منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   هام جداً -الحملة الوطنية لكسر حاجز التعتيم الإعلامي عن القضية الجنوبية - الجني (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=76910)

ابو عبود 2011-11-27 05:59 PM

وأخيرا فهم علي عبد الله صالح الدرس ولكن ماذا بعد؟*
أحمد أبو مطر
GMT 17:01:00 2011 الجمعة 25 نوفمبر
Tweet 2

أدرك أخيرا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنّه لا فائدة من المراوغة والمماطلة لكسب المزيد من الوقت في السلطة التي سيطر عليها منذ السابع عشر من يوليو 1978 أي طوال ما يزيد على 33 عاما، ليصبح الأطول عمرا في السلطة بعد الطاغية المقبور القذافي (42 عاما ) والسجين حسني مبارك ( 30 عاما ). إدراكه وفهمه لدرس الثورة اليمنية بأنها لن تتوقف قبل رحيله، هو ما جعله يفكر في التنحي بطريقة فيها نسبة من الكرامة الشخصية، فسافر يوم الأربعاء الموافق الثالث والعشرين من نوفمبر 2011 إلى الرياض العاصمة السعودية للتوقيع على المبادرة الخليجية التي طالما رفضها وراوغ حولها. وقد جرى التوقيع في احتفال بالرياض حضره الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووفدان يمثلان الحكومة اليمنية والمعارضة، إضافة للمبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر. وتنصّ الاتفاقية *على نقل سلطات علي عبد الله صالح إلى نائبه عبد ربه منصور هادي ،على أن يظل رئيسا شكليا (كي لا نقول شرفيا) بدون أية صلاحيات أي مجرد تسمية شكلية مدة تسعين يوما إلى حين إجراء انتخاب رئيس جديد لليمن.

تهديدات عربية ودولية أدّت لفهمه الدرس
ومن الواضح أنّ ما يشبه القطيعة الخليجية العربية لنظامه، والتهديدات الدولية له ولنظامه لعبت دورا أساسيا لاستيعابه الدرس، بعد مناورات وإضاعة للوقت منذ نهاية مايو الماضي عندما تمّ طرح المبادرة الخليجية التي أصبحت مقبولة منه الآن. وقد تأكد أنّ المبعوث الدولي جمال بن عمر نقل له تحذيرا بأنّ هناك توجه لنقل ملف الأزمة اليمنية لمجلس الأمن بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية و بعض الدول العربية. لذلك تناسى علي صالح اتهاماته لإسرائيل وأمريكا بأنهما وراء الثورة اليمنية و تهجمه على فضائية الجزيرة بصفتها راعية لهذه الثورة، وكأنّ ملايين اليمنيين الرافضين لاستمرارية نظامه مجرد عملا ءلإسرائيل وأمريكا أو يتلقون التعليمات من فضائية الجزيرة، قافزا على الفساد والظلم والديكتاتورية طوال 33 عاما من حكمه، مما يعني أن الشعب اليمني لم يعد يتحمل المزيد، لذلك بدأ ثورته منذ فبراير الماضي. هذه هي خلفية سفره للتوقيع على المبادرة الخليجية مع بعض أطياف المعارضة المشاركة في الثورة ضده وليس كل مكونات الثورة هذه.

هل هذا التوقيع نهاية للأزمة والثورة؟
العديد من المؤشرات توحي بأنّ الجواب هو: لا..لا. وذلك بسبب أنّ *الخلل الأساسي في المبادرة التي وقعها علي عبد الله صالح هو العامل الذي جعله يوقع عليها، ولم يستمر في صلافته وعناده كما فعل عميد الطغاة العرب المقبور القذافي، ولولا هذا الخلل ربما لما وقعها علي عبد الله صالح. هذا الخلل هو منح المبادرة له ( الحصانة من الملاحقات القضائية )، وأعتقد أنّ غالبية الطغاة والمستبدين العرب سوف يتخلون طواعية عن السلطة إذا منحوا هذه الحصانة، إذ سيقولون لأنفسهم وعائلاتهم: يكفينا سرقات وفسادا وطغيانا طوال عشرات السنين، وهيا نخرج لننعم بالمليارات التي سرقناها من دم وثروة الشعوب، كي لا نواجه مصير القذافي وحسني مبارك و أولاده. وأعتقد أنّ هذا العامل هو الذي عجّل بهروب زين الهاربين بن علي، فها هو في سكوت مطبق مع ليلاه الطرابلسية كي لا يفتح أحد ملف سرقاته وما هرّبه معه وحساباته في البنوك، رغم بعض المطالبات التونسية بضرورة تسليمه لتقديمه للمحاكمة، وأعتقد أنّ تونس الجديدة عبر حكومتها المنتخبة بديمقراطية نزيهة وشفافة، لن تنسى هذا الهارب و سوف تصرّ على تقديمه للمحاكمة، فهو ليس أهم من حسني مبارك رغم مماطلة المجلس العسكري المصري في تسريع إجراءات محاكمته وأولاده، خاصة أنهم في سجون ذات مستوى فنادق سبعة نجوم.

إنّ عدم الملاحق القضائية لعلي عبد الله صالح،
تعني طي العديد من الملفات اليمنية الخطيرة التي له علاقة مباشرة فيها طوال الثلاثة والثلاثين عاما الماضية ومنها:

