تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة تعريفية بالقضية الجنوبية (للتعميم والنشر)


محمدجفش
2012-01-04, 11:46 PM
http://geekarab.com/pubarab/sujet11.pngموضوع: رسالة تعريفية بالقضية الجنوبية (للتعميم والنشر) (إلى كل باحث عن الحقيقة وحريص على العدل والإنصاف)
استهلال: يسر فريق المراسلة والتوثيق الإعلامي الجنوبي(واصل)، أن يضع بين يدي المهتمين بالقضية الجنوبية من الباحثين والكتاب والسياسيين ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها وجميع الراغبين في معرفة حقيقة قضية شعب جنوب اليمن، أول رسالة تعريفية بالقضية الجنوبية أنجزها الفريق باللغتين العربية والانجليزية في سياق تجسيد أحد أهداف الفريق المتمثل في التوعية والتعريف بالقضية الجنوبية والدفاع عنها بالإضافة إلى أهدافه الأخرى التي منها؛ رصد وإحصاء جرائم وانتهاكات نظام صنعاء المحتل للجنوب ومراسلة الهيئات والمنظمات الحقوقية والإنسانية بشأنها، وقد أنجز الفريق منذ تأسيسه في مطلع هذا العام، تحقيقاً لذلك الهدف العديد من الرسائل واستغاثات باللغتين العربية والانجليزية..
إن فريق المراسلة والتوثيق الإعلامي الجنوبي، وهو يدشن أول أعماله التعريفية بالقضية الجنوبية، من خلال هذه الرسالة، يود التأكيد على المسائل الآتية:
1ــ إن هذه الرسالة عبارة عن موجز تعريفي بالقضية الجنوبية لم تتضمن تأصيلاً سياسياً أو قانونياً لمنطلقات القضية الجنوبية وأهدافها وإنما في معظمها سرد لوقائع تاريخية شكلت تلك القضية، ذلك أننا حرصنا على عدم فرض رؤية مسبقة على المخاطبين بهذه الرسالة الذين هم بدرجة رئيسية أشخاص النخبة بمختلف تخصصاتهم، وبدرجة ثانوية جميع المهتمين والمتابعين من القراء والناشطين إعلامياً وميدانياً.. فنتمنى أن تحظى هذه الرسالة بالنقاش الايجابي والبناء من جميع المخاطبين بها.
2ــ إن فريق المراسلة والتوثيق الإعلامي الجنوبي، يدعو جميع النخب عبر هذه الرسالة إلى إقامة وإدارة حوار علمي بناء حول القضية الجنوبية، حتى تخرج هذه القضية الوطنية من الزاوية الضيقة التي تحاول أجندة السياسية اليمنية حشرها أو بالأصح وأدها في تلك الزاوية الضيقة والمنسية، إلى رحاب الفكر الإنساني الطليق، المؤسس على مبادئ وقيم الحرية والعدالة الإنسانية السامية التي تعلو على مآرب السياسي القذرة... وهذه مهمة النخبة الجنوبية بدرجة رئيسية وصورة عاجلة.
-3 ندعو عبر هذه الرسالة جميع أصحاب الفكر في وطننا العربي الكبير ومن ضمنهم أشقاءنا في اليمن الشمالي، إلى إعادة قراءة حقائق ومرتكزات القضية الجنوبية الواقعية والفكرية والقانونية،بصورة محايدة منصفة، وفريق الشباب الجنوبي الذي اعد الموجز التعريفي هذا، سيكون حلقة وصل وتواصل بين ومع جميع أصحاب الفكر ومؤسساتهم لجمع رؤاهم ونشرها وعلى استعداد لتوفير كل ما تتطلبه تلك القراءة من معلومات حول هذه القضية.
تمهيد وتقسيم:أظهرت المواقف الرسمية والنخبوية والإعلامية من القضية الجنوبية داخلياً وخارجياً، عدم فهم دقيق وعميق لطبيعة تلك القضية ومرتكزاتها التاريخية والسياسية والقانونية التي تبرر وتعكس عدالة ومشروعية هدفها المتمثل في الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية عن طريق تقرير الشعب الجنوبي لمصيره بشأن الوحدة مع دولة الجمهورية العربية اليمنية وشعبها، وغياب ذلك الفهم بشأن القضية الجنوبية، قد دفعنا لإعداد هذا الموجز التعريفي (بطاقة تعريف) للقضية الجنوبية بهدف وضع أسس ومرتكزات واقعية ونظرية أمام المطلع والمتابع الأجنبي، يستطيع من خلالها تكوين رأي منطقي سليم وعادلٍ بشأن القضية الجنوبية، لأن ما يؤلم الجنوبيين حقاً في الوقت الراهن هو تلك المواقف والتناولات لقضيتهم، المبنية على فهم خاطئ ومشوَّش للأسس والمنطلقات الحقيقية لتلك القضية، ومع إيمان فريق الشباب الجنوبيين الذين اعدوا هذه الرسالة، بأن هذه الرسالة الموجزة لا يمكن لها أن تعطي للباحث عن الحقيقة تعريفاً شاملاً وكافياً لقضية وطنية كبيرة بحجم القضية الجنوبية، إلا أن معدي هذه الرسالة يؤمنــــــون ــ أيضاً ــ بأن هذه الرسالة التعريفية الموجزة تضع بين يدي الباحث والمطلع، المفاتيح التي تمكنه من فتح أبواب أسوار هذه القضية، والولوج إلى عمقها، والتعرف على حقيقة جوهرها، كما هي بالواقع، وليس كما يحاول نظام صنعاء حجب الرؤية عنها وتصويرها بغير حقيقتها، ولأننا حريصون على احترام عقل القارئ والمطلع على هذه الرسالة، ومؤمنون بعدالة قضيتنا ومشروعيتها طبقاً لجميع الشرائع السماوية والمواثيق الإنسانية، فقد حرصنا عند صياغة هذه الرسالة على سرد الأحداث والوقائع التي شكلت وبلورت القضية الجنوبية، سرداً مجرداً كما حدثت وكما هي بالواقع دون فرض تفسير أو تحليل مسبق بشأنها على المطلع والقارئ لهذه الرسالة، لأن هدف الرسالة الرئيس هو كسر الحجب الذي احكمه نظام صنعاء حول القضية الجنوبية، ودعوة الباحثين والمهتمين والمطلعين إلى فهم حقيقة القضية الجنوبية وفقاً لمنطلقاتها الحقيقية في الواقع، وعليه وترتيباً على ما سبق، فقد تم تقسيم هذه الرسالة ثلاثة محاور رئيسية على النحو التالي:
أولاً:خلفية تاريخية موجزة عن القضية الجنوبية:يرجع نشؤ القضية الجنوبية إلى تاريخ الإعلان عن الوحدة الاندماجية بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م، ويرجع سبب نشوءها إلى فشل ذلك الاندماج بين نظامي وشعبي الدولتين وإجهاض نظام صنعاء جميع محاولات إتمامه وإنقاذه، ثم قيام نظام صنعاء بالقضاء التام على مشروع الاتحاد الموقع عليه بين طرفيه، واستبداله بضم الجنوب أرضاً وشعباً ودولة إلى حكمه بالقوة المسلحة عن طريق حرب مدمرة دامت بين جيشي الدولتين مدة (72) يوماً انتهت بإقصاء الشريك الجنوبي في الوحدة، وتشريد قيادة دولته التي وقعت على الوحدة مع حاكم صنعاء إلى خارج البلاد، ثم نصب لهم المحاكم السياسية التي قضت بإعدامهم، ولا زال معظم تلك القيادة الجنوبية التاريخية في دول الشتات حتى اللحظة منهم ثلاثة رؤساء جنوبيين حكموا الجنوب قبل الوحدة.
هذا هو لب وجوهر القضية الجنوبية، ولأن الحاضر هو بطبيعة الحال امتداد للماضي ومؤسس عليه، فإن الفهم السليم للقضية الجنوبية حسب تحديدها السابق، يقتضي إعطاء لمحة موجزة عن خلفيتها التاريخية نوجزها بالنقاط التالية:-
1ــ في 19يناير 1839م استطاعت بريطانيا بعد مقاومة شرسة وحرب غير متكافئة مع ابناء عدن، من احتلال عدن التي كانت حينها تتبع سلطنه لحج العبدلية إحدى سلطنات ومشيخات ما عرف بالجنوب العربي الواقع على الرقعة الجغرافية الممتدة من سلطنة عمان شرقاً إلى مضيق باب المندب والبحر الأحمر غرباً ومن بحر العرب جنوباً إلى حدود المملكة العربية السعودية ودولة أئمة الشيعة الزيدية شمالاً وهي ما عرف لاحقاً بــ (الجمهورية العربية اليمنية)، ودولة أئمة الشيعة الزيدية تلك تعاقبت على حكم اليمن الشمالي أكثر من ألف سنة (أواخر القرن الثالث الهجري حتى أواخر القرن الرابع عشر الهجري) فشلت خلالها رغم محاولاتها العديدة من ضم الجنوب العربي إلى سلطانها أو إخضاعه لحكمها.
http://www.shabab-gnoube.com/images/uploads/a96b9bcb8a54aa26e4d27f6b39b96750..jpg
ــ استمر احتلال الانجليز للجنوب العربي الذي عرف مؤخراً باليمن الجنوبي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، مائة وتسعة وعشرين عاماً، خاض خلالها الجنوبيون انتفاضات ومقاومة مستمرة ضد الاستعمار البريطاني، توجت تلك الانتفاضات بانطلاق ثورة 14اكتوبر 1963م التي تبنت الكفاح المسلح ضد الانجليز لمدة أربع سنوات توجت برحيل الاستعمار البريطاني ونيل الاستقلال الوطني في 30نوفمبر 1967م الذي أعلن فيه قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بقيادة الجبهة القومية التي تأثرت بالفكر القومي واليساري (الاشتراكي) في خمسينات وستينات القرن الماضي.
3ــ قضت دولة الاستقلال بقيادة الجبهة القومية على جميع سلطنات ومشيخات وإمارات الجنوب السابقة، وشردت رموزها خارج الوطن، واعادت تقسيم الجنوب إلى ست محافظات هي: عدن وحضرموت والمهرة وشبوة وأبين ولحج
ثم انتهجت تلك الدولة، فكر الاشتراكية العلمية، الذي تم وفقاً له تأميم الملكية الخاصة، وتشريد أصحاب رأس المال الجنوبي في دول الجوار، فدانت تلك الدولة بالولاء للمعسكر الشرقي ( الاشتراكي)، وتأسس تبعاً لذلك الحزب الاشتراكي اليمني في أكتوبر 1978م وتغير اسم الدولة إلى (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) التي كان من ابرز أهدافها تحقيق الوحدة مع دولة اليمن الشمالي) الجمهورية العربية اليمنية) التي تأسست في 26سبتمبر 1962م عقب إطاحة ضباط الجيش بدولة الأئمة الزيدية ، واتخذت تلك الدولة نهجاً شبه رأسمالي، فدانت بالولاء للمعسكر الغربي(الرأسمالي)، ونتيجة هذا التباين بين نظامي الدولتين، فقد شهدتا ثلاثة حروب بينهما، وكان يعقب كل منها جلسات مفاوضات تفضي إلى اتفاقات بشأن تحقيق الوحدة بين الدولتين، إلا أنها تتعثر في مهدها.
4ــ بتاريخ 22مايو 1990م تم الإعلان في عدن عن قيام وحدة اندماجية بين نظامي الدولتين (جهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية) ممثلين بالرئيسين/ علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض، وحدد الإعلان مرحلة انتقاليه لمدة سنتين وستة أشهر، يتم خلالها دمج مؤسسات الدولتين واستكمال بناء الدولة الموحدة التي سميت بــ (الجمهورية اليمنية) دون أن يستفتى شعبا الدولتين على تلك الوحدة، ومع ذلك فأن أياً من تلك الاتفاقيات والمواثيق الموقعة، لم يتم تنفيذها خلال المرحلة الانتقالية أو بعدها.
كانت هذه لمحة تاريخية موجزه عن خلفية القضية الجنوبية وهي مهمة لفهم تلك القضية فهماً سليمأ.
ثانياً: نشوء القضية الجنوبية ومراحل تطورها:
مرت القضية الجنوبية بثلاث مراحل رئيسية هي:
المرحلة الأولى:-
نشوء وتبلور القضية الجنوبية (22/5/1990م/ ـــ 7/7/1994م)
ارتبط وتزامن نشوء القضية الجنوبية مع إعلان الوحدة الاندماجية فيما بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، ليلة الثاني والعشرين من مايو1990م تحت مسمى جديد هو(الجمهورية اليمنية) وهذه الوحدة ولدت كسيحة غير قادرة على الحركة أو الوقوف على رجليها وبيان ذلك:
أ) ما إن تم الإعلان عن الوحدة الطوعية السلمية بين الدولتين في مايو 1990م، حتى أتضح أن نظام الشمال إنما كان يضمر إلحاق الجنوب بسلطته والاستحواذ عليه، بأرضه الشاسعة(350,000 كيلومتر مربع) وموقعة الإستراتيجي وشواطئه الواسعة وما يختزنه من ثروات معدنية وزراعية وسمكية، وإحالته غنيمة لحكام الشمال ينهبون موارده وثرواته. أكد ذلك سلوك أولئك الحكام عقب إعلان الوحدة، كما أكدت ذلك شهادات قيادات الشمال في مذكراتهم التي صدرت مؤخرا منها مذكرات الشيخين عبدالله بن حسين الأحمر وسنان أبو لحوم، في الوقت الذي كان ينظر الجنوبيون للوحدة بوصفها حلماً قومياً ومشروع دولة يمنية حديثة ومزدهرة.
ب‌) انتقلت القيادة الجنوبية إلى صنعاء عاصمة الدولة الموحدة حسب اتفاقيات الوحدة، وتنازلت عن رئاسة تلك الدولة الوليدة لحاكم صنعاء تعبيراً عن حسن النوايا وصدقها في تأسيس دولة يمنية حديثة وموحدة، إلا أنها تفاجأت بنظام صنعاء ينكث بجميع اتفاقيات الوحدة ويفشل كل محاولات تطبيقها خلال المرحلة الانتقالية، بل ويسعى حثيثاً لتخلص منها ومن شريكه الجنوبي بكل السبل المشروعة وغير المشروعة، فلم يتحقق الدمج بين مؤسسات الدولتين، فيما عدى دمج شكلي لمؤسسة الرئاسة والبرلمان وقيادة الحكومة، وظلت معظم مؤسسات الدولتين لا تخضع إلا لقيادتها السابقة دون قيادة دولة الوحدة حتى وان كانت تتبعها في ظل التشكيل الحكومي الذي أعقب إعلان الوحدة وخصوصاً المؤسستين العسكرية والأمنية حيث ظل جيشا الدولتين وقواتهما الأمنية مستقلتين ويخضع كل منها لقيادته السابقة.
ت‌) اتخذ حاكم صنعاء إجراءات عمليه لإقصاء الشريك الجنوبي عن طريق تجنيد المجاهدين العائدين من أفغانستان، للقيام بعمليات تصفية جسدية لأبرز القيادات الجنوبية حسب خطورتها في نظر حاكم صنعاء على خططه التي أعدها وذلك تحت مبررات تكفرية عقائدية فكانت حصيلة ذلك خلال المرحلة الانتقالية فقط، قتل (152) قيادي جنوبي، دون أن يتم القبض على قاتل واحد.
ث‌) إزاء الرفض المطلق لمشروع دولة الوحدة من قبل حاكم صنعاء، برزت أزمة سياسية بين شريكي الوحدة عقب الإعلان عنها بثلاثة أشهر، انسحب على أثرها الرئيس الجنوبي علي سالم البيض إلى عدن رافضاً عودته إلى صنعاء إلا بتطبيق اتفاقيات الوحدة واعتبار الجنوب بمشروعه الوطني شريكاً فيها، إلا أن جميع ما كان يتم الاتفاق عليه مع لجان الوساطة، ينكث به الطرف الآخر قبل أن يجف حبره حتى كانت انتخابات 93م البرلمانية التي صوت فيها الجنوب لموقف قيادته الرافض للظلم والإقصاء للجنوب كشريك في الوحدة ومشروع دولتها الحديثة.
ج) على الرغم من أن إفشال نظام صنعاء لاتفاقيات الوحدة وتعطيلها، كان كافياً لإعلان قيادة الجنوب فشل الوحدة الاندماجية وفك الارتباط بإعادة الحال إلى ما كان عليه قبل 22مايو 90م، رغم ذلك إلا أن القيادة الجنوبية وانطلاقاً من عظمة منجز الوحدة بنظرها، حاولت مع بقية القوى التقدمية والوطنية وتحت رعاية عربية ودولية، التوصل إلى صيغة جديدة من شانها بناء دولة يمنية حديثة موحدة بدلاً من عودة الوضع السابق، فتم فعلاً التوصل إلى وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها في الأردن فبراير/1994م إلا أن هذه الوثيقة رغم قصورها في حل المشكلة من جميع جوانبها، فقد رأى فيها حاكم صنعاء وأسرته الحاكمة وشريكه الجديد ــ القديم ــ حزب الإصلاح الإسلامي، رأوا فيها تهديداً حقيقياً وانقلاباً على مشروعهم القبلي العائلي لحكم اليمن. وعندما أيقنوا بأن وثيقة العهد والاتفاق هي بداية النهاية لحكمهم، وقعوا عليها تحت الضغوط العربية والداخلية واتخذوا قرار الحسم العسكري الذي مهد له منذ البدء للخلاص من جميع المشاريع الوطنية القادمة من الجنوب التي تهدد بقاءهم، فأعلن حاكم صنعاء الحرب على الجنوب من ميدان السبعين في27/4/1994م ثم بدأت العمليات الحربية بتاريخ 5/5/1994م التي كان الجنوب مسرحها لمدة اثنين وسبعين يوماً، شارك فيها إلى جانب حاكم صنعاء قبائله وأكثر من عشرين ألف مجاهد عرب ويمنين من تنظيم القاعدة العائدين من أفغانستان حسبما كشفت التصريحات الرسمية في المرحلة اللاحقة، كما أن نظام صنعاء جعل من هذه الحرب حرباً دينية مقدسة ضد أعداء الله من الكفرة والملحدين الشيوعيين، فاصدر علماؤه فتوى تبيح قتل الجنوبيين ونساءهم وأطفالهم.
مقطع فيديو للفتوى

