صقر الجزيرة
2012-01-06, 05:27 PM
مستقبل بعض الصراعات في 2012 الجمعة , 06 يناير, 2012, 06:32
صدى عدن / صحيفة الخليج / اعداد : عمر عدس
اعتادت مجلة “فورين بوليسي” في مطلع كل عام جديد، أن تلقي نظرة على بعض البقاع الساخنة في العالم، وتستشرف وجهة تطور الصراعات فيها . وقد فعلت ذلك هذا العام بالتشاور مع “مجموعة الأزمات الدولية”، كما كتب لويس أربور في موقع المجلة على الإنترنت، (27-12-2011) .
يشير الكاتب إلى أن اختيار المجلة للصراعات التي تناقشها، عشوائي وغير قائم على أساس محدد . وقد اختارت عشر مناطق، نختار منها بدورنا أربعاً، هي أفغانستان، وباكستان، واليمن والصومال .
* أفغانستان: يقول الكاتب، إن عقداً من المعونات الأمنية، والتنموية والإنسانية من المجتمع الدولي، قد فشل في إشاعة الاستقرار في أفغانستان، بدليل انهيار الأمن وتنامي وجود المتمردين في مقاطعات كانت مستقرة في السابق، على مدى السنة المنصرمة . وفي سنة 2011 شهدت العاصمة وحدها سيلاً من التفجيرات الانتحارية، ومن ضمنها الهجوم الأكثر فتكاً في المدينة منذ بدء سنة 2011 وضربات متعددة وُجّهت إلى البعثات الدبلوماسية في كابول، والمجلس الثقافي البريطاني، والسفارة الأمريكية، واغتيال رئيس سابق ومفاوض رئيس من أجل السلام، هو برهان الدين رباني . ويقول الكاتب، إن آفاق السنة المقبلة ليست أزهى من ذلك، حيث من المقرر أن يجري تسليم العديد من المقاطعات الرئيسة لقوات الأمن الأفغانية السيئة التجهيز، في أوائل عام 2012 .
ويقول الكاتب، إن سلسلة متكررة من العقبات في طريق السلام، أو الاستقرار على الأقل، باتت الآن مألوفة في أفغانستان . فالرئيس حامد قرضاي، يحكم بالاستبداد، مستخدماً مزيجاً من المحسوبية وإساءة استعمال السلطة التنفيذية . ومؤسسات الدولة والخدمات ضعيفة أو معدومة في معظم أنحاء البلاد، أو غارقة في فساد لا يريد الأفغان أن يفعلوا إزاءه شيئاً . وتظل الأقليات الإثنية التي تتحدث اللغة الدَّرِيّة تساورها الشكوك في ما قد تسفر عنه المصالحة مع تمرد حركة طالبان البشتونية التي تتمتع بدعم الجيش الباكستاني وأجهزة المخابرات . ويبدو أن قيادة طالبان في مدينة كويتا الباكستانية، مقتنعة بأن النصر في متناول يدها، وما عليها إلا أن تصبر حتى الانسحاب الأمريكي المقرر في 410k .
* وعن الوضع في باكستان، كتبت المجلة: طوال سنة 2011 ظلت علاقات باكستان مع الولايات المتحدة تنزلق من سيئ إلى أسوأ، وقد حوّلت غارة الناتو القاتلة على جنود باكستانيين في نوفمبر/ تشرين الثاني، العلاقة البائسة إلى ما يقارب العداء السافر . ونتيجة لذلك، وإضافة إلى الدعم العسكري الباكستاني للمسلحين الذين يعملون في أفغانستان، تخلخلت العلاقات بين إسلام آباد وكابول . وقد أحرزت الحكومة المنتخبة بعض التقدم في تقاربها مع الهند، إذ تحركت لتطبيع العلاقات التجارية بين البلدين . ومع ذلك، تظل العملية رهينة دعم الجيش المستمر للجماعات المسلحة مثل جماعة الدعوة التي كان اسمها لشكر طيبة، المسؤولة عن هجمات مومباي سنة 2008 . ويمكن لهجوم إرهابي آخر، أن يقود إلى حرب شاملة بين الخصمين المسلحين نووياً . ولكن أكبر الأخطار على باكستان، كما يقول الكاتب، لا تأتي من مصادر خارجية، بل من الداخل . فالانتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية لم يتعزز أبداً، ومايزال الجيش يسيطر على مجاليْ السياسة الخارجية والأمن الحساسيْن . والراديكالية الإسلامية، كما يقول الكاتب، تزعزع استقرار البلاد، وتهيمن عليها، في الوقت الذي تهزّ فيه الهجمات العنيفة على شخصيات سياسية ليبرالية رائدة، ذلك القدْر الضئيل من الثقة التي يُكنها البعض بأن باكستان يمكن أن تتجنب الكارثة . ومع ذلك، ماتزال ثمة فسحة من أمل، لأن الإسلاميين الراديكاليين يفتقرون إلى الدعم الشعبي، كما أن الحزبين السياسيين اللذين يُتوقع أن يفوزا في الانتخابات العامة المقبلة سنة 2013 (شريطة أن لا يحبط الانتقال الديمقراطي، على يد الجيش)، وهما حزب الشعب الباكستاني الحاكم، وحزب العصبة الإسلامية المعارض، يملكان القدرة، والإرادة السياسية لإعادة سفينة البلاد إلى مرسى الاعتدال .
