أخي العزيز صقر جحاف
الحراك الجنوبي يشارك فيه الجميع
حزبيون ومستقلون وهناك من يريد أن يجيّر الحراك لصالحه من الأحزاب
ولا نقصر هولاء على الإشتراكي ففي التجمع اليمني للإصلاح من يعمل في هذا الإتجاه وفشل
كما شاهدنا في حضرموت وعدن
في إعتقادي أن الحق الجنوبي هو المحرك الأول للأغلبية من الحزبيين الجنوبيين وقد رأينا وسمعنا
من إنصاف مايو ومحسن باصرة مواقفاً مشرفة تثبت ذلك
وإليك مثالاً حياً لمناضل تقف كل كلماتنا وأشخاصنا إحتراماً له ولمواقفه الشريفة
وهو الأخ يحي غالب الشعيبي وهو في نفس الوقت عضو في اللجنة المركزية للإشتراكي
ولكنه جنوبي صميم حتى النخاع بكل مواقفه وإلتزامه الحزبي لم يمنعه يوماً ليس من قول كلمة الحق
بل والعمل من أجل الحق الجنوبي بكل نزاهة وإخلاص
نعلم بأن هناك لعبة غير منظورة تدور في الخفاء بين النظام وقيادات أحزاب المشترك
ظاهرها العداء وباطنها التراضي على سحب البساط من تحت أقدام مجلس التنسيق وبقية قيادات الحراك الجنوبي
وتدور بعض أدوار اللعبة في المناطق الشمالية بإخراج مجاميع تعتصم هنا أو هناك للتغطية والتعمية
ومن أجل إظهار الحراك الجنوبي في غير صورته الحقيقية وعلى أنه تظاهر ضد الغلاء
هي لعبة تنذر بفشلها دون ريب لأن الشعب الجنوبي قد شب عن الطوق وعرف الطريق
الخلاصة لما أريد قوله أن وجود الإشتراكيين بين صفوف أهلهم كجنوبيين مرغوب ومحمود
ووجودهم من أجل أهداف حزبية ومن أجل تجيير النضال السلمي الجنوبي لصالح مكاسب حزبية
أمر مرفوض وقد قالت الجماهير رأيها في الحبيلين
عندما قامت بتمزيق علم الاشتراكي والصراخ في وجه سيف صائل

أنا شخصياً أؤمن بالوحدة وفي نفس الوقت أراها قد أنتهت عند أول إطلاقة في حرب 1994م
وكنت دائماً أنادي بوحدة مايو ودستور مايو وأكتشفت بعد طول عناء أنني كنت أطارد خيط دخان
وأغلبية الجنوبيين اليوم مروا بنفس الطريق
إعادة بعث وحدة مايو ودستور مايو يتطلب نظاماً غير هذا النظام الحالي ...
فمن أين سيأتي نظام غير هذا والأخوة في الشمال لا يعملون على تغييره إلا في الأحلام؟
النظام الذي قتل وحدة مايو ودستور مايو لا يمكن له أن يعيدها إلى الحياة
والأخوة في الضفة الأخرى الذين عبرنا إليهم في مايو لا يبالون بنا ولا بمايو
الوحدة أنتهت بالنسبة لهم عند الجغرافيا أما السكان وخصوصية الجنوب ومكتسبات شعبه
هي أمور يعتبرون الحديث عنها والمطالبة بها نزعات مناطقية وإنفصالية ....
كيف تستطيع إقناع هولاء بوحدة مايو وهم لم يؤمنوا يوماً بوحدة قريتهم مع قرية أخرى مجاورة
يتقاتلون من أجل لبنة أرض أو شجرة حتى تسيل دمائهم إلى الركب
ويزايدون علينا بالوحدة
هناك أخوة في الشمال نعتز ونفخر بهم وبمواقفهم ولكنهم أقلية لا تؤثر ولا تملك وسائل العمل ...

