وأمام هذا الوضع الغير متوقع المفروض علينا بقوة السلاح وجبروته , كان لأبناء الجنوب موقف مشرف ينسجم مع تاريخهم النضالي , الرافض دوما وأبدا لكل أشكال الاحتلال والطغيان , فانطلقوا جميعا في حراكهم السلمي الحضاري المبارك المرتكز على ترسيخ قيم التسامح والتصالح فيما بينهم , والقائم على إرادة قوية ترفض الواقع المؤلم وتنشد الحرية و الانعتاق من قيوده الحديدية , باتجاه فك الارتباط , واستعادة دولتنا الوطنية السابقة . الأمر الذي استنفر النظام الحاكم في صنعاء ضدنا وضد حقنا الوطني المشروع , مستعينا في مواجهته ضدنا بكل قواه العسكرية والأمنية , التي واجهت أبناء الجنوب العزل في ساحات النضال السلمي بالرصاص الحي ومسيلات الدموع التي لم تتورع قواه المتعددة , في توجيهها إلى صدور المناضلين بشكل مباشر وقاتل , فاستشهد من بين صفوفنا , ما يتجاوز السبعين شهيد وجرح المئات واعتقل في السجون حتى اللحظة المئات الأخرى الموزعين في سجون الأمن السياسي بصنعاء وغيرها من المدن .