أخي الفاضل عرين الأسود أشكرك على مواضيعك المفيدة والمميزة والتي تتطلع دائما إلى المستقبل ولاتقف عند حدود الحاضر وهذه ميزات كتاباتك أنت والأخ الشيبة
ولكن إسمح لي عزيزي أن أعترض على فقرة لاتتناسب مع مقالك التوعوي الهام على الإطلاق لأنها عامل هدم وليست عامل بناء رغم أنني أجزم بأنك لم تقصد ذلك
واعتراضي هو على قولك بأن "قضية الجنوب ليست ظاهرة على السطح وأنها لم تعد قضية تهم العالم"...
وإنني أؤكد لك خطأك الكبير جدا في مثل تصورك هذا للقضية الجنوبية لأن ماتقوله هنا هو ترديد عن غير قصد لأكاذيب الأبواق الإعلامية المعادية ...
ولو كانت قضيتنا كما تدعي تلك الأبواق ليست في قائمة اهتمامات المجتمع الدولي فإنه لن يكلف نفسه وسعا في بحث الحلول لها والطلب مرارا وتكرارا من الجنوبيين للإنضمام للحوار اليمني وكان سيكتفي بموقف المتجاهل تماما للقضية الجنوبية وهذا مالم يحدث أبدا
علينا أن نفهم بأن المجتمع الدولي يخشى من الإنهيار في المنطقة ولذلك فإنه خطواته بطيئة نحونا على أمل أن يكسبوا الوقت
لإعادة إستتباب الأمن والإستقرار في الجمهورية العربية اليمنية خوفا من تأثير أزمتهم المستفحلة على الجيران الذين توجد لديهم مصالح بالمليارات فيها
ولذلك فالمجتمع الدولي لايعلن صراحة تأييده لقضيتنا كما لم يعلن صراحة أنه ضدها ولكنه يراقب الوضع جيدا في الجنوب فإذا شعر بأن زمام المبادرة بأيدي الجنوبيين وأن الموازين انقلبت لصالحنا فإنه سيعلن صراحة تأييده لقضيتنا حفاظا على مصالحهم في الجنوب ...ولاتلتفت لتصريحات من هنا وهناك لأن السياسة لعبة متغيرة وليست ثابتة
ولنا جميعا في أرتيريا الشقيقة عبرة لمن يعتبر.
وبما أن الوضع في الجنوب بدأ ينحى منحىً خطيرا قد يؤدي إلى الإنفجار وبالتالي إلى تدهور الأوضاع ليس على مستوى الجمهورية العربية اليمنية وإنما أيضا على مستوى الجنوب العربي
فإن أي فوضى أو حروب في هذا الموقع الإستراتيجي الهام سيؤدي إلى الإنهيار الذي يحاولون تجنبه وسيكلفهم هم أكثر مما سيكلف الجنوبيين لأنه لايوجد لدينا شيء لنخسره أكثر مما خسرنا...
فلقد خسرنا وطن بأكملة وهوية تاريخية وشهداء بالآلآف وجرحى بعشرات الآلآف وأسرى بمئات الآلآف ولم يعد هناك معنى للتراجع إلى الخلف الآن بعد أن فرضنا أنفسنا على الآخرين طوعا وكرها.
وكما تفضلت بأنه يجب أن نكون مستعدين لما سيحدث قريبا....
وأن نكون متسلحين باليقين بالنصر بإذن الله وبالثبات وبقوة والارادة التي لاتنكسر والعزيمة التي لاتلين مهما واجهتنا من صعاب
لأنني أتوقع أن تواجهنا صعاب أكبر مما نواجه الآن وسنواجه من الإشاعات المغرضة أكثر مما نواجه الآن وسنعاني من التعتيم الإعلامي أكثر مما نعاني الآن وسيتم تسريب السموم عبر الآلة الإعلامية الكثير حتى يكسروا إرادتنا...لهذا علينا أن لانستمع لتلك الأبواق الإعلامية سواءً للإحتلال اليمني البغيض أو للدول الأخرى مهما قالت حتى ولو أوردت حقائق في أخبارها لأنها توظف تلك الحقائق لما يخدم مصلحتها هي فقط فعلى الشعب الجنوبي أن يكون في قمة اليقظة والحذر كما أشرت أنت في معرض مقالك القيم..فالمحتل اليمني البغيض لن يستسلم بسهولة لأنه سيخسر الأموال الطائلة التي يجنيها من الجنوب .
[size="6"]ولذلك قلت في موضوعي "اساليب الحرب النفسية" بأنقياداتهم ساقوا أبنائهم فيما سمي بثورة التغيير لما يحقق مصالحهم الشخصية ...كما أنني أتوقع بأنهم سيسوقونهم إلى محارق قادمة لاناقة لهم فيها ولا جمل باسم الدفاع عن الوحدة وهي في الحقيقة محارق الدفاع عن مصالح الأحمريين الذين يقول الشعب في الجمهورية العربية اليمنية بأنهم هم المستفيدون الوحيدون من ثروات الجنوب فإذا تركوهم وشأنهم يمكنهم القضاء عليهم وبناء دولتهم المدنية التي ستكون عامل استقرار في المنطقة وستتشارك مع دولها في البناء والتنمية وسيعنى ذلك بأن الشعب في الجمهورية العربية اليمنية بالفعل لايستفيدون من ثروات الجنوب... أما إذا تبعوهم فمعنى ذلك أنهم كاذبين وأن شعبهم كله يستفيد من ثروات الجنوب بينما يحرم منها الجنوبيون ...وهنا سيكون المحك الحقيقي وستنكشف أكاذيبهم وسيتعرى كل من يدافع عنهم ويقول بأنه لايوجد عداء لنا مع شعب الجمهورية العربية اليمنية وإنما مع قادتهم فقط...فانقيادهم خلف قادتهم إلى حروب عدوانية كهذه يدل على أنهم يناصرونهم على الباطل وهم يعلمون تماما أنه باطل... ولذلك فهم شركاء قاداتهم في حروبهم وجرائمهم ووحشيتهم ومستفيدون من تلك الحروب ولن نعذر أي أحد منهم كائنا من كان إلا من أعلن براءته من أفعالهم...فالدين وحدة واحدة لايتجزأ...والآيات القرآنية كما تطبق على الكويت وسوريا يجب أن تطبق على الجنوب العربي.[/sizeتحياتي.