تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذكرى الحرب على الجنوب والصمت الدولي المخجل (بقلم / لؤي مرشد)


لؤي مرشد
2012-04-28, 01:59 PM
http://upload.traidnt.net/upfiles/Geu07116.jpg
بقلم الناشط / لؤي مرشد

في اليوم المؤلم 27 أبريل من العام 1994م ومن ميدان السبعين أعلن نظام صنعاء الدموي حربه على الجنوب أرضا وإنسانا ولقد كانت تلك الحرب بمثابة الرصاصة الأولى في جسد الوحدة, لقد اقدم نظام الاحتلال من خلال تلك الحرب اللاشرعية الى قتل كل تلك الاحلام الجميلة لشعبنا في الجنوب ونسف جميع الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين لإتمام مشروع الوحدة فنجمت عنه حرب شعواء اهلكت الحرث والنسل وارتكبت فيها جرائم ضد الإنسانية في كل مدن وقرى الجنوب وتحولت الجنوب بعدها إلى غنيمة حرب مازال سكانها الى اليوم يعانون تلك الويلات.

هكذا تم اجتياح الجنوب من قبل قوات الاحتلال الشمالية بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح وبمساندة منظومة القبلية والدينية فأصدرت الفتوى التكفيرية بحق أبناء الجنوب على لسان وزير العدل اليمني عبدالوهاب الديلمي وبمباركة وتأييد رأس الإرهاب عبدالمجيد الزنداني.

وخلال تلك الفترة من 27/4/1994 الى 7/7/1994 وهو تاريخ دخول القوات الشمالية الى الجنوب اصدرت العديد من المنظمات الدولية وعلى رأسها الامم المتحدة بيانات ومناشدات الى سلطة نظام الاحتلال بوقف اطلاق النار والعودة الى طاولة المُفاوضات واعتبار عدن عاصمة الجنوب خط احمر الا أنّ رئيس الاحتلال ابى الا ان يبتلع الجنوب.

وبعد ان وضعت الحرب اوزارها اتخذ نظام الاحتلال سياسة مُمنهجة لتدمير الجنوب وابتلاعه, فعمد الى تفكيك اهم مقومات الدولة الجنوبية من خلال ايقاف وتعطيل مؤسساتها الصناعية والخدمية وتوزيع وبيع أراضيها على المقربون والمتنفذون من ابناء الشمال, وقام ايضا بطرد الكوادر الجنوبية في مختلف المجالات واستبدلهم بشماليين رغم الفارق الكبير في التأهيل التعليمي بينهما.

لقد عانى ابناء الجنوب طيلة 18 عام من تسلط النظام حتى اصبح المواطن الجنوبي مسلوب من حقوقه الشخصية والسياسية وأصبح يُعامل كمواطن درجة خامسة. وقد قاوم أبناء الجنوب قاطبة خلال تلك السنوات الماضية ممارسات الاحتلال بجميع الطرق السلمية وتكبدوا وتجرعوا ابشع انواع العذاب والقهر ولكنهم صمدوا كأسود في أوجه صيادي المكافآت رغم الامكانيات البسيطة لديهم, فعقدوا اللقاءات والندوات وخرجوا الى الشوارع وبأعداد قليلة ومطالب حقوقية وبسيطة ومع اشتداد الة القمع العسكرية ارتفعت مطالبهم من المشاركة في السلطة والثروة واعادة المسرحين قسرا الى استعادة الدولة وفك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية, وهذا ما جعل النظام في صنعاء يتخبط فأرسل الوفود وصرف الملايين في سبيل انهاء ثورة الجنوب التحررية ولكن الجنوبيين ابو ألا أن يُكّملوا المشوار فقام النظام بشد قبضة الحديدية على الجنوبيين واستخدم كافة اشكال القمع والتعذيب بحقهم والذي مازال يمارس الى يومنا هذا في سجون الاحتلال اليمني.

من المخجل والمعيب أن يتعرض شعب بأكمله للقتل والتعذيب والتهجير ولا نرى أو نسمع أي تنديد من قبل إخوتنا أولا قادة الدول العربية والإسلامية! وثانيا المجتمع الدولي الذي كنا نُعوّل عليه الكثير والكثير في نصرة الشعوب التي ترزح تحت نيران الاحتلال.

إن القضيّة الجنوبية اصبحت اليوم اكثر وضوحا رغم التعتيم الإعلامي المفروض عليها, وأن الجنوبيين لن يتراجعوا عن هدفهم المنشود في استعادة دولتهم رغم تصاعد الحرب اعلاميا وميدانيا عليهم وما يحصل في ابين الحبيبة ليس ببعيد, فقيام النظام بإدارة مسرحية [تنظيم القاعدة] وقصف مدن الجنوب بالمدفعية والطيران ليتسنى له نقل معركته الى الجنوب وليوصل للعالم رسالة مفادها ان الجنوبيين ليسوا سوى ارهابيين ومرتزقة وفي قتلهم مشروعية كبيرة.

إننا نناشد المنظمات ومنها منظمات حقوق الأنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي لوقف ما يتعرض له أبناء الجنوب من ابادة جماعية وتحت مسميات وهمية ونناشدهم أيضا بوضع حل عادل وصريح للقضية الجنوبية بما يرتقي لتطلعات شعب الجنوب.