النص الحرفي للفتوى :
إننا نعلم جميعاً أن الحزب والبغاة في الحزب الاشتراكي المتمردين هؤلاء لو أحصينا عددهـم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودين ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان مـن يقف إلـى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه فـي تاريخهم الأسـود، أنهم أعلنوا الـردة والإلحاد والبغي والفساد، هؤلاء الذيـن هـم رأس الفتنة إذا لـم يكن لهم مـن الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحـاد علـى أحد، ولا أن يعلنوا الفسـاد ولا أن يستبيحوا المحرمات ولكن فعلوا ما فعلوه بأدوات هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين هؤلاء هم الجيش الذي أعطى ولائه لهذه الفئة، وهنا لابد من البيان والإيضاح فـي حكم الشرع في هذا الأمر :
أجمع العلماء أنه عند القتـال بل إذا تقاتـل المسلمين وغير المسلمين فإنه إذا تمترس أعـداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم مـن المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض إذاً فقتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتـل هؤلاء المستضعفين الذيـن لا يقاتلوا فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح هذا أولاً .
والأمر الثاني الذين يقاتلون في صف هؤلاء المتمردين هم يريدون أن تعلوا شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه فـي علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق أما إذا أعلن ذلك وأظهره مرتداً أيضاً".
https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net/hphotos-ak-snc6/215542_1514333118252_1832181795_888776_6516883_n.j pg
( صورة من صحيفة الوثيقة المصرية: علماء ومفكرون إسلاميون يردون على فتوي الديلمي )
ح‌) قاوم جيش الجنوب قوات الجمهورية العربية اليمنية النظامية والجهادية والقبلية الغازية للجنوب على طول حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع الجمهورية العربية اليمنية، وخاض معها حرباً شرسة استمرت لسبعين يوماً، إلا أن تمزيق أوصال الجيش الجنوبي بين الشمال والجنوب وعدم جاهزيته العسكرية وعدم استعداده لتلك الحرب، كل ذلك جعل الغلبة لقوات صنعاء الغازية.
خ‌) بعد أن رفض حاكم صنعاء كل الوساطات الإقليمية و العربية والدولية لوقف الحرب، بل ورفض الانصياع إلى قرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قراري مجلس الأمن رقمي (931،924 ) لسنة 1994م ولتسهيل الإطلاع على تلك القرارات نورد وصلات الوصول إليها فيما يلي :
رابط القرار رقم ( 924 ) لسنة 1994
http://www.moqatel.com/openshare/Beh...25.doc_cvt.htm (http://www.moqatel.com/openshare/Beh...25.doc_cvt.htm)
رابط القرار رقم ( 931 ) لسنة 1994
http://www.moqatel.com/openshare/Beh...27.doc_cvt.htm (http://www.moqatel.com/openshare/Beh...27.doc_cvt.htm)
حيث قضت تلك القرارات في فحواها بوقف القتال والعودة إلى الحوار بين الطرفين لإيجاد حل مناسب للمشكلة، وهو الأمر الذي تضمنته مواقف الدول العربية والجامعة العربية التي أكدت على عدم جواز فرض الوحدة بالقوة، بعد كل ذلك وأمام ضغط الجماهير التي خرجت إلى شوارع عدن وغيرها من مدن الجنوب، مطالبة قيادتها بإعلان فك الارتباط، فما كان من قيادة الجنوب إلا أن أعلنت فك ارتباط جمهورية اليمن الديمقراطية عن الجمهورية العربية اليمنية بتاريخ 21/5/1994م بعد مرور ستة عشر يوماً من بدء الحرب الشاملة ضد الجنوب، في حين ظلت قوات صنعاء تواصل تقدمها نحو العاصمة عدن وبقية المدن الجنوبية حتى أحكمت حصارها على العاصمة عدن وعزلها عن جميع المحافظات الجنوبية، بل وقامت بتدمير محطة توليد الكهرباء فيها في أوج حر صيفها الساخن وقصفت مدنها بالمدفعية والصواريخ والطائرات، بل وتم قطع امددات المياه عنها بعد السيطرة على منابعها في محافظة لحج المجاورة، ورفض الغزاة كل مساعي المنظمات الدولية والإنسانية وقرارات مجلس الأمن في إعادة تشغيل محطات ضخ المياه الواقعة على مشارف عدن بعد السيطرة عليها وإيقافها من قبل القبائل الهمجية الغازية، مما جعل ابناء عدن وابناء المناطق المجاورة الذين لجئوا إليها بعد اجتياح مناطقهم ونهبها من أولئك الغزاة، جعلهم يحفرون الآبار بأيديهم ويقفون في طوابير طويلة وسط لهيب حر الصيف وقذائف الغزاة تتهاوى على رؤوسهم وتحصد أرواح أعداد كبيرة منهم إثناء ذلك.
د‌) في ظل حصار همجي لا أخلاقي بات الوضع الإنساني والمعيشي لسكان عدن ومن لجأ إليها بالغ السوء، ويمثل كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالساحات العامة والملاعب الرياضية والمدارس والمباني الحكومية والمساجد ومنازل سكان مدينة كريتر وغيرها من مدن عدن، باتت تكتظ بالنساء والأطفال والعجزة الذين هربوا من المناطق التي اجتاحها الغزاة ومن مناطق القتال على مشارف عدن في ظل انقطاع امدادات المياه والكهربا وكثافة القصف المدفعي والصاروخي من قبل القوات الغازية على تلك التجمعات والمنازل فكانت تلك القذائف تحط على رؤوس أولئك اللاجئين وتخلف الواحدة منها العشرات من القتلى والجرحى، مما جعل المستشفى الوحيد في خور مكسر الذي يستقبل الجرحى وجثث القتلى، غير قادر على استيعاب كل ذلك. إزاء هذا الوضع المأساوي لم يكن أمام قيادة الجنوب أي خيار غير وقف القتال ومغادرة عدن عبر البحر إلى الدول القريبة منها حقناً لدماء المدنين الأبرياء الذي لم تراع القبائل الغازية لحرمت دمائهم إلاً ولا ذمه.
ذ‌) فجعت عدن في يوم 7/7/1994م إثر دخول قوات حاكم صنعاء وقبائله عقب انسحاب قيادة الجنوب المدنية والعسكرية والأمنية منها، فجعت بكارثة أخلاقية وإنسانية لم تعرفها خلال تاريخها على مر العصور بل ولم تعرفها الإنسانية إلا في لحظات فارقه من تاريخها ظلت ذاكرة أجيالها تتداولها بوصفها أبشع صورة تجرد فيها بني البشر من إنسانيتهم وقيم الفطرة الإنسانية التي خلقوا عليها، في ذلك اليوم أعادت جحافل صنعاء الغازية إلى أذهان البشرية تلك الصورة القاتمة في ذاكرتها منذ غزو المغول التتار لعاصمة الخلافة الإسلامية بغداد في القرن السابع الهجري وتدميرهم لبغداد ونهب أموال سكانها ودولتها وإحراق مكتباتها ومساجدها ومتاجرها...الخ، أعادت جحافل صنعاء الغازية تلك الصورة القاتمة إلى أذهان البشرية من جديد يوم 7/7/1994م عندما استباحت عدن ودمرت ونهبت كل مقومات دولتها المادية والثقافية في مشهد همجي حفر تفاصيله في ذاكرة ابناء هذه المدينة الذين شاهدوه وعاشوا تفاصيله كاملة، ذلك المشهد الذي ظهر فيه همج القبائل الغازية وهم يقتحمون المنازل والمدارس والمتاحف والمكتبات والمباني الحكومية ومقرات السفارات الأجنبية وينهبون محتوياتها بما فيها نوافذها وأسلاك الكهرباء وأدواتها المثبتة على جدرانها...الخ وبصورة همجية لا يمكن للأقلام والكلام وصفها كما حدثت بالواقع لهذه المدينة التي مثلت عبر تاريخها الطويل مركز إشعاع فكري وحضاري في المنطقة عموماً، هذه المدينة التي احتضنت كل القادمين إليها من مختلف أصقاع المعمورة ومنحتهم الأمن والحب والمعرفة دون تمييز عن أهلها ومن أولئك أحرار وثوار الشمال الفارين من جلادهم المستبد الإمام يحيى حميد الدين وبنيه، فعاد ابناء سبتمبر إلى هذه المدينة لرد الجميل وفقاً للطريقة السابق ذكرها.. فأي جزاء نالته عدن من أحفاد الزبيري والنعمان؟؟. وما نال عدن هو ما نال بقية مدن ومحافظات دولة الجنوب المختلفة وإنما كان وقع ذلك على عدن أكثر إيلاماً لأنها مدينة استثنائية وأعطت اليمن الشمالي كل ما لديها.
المرحلة الثانية:
انهيار شرعية الوحدة واستئصال قيمها النبيلة (يوليو1994م ــ يناير 2006م)
إذا كان حرب اجتياح الجنوب في صيف 1994م قد قضت على شرعية ومشروعية عقد وحدة 22مايو 1990م السلمية من الناحية السياسية والقانونية، فإن سلوك نظام صنعاء عقب انتهاء تلك الحرب، تجاه الجنوب شعباً وأرضاً وتاريخاً وثقافة وهوية، قد دمر وقضى على قيم ومفاهيم الوحدة النبيلة في نفوس الجنوبيين وحولها من حلم قومي وقيمة إنسانية وأخلاقيه سامية، إلى كابوس مخيف في حياة الجنوبيين، باسمها تصادر الحقوق وتنهب الثروات وتنتهك وتداس حرية وكرامة الجنوبي على عتبات أبواب حكام صنعاء وزنازينهم حتى صار أنين وجع الجنوبي خيانة وطنية وارتداداً على وحدة ليس لها وجود إلا في جيوب وأرصدة حاكم صنعاء وزبانيته، لذلك فقد اتخذت هذه المرحلة مسارين متوازين ، أحدهما تدمير ونهب منظم للجنوب، وثانيهما رفض جنوبي لذلك الاستبداد:
1ــ المسار الأول: تدمير الجنوب :-
كشف نظام صنعاء عقب إقصاء شريكه الجنوبي في الوحدة وضمه للجنوب إلى حكمه بالقوة المسلحة، كشف عن حقيقة مفهوم الوحدة لديه ونظرته تجاه الجنوب التي كانت امتداداً لنظرة أسلافه أئمة الشيعة الزيدية الذين كانوا ينظرون إلى الجنوب كضيعة من ضياع الشمال وفرع من اليمن الأم (صنعاء) ويجب عودة ذلك الفرع إلى الأصل، ولأجل تحقيق أمنية إسلافه تلك، فقد اتخذ نظام صنعاء عقب سيطرت جيشه وقبائله ومجاهديه على الجنوب في 7/7/1994م
الخطوات التالية:-
أ‌) بدأت أول خطوة عقب احتلال الجنوب بالتخلص من جميع اتفاقيات الوحدة بما فيها دستورها ووثيقة العهد والاتفاق الموقعة في الأردن، فعدلت دستور الوحدة وحولت نظام الحكم من جماعي ــ مجلس رئاسة ــ إلى نظام فردي رئيس يجمع بيده كل السلطات ولا يخضع لمحاسبة أو رقابة أي سلطه أخرى، بمعنى آخر تم الرجوع إلى نظام الجمهورية العربية اليمنية وتطبيقه على شعب جمهورية اليمن الديمقراطية باعتبار هذه الأخيرة فرع ثم إعادته وضمه إلى الأصل.
ب‌) التخلص من اخطر مؤسسة جنوبية ممكن أن تشكل تهديداً لوجود نظام صنعاء غير المشروع في الجنوب، وهي مؤسسة الجيش الجنوبي فبعد أن شُردت قيادات الجيش العليا في دول الجوار، فقد عمد حاكم صنعاء لتصفية بقية العنصر البشري من الجيش الجنوبي وفق خطة منظمة ومدروسة ابتدأت في توزيع وتشتيت أفراده على وحدات وألوية جيش نظام صنعاء بما يضمن تذويب وحدات الجيش الجنوبي وتشتيتها داخل وحدات جيش صنعاء، ولكي يضمن نجاح ذلك فقد كان لزاماً عليه أن يتخلص من قيادة وضباط ذلك الجيش، فعمد إلى تسريح تلك القيادة وإبقاءها في البيوت دون إسناد أي مناصب أو مهام عسكرية إليها، بل بدون منحها مستحقاتها القانونية في الترقية والمناصب وذلك كان تمهيداً لإحالتها للتقاعد في أوج عطائها بما تمتلكه من مؤهلات علمية وخبرة عملية لا يتمتع بها من هم قادة الوحدات العسكرية القائمة، والذين هم من أسرة وأقرباء حاكم صنعاء وقبيلتة، وبذلك حقق حاكم صنعاء ما كان يهدف إليه من رفض دمج الجيشين في المرحلة الانتقالية، بالحفاظ على جيشه كمؤسسة قبيلة تؤمن بقاءه في الحكم والقضاء على معارضية.
ت‌) القضاء على جميع مؤسسات دولة الجنوب الأخرى ونهب مقوماتها المادية وتقاسمها كغنائم بين أمراء الحرب من المشأئخ والمجاهدين والأسرة الحاكمة، ثم تسريح موظفي تلك المؤسسات وإبقائهم في منازلهم ومعظمهم بدون رواتب، ولم يقف الأمر عند ذلك بل لجأت السلطة إلى بيع وتوزيع ما تبقى من أصول المؤسسات الإنتاجية والصناعية الجنوبية على مراكز القوى المتنفذة والمقربين منها بثمن بخس تحت مسمى الخصخصة التي اقتصرت على مؤسسات دولة الجنوب دون الشمال.
ث) وضع الجنوب تحت قبضة أمنية وعسكرية شديدة، حيث تم الزج بوحدات عسكرية ضخمة إلى مناطق الجنوب التي قسمت إلى مناطق عسكرية وفي إطار كل منطقة أنشأت قطاعات عسكرية وأصبح رئيس القطاع العسكري بالمنطقة أو المديرية هو صاحب السلطة العليا فيها، وصار هو من يقوم بحل قضايا المواطنين، بدلاً عن القضاء وعن طريق التحكيم القبلي الذي يقتضي وضع ما تسميه قبائل الشمال ب(العدال) وهو عبارة عن (أسلحة أو سيارات أو مبالغ مالية) من قبل طرفي المشكلة لدى ذلك القائد العسكري قبل إصدار حكمه بينهما، فضلاً عن أجرته وأجرة جنوده وأجرة العدول الذي سيستعين بهم في حل المشكلة، وهكذا عاد الجنوبيون إلى مرحلة ما قبل الدولة بل وأسوأ من ذلك.
ج‌) ولان نظام صنعاء يدرك أكثر من غيره عدم شرعية وجوده في الجنوب، فقد حاول بكل الوسائل إضفاء مشروعية شكلية على ذلك الوجود من خلال الإغراء وشراء الذمم بل واستئجار بعض الشخصيات الجنوبية مستغلاً الظروف المادية الصعبة التي تعرض لها الجنوبيون بعد الحرب، فضلاً عن هواة المناصب والكراسي الذين لا يخلوا منهم زمان ولا مكان على مر تاريخ البشرية، ومع ذلك فشل ذلك النظام من اكتساب مشروعية حقيقية لاحتلال للجنوب .
2- المسار الثاني: الرفض الجنوبي لاستبداد صنعاء:-
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها نتائج حرب صيف 1994م على الجنوبيين، ورغم القبضة العسكرية والأمنية الشديدة على الجنوب إلا أن الرفض الجنوبي للواقع والاستبدادي الذي فرضته صنعاء عليه، استمر منذ اللحظة التي وضع فيه حاكم صنعاء قدمه في الجنوب، بأشكال وصور مختلفة ومتعددة ومن مختلف فئات ومكونات الشعب الجنوبي أفراداً وجماعات ونوجز ذلك بالاتي:-
1) بدأ الرفض الجنوبي بحركة موج، التي تأسست في الخارج بعد حرب صيف 1994م مباشرة، ولعبت دورا تاريخيا في مواجهة الهزيمة النفسية والمعنوية لابناء الجنوب بعد الحرب و لملمت شملهم و جعلت القضية حية في الخارج لمدة سبع سنوات.
2) تيار إصلاح مسارالوحدة، ظهر بعد الحرب مباشره أيضأ و طرح فكرة (( إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة )) و حدد مفهومه لإزالة آثار الحرب بنقاط أربع:-
أولاً:- إلغاء الفتوى الدينية التي بررت الحرب و أباحت الأرض و العرض و حولت الجنوب إلى غنيمة.
ثانياً:إعادة ما نهب تحت تلك الفتوى أو تحت غيرها من ممتلكات خاصة و عامة باعتبارها من آثار الحرب.
ثالثاً: إعادة جميع المؤسسات العسكرية و الأمنية و المدنية الجنوبية إلى ما كانت عليه قبل الحرب، باعتبار أن حلها من آثار الحرب.
رابعاً: إلغاء الأحكام على قائمة ال (( 16 )) لأنها إحكاماً سياسية باطلة، وعودة جميع المشردين في الداخل والخارج إلى أعمالهم و إعادة ممتلكاتهم ، باعتبار أن كل ذلك من آثار الحرب وباعتبار أن ذلك من الحقوق المدنية التي يكفلها الدين الإسلامي الحنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
3) حركة حتم هذه الحركة طرحت حق تقرير المصير و أخذت أسلوب الكفاح المسلح منذ انطلاقها في 1997م.
4) التكتل الوطني هذا التكتل كان امتدادا لحركة موج ، و كان أول محاولة لإيجاد أداة سياسية للقضية في الداخل، و قد حاول أن يحصل على ترخيص من السلطة و لم تسمح له، مما جعل أعضاؤه ينضمون إلى حزب الرابطة.
5) اللجان الشعبية هذه اللجان جاءت بمبادرات شعبية محلية، و كانت بدايتها رائعة ، إلا أن معاداة أحزاب المعارضة لها و مؤامراتها عليها قد شجعت السلطة على قمعها وتصفيتها عبر القضاء.
6) ملتقى أبناء الجنوب هذا الملتقى تشكل من ابناء الجنوب المتواجدين في صنعاء، و رغم أن مبررات ظهوره كانت مطلبية، إلا انه شكل إزعاجاً كبيراً للسلطة وأوقف حملة التصفيات التي قامت بها تجاه من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدولة، و حافظ على بعض من حقوقهم، و شكل بذرة من بذرات الحراك .
7) تيار المستقلين هذا التيار كان امتداداً لتيار إصلاح مسار الوحدة خارج الحزب الاشتراكي و كان رديفاً له، و قد لعب دورا في إبراز القضية إعلامياً وشكل بذرة من بذرات الحراك.
http://r23.imgfast.net/users/2314/54/98/72/smiles/698865.gif حركة تاج هذه الحركة ظهرت في لندن سنة 2004م وتبنت هدف تقرير المصير للجنوبيين، وامتدت بسرعة فائقة إلى الداخل و تمكنت من إحياء القضية في الخارج بعد غياب حركة موج وكان لها دور كبير في ظهور الحراك و أصبحت من المكونات الرئيسية للحراك.
9) جمعيات المتقاعدين هذه الجمعيات كان لها الدور الرئيسي و الريادي في ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي و بالذات العسكريين، حيث شكلت هذه الجمعيات عموده الفقري، وهي أول من كسر حاجز الخوف في ساحة العروض بخور مكسر يوم 7/7/2007مو فتحت بذلك الطريق واسعاً أمام النضال الوطني السلمي الجنوبي ، مضاف إليها جمعيات الشباب العاطلين عن العمل و بقية جمعيات المجتمع المدني الأخرى.
كانت هذه مقدمات الرفض الجنوبي، التي شكلت بذرة ثورة شعب الجنوب وحراكه السلمي.
http://dhal3.com/vb/showthread.php?t=55836 (http://dhal3.com/vb/showthread.php?t=55836)
المرحلة الثالثة:
الثورة (الحراك) الجنوبية السلمية:-
وفقاً للسير الطبيعي لأحداث التاريخ المحكوم بقانون السببية (السبب والمسبب، المقدمة والنتيجة)، فإن الواقع الاستبدادي الذي فرضه نظام صنعاء على الجنوب منذ 7/7/1994م، بأدواته القمعية وأرثه الثقافي القبلي المؤسس على الفيد والغنيمة والمكر والخداع وفرق تسد...الخ، كان من الطبيعي أن يفضي حتماً إلى ثورة شعب الجنوب على هذا الواقع، الذي جعلهم خارج سياق حركة التاريخ المعاصر، بل وأعادهم إلى جاهلية القرون الأولى بلا تاريخ ولا هوية ولا ثقافة ولا آمال وتطلعات، فمن وسط هذا الشعور والمعاناة والألم بدأت براعم الثورة الشعبية الجنوبية تظهر على السطح، ولأن ابرز واخطر سلاح استخدمه نظام صنعاء لتأمين بقاءه وترسيخ استبداده، يتمثل في إثارة الفرقة والشقاق بين الجنوبيين عن طريق استحضار خصومات وصراعات الماضي الجنوبي القريب والبعيد، فقد كانت أول خطوات الثورة الجنوبية هي سد تلك الثغرات عن طريق تطبيق مبدأ التصالح والتسامح بين الجنوبيين جميعاً، فانطلق أول ملتقى للتصالح والتسامح الجنوبي من مقر جمعية ردفان بعاصمة الجنوب عدن في 13يناير2006م وعقبها تأسست ملتقيات التصالح والتسامح الجنوبي في جميع محافظات ومناطق الجنوب، فواجهها نظام صنعاء بالبطش والتنكيل برموزها ومنظميها وإيداعهم السجون وإغلاق مقر جمعية ردفان بعدن التي انطلقت منها تلك الملتقيات، إلا أن التصالح والتسامح الجنوبي استمرت وتيرته بتفاعل جميع الجنوبيين، ثم تأسست حينها جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيين وجمعيات الشباب والطلاب الجنوبيين وغير ذلك الكثير من الأشكال التنظيمية الاجتماعية والسياسية والثقافية، وتحرك معها شعب الجنوب من المهرة إلى باب المندب، وخرج إلى الشارع معلناً رفضه وثورته على استبداد نظام صنعاء القبلي المتخلف، باسم حلم الجنوبيين النبيل (الوحدة) وبصوت واحدة صرخ شعب الجنوب في وجه حاكم صنعاء"ارحل عن أرض الجنوب لا وحده بالقوة" فحاول نظام صنعاء إسكات تلك الصرخات بكل الوسائل القمعية والاستخباراتية، إلا أنه فشل وزاد وهج الحراك الجنوبي وانتشر وتمدد إلى كل قرية وبيت على أرض الجنوب وفي المهجر، وانكسر حاجز الخوف والذل الذي حاول نظام صنعاء فرضه على الجنوبيين طيلة اثنتي عشر سنة ماضية، ليدشن رسمياً انطلاق ثورة شعب الجنوب وحراكه السلمي وهدفه في تقرير المصير، في مهرجان جماهيري ضخم يوم 7/7/2007م في ساحة الحرية بمدينة خورمكسر محافظة عدن عاصمة دولة الجنوب المغدور بها في ذات التاريخ من سنة 1994م، وهذا موجز مختصر لتطورات أحداث الثورة الجنوبية التي تلت تاريخ انطلاقها الرسمي السابق ذكره:-
1ــ انتفض شعب الجنوب عقب 7/7/2007م من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً رافعين علم دولتهم السابقة ومطالبين بالاستقلال عن الجمهورية العربية اليمنية واستعادة دولتهم السابقة.
2ــ رغم أساليب البطش والقتل والإلقاء في غياهب السجون، التي اتبعها نظام صنعاء لإخماد ثورة الجنوب، إلا أن هذه الثورة ازدادت قوة وعنفواناً وبشكل مستمر ومتواصل يومياً..ولم يستطع نظام صنعاء إيقافها ولكنه استطاع التعتيم إعلامياً عليها وصرف أنظار العالم عنها، وكان أهم وسائله في ذلك، هو تحريك خلايا تنظيم القاعدة التي تربطه فيها علاقة وطيدة منذ استخدامها في حربه ضد الجنوبيين والجنوب خلال الفتــــــــــرة من مايو 90 م ــ يوليو 94م. ورغم أن النظام فشل في إلصاق تهمة القاعدة بالحراك الجنوبي وإقناع العالم بذلك، إلا أنه نجح نسبياً في إثارة التخوف الجدي لدى دول الجوار والدول الكبرى من خطر القاعدة، في حالة تعاطفت تلك الدول مع الحراك الجنوبي ومطالبه المشروعة، وهو ما جعل تلك الدول تحجم وتخشى الاقتراب من الحراك الجنوبي أو تفهم مطالبه، بناء على تقدير خاطئ لحقائق الواقع في اليمن ،مفاده بأن أمن واستقرار ووحدة اليمن هو الضامن الوحيد لمصالح وأمن تلك الدول ودفع خطر تنظيم القاعدة عنها، بينما حقائق الواقع تؤكد بأنه لا يمكن الحديث عن أمن واستقرار في اليمن دون حل للقضية الجنوبية يرتضيه شعب الجنوب.
3ــ استغل نظام صنعاء مخاوف دول الجوار والدول الكبرى من الحراك الجنوبي، للبطش بقوة بالحراك الجنوبي، فسفك دماء الجنوبيين في كل منطقه، وزج بقيادات الحراك ونشطاء الحراك في غياهب سجون الأمن السياسي والقومي بدون محاكمة، باستثناء القيادات البارزة فقد تم أحالتهم إلى محاكم أمن الدولة لتصدر ضدهم أحكام سياسية بالحبس لمدد بين ثلاث وعشر سنوات، ثم شن الحروب على المناطق ودمر منازلها بالدبابات والمدفعية، وفرض حصاراً جائراً ولا إنسانياً على معظم مناطق الجنوب ومازال مفروضاً حتى اللحظة، ثم أغلق المنبر الإعلامي الوحيد للجنوبيين وهو صحيفة الأيام الصادرة من عدن بعد أن حاصر مبنى الصحيفة لمدة يومين وضربه بالأسلحة الثقيلة واعتقل كل من كان فيه بمن فيهم مالكو تلك الصحيفة. ووسط هذه الجرائم والدماء والحصار استمرت ثورة شعب الجنوب ضد نظام صنعاء ولم تتوقف حتى اللحظة.
4ــ اقتضت الظروف والأوضاع السابقة وجود إطار تنظيمي للحراك الجنوبي فبدأت الجهود لانجاز ذلك ابتداءً من مطلع العام 2008م، لتكلل بتأسيس أول تنظيم حراكي في أكتوبر 2008م هو المجلس الوطني الأعلى للتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، برئاسة الزعيم الجنوبي/حسن أحمد باعوم، وجعل هذا الكيان المؤسسي من القضية الجنوبية قضيته المحورية وفقاً لبرنامجه السياسي وللإطلاع على وثيقة البرنامج السياسي للمجلس الوطني المذكور :
http://rooosana.ps/Down.php?d=ZRQK (http://rooosana.ps/Down.php?d=ZRQK)
كما تأسست خلال الفترة من نوفمبر 2008م إلى مارس 2009م، ثلاثة كيانات حراكية، جميعها تتبنى هدف الاستقلال واستعادة الدولة، وهي الهيئة الوطنية الجنوبية والهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب والحركة الوطنية الجنوبية (نجاح) وانظم إلى هذه الهيئات شخصيات سياسية واجتماعية وأكاديمية وقبلية جنوبية كثيرة، وعلى صعيد المهجر تشكلت جمعيات الجاليات الجنوبية في جميع الدول التي توجد فيها جاليات جنوبية، كما تأسست في بريطانيا الهيئة الوطنية لدعم الحراك الجنوبي إلى جانب حزب تاج الذي تأسس في 2004م كما سبق.
5ــ عقب تأسيس الهيئات السابقة بدأت الجهود والحوارات، لإيجاد كيان موحد للحراك الجنوبي، وتكللت تلك الجهود باتفاق الدمج بين هيئات الداخل في 9مايو 2009م تحت إطار مؤسسي واحد باسم مجلس قيادة الثورة الجنوبية، برئاسة الزعيم الجنوبي حسن أحمد باعوم، ثم اقتضت الظروف والأوضاع اللاحقة داخلياً وخارجياً تغيير اسم هذا الكيان إلى ((المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي)) أهم أهداف هذا الكيان المؤسسي هو الاستقلال واستعادة الدولة واعتبار الرئيس علي سالم البيض رئيساً شرعياً للجنوب وللإطلاع على وثيقة البرنامج السياسي للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي :
http://rooosana.ps/Down.php?d=USxE (http://rooosana.ps/Down.php?d=USxE)
وبدوره بادر الرئيس البيض بالخروج من سلطنة عمان التي أقام فيها منذ 7/7/1994م إلى المانيا ومن هناك أعلن في 21/مايو 2009م تبنيه لأهداف الثورة الجنوبية ومجلس قيادتها فازداد نتيجة ذلك نظام صنعاء بطشاً وتقتيلاً وتدميراً وإحراقاً للجنوب وشعبه واشتدت الثورة دون توقف وما زالت حتى اللحظة.
6ــ بطش وسفك نظام صنعاء دماء الجنوبيين ودمر وحاصر قراهم وسحل واغتال شبابهم في الشوارع والسجون، فبلغ عدد الشهداء أكثر من خمسمائة شهيد وآلاف الجرحى والمشردين والمعتقلين في ظل صمت وغض نظر من الأشقاء العرب ومن جميع دول العالم والهيئات والمنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية، رغم النداءات والاستغاثات المتكررة من شعب الجنوب .
7ــ حاول نظام صنعاء فرض قبضة أمنية شديدة على أهم مدينتين جنوبيتين، هما عدن والمكلا، وزج فيها عشرات الآلاف من جنود الجيش والأمن المركزي والأمن القومي والسياسي وغيرهم، واستطاع الحد من فعاليات الحراك الجنوبي في هاتين المدنيين لبضعة أشهر، إلا أن شباب عدن تداعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالانترنت إلى ثورة شبابية في 11فبراير 2011م، فاستطاعوا فعلاً من كسر الحواجز الأمنية في الواقع وفي النفوس وسيطروا على الشوارع والساحات العامة وأقاموا فيها الاعتصامات والمخيمات، فكان رد نظام صنعاء عنيفاً ومدمراً ودموياً خصوصاً مع حذو شباب شمال اليمن حذو شباب الجنوب في الاعتصامات، إلا أنه لم يواجههم بالقوة المسلحة كما فعل مع شباب الجنوب نظراً للطابع القبلي المسلح للمجتمع في الشمال، إلا أنه ستر هذا السبب، واختلق عذراً أخر لهذا التمييز، مفاده هو أن شباب الجنوب يرفعون مطالب الاستقلال مما يهدد وحدة نظامه حسب تبريره، وهذا دفع شباب عدن والمكلا على وجه الخصوص إلى تفويت الفرصة على نظام صنعاء، من خلال الاتفاق بينهم على رفع شعار رحيل النظام في هذه المرحلة حتى سقوطه ونفذوا ذلك فعلاً، إلا أن ذلك النظام جن جنونه من هذه الخطوة، لأنه يريد إقناع شعبه في الشمال بأن إسقاطه سيؤدي بهم إلى خسران الجنوب الذي لا يمكن أن يعيشون بدون ثرواته التي تمثل ثلثين ميزانية دولته... لأجل ذلك لجأ إلى البطش الشديد بصورة هستيرية ضد شباب الجنوب لكي يصرخوا مرة أخرى بشعارهم الحقيقي بالاستقلال واستعادة الدولة، وهكذا لأجل الحفاظ على عرشه وأسرته يبيد شعباً كاملاً بالجنوب..فهل سيظل الضمير الإنساني صامتاً على هذه الجرائم بحق الإنسانية
ثالثاً: دعوه للتأمل والتفكير: -
ندعو المطلع على هذه الرسالة إمعان النظر في الأحداث والوقائع السابقة بتجرد وحيادية وعقلانية متحررة من العاطفة أو أية قناعات مسبقة، وفي حالة وجد أن المعلومات السابقة غير كافية لتكوين رأي في القضية الجنوبية، فندعوه إلى البحث والاطلاع على كل ما يتعلق بهذه القضية، ونحن قد حاولنا وضع عدة عناوين (روابط) في هذه الرسالة، لكي نسهل مهمة الباحث عن الحقيقة والعدل والإنصاف ، في الوصول إلى تلك الحقيقة، ولأننا حريصون وطموحون إلى أن يتمكن كل مطلع على هذه الرسالة، من تكوين رأي سليم بشأن قضيتنا، فإننا نختتم رسالتنا هذه، بطرح عدة نقاط مهمة بين يدي المطلع والباحث من شأنها تسهيل مهمته في فهم حقيقة القضية الجنوبية، ونوجزها بالاتي:
1ــ إن شعب الجنوب وقيادة دولته، هما من حمل هدف الوحدة مع شعب الشمال ودولته، كحلم قومي وقيمة وطنية وأخلاقية ونفعية للشعبين والأمة العربية عموماً، في حين كان الرأي الغالب وما زال لدى قيادة وشعب الشمال حول الوحدة، يقوم على أساس عودة الفرع إلى الأصل ووحدة الجغرافيا وليس وحدة النفوس والمصالح والمنافع المتبادلة بين الشعبين، وهذا ما عبرت عنه مؤلفات ومذكرات قيادة ورموز الشمال.
2ــ إن دعوى واحدية الأرض والإنسان اليمني شمالاً وجنوباً، مجرد شعار عاطفي مزيف، تكذبه حقائق الواقع وتاريخ إقليم جنوب شبه الجزيرة العربية، ويكفي لتدليل على ذلك إجراء عملية حسابية للسنوات التي خضع فيها هذا الإقليم لسلطان دولة واحدة وجامعة لجميع أجزائه، والسنوات والقرون التي قضاها في ظل دويلات متفرقة، لم يدخل لفظ اليمن على اسم أي من هذه الكيانات على مر العصور واستخدم كاسم جهة فقط بمعنى جنوب ولازال مستخدماً حتى اللحظة كاسم جهة في شمال اليمن.
3ــ إنه لم يعد هناك في عالمنا المعاصر من يؤسس سيطرته واستيلائه على أرض الغير بناء على دعاوى الحق التاريخي إلا اليهود في فلسطين وحاكم صنعاء في الجنوب، والقبول بهذه الدعاوى يعني عدم مشروعية معظم الدول والأنظمة السياسية العربية القائمة حالياً وخصوصاً دول شبه الجزيرة العربية.
4ــ إن جميع الشرائع السماوية والمواثيق الدولية السائدة اليوم تقرر عدم جواز فرض الوحدة بالقوة وتعطي لجميع الشعوب حق تقرير مصيرها.
5ــإن قضية جنوب اليمن تختلف جذرياً عن جميع النزاعات والقضايا القائمة حالياً في العالم، فلا يمكن مقارنتها بقضية جنوب السودان ولا الصومال ولا شمال العراق ولا الصحراء الكبرى بالمغرب ولا كوريا الشمالية والجنوبية ولا الوحدة الألمانية بين شرق ألمانيا وغربها..الخ، لأنها أصلاً قضية وحدة بين دولتين قائمتين وفقاً لجميع المواثيق الدولية، وفشلت تلك الوحدة قبل أن تتم، وتحولت إلى ضم وإلحاق بالقوة العسكرية.
6ــ إن ما هو قائم اليوم بين شمال وجنوب اليمن ليس وحدة وفقاً لجميع المفاهيم القانونية والسياسية والأخلاقية، بل أنه أسوئ من الاحتلال الأجنبي، واستمرار ذلك الوضع يشكل خطراً على أمن واستقرار المنطقة ومصالح شعوبها ودولها، بل وخطراً على وحدة الأمة العربية والإسلامية وتكاملها وتعاونها وقيمها النبيلة، لأنه لا يستطيع أي نظام سياسي في اليمن مهما بلغت قوته وإمكانياته أن يحقق الأمن والاستقرار في ظل هذا الوضع المعوج ما لم يعطي للجنوبيين حق تقرير مصيرهم.
7ــ أثبتت حقائق العشرين سنة الماضية أن الوحدة لم تفشل سياسياً فحسب بل وثقافياً واجتماعياً، فاستحال على الشعبين تقبل ثقافة وواقع كل منهما، فصار لزاماً لإنقاذ ما تبقى بين الشعبين من وشائج القربى والعروبة والجوار الجغرافي، عودتهما إلى الوضع السابق ومن ثم التفكير بوسائل وصيغ جديدة لإقامة علاقة أخوية ومصالح متبادلة بين الشعبين.
8ــ إن شعب الجنوب وانطلاقاً من ثقافته وهويته العربية والإسلامية، مازال يرى في الوحدة العربية المبنية على أسس واقعية وقيم نفعية (روحيه ومادية)، هدفاً عزيزاً وطموحاً خلاقاً وقيمة عقائدية وأخلاقية وقومية راقية، أما وحدة الجغرافيا والضم والإلحاق، فقد أثبتت فشلها، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الفرقة والتشرذم العربي.
هذه بطاقة تعريفية بالقضية الجنوبية نضعها بين يدي كل باحث عن الحقيقة وحريص على العدل والإنصاف في قوله وفعله، وكل حريص على امن واستقرار هذه المنطقة المهمة من العالم، وحريص على وحدة الأمة العربية والإسلامية وتماسكهما أمام الأخطار المهددة لوجودهما وثقافتهما وهويتهما ومصالحهما.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
فريق المراسلة والتوثيق الإعلامي الجنوبي (واصل)