* وعن اليمن، كتبت المجلة، أنه يقف بين الانهيار العنيف، وبين الأمل الضعيف في انتقال سلمي للسلطة . فالرئيس، علي عبد الله صالح، وتحت ضغط أطراف دولية وإقليمية، وقع أخيراً على اتفاقية نقل السلطة في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني . وبموجب الاتفاقية، قام على الفور بالتخلي عن سلطات مهمة لنائب الرئيس، ومن المقرر أن يتخلى عن منصبه رسمياً بعد انتخابات مبكرة يُفترَض أن تجري في 21 فبراير/ شباط . وكان ذلك بمنزلة خطوة أولى مهمة، ولكنها أقل من أن تحلّ مشكلات اليمن .
ويقول الكاتب، إن تحديات جمة تبقى، ومنها التزام الموقعين بتطبيق الاتفاقية الانتقالية، ومعالجة القضايا غير المحلولة بصورة ملائمة، مثل قضايا الاشتمال السياسي، والعدالة، وتحسين الظروف الاقتصادية والإنسانية المريعة .
وإضافة إلى ذلك، تظل التوترات بين مراكز القوى المسلحة اليمنية المتناحرة، وعلى الأخص، عائلة صالح من جهة، مقابل الجنرال المنشق علي محسن الأحمر، وقبيلة الأحمر القوية (غير المرتبطة به) من جهة أخرى، غير محلولة، وتشكل نقاطاً ساخنة يمكن أن تثير المزيد من العنف .
وسوف تكون إحدى المهام الصعبة في أثناء المرحلة الأولى من عملية الانتقال، تأمين وقف إطلاق نار دائم، وإزالة جميع عناصر الجيش ورجال القبائل المسلحين من المراكز في المدن، وبدء إصلاح هادف للجيش وقوات الأمن .
ويضيف الكاتب، إن ذلك مطلب عسير، وللأطراف الدولية دور تلعبه، وقد لعبت التهديدات بفرض عقوبات على صالح وعائلته من قبل دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي، دوراً في جلب بعض المتشددين في النظام إلى مائدة المفاوضات . والآن، وبعد توقيع اتفاق، يتطلب التطبيق وجوب ممارسة الضغط على جميع الأطراف: صالح وأنصاره من جهة، وأحزاب المعارضة والمنتسبين إليها من جهة أخرى . وقد اجتمع الدعم لنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي سيكون بموجب الاتفاق، مرشح الإجماع في انتخابات فبراير/ شباط . وباعتباره شخصية غير منحازة نسبياً، قد يحفز إلى قدر من التسوية وتحقيق الأمن . ويضاف إلى الالتباس عن مستقبل اليمن، كما يقول الكاتب،
نشاطات الجنوبيين الذين قد تتراوح مطالبهم بين الاستقلال الفوري، وبين الاتحاد الفيدرالي بين الشمال والجنوب،
والمتمردين الحوثيين في شمال اليمن الذين يسعون إلى مزيد من الحقوق لهذه الفئة، وإلى قدْر من الحكم الذاتي المحلي . وبينما، يتفاوض الساسة في صنعاء، تخوض قوات الحكومة ورجال القبائل المحليون معركة مستمرة ضدّ حركة القاعدة في الجزيرة العربية في محافظة أبيَن . والأمر الوحيد المؤكد هو أن الصراع على اليمن، سوف يستمر طويلاً مع بدء سنة 2012 .
