تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ابو سلطان الجنوبي يفنّد خزعبلات القيادي الإشتراكي الدكتورعيدروس النقيب


الضحاك
2012-05-02, 06:24 AM
حول مفهوم الجنوب العربي رد على عيدروس النقيب
احمد سالم ابو سلطان
فرغت من كتابة موضوع بعنوان " تصحيح اخطاء الجبهة القومية ضرورة ثورية " وكان محوره الالتفاف على المشروع الذى طرحته الرابطة ، وهو مشروع وحدة الجنوب العربي واستقلاله . واشرت فيه الى الهجمة الجديدة على هذا الاسم وتحميله معنى جغرافيا ثم الانقضاض على المعنى السياسي البحت الذى انعكس على البقعة الجغرافية لأنها مشروع له . واذا بي اقرأ موضوع عيدروس النقيب الذى يتحدث عن المعنى السياسي والجغرافي للاسم ، ويا لهذه المصادفة البحتة التي جمعت بين الموضوعين كما جمعت الدكتور عيدروس ببعض الناشطين الجنوبيين . واحترت هل اعدل في الموضوع ذلك ام ارسله بدون تغيير ، واثرت ان ارسله كما هو لان التعديل صعب وسوف يشتت الموضوع . واعتبر هذا الرد امتداد لمضمون الموضوع ذاك ، وهو المؤامرة المستمرة على استقلال وسيادة هذا الشعب ، والالتفاف على مشروعه الوطني الحقيقي ، وان المؤامرة تكمن في اسم يمن نفسه وانسلت من خلاله ، وهذا الاسم الذى حمل المشروع الالتفافي والذى يحمل معنى سياسيا وجغرافيا معينا هو السب الرئيسي في سوء فهم قضيتنا . وان كشف هذه المؤامرة اليمنية منذ قيام الجبهة القومية الى الان هو مهمة وطنية لازمة .
اولا : قبل التعقيب على بعض اهم ما ورد في حديث د. عيدروس نسوق الملاحظات التالية :
1- الاسم من ناحية قانونية شكلي والاعتبار الاول للمضمون والمحل . ويمكن ان تغير دولة اسمها في أي وقت دون ان يغير ذلك من مركزها السياسي والقانوني .
2- كثيرا ما تستخدم الاسماء لأغراض غير بريئة ، وجنوب اليمن المحتل هذا المصطلح الإمامى ، هو نموذج لهذه الاستخدامات غير البريئة للاسم . والجبهة القومية التي انطلقت من تعز وصاغت اهدافها هناك فرضت هذا الاسم غير البريء ، ووسعت معناه الجغرافي رغم انف الجغرافيا .
3- عندما تطلق امرأة اسم عبيد على الطفل زيد بعد خطفه وتتبناه وتضمه الى اسرة عقاب بن صخر ، يكون اسم عبيد اسما مغرضا ، ولابد من كشفه ، ويعود هنا الاسم جوهري لأنه يكشف محل الحق لا لأنه ذات الحق ، ويمكن بعد كشفه واعادة الحق الى نصابه ان نبقى على اسم عبيد وننسبه لأسرته ولكن في الدول يبقى للشعوب اختيار الاسم وليس لاحد اختيار الاسم لهم . فالاسم في ذاته لا يدل على حق ، ولكن ان يرتبط حق ما باسم ما ، يعود الامر مهما نتيجة هذا الارتباط ، واذا كان الارتباط زائفا ، بحيث يسلب الحق تحت اسم معين ، علينا كشف هذا الزيف ، لنعيد الحق الى اهله . ولو ارتبط مثلا اسم " يمن ديمقراطي " بمعنى استقلال شعب وارض المنطقة ، وانها ليست شطرا لأى دولة اخرى ، وعكس هذا دستورها وقوانينها وعرفه القاصي والداني فلا ضير ، اما ارتباطه بمعنى عدم استقلال هذا الشعب وانه جزء لا يتجزأ وان الدولة شطر من اخرى ، فهذا تزييف يجب كشفه . وبعد كشفه اتخذ لدولتك اسم " اليمن الديمقراطية " او " الجنوب العربي " او أي اسم ، فلا ضير في ذلك ، شرط ان تثبت معنى الاستقلال وعدم التعبية والارتباط التعسفي . وهذا بخلاف اسم " جنوب اليمن " لأنه اسم موهم ، خصوصا بعد عقود من التزييف الكثيف ، لا يمكن فك الترابط الذى يحدثه ، فجنوب اليمن يعنى جنوب ارض واحدة لها شمال هو شمال اليمن . ويعطيهم حق في فرض وحدة ويصور حقنا في الاستقلال على انه عبارة عن محاولة انفصالية من الوطن الام .
