تصريح هام : ضياء خميس المحورق
منذ البدايات الأولى لتفاعلات الشباب وانخراطهم في ركب الحراك الجنوبي وتحديداً في جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل كانت غايتنا تعريف الشباب بقضية الجنوب من الجانب الحقوقي مثل حق شباب الجنوب في التعليم والوظيفة وتكوين الأسرة والسكن أهم شروط العيش الكريم بل هي الحاجات الأساسية للإنسان ( هرمية ماسلو لحاجات الانسان ). وكنا بعيدين عن الجانب السياسي ليس لعدم علمنا به أو عدم مشروعيته ، بل كنا نعتبر أنه في تلك الفترة أي حديث عن الجانب السياسي لقضيتنا يعتبر أحراق للمراحل . وسرنا على هذا الطريق حتى تم اعتقال قيادات الحراك ومنهم الزعيم باعوم والاساتذة أحمد عمر بن فريد وعلي هيثم الغريب والمحامي يحيى غالب الشعيبي ومعهم مجموعة كبيرة من قيادات الحراك وتم ترحيلهم الى صنعاء عاصمة دولة الاحتلال وكشف نظام صنعاء عن أنيابه وقام بحملة الاعتقالات التعسفية في كل محافظات الجنوب المحتل ومديرياته، وخرجت جموع الشباب تهتف بطرد المحتل واطلاق سراح المعتقلين . ولتوضيح الفكرة أذكر هنا موقف حدث معي في تلك الفترة عند اعتقالي في المكلا وكان الاعتقال الأول لي عندما قام مدير البحث الجنائي بالمحافظة بالتحقيق معي وسألني سئوال لم استطع الإجابة عنه وهو ( أنتم في جمعية الشباب والعاطلين عن العمل من المفروض أن تطالبوا في فعالياتكم بالوظيفة . فلماذا تخرجوا في فعالياتكم بهتافات برع برع يا استعمار؟ ألا يتناقض مع أهداف الجمعية؟.) كانت حيرتي كبيرة وصراحتة عجزت عن الاجابة عن هذا السئوال وظللت أردد له أن التمييز بين شباب الجنوب وشباب الشمال هو ما دفعنا الى أن نقول هذا الشعار برع برع يا استعمار.
ومن هذا المنطلق كنا نحن الشباب حينها في صراع داخلي. كيف نكون في جمعية حقوقية ونطالب بمطالب سياسية ؟ونحن على أيمان كبير بقضيتنا بكافة جوانبها الحقوقية والسياسية. ما العمل كي نجعل مطالبنا السياسية ظاهرة للعلن وبقوة؟ في تلك الفترة تم اطلاق سراح جميع المعتقلين من صنعاء وعلى رأسهم الزعيم باعوم وبسرعة تم تكوين المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب . وفي تلك الفترة ولأول مرة ظهر الى العلن مكون سياسي يحمل هدف التحرير الى العلن . فوجدناها فرصة فاجتمعنا مجموعة كبيرة من قيادات جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل على مستوى عموم محافظات الجنوب في العسكرية في يافع وطرحنا فكرة انشاء مكون شبابي يحمل الهدف بالجانب السياسي وتم ترشيخ مجموعة من ستة شباب وكان لي شرف أن أكون من ضمنهم لتشكيل وإعداد النظام الأساسي ولمسات مكون شبابي جنوبي يتبى الجانب السياسي ويحمل راية التحرير وهنا انبثق عن هذه الاجتماعات إعلان ( اتحاد شباب الجنوب). حتى بات الاتحاد رقم يحسب له ألف حساب على ساحة الجنوب وصار يؤرق نظام الاحتلال ليل نهار وأُعلنت الحرب ضد الاتحاد وقياداته حتى زج بمعظم قياداته في غيابات السجون وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الأخ فادي باعوم.
