تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الوداع الأخير..والطمأنينة في حديث المخلصين


الجاهم
2012-04-21, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تبارك وتعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا, بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون, فرحين بما آتاهم الله من فضله , ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لاخوف ٌ عليهم ولا هم يحزنون).
وعن أبن عباس قال:( " إِنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ خُضْرٍ ، تَسْرَحُ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ تَحْتَ الْعَرْشِ ...
إن الكلمات لتعجز أن تّفي هولاء المخلصين حقهم, هم الصادقون المخلصون الأتقياء, المؤمنون الواثقون بما أعده الله لهم من النعيم المقيم, هم من حمل نفسوهم على أكتافهم, ومهجهم في أكفهم, وقدموها قربانا لله , لتعلوا كلمة وتزهق كلمة الباطل, ليعيش من بعدهم بأمن وأمان, وسلام ووئام, ماتوا لنحيى, وجاعوا لنشبع, وخافوا لنأمن, وركبوا الخطوب , وقطعوا الشعاب والأودية , بحثاً عن العزة والنصر والتمكين, إنهم رجال :( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبدليلاً).
إن مثل هذه البطولات والتضحيات والإقدام والبالسة, تجعل أمثالنا يستصغر نفسه, ويحتقر جهده, وتتلاشى أمامها كل الأفعال التي يقدمها الإنسان منا تجاه وطنه وأهله , إن كان له فعلاً حسنٌا يذكر فيه بخير.
هولاء الصادقون الأتقيياء الأنقياء, يعلموننا الدورس عملية , لا يهذون بما لايفعلون , بل أنهم يقولون ما يفعلون خوفاً من قول الله تبارك وتعالى:( يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لاتفعلون, كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون, إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيانُ مرصوص), فقالوا وفعلوا وقاتلوا في سبيل الله صفا واحدا وبنيانا مرصوصا, وتركوا بعدهم الأثر الطيب والسبيل الممهد, والنور الناصع, فهنيئا لهم بما أقدموا عليه هنيئا لهم.
إن هذه الوقفات مع هولاء الأفذاذ البسطاء , ترغم الجميع أن يذعنوا وينقادوا لتتبع أثرهم, وتنكب سبيلهم, والتأسي بمحامدهم وشمائلهم, فإذا كان لنا من نمدحه أو نثني عليه فإن هولاء مه أجدر الناس بذلك المدح وهذا الثناء نحسبهم على الخير ولانزكي على الله احداً, لأنهم قد أفضوا إلى ما قدموا , وماتوا وهم خفاف من أثقال الدنيا وأوزارها, ماتوا وهم في ريعان الشباب يتوقون تشوقاً وصبابة إلى لقاء وعد الله, وما أعده الله للمتقين, فكانوا على يقين بما عند الله, فلم يحجزهم شك ولا ريب, ولا أثناهم خوف ولا وجل, أمنوا فتنة الأحياء , وشمروا إلى دار اللقاء, وعزموا على الشهادة في سبيل,( فما وهنوا لما أصابهم في سبيل وما ضعفوا وما استكانوا...).
لقد تركوا لنا من بعدهم أمانة عظيمة, وحملاً ثقيلاً, تركوا من خلفهم الوطن الكبير الجريح من المهرة إلى باب المندب, تركوا لنا مستقبل أهلهم وأولادهم وذراريهم, تركوا لنا الهدف النبيل والغاية الكبرى( العيش بكرامة وعز وثبات وحرية وسلام وأمان)
نقولها لكل من أسرف على نفسه , وقصر في حق وطنه, وزهد بتقديم اليسير, ولو الصمت المفيد, أو الكلام المجدي, نقولها للقادة المحنطين , ونقولها للمتخاذلين, ونقولها للخائنين والبياعين, ونقولها للمشاغبين والثرثارين, نقولها للفوضاويين والعشوائين والأحداث , ألا تستحوا من هذه الدماء الزكية وهذه الأنفس الأبية, وهذه الهامات العلية, ألا تستحضرون هولاء الأبطال وتضحياتهم في مجالسكم , وندواتكم ونقاشاتكم , وجهودكم إن كان لكم جهود.
هناك رجال مخلصون ما زالوا سائرون على خط من سبقهم من المخلصين الوفياء, نقول لهم سيروا على بركة الله, وبحفظ الله, أمضوا ولا تلفتوا إلى جبن من جبن, وطيش من طاش, وتهيه من تاه, وتخبط من تخبط.
سيروا والله حافظكم ومعينكم وناصركم بإذنه جل وعلا( والله لايضيع اجر المحسنين)

http://www.youtube.com/watch?v=eafsuwd1psq&feature=player_embedded

الجاهم
2012-04-22, 09:45 AM
لتكتمل الصورة أفتح الرابط في اسفل الموضوع تعرف علاقة الموضوع بالرابط


تقبلوا خالص تحياتي