* وعن الصومال وكينيا، كتبت المجلة: من المبكر القول ما إذا كانت الحملة العسكرية التي بدأتها كينيا حديثاً في جنوب الصومال، سوف تنجح في هزيمة حركة الشباب- وهي الجماعة الإسلامية المسلحة التي تشكلت أثناء تشظي اتحاد المحاكم الإسلامية، والتي سيطرت على معظم جنوب الصومال في شطر من العقد الماضي- أو أنها ستنتهي إلى صراع فوضوي طويل . والآن، ومع اعتزام كينيا أن تكون جزءاً من مهمة الاتحاد الإفريقي في الصومال، يبدو أنها موجودة هناك لتبقى . ولكن بقاءها في جنوب الصومال فترة طويلة، قد يصطدم برفض شعبي . والمخاطر التي يمكن أن تواجهها كينيا على الصعيد المحلي، نتيجة لذلك، حقيقية تماماً .
فبعد بدء الحملة في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول مباشرة، هددت حركة الشباب بشن هجمات انتقامية . وينبغي أخذ احتمال قيام الشباب بحملة إرهابية، بجدية بالغة، ولذا، فإن شعوراً واضحاً بعدم الارتياح، يسود نيروبي . ففي أواخر أكتوبر، شنت المنظمة هجومين بالقنابل اليدوية في العاصمة على أهداف كينية، لا غربية . وقد سُجن عنصر كيني في حركة الشباب بسبب تلك الهجمات . كما وقع منذئذٍ عدد من الحوادث بالقرب من الحدود مع الصومال .
وتقول المجلة، إن في كينيا عدداً كبيراً من السكان من الإثنية الصومالية، وجالية مسلمة كبيرة، ومعظم هؤلاء غير راضين عن الحملة العسكرية التي بدأتها الحكومة الكينية في الصومال، وخصوصاً لارتباطها بصراع مكافحة الإرهاب الذي يقوده الغرب . وثمة خطر كبير في أن تفاقم الحملة العسكرية النزعة الراديكالية المقلقة الموجودة أصلاً في كينيا، وخاصة إذا سارت الحملة على نحو سيئ وارتفع عدد القتلى المدنيين .
وتقول المجلة إن الاختبار الحقيقي يمكن أن يحدث إذا شن الشباب هجوماً ضخماً في كينيا . وهنالك مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى حملة قمع وحشية ضد الصوماليين في كينيا، بما ينطوي عليه ذلك من عواقب وخيمة على العلاقات بين فئات الشعب الكيني، والترابط والانسجام الاجتماعي بينها، وبخاصة قبل الانتخابات العامة هذا العام، وهي الأولى منذ انتخابات 2007 التي أشعلت فتيل صراع إثني واسع النطاق .
صدى عدن / صحيفة الخليج / اعداد : عمر عدس
اعتادت مجلة “فورين بوليسي” في مطلع كل عام جديد، أن تلقي نظرة على بعض البقاع الساخنة في العالم، وتستشرف وجهة تطور الصراعات فيها . وقد فعلت ذلك هذا العام بالتشاور مع “مجموعة الأزمات الدولية”، كما كتب لويس أربور في موقع المجلة على الإنترنت، (27-12-2011) .
يشير الكاتب إلى أن اختيار المجلة للصراعات التي تناقشها، عشوائي وغير قائم على أساس محدد . وقد اختارت عشر مناطق، نختار منها بدورنا أربعاً، هي أفغانستان، وباكستان، واليمن والصومال .
* أفغانستان: يقول الكاتب، إن عقداً من المعونات الأمنية، والتنموية والإنسانية من المجتمع الدولي، قد فشل في إشاعة الاستقرار في أفغانستان، بدليل انهيار الأمن وتنامي وجود المتمردين في مقاطعات كانت مستقرة في السابق، على مدى السنة المنصرمة . وفي سنة 2011 شهدت العاصمة وحدها سيلاً من التفجيرات الانتحارية، ومن ضمنها الهجوم الأكثر فتكاً في المدينة منذ بدء سنة 2011 وضربات متعددة وُجّهت إلى البعثات الدبلوماسية في كابول، والمجلس الثقافي البريطاني، والسفارة الأمريكية، واغتيال رئيس سابق ومفاوض رئيس من أجل السلام، هو برهان الدين رباني . ويقول الكاتب، إن آفاق السنة المقبلة ليست أزهى من ذلك، حيث من المقرر أن يجري تسليم العديد من المقاطعات الرئيسة لقوات الأمن الأفغانية السيئة التجهيز، في أوائل عام 2012 .