1 . الجريمة التي تصرّ بعض أطراف المعارضة اليمنية على أنّ له علاقة مباشرة بها، وهي جريمة اغتيال الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي وشقيقه في الحادي عشر من أكتوبر 1977 أثناء نيته السفر لليمن الجنوبي لتوقيع اتفاقية وحدة يمنية، وهناك من الأطراف اليمنية من تؤكد أنّ علي عبد الله صالح هو شخصيا من أطلق الرصاص على الحمدي. والغريب ويدعو للتساؤل هو أنّ أحمد الغشمي استلم رئاسة اليمن الشمالي لعدة شهور فقط بعد اغتيال الحمدي ، ويتمّ اغتياله أيضا عبر انفجار حقيبة مفخخة قيل أنّه أوصلها له رئيس اليمن الجنوبي آنذاك سالم ربيع علي، الذي تمّ إعدامه في جنوب اليمن بعد ذلك. و تستند بعض أطراف المعارضة لحقيقة أنّ علي عبد الله صالح استلم رئاسة اليمن بعد أقل من شهر من اغتيال أحمد الغشمي، وقام علي عبد الله صالح بتوقيع اتفاقية الوحدة اليمنية في مايو 1990 . وجرى بعدها تهميش اليمن الجنوبي وقياداته، مما أدى لمحاولة انفصال جديدة وحرب أهلية عام 1994 ، كان الرابح فيها علي عبد الله صالح ونظامه، ليواصل الفساد والقمع ومصادرة الحريات حتى اندلاع الثورة ضده في فبراير 2011 .
وهذا كله لم يلغ الحراك الجنوبي الذي ما تزال بعض أطرافه تطالب بالانفصال، وربما قيام نظام ديمقراطي يمني يحقق المساواة للجميع شمالي وجنوبي على قدم المساواة الكاملة، يجعل هذا الحراك الجنوبي يعود عن مطالبته بالانفصال التي كان سببها الأساسي تهميش نظام علي عبد الله صالح للجنوب اليمني. وهذا ما يراه العديد من الكتاب والمفكرين اليمنيين، فالكاتب اليمني المعروف والناشط في الساحة اليمنية عبد الباري طاهر، يرى أنّ " الحرب لم تتوقف في الجنوب منذ عام 1994، فقد استمر نزيف الدم والاقتتال بأشكال مختلفة، والوضع الآن وصل إلى ذروة التفجير، وما لم تعالج المشكلات القائمة، ويشخص الداء، ويحتكم الناس إلى مائدة حوار حقيقية، ومعالجة حقيقية لمشكلات فعلية قائمة في الجنوب، وبين الجنوب والجنوب، وبين الجنوب والشمال والشمال والشمال، فالمشكلة أزمة شاملة، وتتجلى في الجنوب بشكل حاد، لأن الجنوب كان يمتلك دولة وجيش، تم إلغاء وتهميش الجنوب كاملا، وجرى انقلاب حقيقي على المشاركة السياسية عام 94 بالحرف، ولكن لا يمكن الآن ضمان وحدة حقيقية إلا بالمشاركة، والتخلي عن الأسلاب وغنائم حرب عام 1994 ".*
وعلينا استيعاب الدرس السوداني، فلولا القمع والاستبداد والتهميش الدائم للجنوب السوداني لما أصرّ وقاتل من أجل الانفصال حتى ناله في التاسع من يوليو 2011 بعد انتخابات صوّتت فيها الغالبية العظمى من الجنوبيين للانفصال في دولة مستقلة، وهذا ما كان لهم حسب رغبتهم. بينما في كيانات أوربية تتعايش العديد من الأصول واللغات في دول موحدة بسبب العدالة والديمقراطية، ويكفي التذكير بنموذجي سويسرا وكندا.

2 . ما أوصل إليه علي عبد الله صالح اليمن الموحد ( شماله وجنوبه ) خلال 33 عاما من حكمه، وهنا اعتمادا على القول الشائع ( أهل مكة أدرى بشعابها )، فسوف أنقل بعض الحقائق التي يعرفها ( أهل اليمن ) كما نشرها ( موقع ومنتديات ثورة الشعب اليمني، شباب اليمن للتغيير )، وهي حقائق مؤكدة من مصادر عربية وعالمية أيضا:
_ 46 % من اليمنيين تحت خط الفقر.
_ 75 % من اليمنيين يعانون من العوز الغذائي حسب تقارير جمعية حماية المستهلك الحكومية.
_ نسبة الأمية التعليمية في اليمن 69 % وهي أعلى نسبة في العالم العربي، فمن يصدق أنّ 69 % من اليمنيين أمييين أي لا يفكون الخط كما نقول في بلاد الشام. وللمقارنة والمزيد من الحزن والبكاء فقط، نذكر أنّ المناطق الفلسطينية ( القطاع والضفة ) رغم جرائم الاحتلال وقسوة الحياة، فحسب احصائيات اليونسكو هي أقل معدلات الأمية في العالم أجمع.
_ *نسبة الأمية بين النساء في اليمن تبلغ 83 %.
_ العاصمة صنعاء ضمن أسوأ عشرة مدن في العالم في النظافة والمعايير الصحية.
_ في ميدان الحريات الصحفية، تأخذ يمن علي عبد الله صالح الرقم 169 من بين 183 دولة حسب تقارير منظمة ( مراسلون بلا حدود ).
_ قدّرت منظمة ( بر لمانيون عرب ضد الفساد ) الفساد في اليمن بخمسة مليارات في السنة. ويقول شباب الثورة اليمنية ( لو صام نظام علي عبد الله صالح عن الفساد لسنة واحدة فقط، لسدّد جميع ديون اليمن الخارجية، لأنّ قيمتها تعادل حجم الفساد السنوي، ولو صام النظام عن الفساد سنة أخرى لتضاعف الاحتياطي من النقد الأجنبي لأنه بنفس المستوى تقريبا ).

فهل صاحب كل هذه الإنجازات المخزية،
يستحق الحصانة من الملاحقة القضائية؟. لذلك بدأ انقسام واضح في صفوف المعارضة والثورة اليمنية إزاء هذا التوقيع على المبادرة الخليجية خاصة من قبل أعضاء المجلس الوطني لقوى الثورة اليمنية الذين أعلن بعضهم البراءة مما توصلت إليه بعض أطراف المعارضة مع علي عبد الله صالح، ونتج عنه التوقيع على المبادرة الخليجية. لذلك شهدت ساحات اليمن مظاهرات عارمة معارضة للتوقيع سقط فيها العديد من القتلى والجرحى. هذا هو الواقع اليمني بعد التوقيع، وآمل ان يكون تحفظي في غير محله، ويشهد اليمن استقرارا جديدا ينتج عنه نظام ديمقراطي مغاير لديكتاتورية وفساد علي عبد الله صالح، ويخلق يمنا واحدا لا شمالي ولا جنوبي، رغم أنّ الأمنيات شيء والواقع شيء آخر.
[email protected]* http://www.elaph.com/***/opinion/2011/11/698210.html

alqamli 2011-11-27 08:44 PM

http://www.okaz.com.sa/new/issues/20...1127459078.htm

شيخ مشايخ قبائل يافع اليمنية لـ«عكاظ» :


