![]() |
رسائل لا تنفخ في رماد!
مرعي حميد تمر اليمن بأسوأ وضع سياسي واقتصادي واجتماعي، وللخروج باليمن من هذا الوضع أوجه الرسائل التالية للأطراف الفاعلة في الساحة اليمنية، بغض النظر عن مساحات ذلك الفعل وعمقه والموقف منه، وظني أنني لا أنفخ في رماد: للرئيس أقول: إنّ أروع ما سُطر في سجلكم الشخصي هذه الآونة هو دفاعكم عن الوحدة اليمنية ، ولكن الحفاظ على الوحدة لا يكفيه قمع الانفصاليين، فلابد من تغيير حقيقي في طريقة التعامل مع المحافظات الجنوبية ومن ذلك سحب الأراضي المترامية الأطراف التي تم حجزها في الجنوب لمتنفذين، وإعادة توزيعها للمواطنين من تلك المحافظات وفق النظام والقانون وترك طريقة التعامل مع الجنوب من فوق . للمشترك أقول: اذهب إلى الحوار مع السلطة دون شروط فليس في الأمر مستوطنات ، وأنت والمؤتمر قد توافقتم على التأجيل في فبراير 2008 من اجل إيجاد ضمانات لنزاهة الانتخابات وعلى ضوئها تعالجون مشاكل اليمن وأنتم حين تشترطون إطلاق سراح المعتقلين والحريات لبدء الحوار أو غيرها من الشروط التي يشتم في بعضها عدم الرغبة في الحوار مع السلطة، إنما تضعون العربة قبل الحصان وهذا لا يستقيم ، عودوا إلى الحوار ولكن فليكن حوار في صميم المسالة الانتخابية فلا لف ولا دوران و لا مبالغة ، ومن ثم لكل مقام مقال ولكل حدث حديث . للرئيس أقول: أوقف الحرب التشويهية للمشترك والتي تشنها ضده وتردد من بعدك وسائل الإعلام الرسمي الذي يأتمر بأمرك ويصرف عليه من مال الشعب وليس المؤتمر، وللمؤتمر صحفه فليقل فيها ما يشاء، والمعارضة كما تردد في خطاباتك هي الوجه الثاني للسلطة فهل ترضى أن يلوث أحد وجهي السلطة ، وأن خطاب الأحقاد لا يولد إلا مزيداً من الأحقاد من ناحية، والتصلًب على ذات الموقف أو المواقف من ناحية ثانية. للحراك الجنوبي أقول: الجنوب صحيح يعاني الأمرين من ظلم المتنفذين ولكن الحراك بهذه الطريقة يزيد من المأساة ولا يعافيها ولا يخففها، فكم عدد من قتلوا وكم من يتموا وكم من نساء رملت وكم عدد من جرحوا وكم عدد من أهينت كرامتهم على يد السلطات؟ لا تقولوا لي إنها معركة تحرير ولابد لها من تضحيات ، هذا هراء لأن اليمن واحد و توحد سياسياً بالرضاء والقبول ورفع علم الوحدة في عدن وليس في صنعاء، ولكن أن ترضى بالديمقراطية وأنت متأكد بأنك الأقل عددياً، فهذا قرار شجاع والأشجع منه قرار قبول نتائجها كيفما كانت ما دام أنها حرة ونزيهة ، ولكن أن تقبل بها كمبدأ ثم تحنق لما تأتي الانتخابات النزيهة في تاريخ اليمن المعاصر بنتيجة لا تعجبك تحنق وتزعل فهذه مشكلتك وليست مشكلة الوحدة ، والمشكلة ليست في الوحدة ولكن في السلطة التي يشهد القاصي والداني بفسادها وما رفض مؤتمري لندن والرياض لمدها بالمال إلا دليل على ذلك، والسلطة لن تمل من مواجهتكم واعتقالكم ما دمتم تواجهونها، وما تطالبون به من انفصال هو عين المستحيل ، ولكن احشدوا الجماهير في نضال سلمي حقيقي لتطالب بإصلاح الأوضاع وإزالة المظالم في الجنوب والشمال. للحركة الحوثية أقول: لا تكونوا سبباً في إهلاك خيرة