ابومحمدالناخبي 2010
2012-05-20, 10:41 AM
الحروب المجانية
التاريخ : السبت/19/5/2012م
عبدالسلام بن عاطف جابر
في المنطقة حروبٌ لايمكن تجاهلها ولا البعد عنها , هي جزء من الصراع الدائر , والجنوب جزء رئيسي من الصراع ، سواء على الأرض أوطاولات الحوار والوفود والرسائل والدراسات والخطط والصحف والمؤامرات التي تهم المنطقة , وحتى في هرطقات العرافين والمشعوذين , ستجد الجنوب جزء رئيسي من الصراع . فليست بعيدة عنا حرب القاعدة وحرب ايران وحرب الارهاب وحرب الحوثي وحرب انصار الشريعة وحرب دماج والحرب الباردة والدافئة.
فإذا اعتبرنا الصراع قضاء الله ولا راد لقضائه , فعلينا التعامل معه على أنه الشر الذي لابد منه , والبحث عن مصالحنا بعيداً عن النرجسية والشعارات التي لاتسمن ولاتغني من جوع . والحروب القائمة في المنطقة لابد فيها من غالب ومغلوب ,, كاسب وخاسر ,, منتفع وضحية ,, فرصة للبعض وورطة لآخرين .
وتكمن قدرة النخب السياسية والفكرية في التوعية الصحيحة المنسجمة مع الهدف , وتظهر قدرات القائد أو القيادة من خلال اقتناص الفرص في أعاصير الصراع ,, والانتفاع الوطني ,, وكسب الجولات , وتسخير كل ذلك لتحقيق آمال الشعب الذي أعطى ثقته لها . وتظهر عراقة الشعب في خلال معرفته الدقيقة لأهدافه واستيعاب الآلية المناسبة للوصول إليها , ونلمس هذه العراقة من خلال القيادة التي أولاها ثقته , فرفع صورهم ولهج صباحاً ومساءً بأسمائهم ,, فإذا أخطأ الشعب الاختيار أصبح الضحية , وأهدر كل ماقدمه من تضحيات , وقدمها بلا مقابل لمقتنص فرصة ومنتفع متربص.
ولو وضعنا الجنوب في الميزان لوجدنا قياداته ونخبه وقعت في فخ التضحية المجانية , فمثلاً الرئيس منصور والمجالس المحلية يدفعون بالشعب الجنوبي للانخراط في حروب بلا مقابل , ففي الوقت الذي نجد المقاتل القبلي في الشمال يكلف الدول الاقليمية الممولة للحرب مبالغ شهرية طائلة , نجد المقاتل القبلي الجنوبي لا يكلفهم رغيف خبز ,, صحيح أن الرئيس منصور مع الطرف الغالب حتى اليوم , لكنه بالمقابل خسر شعبه وأهله وسيخسر لامحالة , إذا لم يتعامل مع قبائله الجنوبية كما كان سلفه الشمالي في تعامله مع قبائله الشمالية , والأمور بخواتمها .
والرئيس البيض مصرٌّ على أنَّه الممثل الوحيد للشعب الجنوبي الساعي نحو فك الارتباط ، بل الممثل الوحيد حتى لمن في القبور والظهور , ومصرٌّ على أن تحالفه مع ايران الخيار الصحيح , ويحظى بمباركة شعبية ,, وهذا غير صحيح , فالشعب الجنوبي يرى بجواز التيمم إذا أنعدم الماء , والماء يلوح في الأفق وروده ( فعلاما التمادي بالتيمم يا أبا عمرو) ,, صحيح أن الرئيس البيض ناجح حتى الآن , فقد كسب مزيداً من الالتفاف الشعبي بسبب تجاهل الدول الفاعلة في المنطقة لقضيتنا , واستمال الكثير من القيادات بـالـ(......) , لكنه سيخسر فالتيمم لايزيل الادران ، والأمور بخواتمها.
وقيادات في الحراك الجنوبي (تقول باستقلال الجنوب) انخرطت في الحرب تحت راية سلطة صنعاء ضد انصار الشريعة فغرروا بشباب الجنوب وأهدروا طاقاتهم , في حربٍ كان يجب أن تكون محرقة لقوات المستعمر ,, في المقابل نجد الحوثي استفاد من الصراع وأصبح مسيطراً على 3 محافظات يمنية وترسانة أسلحة كبيرة جداً , فما الذي جناه قيادات الحراك التي انخرطت في هذه الحرب ؟؟ والسلفيون الجنوبيون اكتشفوا الجهاد في سبيل الله في دماج (صعدة) شمال اليمن ولم يكتشفوا الجهاد ولا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجنوب , ولم يسمعوا (الأقربون أولى بالمعروف)
إنَّ الجنوب اليوم في ورطة فكرية وسياسية , ليست على الصعيد الشعبي بل وصلت إلى النخب , وفي أزمة قيادة حقيقية لايمكن انكارها ,, وأصبحنا اليوم في حاجة ماسة للتفكير والتأمل جماعات وأفراد , وبحاجة إلى نقاش جنوبي بصوت عالي بحيادية وتجرد من المصالح الشخصية والغباء الفردي وبدون مكابرة
http://siyasapress.net/default.asp?page=1070&NewsID=4660#.T7iPsdwnxEU
التاريخ : السبت/19/5/2012م
عبدالسلام بن عاطف جابر
في المنطقة حروبٌ لايمكن تجاهلها ولا البعد عنها , هي جزء من الصراع الدائر , والجنوب جزء رئيسي من الصراع ، سواء على الأرض أوطاولات الحوار والوفود والرسائل والدراسات والخطط والصحف والمؤامرات التي تهم المنطقة , وحتى في هرطقات العرافين والمشعوذين , ستجد الجنوب جزء رئيسي من الصراع . فليست بعيدة عنا حرب القاعدة وحرب ايران وحرب الارهاب وحرب الحوثي وحرب انصار الشريعة وحرب دماج والحرب الباردة والدافئة.