تابع

ث) وضع الجنوب تحت قبضة أمنية وعسكرية شديدة، حيث تم الزج بوحدات عسكرية ضخمة إلى مناطق الجنوب التي قسمت إلى مناطق عسكرية وفي إطار كل منطقة أنشأت قطاعات عسكرية وأصبح رئيس القطاع العسكري بالمنطقة أو المديرية هو صاحب السلطة العليا فيها، وصار هو من يقوم بحل قضايا المواطنين، بدلاً عن القضاء وعن طريق التحكيم القبلي الذي يقتضي وضع ما تسميه قبائل الشمال ب(العدال) وهو عبارة عن (أسلحة أو سيارات أو مبالغ مالية) من قبل طرفي المشكلة لدى ذلك القائد العسكري قبل إصدار حكمه بينهما، فضلاً عن أجرته وأجرة جنوده وأجرة العدول الذي سيستعين بهم في حل المشكلة، وهكذا عاد الجنوبيون إلى مرحلة ما قبل الدولة بل وأسوأ من ذلك.



ج‌) ولان نظام صنعاء يدرك أكثر من غيره عدم شرعية وجوده في الجنوب، فقد حاول بكل الوسائل إضفاء مشروعية شكلية على ذلك الوجود من خلال الإغراء وشراء الذمم بل واستئجار بعض الشخصيات الجنوبية مستغلاً الظروف المادية الصعبة التي تعرض لها الجنوبيون بعد الحرب، فضلاً عن هواة المناصب والكراسي الذين لا يخلوا منهم زمان ولا مكان على مر تاريخ البشرية، ومع ذلك فشل ذلك النظام من اكتساب مشروعية حقيقية لاحتلال للجنوب .







2- المسار الثاني: الرفض الجنوبي لاستبداد صنعاء:-


رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها نتائج حرب صيف 1994م على الجنوبيين، ورغم القبضة العسكرية والأمنية الشديدة على الجنوب إلا أن الرفض الجنوبي للواقع والاستبدادي الذي فرضته صنعاء عليه، استمر منذ اللحظة التي وضع فيه حاكم صنعاء قدمه في الجنوب، بأشكال وصور مختلفة ومتعددة ومن مختلف فئات ومكونات الشعب الجنوبي أفراداً وجماعات ونوجز ذلك بالاتي:-



) بدأ الرفض الجنوبي بحركة موج، التي تأسست في الخارج بعد حرب صيف 1994م مباشرة، ولعبت دورا تاريخيا في مواجهة الهزيمة النفسية والمعنوية لابناء الجنوب بعد الحرب و لملمت شملهم و جعلت القضية حية في الخارج لمدة سبع سنوات.



2) تيار إصلاح مسارالوحدة، ظهر بعد الحرب مباشره أيضأ و طرح فكرة (( إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة )) و حدد مفهومه لإزالة آثار الحرب بنقاط أربع:-

أولاً:- إلغاء الفتوى الدينية التي بررت الحرب و أباحت الأرض و العرض و حولت الجنوب إلى غنيمة.

ثانياً:إعادة ما نهب تحت تلك الفتوى أو تحت غيرها من ممتلكات خاصة و عامة باعتبارها من آثار الحرب.

ثالثاً: إعادة جميع المؤسسات العسكرية و الأمنية و المدنية الجنوبية إلى ما كانت عليه قبل الحرب، باعتبار أن حلها من آثار الحرب.

رابعاً: إلغاء الأحكام على قائمة ال (( 16 )) لأنها إحكاماً سياسية باطلة، وعودة جميع المشردين في الداخل والخارج إلى أعمالهم و إعادة ممتلكاتهم ، باعتبار أن كل ذلك من آثار الحرب وباعتبار أن ذلك من الحقوق المدنية التي يكفلها الدين الإسلامي الحنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.



3) حركة حتم هذه الحركة طرحت حق تقرير المصير و أخذت أسلوب الكفاح المسلح منذ انطلاقها في 1997م.



4) التكتل الوطني هذا التكتل كان امتدادا لحركة موج ، و كان أول محاولة لإيجاد أداة سياسية للقضية في الداخل، و قد حاول أن يحصل على ترخيص من السلطة و لم تسمح له، مما جعل أعضاؤه ينضمون إلى حزب الرابطة.



5) اللجان الشعبية هذه اللجان جاءت بمبادرات شعبية محلية، و كانت بدايتها رائعة ، إلا أن معاداة أحزاب المعارضة لها و مؤامراتها عليها قد شجعت السلطة على قمعها وتصفيتها عبر القضاء.



6) ملتقى أبناء الجنوب هذا الملتقى تشكل من ابناء الجنوب المتواجدين في صنعاء، و رغم أن مبررات ظهوره كانت مطلبية، إلا انه شكل إزعاجاً كبيراً للسلطة وأوقف حملة التصفيات التي قامت بها تجاه من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدولة، و حافظ على بعض من حقوقهم، و شكل بذرة من بذرات الحراك .



7) تيار المستقلين هذا التيار كان امتداداً لتيار إصلاح مسار الوحدة خارج الحزب الاشتراكي و كان رديفاً له، و قد لعب دورا في إبراز القضية إعلامياً وشكل بذرة من بذرات الحراك.



http://r23.imgfast.net/users/2314/54/98/72/smiles/698865.gif حركة تاج هذه الحركة ظهرت في لندن سنة 2004م وتبنت هدف تقرير المصير للجنوبيين، وامتدت بسرعة فائقة إلى الداخل و تمكنت من إحياء القضية في الخارج بعد غياب حركة موج وكان لها دور كبير في ظهور الحراك و أصبحت من المكونات الرئيسية للحراك.





9) جمعيات المتقاعدين هذه الجمعيات كان لها الدور الرئيسي و الريادي في ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي و بالذات العسكريين، حيث شكلت هذه الجمعيات عموده الفقري، وهي أول من كسر حاجز الخوف في ساحة العروض بخور مكسر يوم 7/7/2007مو فتحت بذلك الطريق واسعاً أمام النضال الوطني السلمي الجنوبي ، مضاف إليها جمعيات الشباب العاطلين عن العمل و بقية جمعيات المجتمع المدني الأخرى.