4- الغرض من الرجوع الى الاسم الذى حمل فكرة ومشروع توحيد المنطقة هو كشف المؤامرة والزيف الذى حدث ، وفك الارتباط التعسفي والقسري الذى قام على بروباجندا - دعاوى - واطلاقات لامعنى لها وشعارات فارغة المضمون . لا على حقوق واحترام ارادة الشعب واحترام مصالحة ، ولا توجد مصلحة لأى شعب بإلزامه " بتحقيق وحدة " بطريقة او بأخرى ، والغاء كيانه واستقلاله من اجل هذا الهدف . ونفس اطلاقات البروباجندا تعود اليوم وتنبعث بشكل محموم . وبهذه المصفوفات من الكلام الدعائي الفارغ تلغى الشعوب وحقوقها واراداتها .
ثانيا : لنقف عند بعض ما ذكره الدكتور عيدروس النقيب .
يقول : " اما المفهوم الجغرافي يمكن العثور عليه في ادبيات المؤرخين والمستشرقين باعتباره يعبر عن كل النطاق الجغرافي الواقع جنوب الجزيرة العربية .... " .
ثم يقول فقرة منفصلة : " ما هو مفهوم " الجنوب العربي " الذى يدعو اليه بعض الكتاب والناشطين السياسيين ؟ اذا كان هذا الجنوب الذى يدور الحديث عنه هو الجنوب الجغرافي فهذا يستدعى العمل من اجل اقناع جميع المناطق والاقطار والنطاقات التي ليست طرفا في الحراك الجنوبي ولا تتبن ى هذا المشروع وهذا بحد ذاته امر غير علمي ولا واقعى ... اما اذا كان المقصود به هو ذلك الاتحاد .... "
هذا المفهوم الجغرافي الذى قدمه د. عيدروس النقيب يكاد ينطبق على القديم.الجغرافي لاسم " يمن " . نحن راضين تماما بهذا المفهوم القديم . ونطلب منه ان يكون منصفا ، ويعامل اسم " الجنوب العربي " الواسع مثلما عامل اسم " يمن " الذى يشمل مساحات شاسعة جغرافيا تطابق اسم الجنوب العربي . وان يعتبره اصيلا مثل اسم " يمن " ، وليس اسما بريطانيا لعينا ، اذا اتفقنا على هذه النقطة يعد هذا انجازا وكفى به انجاز .
ثم يقول : ما هو مفهوم الجنوب العربي ؟ هذا السؤال يحمل من الاستغباء و الاستخفاف الشيء الكثير ، ويريد بالسؤال الاستغبائى وضع اجابة اكثر استغباء و يزيف المضمون بتقديم مضمون من قريحته ويفرضه علينا مثلما فرض حزبه من طراز جديد التزييف منذ قيام نواته الى الان . نريد ان ننسى ونقول عفى الله عما سلف ، لكن لا يريد هؤلاء القوم الا ان ينكشوا عفنهم مرة تلو المرة .
ونجيب ولو ان الاجابة واضحة بالقول : مفهوم الجنوب العربي كأرض هو المفهوم الذى ورد في البند الاول من وثيقة الاستقلال حيث كان هو الاسم القانوني ، والذى كان يعنى جميع الأراضي الذى قام عليها " اتحاد امارات الجنوب العربي " ، ووجدت فيها محمية الجنوب العربي ( حضرموت والكثيري والمهرة وغيرها ) ، أي الارض التي كانت تسمى مستعمرة عدن والمحميات الشرقية والغربية . هل فهم ؟ او لا زال هناك اعتراض ؟ ونزيده من الشعر بيت وهو : ان الاسم يعنى الارض تلك ، والذى مسحته الجبهة القومية ووضعت بديلا عنه هو " جنوب اليمن " التي اقامت عليها سلطتها التي اسمتها ( ج ى د ش ) والتي جعلتها جزء لا يتجزأ من ( ج ع ى ) بعد ان ذبح تيار عبدالفتاح اسماعيل اليمنى الهوى والهوية عبداللطيف وركل قحطان ووضعه في الاقامة الجبرية ، عندما تلكئا في تنفيذ المخطط . هل فهمت او تريد المزيد ؟
لقد حصر مفهوم الجنوب العربي بين : اما ، واما ، ولم يأت بـ اما الثالثة ، وهذا عمل مغرض . لماذا اسم الجنوب العربي اما ان يكون واسعا يشمل دولا يجب ان نستفتيها ، او صغيرا يشمل اتحاد ولا يعنى الا اتحاد قد زال . لماذا لم يقل : او اما مفهوم الجنوب العربي الذى ورد في وثيقة الاستقلال والذى حل محله : " جنوب يمن " الزائف . والذى كان يعنى الجنوب العربي ارضى الاتحاد ومحمية الجنوب العربي .