فإذا اعتبرنا الصراع قضاء الله ولا راد لقضائه , فعلينا التعامل معه على أنه الشر الذي لابد منه , والبحث عن مصالحنا بعيداً عن النرجسية والشعارات التي لاتسمن ولاتغني من جوع . والحروب القائمة في المنطقة لابد فيها من غالب ومغلوب ,, كاسب وخاسر ,, منتفع وضحية ,, فرصة للبعض وورطة لآخرين .
وتكمن قدرة النخب السياسية والفكرية في التوعية الصحيحة المنسجمة مع الهدف , وتظهر قدرات القائد أو القيادة من خلال اقتناص الفرص في أعاصير الصراع ,, والانتفاع الوطني ,, وكسب الجولات , وتسخير كل ذلك لتحقيق آمال الشعب الذي أعطى ثقته لها . وتظهر عراقة الشعب في خلال معرفته الدقيقة لأهدافه واستيعاب الآلية المناسبة للوصول إليها , ونلمس هذه العراقة من خلال القيادة التي أولاها ثقته , فرفع صورهم ولهج صباحاً ومساءً بأسمائهم ,, فإذا أخطأ الشعب الاختيار أصبح الضحية , وأهدر كل ماقدمه من تضحيات , وقدمها بلا مقابل لمقتنص فرصة ومنتفع متربص.
ولو وضعنا الجنوب في الميزان لوجدنا قياداته ونخبه وقعت في فخ التضحية المجانية , فمثلاً الرئيس منصور والمجالس المحلية يدفعون بالشعب الجنوبي للانخراط في حروب بلا مقابل , ففي الوقت الذي نجد المقاتل القبلي في الشمال يكلف الدول الاقليمية الممولة للحرب مبالغ شهرية طائلة , نجد المقاتل القبلي الجنوبي لا يكلفهم رغيف خبز ,, صحيح أن الرئيس منصور مع الطرف الغالب حتى اليوم , لكنه بالمقابل خسر شعبه وأهله وسيخسر لامحالة , إذا لم يتعامل مع قبائله الجنوبية كما كان سلفه الشمالي في تعامله مع قبائله الشمالية , والأمور بخواتمها .
والرئيس البيض مصرٌّ على أنَّه الممثل الوحيد للشعب الجنوبي الساعي نحو فك الارتباط ، بل الممثل الوحيد حتى لمن في القبور والظهور , ومصرٌّ على أن تحالفه مع ايران الخيار الصحيح , ويحظى بمباركة شعبية ,, وهذا غير صحيح , فالشعب الجنوبي يرى بجواز التيمم إذا أنعدم الماء , والماء يلوح في الأفق وروده ( فعلاما التمادي بالتيمم يا أبا عمرو) ,, صحيح أن الرئيس البيض ناجح حتى الآن , فقد كسب مزيداً من الالتفاف الشعبي بسبب تجاهل الدول الفاعلة في المنطقة لقضيتنا , واستمال الكثير من القيادات بـالـ(......) , لكنه سيخسر فالتيمم لايزيل الادران ، والأمور بخواتمها.
وقيادات في الحراك الجنوبي (تقول باستقلال الجنوب) انخرطت في الحرب تحت راية سلطة صنعاء ضد انصار الشريعة فغرروا بشباب الجنوب وأهدروا طاقاتهم , في حربٍ كان يجب أن تكون محرقة لقوات المستعمر ,, في المقابل نجد الحوثي استفاد من الصراع وأصبح مسيطراً على 3 محافظات يمنية وترسانة أسلحة كبيرة جداً , فما الذي جناه قيادات الحراك التي انخرطت في هذه الحرب ؟؟ والسلفيون الجنوبيون اكتشفوا الجهاد في سبيل الله في دماج (صعدة) شمال اليمن ولم يكتشفوا الجهاد ولا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجنوب , ولم يسمعوا (الأقربون أولى بالمعروف)
إنَّ الجنوب اليوم في ورطة فكرية وسياسية , ليست على الصعيد الشعبي بل وصلت إلى النخب , وفي أزمة قيادة حقيقية لايمكن انكارها ,, وأصبحنا اليوم في حاجة ماسة للتفكير والتأمل جماعات وأفراد , وبحاجة إلى نقاش جنوبي بصوت عالي بحيادية وتجرد من المصالح الشخصية والغباء الفردي وبدون مكابرة
http://siyasapress.net/default.asp?page=1070&NewsID=4660#.T7iPsdwnxEU