امتد وقع الأصداء المعضدة في نفوس أبناء اليمن لرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوقيع المبادرة الخليجية في الرياض أخيرا، وتأثير حديث القلب إلى القلب لليمنيين قاطبة، ما حدا بشيخ مشايخ يافع وعضو مجلس الشورى اليمني فضل العفيفي إلى القول إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اضطلع بدور جوهري ومحوري في إنهاء الأزمة برعاية حفل مهر التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وقادة المعارضة اليمنية.وأوضح العفيفي في حديث لـ «عكاظ» أن دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للفرقاء اليمنيين لفتح صفحة جديدة من التصالح والتسامح، والعمل على بناء اليمن الجديد وفقا للبنود التي أوردتها المبادرة الخليجية وآلياتها في حل الأزمة، لقيت صدى كبيرا في جميع الأوساط اليمنية بمختلف تياراتها.

وتابع: «إن الشعب اليمني لن ينسى مدى الحياة وقفة الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع اليمن في الظروف الصعبة التي مر بها خلال المرحلة السابقة»، مقرا أن المملكة كانت ولا تزال العمق الاستراتيجي لليمن.

وأشار إلى أن حكمة خادم الحرمين الشريفين وإدراكه وبعد نظره أنقذ اليمن من الدمار والتشتت، وأن حثه لأطراف الأزمة الاحتكام إلى العقل وتحمل المسؤولية، وجدت القبول لدى جميع اللاعبين في الساحة اليمنية لإكمال مشوار التسوية السياسية، قائلا إن الاتفاق اليمني سيكون نقطة التحول السياسي في حياة شعبنا.

وأردف أن الشعب اليمني كان ولايزال يشعر بأهمية المملكة ومكانتها، إذ وقفت بجانبنا وقت الشدائد والأزمات، مضيفا أن دول مجلس التعاون الخليجي لعبت دورا أيضا في تذليل الصعاب وتقريب وجهات النظر بين الأطراف. وزاد: «لقد احتوت المبادرة الخليجية وآليات تنفيذها على خريطة طريق تعالج كل صغيرة وكبيرة في الأزمة المتصاعدة منذ عشرة أشهر، والتي أدت إلى تدهور الأوضاع اليمنية بشكل خطير على جميع المستويات الاقتصادية، الأمنية، والاجتماعية، ووصل أثرها إلى كل بيت يمني. وأفاد: «إن المملكة واليمن بلد واحد، وما يدور في اليمن من أزمات وإراقة دماء تجد صداه في المملكة، الذي يتحرك أهلها وقلوبهم تنفطر على أشقائهم في اليمن، ساعين لإيقاف تلك الأعمال التي لا تمت لنا كشعب يمني».

وخلص إلى أن اليمنيين لن يفوتوا الفرصة التي سنحت لهم، وسيكونون على قدر المسؤولية باذلين الجهد لتنفيذ المبادرة من خلال اختيار رئيس الحكومة، والبدء في تشكيلها لكي تدخل المبادرة الخليجية دائرة التنفيذ ويعم الأمن والسلام البلاد والعباد.

علي المفلحي 2011-11-28 02:49 AM

http://www.alkhaleej.ae/portal/d4117...5bdbc7c27.aspx
دار الخليــــج-أخبار وتقارير-وفد ألامم المتحده في اليمن يبحث مشكلة النازحين

ياسر الاسد 2011-11-28 07:24 AM

إلى المربع الأول من مصر... إلى اليمن!
الإثنين, 28 نوفمبر 2011
جورج سمعان
خطا اليمن خطوة أولى في طريق طويل. يستحسن ألا يستعجل المتفائلون بثمار الربيع العربي، كما فعلوا حتى الآن. توقعوا أن تنضج سريعاً، وأن تخلو الساحات والميادين من أهلها، وأن يعود كل شيء إلى سيرته الأولى. أُصيبوا بخيبة وهم يشاهدون ما يجري في البلدان التي تخلصت من رأس النظام، وتلك التي تنتظر. المصريون اكتشفوا باليقين القاطع أن ثورتهم لم تصل إلى غاياتها. أطاحوا الرئيس أما النظام فينبعث مجدداً على أيدي أهله وحماته: المجلس العسكري للقوات المسلحة والقوى التقليدية التي عاصرت أزمنة العسكر مهادنة تارة ومواجهة تارة أخرى. وها هي الثورة تعود إلى المربع الأول. وقد لا تشكل الانتخابات البرلمانية مفصلاً أو قطيعة مع النظام البائد... وإن كان «الإخوان» يأملون ذلك ويخططون.

اليمنيون على خطى إخوانهم المصريين. شباب الساحات شعروا باكراً بأن خيوط اللعبة تفلت من بين أصابعهم. ركبت القطار على عجل قيادات أحزاب «اللقاء المشترك»، وعلى رأسها زعماء «تجمع الإصلاح» بجناحيه «الإخواني» والعشائري. ولحق بهم بعض أركان حزب المؤتمر الحاكم فكتائب من الجيش والقوى الأمنية... ثم «الحراك» الجنوبي والحوثيون. وعبر الشباب باكـــراً أيضاً عن رفضهم بعض رموز المنصات الخطــــابية وشعاراتها. كما عبروا عن انزعاجهم من محاولات المساومة لإيجاد مخرج يعيد إنتاج النظام السابق بحــلة جديـــدة. لذلك، لم يخـــفوا تحفظهم عن المبادرة الخــليجية. وبالتأكيد لم ترق لهم صورة معارضين يوقعون على الاتفاق مع رؤوس النظام. فهؤلاء، سياسيين وعسكريين، كانوا لسنة خلت من أركان النظام وعصبه وعصبيته السياسية والقبلية والعسكرية وحتى الجهوية.

