تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سناء مبارك : في الجنوب : نحنُ صبرٌ حدوده المهانة


صقر الجزيرة
2012-01-17, 05:08 PM
في الجنوب : نحنُ صبرٌ حدوده المهانة !
سناء مبارك

الثلاثاء 17 يناير 2012 12:29 مساء



صفحة سناء مبارك

-----------------------

اقرأ للكاتب يا نساء اليمن ؛ حرّقوا الشياذر !
نوفمبر ؛ عيد نكران الجميل !!
عندما قرأنا فنجان الثورة !
عن الثورة التي تشظّت أزمات !
عدن : كان عصياناً مدنياً ناجحاً , وهذه الأسباب !
لم يكن الصحفي اللامع و لا المفكر العبقري و لا الحقوقية الرائدة وحدهم من تولوا استكمال حفلة النهش التي ابتدأها الأمن في ساحة العروض في عدن يوم 13 من يناير , ذكرى التسامح و المصالحة , و لكنها فيما يبدو كانت صفّارة البدء بحملةٍ سيئة النوايا يتم توجيه رصاصها أفعالاً و أقوالاً إلى الجنوبيين المطالبين بحقوقٍ لم يعد أحدٌ ينكر وجودها - على الأقل بينه و بين نفسه - حتى جنرالات النهب المتمثلين في السيد الأحمر و هو يحمّل خصمه الجديد ( شريكه القديم , أو العكس , الصحيح دائماً ) مسئولية " احتلال الجنوب " , و لا حتى أطراف النظام السياسي في صنعاء و هم يوجهون أصابع الاتهام لبعضهم البعض , فقد كان الحراك الجنوبي السلمي أول من قارعهم جميعاً منذ 2007 , حينما كانت الثورات العربية لا تزال بذوراً في الأرض العربية المخصّبة بالحنق ..



لستُ هنا في صدد المطالبة بأي تعاطف أو إنصاف من ثوّار الحق و الضمير , لأن الموضوع و إذ ثبتت عدم فاعليته طوال أربع سنوات , فإنه يبدو كحلم خيالي خصوصاً بعد أن اختبرنا " خيبة المواقف " المرة تلو الأخرى منذ بداية الثورة عندما كانت عدن تغرق في الدماء و ثورة " التغيير " مصابة بشلل الإدانة ,

لن نكرر هذا الإستجداء مرة أخرى أبداً و لن نُصرّ مجدداً على المراهنة على الإنسانية الكامنة في القلوب , لِنقُل الخاملة إن أردنا الدقة , لكننا و كأقل واجب نريد لهذه الإساءة أن تتوقف , باسم الحق و القانون و الضمير ..



نريد لهواه الجِزاف الأخلاقي أن يقدموا لنا على أوجه السرعة و الجدية دلائل واضحة و صريحة على ما يروجونه حالياً من أنّ الجنوبيين هم عملاء النظام السابق و أنّهم يرتبطون و الحوثيون بمشروعٍ واحدٍ تدعمه إيران ..

في انتظار أن يتكرّم سدنة المعلومات الخطيرة بإثبات صحة إدعاءتهم , أوجه رجائي لكل الأحبة في الجنوب , لأهلي و أصدقائي و لشركاء القلم والحق : نحن لسنا بحاجة إلى إجادة لغة الكراهية حتى و إن تكلّمها الآخر , دعونا نترجمها إلى لغة معرفة و إصرار و قوة .. توقفوا عن التسفيه و الشتم و الإزدراء .. صدقوني صوت الحق و العدل يكفيان , و هما الأقدر على إيصال مظالمكم إلى كل العالم ..



أرجوكم لا تستجيبوا لأي خطابات استفزازية و لا تنجروا إلى لعبة الاستنزاف التي تلعبها بعض الأطراف السياسية المعروفة مواقفها منكم مسبقاً .. اكتملوا ببعضكم و احتموا بوحدة مواقفكم و ركزوا على قضيتكم و صدقوني سيكون كل شيءٍ على مايرام ..



أصدقائي و أخواني و أعزائي في الشمال , اطمئنوا دائماً إلى أن الحراك و الجنوب أبداً لم يكونا سبباً في تعثر هذه الثورة أو بعثرة نتائجها بهذا الشكل , نحن تشيّعنا لها من البداية ( كما تشيّعنا للوحدة و تخلينا لأجلها عن عاصمة و عملة و دولة و رئيس ) و عدن بالتحديد قدمت أول شهدائها كبراءة ذمة , لا تلتفتوا لمن يحرّضكم علينا و يتخذ منا شمّاعة يعلق عليها عجزه عن إنجاز أحلام المساكين في ثورة الشباب أو عن تواطئه في وأد أهدافها السامية , جميعنا نعلم من كان السبب وراء ذلك و هو الآن يواري سوءاته بطرقه العفنة المعتادة التي تزكم رائحتها الفائحة أنف الصواب ..




لم يرتدّ الجنوبيون عن مساندة هذه الثورة , بل لم يتوقفوا عن مساندتها ضمنياً أبداً و لكنها لعبة القدر التي أعلنتْ يوماً : أن الجنوبَ لا يلدغ من الجحر " الأحمر" مرتين .. أما و قد بدأ شوط العتاب و اتُهمنا بأننا تخاذلنا عن نصرة الثورة فدعونا نناجي بعضنا بحقائق نعرفها و تعرفونها جيداً :

- لم يكن يجب عليكم أن تتركوا من استلب الجنوب يقود زمام هذه الثورة مهما كانت المبررات ..

- لم يكن عليكم أن تسمحوا بتهميش هذه القضية و جرجرتها إلى ذيل القضايا المحورية في أهداف الثورة ..

لم يكن عليكم أن تدعوا المجال لكتّابكم و صحفييكم المأجورين باسم الثورة بأن ينبروا بأقلامهم مراوغة ً و تقليلاً من أهمية الحضور الجنوبي في المشهد الوطني..



لم يكن عليكم أن تسكتوا عن ما حدث في الجنوب من انتهاك و سفك للدماء باسم الوحدة المعمدة بالدم و لا عمن يصفنا اليوم بالأغبياء , المرتزقة , النازيين , اصحاب المصالح الضيقة , الدمويين , العملاء , لمجرد أننا ننتصر لحقوقنا التي نطالب بها منذ أمدٍ بعيد ..



اعلموا يا أصدقاء قبل أن تتخذوا من هذه القضية غريماً أو وخزةً لكرامة تتحسسونها كلما قلنا " جنوب " , أنّ في الجنوب اليوم : جرحٌ غائرٌ يتسع بالمكابرة , و غصّةٌ تتعمق بالتدليس , و صبرٌ نفذ مع تكرار الإهانة !

[email protected]




http://adenalghad.net/articles/1629.htm