أبناء اليمن ، لا تكونوا مطية للآخرين يدرّون الدعم والمساندة من الخارج على حسابكم ، احفظوا قوتكم لمعارك الأمة القادمة مع عدوها التاريخي الكيان الصهيوني. للمشترك أقول: إنّ القوة الحقيقية لأي توجه سياسي تكمن في حجم الالتفاف الشعبي حوله ، والمعركة من اجل التغيير في اليمن تحسم بالتأييد الشعبي لا بغيره ، و الإنسياق خلف العاطفة و مجارات الشارع ومحاولة التقليد لتجارب الآخرين دون تبصر حقيقي لواقعنا المختلف عن واقعهم كل ذلك في الغالب الأعم يؤدي إلى الفشل الذريع في تحقيق الأهداف الإستراتيجية وإنضاجها وفق الرؤية الأولى لسبيل التغيير ، قد تُسرّع بعض العوامل عملية التغيير ولكنها دائماً تكون عوامل غير أساسية في صنعه ، ولذا فان جهوداً كبيره ينبغي أن توجه للمجتمع في سبيل توعيته وتحصينه من التفاف الخصم على وعيه ، لابد من حصانه فكرية تهتم بالعاطفة قدر اهتمامها بالعقل . وهذا يتطلب استيعاب أمثل لكل الوسائل المتاحة أولاً وثانياً ابتكار الجديد والاطلاع على تجارب الآخرين لاستلهام المناسب لواقعنا بتنوعه منها ، وثالثاً التقييم الجاد وغير المحابي لمسار العمل من اجل التغيير الذي ينشده الشعب . للرئيس أقول: هب أنك أعلنت حرباً حقيقية على الفساد وأعليت قضايا المواطن العادي المسكين على ما سواها، وأزلت العوائق الهائلة الموضوعة على سكة الاستثمار أساس النهضات الاقتصادية وحاربت فساد القضاء، لو فعلت ذلك هل تتوقع أن الشعب وقواه الحية ستفرّط فيك زعيماً. وللرئيس أقول: قال المصطفى المبعوث بالحق والصدق: «لا يكن أحدكم إمعةً يقول: إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت، ولكن وطّنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم». فإذا كان زعماء العالم الثالث والزعماء العرب يسيئون بتأبيد أنفسهم وأولادهم في السلطة وبنظرتهم إلى الديمقراطية كديكور فلا نسيء نحن مثلهم، وحين يثرون وأعوانهم على حساب ثروات شعوبهم فلا نثرى مثلهم وحين يفسدون لا نفسد مثلهم ، وتلك المجتمعات الغربية لم تتقدم إلا حين آمنت بالديمقراطية فكراً وممارسة وسلوكاً، وما دام أننا آمنا بالديمقراطية وجعلناها نصاً في الدستور، فلماذا لا نطبقها دفعة واحدة بما لا يخالف إسلامنا ونرسخ ذلك لينهض شعبنا من عثرته، وأن لا نبرر لأنفسنا الخطأ المنافي للديمقراطية بان نقول أننا لازلنا نتعلمها. لتنظيم القاعدة فرع اليمن أقول: إنّ الإقلاع عن الخطأ أولى من التمادي فيه ، أنتم أدرى الناس بسر الفرار المشهور من سجن الأمن السياسي، لماذا سُمح لكم بالفرار، كان ذلك في لعبة سياسية تدرك السلطة اليوم فداحة فعلتها ، وهاهي اللعبة تنتهي بضغط خارجي وأنتم الضحية ، «الجهاد ذروة سنام الإسلام» ولكن ليس بالتعرض للأبرياء وقتلهم سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود أو لا دينيين أو سواهم فهذا يضر الإسلام والمسلمين وهاهي الإهانة تبلغ إلى تفتيش وتصوير عورات المسلمين الذين أردتم الذود عن كرامتهم والنيل من عدوهم ، إنّ الجهاد لا يكون في كل مكان وطول كل الوقت ، ولكن له زمانه