المشكلة التي تواجه ثورة مصر اليوم تواجه ثورة اليمن أيضاً، وإن اختلف اللاعبون وهوياتهم ومواقعهم وتركيباتهم. لم يثر المصريون ولم يثر اليمنيون من أجل إعادة إنتاج النظام القديم في أشكال جديدة، ووجوه قديمة جديدها أنها وقفت في وجه الرئيس وحكمه. من هنا اندلاع الصراع بين المجلس العسكري في مصر وشباب الثورة، صراع قسم شباب الساحات حتى تواجهت هذه في صفوف متقابلة. لأن كثيرين ممن ركبوا الموجة هم من تركة النظام القديم الذي يعبر عنه المجلس خير تعبير. فضلاً عن بعض القوى الإسلامية التي لم تصدق أنها باتت حرة في التعبير عن رأيها، وأنها تملك القدرة ربما على وراثة الحكم. ومثلها تماماً بعض القوى التي شايعت الرئيس علي عبدالله صالح دهراً ثم انقلبت عليه وركبت موجة الشباب في الساحات والميادين. وهي تستعد لوراثته.

منذ اليوم الأول بادر الجيش المصري إلى أخذ الثورة بيديه. لم يقف على الحياد. مارس دوره الوطني التاريخي الموروث من ثورة أحمد عرابي في عام 1881 وحتى ثورة 23 يوليو في عام 1952. لم يتلكأ في الانحياز إلى الشباب على حساب نظام حسني مبارك وحزبه الحاكم برجال أعماله وأمنه وأركان فساده. تصرف على أساس أنه حامي الدولة وليس السلطة. انحاز إلى الثورة، مثلما انحاز إليه الشعب عندما قاد ثوراته السابقة. لكن الشهور التالية لم تظهر ضعف أركان المجلس العسكري في ممارسة السياسة فحسب، بل أظهرت ميلاً متوارثاً إلى ممارسة السلطة، إن لم نقل ولعاً بها. فات أركان المجلس أن الذين أطاحوا مبارك لن يسكتوا على قيام أكثر من مبارك، من المشير إلى الجنرالات الآخرين. فاتهم أن الظرف التاريخي الذي جعلهم مصدر القيادة لم يعد قائماً. وأن الأوضاع التي ولدتها أيامُ المواجهة مع الاستعمار البريطاني، ثم أيامُ الحرب البـــاردة وحـــروب 1956 و1967 والاستنزاف و1973... هي غيرها أيامُ ثورة المعلومات ووسائل الاتصال الحديثة وشيوع مفاهيم حقوق الإنسان والحريات التي شكلت قوى أين منها قوى السلطات الحاكمة.

مرد ضعف الشباب في مواجهة اصطفاف العسكر والأحزاب التقليدية إلى الوقت. لم يتح لهم فرصة فرز قيادات وبنى حزبية أو تنظيمية قادرة على إقامة هياكل جديدة تشكل بدائل لهياكل النظام المتداعية. وكما في مصر كذلك في اليمن، لم يستطع الشباب هيكلة صفوفهم كما يحبون ويرغبون. فلا الثوار أنتجوا زعامة أو رمزاً يقودهم إلى النهايات القاطعة مع الماضي، ولا هم انخرطوا في تشكيلات حزبية يعتد بمواقفها السياسية، وبجنوحها إلى قيم الحداثة والعصر عموماً. قوى أخرى قفزت إلى القطار وتحاول «خطفه» إن لم يتسنَّ لها حرفه عن مساره.

لم يكن بمقدور الشباب، في مصر كما في اليمن، أن يعترضوا على انخراط الأحزاب والقوى التقليدية في حراكهم. مدّتهم هذه بمزيد من القوة... والحشد. لذلك، يصعب عليهم دفع هذه القوى إلى التماهي معهم أو جرها إلى مواقعهم. هي صنو النظام الذي تصارعت معه يوماً وتآلفت معه يوماً آخر. ولم تجد غضاضة في مجاراته ومحاباته أحياناً كثيرة، على رغم أن بعضها عانى ما عاناه من سجن وتشريد ونفي. مشكلة الشباب أنهم بلا تجربة سياسية. رحبوا بموقف المجلس العسكري المنحاز إليهم ما عجّل برحيل رأس النظام، لكنهم لم يتوقعوا هذا الثمن الفادح لموقفه. لم يحسبوا أن تخلص المؤسسة من رأس النظام كانت له حسابات أخرى تتعلق بتاريخ المؤسسة ودروها التاريخي. بعض «الإخوان» والقوى التقليدية يعرفون هذا التاريخ، ويلعبون في ضوء هذه المعرفة لعبتهم الخاصة بالتغيير.

يبدو الطريق طويلاً أمام المصريين للخروج من قيد ثنائية العسكر والأحزاب التقليدية التي ما فتئت تخشى سطوة جنرالات الجيش وأجهزة الأمن، أو تراهن على صفقة معهم لتقاسم السلطة بدل اقتسامها مع طليعة الذين أشعلوا شرارة التغيير. أما شباب اليمن فطريقهم تبدو أطول. فالهيكل الثوري قام ويقوم على أكثر من دعامة تغلب فيها قوى التقليد. يكفي أن التسوية الخليجية التي توافق عليها الأطراف قبل أيام أنتجت تقاسماً للسلطة. ويعرف شباب الميادين من صنعاء إلى تعز والمدن الأخرى أن هذا التقاسم يعني بصورة أخرى إعادة إنتاج للنظام السابق بالوجوه نفسها. فحكومة الوحدة الوطنية تعني محاصصة بين أركان الحزب الحاكم والمعارضة التي كان جل أقطابها إلى سنة خلت مكوناً رئيساً من أركان نظام الرئيس علي عــبدالله صـــالح. كــما أن إعـــادة هيكلة المؤســسة العسكرية ستبقي على الهياكل التي كانت دعامة النظام وتفرقت وراء أركانها المختلـــفين: هؤلاء لحماية السلطة والدســتور، وأولئك لحمـــاية صفوف الــمعارضــة والمعتصمين في الساحات.