ومن الانصاف عليه اعتبار التالي : اذا كان لدولة تشغل جزء من المفهوم الجغرافي لاسم " يمن " ان تسمى نفسها بهذا الاسم ، فمن حق دولة اخرى تشغل جزء من المفهوم الجغرافي لاسم " الجنوب العربي " ان تسمى نفسها باسم الجنوب العربي . وكل السلبيات التي وصم بها اسم " الجنوب العربى " اما ان يصم بها اسم يمن او يسحبها . وكما أن ابناء ( ج ع ى ) عند اختيار اسم يمن لم يجشموا انفسهم اقناع جميع الاقطار والقطاعات والنطاقات ، فلماذ يجشمنا د. عيدروس هذ العناء . واذا لم تكن ( ج ع ى ) الا لشعبها ، ف جمهورية الجنوب العربى لن تكون الا لشعبها فى الرقعة المعروفة التى تسكنها مثلما كانت ( ج ع ى ) لشعبها فى الارض المخصوصة . فلماذا يريد منا ان نشرك الاخرين فى اختيار اسمنا بمعناه المحدد لا الواسع ، ولم يحدث ذلك مع اى دولة اختارت اسما شائعا ؟ هل هذه هى العلمية ام الغوغائية المغرضة ؟
هذا من جهة ومن جهة اخرى ، تبين من طرح د. عيدروس ان اسم الجنوب العربى اسم اصيل ولكنه غير شائع او لم يعد شائعا ومات وشبع موتا ، اذ يتطلب الامر بحثا فى كتب المؤرخين والمستشرقين للعثور عليه . وهذه ميزة ذهبية ، اذ تعفينا من اشتراط د. عيدروس من سؤال الاقطار والقطاعات والنطاقات ، لان الاسم اسم لم يعد له مدلول لانه اصبح موات وحل اسم يمن محله فى الشيوع على الالسنة وسعة الدلالة . وعندما نستخدمه لن يدل الا علينا نحن الذى استخدمناه ويدل على ارضنا فقط ، وفوق هذا سوف نصدر مادة فى الدستور تحدد حدود الجنوب العربى بالحدود التى كان يعنيها فى وثيقة الاستقلال . والاولى بها الان ان يرجع الى اسم " يمن " ومن اتخذوا هذا الاسم بطرح سؤال عليهم : من اعطاكم الحق فى اتخاذ هذا الاسم الشائع وذى المفهوم العام ؟ فلابد ان لهم نوايا مغرضة توسعية على حساب الدول والشعوب الاخرى ولابد انهم فعلوا ذلك معنا . الا اذا كان د. عيدروس من فريقهم فلن يطرح هذا السؤال .

ثم يقول : " وفى هذه الحالة فان هذا المفهوم لا يمكن ان يقدم شيئا للقضية الجنوبية ، باعتبارها ( اى القضية الجنوبية ) تتعلق بشعب وارض وتاريخ لدولة عرفها القاصى والدانى على مدى ما يقارب ربع قرن من الزمان ... "
أ- لنقف اولا عند عبارة ان: المفهوم - الجغرافى الواسع للاسم - لايمكن ان يقدم شيئا للقضية الجنوبية ( لان القضية تتعلق بشعب " وارض " - نشدد على ارض - .... الخ . ) .