كانت هذه مقدمات الرفض الجنوبي، التي شكلت بذرة ثورة شعب الجنوب وحراكه السلمي.

http://dhal3.com/vb/showthread.php?t=55836 (http://dhal3.com/vb/showthread.php?t=55836)



المرحلة الثالثة:

الثورة (الحراك) الجنوبية السلمية:-





وفقاً للسير الطبيعي لأحداث التاريخ المحكوم بقانون السببية (السبب والمسبب، المقدمة والنتيجة)، فإن الواقع الاستبدادي الذي فرضه نظام صنعاء على الجنوب منذ 7/7/1994م، بأدواته القمعية وأرثه الثقافي القبلي المؤسس على الفيد والغنيمة والمكر والخداع وفرق تسد...الخ، كان من الطبيعي أن يفضي حتماً إلى ثورة شعب الجنوب على هذا الواقع، الذي جعلهم خارج سياق حركة التاريخ المعاصر، بل وأعادهم إلى جاهلية القرون الأولى بلا تاريخ ولا هوية ولا ثقافة ولا آمال وتطلعات، فمن وسط هذا الشعور والمعاناة والألم بدأت براعم الثورة الشعبية الجنوبية تظهر على السطح، ولأن ابرز واخطر سلاح استخدمه نظام صنعاء لتأمين بقاءه وترسيخ استبداده، يتمثل في إثارة الفرقة والشقاق بين الجنوبيين عن طريق استحضار خصومات وصراعات الماضي الجنوبي القريب والبعيد، فقد كانت أول خطوات الثورة الجنوبية هي سد تلك الثغرات عن طريق تطبيق مبدأ التصالح والتسامح بين الجنوبيين جميعاً، فانطلق أول ملتقى للتصالح والتسامح الجنوبي من مقر جمعية ردفان بعاصمة الجنوب عدن في 13يناير2006م وعقبها تأسست ملتقيات التصالح والتسامح الجنوبي في جميع محافظات ومناطق الجنوب، فواجهها نظام صنعاء بالبطش والتنكيل برموزها ومنظميها وإيداعهم السجون وإغلاق مقر جمعية ردفان بعدن التي انطلقت منها تلك الملتقيات، إلا أن التصالح والتسامح الجنوبي استمرت وتيرته بتفاعل جميع الجنوبيين، ثم تأسست حينها جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيين وجمعيات الشباب والطلاب الجنوبيين وغير ذلك الكثير من الأشكال التنظيمية الاجتماعية والسياسية والثقافية، وتحرك معها شعب الجنوب من المهرة إلى باب المندب، وخرج إلى الشارع معلناً رفضه وثورته على استبداد نظام صنعاء القبلي المتخلف، باسم حلم الجنوبيين النبيل (الوحدة) وبصوت واحدة صرخ شعب الجنوب في وجه حاكم صنعاء"ارحل عن أرض الجنوب لا وحده بالقوة" فحاول نظام صنعاء إسكات تلك الصرخات بكل الوسائل القمعية والاستخباراتية، إلا أنه فشل وزاد وهج الحراك الجنوبي وانتشر وتمدد إلى كل قرية وبيت على أرض الجنوب وفي المهجر، وانكسر حاجز الخوف والذل الذي حاول نظام صنعاء فرضه على الجنوبيين طيلة اثنتي عشر سنة ماضية، ليدشن رسمياً انطلاق ثورة شعب الجنوب وحراكه السلمي وهدفه في تقرير المصير، في مهرجان جماهيري ضخم يوم 7/7/2007م في ساحة الحرية بمدينة خورمكسر محافظة عدن عاصمة دولة الجنوب المغدور بها في ذات التاريخ من سنة 1994م، وهذا موجز مختصر لتطورات أحداث الثورة الجنوبية التي تلت تاريخ انطلاقها الرسمي السابق ذكره:-



1ــ انتفض شعب الجنوب عقب 7/7/2007م من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً رافعين علم دولتهم السابقة ومطالبين بالاستقلال عن الجمهورية العربية اليمنية واستعادة دولتهم السابقة.



2ــ رغم أساليب البطش والقتل والإلقاء في غياهب السجون، التي اتبعها نظام صنعاء لإخماد ثورة الجنوب، إلا أن هذه الثورة ازدادت قوة وعنفواناً وبشكل مستمر ومتواصل يومياً..ولم يستطع نظام صنعاء إيقافها ولكنه استطاع التعتيم إعلامياً عليها وصرف أنظار العالم عنها، وكان أهم وسائله في ذلك، هو تحريك خلايا تنظيم القاعدة التي تربطه فيها علاقة وطيدة منذ استخدامها في حربه ضد الجنوبيين والجنوب خلال الفتــــــــــرة من مايو 90 م ــ يوليو 94م. ورغم أن النظام فشل في إلصاق تهمة القاعدة بالحراك الجنوبي وإقناع العالم بذلك، إلا أنه نجح نسبياً في إثارة التخوف الجدي لدى دول الجوار والدول الكبرى من خطر القاعدة، في حالة تعاطفت تلك الدول مع الحراك الجنوبي ومطالبه المشروعة، وهو ما جعل تلك الدول تحجم وتخشى الاقتراب من الحراك الجنوبي أو تفهم مطالبه، بناء على تقدير خاطئ لحقائق الواقع في اليمن ،مفاده بأن أمن واستقرار ووحدة اليمن هو الضامن الوحيد لمصالح وأمن تلك الدول ودفع خطر تنظيم القاعدة عنها، بينما حقائق الواقع تؤكد بأنه لا يمكن الحديث عن أمن واستقرار في اليمن دون حل للقضية الجنوبية يرتضيه شعب الجنوب.



3ــ استغل نظام صنعاء مخاوف دول الجوار والدول الكبرى من الحراك الجنوبي، للبطش بقوة بالحراك الجنوبي، فسفك دماء الجنوبيين في كل منطقه، وزج بقيادات الحراك ونشطاء الحراك في غياهب سجون الأمن السياسي والقومي بدون محاكمة، باستثناء القيادات البارزة فقد تم أحالتهم إلى محاكم أمن الدولة لتصدر ضدهم أحكام سياسية بالحبس لمدد بين ثلاث وعشر سنوات، ثم شن الحروب على المناطق ودمر منازلها بالدبابات والمدفعية، وفرض حصاراً جائراً ولا إنسانياً على معظم مناطق الجنوب ومازال مفروضاً حتى اللحظة، ثم أغلق المنبر الإعلامي الوحيد للجنوبيين وهو صحيفة الأيام الصادرة من عدن بعد أن حاصر مبنى الصحيفة لمدة يومين وضربه بالأسلحة الثقيلة واعتقل كل من كان فيه بمن فيهم مالكو تلك الصحيفة. ووسط هذه الجرائم والدماء والحصار استمرت ثورة شعب الجنوب ضد نظام صنعاء ولم تتوقف حتى اللحظة.



4ــ اقتضت الظروف والأوضاع السابقة وجود إطار تنظيمي للحراك الجنوبي فبدأت الجهود لانجاز ذلك ابتداءً من مطلع العام 2008م، لتكلل بتأسيس أول تنظيم حراكي في أكتوبر 2008م هو المجلس الوطني الأعلى للتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، برئاسة الزعيم الجنوبي/حسن أحمد باعوم، وجعل هذا الكيان المؤسسي من القضية الجنوبية قضيته المحورية وفقاً لبرنامجه السياسي وللإطلاع على وثيقة البرنامج السياسي للمجلس الوطني المذكور :

http://rooosana.ps/Down.php?d=ZRQK (http://rooosana.ps/Down.php?d=ZRQK)
كما تأسست خلال الفترة من نوفمبر 2008م إلى مارس 2009م، ثلاثة كيانات حراكية، جميعها تتبنى هدف الاستقلال واستعادة الدولة، وهي الهيئة الوطنية الجنوبية والهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب والحركة الوطنية الجنوبية (نجاح) وانظم إلى هذه الهيئات شخصيات سياسية واجتماعية وأكاديمية وقبلية جنوبية كثيرة، وعلى صعيد المهجر تشكلت جمعيات الجاليات الجنوبية في جميع الدول التي توجد فيها جاليات جنوبية، كما تأسست في بريطانيا الهيئة الوطنية لدعم الحراك الجنوبي إلى جانب حزب تاج الذي تأسس في 2004م كما سبق.



5ــ عقب تأسيس الهيئات السابقة بدأت الجهود والحوارات، لإيجاد كيان موحد للحراك الجنوبي، وتكللت تلك الجهود باتفاق الدمج بين هيئات الداخل في 9مايو 2009م تحت إطار مؤسسي واحد باسم مجلس قيادة الثورة الجنوبية، برئاسة الزعيم الجنوبي حسن أحمد باعوم، ثم اقتضت الظروف والأوضاع اللاحقة داخلياً وخارجياً تغيير اسم هذا الكيان إلى ((المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي)) أهم أهداف هذا الكيان المؤسسي هو الاستقلال واستعادة الدولة واعتبار الرئيس علي سالم البيض رئيساً شرعياً للجنوب وللإطلاع على وثيقة البرنامج السياسي للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي :

http://rooosana.ps/Down.php?d=USxE (http://rooosana.ps/Down.php?d=USxE)



وبدوره بادر الرئيس البيض بالخروج من سلطنة عمان التي أقام فيها منذ 7/7/1994م إلى المانيا ومن هناك أعلن في 21/مايو 2009م تبنيه لأهداف الثورة الجنوبية ومجلس قيادتها فازداد نتيجة ذلك نظام صنعاء بطشاً وتقتيلاً وتدميراً وإحراقاً للجنوب وشعبه واشتدت الثورة دون توقف وما زالت حتى اللحظة.



6ــ بطش وسفك نظام صنعاء دماء الجنوبيين ودمر وحاصر قراهم وسحل واغتال شبابهم في الشوارع والسجون، فبلغ عدد الشهداء أكثر من خمسمائة شهيد وآلاف الجرحى والمشردين والمعتقلين في ظل صمت وغض نظر من الأشقاء العرب ومن جميع دول العالم والهيئات والمنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية، رغم النداءات والاستغاثات المتكررة من شعب الجنوب .



7ــ حاول نظام صنعاء فرض قبضة أمنية شديدة على أهم مدينتين جنوبيتين، هما عدن والمكلا، وزج فيها عشرات الآلاف من جنود الجيش والأمن المركزي والأمن القومي والسياسي وغيرهم، واستطاع الحد من فعاليات الحراك الجنوبي في هاتين المدنيين لبضعة أشهر، إلا أن شباب عدن تداعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالانترنت إلى ثورة شبابية في 11فبراير 2011م، فاستطاعوا فعلاً من كسر الحواجز الأمنية في الواقع وفي النفوس وسيطروا على الشوارع والساحات العامة وأقاموا فيها الاعتصامات والمخيمات، فكان رد نظام صنعاء عنيفاً ومدمراً ودموياً خصوصاً مع حذو شباب شمال اليمن حذو شباب الجنوب في الاعتصامات، إلا أنه لم يواجههم بالقوة المسلحة كما فعل مع شباب الجنوب نظراً للطابع القبلي المسلح للمجتمع في الشمال، إلا أنه ستر هذا السبب، واختلق عذراً أخر لهذا التمييز، مفاده هو أن شباب الجنوب يرفعون مطالب الاستقلال مما يهدد وحدة نظامه حسب تبريره، وهذا دفع شباب عدن والمكلا على وجه الخصوص إلى تفويت الفرصة على نظام صنعاء، من خلال الاتفاق بينهم على رفع شعار رحيل النظام في هذه المرحلة حتى سقوطه ونفذوا ذلك فعلاً، إلا أن ذلك النظام جن جنونه من هذه الخطوة، لأنه يريد إقناع شعبه في الشمال بأن إسقاطه سيؤدي بهم إلى خسران الجنوب الذي لا يمكن أن يعيشون بدون ثرواته التي تمثل ثلثين ميزانية دولته... لأجل ذلك لجأ إلى البطش الشديد بصورة هستيرية ضد شباب الجنوب لكي يصرخوا مرة أخرى بشعارهم الحقيقي بالاستقلال واستعادة الدولة، وهكذا لأجل الحفاظ على عرشه وأسرته يبيد شعباً كاملاً بالجنوب..فهل سيظل الضمير الإنساني صامتاً على هذه الجرائم بحق الإنسانية بعد أن بلغ الشهداء في الجنوب خلال النصف الثاني من شهر فبراير إلى (25) شهيداً وأكثر من (200 ) جريحاً ؟؟؟؟!!!


ثالثاً: دعوه للتأمل والتفكير: -



ندعو المطلع على هذه الرسالة إمعان النظر في الأحداث والوقائع السابقة بتجرد وحيادية وعقلانية متحررة من العاطفة أو أية قناعات مسبقة، وفي حالة وجد أن المعلومات السابقة غير كافية لتكوين رأي في القضية الجنوبية، فندعوه إلى البحث والاطلاع على كل ما يتعلق بهذه القضية، ونحن قد حاولنا وضع عدة عناوين (روابط) في هذه الرسالة، لكي نسهل مهمة الباحث عن الحقيقة والعدل والإنصاف ، في الوصول إلى تلك الحقيقة، ولأننا حريصون وطموحون إلى أن يتمكن كل مطلع على هذه الرسالة، من تكوين رأي سليم بشأن قضيتنا، فإننا نختتم رسالتنا هذه، بطرح عدة نقاط مهمة بين يدي المطلع والباحث من شأنها تسهيل مهمته في فهم حقيقة القضية الجنوبية، ونوجزها بالاتي:



1ــ إن شعب الجنوب وقيادة دولته، هما من حمل هدف الوحدة مع شعب الشمال ودولته، كحلم قومي وقيمة وطنية وأخلاقية ونفعية للشعبين والأمة العربية عموماً، في حين كان الرأي الغالب وما زال لدى قيادة وشعب الشمال حول الوحدة، يقوم على أساس عودة الفرع إلى الأصل ووحدة الجغرافيا وليس وحدة النفوس والمصالح والمنافع المتبادلة بين الشعبين، وهذا ما عبرت عنه مؤلفات ومذكرات قيادة ورموز الشمال.



2ــ إن دعوى واحدية الأرض والإنسان اليمني شمالاً وجنوباً، مجرد شعار عاطفي مزيف، تكذبه حقائق الواقع وتاريخ إقليم جنوب شبه الجزيرة العربية، ويكفي لتدليل على ذلك إجراء عملية حسابية للسنوات التي خضع فيها هذا الإقليم لسلطان دولة واحدة وجامعة لجميع أجزائه، والسنوات والقرون التي قضاها في ظل دويلات متفرقة، لم يدخل لفظ اليمن على اسم أي من هذه الكيانات على مر العصور واستخدم كاسم جهة فقط بمعنى جنوب ولازال مستخدماً حتى اللحظة كاسم جهة في شمال اليمن.



3ــ إنه لم يعد هناك في عالمنا المعاصر من يؤسس سيطرته واستيلائه على أرض الغير بناء على دعاوى الحق التاريخي إلا اليهود في فلسطين وحاكم صنعاء في الجنوب، والقبول بهذه الدعاوى يعني عدم مشروعية معظم الدول والأنظمة السياسية العربية القائمة حالياً وخصوصاً دول شبه الجزيرة العربية.



4ــ إن جميع الشرائع السماوية والمواثيق الدولية السائدة اليوم تقرر عدم جواز فرض الوحدة بالقوة وتعطي لجميع الشعوب حق تقرير مصيرها.



5ــ إن قضية جنوب اليمن تختلف جذرياً عن جميع النزاعات والقضايا القائمة حالياً في العالم، فلا يمكن مقارنتها بقضية جنوب السودان ولا الصومال ولا شمال العراق ولا الصحراء الكبرى بالمغرب ولا كوريا الشمالية والجنوبية ولا الوحدة الألمانية بين شرق ألمانيا وغربها..الخ، لأنها أصلاً قضية وحدة بين دولتين قائمتين وفقاً لجميع المواثيق الدولية، وفشلت تلك الوحدة قبل أن تتم، وتحولت إلى ضم وإلحاق بالقوة العسكرية.



6ــ إن ما هو قائم اليوم بين شمال وجنوب اليمن ليس وحدة وفقاً لجميع المفاهيم القانونية والسياسية والأخلاقية، بل أنه أسوئ من الاحتلال الأجنبي، واستمرار ذلك الوضع يشكل خطراً على أمن واستقرار المنطقة ومصالح شعوبها ودولها، بل وخطراً على وحدة الأمة العربية والإسلامية وتكاملها وتعاونها وقيمها النبيلة، لأنه لا يستطيع أي نظام سياسي في اليمن مهما بلغت قوته وإمكانياته أن يحقق الأمن والاستقرار في ظل هذا الوضع المعوج ما لم يعطي للجنوبيين حق تقرير مصيرهم.



7ــ أثبتت حقائق العشرين سنة الماضية أن الوحدة لم تفشل سياسياً فحسب بل وثقافياً واجتماعياً، فاستحال على الشعبين تقبل ثقافة وواقع كل منهما، فصار لزاماً لإنقاذ ما تبقى بين الشعبين من وشائج القربى والعروبة والجوار الجغرافي، عودتهما إلى الوضع السابق ومن ثم التفكير بوسائل وصيغ جديدة لإقامة علاقة أخوية ومصالح متبادلة بين الشعبين.



8ــ إن شعب الجنوب وانطلاقاً من ثقافته وهويته العربية والإسلامية، مازال يرى في الوحدة العربية المبنية على أسس واقعية وقيم نفعية (روحيه ومادية)، هدفاً عزيزاً وطموحاً خلاقاً وقيمة عقائدية وأخلاقية وقومية راقية، أما وحدة الجغرافيا والضم والإلحاق، فقد أثبتت فشلها، ولن تؤدي إلا إلى مزيد ‏ من الفرقة والتشرذم العربي.


هذه بطاقة تعريفية بالقضية الجنوبية نضعها بين يدي كل باحث عن الحقيقة وحريص على العدل والإنصاف في قوله وفعله، وكل حريص على امن واستقرار هذه المنطقة المهمة من العالم، وحريص على وحدة الأمة العربية والإسلامية وتماسكهما أمام الأخطار المهددة لوجودهما وثقافتهما وهويتهما ومصالحهما.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
فريق المراسلة والتوثيق الإعلامي الجنوبي (واصل)

علي الفضلي
2012-01-05, 12:04 AM
حاشى عليك انك تكون كتبة رساله ههههههههههههههه هذا قده كتاب
الرسالة من صفحة صفحتين
من بايقرأ كل هذه البطولات التي تؤكد ان الحزب الاشتراكي جلس يناضل من حرب 94 الى اليوم من اجل استقلال الجنوب
لايخدعوكم الحزبيين
اكتبوا رسالة واضحة من صفحة او صفحتين عشان تقرأه الناس

الباركي الكلدي
2012-01-05, 12:07 AM
الله عليكم عظيم شكرا لكم من القلب رسالة مهمة جدا

ابو البيض
2012-01-05, 12:13 AM
تحية لك اخي محمد رسالة مهمة بارك الله فيك

علي الفضلي
2012-01-05, 12:14 AM
الله عليكم عظيم شكرا لكم من القلب رسالة مهمة جدا

والله العظيم انك ماقرأتها يا اخي اتق الله
انا قرأت لما تعبت من اول مانزلها ولاكملت حتى الربع
ههههههههههههههههههههههههه
أما انك طرزان وانا حمار
او انك بتجامل الرجال عشان يجاملك وانا اهبل مافتهم لي
هههههههههه

علي الفضلي
2012-01-05, 12:15 AM
تحية لك اخي محمد رسالة مهمة بارك الله فيك



ماشاء الله عليك مسراع قرأتها

محمدجفش
2012-01-05, 12:17 AM
مشكورين ع المرور جميعا
بارك الله فيكم

ابو البيض
2012-01-05, 12:20 AM
ماشاء الله عليك مسراع قرأتها
هههههههههههه ناقش في الموضوع بدل ماتناقش وترد على الاعضاء
اسمع قرائتها امس كنت عند الرجال بس فقط للمرور وسلام

علي الفضلي
2012-01-05, 12:25 AM
هههههههههههه ناقش في الموضوع بدل ماتناقش وترد على الاعضاء
اسمع قرائتها امس كنت عند الرجال بس فقط للمرور وسلام

قرأت لما تعبت كلالالالالالالالالالام كثير بلا طغم ولا ريحه
ويقول رسالة تعريفية بالقضية الجنوبية
مفروض يقول مجلد تعريفي بالقضية الجنوبي
هههههههههههههههههههههههه

محمدجفش
2012-01-05, 12:28 AM
حاشى عليك انك تكون كتبة رساله ههههههههههههههه هذا قده كتاب
الرسالة من صفحة صفحتين
من بايقرأ كل هذه البطولات التي تؤكد ان الحزب الاشتراكي جلس يناضل من حرب 94 الى اليوم من اجل استقلال الجنوب
لايخدعوكم الحزبيين
اكتبوا رسالة واضحة من صفحة او صفحتين عشان تقرأه الناس