ويقول الكاتب، إن سلسلة متكررة من العقبات في طريق السلام، أو الاستقرار على الأقل، باتت الآن مألوفة في أفغانستان . فالرئيس حامد قرضاي، يحكم بالاستبداد، مستخدماً مزيجاً من المحسوبية وإساءة استعمال السلطة التنفيذية . ومؤسسات الدولة والخدمات ضعيفة أو معدومة في معظم أنحاء البلاد، أو غارقة في فساد لا يريد الأفغان أن يفعلوا إزاءه شيئاً . وتظل الأقليات الإثنية التي تتحدث اللغة الدَّرِيّة تساورها الشكوك في ما قد تسفر عنه المصالحة مع تمرد حركة طالبان البشتونية التي تتمتع بدعم الجيش الباكستاني وأجهزة المخابرات . ويبدو أن قيادة طالبان في مدينة كويتا الباكستانية، مقتنعة بأن النصر في متناول يدها، وما عليها إلا أن تصبر حتى الانسحاب الأمريكي المقرر في 410k .
* وعن الوضع في باكستان، كتبت المجلة: طوال سنة 2011 ظلت علاقات باكستان مع الولايات المتحدة تنزلق من سيئ إلى أسوأ، وقد حوّلت غارة الناتو القاتلة على جنود باكستانيين في نوفمبر/ تشرين الثاني، العلاقة البائسة إلى ما يقارب العداء السافر . ونتيجة لذلك، وإضافة إلى الدعم العسكري الباكستاني للمسلحين الذين يعملون في أفغانستان، تخلخلت العلاقات بين إسلام آباد وكابول . وقد أحرزت الحكومة المنتخبة بعض التقدم في تقاربها مع الهند، إذ تحركت لتطبيع العلاقات التجارية بين البلدين . ومع ذلك، تظل العملية رهينة دعم الجيش المستمر للجماعات المسلحة مثل جماعة الدعوة التي كان اسمها لشكر طيبة، المسؤولة عن هجمات مومباي سنة 2008 . ويمكن لهجوم إرهابي آخر، أن يقود إلى حرب شاملة بين الخصمين المسلحين نووياً . ولكن أكبر الأخطار على باكستان، كما يقول الكاتب، لا تأتي من مصادر خارجية، بل من الداخل . فالانتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية لم يتعزز أبداً، ومايزال الجيش يسيطر على مجاليْ السياسة الخارجية والأمن الحساسيْن . والراديكالية الإسلامية، كما يقول الكاتب، تزعزع استقرار البلاد، وتهيمن عليها، في الوقت الذي تهزّ فيه الهجمات العنيفة على شخصيات سياسية ليبرالية رائدة، ذلك القدْر الضئيل من الثقة التي يُكنها البعض بأن باكستان يمكن أن تتجنب الكارثة . ومع ذلك، ماتزال ثمة فسحة من أمل، لأن الإسلاميين الراديكاليين يفتقرون إلى الدعم الشعبي، كما أن الحزبين السياسيين اللذين يُتوقع أن يفوزا في الانتخابات العامة المقبلة سنة 2013 (شريطة أن لا يحبط الانتقال الديمقراطي، على يد الجيش)، وهما حزب الشعب الباكستاني الحاكم، وحزب العصبة الإسلامية المعارض، يملكان القدرة، والإرادة السياسية لإعادة سفينة البلاد إلى مرسى الاعتدال .
* وعن اليمن، كتبت المجلة، أنه يقف بين الانهيار العنيف، وبين الأمل الضعيف في انتقال سلمي للسلطة . فالرئيس، علي عبد الله صالح، وتحت ضغط أطراف دولية وإقليمية، وقع أخيراً على اتفاقية نقل السلطة في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني . وبموجب الاتفاقية، قام على الفور بالتخلي عن سلطات مهمة لنائب الرئيس، ومن المقرر أن يتخلى عن منصبه رسمياً بعد انتخابات مبكرة يُفترَض أن تجري في 21 فبراير/ شباط . وكان ذلك بمنزلة خطوة أولى مهمة، ولكنها أقل من أن تحلّ مشكلات اليمن .
ويقول الكاتب، إن تحديات جمة تبقى، ومنها التزام الموقعين بتطبيق الاتفاقية الانتقالية، ومعالجة القضايا غير المحلولة بصورة ملائمة، مثل قضايا الاشتمال السياسي، والعدالة، وتحسين الظروف الاقتصادية والإنسانية المريعة .
وإضافة إلى ذلك، تظل التوترات بين مراكز القوى المسلحة اليمنية المتناحرة، وعلى الأخص، عائلة صالح من جهة، مقابل الجنرال المنشق علي محسن الأحمر، وقبيلة الأحمر القوية (غير المرتبطة به) من جهة أخرى، غير محلولة، وتشكل نقاطاً ساخنة يمكن أن تثير المزيد من العنف .