وهنا نعود لتذكيره بالتعامل بإنصاف مع اسم الجنوب العربى واسم يمن اللذين كانا شائعين جغرافيا . لماذا اسم " يمن " صار محدد ويعنى ارض خاصة هى ارض ( ج ع ى ) والمملكة المتوكلية قبله . ولماذا وسع اسم " يمن جنوبى " وصار يشمل كل الجنوب العربى ؟ هذا الاسلوب الذى يستخدمه د.عيدروس اسمه مراوغة وتضليل وتزييف ، فقط لابقاء وسم ، نعم وسم بالواو ،لابقاء وسم جنوب يمن على جبهانا وظهورنا ، واذا كان هو من جنوب اليمن فانا من حضرموت ، وكما علينا ان نقنع الاخرين بالمفهوم الزائف الذى اعطاه لاسم الجنوب العربى ، عليه ان يقنعنا بالمفهوم الزائق حقا والذى يخالف الخريطة لاسم " جنوب يمن " واسم " يمن جنويى " .. لماذا يزيفون المفاهيم الاخرى غير الزائفة والمحددة المعنى ، ويريدون الانتصار للزيف بعينة ؟
وكما اصبح يمن اسما محددا ، فكذلك الجنوب العربى استخدم بمعنى محدد ، واذا اراد ان يفرغه من مضمونه بتوسيعه فعليه ان يفرغ اسم يمن اليوم بتوسيعه ليشمل المنطقة التى يحدها جنوبا الخط الفاصل من الطائف الى قطر .
واخيرا هل فهم احد ان معنى الجنوب العربى جغرافيا عند استخدامه من قبل الجنوبيين يعنى هذا المعنى ؟ هل خطرعلى بال احد ؟ ام انه محدد المعنى بارض معينة هى ارضهم ؟ فلا يحتاج الامر الى اقناع احد ان اسم الجنوب العربى انما يعنى ارض الجنوب العربى التى وردت فى وثيقة الاستقلال والتى قامت عليه ( ج ى د ش ) ، والتى تعنى قبل شيوعه مستعمرة عدن والمحميات . ولكنه الاستعباط والاستبهال والاستحمار التى مافتئ الحزب الاشتراكى يتحفنا به منذ نشأت نواته الجبهة القومية وحتى نشوئه الى الان وكبيرهم ابو المستهبلين والمستحمرين عبدالفتاح اسماعيل ، وهذا الشخص ينسج على منواله ... وقد اتحفنا بعدم مقاطعة الانتخابات ليؤكد لنا انها لا تعنى شيئا ، وهى تعنى كل شئ بالنسبة الينا واليه والى حزبه . وهنا يمارس نفس الاسلوب من المراوغة والتزييف والكذب والايهام .
ب- والان نقف عند عبارة : باعتبار القضية الجنوبية تتعلق بشعب وارض وتاريخ لدولة عرفها القاصى والدانى على مدى ما يقارب ربع قرن من الزمان
- تعلق القضية الجنوبية بشعب وارض وتاريخ لدولة ، لا اختلاف عليه بشكل مطلق ولكن الاختلاف الاول فى حصر واختزال تاريخ الشعب صاحب الارض فى تاريخ الدولة التى قامت . والدولة التى قامت جزء من تاريخ الشعب ، مثلها مثل جميع السلطنات التى سبقتها والتى قامت على انقاضها الى نهاية التاريخ . وهى جزء من هذا التاريخ بإيجابياتها وسلبياتها وجرائمها المصرين على عدم الاقرار بها .
- هناك اشكالية في الدولة السابقة ، وهى اشكالية لا تتعلق بالشعب والارض ، بل بالسلطة التى لم تعتبر الشعب والارض شعبا وارضا مستقلة ، وانما جعلتهما شطر من كل ، واستخدمت اسم " يمن " لفرض هذا الارتباط والغاء حق استقلال الشعب الجنوبي صاحب الارض ، وعدم معاملته كشعب مستقل مثل شعوب العالم الاخرى .
- يأتي احياء اسم " الجنوب العربي " لنفض غبار الكذب والتلفيق ، و لتصحيح خطأ السلطة التي التفت على المشروع الأصلي القاضي باستقلال الشعب صاحب الارض عن أي تبعية او ارتباط . ولذلك فالقضية الجنوبية هى قضية دولة ذات شعب مستقل وارض مستقلة اسمها الجنوب العربى لا جنوب اليمن ، وان اسم الدولة هو خطأ يجب ان يعدل ، وان سياسة السلطة التي الغت استقلال الشعب هي جريمة يجب ان تدان .
- الاصل في اثبات حقوق الشعب الجنوبي ليس قيام الدولة السابقة ، افرض انها لم تقم ! هل انتهت حقوقنا واصبحنا نهبا مستباحا . ان الاصل فى الحقوق هو وجود الشعوب ذاتها فى اراضيها وارادتها المستقلة ، وما قيام الدولة السابقة الا تعبيرا عن هذا الحق الاصيل . واعتبار قيام الدولة السابقة هو اساس مطالبنا اليوم هو وضع العربة امام الحصان . والقول انه كنا دولة ماهو الا اشارة للحق الاصيل ، حيث يتضمن مفهوم الدولة الشعب المستقل والارض الخاصة . ولكن حزبكم من طراز جديد لم يجعل الارض خاصة ، وجعلها ارض يمنية عامة مشاع لاصهار وجيران عبدالفتاح اسماعيل ومن هب ودب وقال انا يمنى .
