المسعودي اليافعي
2012-10-22, 01:48 AM
الالتفاف على حاضر شعب الجنوب... مصادرة للمستقبل على وتيرة الماضي
عندما يرى الإنسان العربي المقهور ـــ منذُ الولادة ـــ انتشار الربيع العربي في المنطقة, من الطبيعي أن يعتريه كثير من الرضا على إسقاط أنظمة الاستبداد والباطل وبداية عهد عربي جديد من الحرية والعدالة والديمقراطية, لكن المراقبين والمطلعين على خفايا السياسات العالمية ليسوا بهذا القدر من التفاؤل والرضا ويرون إن الصراع مازال قائماً ومستمراً بين الحق والباطل, ويؤكدون أن لا أحد ـــ حتى اليوم ـــ يرى وضوح الحق بقدر مستوى وضوح الباطل نفسه, كون ثمرة النبّتة المرجوّة من بذرة ثورات الربيع العربي لم يكتمل طور نموها بعد ناهيك عن نضوج الثمرة, وذلك لأسباب عِده منها التدخل الأجنبي وكذا دور الأحزاب المحلية الفاسدة في التأثير على توجيه مجريات ثورات ربيع الشعوب العربية باتجاهات منها ما يخدم مصالح وأهداف الدول الكبرى الاقتصادية السياسية والعسكرية.
لهذا قد تواجه بلدان المنطقة احتمالات لأوضاع مشابهة إن لم تكن مطابقة لما مضى من الهيمنة وفساد الأنظمة السابقة, ولا يستبعد أن تفرض على المنطقة سياسات ومشاريع تعيد إنتاج مشكلات وصراعات الماضي مرّة أخرى وبشكل أكثر إيلاماً وبشاعة, الأمر الذي يبرر التخوف من المستقبل.
إن مثل تلك التحليلات والرؤى التشاؤمية تفرض على الجنوبيين حُسن التعامل مع قضيتهم الوطنية الجنوبية وأن يحسبوا أمورهم بدقة متناهية, وعليهم لفت الانتباه إلى الاستفادة من تجارب وعبر ودروس الماضي ومن زمنها المُر, كما إنها تحضهم على ضرورة الخروج من الواقع الحالي الذي يؤكد ضعف الالتفات لتلك العبر والدروس إلى الاستعانة بها على مواجهة التحديات والمخاطر التي تتعرض لها ثورتهم السلمية.
ومن المؤسف إن أعداد الجنوبيين الذين يحاولون الاستفادة منها قليل, ويتناقصون كلما وقع البعض منهم في دائرة الوهم وتصديق الإشاعات الكاذبة والمخادعة التي تروّج لها أحزاب اللقاء المشترك. فالجنوبيين يمتلكون رصيد كبير من الخبرات والمعرفة والتخصصات التي يحتاجون إليها, وما عليهم إلاّ تفعيلها لمواجهة سياسات ومشاريع القوى والأحزاب اليمنية التي تمتلك إمكانات وقدرات وخبرات كبيرة. تلك الأحزاب مجتمعة تعمل معاً منذُ سنوات على وضع العراقيل أمام ثورة الجنوب, وتتبادل لعب أدوار من المنافسة أو التحالف أو التصارع فيما بينها للمراوغة والتظليل فقط, فلديها أجهزتها الخاصة بها المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالأفراد والطبقات والفئات والمؤسسات الحاكمة المحلية والإقليمية والعالمية التي تدعمها بمختلف الإمكانيات فتزيدها قوة وفعالية وسرية.
وتكمن الخطورة التي تواجه ثورة شعب الجنوب في هذه المرحلة في إمكانية تمرير أو فرض سياسات ومشاريع لا تخدم القضية الوطنية الجنوبية ولا مصالح الشعب الجنوبي, من قبل الجهات الحكومية والسياسية والحزبية والاجتماعية اليمنية, أو من قبل الجهات الإقليمية والدولية التي بيدها الوصاية الفعلية على مقدرات البلاد وتقوم بإدارة شئونها, عبر أساليب مبتكرة وبوسائل مخادعة وملتوية, قد يكون ظاهرها منمق بالحسن والجمال أو مغلف بالقيم الحميدة, فيبدو بريق مظهرها جذاباً للسير خلفها دون وعي أو إدراك للمخاطر المترتبة عليها ولا على المصير الكارثي الذي ينتظر من يغرر به, فيقع ذلك المغرور مع شعبه مرة أخرى بالوهن والضعف وربما يئول المآل إلى إضاعة الوطن والسيادة والهوية والتاريخ والحقوق " لا سمح الله ", كما حصل في الماضي القريب.
لذلك, ففي ظل هذه الظروف والأوضاع على المواطن والشعب الجنوبي التحلي باليقظة والحس المسئول والقيام بالواجب الوطني في الدفاع عن المفاهيم والرؤى والأهداف التي يناضل من أجلها, وألاّ يتخلي عن حقه بالنضال المشروع حتى يتحقق النصر بالتحرير والاستقلال... وعليه الكف عن المواقف السلبية والاكتفاء بالتفرج على ما يجري من حوله وكأنه تلميذ صغير تُملى عليه الدروس لحفظها وتقبلها دون رأي أو مناقشه.
