د.عبيد البري
2012-10-13, 02:50 PM
لماذا يريد الرئيس على ناصر نبش قبور الماضي ؟!
في تصريح للرئيس الاسبق لدولة الجنوب علي ناصر محمد لـ« الشرق الأوسط » ، تم إعادة نشره في " شبكة الطيف " 12 أكتوبر 2012 ، قال: (( إن الأهم هو التحقيق في الجريمة الكبرى التي ارتكبت بحق الوحدة من قبل الموقعين عليها عام 1990)) . ودعا أيضا إلى : (( تشكيل لجنة محايدة ، للتحقيق في ما جرى من صراعات منذ قيام ثورتي اليمن ، شمالا وجنوبا ، مطلع عقد الستينات من القرن الماضي )) .
والمتابع للنشاط الذي يقوم به علي ناصر ، والآراء التي يطرحها عبر وسائل الإعلام ، سيجد أنه يكرس كل جهوده للحفاظ على الوحدة اليمنية التي طالما تفاخر في أكثر من مناسبة ، بأنه أول من سعى إليها ! . وتجده يتحدث عن القضية الجنوبية وعدالتها كأنه أحد قادة المعارضة اليمنية .. ويعتبر ناصر بأن ثورة التغيير الشبابية ضد نظام صنعاء ، والمحاولة الناتجة عنها للتسوية السياسية في اليمن ، هي الوسيلة الأهم لحل قضية الجنوب . فعن ذلك قال علي ناصر في تصريحه : (( كنا نأمل أن تشمل التسوية كافة الطيف السياسي اليمني وأن يكون الشباب الرقم الأبرز فيها )) .
وفي حوار له مع صحيفة الأمناء الصادرة يوم 27 يونيو 2012 م ، اعتبر الوضع القائم حالياً في اليمن بأنه لا يزال ( مشروع وحدة قائم ) موقع عليه عام 1990 ..
حيث قال : (( لا يخفى على أحد أن هناك اليوم مشروعان في الجنوب بالإضافة إلى مشروع الوحدة القائم ... المشروع الذي ينادي أصحابه بفك الارتباط عن الشمال واستعادة الدولة الجنوبية ... ومشروع الفيدرالية من إقليمين شمالي وجنوبي الذي بلوره بوضوح المؤتمر الجنوبي الأول المنعقد في القاهرة 20 – 22 نوفمبر 2011 ، وكلا المشروعين يستندان إلى عدالة القضية الجنوبية)).
والظاهر (للمتابع أيضا) أن علي ناصر يسعى بكل جهوده إلى تثبيت الوحدة اليمنية واستمرارها .. حيث قال في نفس حواره مع " الأمناء " :
((نحنُ مع الخيار الذي بلوره مؤتمر القاهرة والذي سبق وأشرت إليه ... أي مع خيار صياغة الوحدة في دولة فيدرالية اتحادية بإقليمين (شمالي وجنوبي) ... وكان رأينا ولا يزال أن التجارب الوحدوية الفيدرالية سواء في دولة الأمارات أم في دول أوروبا أو الاتحاد الروسي أو الولايات المتحدة أو الهند وغيرها... تصلح كأساس لحل معضلة الوحدة ، وهي أرقى أشكال الوحدة وأكثرها قابلية للإستمرار )) .
ونجد علي ناصر يذكـّر دائماً بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي ، عندما يتحدث عن ( التباينات السياسية ) في إطار الجنوب . ففي نفس الحوار مع " الأمناء " ، قال :
((جميع أبناء الجنوب شركاء في صنع مستقبلهم مهما اختلفت أو تباينت رؤاهم السياسية ... اعتقد أن مبدأ التصالح والتسامح يصلح قاعدة لتحقيق هذه المهمة الوطنية العظيمة ... ونحن في الأول والأخير نبحث عن حل لقضية شعبنا ، ولا نبحث عن حل لمشاكلنا الشخصية)) .
ولكن ألا يجدر التساؤل ، كيف للرئيس علي ناصر أن يحافظ على مكسب التصالح والتسامح الجنوبي أو أن يصل إلى الوحدة التي يتحدث عنها ، في حين يدعو إلى نبش قبور الماضي للتحقيق في ما جرى من صراعات منذ مطلع عقد الستينات ، بما فيها أحداث 1986م ، وتلميحه إلى الذين وقعوا / أو وقــَّعا على وحدة عام 1990 (( صالح + البيض )) عن ارتكابهم جرائم بحق الوحدة ، الموقع عليها ؟! .
كما أنني أرى بأن علي ناصر لم يكن موفقاً في إشارة أخرى له في ذلك التصريح ، قال فيها : [ (صالح) يتحدث مؤخرا عن أحداث 1986 .. وذلك - في المحصلة - يمس أطرافا وقيادات كانت معنا ومعه وبينهم رئيس الجمهورية الحالي وغيره من القيادات السابقة العسكرية والمدنية التي كانت محسوبة على ما كان يسمى (الزمرة)] .