ومكانه بل وأصوله وضوابطه الإسلامية وهذا المصطفى صلى الله عليه وسلم يقضي جزءاً بسيطاً من وقته لجهاد الكفار المحاربين، ومعظمه في البناء والدعوة والتنمية، والإسلام دين السلام لا دين الحرب. وبهذه المناسبة أقول للرئيس: أما وانك قد عزمت، كما تدل المؤشرات، على الحرب على القاعدة فينبغي الحرص الشديد على عدم إيذاء الأبرياء أو أخذهم بجريرة أقاربهم، كما حدث في معجلة أبين وفي سواد حنش حيث قتل العميد المتقاعد أحمد حزام فخرالدين، ومهم جداً محاسبة المقصرين والمتسرعين في كل تلك الأحداث حتى لا تتكرر الأخطاء، أما أن نرمي المسؤولية على الأبرياء، وأن نضرب ثم نتفقد مسرح العملية، فهذا لن يزيد الطين إلا بلة. والخطأ لا يُعالج بالخطأ. المصدر أونلاين |
اليمن تشتعل بين نارين .. رحيل "صالح" و" إنفصال الجنوب" حياة عدن/خاص خرج اليوم المئات من أنصار احزاب اللقاء المشترك والحزب الحاكم في تظاهرات مختلفة ومتناقضة المطالب ، حيث شهدت العاصمة صنعاء صباح اليوم مظاهراتين الأول نظمها أحزاب اللقاء المشترك المعارض في اليمن للمطالبة برحيل الرئيس "علي عبدالله صالح" والحكومة التي وصفوها بحكومة "التجويع" ، وأخر نظمها الحزب الحاكم في اليمن "المؤتمر الشعبي العام" بتأييد الرئيس "صالح" والتعديلات الدستورية التي أقرها مجلس النواب. قوات الأمن التي انتشرت في ساعات مبكرة من صباح اليوم بمواقع مختلفة من العاصمة صنعاء وذلك لحفظ الامن والسكينة العامة ، وتخوفا من إي أعمال شغب قد تحدث في المظاهرات التي نظمت من قبل الحزب الحاكم والمعارض. "رحيل صالح" أحزاب اللقاء الذين دعو لمظاهرات سلمية متواصلة للتنديد بما وصفوه بساسية التجويع الذي تقوم به حكومة الحزب الحاكم ، مطالبين الرئيس "علي عبدالله صالح" بالرحيل ، وإسقاط السياسة التي فرضها في اليمن. الألاف من أنصار المعارضة تجموع في الخط الدائري بالقرب من الجامعة اليمنية المجاورة لجامعة صنعاء ، حيث ردد المشاركون في المسيرة هتافات ضد الرئيس "صالح" ومؤيدة للثورة التونسية التي أسقطت الرئيس "بن علي" ، ومطالبة الرئيس "صالح" بالرحيل إلى السعودية وإنهاء التمديد والتوريث وتأييد مواقف أحزاب اللقاء المشترك من الحوار ورفض التعديلات الدستورية.. كما تجمع أخرين في عدة شوارع بالعاصمة اليمنية "صنعاء" رافعين رايات ولافتات وردية اللون، وحاملين أعلام اليمن، ولافتات تندد بالتردي الاقتصادي في البلد. كما اكتفت الأوراق الموزعة في المسيرة بتعبير أنصار المشترك عن رفضهم ما سموه بالإنقلاب على الجمهورية والوحدة والتمديد والتوريث والفساد وسياسة الإفقار، والتعديلات الدستورية الإنفرادية التي ترسخ حكم الفرد، ولا لحكم الأسرة الواحدة. وشهودت تعزيزات أمنية كبيرة تتجه نحو أماكن تواجد المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية حاملين الهروات والقنابل المسيلة للدموع تحسبا لإي أعمال شغب أو تخريب. وكان أحزاب اللقاء المشترك قد دعت إلى تنظيم مهرجانات للتنديد بالإجراءات الانفرادية للحاكم وتأبيد منصب رئيس الجمهورية، والأوضاع المعيشية