عزيزي بارك الله فيك
انا مجرد ناقل للموضوع
تقبل مروري

شهثان المر
2012-01-05, 12:39 AM
لا يوجد شعب أسمه: الجنوب اليمني أو جنوب اليمن أوجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لان كل وثائقها تثبت بإنها مسميات يمنية جزء وشطر من اليمن وجنسيتها هي الجنسية اليمنية ومواطنيها هم كل مواليد اليمن الطبيعي وقياداتها كانوا من كل اليمن ووصل عبدالفتاح رئيسها وأول رئيس لها هو قحطان الشعبي مستشار الرئيس اليمني وأنتهت مهامها بإنجاز شعارها الذي رفعته في ١٣ نوفمبر ١٩٦٧م:
(( النضال من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتحقيق الوحدة اليمنية وبناء الحزب الطليعي اليمني))
ونفذته في ٢٢ مايو ١٩٩٠م. والحقيقة بإن الواقع هو يوجد:
أرض وشعب ودولة أسمها الجنوب العربي تم أحتلالها من قبل دولة أجنبية أسمها اليمن وتم ضمها في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م بقوة الحديد والنار وأسقاط قرار أستقلال الجنوب العربي الذي أقرته الجمعية العامة للامم المتحدة في ١٩٦٣م وأعترضت عليه اليمن:


قرار الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة
في 11 ديسمبر 1963م الخاص باستقلال ووحدة الجنوب العربي
في ما يلي نص القرار
وأخيرا قدمت لجنة تصفية الاستعمار تقريرها عن قضية الجنوب العربي - عدن والمحميات- بواسطة اللجنة الرابعة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ونوقش التقرير في النصف الأول من شهر ديسمبر سنة 1963م وتحدث كثير من الوفود حول القضية منددا بالاستعمار البريطاني وعدوانه وتلكؤه في تنفيذ نص الإعلان العالمي بتصفية الاستعمار بالنسبة للجنوب العربي وامتناعه عن السماح للجنة الفرعية بدخول المنطقة 0
وقد وافقت الجمعية على هذا هو التقرير المختص بعدن0
التقرير كما أصدرت في 11 ديسمبر 1963م بأكثرية 77 صوتا ومعارضة 10 أصوات وامتناع 11 عضوا عن التصويت منهما ليمن0
أن الجمعية العامة:
وبعد إن وضعت في اعتبارها الفصل الخامس من تقرير اللجنة الخاصة بالنظر في تطبيق الإعلان القاضي بمنح الاستقلال للأقطار والشعوب المستعمرة 00
وهو التقرير المختص بعدن 0
وإذ تشير إلى قراراتها رقم 1514 الصادر في 17 ديسمبر 1960م ورقم 1954 الصادر في
27 نوفمبر 1961م ورقم 1810 الصادر في 17 ديسمبر 1962م
وإذ جعلت نصب عينيها الرغبة الاجتماعية التي أعرب عنها للجنة الفرعية المختصة بعدن في الإنهاء العاجل للسيطرة الاستعمارية0
وإذ أحاطت علما بالرغبة القوية للسكان في وحدة المنطقة
وإذ تعرب عن اهتما مها العميق للأحوال المتردية في المنطقة وان استمرارها قد يؤدي إلى اضطراب خطير ويهدد الأمن الدولي ويعكر صفوه0
وبعد إن اقتنعت بضرورة استشارة شعب المنطقة في اقرب وقت ممكن:
1 - تصادق على تقرير اللجنة الخاصة بتطبيق الإعلان العالمي القاضي بمنح الاستقلال للأقطار والشعوب المستعمرة وتؤيد استنتاجات وتوصيان اللجنة الفرعية المختصة بعدن0
2 - تعرب عن أسفها البالغ لرفض حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال ايرلندا التعاون مع اللجنة الفرعية المختصة بعدن خاصة رفضها السماح للجنة الفرعية بالذهاب إلى المنطقة تنفيذا للمهمة التي كلفتها بها اللجنة الخاصة 0
3 - تؤيد قرارات اللجنة الخاصة التي أصدرتها في 3 يونيو 1963م و19 يوليو 1963م0
4 - تجدد التأكيد بحق شعب المنطقة في التحرر من الحكم الاستعماري وتقرير المصير طبقا للإعلان العالمي القاضي بمنح الاستقلال للأقطار والشعوب المستعمرة 0
5 - تعتبر إن الاحتفاظ بالقاعدة الحربية في عدن يلحق أضرارا يكدر صفو الأمن في تلك الجهات ولذلك فان إلغاؤها العاجل أمر مرغوب فيه 0
6 - توصي بوجوب السماح لشعب عدن ومحمياتها بمزاولة حقه في تقرير مصيره بالنسبة لمستقبله على إن تتخذ مزاولة ذلك الحق شكل التشاور بين جميع السكان يجرى في فرصة ممكنة على أساس من حق التصويت العام لكل البالغين 0
7 - تطالب الدولة صاحبة الإدارة بان0
:
أ - تلغي كافة القوانين التي قيدت الحريات العامة 0
ب - تطلق سراح السجناء والمعتقلين السياسيين والمحكوم عليهم لقيامهم بنشاط ذي طابع سياسي0
ج - تسمح بعودة المنفيين أو اللذين منعوا من الإقامة في المنطقة لنشاطهم السياسي0
د - إن تكف في الحال عن جميع عمليات القمع ضد شعب المنطقة خاصة توجيه الحملات العسكرية إلى القرى وقصفها 0
8 - وتطالب الدولة صاحبة الإدارة إن تحدث التعديلات الدستورية الضرورية لغرض إقامة جهاز تمثيلي وإقامة حكومة مؤقتة لعموم المنطقة طبقا لرغبات السكان على إن يقام ذلك الجهاز التمثيلي وتلك الحكومة بناء على انتخابات عامة تجري على أساس من حق التصويت العام لكل البالغين مع المراعاة الكاملة لحقوق الإنسان الأساسية وحرياته السياسية 0
9 - ترجو السكرتير العام بالتشاور مع اللجنة الخاصة والدولة صاحبة الإدارة أن يرتب وجودا فعالا للأمم المتحدة قبل الانتخابات المشار إليها وأثناءها 0
10 - توصي بوجوب أجراء هذه الانتخابات قبل نيل الاستقلال الذي سيمنح طبقا للرغبات التي يبديها السكان بملء حريتهم 0
11 - توصي بوجوب عقد محادثات دون إي تأخير بين الحكومة التي تسفر عنها الانتخابات السالفة الذكر وبين الدولة صاحبة الإدارة لغرض تحديد موعد الاستقلال وترتيب نقل السلطة 0
12 - ترجو السكرتير العام إن يبلغ هذه القرارات إلى الدولة صاحبة الإدارة وان يقدم تقريرا إلى اللجنة الخاصة حول تنفيذها 0
13 - ترجو اللجنة الخاصة إن تدرس الحالة في عدن مرة أخرى وان تقدم تقريرا عنها إلى الجمعية العامة في دورتها التاسعة عشر0



(((الجنوب العربي في هيئة الأمم المتحدة 1963م )))
الجزء (1 )
نقطة الانطلاق

ان الحركة الوطنية في الجنوب العربي نشأت متأخرة نتيجة لعوامل وظروف عديدة .
انبثقت هذه الحركة عام 1948 بولادة ( رابطة الجنوب العربي ) واستمرت الرابطة
في إرساء قواعد النضال في الجنوب منذ ذلك التاريخ حتى عام 1956 , مبشرة بالفكرة
منظمة للمؤمنين بها , ولم تكن ظروف الجنوب والمد الاستعماري حينذاك يسمح للرابطة
بالاقتصار في نشاطها على ذلك بل اضطرت في كثير من الأحيان لخوض معارك محلية
في عدد من المناطق تستهدف عرقلة هذا المد الاستعماري الذي كان يتوغل في الجنوب
في نفس الوقت الذي ينحسر فيه هذا المد في كثير من بقاع العالم .
وكانت الرابطة حتى عام 1956 مشغولة بالعمل في الداخل عن خطة تستهدف ربط هذا
النضال بكفاح شعوب العالم ضد الاستعمار وخاصة كفاح الشعب العربي في الأجزاء الأخرى من الوطن العربي الكبير .
في منتصف هذا العام بلغ النضال في الجنوب العربي من ناحية , وتخطيطات المستعمر
ومشاريعه وعدوانه على قطاعات الشعب العديدة من ناحية أخرى مستوى يحتم الانتقال
به إلى مرحلة جديدة .ان الرابطة وهي تؤمن بوحدة النضال العربي وترابطه , وتؤمن بالأثر الكبير للنضال العالمي ضد الاستعمار قررت عام 1956 ضرورة ربط نضالنا في الجنوب بالنضال العربي العام في سبيل التحرر والوحدة العربية وتطوير المجتمع العربي الى مستوى افضل , كما قررت الرابطة اختيار الزمن المناسب لنقل القضية بعد ذلك الى المجالات الدولية رسمية وشعبية .

ماذا حدث عام 1956 ؟

تبلورت في عام 1955 اتجاهات الحركة الوطنية في الجنوب , وتجمع الوطنيون في تيار ذي اهداف محددة , وتكون المؤتمر الوطني بقيادة رابطة الجنوب العربي ووقف الوطنيون في الجنوب العربي صفا واحدا برأي موحد ضد المشاريع الاستعمارية ورسموا الخط الذي يجبان تسير عليه بلادهم .

ولهذا لم يسعف البريطانيين صبرهم ولا برودهم التقليدي فقاموا بعدد من الاجراءات العنيفة عام 1956 شملت المحاكمات والغرامات والاعتقال والتفتيش , ثم ختمت ذلك في نفس العام بنفي كل من رئيس وامين عام حزب رابطة الجنوب العربي من عدن حيث حظرت عليهما العودة اليها , واتخذ رئيس الرابطة وامينها العام القاهرة مقرا لهما واسسا فيها مكتب الجنوب العربي حيث افتتح رسميا اواخر عام 1956 , وكان تأسيس مكتب الجنوب العربي بالقاهرة نقطة انطلاق للمرحلة النضالية الجديدة .

ولم تكن تلك الاجراءات التعسفية التي ارتكبتها بريطانيا ضد حقوق الانسان وكرامته بمثبطة للهمم او عائقة لانطلاق الحركة الى اهدافها بل كان الامر على العكس من ذلك اذ لم يلبث الموقف بين الشعب المناضل ومستعمريه أن عاد الى التأزم العنيف اواخر عام 1957 واوائل عام 1958 وفقدت بريطانيا اعصابها وارتكبت سلسلة من اعنف واقسى الاجراءات العسكريةالبوليسية اهمها :

1- احتلال سلطنة لحج بقوات كبيرة من الجيش البريطاني والقوات الاخرى التابعة له وكذلك احتلال يافع الساحل والعوالق العليا .
- محاولة القبض على رئيس الرابطة واخويه وهما من قادة الرابطة ومطاردته حتى حدود
اليمن .
3- عزل سلطان لحج ( السلطان علي عبدالكريم العبدلي ) ونفيه عن بلاده وعن سائر الجنوب
4- عملت على ابعاد نائب سلطان يافع ونائب شيخ العوالق العليا من بلادهما .
5- اعلان حالة الطوارئ في عدن وايقاف صدور صحيفة الجنوب العربي لسان حال الرابطة واصدار الامر باعتقال صاحبها ورئيس تحريرها الذي هو في الوقت احد اقطاب الرابطة .
6- اغلاق فروع حزب الرابطة في لحج ويافع والفضلي والعوالق واغلاق عدد كبير من
الاندية وفي مقدمتها نادي الشباب الثقافي بالمكلا ( حضرموت ) .
7- اعتقال عدد كبير من رجالات الجنوب العربي وفي مقدمتهم مدير المعارف والاشغال
والمالية بالسلطنة الفضلية , مدير المعارف والصحة بسلطنة لحج حيث اعتقلته في
جزيرة سقطرى ستة اشهر اطلقت سراحه بعدها ونغته من الجنوب العربي وحرمت عليه العودة اليه .

وقد صاحب هذه الاجراءات ضغط وارهاب عام في سائر مدن المنطقة وفي مقدمتها عدن كما صاحبتها عمايات قمع مسلحة للقبائل الموالية للرابطة استخدم فيها سلاح الطيران البريطاني بشكل لايشرف دولة تدعي التمدن والحفاظ على حقوق الانسان وكرامته .
وفي هذه الظروف المحتدمة بالنضال والصراع المليئة بالغدر الاستعماري والعدوان على الحقوق والكرامة الانسانية , كان مكتب الجنوب العربي بالقاهرة يقوم بمهمته في المجال العربي وينهض بدوره في النضال , كما انه يتلمس السبيل الى المجال الدولي لشرح هذه القضية واستصراخ ضمير الانسانية المتحررة , وكان المؤتمر الاسيوي الافريقي الباب العريض الذي ولجته قضية الجنوب العربي فاحتلت مكانها وسط قضايا الشعوب الافريقيةالاسيوية المناضلة وذلك في شهر ديسمبر 1957 , وفي منتصف عام 1958 كان العدوان البريطاني والغطرسة الاستعمارية قد بلغا اوجهما واوغلت الحكومة البريطانية في تجاهل حقوق الشعب العربي في الجنوب تلك الحقوق التي اقرتها المواثيق الدولية ووقعتها بريطانيا ضمن الدول التي وقعتها واعلنتها .

وعندئذ قررت الرابطة انه لم يعد هناك مناص من الانتقال بقضية الجنوب العربي الى مرحلة جديدة اخرى , وهي عرض القضية على هيئة الامم المتحدة .
وكانت كل الظروف الداخلية والخارجية مهيأة تماما لعرض هذه القضية ... النضال في الداخل محتدم بين قوى الشعب العاملة وبين المستعمر والقوى المتحالفة معه , نضال في كافة المستويات وبكل الوسائل , نضال سياسي تقوده الطليعة في المدن بشكل منظم وشامل نضال مسلح تقوده القبائل المتجاوبه مع الحركة الوطنية حيث خاضت سلسلة من المعارك القوية وتعرضت بفداء وتضحية لعمليات قاسية من القصف الجوي والارضي .نضال عمالي يخوضه العمال الوطنيون في عدن في تجاوب مخلص مع الحركة السياسية ( الرابطة ) ولم تكن القيادة العمالية ة قد اطلت برأسها بعد – نضال سياسي في الخارج يقوده مكتب الجنوب العربي بالقاهرة ورجاله الذين زاروا العواصم العربية تهيئة للمرحلة الجديدة . والجو العربي حينذاك كان جوا مهيئا تماما لاتخاذ الخطوة !! الجمهورية العربية بأقليميها الشمالي والجنوبي في وحدة رائعة رائدة قائدة للنضال العربي في كل مكان .
الشعب العراقي في نشوة النصر بثورة 14 تموز وفي طريقه لتحقيق الوحدة العربية الشاملة !الخلافات بين الدول العربية لايكاد يحس بها
اليمن دخلت عضوا في اتحاد مع الجمهورية العربية المتحدة !!
والجو العالمي كان ايضا مهيئا تماما لعرض هذه القضية !!
كانت بريطانيا قد خرجت من عدوانها الفاشل في السويس ملطخة بالهزيمة والعار ! مدموغة في هيئة الامم المتحدة وفي انظار سائر دول العالم بالعدوان وفرض استعمارها على المنطقة العربية وتحالفها مع اسرائيل كانت بريطانيا نتيجة لعدوانها هذا تتقهقر عن المنطقة العربيةوتنحسر بغير انتظام .
ومن ناحية اخرى فان الدول المناهضة للاستعمار كانت تتضافر جهودها في هيئة الامم للقضاء عليه وتتلقف اية قضية ترفع الى الامم المتحدة لتدين الدول الاستعمارية وتفضح اساليبها .
وهكذا فان كل الظروف الداخلية والخارجية حينذاك كانت مهيأة تماما لعرض هذه القضية في هيئة الامم المتحدة .
ولهذا قررت الرابطة ابراز قضية الجنوب العربي في المجال الدولي والعمل على عرضها في هيئة الامم المتحدة .

الجزء ( 2 ) كتاب الجنوب العربي في هيئه الامم المتحدة 1963

قضايا في قضية واحدة

ان اول مشكلة كان يمكن أن تقف أمام عرض قضية الجنوب العربي ككل , كما تتبناها الرابطة
وتقود عملية الكفاح من اجلها , ناشئة عن واقع التجزئة التي يعيشها الجنوب العربي حيث ينقسم الجنوب نفسه الى نحو من ثلاث وعشرين سلطنة وامارة ومشيخة ومنطقة اذ أن لكل
ولاية من هذه الولايات مشكلة خاصة بها ومعركة تخوضها مع المستعمر .
وقد ساعدت بريطانيا على تعدد هذه المشاكل ليتعثر علاج القضية الكبرى , قضية الوجود
الاستعماري في المنطقة بكاملها .

ولكن الرابطة في عام 1958 وبعد نضال سنوات مريرة استطاعت أن تدمج هذه القضايا
المحلية العديدة في قضية واحدة .
ان عدن مثلا لها قضية متميزة مع بريطانيا حيث تحكمها حكما مباشرا كمستعمرة وكجزء
من ارض التاج , وما يتبع هذا الوضع من قضايا فرعية كفتح باب الهجرة , وكاعتبار العرب
اصحاب الارض الشرعيين مجرد جالية كغيرها من الجاليات الاجنبية التي وفدت الى عدن
في ركاب المسنعمر البريطاني وتشجيعه .
والامارات العربية العديدة الممتدة من لحج حتى سلطنة المهرة لها قضايا يختلف بعضها عن
بعض من حيث الشكل , فبعضها فرضت عليها بريطانيا معاهدات حماية , والبعض الآخر
معاهدات الاستشارة بجانب معاهدات الحماية وبعضها تحكم برئيس , واحداها تحكم بلجنة
صورية كمنطقة دثينة .
البعض منها تحكم فعلا من قبل المستشار البريطاني المفروض او مساعده والبعض الآخر
تحكم من قبل السلطان او الامير والمستشار من ورائه .
البعض منها يحكم بواسطة السلطان المؤيد من قبل المستشار والبعض الآخر جمد سلطانه
وعين الانجليز نائبا عنه من اقاربه يحكم باسمه على الرغم منه .
البعض منها تميز بنوع من الحكم الداخلي المتحرر كلحج والبقية لاحول لهم ولا طول الا
بالمستشار , وهكذا كان لكل منطقة في الجنوب – كنتجة حتمية للتجزئة التي يعيشها – قضية
مع الاستعمار البريطاني .
فكفاح الرابطة كفاحا شاقا اذ عملت على دمج هذه القضايا المحلية كلها في قضية واحدة
وسارت عملية التوعية على هذا الاساس .
فلم يقبل عام 1958 حتى تمكنت الرابطة من تحويل هذه القضايا كلها الى قضية واحدة هي
القضية الرئيسية التي بحلها تحل سائر هذه القضايا !!
ولقد كانت الرابطة منطقية في ذلك بكل معنى المنطق ورغم الصعوبات والعراقيل ومشاكل
المجتمع ودسائس المستعمر فان توفيق الرابطة في خطها المرسوم كان بعيد المدى .

ان قضية لحج مثلا عام 1958 كانت ابرز هذه القضايا المحلية حيث احتلت بريطانيا سلطنة
لحج بالقوة ونهبت المنازل وعزلت سلطانها الوطني المتحرر وعينت مكانه من يسهل عليها
قيادته وتوجيهه وانتهكت بذلك ابسط قواعد العرف والعدالة بل انها بذلك قد نقضت معاهدة
الحماية والاستشارة التي فرضتها على لحج لصالح بريطانيا .
وكان سلطان لحج الشرعي قد استطاع الخلاص من خطة الاعتقال التي كانت بريطانيا قد
اعدتها له ولم يشأ السلطان علي عبدالكريم العبدلي – عن فهم وايمان ان يقع في اخطبوط
التجزئة المفروض على الجنوب ولهذا لم يرى ان تعرض قضية كقضية قائمة بذاتها بل اعلن
أن قضية لحج هي جزء من قضية الجنوب العربي , وأن قضية الجنوب العربي يجب أن
تعرض في هيئة الامم المتحدة ككل وأن يتخذ ماحدث في لحج كدليل دامغ ملموس ضد
المستعمر البريطاني وسياسته القائمة في الجنوب .
ولقد كان هذا الموقف الذي وقفه سلطان لحج حاسما ومثمرا اعان به الحركة الوطنية في الجنوب العربي على التخلص من هذه المشكلة مشكلة تعدد القضايا في الجنوب مع المسنعمر
البريطاني , هذا النفوذ الذي لو لم تتمكن الرابطة من القضاء عليه لنال الجنوب العربي من
ورائة شر مستطير ولتمكن المستعمر من تثبيت قواعده في الجنوب تثبيتا بعيد المدى .