يعرف شباب اليمن أن توازن القوى هو الذي أوصل الحراك إلى هذه التسوية، وليس إلى التغيير الشامل الذي يرتأون. كانوا يعرفون بلا شك أن قادة «اللقاء المشترك» الذين نقلوا سريعاً شراكتهم مع النظام الحاكم إلى الساحات والميادين، سيعودون إلى الشراكة مع الحزب الحاكم. كأن الصراع لم يكن على تغيير النظام بمقدار ما كان على وراثة السلطة! وإذا كانت قوى «اللقاء» يرتاب بعضها من بعض آخر، بفعل الثقل «الإخواني» والقبلي الذي يمثله «تجمع الإصلاح»، فإن أهل الجنوب وأهل صعدة شعروا من البدايات الأولى للحراك بأنهم مهمشون في صراع «الثنائية» الشمالية التي أطبقت على الميادين سياسياً وعسكرياً.

وإذا أصيب شباب ساحات صنعاء وتعز بالخيبة، مثلما شعر شباب القاهرة والإسكندرية، فإن أخطر ما سيواجه حكومة اليمن التي سيقودها محمد سالم باسندوة ليس هذه الخيبة فحسب، وليس «ثنائية» الصراع بين أهل الشمال. التحدي أمام الحكومة العتيدة ألا تستكين للشراكة المتجددة مع حزب المؤتمر. عليها أن تشرع الأبواب لسماع أصوات كل أطياف المعارضة. أن تقنع أهل «الحراك الجنوبي» بأنها على استعداد للبحث في معالجة ما كان يشكو منه الجنوبيون منذ الوحدة عام 1990، من سياسة الإقصاء والتهميش والتمييز والحرمان وغياب المساواة. وبأنها جادة في إشراكهم في القرار السياسي فلا يظل تحت رحمة «الشراكة» الجديدة وسلطة القبائل ورجال الدين والمتنفذين. فإذا كان الجناح الجنوبي المتشدد (علي سالم البيض) ينادي بالانفصال أياً كان مآل أوضاع التسوية، فإن جناح الاعتدال من «مجموعة القاهرة» (علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس) قد لا يجد بداً من المطالبة بحق تقرير المصير بعد ثلاث أو خمس سنوات من اختبار التجربة الجديدة.

أما الحوثيون الذين التحقوا هم أيضاً بالساحات والميادين فيرتابون من المستقبل. لم ينسوا - حالهم حال أهل الجنوب - أن معظم أهل «الشراكة» الجديدة في الحكومة المنتظرة كانوا أركان الحروب الستة على صعدة، مثلما كانوا رأس الحرب في مواجهة انفصال الجنوب عام 1994. ولا شك في أن الحوثيين يشعرون اليوم، كما أهل «الحراك الجنوبي» بأنهم باتوا أقوى في ظل انقسام صنعاء أو «الشراكة» الجديدة لثنائيتها. وهم يريدون «حصتهم» المعتبرة إذا استحال عليهم حكم ذاتي في أقصى شمالهم.

سيطول الطريق إلى اليمن «السعيد» إذا لم تقد الحكومة المنتظرة ثورة الشباب إلى التغيير الحقيقي. فمواقيت التسوية طويلة بخلاف مواقيت التغيير في مصر التي تتقدم إلى انتخابات يفترض أن تحدد وجهة القطار... هل تختصر صنعاء المرحلة الانتقالية وتؤسس لقوة ثالثة قادرة على التغيير الفعلي، أم تظل رهن «ثنائية» كتبت لها التسوية عمراً آخر؟
http://international.daralhayat.com/...article/333412

ياسر الاسد 2011-11-28 07:54 AM

http://www.al-tagheer.com/arts11274.html

ياسر الاسد 2011-11-28 07:57 AM

تاريخ النشر : 2011-11-27 عدن – دنيا الوطن – رائد الجحافي
تشهد مدينة عدن بجنوب اليمن هذه الأيام استعدادات مكثفة لإحياء الذكرى الـ44 لاستقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، حيث دعت مكونات الحركة السلمية الجنوبية كافة أبناء الجنوب إلى المشاركة في المهرجان المزمع إقامته يوم الأربعاء القادم 30 نوفمبر في عدن التي تشهد مسيرات ومهرجانات متواصلة تأتي في سبيل التحضيرات والاستعدادات للمهرجان الكبير الذي يقول ناشطون في الحراك السياسي الجنوبي انه سيكون مهرجان مليوني سيشارك فيه معظم الجنوبيين، وكان الجنوبيون قد اعتادوا على إحياء المناسبة بحماسة بالغة منذ سنوات قليلة حيث يتخذ منها مناسبة لخروج الجماهير الشعبية والتعبير عن مطالب أبناء الجنوب في تحقيق استقلال دولتهم التي يعدونها مغتصبة وواقعة تحت الاحتلال اليمني منذ إعلان صنعاء الحرب على الجنوب في صيف العام 1994م واجتياح عدن وتسريح الجنوبيين من مناصبهم ووظائفهم المدنية والعسكرية والاستحواذ على ممتلكاتهم العامة والخاصة لصالح قوى متنفذة من أبناء الجمهورية العربية اليمنية – الشريك الذي أجهض اتفاقيات الوحدة مع الطرف الآخر الجنوبي دولة ما كان يسمى بـ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ويواصل أبناء الجنوب منذ سنوات عديدة انتفاضة شعبية سلمية متصاعدة تطالب باستعادة الدولة السابقة بطرق شرعية وبموجب قرارات كانت قد صدرت خلال الحرب من مجلس الأمن الدولي أعقبها قرار فك الارتباط الذي أعلن عنه الطرف الموقع على الوحدة في 21 مايو 1994م.
هذا وفي ضل الظروف الداخلية والمحيطة بالجنوب من خلال الانتفاضات والثورات التي تشهدها المنطقة العربية في الوقت الراهن وما رافقها من متغيرات على خارطة المشهد السياسي العربي يشعر غالبية الجنوبيين إن لهم السبق في تفجير الثورات السلمية ولكن ثمة مؤامرات داخلية وخارجية تعمل على عرقلة نجاح الثورة السلمية في جنوب اليمن، ويشير السياسي والمحامي عارف الحالمي وهو احد قادة الحراك الجنوبي في تصريح أدلى به لـ صحيفة "دنيا الوطن" إلى إن الثورة السلمية الجنوبية تعد السبّاقة في تفجير الثورات التي شملت منطقة العرب لكن مصالح بعض الدول المجاورة ومصالح خارجية أخرى عملت على تجاهل هذه الثورة المتصاعدة، وطالب المحامي الحالمي المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى ضرورة الالتزام بواجبها الأخلاقي في تنفيذ قراراتها الدولية الخاصة بجنوب اليمن وهي قراري مجلس الأمن رقم 924 و931 لعام 1994م، وقال إن على مجلس الأمن الأخذ بعين الاعتبار القرارين الصادرين عنه قبل إن يتخذ قرارات أخرى تتعلق باليمن في الوقت الراهن، وان شعب الجنوب يرفض استمرار وضع الاحتلال اليمني على أراضيه وانه سيواصل نضاله السلمي حتى تحقيق هدفه المنشود المتمثل بالاستقلال واستعادة الدولة، وحول المهرجان المزمع إقامته في عدن أضاف الحالمي قائلاً: إن الجنوبيين اليوم مندفعون بشكل لا يتوقعه احد خصوصاً وإنهم قد وجدوا تقاعس خارجي إعلامي ودبلوماسي تجاه قضيتهم العادلة والمشروعة، ولهذا فأنهم يتحينون الفرص للزهور القوي والتعبير عن مطالبهم ولهذا سيكون الاحتفاء بذكرى الاستقلال الأول احتفاءً مليونياً يظهر من خلال الصور والملامح الجارية في الجنوب، واستطرد الحالمي مواصلاً حديثه، "وشعب الجنوب وقد التزم طيلة سنوات مضت بخيار النضال السلمي في ضل القمع والجرائم التي طالته وتطاله من قبل سلطات صنعاء فقدم الجنوبيين أكثر من ألف شهيد وآلاف الجرحى والمعتقلين والمشردين، ولا يزال ابرز قادة الحراك الزعيم حسن باعوم داخل المعتقل في ضل تجاهل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان فان الجنوبيين قد يلجئون إلى خيارات أخرى للدفاع عن أنفسهم واستعادة دولتهم، والشرائع السماوية وكذلك نصوص القانون الدولي تمنح الشعوب حق استرداد حقها وعزتها وكرامتها والدفاع عن النفس حتى بالكفاح المسلح".
http://www.alwatanvoice.com/arabic/n...27/220796.html