عندما يرى الإنسان العربي المقهور ـــ منذُ الولادة ـــ انتشار الربيع العربي في المنطقة, من الطبيعي أن يعتريه كثير من الرضا على إسقاط أنظمة الاستبداد والباطل وبداية عهد عربي جديد من الحرية والعدالة والديمقراطية, لكن المراقبين والمطلعين على خفايا السياسات العالمية ليسوا بهذا القدر من التفاؤل والرضا ويرون إن الصراع مازال قائماً ومستمراً بين الحق والباطل, ويؤكدون أن لا أحد ـــ حتى اليوم ـــ يرى وضوح الحق بقدر مستوى وضوح الباطل نفسه, كون ثمرة النبّتة المرجوّة من بذرة ثورات الربيع العربي لم يكتمل طور نموها بعد ناهيك عن نضوج الثمرة, وذلك لأسباب عِده منها التدخل الأجنبي وكذا دور الأحزاب المحلية الفاسدة في التأثير على توجيه مجريات ثورات ربيع الشعوب العربية باتجاهات منها ما يخدم مصالح وأهداف الدول الكبرى الاقتصادية السياسية والعسكرية.
لهذا قد تواجه بلدان المنطقة احتمالات لأوضاع مشابهة إن لم تكن مطابقة لما مضى من الهيمنة وفساد الأنظمة السابقة, ولا يستبعد أن تفرض على المنطقة سياسات ومشاريع تعيد إنتاج مشكلات وصراعات الماضي مرّة أخرى وبشكل أكثر إيلاماً وبشاعة, الأمر الذي يبرر التخوف من المستقبل.
إن مثل تلك التحليلات والرؤى التشاؤمية تفرض على الجنوبيين حُسن التعامل مع قضيتهم الوطنية الجنوبية وأن يحسبوا أمورهم بدقة متناهية, وعليهم لفت الانتباه إلى الاستفادة من تجارب وعبر ودروس الماضي ومن زمنها المُر, كما إنها تحضهم على ضرورة الخروج من الواقع الحالي الذي يؤكد ضعف الالتفات لتلك العبر والدروس إلى الاستعانة بها على مواجهة التحديات والمخاطر التي تتعرض لها ثورتهم السلمية.
ومن المؤسف إن أعداد الجنوبيين الذين يحاولون الاستفادة منها قليل, ويتناقصون كلما وقع البعض منهم في دائرة الوهم وتصديق الإشاعات الكاذبة والمخادعة التي تروّج لها أحزاب اللقاء المشترك. فالجنوبيين يمتلكون رصيد كبير من الخبرات والمعرفة والتخصصات التي يحتاجون إليها, وما عليهم إلاّ تفعيلها لمواجهة سياسات ومشاريع القوى والأحزاب اليمنية التي تمتلك إمكانات وقدرات وخبرات كبيرة. تلك الأحزاب مجتمعة تعمل معاً منذُ سنوات على وضع العراقيل أمام ثورة الجنوب, وتتبادل لعب أدوار من المنافسة أو التحالف أو التصارع فيما بينها للمراوغة والتظليل فقط, فلديها أجهزتها الخاصة بها المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالأفراد والطبقات والفئات والمؤسسات الحاكمة المحلية والإقليمية والعالمية التي تدعمها بمختلف الإمكانيات فتزيدها قوة وفعالية وسرية.
وتكمن الخطورة التي تواجه ثورة شعب الجنوب في هذه المرحلة في إمكانية تمرير أو فرض سياسات ومشاريع لا تخدم القضية الوطنية الجنوبية ولا مصالح الشعب الجنوبي, من قبل الجهات الحكومية والسياسية والحزبية والاجتماعية اليمنية, أو من قبل الجهات الإقليمية والدولية التي بيدها الوصاية الفعلية على مقدرات البلاد وتقوم بإدارة شئونها, عبر أساليب مبتكرة وبوسائل مخادعة وملتوية, قد يكون ظاهرها منمق بالحسن والجمال أو مغلف بالقيم الحميدة, فيبدو بريق مظهرها جذاباً للسير خلفها دون وعي أو إدراك للمخاطر المترتبة عليها ولا على المصير الكارثي الذي ينتظر من يغرر به, فيقع ذلك المغرور مع شعبه مرة أخرى بالوهن والضعف وربما يئول المآل إلى إضاعة الوطن والسيادة والهوية والتاريخ والحقوق " لا سمح الله ", كما حصل في الماضي القريب.
لذلك, ففي ظل هذه الظروف والأوضاع على المواطن والشعب الجنوبي التحلي باليقظة والحس المسئول والقيام بالواجب الوطني في الدفاع عن المفاهيم والرؤى والأهداف التي يناضل من أجلها, وألاّ يتخلي عن حقه بالنضال المشروع حتى يتحقق النصر بالتحرير والاستقلال... وعليه الكف عن المواقف السلبية والاكتفاء بالتفرج على ما يجري من حوله وكأنه تلميذ صغير تُملى عليه الدروس لحفظها وتقبلها دون رأي أو مناقشه.