من جانب الجنوب
كيف تستطيع إقناع الشعب بالعودة إلى وحدة مايو في هذه الظروف التي سال فيها الدم الجنوبي
لمجرد خروج الجنوبي للمطالبة بحقه في دولة الوحدة؟
سقف المطالب بدأ في الإرتفاع بالتدريج وكل رفع كان يأتي كرد فعل على سلوك النظام
كيف تقنع الجنوبيين بوحدة مايو
وسلوك النظام يقنع من لا يريد الإقتناع أن لا وحدة هناك ولا يحزنون؟
هو إحتلال أسموه بالوحدة وعندما تزلزلت الأرض من تحت أقدامهم بدأوا في الترقيع والمناورة
من أجل إمتصاص الغضب الجنوبي بقرارات لا تهدف التنفيذ بقدر ما تهدف إلى التلاعب بالقضية

من رأي أن لا يوجد وحدويين حقيقيين في صفوف النظام وخاصة بين أفراد الأسرة الحاكمة ومن يواليها
والدليل سير الأوضاع في الجنوب من سيء إلى أسوأ منذ أول يوم في وحدة مايو وطوال فترة ما بعد حرب 1994م
ولم يحرك النظام بقراراته ولجانه الفاشلة إلا بعد أن أنتفض المارد الجنوبي
وبعد أن أنبعث طائر الفينيق الجنوبي من تحت الرماد
وتحرك النظام لا يهدف الحل للقضية ولكنه يهدف إلى وأدها

هنا نرى أن الحديث الآن عن وحدة مايو ودستور مايو مع نفس هذا النظام هو ضياع للوقت والجهد
لكن طرح هذا الموضوع في إعتصاماتنا والتمسك به يدل على وحدويتنا نحن لأننا أصل الوحدة
ولأن بعضنا لا زال يتمسك ببعض ذرات من أمل في أن تنتفض الضفة الأخرى ويتم توحيد النضال
ويتم رسم الطريق الوحدوي الجديد بعد التخلص من النظام
ما زال الحديث عن هذا حتى اليوم يعتبر من باب الأمنيات والرغبات والاحلام ولا مؤشرات تشير إلى قرب تحقيقه
كلما نسمع عن حراك عندهم في منطقة أو أخرى نتمنى لو أنه يستمر وتتحقق أمنيات أصبحت دفينة
ولكن لا تقبض أيادينا إلا على الهواء
لا يريدون تعلم الدرس
الجنوبيون أخضعوا النظام وركّعوه وأرغموه بنضالهم السلمي الراقي على الوقوف أمام حقوق
ظل 13 عاماً ينكرها ... إعترافه بها الآن ... كان يستحق على الأقل خروج مظاهرات ملايينية هادرة في الشمال!
هذا النظام الذي نهبهم وكذب عليهم وحارب الجنوب بإسم الوحدة وأتضح لهم كذبه وبهتانه بإعترافه بالقضية الجنوبية
لم يخرج أحد ليعبر عن غضبه إلا قلة غير مؤثرة ... وهناك من خرج شاهراً قلمه ضدنا وضد نضالنا وبعضهم يسن سيفه منتظراً لحظة الإنقضاض التي لن ننيله إياها فالمؤمن لا يلدغ من نفس الجحر مرتين ....
يقتل أبنائنا في إعتصامات سلمية ويسجن رجالنا في سجون الإحتلال ويقمع نضالنا السلمي بأشد الوسائل وحشية
ولا يتحرك أحد منهم ومن يتحرك فيتحرك بخجل أو كسل او من باب رفع العتب
لا نجد أحداً معنا وأول موقف وحدوي نعتمده منهم هو وقوفهم إلى جانب الحق الجنوبي السليب
و خروجهم من أجل أنفسهم ومستقبل أطفالهم وذلك كله لن يكون إلا بتغيير النظام
ونرى أنهم لا يفعلون
ببساطة شديدة أقول أخي العزيز
أن لا أحد هناك فمع من ستكون وحدة مايو؟

مع خالص مودتي