- وعليه فلا تعارض بين استخدام الاسم الذى حمل المشروع الاصلى ، وهو اسم الجنوب العربى ، وبين الاحتجاج بالوجود القانونى للدولة عندما وقعت الوحدة . ومع التمسك باسم الجنوب العربى سوف نطالب بمقعد ( ج ى د ش ) في الامم المتحدة . فالاسم شكلي من ناحية قانونية بحته لكنه جوهري عندما يتعلق بكشف الزيف ومحل الحق وانك صاحب حق اصيل في ارض خاصة لا شريك لك من مخلوق فيها .
- عندما يستخدم الشعب الجنوبى العربى اسم الجنوب العربى يفهم الجميع انهم يعنون به ارض خاصة لها حدودها المعروفة وشعب خاص ، كانت لهم دولة باسم ( ج ى د ش ) . ومن لم يفهم ، نفهمه . هل هناك اشكالية ؟ لكن عندما يفهم سيفهم القضية بابعادها الحقيقة ، ويفهم المزاد العلنى الذى اقامه حزبك من طراز جديد على الجنوب بقانون الجنسية والمواد الاولى والثانية من الدستور .
ثم يقول : " اما المفهوم السياسى فلم يعرف التاريخ الحديث او القديم كيانا اسمه الجنوب العربى باستثناء تلك المحاولة التى بذلت فى نهاية الخمسينات ومطلع الستينات من القرن الماضى .... "
ونلخص الاعتبارات الستة التى ساقها حول اتحاد الجنوب العربى فى التالى : 1- انه جهد بريطانى فى لحظة مضطربة 2- ولم يضم الا جزءا بسيطا من ج ى د ش ( ونقول لم يضم الا جنوب اليمن ويمكن ازيد شوى ) 3- مكوناته بدائية متخلفة اداريا ومؤسساتيا بل تنعدم فيها المؤسسات 4- لم يعترف اقليميا دوليا بشئ اسمه الجنوب العربى بل بـ ( ج ى د ش ) 5- وعلى الصعيد التاريخى فالحديث عن الجنوب العربى يعد تجاهل وانكار او تجاهل ( ج ى د ش ) يمثل تجاهلا لثورة دخلت التاريخ ... وهذا تنكر لتضحيات الشهداء والمناضلين 6- واخيرا ظل ينظر الى مشروع الاتحاد على انه مشروع يخدم المصالح البريطانية . انتهى
وكما افرغ اسم الجنوب العربى من مضمونه الجغرافى وهو دلالته على ارض معينة بحدودها والمعروفة ، والتى كانت اساس تحديد ارض واقليم وحدود ( ج ى ج ش ) ، يأتى هنا ويفرغ الاسم من مضمونه السياسى الذى حمله ، ولا يزال ، عند من اطلق هذا الاسم على المنطقة واراد به مفهوما معينا . يفرغه من مضمونه الاصلى ويحمله بمضمون زائف كان التفافا على المضمون الاصلى وهو : " اتحاد امارات الجنوب العربى " . مثلما كان اسم " جنوب اليمن " التفاف على مفهوم الجنوب العربى من حيث هو ارض محددة مستقلة ، الى ارض واسعة مشتركة ، ومن حيث هو مفهوم سياسى محدد يعنى وحدة واستقلال اراضى الجنوب فى دولة مركزية واحدة ، الى جعل الجنوب العربى هو جنوب يمن وشطر يجب ان يتحد مع شطره الاخر والقول : ما هذا الوضع الا تقسيم مفتعل . ويريد د. عيدروس ان يبقى قرصنة الجبهة القومية نواة الحزب من طراز جديد .

وقوله : ان التاريخ القديم والحديث لم يعرف كيانا سياسيا اسمه الجنوب العربى .
