حياك الله ابو عامر ،،
كثيرا من الاوقات يصاب المرء ببعض الاحباط ، وأنا واحد منهم ، ولذلك اتفهم تماما مشاعرك المضطربة في تعليقك هذا ، لانها وإن تبدو للبعض مهبطة للهمم ، كما اتهمت انا في وقت سابق ، لكنها مشاعر نابعة من حريص ويعاني ما يعاني من قلق على اسلوب إدارة الحراك ، وربما على القضية برمتها .
ولكن يمكن التفريق هنا بين أمرين ، الاول موضوع المفاهيم التي يروج لها الجميع وكل من منظورة حول طبيعة المشكلة الجنوبية ، والثاني موضوع التزاحم والسباق الى مواقع الزعامة في الحراك الجنوبي كما ذكرت .
أقول ، انه لا يجب علينا ان نحتار كثيرا ونتوقف كثيرا عند موضوع الحق والباطل والبقرة ايضا ، وهذا متعلق بحق الاستقلال أو كما يسميه البعض الانفصال . تعال معي يا أخي لنسأل السؤال التالي :
هل اتفاقيات الوحدة التي تمت في 22 مايو 1990 ، هو عمل شرعي وقانوني ؟؟؟
وللاجابة على ذلك ، هو إما انه شرعي وصحيح ، وإما باطل ولا يستند الى شرعية !!
فإذا كانت اتفاقية الوحدة 1990 شرعية وصحيحة ، باعتبار ان الموقع عليها من طرف الجنوب هو الحزب الحاكم ،، فإنم الأمر المنطقي والطبيعي أن من قام بالانفصال ( ؟) هو نفس الطرف وهو صاحب الشرعي في اتخاذ قراره . وبذلك فإن قرار الانفصال كان شرعية ويستند الى مرجعية صحيحة وقانونية ، وأن احتلال دولة الجنوب في 7/7/1994 ، هو وضع ذات طبيعة لا تخرج عن كونه إحتلال دولة الجمهورية العربية اليمنية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المعلنة في 21 مايو 1994م
أما إن قلنا أن اتفاقية الوحدة التي وقعها الحزب الاشتراكي 1990 هي فعل لا شرعي وباطل ، فإنه هنا أيضا كل ما يلحقه من إجراءات وتصرفات في حكم الباطل ، وفي كل الحالتين نجد أن الجنوب يمتلك السند الشرعي والقانوني والواقعي لتحرير دولته من يد المحتلين .
أما مسألة ذلك التخبط كما ذكرت في إدارة الحراك ، فهي بيدالجنوبيين انفسهم ، عليهم تقع تحمل المسؤولية التاريخية أمام انفسهم وأبنائهم . ليكونوا صفا واحدا ، وعليهم إدراك ان المرحلة هي مرحلة التضحيات وليس التسابق الى مواقع لا تعبر عن حقيقة الوطني والمناضل ،
والمعيار هو من يقدم أكثر ومن يقف بشجاعة أعظم .