يجب أن نتنبه جميعا لنقطتين هامتين تتمل بالآتي:
الإولى :
- إن السلطة حينما أرادت أن تضرب صعدة...كانت في البداية عاقدة العزم تماما بأنه بمجرد ( حسم صعدة ) سريعا لتتفرغ كليا للجنوب...وهذه نقطة ربما يعلمها الكثرون قبلي...لكني أُشدد على أن حرب صعدة السادسة ( تحديدا ) كان يُراد لها أن تكون قصمة للجنوبيين قبل أن تكون للحوثيين أ،فسهم...وكانوا يعتقدون إن شوكة الجيش ستقوزى فيما بعد للدرجة التي من خلالها يستطيعون مواصلة الزحف جنوبا وربما إرتكاب مغامرة جديدة بناءاً على نشوة النصر الإولى..
النقطة النانية :
- إن الحرب السادسة في صعدة جاءت لتغطية تصريحات حميد الأحمر ( كما يُعتقد ) وكان المرجفون والمطبلون للرئيس الصالح ومؤيدي ومخترعي سياسة الأرض المحروقة يعتقدون إن إرهاب أهالي صعدة وإحراقهم في ظل وضع دولي مريح...سيكون كفيل بتغطية مغامرة جديدة في الجنوب بمجرد إنتهائهم من صعدة..!
وبما أن أي من هذه التوقعات لم تحدث...وبما أن الحوثيين على ما يبدوا ( إستعدوا ) للحرب كما ينبغي...فأن المسألة تبدو مختلفة تماما...وستضع الحكومة اليمنية ألف حساب للدخول في مغامرة جديدة لن تقل شأنا عما يحجث للجيش بصعدة...!
أضف إلى ذلك وجود إقتصاد يمني منهك...وتنامي وتيرة المنظمات الحقوقية لما يجري في اليمن...سيكون بمثابة نقطة جدية ربما تحد كثيرا من إندفاع الحكومة في الوقت الحالي...وأعتقد جازما بأنهم لن يقدموا على خطوة جريئة كهذه عدا في حالتين فقط :
الإولى :
1- في حال إقترب الحسم بصعدة بصورة لم تكن الحكومة ياليمنية تعتقده...وفي حال لم يتكبد الجيش وإقتصاده خسائر حقيقية ولم يتعرضوا لحرب إستنزاف مديدة..بالتالي سيكون يخار الإقدام على غزو الجنوب مجددا مطروح على طاولة عتاولة الحرب وتجارها..!
2- في حال كانت تلك الرغبة ( مدعومة ) دوليا ومن دول ذات ثقل دولي حقيقي كـ ( المملكة ) وأمريكا على سبيل المثال على إعتبار إن ما تقوله أمريكا ستتبعه بقية دول العالم...وما ستقوله السعودية سانفذه دول الخليج.خصوصا إذا كانت تلك الحرب ستدر الدراهم على الرئيس الصالح وزبانيته...بالتالي ليستعد الجنوبيين لتلك المغامرة جيداً...!
إذا ما العمل في هذه الحالة طالما وأن غزو الجنوب مجددا لا يزال فكرة تراود النظام متى كانت الفرصة سانحة لذلك...والجواب هنا يجب أن لا يكون لمجرد الهتاف فقط...بل أن الصواب...فيما أعــدّة الجنوبيين لمواجهة أسوأ الإحتمالات ومنها الإجتياح الكامل...!
لتكن تجربة الحوثيين ماثلة أمامنا...ولننظر كيف إستطاع الحوثيين الصمود أمام آلة الحرب ( السعو يمنية ) كل هذه الفترة...وكيف إستطاعوا إستدراج الجيش للمناطق الوعرة لإرهاقة وإستنزاف كل طاقاته الهائلة...بل وكيف أصبحوا لحمة واحدة منكاتفة يحمي بعضهم بعضا...ومتى وصلنا نحن لتلك النقطة فأنني على يقين بأنهم لن يستطيعون التقدم إنشاً واحدا متى ما كان أول بيت في يالجنوب بالنسبة لجحافل الجيش كآخر بيت في الجنوب من ناحية البسالة والمقاومة...!
ثم:
أين العسكريين الجنوبيين الذين يملكون خبرات ميدانية كبيرة وخبرة قتالية عالية...ولما يحاول الجنوبيين نسيان أننا كنا نملك ثاني أكبر قاعدة حربية في الشرق الأوسط ( العند ) وأن لدينا أكاديميين عسكريين وقادات ألوية وجنود ومقاتلين خاضوا تجارب كبيرة وحروب عديدة...ولماذا لا يتم فعليا البدء الفوري بتدريب مليشيات شعبية وسرايا قتالية تحت قيادات ميدانية يتم تعيينهم بعد تأني ودراسة كاملة لولائهم الحقيقي للجنوب وأهله...ولماذا لا يتم البدء الفوري بشراء الأسلحة والذخائر والمؤن وترتيب خطط عسكرية وخطوط أمامية وخلفية ومواقع إستراتيجية فعلية ووسائل إتصال وتصوير وهيئة إعلامية منظمة...ولماذا لا نتعظ مما يفعل الحوثيين اليوم...ومما تفعله السلطة التي لا تألوا جهدا للتلويح بالقوة كمبدأ وخيار ستلجأ إليه في الفرصة المواتية...ولماذا لا تبدأ التعبئة النفسية والإعلامية ضد كل ما يمت للشماليين بصله..!
على أنني أقترح أن تكون التعبئة لمجرد الإستعداد لأسوأ الإحتمالات فقط وليس بهدف الهجوم... فمن كان يظن بأن الشماليين سيرحلون برضاهم دون خسائر ودماء فأنه واهم..ومن كان يظن بأنه في حال تهيأت الظروف المناسبة للإنقضاض علينا فأنه لن يتوانوا عن ذلك للحظة واحدة...ولهذا فا لإستعداد مبكرا لكل الخيارات يبدو صائبا جدا في حال كنا عاقدين العزم على مجابهتم بما يخشونه من السلاح لا بما نخشاه نحن...!
لكم السلام..