اذا كان يقصد دولة فهذا صحيح ، وغالبية الدول ، ان لم يكن كلها ، لم تكن معروفة واسمائها لم يعرفها التاريخ وعرفها عندما قامت ، فالاسم لا ياخذ مشروعيته من وجوده فى التاريخ بل من اطلاقه والتسمى به شرط الا يكون قرصنة على اسماء الاخرين مثل ان تسمى دولتك باسم دولة اخرة قائمة او باسم جزء من اقليمها . ولذلك فالعبرة ليست بوجود الاسم ، فالاسم فى ذاته شكلى من ناحية قانونية ، ولكن العبرة بارادة الشعب واختيار الاسم ، واعتراف الدول لا يتوقف على نوع الاسم الذى تختاره بل يتوقف على قضيتك ، واذا كان الاسم يعد فارقا فى جلاء جوهر القضية فهو مسألة تصبح فى غاية الاهمية ، ويجب التمسك بالاسم الذى يجلى الامور لا الاسم الموهم - جنوب اليمن - الذى يطمس حقائق الامور والذى صار له دلالة تضليلية وهى الغاء وجودنا كشعب مستقل . وبهذا فالتمسك لا يلغى حقيقة وجود دولة ، ولكن يؤكد عدم الارتباط باليمن ويلغى الربط التعسفى القسرى الذى صور اننا جزء منها وشعب واحد بالمفهوم السياسى . بهذا الاسم المستقل نريد ان نلغى الاضاليل التى مازالت موجودة والتى عكستها المواد 1 ، 2 ، 3 ، 61 من دستور 1978 م ومقدمته ، التى هى تعبير عن جرائم وقعت على الشعب و بقوة الدستور . والتى تصر انت وحزبك على بقائها .
اما بخصوص الاعتبارات الستة : فالاعتبارات الثلاثة الاولى ، وان اضاف فوقها مائة او الف اعتبار بنفس المعنى ، لا تستحق النقاش حقيقة .
ومايهمنا هنا فى هذه الوقفة هو الاعتبار الرابع الذى حشره حشرا عندما قال بمعنى ملخص : لم يعترف اقليميا و دوليا بشئ اسمه الجنوب العربى بل بـ ( ج ى د ش ) .
وهل لقيام دولة يجب ان تكون هناك دولة سابقة عليها ؟ ان الاعتراف لا يتوقف على الاسم وانما على ارادة الاعتراف عند من يريد ان يعترف وعلى جوهر قضيتك ، من اراد ان يعترف سيعترف ، وما الاسم الا من اختيارك . ان الاعتراف الاول هو بالشعب وارادته ، والشعب هو الذى يختار الاسم ، وله حق تغييره ، فمن اعترف بقضيتك لايهمه اسمك . والتمسك الشكلى باسم ( ج ى د ش ) هو تمسك لان هناك كرسى فى الامم المتحدة موسوم بهذا الاسم ، وحتى هذا الامر لا يبرر التمسك بالاسم ، فاختيارك لاسم جديد لن يمنع عنك استعادة الكرسى لانه كرسي شعب فى بقعة معينة وليس كرسي اسم . ولكن هؤلاء لايريدون الا اغراقنا فى الشكليات الزائفة التى سلبت حقوقنا . فليس الاسم هو الذى يمنحنا الحقوق بل جوهر القضية ، والذى يغيب الجوهر يجب مسحه واحلال اسم اخر محله ولن نجد افضل من اسم الجنوب العربى لانه يكشف حقيقة ما جرى من ناحية واسم مستقل عربي اصيل من ناحية اخرى .
اما الاعتبار الخامس والذى نلخصه بالقول : وعلى الصعيد التاريخى فالحديث عن الجنوب العربى يعد تجاهل وانكار او تجاهل ( ج ى د ش ) يمثل تجاهلا لثورة دخلت التاريخ ... وهذا تنكر لتضحيات الشهداء والمناضلين .
كيف ؟ نريد ان نفهم ! ليس هناك اى تجاهل وانكار ، الا فى حالة واحدة ان ثورة اكتوبر كانت ضد مشروع الجنوب العربى كما طرحته الرابطة : وحدة واستقلال الجنوب العربى وعد تبعيته . فهل ناضل ثورا اكتوبر من اجل اسم جنوب اليمن واسقاط اسم الجنوب العربى والمشروع الذى يحمله كما طرحته الرابطة الذى يعنى استقلالية هذا الشعب والارض مثل جميع شعوب العالم ؟ اذا كان كذلك فالجواب : ان هؤلاء الثوار مخدوعين وهو ما نرجحه ولم يعرفوا بأبعاد اللعبة وان هناك ايد قذرة دخلت تحت عباءة الشرعية الثورية لتسرق وطن وماتزال هذه الأيدي الاثمة تحتج بثورة اكتوبر بنفس الطريقة ونفس الحجج . هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ، ليست ثورة اكتوبر هى ثورة رب العالمين ، وليست مبادئها هى الزبور الذى يجب ان نتمسك به ونتلوه اناء الليل واطراف النهار ، بل مبادئها ذاتها ، التى هى مبادئ الجبهة القومية وارادت ان تعطى لها شرعية مطلقة باعلانها مبادئ الثورة ، هى الجريمة بعينها ، وهى مبادئ عسكرية اجرامية تصفوية لا مبادئ بناء دولة ومجتمع . وما تذكرونه من ثورة ومبادئ بهذا المعنى ، التى خطفت الوطن واستهدفت خيرات شعبه ، حرى بكم ان تخجلوا منها ولا تعيدون ذكره علينا بهذا المعنى ، وكفى استغباء واستهبالا واستحمارا .
