الطيف - الضالع - خاص
يوم واحد فقط هو الفاصل بين استشهاد وتشييع آخر شهداء مذبحة زنجبار ، وبين استشهاد وتشييع شهيد الضالع "محمد مرشد الجحافي" الذي سقط في 25 من يوليو المنصرم خلال مسيرة تضامنية سلمية بمدينة الضالع نظمتها هيئات الحراك هناك للتنديد بمجزرة زنجبار التي حصدت فيها قناصات الاحتلال 23 شهيدا وأكثر من 35 جريحا .
فتشييع اليوم الذي حضره عشرات الالالف من أبناء الضالع وحدها ؛ بعد أن اعتقلت سلطات الاحتلال وقطعت في نقطة نقيل الربظ آلاف القادمين من ردفان ويافع والصبيحة .. قد كان الأبرز تعبيرا عن مطالب وتطلعات أبناء الجنوب قاطبة ، حيث طرز مئات الأطفال المشاركين أعلام الجنوب في صدورهم ورسموها على اجسادهم ، ورفعها الكبار في كل متر مربع بالمساحة التي كان يمر عليها الموكب ، ونصبتها النسوة على أسطح المنازل ونوافذها .



الموكب الذي كان يحمل آخر شهداء وأبطال الجنوب حتى اليوم و(المحبوسين) في ثلاجات الاحتلال .. انطلق من أمام بوابة مستشفى النصر بالضالع العاصمة حتى منطقة العزلة بمديرية جحاف ،وخلال مسافة الثمانية كيلو مترات تنوعت مظاهر وأشكال التشييع التي شكلت الموكب ، فهناك المئات من العربات والحافلات وشاحنات النقل الحاملة للمشاركين تتقدمها وتتأخرها عشرات الدراجات النارية التي خصصت لرفع أعلام الجنوب ، إضافة إلى مئات المواطنين الماشين على الأقدام من الذين كانوا ينضمون للموكب من المناطق القريبة لمروره .
وفي منطقة العزلة بجحاف ووري الثرى جثمان الشهيد الطاهرة وسط حزن عميق خيم على وجوه الحاضرين ، ووسط أصوات ارتفعت هناك لتعاهد الشهيد ومن سبقوه إلى هذه الحفرة بالسير نحوهم وحمل لوائهم دون تخاذل أو تراجع مهما طالت السنون أو تباعدت الخطى نحو الهدف المنشود . وقد طالبت شعارات المشيعيين الأمم المتحدة بتفعيل قراراتها المتعلقة بقضية الجنوب المحتل ، كما طالبت مجلس قيادة الثورة السلمية الاستمرار والتصعيد للنضال حتى نيل "الهدف الذي من أجله نشيع هولاء الابطال" هذا وقد ازداد المهرجان والتشييع قوة وهيبة بحضور عدد من قيادات ورموز الحراك الجنوبي وثورته السلمية يتقدمهم المناضل ابن المناضل شلال علي شايع هادي رئيس مجلس قيادة الثورة ونائبه عبدالله مهدي ، والدكتوران يحيى الشعيبي ومحسن وهيب المحاضران بجامعة عدن والمحامي يحيى غالب الشعيبي ، وجمع غفير من الناشطين السياسيين .