هذا ليس نقلاً للفعالية بل هو بعض ما أختزنه القلب من مشاعر سطرتها حال مغادرتي للمهرجان

منذ ساعات الصباح الأولى وبعد صلاة الفجر بقليل ومع أول ضوء لصباح اليوم حضر جمال عبادي ويرافقه ياسر عمر وحضر د. عبدالحميد والأستاذ عبدالله حسن الناخبي وأنور أحمد عبدالله وجمال ناصر وعمر سعيد وعشرات من قيادات هيئة حراك عدن والمجلس الوطني الأعلى وآخرين حضرت قيادات من الهيئة التنفيذية للحراك السلمي في محافظة عدن وكذلك قيادات من حضرموت كأحمد بامعلم وعبدالله اليهري ومجاميع من قيادات ميدانية في مختلف المحافظات في الجنوب وكوكبة من الأكاديميين إلى محيط ساحة الهاشمي للإشراف على التجمعات القادمة من كل صوب وتوجيهها إلى حيث يجب أن تتجمع ، وقد حدث ما أعتاد على فعله نظام الإحتلال المتخلف كل مرة وهو القمع الذي لا يوجد لديه سواه كلغة للتعامل مع الفعل المدني السلمي، فقد قامت قواته بإعتقال مجموعة من الشباب تجمعت في أحد الأماكن القريبة من الساحة ولكنها قبل إعتقالهم أوسعتهم ضرباً بالهراوات الثقيلة ولكن نتيجة الضغط الكبير من قبل المجاميع الكبيرة تم إطلاق سراحهم ..
في تمام الساعة السابعة صباحاً إقتحمت مجموعة كبيرة من شباب عدن وترافقهم مجموعة من شباب المحافظات الأخرى ساحة الهاشمي وهي تحمل لافتات المهرجان ولافتات المجلس الوطني الأعلى مرددة الهتافات الجنوبية التي صار لها وقعاً محبباً على كل نفس جنوبية وسرعان ما تدفقت صوب الساحة من كل أركانها الجموع حتى إمتلأت الساحة وفاضت بالجماهير ، وهنا لم تتمالك نفسها قوات الإحتلال وقامت بإطلاق رشقات من الرصاص الحي في الهواء مع دفقات من مسيلات الدموع على الساحة المملوءة بالجماهير ، وإلتقطت الجماهير الكرة وقامت بمطارة قوات الإحتلال التي فرت هاربة من الساحة إلى مسافة كبيرة خارج محيطها ..
الهتافات الجنوبية تنافس السماء علواً والأهازيج تتردد والفرحة على كل الوجوه فقد إقتحمت جماهير الجنوب الساحة بعد أن إمتنعت عليها لفترة طويلة ..
لم يحدث ما كان يعيب مهرجاناتنا من قبل ، لم يتنافس القادة على الميكروفون ولم يتمسك أي منهم بالمنصة .. جمال عبادي إكتفى بمصافحة الموجودين وترك المنصة ليجلس على كرسي شبه محطم خارجها ود.عبدالحميد شكري بعد قرائته لبيان المجلس الوطني الأعلى كان نجم الحفل اليوم وكأنه عريس تزفه هتافات الجماهير إلى محبوبته أرض الجنوب ... عبدالله اليهري وهو شاعر من شعراء الحراك المجيدين بعد أن ألقى قصيدته راح يبحث عن جمال عبادي ليضع نص القصيدة في جيبه كهدية منه بالمناسبة السعيدة .. عبدالله حسن الناخبي تقفز السعادة من عينيه لتلتقي بمثلها في عيون كل من حوله .. أنور أحمد عبدالله وياسر عمر ورشيد عجينة وبقية القيادات تسير بين الجماهير وعلى وجوههم تلوح بوارق نصر حققوه عندما أرتاحت أقدامهم على ساحة طال الشوق لمد أنفاس جنوبية حرة عليها ...
عناق يتكرر بين الناس وسلام وتحيات تتبادل وبسمات تبدو كما لم تبدو منذ أشهر طويلة .. كلها كانت ميزة لهذا اليوم المجيد ذكرتني بمثله وقد مضت عليه أعوام طويلة تبلغ الواحد والأربعين ..
شاهدت مجموعة من الشباب بعد إعتقالهم وهم على سيارة الأمن بعيداً عن الساحة (في الشارع الرئيسي للشيخ عثمان) ...
سمعت عساكراً جنوبيين يثنون على شجاعة شباب الجنوب عند إقتحامهم للساحة وعند مطاردتهم لرجال الامن المركزي ...
مشهد دخول العميد ناصر النوبة وإستقبال الجماهير له وهتافاتها أثناء إلقاء كلمته ذكرني بأيام جميلة أظنها ستعود ...
كان يوماً جنوبياً خالصاً من لم يشهده سيتمنى لو أنه شهده ..
وبالروح وبالدم نفديك يا جنوب

أخيراً أوجه تحياتي وتقديري لشخص أراد أن يكون جندينا المجهول أكتفي بذكر إسمه الأول وهو عبدالقادر ..
لولا جهود عبدالقادر التي أستمرت لايام وليالي طويلة ما كنا وقفنا اليوم جميعاً في ساحة الهاشمي ، فقد كان هذا الرجل القائد لعملية الإقتحام وهو بحق يعتبر بطل هذا اليوم 30 نوفمبر 2008م ...
إليك يا عبدالقادر ومن معك من الأبطال .. إليكم يا خير من أنجبت أرضنا أسمى تحية

ولكم جميعاً خالص تحياتي