اما الاعتبار السادس : ظل ينظر الى مشروع الاتحاد على انه مشروع يخدم المصالح البريطانية .
وهل قال احد بخلاف هذا ؟ لم يقل احد ، ولكنه اراد ، عندما زيف المفهوم السياسى للجنوب العربى وحمله معنى مفهوم اتحاد الجنوب العربى ، ان يقول : ان مفهوم الجنوب العربى هو مشروع يخدم المصالح البريطانية .
ان تكون مستقلا عن اليمن وغير تابع لها هذا امر خيانة ومشروع يخدم المصالح البريطانية ويمكن ان يخدم المصالح الامريكية وربما الصهيونية . هذا هو المراد من تفريغ اسم الجنوب العربى من مفهومه الاصلى ، وتحميله مفهوما اخر .
اما القول : مع ملاحظة ان الدعوة للجنوب العربى تفكك الجنوب اكثر مما توحده وهو مالم ينتبه له القائلين بهذا ، اما اذا كانوا قصدوا ذلك عن عمد فهذا ما يطرح اكثر من سؤال عن الهدف من هذه التسمية الملتبسة والمفخخة .
عندما تجاوز الاسم كما اطلق والمشروع الاول كما هو ، ووضع مفهوم سائح مائع وصل الى هذه النتيجة . واصل الحديث كله الوصول الى هذا القول .اسم الجنوب العربى يفكك الجنوب ، كيف ؟ لانه اما ان يكون واسعا او يكون ضيقا ، هذا من جهة ، ومن جهة اخرى لانه يدل على امارات وسلطنات متفرقة . لايريد ان يقول انه يدل على ارض محدد هى المقصودة فى وثيقة الاستقلال وهى المقصودة عندما اطلق الاسم لاول مرة من قبل الرابطة . الا هذه الحقيقة لا يريدها اطلاقا . وفيما الاصل ان التسمية عندما اطلقت حملت معنى توحيدى . ولايضر هل اقامت بريطانيا مشاريع التفافية ام لا ؟ وهل سقطت ام لا ؟ لكن يبقى الاسم منذ اطلق فى مطلع الخمسينات له مدلول سياسى توحيدى ويدل على شعب وارض محددة .
اما التشكيك واعتبار الاسم مفخخا ، فالاجدر به ان يشكك فى اسم جنوب يمن . هذا هو الاسم المفخخ بعينه لا اسم الجنوب العربى . وهنا نلاحظ اسلوب من اساليب الاستغباء والاستهبال التى دأب هؤلاء القوم عليها وزفوا الجنوب كالاطرش فى الزفة بواسطتها . ان الفخ هو " جنوب اليمن " الذى حمل كل الاطماع والمؤامرات . لا اسم اصيل حمل مشروعا وطنيا اصيلا راعى قبل كل شئ مصلحة هذا الشعب وعيشه فى سكينه وهدوء ، ولكن منذ ان دخل علينا اسم يمن على ايدكم ما نزلنا ندفع اثمانا باهضة الى اليوم . وعوضا عن الاعتذار عن مؤامرة اليمننة نجدكم تصرون عليها .
ثم يقول : وفى اعتقادى المتواضع ان حل القضية الجنوبية لا ياتى من خلال انكار يمنية الجنوب ... بل يأتى من خلال عدالة ومشروعية القضية الجنوبية والاقرار بمظلومية الجنوب وبالنتائج التدميرية التى صنعتها حرب 1994 م . وفى ضوء ذلك سيكون تشخيص القضية الجنوبية وتعريفها تعريفا علميا دقيقا ....