في تلك الفترة وبعد خروج السيد الرئيس علي سالم البيض من صمته بتاريخ 21مايو2009 قررت المجموعة التي بقيت في جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل وهي مجموعة أقولها صراحتة من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني كنا قد أختلفنا معها عند تشكيل الاتحاد في الهدف فكانوا يتبنون هدف الفيدرالية. قررت تلك المجموعة تشكيل الاتحاد الوطني العام لشباب وطلاب الجنوب ويؤيدون خطاب الرئيس رسمياً، في الوقت الذي تأخر بيان اتحاد شباب الجنوب بتحديد موقف الاتحاد من خطاب الرئيس البيض. ما دفع بمجموعات كبيرة من قواعد اتحاد شباب الجنوب في ردفان والضالع ويافع وعدن بالإنضمام الى الاتحاد الوطني العام، ولأن الحزب الاشتراكي اليمني كان يقف بطريقة غير مباشرة داعما هذا الاتحاد الجديد المفرخ ( ماديا وإعلامياً ولوجيستياً) تحقق لهم هدفهم. وما هي إلا أشهر معدودات حتى تم اطلاق سراحنا من المعتقلات ووجدنا مدى الخلاف الذي وصل إليه حال الشباب بشكل عام وبدرجة أسياسية اتحاد شباب الجنوب، وحتى وصل الخلاف بين بعض الشباب لدرجة رفع السلاح في وجه بعضهم البعض، فأرتئينا وبما أن المجموعة الاشتراكية قد أعلنت هدف الاستقلال، فصار من المنطقي أن نتوحد كشباب جنوبي يؤمن بالاستقلال وأن الجنوب ملك لجميع أبنائه، وكذلك حقننا للدماء التي قد تسفك إن تأخر الحل. قررنا ان نقوم بخطوة توحيدية للحفاظ على لحمة الشباب وتكريماً لرئيس الاتحاد الذي كان ما يزال قابع في سجون الاحتلال في صنعاء. دعونا الى اجتماع طارئ لسكرتارية الاتحادين في الذنبة في ردفان وفي منزل الدكتور ناصر الخبجي وكان الحاضرين من سكرتارية اتحاد شباب الجنوب قرابة ثلثي قوامها واتفقنا على توحيد الاتحادين اتحاد شباب الجنوب والاتحاد الوطني العام لشباب وطلاب الجنوب في مكون واحد وتم ترشيح لجنة توحيدية من كلا الطرفين وكنت أحد أعضاء اللجنة التوحيدية عن اتحاد شباب الجنوب. وبعدها توالت اجتماعات اللجان التوحيدية في الذنية وصدر عنها إعلان اشهار اتحاد شباب وطلاب الجنوب برئاسة الأسير فادي باعوم . لم تكتمل أعمال اللجان التوحيدية وتوقفت باعتقالنا أنا من طرف اتحاد شباب الجنوب وشفيع العبد وخالد العبد من طرف الاتحاد الوطني العام وشرف باعباد عن الحركة الطلابية المستقلة وخالد السليماني مستقل وتم توجيه لنا تهمة التخطيط وتأسيس حزب معادٍ للوطن وتعطل عمل اللجان. وهنا بدأت تتكشف لنا بعض خيوط المؤامرة الحزبية .
عند خروجنا من السجن بإستثناء العزيز خالد السليماني وجدنا أن الأخوة الرفاق استغلوا غيابنا وعمدوا الى تشكيل فروع الاتحاد الجديد دون استكمال اعمال اللجنة وكأنهم كانوا منتظرين أن يحصلوا على توقيعاتنا كي يحصلوا على شرعيتهم وهنا بدأت تتكشف خيوط جديدة من المؤامرة الحزبية . لم يمر وقت طويل حتى خرج الأخ فادي باعوم من سجون صنعاء حتى وجد أنه من الضروري توحيد الشباب لأنه بقيت مجموعة من اتحاد شباب الجنوب رافضة للخطوة التي قمنا بها رغم قلتها فإنها كانت تتركز في حضرموت. حتى دعى فادي الى عقد لقاء موسع في المكلا وتحديداً في منزلة وهنا دارت نقاشات توحيد الشباب وتم اقتراح تشكيل لجان توحيدية من كلاً من اتحاد شباب الجنوب واتحاد شباب وطلاب الجنوب ـ الذي لم يكتمل بعد ـ .