فارس الجنوبي 2011-11-28 10:33 AM

أخواني في فريق كسر حظر الاعلام العالمي عن قضيتنا

اعتذر لكم عن غيابي وايضا سيستمر الغياب


وذلك لظروف صحيه ...تعبان شووي

وأول ما اكون بخير سأنطلق بأقوى جهد تجاه هذا العمل الجبار

ولكم التحيه

ابو عبود 2011-11-28 05:35 PM

اليمن: شباب الجنوب بين مطرقة بروكسيل وسندان القاهرة
الإثنين, 28 نوفمبر 2011

عدن - علي سالم
تطرق مجموعة من الشبان باب مقر فرع اتحاد الأدباء والكتاب في عدن ثم تشرع في حمل الكراسي على متن سيارة شحن. فمنذ شهور وأعضاء في «حركة شباب عدن» يأتون إلى هنا لاستعارة الكراسي لاستخدامها في ندوات تقام في الأحياء السكنية للتوعية بأهمية توحيد الصف الجنوبي.

وانطلاقاً من ماضٍ صاخب بشعار «يا عمال العالم اتحدوا» إلى حاضر دافق بصرخة «يا أبناء الجنوب اتحدوا» ومن «في كل العالم عندي حبيبة هي الشبيبة» و «يمن ديموقراطي موحد نفديه بالدم والأرواح» وهي شعارات ظلت الشبيبة الجنوبية تهتف بها حتى قيام الوحدة، إلى تصاعد الحديث عن هوية جنوبية خالصة، ترتسم اهتمامات الأجيال الجديدة في جنوب اليمن. وهي اهتمامات زلقة تتحرك وترتد بمختلف الاتجاهات ما يعيق أحياناً وضع المواقف والمطالب في سياق متسق.

آخر تلك التجليات توزع الشباب الجنوبي الذي يشكل القاعدة العريضة للحراك الجنوبي ومدماك حضوره في الشارع، بين تياري الفيديرالية وفك الارتباط أو ما بات يعرف بجماعتي القاهرة وبروكسيل نسبة إلى مؤتمرين استضافتهما العاصمتان المصرية والبلجيكية. الأول نظمته جماعة يقودها الزعيم الجنوبي علي سالم البيض ويدعو إلى فك الارتباط مع الشمال، والثاني نظمته جماعة الفيديراليين برئاسة الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد وهي الجماعة التي أصدرت الأسبوع الماضي وثيقة تقترح دولة يمنية بإقليمين شمالي وجنوبي وفترة انتقالية يستفتى خلالها الجنوبيون على الوحدة أو الانفصال.

وكانت الشهور الأخيرة شهدت تحولات لافتة منها انسحاب ممثلي الجنوب من المجلس الانتقالي للثورة الشبابية. وبلغت حمى النزعة الجنوبية حد اعتبار البعض حركة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد شأناً شمالياً صرفاً أو «صراعاً بين أحمر وأحمر» لا يعني الجنوبيين. وفي ذلك إشارة إلى انتماء كل من الرئيس صالح ومعارضيه الأقوياء المنشقين عن نظامه، إلى منطقة بيت الأحمر الواقعة ضمن قبيلة حاشد التي توصف بـ «صانع» رؤساء شمال اليمن. واللافت أكثر أن تظاهرات خرجت في عدن تندد بما أسمته نقل صنعاء صراعاتها إلى محافظة أبين الجنوبية. ويقول شاب من محافظة أبين: «صالح أراد بإشعال القتال في أبين أن يظهر للخليجيين والغرب أن نائبه لم يستطع أن يسيطر على مسقط رأسه فكيف الحال فيما لو حكم اليمن». وهذه لغة صارت شائعة في الجنوب ترى أن وراء كل مشكلة فاعلاً شمالياً إلى درجة رد البعض انتشار النقاب بين الجنوبيات إلى «غزو الشمال».