لا عجب من النهاية وهذا هو المقصود : عدم انكار يمنية الجنوب . ونسأل : اين يقع " يمن جنوبى " من ناحية جغرافية بحتة ؟ ثم ماذا يقصد بيمنية الجنوب ؟ هل يقصد المادة الثانية من دستور ( ج ى د ش ) لعام 1978 م التى تنص على ان : " الشعب اليمنى شعب واحد وهو جزء من الامة العربية ، والجنسية اليمنية واحدة . وتشكل اليمن وحدة تاريخية و اقتصادية وجغرافية " .
ام يقصد به نفس مفهوم الجنوب العربى كما طرحته الرابطة مطلع الخمسينات استقلال ووحدة الجنوب العربى . اذا كان يقصد الاخير فما هو الخطر من التمسك بالجنوب العربى ؟
نريد ان نفهم ماذا تعنى يمنية الجنوب سياسيا وجغرافيا ؟ يحددها لنا ما هى . اليس من الافضل تعريف المفاهيم لنصل الى تعريف علمى دقيق للقضية الجنوبية ، وتعريف ماهية المظلومية وهل هى من جوهر مظلومية الحديدة مع الفارق ، ام من جنس مظلومية الجزائر .؟
لقد حسم الامر ، وقدم الايجابة العلمية ، بمحاولة تزييف اسم الجنوب العربى والصاق الموبقات به ، وتلميع جنوب اليمن وتثبيت يمنية الجنوب . فيمنية الجنوب ضمان وحدته ، وهى ايضا ضمان وحدته بالتاكيد مع اليمن رغم انفه . ماهو الاسم المفخخ اذا ؟ اسم يعطيك استقلالية وحرية وتميزا ، ام اسم يطمس تميزك واستقلاليتك ولا يجعل احد يفهم ماتعانيه وما تعنيه ؟
ويمكن اختزال الموضوع كله بالسطور التالية : ان الجنوب العربى هو ارض خاصة محددة ، مثل مصر ، وليست مشروعا بريطانيا بل ارض من ارض الله خلقها رب العالمين . وشعبها شعب مستقل ، وليس شعب متامر على احد هو الذى تعرض للأطماع والمؤامرات والتجارب العقيمة ، وله مطلق الحرية فى نيل استقلاله . ومشروع اليمننة هو الذى يستميت فى فرض التعبية عبر تبعية الاسم وتصوير بلادنا جزء من بلاده . ولان المشروع الوطنى الاصلى ، مشروع وحدة واستقلال الجنوب العربى ، يقطع اطماعهم يعتبرونه مشروعا معاديا . ويحاولون افراغه من مفهومه ومضمونه وتحميله مفهما اخر زائف ، وتصوير زيفهم انه هو الحقيقة .
وختاما تذكيرا وتركيزا للحقيقة فى سطور نقول :
1- لقد نشأت الرابطة اساسا من اجل مشروع معين هو توحيد المنطقة المسماه مستعمرة عدن والمحميات فى دولة مركزية واحدة . ونظرا لتعدد واختلال الاسماء اختاورا اسما جامعا ومحايدا هو اسم الجنوب العربى لاطلاقه على مشروعهم . ولم تكن هناك اى قوة سياسية قبل الرابطة تطالب بوحدة واستقلال هذه المنطقة ، وهذا مشروع رابطى بامتياز . حتى الامام كانت اطماعه منحصرة فيما اسماه " جنوب اليمن المحتل " الذى اسمت الجبهة القومية وجبهة التحرير نفسهيما به .
2- عارضت الرابطة المشروع البريطانى الالتفافى " اتحاد الجنوب العربى " التى ارادت بريطانيا به الخروج من الباب والدخول من النافذة قبل ان تقوم وتوجد الجبهة القومية والذى يناقض وحدة الجنوب العربى ويبقى الوضع كما كان . ولذلك فايراد الاعتبارات السابقة ، وخصوصا الاربعة الاولى ، التى تصف المشروع البريطانى واعتبار ان هذا المشروع هو المفهوم السياسى للجنوب العربى الذى عرف به هو محض تضليل وتزييف دأبت الجبهة القومية والحزب الاشتراكى وقوى اليمننة فى ترديدها ورجعت اليوم تلوكها مرة اخرى . لان الجبهة القومية قامت اساسا من اجل اسقاط المشروع الرئيسى الاصلى واختطاف الفكرة وتوسيع المطامع فى جنوب اليمن المحتل الى حضرموت وضمها .
وعليه الجنوب العربى شعب وارض تحدها السعودية واليمن من الشمال وعمان من الشرق والبحر العربى وخليج عدن من الجنوب ، مستقله كما خلقها الله ، بمشيئة الله ثم بارادة شعبها .
30\4\2012