المتردية في البلاد. وفي المقابل جابت سيارات تابعة لأنصار المؤتمر الشعبي العام حاملة لافتات تحمل صور الرئيس علي عبد الله صالح ولافتات تحمل شعارات "نعم لعلي " ونعم "للتعديلات الدستوري" شوارع العاصمة معلنة تأييدها للتعديلات وأكدوا المشاركون في مسيراة الحزب الحاكم وقوفهم إلى جانب المؤسسات الدستورية في الحفاظ على الأمن والاستقرار، ومطالبتهم بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد باعتبارها استحقاقاً دستورياً يملكه الشعب ولا يجوز التنصل عنه، وكذا عن موقفهم المؤيد عن تأييدها للإصلاحات السياسية التي تضمنتها التعديلات الدستورية المنظورة أمام البرلمان. وأقيمت المهرجانات بحسب ما تم الإعلان عنها في ميدان الشهداء أمام بوابة العرضي الشرقية والثاني في باب شعوب والمهرجان الثالث أمام معهد الشوكاني في شارع بينون فيما سيقام المهرجان الرابع أمام الجامعة القديمة. "إنفصال الجنوب" وفي الجانب الجنوبي من اليمن ندد المشاركون في المسيرات التضامنية التي نظمها أنصار الحراك الجنوبي اليوم الخميس في بمدينة الضالع في أطار فعالياته الأسبوعية "يوم المعتقل الجنوبي" نددوا بالاعتقالات التي قامت بها الأجهزة الأمنية بمحافظة عدن لعدد المشاركين في المسيرات التي أقيمت بعدن والحصار العسكري المفروض على مديريات ردفان بمحافظة لحج. المتظاهرون الذين جابوا شوارع الرئيسية بمدينة الضالع ذهابا وإيابا رفعوا الشعارات المنددة بالهجمات العسكرية على مديريات ردفان والأعلام الجنوبية السابقة والرايات الخضراء وصور لنائب الرئيس اليمني السابق والمنفي بالخارج "علي سالم البيض" وكذا صور عدد من المعتقلين من أبناء المدينة منهم الشاب "فارس عبدالله صالح" المحكوم عليه بالإعدام على خلفية تفجيرات نادي الوحدة الرياضي بمحافظة عدن صورة المعتقل علاء سيف القعود بكثافة في المظاهرة ، مرددين هتافات المعادية للوحدة اليمنية التي تمت في عام 1990م والمطالبة بفك الإرتباط والإنفصال عن الشمال. وعبر المتظاهرين عن إدانتهم الشديدة للقصف العسكري في مدينة الحبيلين ومدن ردفان ، معلنين وقوفهم وتضامنهم مع أخوانهم في المناطق التي تتعرض للعدوان في مدن الجنوب بحسب قولهم ، مطالبين المجتمع الدولي الوقوف أمام ما يجري في المحافظات الجنوبية من أنتهاكات وخروقات للنظام الحاكم من تدمير وقمع للحريات واعتقالات تعسفية وتعذيب في مختلف المحافظات الجنوبية. كما طالب المتظاهرون السلطة بسرعة الإفراج عنه وبقية المعتقلين من أبناء المحافظة. ونقل مراسل (حياة عدن) بالضالع أن المظاهرة لم تشهد إي مصادمات أو أعمال عنف حتى نهايتها رغم الإنتشار الأمني المتواجد في شوارع المدينة. وكان أنصار الحراك الجنوبي قد نظموا اليوم الخميس مسيرات أحتجاجية وتضامنية في عدة مدن جنوبية في أطار الفعالية الأسبوعية ـ يوم المعتقل الجنوبي ـ الذي أعتاد أنصار الحراك على إقامتها كل يوم خميس منذ أنطلق الفعاليات الاحتجاجية بالجنوب. الخميس 2011/01/27 الساعة 05: |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.