موقف اليمن والجامعة العربية من قضية الجنوب العربي

وليس هذا الكتاب او هذه المقدمة قد وضع او وضعت وتحليل علاقة قضية الجنوب العربي باليمن او بالجامعة العربية , ولايستهدف هذا الكتاب او هذه المقدمة توضيح الموقف المخزي
الذي وقفته الحكومة اليمنية السابقة من قضية الجنوب ولا التلكؤ والاهمال والتستر الذي نهجت
عليه الجامعة العربية ازاء هذه القضية , فان لذلك مجالا آخر او كتابا آخر يشرح الخفايا ويبين
المآسي التي عاشتها ولاتزال تعيشها قضية الجنوب في المجال العربي الغارق في الاوهام والتشاحن والمجاملات ولو كان ذلك على حساب قضية الانسان العربي وهدرا لنضاله وتمكينا
لاعدائه . ان لذلك مجالا آخر غير هذا الكتاب وهذه المقدمة .

بيد اننا ونحن نسجل خطوات الطريق الذي سار عليه رجال الحركة الوطنية في الجنوب بقضيتهم الى هيئة الامم المتحدة فانه يتحتم علينا أن نتعرض لموقف الحكومة اليمنية السابقة
والجامعة العربية من محاولاتنا للولوج بالقضية الى هذا المعترك الدولي , وبقدر محدود نفرض على انفسنا وعلى مشاعرنا وعلى اقلامنا ان نقف عنده لانتخطاه .

لم نكن نحن رجال الحركة الوطنية في الجنوب على خبرة كبيرة بدخائل المسئولين في اليمن
او الاوضاع فيها , سوى الشعور المتزايد في الوطن العربي سيما المناطق المجاورة لليمن
بسوء الاوضاع الداخلية , والآلآم التي يعيشها اليمن العربي من جراء الطريقة التي يحكم بها
على الرغم من النصائح التي كان يقدمها بعض الجنوبيين الخبراء بشئون اليمن , هذه النصائح
التي تكشف سوء نوايا القائمين بالحكم فيها وقدرتهم الكبيرة على الدسائس .

وعندما انفجر البركان الشعبي في الجنوب عام 1956 كنا نأمل ان تقف اليمن وقفة هادفة بجانب هذا النضال ولكن تجربتنا خلال عامين اقنعتنا انه لاأمل في هذا السند المعنوي المطلوب وأن المسئولين في اليمن يعيشون في اوهامهم من ناحية , وأنهم غارقون حتى الاذقان في مآسيهم من ناحية اخرى , ثم هم بالاضافة الى ذلك يعيشون في حذر بالغ من
الانتفاضة الشعبية في الجنوب العربي .


وبصراحة المناضلين يهمنا ان نسجل هنا أننا حتى منتصف 1958 لم نكن نعتقد أن موقف اليمن سيتجاوز السلبية الى الايجابية المدمرة ضد الحركة الوطنية في الجنوب .

ولكن هذا – مع الاسف الشديد – هو الذي حدث بالفعل , ولم يكن موقف اليمن سلبيا من البداية
بل ايجابيا ضد حركتنا الوطنية في الجنوب منذ بروزها على مسرح الاحداث غير أننا في غمرة النضال ضد الاستعمار , ولضعف خبرتنا وتجاربنا خيل الينا حينذاك أن الامر لايعدو
مجرد السلبية والعجز .

وفي الاشهر المتتابعة من ابريل حتى اكتوبر سنة 1958 ظهر لنا بوضوح كيف يعمل المسئولين اليمنيون على تخريب حركتنا الوطنية وهدم الجسور أمامنا وتلغيم الطريق في المجال العربي وعلى كافة المستويات الشعبية والرسمية والصحفية والجامعة العربية وفي سنة 1954 بدأ أول احتكاك سياسي على مستوى يشمل الجنوب كله بين ( الرابطة ) وحكومة
عدن الانجليزية وذلك عندما تقدم حاكم عدن الاسبق ( توم هيكم بوتام ) بمشروعه الاول
للاتحاد الفيدرالي للمحميات الغربية وبمشروع مماثل له للمحميات الشرقية , وباقتراحات
دستورية خاصة بمستعمرة عدن .

وثارت في ذلك العام قبيلتا الدماني ( في السلطنة العوذلية ) والربيزي في ( سلطنة العوالق العليا ) كما ثار المشائخ آل ابوبكر بن فريد ثورتهم الاولى معلنين المقاومة للمشاريع البريطانية
وللاوضاع الداخلية التي فرضها الانجليز في منطقتهم .

وقبل هذه الاحداث واثناؤها زرارت بعثة من الجامعة العربية اليمن حيث استمعت الى وجهة
نظر الامام في التطورات الجديدة كما زارت البيضا واتصلت ببعض الجنوبيين ثم غادرت اليمن الى القاهرة مارة بعدن .
وكان في البعثة عدد من رجالات العرب من مصر والعراق وغيرهما وعلى رأسهم السيد الامين العام للجامعة .
وعلمت الرابطة بنبأ وصولهم فرتبت لهم استقبالا على عجل ونجح الاستقبال في نقل مشاعر
الشعب في الجنوب نحو اخوانهم , وآراؤهم في التطورات الجديدة , وفي 27 يناير 1954
أصدرت الجامعة العربية بيانا موجها الى الشعب العربي في الجنوب جاء فيه مايلي :

"" وقد كانت الجامعة العربية وماتزال تراقب بقلق بالغ سير هذه المحاولة وماتتذرع به
السلطات البريطانية في تحقيقها من وسائل الضغط والعنف مشاركة أخوانها اهل تلك
المناطق العربية العزيزة ما يكابد به من ألم وضيق , وقد تلقت الجامعة بارتياح أن اخواننا سكان تلك المناطق يرفضون جريا على تقاليدهم العربية النبيلة الاستسلام لما يقع عليهم من ضغط , ويتشبثون بحقوقهم وحقوق بلادهم , مستنكرين في اباء وشمم هذه المحاولة المنافية لقواعد الدين والحق والعدل ومبادئ ميثاق الامم المتحدة وأنهم مصممون على رفض كل مشروع يسلبهم حريتهم ويربطهم بعجلة السياسة البريطانية ،
وأن الجامعة لتحي اولئك الاحرار من السلاطين والامراء والمشائخ الذين رفضوا ذلك المشروع وعلى مابدا منهم من التصميم على المضي فيه معتمدين على الله عزوجل وعلى
الحق الذي لابد ان ينتصر , والجامعة العربية مدفوعة بروابط الاخوة العربية ستبذل قصاري
جهدها لمقاومة السياسة التي بنيت لتلك الاقاليم العزيزة وهي تحرص على تحريرها من كل
نفوذ اجنبي والاحتفاظ بها لاهلها ، لهذا نناشد اخواننا الثبات في موقفهم الوطني وأن الجامعة
لن تتوانى في شد ازرهم ومناصرتهم بكل ما تستطيع من جهد حتى تنتهي جهودنا جميعا الى
الظفر بالغاية التي نصبو اليها فتنجوا البلاد من كل شر ويعيش اهلها سادة احرارا ""

ولم يكن الشعب في الجنوب منتظرا اشارة البدء من ايه جهة ليشرع في نضاله في سبيل اهدافه المثلى , بل انه قد قال كلمته ولكن الشعب العربي في الجنوب كان منتظرا من اخوانه
العرب في الجامعة أن يسندوه في نضاله وان يدعموا كفاحه ولو بجهد متواضع .
ولذلك فأن هذا البيان الذي قرأه وسمعه المناضلون حينذاك بفرحة غامرة يمسك به المناضلون
اليوم كوثيقة ومستند تاريخي يضعونه امام الجامعة لترى مدى ماقدمت لهم من سند وعون في نضالهم المرير .
كان هذا اول اتصال من الحركة الوطنية في الجنوب بالجامعة اذا اغفلنا الاتصالات العابرة
والمجاملات المعتادة كالاحتفال بيوم الجامعة والعمل على أن يكون عطلة رسمية في الجنوب
بل وتنفيذ ذلك عمليا في بعض الاحيان .
وفي الستة الاشهر الاخيرة من عام 1956 كان رئيس الرابطة وأمينها العام على اتصال مستمر بالامانة العامة بالجامعة لشرح القضية وتوضيحها وتقدما بعدة طلبات تستهدف اسناد
هذه القضية .
وفي فبراير سنة 1957 تمكن رئيس الرابطة بعد جهد من التحادث أمام حضرات اعضاء
اللجنة السياسية المنعقدة حينذاك بالقاهرة , وناشدهم بالعروبة والاخوة الوقوف الى جانب
شعب الجنوب في نضاله بعد ان شرح لهم حقائق الوضع هناك , واستمر الامين العام في
اتصالاته ومحاولاته مع الجامعة العربية دون جدوى حتى منتصف سنة 1958 .

واشتدت الازمة في الجنوب العربي ووصلت الى مرحلة تستدعي التحرك العاجل وكما ذكرنا
آنفا كانت كل الظروف مهيأة لرفع القضية الى هيئة الامم المتحدة وعاودنا الاتصال بالجامعة
العربية .... رئيس الرابطة وأمينها العام من ناحية وسلطان لحج الذي نفاه الانجليز وعزلوه
( السلطان علي عبدالكريم العبدلي ) من ناحية اخرى وعشرات من البرقيات والمذكرات
من رجالات الجنوب الاخرين من ناحية ثالثة , ولكن الجامعة لم تحرك ساكنا !!!! وكانت الحجة أن حكومة اليمن ترفض عرض القضية في هيئة الامم !!!!! لابل أن حكومة اليمن ترفض أن تبحث الجامعة العربية هذه القضية او تسمح لرجال الجنوب بالتشرف بالمثول امامها لشرح حقائق قضيتهم !! وكان يكتفى في اكثر الاجتماعات باصدار قرار بتأييد اليمن
في مطالبتها بالجنوب وانه جزء من المملكة اليمنية المتوكلية لا يتجزأ .

وسار الامر على هذا المنوال !!!!!!!

اصبحت قضية الجنوب وماتثيره حكومة اليمن باستمرار عند أي تعرض من قبل احد الاعضاء
لهذه القضية مثار تندر السياسين والصحفيين العرب !
لقد هانت علينا أنفسنا ونحن نرى ونلمس مدى الاهانات التي تتعرض لها قضيتنا ... قضية شعب عربي يناضل في سبيل حريته وكرامته واستقلاله وينفرد به المستعمر بقضه وقضيضه
وقواته الساحقة ومع ذلك فهو يرى أن قضيته اصبحت مثار تندر في المجالس , وأن القضية لم
تعد قضية تحرر من الاستعمار ووحدة عربية وعدالة اجتماعية , قضية الانسان العربي المستعبد المتخلف بل قضية تسمية , قضية جنوب عربي ام جنوب يمني ؟ !!!
واستمر نضالنا دون يأس لاقناع اخواننا في الجامعة العربية وفي مقدمتهم حكومة اليمن طيلة
عام 1958 وحتى منتصف سنة 1959 دون فائدة او جدوى بل أن القضية استمرت في تلك
الحلقة المفرغة .
وفي منتصف عام 1959 قررت قيادة الرابطة امرا !!
لابد من ذهاب وفد الى هيئة الامم المتحدة وتلمس السبل لادراج قضيتنا في جدول اعمالها , وتقرر ان يذهب وفد من ثلاثة اعضاء لهذه المهمة ، غير أن الرابطة لم تتمكن من تدبير المبلغ
اللازم لذلك ، واستطاعت اخيرا من تدبير مبلغا يكفي لسفر وفد مكون من شخص واحد فقط
وهكذا تقرر ان يتوجه الى هيئة الامم الاخ الزميل شيخان عبدالله الحبشي .

الجزء ( 3 )

