصه الوعي اللازم بماهية المبادئ الديمقراطية. وما تم التأسيس له ، لا يصلح لبناء دولة المؤسسات . والنخب السياسة المتفاعلة والمتعاطية معه ... والتي حصدت مكاسب سياسية آنية لن يكون بمقدورها الاحتفاظ بها في ظل تطبيقات جادة لنظام ديمقراطي حقيقي . إن الرهان على نظام ديمقراطي ( مسخ ) يحظى بحماية قوات الاحتلال ، رهان خاسر والكيانات الحزبية المتعاونة معه على حساب الوطن معرضة للمساءلة والمحاسبة حين تنسحب قوات الاحتلال، فالوطن باقٍ والمحتلون راحلون. يقول (( آل غور )) " يجب أن نضع مصالح الوطن العليا فوق المصالح الحزبية الضيقة ". وقد يظن القارئ ان خطابي استفزازي ... او به تطرف .. لكن ذكرت ما ذكرت لأصل الى ما بعد ذلك ... فحين تبلورة فكرة التحرير على ايدي رجالها ... ودافعوا عنها وسقوها بدمائهم ... وراعوا وصولها لاكبر المستمعين حتى منهم من غير لغتهم ... بل واستطاعوا تداول اوراقها عالمياً ... لهو اكبر فخرٍ واكبر ثورةٍ للعصفور على الثعبان ... وبعقله ... واخفاء نقاط ضعفه ... لا اظن ان الثعبان سيصمد كثيراً وكم سيتهالك امام ذكاء هذا العصفور ... ويموت جوعاً او يأكل بعضه ليسد جوعه ... ويتناقص ... ويبقى العصفور رمز الوداعة والجمال ... ويبقى العصفور محافظاً على اجنحته .. وحين تأتي ساعة الصفر ... ( حرب الاستقلال ) وان كانت تؤلم قلبي الاعتراف بقدومها عاجلاً ام آجلاً سيفتح العصفور جناحيه ... ويرفرف بعيداً ويحقق النصر ... ويلتوي ثعبان الاحتلال او ما تبقى منه حول نفسه حافراً قبره بيديه .. ويعود الجنوب دولة حرة لها كيانها واستقلالها بإذن الله تغشاه ... وداعة العصفور وابهار العالم بلطافته وجماله الرباني ... وآسر الآذان بصوته الشجي ... ولكنه يضم تحت جناحيه قلب الاسد ... وفي رأسه عقل عالم ... وتحت مخالبه الطرية قوة دولة . واعتذر للإطالة ... معنى كلمة الديماغوجيا: فهي كلمة يونانية الأصل ذات مقطعين دِيمَا معناها ": الشعب، وغوجيا وتعني القيادة. فهي استراتيجية للحصول على السلطة، والكسب للقوة السياسية من خلال مناشدة التحيزات الشعبية والخطابات الحماسية، مستخدمين المواضيع القوميّة والشعبية. أما اليوم فيعرفه أهل السياسة على أنه مجموعة الأساليب والخطابات والمناورات والحيل السياسية التي يلجأ إليها السياسيون لإغراء الشعب أو الجماهير بوعود كاذبة أو خداعة، وذلك ظاهرياً من أجل مصلحة الشعب، وعملياً من أجل الوصول إلى الحكم. |
كفيت ووفيت ،، بيت شعري أغناك عن كتابة ألف صفحة ....
لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى**** وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهاب |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.