كان من المفترض من الأخ فادي باعوم بصفته رئيس اتحاد شباب وطلاب الجنوب أو هكذا وجد نفسه أن يقوم بالإطلاع على محاضر عمل اللجنة التوحيدية لشباب وطلاب الجنوب قبل كل شيء ولكنه للأسف تجاهل هذه المحاضر على اعتبار أن هذه مجموعة حاولت الانقلاب على اتحاد شباب الجنوب مثل ما صور له من المجموعة التي تبقت وتخلفت عن اجتماع الذنبة. وهنا تكمن الضربة القاضية عندما بدأت اجتماعات اللجان التوحيدية من نقطة الصفر ومن البداية. والضربة الثانية التي فشل فيها الأخ فادي حفظه الله وهو بعد اجتماع المكلا قمت بإعطائه مجموعة من الأوراق تشاركت بإعدادها مع مجموعة من الشباب أتحفظ عن ذكر اسمائهم لدواعي أمنية تحوي عدة اقتراحات تتعلق بالعمل التنظيمي للموكون الشبابي الجديد منها الأسم والنظام الأساسي وثلاثة أوراق سرية تلخص آلية العمل اليومي للحركة ولكن للأسف الشديد لم يقم الأخ فادي حتى بقرائتها لا أدري هل كان متعمد أو من دون قصد . وبعدها ذهبنا الى لبعوس لحضور اجتماعات التأسيس وهناك تم إعلان اشهار الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب ومن اسمها تحدد الهدف العام والوحيد للحركة. ورغم أنني في حينه انسحبت أنا ومجموعة من الشباب احتجاجاً على بعض النقاط التي تم الاتفاق عليها مع الأخوة الرفاق إلا أنني كتبت مقال اعدو فيه الشباب بالإنضمام للحركة والعمل على أصلاح الخلل من داخل الحركة وتم الاتفاق مع الأخ فادي على أن يتم الجلوس معنا لمناقشة تحفظاتنا إلا أنه تم تجاهل ملاحظاتنا التي نعتبر أنها في غاية الأهمية والتي لو تم مناقشتها لما وصلنا الى ما وصلنا إليه اليوم من تمزق وهنا فإنني أحمل الأخ فادي المسئولية الكبرى في هذا التمزق بين صفوف الشباب والسماح للرفاق بشق عصى الحركة .
ختاماً فإنني تعمدت أن أذكر هذا المسلسل التاريخي التآمري على الحراك الجنوبي في هذه الأسطر لأؤكد أن هذه المجموعة من الشباب الاشتراكيين (الرفاق) التي ذهبت للقاهرة لحضور اجتماعات الحوار حول الفدرالية بناءً على دعوى من العطاس وعلي ناصر ومحمد علي أحمد هي تلك المجموعة التي حاولت مراراً التآمر على الحركات الشبابية وتمزيق وحدة الشباب منذ تكوين اتحاد شباب الجنوب وحتى الآن في الحركة الشبابية فقد ذهبت بأسم الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب لحضور اجتماعات التآمر على الجنوب فإن الحركة برية من هذه التصرفات ولا تمت لها بصلة كونها اختارت هدف الفدرالية الذي يختلف مع الهدف الذي أنشأت من أجله الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب فهي لا تمثل إلا نفسها. والآن يتوجب على الأخ فادي أن يتخذ قراره.
وختاماً أيضاً فإنني أقدم استقالتي من الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب للأسباب التالية :
1. أن مشاركاتي في التكوينات الشبابية منذ بداياتها كان لهدف خلق مكون شبابي مستقل هدفه الضغط على مكونات الحرك بالتوحد. لا أن يقف مع طرف ضد آخر . وما هو حاصل الآن عكس ذلك وسببه الأخ فادي عندما اتفقنا أن يكون اتحاد شباب الجنوب مكون شبابي مستقل ورافد للإجماع الوطني قام الأخ فادي باعوم بالتصريح أن اتحاد شباب الجنوب رافد أساسي للمجلس الوطني. وتكرر ذلك في الحركة الشبابية عندما قام فادي باعوم بإعلان أن الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب رافد أساسي لمجلس الحراك السلمي .
2. العشوائية التي يعتمدها الأخ فادي باعوم في إدارة شئون الحركة.
3. عدم وجود آلية واضحة للعمل التنظيمي.
4. التنظيم المتبع حالياً هو تنظيم العمل النقابي ، والمفروض علينا حالياً أن نعمل بآلية التنظيم الثوري وبكل أشكاله.
5. أن جميع المكونات وأشكال النضال ما هي إلا وسائل بواسطتها نصل الى غايتنا الاستقلال. وليست هي الغاية.
6. التفرغ الكامل للمبادرة التوحيدية التي نعمل عليها حالياً أنا ومجموعات من شباب مديرية الديس الشرقية ومديريات ساحل حضرموت للضغط على القيادة الحراك الجنوبي بمحافظة حضرموت لتوحيد صفوفها . ولذلك وجب الالتزم بمبدأ الحياد التام.
7. ترك المجال للدماء الشابة الجديدة .
والله ولي الهداية والتوفيق.. وهو من وراء القصد،،،

ضياء خميس المحورق
الديس الشرقية / حضرموت 6/5/2011م