مفاجأة للعرقلة ------ منقول من كتاب الجنوب العربي في هيئة الامم المتحده 1963
وقبل سفر الاخ شيخان الحبشي بيوم واحد حدثت مفجأة استهدفت عرقلة سفره , وتبين ان احد
اللصقاء بالحركة الوطنية في الجنوب وهو قحطان محمد الشعبي قد اجرى اتصالات
سرية واسعة النطاق لتشويه الهدف من ارسال الامين العام وشملت اتصالاته عددا من رجال
الحكومة اليمنية السابقة ( حكومة المتوكلية اليمنية ) وعددا من المسئولين العرب استهدفت
التأثير على الرابطة حتى لا تتخذ هذه الخطوة , والسر الخفي او الدافع الرئيسي الذي لم يكن
هؤلاء يعرفونه هو ان نية الرابطة كانت متجهة الى ارسال وفد مؤلف من عدة اعضاء برئاسة
الاخ الامين العام وكان من ضمن افرادة المدعو قحطان الشعبي ولم تكن قد تكشفت حينذاك
خيانته للحركة الوطنية وعمالته لصالح اعداؤها ، غير ان القرار الاخير اقتصر على ارسال
الامين العام وحده لسببين :
السبب الاول :
ان الغرض من ذهاب مندوب عن الحركة الى هذا المحفل الدولي في ذلك الحين لايستوجب
ارسال اكثر من شخص واحد .
والسبب الثاني :
هو عجز الحركة ماديا عن تمويل سفر ونشاط اكثر من شخص واحد ولكن قحطان هذا الذي
ثبت أنه كان يعمل لذاته ولصالح جهات معينة قد ساءه صدور القرار الاخير الذي فوت عليه
تحقيق نوازعه الشخصية واوحت له عمالته لتلك الجهات ان يعمل على عرقلة جهود رجال
الحركة للخروج بالقضية الى المجال الدولي الجديد , غير أن عزائم الرجال لايمكن ان توقفها
محاولات الانتهازيين العملاء .
أهداف الرحلة
ولكن ماهي النتائج التي استهدفتها رحلة الامين العام الى هيئة الامم المتحدة في نوفمبر 1959
لقد شعرت الرابطة أن الجامعة العربية في وضع لايمكنها من بحث قضية الجنوب العربي في
اجتماعاتها وفي نطاقها العربي وهي ابعد ماتكون تفكيرا في عرض هذه القضية في مجال الامم المتحدة , ومادامت اليمن حينذاك ترفض بحث القضية جديا في أي من المجالين العربي
او الدولي , بل واوغلت في عدائها لقضية الحرية والوحدة ولرجال الحركة الوطنية في الجنوب .
ومادامت حكومة اليمن ترى أن تطور هذه القضية سوف يحقق آمال شعب الجنوب حيث يسترد سيادته ويحقق اهدافه في الحرية والوحدة والكرامة .
ومادام هذا يعد امرا خطيرا افضل منه في نظر الحكومة اليمنية السابقة أن يبقى الجنوب العربي جنوبا بريطانيا سلاطينيا مجزأ .
مادام هذا هو خط الحكومة اليمنية حينذاك فان الجامعة العربية لايمكنها ان تدخل معها في خلاف ومشاكل قد ينتج عنها انسحاب اليمن من الجامعة العربية !!!!!
وماعلى الجنوب العربي ارضاء لخاطر اليمن الا ان يبقى جنوبا بريطانيا سلاطينيا ممزقا
وما على رجاله المناضلين في سبيل حرية العرب ووحدتهم وكرامتهم الا ان يلعقوا جراحهم
ويأووا الى جحورهم , وماعلى الشعب العربي في الجنوب الا أن يستكين للمستعمر وعملائه
وأن يرضى بحكم الواقع فان اية محاولة لتغيير هذا الواقع المهين سوف تغضب الاسياد الرابضين في تعز وصنعاء وخلف مكاتب سفارة المملكة اليمنية في الدقي بالقاهرة .
بيد أن الشعب العربي في الجنوب ممثلا في رجال حركته الوطنية لم يرض لنفسه هذه السياسة
ولم يستجب لهذه النصيحة غير الغالية وصمم على أن يشق لنفسه طريق النضال رغم كافة
العراقيل والصعاب .
1- فكان اهم اهداف رحلة الامين العام الى هيئة الامم المتحدة هو تلمس الطريق لادراج
القضية في جدول اعمال هذه الهيئة .
2- دراسة الارض التي سوف تشهد الصراع الجديد مع القوى الاستعمارية ممثلة في بريطانيا
3- الاتصال بالدول والخبراء في هيئة الامم .
4- مشاهدة صور من الصراع بين ممثلي الشعوب المناضلة وبين ممثلي مستعمريهم .
وعاد الاخ الامين العام بمحصول وفير من المعلومات والصداقات وعكف رجال الرابطة
على دراستها وتمحيصها .
وضع في منتهى الغرابة
الحقيقة الاولى انني استخلصت من نتائج االرحلة او بالأصح تأكدت بهذه النتائج أن اية قضية
من القضايا لايمكن أن يبحث أمر ادراجها في جدول اعمال الهيئة الا اذا تقدمت بها دولة عضو
في هذه الهيئة .
ويعني هذا أن قضية الجنوب لايمكن أن تجد طريقها رسميا في هذا المجال الدولي دون ان تحتضنها دول اعضاء في الهيئة .
ونحن اذا قسمنا مجموعة اعضاء الهيئة لوجدناهم ثلاقة اقسام :
الكتلة الغربية الكتلة الشرقية الكتلة المحايدة
وطبيعي أن اية دولة من دول الكتلة الغربية لايمكن أن تعمل على ادراج قضية من قضايا التحرر ضد الاستعمار الغربي في هيئة الامم , وان تعمل على التشهير باحدى زميلاتها
اما بالنسبة لكتلة الحياد او الكتلة الشرقية فان أي حديث مع ممثل أي دولة من هاتين الكتلتين
في اية قضية من قضايا التحرر العربي يثير سؤالا وجيها هو لماذا لاتتقدم الدول العربية بهذا
الطلب الى ممثلي الدول الاسيوية الافريقية .
وفي حالة ادراكهم أن الدول العربية ممثلة في جامعتها لاترغب في ذلك فان الامر يكون محل لكثير من علامات الاستفهام والاستغراب !!!
ثم اننا نحن العرب نحرص جاهدين على عدم نشر غسيلنا امام الاجانب وأية محاولة منا للاقناع سوف نستدعي شرح الحقائق وشرح هذه الحقائق يستتبع الدخول في معركة دعاية
وتشهير بين العرب انفسهم , معركة تضيع بها معالم القضية ويستفيد منها اعداء العرب ,
هذا هو الوضع الغريب الذي كانت عليه قضية الجنوب .
جهود جديدة في المجال العربي
وعادت الرابطة مرة اخرى خلال عامي 60 – 1961 تبذل جهودا مضنية في المجال العربي
اتصلت مباشرة بالمسئولين اليمنيين , سلكت معهم سبلا شتى للاقناع بل الارضاء واتصلت
بعدد من الدول العربية والشخصيات العربية لايجاد حل لهذه العقدة وايجاد تفاهم مع اليمن .
كل ذلك ذهب ادراج الرياح .
ومن ابرز هذه المحاولات , المحاولة التي بذلها السيد فائق السمرائي سفي الجمهورية العراقية
ثم السيد عبدالخالق الطريسي سفير المغرب , حيث حاول كل منهما وفي اوقات متباعدة اثارة
الموضوع في الجامعة العربية فحدث بينهما وبين ممثل اليمن تبادل كلمات قاسية توقف بحث
الموضوع على اثره .
ولم تقف اليمن عند هذا الحد بل كانت تعترض حتى على عرض أي مذكرة او برقية تتقدم بها
الحركة الوطنية في الجنوب ولاداعي للاستطراد في هذا الامر , فكما قلنا ان مجال ذلك بحث خاص عن موقف الحكومة اليمنية من قضية الجنوب العربي .
تكوين لجنة تصفية الاستعمار
وفي الدورة (16) لهيئة الامم المتحدة آخر سنة 1961 صدر قرار الهيئة بتكوين لجنة تصفية
الاستعمار وحددت مهمتها واختصاصاتها .
وانفتح باب جديد امام الحركة الوطنية في الجنوب , ولم يعد القيد يطوق رقابنا , لم نعد في حاجة الى ان تتفضل علينا دولة من الدول وتقبل ادراج قضيتنا في هذا المحفل الدولي , كما لم
نعد في حاجة الى ضرورة أن تزج الجامعة بالقضية في هذا المجال .
ان لجنة تصفية الاستعمار سوف تصغي الى ممثلي الشعوب أنفسهم لتسمع ظلاماتهم ولتقدم
تقريرها وتوصياتها الى الهيئة بخصوص اية قضية من قضايا الشعوب التي تناضل في سبيل
تحررها من الاستعمار .
اجرت الرابطة اتصالاتها ببعض الخبراء بمجريات الامور في هيئة الامم , وكان أن كتبت مذكرتها الشهيرة الى لجنة تصفية الاستعمار في مايو 1962 وبعثت بها الى سكرتارية اللجنة
حوت المذكرة خلاصة عن الجنوب العربي ( عدن والمحميات ) من الناحية الجغرافية والتاريخية وعن علاقة بريطانيا المستعمرة بهذه المنطقة , وصورا من نضال الشعب العربي
في الجنوب ومن العدوان البريطاني على حرية وكرامة وحقوق المواطنين ، وشرحت الوضع
الذي يعيشه الجنوب العربي اليوم .
وطالبت بعدة مطالب تحقق الاهداف الوطنية والقومية مناشدة اللجنة الوقوف بجانب هذا الشعب المناضل في سبيل حريته ووحدته وسيادته ( نص المذكرة في فصل قادم ) .
دعوة القوى الشعبية في الجنوب لاتخاذ موقف موحد في المجال الدولي
وفي نفس الوقت وجهت الرابطة دعوة هادفة الى كافة القوى الشعبية في الجنوب العربي لتوحيد المطالب السياسية في هذه المرحلة من النضال والتقدم بوجهة نظر موحدة امام الهيئة
الدولية ( وذلك في مايو سنة 1962 ) وشرحت في دعوتها هذه الاهداف او المطالب التي يجب ان تلتقي عليها كل الجماعات وحتى الشخصيات المستقلة , وذكرت أن اختلاف وجهات
النظر في كثير من الامور لاينبغي أن يصرفنا عن الوحدة الوطنية ضد المستعمر وضد العملاء
الذين نصبهم ووضع في أيديهم مقدرات البلاد .
ولقد حددت تلك المطالب أهداف هذه المرحلة الحالية من النضال كما يأتي :
1- التحرر من الاستعمار البريطاني .
2- وحدة الجنوب العربي ( عدن والمحميات )
3- انتقال السيادة وسلطات الحكم الى الشعب
وذكرت أن الاجراء الذي يجب اتخاذه تمهيدا لذلك هو :
1- اطلاق الحريات العامة في كافة انحاء الجنوب العربي وضمان هذه الحريات .
2- الغاء قرارات النفي والابعاد التي ارتكبها المستعمر , واطلاق سراح السجناء السياسيين .
3- اجراء انتخابات عامة مباشرة لتكوين مجلس تأسيسي تحت اشراف دولي محايد .
ولقد صادفت هذه الدعوة نجاحا كبيرا حيث التقت عليها كل القوى الشعبية ماعدا تلك القوى التي لاتدين بالولاء لشعب الجنوب العربي والتي تسعى لشل ارادته , وحتى تلك الصحف التي
تعبر عن رأي احزاب تميل الى التعاون مع الانجليز او رأي اشخاص يختلفون معنا في امور
كثيرة , حتى تلك الصحف ( ونسجل هذا اقرارا للواقع والحقيقة ) قد نشرت خلاصة هذه الدعوة ورحبت وأشادت بها وهي صحف الكفاح واليقظة والايام العدنية والطليعة والرائد
الحضرميتين , وان كانت اكثر هذه الصحف قد اكتفت بمجرد النشر والترحيب بالفكرة دون ان
تسهم عمليا في تحقيق هذه الدعوة .
ودعت قيادة الرابطة في عدن الى مؤتمر عام 1962 للقوى الشعبية في عدن وافقت فيه هذه القوى على تركيز النشاط دوليا وامام المستعمر حول هذه المطالب المحددة
حزء ( 4 )
اتصال جديد بالجامعة العربية
وكما بذلت الرابطة جهودا مثمرة في الداخل تستهدف توحيد المطالب السياسية بذلت جهودا جديدة في المجال العربي , وقررت تكوين وفد للسفر الى الرياض حيث تقرر اجتماع الجامعة
العربية هناك في ابريل سنة 1962 , وتكون الوفد من محمد علي الجفري رئيس الرابطة واحمد عمر بافقيه مدير الدعاية والنشر والشهيد علوي علي الجفري مدير مكتب الجنوب العربي بجدة .
وقد قام الوفد بنشاط مضني واتصالات واسعة بين الوفود العربية والامانة العامة للجامعة
ووصلت الى الامانة العامة اكثر من ستين برقية من داخل الجنوب العربي ومن المهاجر
تأييدا للوفد ولمهمته .
وكان الهدف من ذلك اقناع الجامعة بتبني هذه المطالب السياسية التي سوف تقدم للجنة تصفية
الاستعمار , ومساندة الحركة الوطنية في الجنوب في محاولتها الجديدة , ولكن الجامعة كانت في شغل شاغل بمشاكلها عن الاهتمام بقضية شعبنا العربي في الجنوب ضد الاستعمار وعن
العدوان الاستعماري الذي يجابهه وفي شغل شاغل بمجاملة وزير خارجية اليمن حينذاك الذي
استنكر مجرد وجودنا بجانب الجامعة .
ولقد دهشنا ونحن نتحدث مع السيد صادق المقدم رئيس وفد تونس ورئيس مجلس الجامعة في
تلك الدورة , دهشنا عندما ذكر أن موضوع الجنوب لم يعرض وأن مذكرتنا لم تعرض وأن
البرقيات العديدة والعريضة الممضاة من عشرات من زعماء الجنوب وقادته لم تعرض .
ولما سألنا عن ذلك مسئولا كبيرا في الجامعة العربية أجاب بأن السيد وزير الخارجية اعترض
على تقديم هذه الوثائق لمجلس الجامعة , فعدنا وسألناه عمن هو وزير الخارجية هذا المتصرف
بأمره ؟ اجاب انه وزير خارجية اليمن , وهنا حدث نقاش عنيف بيننا وبينه رددته جنبات الصالون الكبير في فندق اليمامة بالرياض وعلى مرأى ومسمع من اكثر الوفود العربية , على
الرغم من الاحترام والتقدير اللذين نكنهما لهذا المسئول ولكن قضية النضال والتحرر فوق الاحترام والتقدير الشخصي .
ايقنا اذن بعد هذا الا جدوى من الجامعة , وان علينا أن نسير في الطريق الذي رسمناه معتمدين على الله وعل شعبنا البائس المضطهد المعزول في الجنوب .
بريطانيا تعمل على تشويه معالم القضية
ومنذ أن تبلورت الحركة الوطنية في الجنوب من بداية 48, 49 , 1950 كانت قضية الجنوب
ولاتزال هي قضية التحرر من الاستعمار والقضاء على التجزئة , وضمان الحريات العامة كانت القضية ولا تزال في هذه المرحلة من النضال تستهدف تحقيق هذه الاهداف .
وكان التيار الانفصالي في اوج قوته عام 1950 , ثم تقهقرت الدعوة الانفصالية حتى كادت
تنمحي عام 1956 امام التيار الوطني القومي الجارف , واستمرت اهداف النضال متبلورة
في الاستقلال , ووحدة الجنوب , وانتقال السيادة وسلطات الحكم الى الشعب .
لم تكن هناك بلبلة او خلاف بين الوطنيين المناضلين حول هذه الاهداف , ولم يفتح باب النقاش
البيزنطي حول معارك الغد او اهداف الغد , ولم يظهر بعد من يجادل حول البيضة والدجاجة
وايهما اصل للآخر !!!
ولكن عندما شعر الانجليز بخطورة الحركة الوطنية على مصالحهم , ولمسوا مدى عمقها وتجاوب الجماهير معها اوزعوا وشجعوا من يرفع شعار ( جنوب يمني لا جنوب عربي )
ووحدة اليمن اولا , نحن يمنيون قبل ان نكون عربا , وكان ذلك اواخر عام 59 واوئل عام
1960 .
ووجد الانجليز مجالا في الداخل لتفريخ هذه البلبلة في ( مستعمرة عدن ) التي يتواجد فيها
آلاف من اخواننا اليميين القادمين لكسب العيش من صغار التجار وعمال اليومية , ووجدوا
مجالا لدسيستهم هذه لدى الحكومة اليمنية السابقة حيث صادفت لديها هذه الدعوة هوى في
النفس اذ جنبها رفع هذا الشعار خوض معركة مع الانجليز لاترغب هي في خوضها , وتلقفت
الانتهازية الحزبية والفردية هذا العامل الجديد تستغله الى ابعد حدود غير عابئة بجوهر المعركة ولا حقيقة اهداف الشعب .
وفي الوقت الذي كبلت فيه الادارة البريطانية الحركة الوطنية ( حركة الرابطة ) بكافة القيود
التي يمكن لمستعمر أن يفرضها على حركة وطنية ، سمحت بحرية واسعة لاصحاب هذه الدعوة الجديدة المفتعلة ، واستهدفت بريطانيا من دعوتها هذه مايأتي :
1- ايجاد البلبلة في اذهان الشعب ونفوس المناضلين بتعدد الاتجاهات والمطالب .
2- ادخال اليأس في قلوب جمهرة الشعب الغالبة عندما ترى اهدافا ترسم لها لاترغب
في تحقيقها ولاتؤمن بها .
3- ينتج عن ذلك ارتماء الكثيرين من افراد الشعب في احضان عملاؤها الذين ظهروا
بمظهر الحماة للبلاد من الوقوع في براثن المملكة اليمنية .
4- تلغيم الطريق في المجال العربي وبالتالي في المجال الدولي امام الحركة الوطنية في
الجنوب حيث كفت الحكومة اليمنية بريطانيا مؤنة تحطيم الحركة الوطنية وعرقلة خططها في هذين المجالين .
ولقد نجحت بريطانيا في ذلك الى ابعد الحدود لولا أن رجال الحركة الوطنية في الجنوب لم ييأسوا ، وقاوموا هذا المخطط بمخطط جديد يعتمد على :
1- اعادة تنظيم الحركة الوطنية على اساس جديد ، وتقدير الموقف في كل من الداخل
والمجال العربي سواء بالنسبة للجامعة العربية او بالنسبة للدول العربية على اسس
علمية ودراسة دقيقة .
2- الدعوة التي وجهتها الرابطة الى كافة الهيئات والشخصيات في الجنوب ، وذلك في
مايو سنة 1962 بترك خلافات الغد للغد ان كانت هناك خلافات جوهرية ، وتركيز
اهداف نضالنا اليوم في المرحلة الحالية من النضال في :
(أ‌) انهاء الوجود الاستعماري
(ب) تحقيق وحدة الجنوب العربي ( عدن والمحميات )
(ج) انتقال السيادة وسلطات الحكم الى الشعب
2- كان قرار هيئة الامم المتحدة في دورتها السادسة عشر بتكوين لجنة تصفية الاستعمار
المنفذ الذي اغتنمته الرابطة وبحذق ووعي للزج بالقضية في هيئة الامم المتحدة .
ورغم هذه الخطوات الثلاث التي حققتها الحركة الوطنية في الجنوب الا أن الاستعمار
والانتهازية لم يقفا مكتوفي الايدي امام الموقف الجديد الذي تسببت فيه رابطة الجنوب
العربي ووضعت به الحكومة البريطانية من جهة والحكومة اليمنية السابقة من جهة اخرى في حرج دولي بالغ .
عودة الانفصالية التقليدية
في هذا الجو الجديد وفي صيف سنة 62 قررت بريطانيا ادخال مستعمرة عدن في الاتحاد
السلاطيني الذي اقامته في الجنوب , وفي هذا الجو المحموم وجهت اجهزة الدعاية الاستعمارية كل جهودها لتحويل المعركة من تحرر الجنوب بكامل اجزائه وتحقيق وحدته
وسيادة شعبه الى معركة حول دخول عدن في الاتحاد او عدم دخولها الاتحاد , وبهذا تكون
بريطانيا قد رسمت وخططت لتحقيق هذا الاتجاه وانضمام عدن اليه , وفي نفس الوقت رسمت خط المعارضة لهذا المشروع .
فبدلا من ان يكون خط المعارضة هو الخط الذي رسمته الحركة الوطنية في الجنوب بعلاج
القضية من اساسها أي بزوال الاستعمار من المنطقة كلها وتحقيق وحدتها وانتقال السيادة
وسلطات الحكم الى شعبها العربي ، اذا بالمعركة تبدو انها معركة دخول عدن في الاتحاد
او عدم دخولها مع ان دخول عدن في الاتحاد او عدم دخولها في الاتحاد بشكله الاستعماري
السلاطيني الحالي لايغير شيئا من جوهر القضية , قضية الاستعمار في الجنوب كله وقضية
وحدته وقضية السيطرة البريطانية السلاطينية .
ومما يؤسف له أن اجهزة الدعاية في سائر البلاد العربية كانت اسيرة هذا المخطط البريطاني لمعارضة مشروع بريطانيا نفسها ، حتى بدا في وقت من الاوقات خلال العام
الماضي أن المعركة التي يخوضها الشعب العربي في الجنوب ، وأن القضية الوطنية في
الجنوب او النضال الوطني فيه يتركز حول هل تدخل عدن الاتحاد او لاتدخله .
الانفصالية الجديدة
ومع الانفصالية القديمة التقليدية جنبا الى جنب سارت الانفصالية الجديدة ، مع الجمعية العدنية التي تحولت الى حزب هزيل هو ( حزب المؤتمر الشعبي الدستوري ) .....
سار ( حزب الشعب الاشتراكي ) الذي تأسس صيف سنة 1962 وجر وراءه المؤتمر
العمالي المجني عليه .
وقامت المظاهرات ضد المشروع ، الشعب يتظاهر بكل كتله ضد الاستعمار وفي سبيل
الوحدة والديمقراطية , والحزبان المشار اليهما يستغلان ذلك لترسيخ المعني الانفصالي
ذاك بفلسفة الانفصالية التقليدية وهذا بفلسفته الانفصالية الجديدة رافعا شعار يمنية المنطقة
وهو يعلم علم اليقين استحالة ذلك نظريا وعقائديا وعمليا ، وهو يعلم علم اليقين أن نتيجة
نشاطه ابقاء الانجليز في عدن وسائر مناطق الجنوب ، وابقاء التجزئة القائمة وتدعيم نفوذ
السلاطين ، ولاادل على ذلك من تلك اللافتة التي رفعها حزب الشعب الاشتراكي في ساحة
المؤتمر العمالي ونصها ( لقد باعتنا بريطانيا بثمن بخس ) ، هذا اللافتة التي نذكرها هنا دون
تعليق .
وجاء عند ذلك دور اجهزة الاعلام الاستعمارية فنقلت صورة المعارضة والمظاهرات
الى الرأي العام العربي والعالمي على انها معارضة ضد دخول عدن في الاتحاد , وأن
فريقا كبيرا من ابناء عدن يرغبون في بقاء عدن كما هي تحت الحكم الاستعماري المباشر

جزء ( 5 )
السنة الحاسمة

كان عام 1962 هو العام الذي استطاعت فيه الحركة الوطنية في الجنوب – حركة الرابطة –أن تشق لقضية الجنوب العربي الطريق الى هيئة الامم المتحدة .

كان تقديم المذكرة الشهيرة في شهر مارس 1962 الى لجنة تصفية الاستعمار ، ومطالبة الرابطة لهذه اللجنة بالاستماع الى شكوى الشعب العربي في الجنوب ، ومناشدة دول العالم المتحرر الوقوف بجانب نضاله في سبيل حريته ووحدته وتقدمه ، كان ذلك مفاجأة مذهلة للاستعمار البريطاني ورجاله سواء في عدن ام في لندن .

كما كان ذلك مفاجأة مذهلة للقوى المتآمرة على قضية الجنوب واستقلاله ولقد توجه الأمين العام للحزب الى هيئة الامم في اكتوبر سنة 1962 ولجنة تصفية الاستعمار المنعقدة ، وبعد انصالات بسكرتارية اللجنة تقرر انعقاد لجنة تصفية الاستعمار في شهر ابريل سنة 1963
لبحث قضية الجنوب العربي ( عدن والمحميات ) والاستماع الى مندوب الرابطة والى من
يريد التحدث من المواطنين في الجنوب .

الموقف عند نظر اللجنة للقضية

ووقف مندوبنا الاخ شيخان الحبشي امام لجنة التصفية يشرح حقائق الوضع في الجنوب
ويندد بأفاعيل الاستعمار ويصدع بمطالب الشعب ، ويرد على اسئلة السائلين واستفسار
المستفسرين .

ولاول مرة في تاريخ الجنوب العربي تطرق اسماع العالم مشاكله وأمانيه بصدق وشجاعة واخلاص ومسئولية .

وهنا ظهرت امام اللجنة القضية من كافة وجوهها ، وهنا بزغت الاطراف او وجهة نظر
الاطراف المعنية بالقضية وبصرف النظر عن شرعية هذه الاطراف الاخرى او عدم شرعيتها ، وصدقها او عدم صدقها ، وايمانها بالقضية وبالشعب في الجنوب ام ايمانها بمصالحها او مصالح من تمثله
فاننا نعرض وجهات النظر هذه للحقيقة وللتاريخ وليطلع الرأي العام في الجنوب العربي
خاصة ، والرأي العام في الوطن العربي عامة على ماجرى وعلى نظرة كل طرف من هذه الاطراف الى هذه القضية .

ان ماعرض على مسامع هذه اللجنة العالمية تستنتج منه وجهات النظر الاربع :


وجهة النظر الأولى :

محمد فريد العولقي وهو وزير الخارجية في الاتحاد الفدرالي للجنوب طلب الكلمة امام لجنة تصفية الاستعمار فوافقته اللجنة على ان تكون كلمته ليست بصفته وزير خارجية الاتحاد بل بصفته مواطنا من الجنوب العربي ، وفي نظرتنا بل وفي واقع الامر كانت كلمة محمد فريد تعبر عن رأي الشخصيات والاحزاب والجماعات الغارقة في التعاون مع المستعمر السائرة في ركابه .
وكانت كلمته واضحه الدلالة على تسلسل تفكير هذه الجماعة . تحدث فيها عن الجنوب وعن صلة بريطانيا بالجنوب ، وعن الخدمات التي تؤديها في سبيل تقدمه ، وبرر الكثير من اعمالها ، واشار الى انها تهيؤه للاستقلال ، وأن ليس في الامكان ابدع مما كان ، والا داعي لان تزج هيئة الامم المتحدة بنفسها في موضوع ( الجنوب العربي )



وجهة النظر الثانية :

سعيد صحبي المحامي قدم نفسه بصفته ممثل حزب الشعب الاشتراكي في عدن وتحدث حديثا طويلا خارجا عن الموضوع وركز في حديثه على :

1-أن عدن والمحميات جزء من اليمن لايتجزأ وأن على اللجنة أن تقرر ضم هذه المناطق الى اليمن بعد أن تهدم الاتحاد القائم والمجلس التشريعي في عدن .

2-أن عدن المستعمرة بلد متقدم ومتطور وأن المحميات متخلفة ومتأخرة ولذلك فقد هاجم موضوع انضمام عدن الى الاتحاد وطالب بالغاء ذلك .

وفي نظرنا بل في واقع الامر كانت كلمة سعيد صحبي المحامي من ناحية تعبر عن رأي اخواننا العمال اليمنيين في عدن وأغلبهم من عمال اليومية وهؤلاء جميعا ليسوا بثقل سياسي عملي في عدن ولا في بقية مناطق الجنوب .

ومن ناحية اخرى تعبر كلمته عن رأي الانفصالية الغاربة في عدن وهي الانفصالية التي تؤيدها الجاليات الاجنبية العديدة والتي يهمها حفظا لمصالحها ابقاء عدن مستقلة بذاتها وجزء من املاك التاج البريطاني .ولست اتحمل مسئولية اتهام سعيد صحبي او الحزب الذي يمثله بالعمالة للانفصالية في عدن او للاستعمار ولكن اسجل أن نتائج مطالب هذا الحزب وسياسته انما هي في خدمة هذه الانفصالية وفي خدمة اهداف المستعمر .

وليست العبرة في مثل هذه الامور الخطيرة بالنوايا – على فرض حسن هذه النوايا – ولكن العبرة بالنتائج الحتمية التي ستترتب على اعمال وسياسة موجهي هذا الحزب وقادته .

وجهة النظر الثالثة :

محمد علي لقمان المحامي قطب الجمعية العدنية المنحلة وقطب الحزب الصغير (حزب المؤتمر الشعبي الدستوري) وصاحب( فتاة الجزيرة) (وايدن كرونيكل) .

كان في زيارة للولايات المتحدة الامريكية في شهر سبتمبر سنة 1962 في امور تتعلق بالمطابع دبرت الزيارة له القنصلية الامريكية في عدن ، وكانت لجنة تصفية الاستعمار منعقدة فطلب الكلمة وتحدث حديثا غريبا مشبوها ، تحدث عن عدن وتقدمها من كافة النواحي ، وهاجم أبناء المناطق الاخرى من الجنوب العربي وأبناء اليمن ، واستنكر ربط مدينة عدن بالجنوب للفوارق الكبيرة من الناحية الادارية والعمرانية والحقوق العامة وغيرها .

وطالب باستفلال عدن ( المستعمرة ) ، ومحمد علي لقمان المحامي ذو رأي معروف في مستقبل عدن فهو صاحب فكرة نيل عدن الحكم الذاتي وضمها الى الكومنولث ، واعتبار ابناء المحميات اجانب فيها ، وحصر الحقوق في عدن على مواليد عدن عرب وغير عرب وحرمان العرب غير المولودين في عدن من كافة الحقوق حتى ولو كانوا مستوطنين بها .