ولا تستبعد مصادر في الحراك الجنوبي فرضية أن يكون الخلاف المزعوم بين قيادات الحراك مجرد لعب أدوار من منطلق «خوفه بمرض فك الارتباط يرضى بحمى الفيديرالية». وهذا تكتيك لطالما اتبعته الجماعات السياسية في اليمن. وخلال فترة لا تزيد عن 5 سنوات استطاع شعار الضيم الجنوبي أن يوحّد مكوّنات الطيف السياسي الجنوبي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بمن فيهم أعضاء في الحزب الحاكم، حتى شاع القول «إن دم الجنوبي على الجنوبي حرام».

بيد أن تسارع الانهيار الذي شهده نظام الرئيس صالح وبدء الحديث عن استحقاقات ما بعد رحيله أعادا تباينات الصف الجنوبي إلى الواجهة لا سيما أن الثأر السياسي في اليمن يتخذ شكل الثأر القبلي.

دعوات لفك الارتباط

وسجلت الشهور الأخيرة احتكاكات بين جماعات جنوبية تؤيد النظام الفيديرالي وأخرى تدعو إلى فك الارتباط. ويذهب بعض المتعصبين لمطلب فك الارتباط إلى اتهام دعاة الفيديرالية، خصوصاً المنتمين إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح بأنهم حصان طروادة لتمرير الهيمنة الشمالية. فيما بدأت حمى التوجس التقليدي بين القبائل الجنوبية المتصارعة تاريخياً تطل باستحياء.

وتصارعت جماعتان حراكيتان للاستيلاء على مقر المجلس المحلي لمديرية المنصورة في محافظة عدن قبل أن تحرره مدرعة تابعة للجيش الحكومي. وأدرج البعض الحادثة ضمن محاولة الجماعات السياسية والقبلية تثبيت حضورها على الأرض على غرار ما يجرى حالياً في بعض المحافظات الشمالية من قتال بين الحوثيين والإصلاحيين.

ويطاول التشكيك الجنوبي الشيخ طارق الفضلي الذي رافق أسامة بن لادن في حرب أفغانستان وهو سليل أسرة الفضلي التي حكمت أبين قبل الاستقلال وتربطه علاقة مصاهرة بالقائد العسكري الشمالي المنشق اللواء علي محسن الأحمر. ويعتقد حراكيون أن الفضلي في العمق ليس مع دولة جنوبية مستقلة وأن انضمامه إلى الحراك الجنوبي جاء في إطار سيناريو مبكر باشره حزب الإصلاح مع أحزاب اللقاء المشترك، لإضعاف نظام الرئيس علي عبدالله صالح تمهيداً لإسقاطه من خلال تشكيل كتلة تاريخية هي الأولى من نوعها في تاريخ اليمن الحديث ضمت أحزاباً يسارية وقومية وإسلامية وزعامات قبلية. والأرجح أن تشكيل التكتل لم يكن ليقيض له النجاح لو لم يباشر صالح خطوات عملية باتجاه توريث الحكم لنجله أحمد. وهي القشة التي قصمت ظهر التحالف التقليدي الذي نهض عليه حكم صالح على مدى 3 عقود من الزمن.

وأدت الاحتجاجات المستمرة منذ عشرة أشهر للمطالبة بتنحي الرئيس اليمني وأسرته عن الحكم والتي صاحبتها أعمال عنف، إلى تراخي قبضة صنعاء وبات ميدان الجنوب شبه خال للنشاطات الانفصالية.

وعشية الاحتفال بذكرى ثورة استقلال جنوب اليمن عن بريطانيا عام 1967، انتشرت أعلام الدولة الجنوبية السابقة في شكل غير مسبوق. ورفعت شعارات تحض على استلهام ثورة الاستقلال الأولى لتحقيق الاستقلال الثاني، ويقصد به الانفصال عن الشمال الذي دخل مع الجنوب في وحدة عام 1990 قادت إلى حرب أهلية صيف 1994انتهت بهزيمة القوات الجنوبية.

ويصادف زائر عدن شعارات على الجدران من قبيل «شعلة الحراك من نار ثورة 14 أكتوبر». وتلهب أغاني للمطرب الجنوبي عبود الخواجة حماسة الشبيبة. وبعض الشبان يزيد ذلك بارتداء قمصان «تي شيرت» رسم عليها شعار واسم الجنوب.

وكان متوقعاً في أوساط الجنوبيين أن يعلن دعاة الفيديرالية الذين شاركوا في «المؤتمر الجنوبي الأول» الذي عقد يومي 21 و22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في القاهرة، عن تشكيل مجلس وطني انتقالي جنوبي في مسعى إلى إعادة المحاصصة بين شمال وجنوب على غرار ما كان عليه الأمر لحظة قيام الوحدة.

وكانت تعديلات دستورية أجراها حزب المؤتمر الحاكم بعد هزيمة الطرف الجنوبي في الحرب، تم بموجبها خفض عدد مقاعد تمثيل الجنوب في البرلمان، زادت طين الغبن الجنوبي بلة.

ولئن ذهب بعض دعاة فك الارتباط إلى اعتبار مشروع الفيديرالية مجرد «فخ»، رأت مصادر سياسية محايدة في الوثيقة التي أعلنتها جماعة الفيديراليين في القاهرة بقيادة علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس تحلياً بالموضوعية وبعد أفق، موضحة أن إقرار فترة انتقالية من شأنه إتاحة الفرصة لإعادة بناء مؤسسات دولة جنوبية. فسواء قاد الاستفتاء في نهاية المطاف إلى الانفصال أم البقاء في ظل دولة يمنية واحدة فإن هذه المؤسسات ستشكل في الحالين ضماناً للجنوبيين.