وسوف تكون إحدى المهام الصعبة في أثناء المرحلة الأولى من عملية الانتقال، تأمين وقف إطلاق نار دائم، وإزالة جميع عناصر الجيش ورجال القبائل المسلحين من المراكز في المدن، وبدء إصلاح هادف للجيش وقوات الأمن .
ويضيف الكاتب، إن ذلك مطلب عسير، وللأطراف الدولية دور تلعبه، وقد لعبت التهديدات بفرض عقوبات على صالح وعائلته من قبل دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي، دوراً في جلب بعض المتشددين في النظام إلى مائدة المفاوضات . والآن، وبعد توقيع اتفاق، يتطلب التطبيق وجوب ممارسة الضغط على جميع الأطراف: صالح وأنصاره من جهة، وأحزاب المعارضة والمنتسبين إليها من جهة أخرى . وقد اجتمع الدعم لنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي سيكون بموجب الاتفاق، مرشح الإجماع في انتخابات فبراير/ شباط . وباعتباره شخصية غير منحازة نسبياً، قد يحفز إلى قدر من التسوية وتحقيق الأمن . ويضاف إلى الالتباس عن مستقبل اليمن، كما يقول الكاتب،
نشاطات الجنوبيين الذين قد تتراوح مطالبهم بين الاستقلال الفوري، وبين الاتحاد الفيدرالي بين الشمال والجنوب،
والمتمردين الحوثيين في شمال اليمن الذين يسعون إلى مزيد من الحقوق لهذه الفئة، وإلى قدْر من الحكم الذاتي المحلي . وبينما، يتفاوض الساسة في صنعاء، تخوض قوات الحكومة ورجال القبائل المحليون معركة مستمرة ضدّ حركة القاعدة في الجزيرة العربية في محافظة أبيَن . والأمر الوحيد المؤكد هو أن الصراع على اليمن، سوف يستمر طويلاً مع بدء سنة 2012 .
* وعن الصومال وكينيا، كتبت المجلة: من المبكر القول ما إذا كانت الحملة العسكرية التي بدأتها كينيا حديثاً في جنوب الصومال، سوف تنجح في هزيمة حركة الشباب- وهي الجماعة الإسلامية المسلحة التي تشكلت أثناء تشظي اتحاد المحاكم الإسلامية، والتي سيطرت على معظم جنوب الصومال في شطر من العقد الماضي- أو أنها ستنتهي إلى صراع فوضوي طويل . والآن، ومع اعتزام كينيا أن تكون جزءاً من مهمة الاتحاد الإفريقي في الصومال، يبدو أنها موجودة هناك لتبقى . ولكن بقاءها في جنوب الصومال فترة طويلة، قد يصطدم برفض شعبي . والمخاطر التي يمكن أن تواجهها كينيا على الصعيد المحلي، نتيجة لذلك، حقيقية تماماً .
فبعد بدء الحملة في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول مباشرة، هددت حركة الشباب بشن هجمات انتقامية . وينبغي أخذ احتمال قيام الشباب بحملة إرهابية، بجدية بالغة، ولذا، فإن شعوراً واضحاً بعدم الارتياح، يسود نيروبي . ففي أواخر أكتوبر، شنت المنظمة هجومين بالقنابل اليدوية في العاصمة على أهداف كينية، لا غربية . وقد سُجن عنصر كيني في حركة الشباب بسبب تلك الهجمات . كما وقع منذئذٍ عدد من الحوادث بالقرب من الحدود مع الصومال .
وتقول المجلة، إن في كينيا عدداً كبيراً من السكان من الإثنية الصومالية، وجالية مسلمة كبيرة، ومعظم هؤلاء غير راضين عن الحملة العسكرية التي بدأتها الحكومة الكينية في الصومال، وخصوصاً لارتباطها بصراع مكافحة الإرهاب الذي يقوده الغرب . وثمة خطر كبير في أن تفاقم الحملة العسكرية النزعة الراديكالية المقلقة الموجودة أصلاً في كينيا، وخاصة إذا سارت الحملة على نحو سيئ وارتفع عدد القتلى المدنيين .
وتقول المجلة إن الاختبار الحقيقي يمكن أن يحدث إذا شن الشباب هجوماً ضخماً في كينيا . وهنالك مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى حملة قمع وحشية ضد الصوماليين في كينيا، بما ينطوي عليه ذلك من عواقب وخيمة على العلاقات بين فئات الشعب الكيني، والترابط والانسجام الاجتماعي بينها، وبخاصة قبل الانتخابات العامة هذا العام، وهي الأولى منذ انتخابات 2007 التي أشعلت فتيل صراع إثني واسع النطاق .