د. عبيد البري
في تصريح للرئيس الاسبق لدولة الجنوب علي ناصر محمد لـ« الشرق الأوسط » ، تم إعادة نشره في " شبكة الطيف " 12 أكتوبر 2012 ، قال: (( إن الأهم هو التحقيق في الجريمة الكبرى التي ارتكبت بحق الوحدة من قبل الموقعين عليها عام 1990)) . ودعا أيضا إلى : (( تشكيل لجنة محايدة ، للتحقيق في ما جرى من صراعات منذ قيام ثورتي اليمن ، شمالا وجنوبا ، مطلع عقد الستينات من القرن الماضي )) .
والمتابع للنشاط الذي يقوم به علي ناصر ، والآراء التي يطرحها عبر وسائل الإعلام ، سيجد أنه يكرس كل جهوده للحفاظ على الوحدة اليمنية التي طالما تفاخر في أكثر من مناسبة ، بأنه أول من سعى إليها ! . وتجده يتحدث عن القضية الجنوبية وعدالتها كأنه أحد قادة المعارضة اليمنية .. ويعتبر ناصر بأن ثورة التغيير الشبابية ضد نظام صنعاء ، والمحاولة الناتجة عنها للتسوية السياسية في اليمن ، هي الوسيلة الأهم لحل قضية الجنوب . فعن ذلك قال علي ناصر في تصريحه : (( كنا نأمل أن تشمل التسوية كافة الطيف السياسي اليمني وأن يكون الشباب الرقم الأبرز فيها )) .
وفي حوار له مع صحيفة الأمناء الصادرة يوم 27 يونيو 2012 م ، اعتبر الوضع القائم حالياً في اليمن بأنه لا يزال ( مشروع وحدة قائم ) موقع عليه عام 1990 ..
حيث قال : (( لا يخفى على أحد أن هناك اليوم مشروعان في الجنوب بالإضافة إلى مشروع الوحدة القائم ... المشروع الذي ينادي أصحابه بفك الارتباط عن الشمال واستعادة الدولة الجنوبية ... ومشروع الفيدرالية من إقليمين شمالي وجنوبي الذي بلوره بوضوح المؤتمر الجنوبي الأول المنعقد في القاهرة 20 – 22 نوفمبر 2011 ، وكلا المشروعين يستندان إلى عدالة القضية الجنوبية)).
والظاهر (للمتابع أيضا) أن علي ناصر يسعى بكل جهوده إلى تثبيت الوحدة اليمنية واستمرارها .. حيث قال في نفس حواره مع " الأمناء " :
((نحنُ مع الخيار الذي بلوره مؤتمر القاهرة والذي سبق وأشرت إليه ... أي مع خيار صياغة الوحدة في دولة فيدرالية اتحادية بإقليمين (شمالي وجنوبي) ... وكان رأينا ولا يزال أن التجارب الوحدوية الفيدرالية سواء في دولة الأمارات أم في دول أوروبا أو الاتحاد الروسي أو الولايات المتحدة أو الهند وغيرها... تصلح كأساس لحل معضلة الوحدة ، وهي أرقى أشكال الوحدة وأكثرها قابلية للإستمرار )) .
ونجد علي ناصر يذكـّر دائماً بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي ، عندما يتحدث عن ( التباينات السياسية ) في إطار الجنوب . ففي نفس الحوار مع " الأمناء " ، قال :
((جميع أبناء الجنوب شركاء في صنع مستقبلهم مهما اختلفت أو تباينت رؤاهم السياسية ... اعتقد أن مبدأ التصالح والتسامح يصلح قاعدة لتحقيق هذه المهمة الوطنية العظيمة ... ونحن في الأول والأخير نبحث عن حل لقضية شعبنا ، ولا نبحث عن حل لمشاكلنا الشخصية)) .
ولكن ألا يجدر التساؤل ، كيف للرئيس علي ناصر أن يحافظ على مكسب التصالح والتسامح الجنوبي أو أن يصل إلى الوحدة التي يتحدث عنها ، في حين يدعو إلى نبش قبور الماضي للتحقيق في ما جرى من صراعات منذ مطلع عقد الستينات ، بما فيها أحداث 1986م ، وتلميحه إلى الذين وقعوا / أو وقــَّعا على وحدة عام 1990 (( صالح + البيض )) عن ارتكابهم جرائم بحق الوحدة ، الموقع عليها ؟! .
كما أنني أرى بأن علي ناصر لم يكن موفقاً في إشارة أخرى له في ذلك التصريح ، قال فيها : [ (صالح) يتحدث مؤخرا عن أحداث 1986 .. وذلك - في المحصلة - يمس أطرافا وقيادات كانت معنا ومعه وبينهم رئيس الجمهورية الحالي وغيره من القيادات السابقة العسكرية والمدنية التي كانت محسوبة على ما كان يسمى (الزمرة)] .
د. عبيد البري