ويمتد الجدل حول مستقبل الجنوب إلى ساحات الثورة في الشمال. ويرى الناشط في ساحة الحرية في تعز وضاح اليمن عبدالقادر أن الحل يأتي من خلال بناء دولة مدنية حديثة تكفل حقوق المواطنة لجميع اليمنيين. وقال عبدالقادر إن الرئيس علي عبدالله صالح استطاع خلال 20 عاماً أن يدمر الروابط التي ظلت تربط بين اليمنيين شمالاً وجنوباً، لافتاً إلى دور جنوبي شرعن نظام صالح، ملمحاً إلى جماعة الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد التي شاركت إلى جانب قوات صالح في حرب 1994.

ويؤكد عبدالقادر أن صنعاء وبحكم تركيبتها العسكرية القبلية غير ملائمة لتكون عاصمة تحتضن مشروع الدولة المدنية ويقترح عدن أو تعز عاصمة للدولة الجديدة. ويدعو إلى تضافر الجهود الشابة والدفع باتجاه بلورة قوة شبابية متخففة من الأيديولوجيات الضاغطة باعتبارها صمام أمان بناء مستقبل اليمن الجديد.

ابو عبود 2011-11-28 05:40 PM

http://international.daralhayat.com/...article/333358

ابو عبود 2011-11-28 05:51 PM

الرقص على رؤوس الأفاعي

مطلوب التفكير قليلا بعقل بارد واعطاء هامش للتفاوض ، رغم أجواء الربيع العربي الملتهبة، وقد يلتمس المراقب مبررات موضوعية لحالة الانفعال،أهمها ان من يقود ويحرك الثورات والاحتجاجات هم جيل الشباب ،المتحمس بالضرورة للتغيير اكثر من غيره ، ثم انه ليس سهلا السيطرة على انفجار مخزون هائل من القهر والظلم والفساد ، راكمته انظمة استبدادية طيلة عشرات السنين ، فضلا عن لجوء الانظمة الى القمع الدموي .
ليس المطلوب استمرار الاحتجاجات والاعتصامات لذاتها،فالمهم هو الوصول الى الاهداف ،وفي الحالة اليمنية ربما كان بالامكان الخروج من عنق الزجاجة في وقت مبكر بعد انطلاق ثورة فبراير الماضي،لكن اظن ان سخونة المناخ الثوري و ركوب احزاب المعارضة موجة الثورة ومناورات النظام ،عطل فرص التوصل الى نهاية مبكرة للثورة ،ودخلت العملية في طريق مسدود نحو تسعة اشهر،ووصل الطرفان الى نقطة يحاول كل منهما لي ذراع الاخر،واطلق صالح مقولته الشهيره»فاتكم القطار»!.
التوقيع على اتفاق يتضمن الية تنفيذ المبادرة الخليجية ، من قبل الرئيس علي صالح واحزاب المعارضة»اللقاء المشترك» في الرياض قبل ايام،لم يحسم الأزمة بشكل جوهري،وهو لا يختلف كثيرا عما كان مطروحا في شهر نيسان الماضي عندما اطلقت المبادرة الخليجية،بل ربما حقق الاتفاق لصالح شروطا افضل لخروج»مشرف»من السلطة اكثر مما كان متاحا في البدايات ، ما اثار غضب شباب الثورة ،ووضع احزاب المعارضة التي وقعت على المبادرة في حالة محرجة، وارتفعت اصوات تندد بالمعارضة وتضعها في صف النظام، اذ بعكس ما يطالب به الثوار من تنحي صالح ومحاكمته ، ضمنت المبادرة حصانة له ولابنائه من المحاكمة .
*لست معجبا بصالح ونظامه، فهو من فصيلة الديكتاتوريات العربية العائلية، التي حولت الاوطان الى شبه اقطاعيات ،لكن يسجل لصالح حفاظه على وحدة اليمن رغم ما رافق مسيرة الوحدة من اخطاء ،وينبغي الاشارة ايضا الى ان اليمن الموحد كان في مقدمة البلدان العربية، التي بدأت مسيرة تحول ديمقراطي تعتمد التعددية الحزبية ،قبل ان تنتكس بعد محاولة الحزب الاشتراكي فصل الجنوب مجددا عام 1994 والتي حسمها صالح عسكريا . لا يختلف اثنان على ان السياسة تقوم على الاكاذيب والمناورات والخداع وصالح ليس استثناء ،بل انه قارن ذات يوم بين حكمه لليمن الذي صمد 33 عاما بالموازنات والمواءمات وبين» الرقص على رؤوس الافاعي»،ومع ذلك فقد اطلق اكثر من تصريح في وقت مبكر ،بعد ان تأكد من جدية الثورة،دعا فيه المعارضة للحوار بهدف الاتفاق على جدول زمني لاجراء انتخابات مبكرة،بمعنى انه اعلن استعداده للتنحي وفق الية ديمقراطية لنقل السلطة، ودائما ظل يكرر انه رئيس منتخب وهو صحيح،لكن الثورات الشعبية تسعى لنسف المعطيات السياسية القائمة ،وكان سقف مطالب الثورة يرتفع اولا بأول ،ووصل الى المطالبة برحيل صالح فورا ومحاكمته، هو والعديد من ابنائه ورموز حكمه،وجاءت محاولة اغتياله في مسجد الرئاسة لتزيد الامور تعقيدا.
*وقت طويل تم هدره في الدوران بحلقة مفرغة،من الجدل والسجالات والمناكفات والتحدي المتبادل وسط استمرار التظاهرات والاعتصامات وتعطيل انشطة الحياة ،واظن ان الخسائر الناجمة عن ذلك في الجانب الاقتصادي والحياتي والانساني كانت هائلة ،وان اعادة ترميم ما خلفته الفترة الماضية يحتاج الى سنوات ، وجهود مضنية وأموال ضخمة في بلد يصنف ضمن أفقر دول العالم .ورغم ذلك لا يبدو ان اتفاق الرياض قد انهى الازمة،والافاق لا تزال مفتوحة على المجهول ، بعد رفض شباب الثورة الاتفاق وتصعيد الاحتجاجات ،واكثر ما يثير القلق ان أخطر الاحتمالات لما يجري في اليمن اليوم سيكون انفصال الجنوب،ذلك ان الحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال، انطلق قبل هبوب رياح الربيع العربي،ومن سخريات القدر ان يفتح رحيل صالح عن المشهد باب* الانفصال .
[email protected]


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.