هذه الفكرة هي الفكرة التي كانت تحملها(الجمعية العدنية ) ثم انشقت هذه الجمعية الى قسمين ، الاول بزعامة المرحوم حسن علي بيومي رئيس الجمعية الذي الف فيما بعد( الحزب الوطني الاتحادي ) ، والثاني بزعامة علي محمد لقمان الصحفي الذي كون فيما بعد(حزب المؤتمر الشعبي الدستوري ) .

ولقد تخلى الحزب الوطني الاتحادي عن فكرة الانفصالية العدنية ، وان كان قد نهج نهجا تعاونيا مع الادارة البريطانية .

اما حزب المؤتمر الشعبي فيبدو انه لايزال متمسكا بانفصاليته . وفي نظرتنا بل وفي واقع الامر فان الجمعية العدنية بقيادة لقمان وحزب المؤتمر الشعبي المتفرع عنها انما تعبر عن احاسيس ورغبات ومصالح ابناء الجاليات الاجنبية التي استوطنت عدن وتعرب الكثيرون منهم ، كما انها تعبر عن المخطط الاستعماري في مراحله الاولى .


وجهة النظر الرابعة :

شيخان عبدالله الحبشي المحامي ، أمين عام حزب الرابطة ، واحد الدعائم الكبيرة للحركة الوطنية في الجنوب ، رائد من الرواد وهب هو وزملاؤه انفسهم للقضية ولتحقيق اهداف الشعب العربي في الجنوب .

تحدث امام اللجنة : كان حديثه هو صوت الجنوب العربي المنبعث من اعماق النفس العربية في هذا الجنوب . حلل الوضع في الجنوب ، صور المأساة التي يعيشها شعبه ، كشف العدوان البريطاني على الجنوب شعبا وارضا ، افرادا وجماعات ، غاص في صميم المشكلة واستخلص
من اعماق هذه المشكلة الحلول العملية لها .

نبه اللجنة الى أن الموضوع ليس هو هل تضم عدن الى الاتحاد او لاتضم ؟! ولا هل يلغى الاتحاد او لايلغى ؟! وليس الموضوع هو : هل الجنوب العربي جزء من اليمن او ليس بجزء من ؟!
وليس ادخالنا القضية في هذه اللجنة لامور فرعية ومشاكل جزئية او جانبية ، ان الموضوع أن هيئة الامم المتحدة قد اصدرت قرارها بانهاء الاستعمار في دورتها عام 1960 وأكدت هذا الاعلان عام 1961 وكونت بناء على ذلك لجنة تصفية الاستعمار .

وذكر شيخان الحبشي أن مطالبنا السياسية التي نطالب هيئة الامم المتحدة بتأييدها معتمدين في هذه المطالبة على إعلانات الهيئة وقرارتها و هي :

اولا : إنهاء الاستعمار من الجنوب ونيله لاستقلاله وحريته .

ثانيا : تحقيق وحدة الجنوب العربي .

ثالثا : انتقال السيادة وسلطات الحكم الى الشعب العربي في الجنوب .

كما شرح مندوب الرابطة الخطوات التي تقترحها الرابطة لتحقيق هذه المطالب وهي :

اولا : اطلاق الحريات العامة في سائر الجنوب وضمان هذه الحريات .

ثانيا : الغاء قرارات النفي والابعاد التي دأبت بريطانيا على اصدارها ضد رجالات الحركة
الوطنية .

ثالثا : اجراء انتخابات عامة لكل الجنوب ( عدن والمحميات الشرقية والغربية ) تحت اشراف دولي محايد لتكوين مجلس يمثل الشعب ، وتنبثق عنه حكومة وطنية تقود البلاد نحو اهدافها الوطنية التقدمية .


هكذا تحدث ممثل حزب رابطة الجنوب العربي ، وفي هذا الكتاب نص المذكرة التي قدمتها الرابطة الى لجنة تصفية الاستعمار ، ونص الخطاب الذي القاه الاخ الامين العام والاسئلة والاجوبة التي دارت بينه وبين اعضاء اللجنة المحترمين حول القضية .

وفي تقديرنا بل وفي الواقع كانت كلمة شيخان الحبشي هي كلمة الشعب ، كل الشعب في الجنوب
العربي ، المثقفون العمال ، القبائل في كافة المناطق : في عدن وفي حضرموت وفي لحج والعوالق ويافع وغيرها من مناطق الجنوب ، كل هؤلاء يقفون صفا واحدا وراء هذه المطالب ، لايعارض في ذلك سوى :

1-المتعاونين مع الاستعمار البريطاني الغارقين حتى الاذقان في الاوحال المتآمرين المستغلين للشعب ولخيراته .
2-ممثلي الجاليات الاجنبية في عدن المتسترين وراء الانفصالية العدنية ممثلة في الجمعيةالعدنية السابقة وفي حزب المؤتمر الشعبي الدستوري حاليا .
3- بعض من اخواننا اليمنيين المغرر بهم في عدن .
ان كلمة الرابطة التي قالتها امام لجنة تصفية الاستعمار وتقولها دائما هي كلمة الشعب النابعة من ضميره ، المعبرة عن رغبته ، المحققة لمصالحه ، المعالجة لصميم مشاكله .

جزء ( 6 )
كلمة المندوب البريطاني

ان انزعاج الدوائر الاستعمارية البريطانية من النجاح الي احرزته الرابطة بابراز قضية الجنوب العربي ا
لى هذا المجال الدولي قد تجلى بوضوح في حادثتين :

الحادث الاول :

في سفر المندوب البريطاني في اللجنة من امريكا الى لندن قبيل بحث القضية لدراستها وتلقي التعليمات .

الحادث الثاني :

في سفر كينيدي ترافسكس من عدن الى لندن ثم الى هيئة الامم المتحدة مصطحبا معه محمد فريد
وزير خارجية الاتحاد حيث استمرا في متابعة سير القضية في اللجنة حتى انتهائها من بحثها .

ومستر كينيدي ترلفسكس هو المعتمد والمستشار البريطاني في الاتحاد الفدرالي حينذاك وهو المندوب
السامي البريطاني للاتحاد اليوم وحاكم عدن العام , وهو في مركزه السابق واللاحق
المتصرف الحاكم بأمره في الجنوب .

ولقد تحدث المندوب البريطاني امام اللجنة حديثا طويلا شرح فيه ماتصنعه بريطانيا من
التقدم في المنطقة ( حسب اعتقاده واعتقاد حكومته ) وبين الصعوبات التي تقف امام التقدم ،
وحاول محاولات مضحكة تبرير تصرفات حكومته والتنصل من اعمال العدوان التي انتهجتها .

مناورات يحبطها مندوبنا :

وبعد الانتهاء من الكلمات من قبل طالبيها جرت اجتماعات ومشاورات حول الخطوة التي سوف
تتخذها اللجنة .
ولقد قامت أكثر من جهة بمناورات ومداورات ، الدول الصديقة لبريطانيا تريد ان تجنبها الملامة ،
وبريطانيا تريد تمييع الخطوات وتفويت الفرصة على الحركة الوطنية وجهات أخرى تحاول العبث
بالمطالب العادلة في سبيل الأوهام .

وبدت فكرة إرسال لجنة فرعية لتقصي الحقائق وللبحث عن اسلم السبل لتنفيذ اعلان تصفية الاستعمار بالنسبة للجنوب ، واجراءات تنفيذ هذا الاعلان .
وقامت مناورات حينذاك تستهدف تأخير اصدار القرارات والاكتفاء بقرار ارسال اللجنة الفرعية
الى الجنوب العربي والى المناطق المجاورة التي يتواجد فيها ابناء الجنوب .
وهنا قام مندوب الرابطة بدور حاسم اذ رفض تأجيل القرارات المتعلقة بتصفية الاستعمار انتظارا
لانتهاء اللجنة الفرعية من مهمتها ، وطالب لجنة تصفية الاستعمار بإصدار قراراتها أولا طبقا للإعلان
الصادر عام 1960 والإعلان المؤكد له عام 1960 . على إن تشمل هذه القرارات
إرسال اللجنة الفرعية ومهمتها .
وبالفعل نجح مندوب الرابطة فيما استهدفه وصدرت قرارات لجنة التصفية المشهورة ونصها
مسجل في موضعه من هذا الكتاب .

قرارات حاسمة للجنة تصفية الاستعمار:

ناقشت اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار ) قضية بلادنا ( الجنوب العربي ) في اجتماعها
149 ، 164 ، 169 ، وهي الاجتماعات التي عقدت في 17 ابريل الى 3 مايو سنة 1963
و10 مايو 1963 وفقا للقرار الخاص باعلان استقلال البلاد المستعمرة .

وتحدث من ذكرناهم سابقا الى اللجنة . وخلال هذه المناقشات العامة اقترح أنه من الافضل أن تقوم ا
للجنة الخاصة بارسال بعثة لزيارة عدن والمحميات للاتصال بممثلي الشعب والاطلاع على
مايدور في ارض الجنوب العربي ووضع تقرير وتوصيات عن اسرع الوسائل لتنفيذ القرار الخاص بمنح الاستقلال للمستعمرات .

وكان من رأي بعض اعضاء اللجنة أن يكتفى بقرار ارسال اللجنة ، ولكن مندوب حزب الرابطة
الزميل شيخان الحبشي بذل جهودا كبيرة تستهدف عدم الاكتفاء بقرار ارسال اللجنة حيث ذكر
لاعضاء اللجنة ضرورة اصدار قرارات بخصوص هذه القضية وفقا للقرار الخاص باعلان الاستقلال
للبلاد المستعمرة وعدم ارجاء ذلك حتى انتهاء اللجنة من مهمتها لأن نتائج زيارة اللجنة
لن تؤثر على قرار اعلان الاستقلال بل ان مهمتها هي اختيار اسرع الوسائل لتنفيذ هذا القرار .

وقد كللت هذه الجهود بالنجاح حيث صدرت قرارات اللجنة الخاصة في 3 مايو سنة 1963 التي
ستنشر في هذا الكتاب بنصها . وقد صدرت هذه القرارات بأغلبية ثمانية عشر صوتا ضد خمسة
وغياب عضو واحد وقد احتوت هذه القرارات على :

1- دمغ السلطة الادارية البريطانية في الجنوب بأنها لم تتخذ التدابير اللازمة لتنفيذ القرار الخاص
باعلان منح الاستقلال للمستعمرات في هذه المنطقة .
2- ان السلام والامن مهدد في الجنوب العربي نتيجة للتصرفات البريطانية .
3- ان من حق شعب الجنوب العربي أن يقرر مصيرة وينال استقلاله .
4- مطالبة بريطانيا بالغاء قرارات النفي والابعاد واطلاق سراح المسجونين السياسيين واطلاق
الحريات العامة .
5- ارسال لجنة فرعية الى هذه المقاطعات والبلاد المجاورة التي يتواجد فيها ابناء الجنوب العربي
ويختار رئيس اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار ) اعضاء اللجنة الفرعية .


اللجنة الفرعية :

وفي 10 مايو سنة 1963 أعلن رئيس اللجنة انتخاب أعضاء اللجنة الفرعية كالأتي :

1- فويناي سون كمبوديا رئيسا

2- عدنان الباجهجي العراق عضوا

3- ريمي ادرياماهارو مدغشقر عضوا

4- ليونارد ودياز جونزالز فنزويلا عضوا

5- ميسو بامييسفك يوغسلافيا عضوا


المملكة المتحدة ترفض زيارة اللجنة للجنوب العربي :

ولقد وقفت المملكة المتحدة موقفا مؤسفا من هذه اللجنة حيث رفض المندوب البريطاني في لجنة
تصفية الاستعمار بناء على تعليمات حكومته القرار الذي يقضي بزيارة اللجنة الفرعية لعدن
والمحميات لاستطلاع آراء الشعب وممثليه والتباحث مع السلطات الادارية في المنطقة . وقد
كانت حجة المملكة المتحدة في رفضها كما جاء في كلام ممثلها أمام لجنة تصفية الاستعمار وقبل
اصدار القرار :

"" أن مسئولية ادارة المناطق غير المتمتعة بالحكم الذاتي تقع على عاتق ممثل الادارة المحلية وليست
على عاتق الامم المتحدة وأن حكومته لاتنوي التخلي او السماح بالمشاركة في هذه المسئولية لاحد وان
حكومته تؤمن بأن تقسيم المسئولية يؤدي الى التأخير والارتباك ، كما اضاف
قائلا أن حضور البعثة الى اقاليم المملكة المتحدة سيؤدي بصراحة الى تدخل في الشئون الداخلية
في هذا الاقليم وانه خول من قبل حكومته للاعلان بأن اقتراحا كهذا لايمكن قبوله "".

وقد رد غالبية الاعضاء على الممثل البريطاني وهدموا وجهة نظره وكان منطقهم واضحا وحاسما
: انه عملا باعلان منح الاستقلال للشعوب المستعمرة فان الجمعية العامة قد باشرت مسئولية خاصة
بمساعدة البلدان المستقلة للتأكد من سرعة منح الاستقلال للمستعمرات وذلك بموجب القرارات رقم 1514
الدورة الخامسة عشر بتاريخ 14 ديسمبر 1960 ، ورقم 1654 الدورة
السادسة عشر بتاريخ 27 نوفمبر سنة 1961 ، ورقم 1810 الدورة السابعة عشر بتاريخ 17
ديسمبر 1962 ، لهذا فقد خولت الجمعية العامة اللجنة الخاصة ارسال بعثة الى هذه الاقاليم
لاستطلاع الاحوال السائدة هناك .

وارسال بعثة الى عدن يسهل للجنة الخاصة دراسة واقع الحقائق ويمدها بالتفاصيل الصحيحة
للحالة هناك . والاهمية التي تعلقها اللجنة الفرعية على المهمة المسندة اليها ، وشعورها نتيجة
لذلك بضرورة زيارة المنطقة نفسها فقد بذلت جهودا اخرى لاقناع المملكة المتحدة باعادة التفكير
ثانية في الوضع الذي اتخذته في اللجنو الخاصة بشأن هذه الزيارة .

وقد اتصل رئيس اللجنة الفرعية بممثل بريطانيا في اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار )
وذلك يوم 15 مايو سنة 1963 بهذا الخصوص . غير ان الممثل البريطاني عاد وابلغ نائب
رئيس اللجنة الخاصة بواسطة خطاب بتاريخ 20 مايو سنة 1963 بأن طلبه الخاص بزيارة
اللجنة الفرعية الى عدن غير مقبول لنفس الاسباب التي ابديت في اللجنة الخاصة . وتقول
اللجنة الفرعية في تقريرها الذي قدمته الى اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار ) بخصوص
هذا الموضوع مايأتي بالنص :

(أن اللجنة الفرعية اهتمت بالحجج التي قدمتها ممثل المملكة المتحدة في اللجنة الخاصة لشرح
وجهة نظرها ، ولكنها لم توافق عليها ، وفي نظرها أن الامم المتحدة مسئولة بالنسبة للمناطق
غير المتمتعة بالحكم الذاتي مسئولية مستمدة من مبادئ الميثاق المتعلقة بهذه المناطق ، ومن
الاعلان الخاص بمنح الاستقلال للمستعمرات الذي أقرته الجمعية العامة .
واللجنة الفرع لاتستطيع قبول الزعم البريطاني بأن ذهاب لجنة الى الجنوب يؤدي الى البلبلة
والتأخير ، وأن الجهاز الذي انشأته الامم المتحدة لمساعدة هذه المناطق للحصول على
استقلالها ثبتت فائدته كليا ، وأن من واجب السلطات الادارية هناك أن تبدي تعاونا كاملا مع
الامم المتحدة .
بيد أنه وجدت اللجنة الفرعية مع الاسف أن المملكة المتحدة تعتبر زيارة البعثة الى عدن
والمحميات العدنية تدخلا في الشئون الداخلية لتلك المناطق . وهذا كله يتعارض مع الاقتراح
بشأن زيارة عدن لاستطلاع وجهات نظر الشعب تنفيذا للقرار الخاص بالاستقلال .
واللجنة الفرعية تبدي أسفها الشديد وشعورها بخيبة الامل بسبب الموقف الذي اتخذته المملكة
المتحدة ، وهذا القرار لم يمنع اللجنة الفرعية من القيام بواجبات موكولة اليها ولكنه انكر عليها
اهم وسيلة للقيام بأعبائها )


زيارة اللجنة الفرعية للبلاد المجاورة للجنوب العربي

نظرا لهذا الاصرار من قبل الحكومة البريطانية على عدم السماح للجنة الفرعية بزيارة
الجنوب العربي ، هذا الاصرار الذي دفع حكومة عدن البريطانية الى اصدار منشور
سري موقع من مراقب الهجرة في عدن الى جميع شركات الطيران والبواخر ينذرهم
فيه بعدم السماح لاعضاء اللجنة الفرعية ( وذكرت في المنشور اسماؤهم ) بالدخول الى
عدن ولو عن طريق الترانزيت ( المنشور بتاريخ 23 مايو سنة 1963 )
نظرا لهذا الاصرار من قبل الحكومة البريطانية على رفض تنفيذ قرار لجنة تصفية
الاستعمار والحيلولة دون اللجنة الفرعية ومزاولة مهمتها لم يكن امام اللجنة طريق
سوى زيارة البلدان المجاورة للجنوب العربي وهي البلدان التي يوجد فيها أعداد من
ابناء الجنوب .
فقامت بزيارة كل من الجمهورية العربية المتحدة (مصر) ، واليمن ، والمملكة العربية
السعودية ، والعراق . امضت اللجنة الفرعية في القاهرة أيام 25 ، 26 و27 مايو .
ومكثت في صنعاء ونعز أيام 28 ، 29 ، 30 مايو . وامضت في جدة يومي 2 ، 3 يونيو
وأمضت يوما في بغداد هو يوم 5 يونيو .

واستطاعت اللجنة في هذه المدة مقابلة 56 شخصا في المدن الخمس كما تلقت عددا كبيرا
من الوثائق التي تحتوي على بيانات مفصلة عن الحالة في الجنوب حررها الوطنيون ،
كما تلقت عددا كبيرا من البيانات والخطابات والبرقيات بعث بها اشخاص لم تستطع
اللجنة مقابلتهم او لم يتمكنوا من الحضور امامها .
وتقول اللجنة الفرعية في تقريرها عقب هذه الزيارات :

( لقد علمت اللجنة بأن الاهالي وممثلي الهيئات كانوا ينتظرون هذه الزيارة بلهفة وترقب
ولهذا قررت اللجنة أن يحضر كل جلساتها رجال الصحافة كما قررت حضور الاهالي بقدر
ماتسمح الظروف )

ثم تقول اللجنة :

( وفي بداية كل اجتماع كان رئيس اللجنة الفرعية يعلن للحاضرين الصلاحية المخولة
له من قبل اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار ) ومضمون القرار الصادر بتاريخ
3 مايو سنة 1963 بشأن منح الاستقلال للمستعمرات ، وحق تقرير مصيرها بنفسها طبقا
للقرار ( 1514 الدورة 15 بتاريخ 14 ديسمبر سنة 1963 ) الذي أوصى بحق هذه
المناطق في تقرير مصيرها بحرية وديمقراطية ، وأن اللجنة الفرعية مكلفة بالتأكد من
وجهات نظر مختلف الطوائف خاصة ممثلي الشعب وقادة الاحزاب السياسية ، وأن اللجنة
الفرعية قد ارسلت الى هذه المناطق وخول لها حق زيارة البلاد المجاورة ايضا وأنها
ستقدم تقريرها الى اللجنة الخاصة موضحة فيه رغبات الاهالي وتوصياتها اللازمة بشأن
منح الاستقلال للبلاد المستعمرة )

جزء ( 6 )
كلمة المندوب البريطاني

ان انزعاج الدوائر الاستعمارية البريطانية من النجاح الي احرزته الرابطة بابراز قضية الجنوب العربي الى
هذا المجال الدولي قد تجلى بوضوح في حادثتين :

الحادث الاول :

في سفر المندوب البريطاني في اللجنة من امريكا الى لندن قبيل بحث القضية لدراستها وتلقي التعليمات .

الحادث الثاني :

في سفر كينيدي ترافسكس من عدن الى لندن ثم الى هيئة الامم المتحدة مصطحبا معه محمد فريد
وزير خارجية الاتحاد حيث استمرا في متابعة سير القضية في اللجنة حتى انتهائها من بحثها .

ومستر كينيدي ترلفسكس هو المعتمد والمستشار البريطاني في الاتحاد الفدرالي حينذاك
وهو المندوب السامي البريطاني للاتحاد اليوم وحاكم عدن العام , وهو في مركزه السابق واللاحق
المتصرف الحاكم بأمره في الجنوب .

ولقد تحدث المندوب البريطاني امام اللجنة حديثا طويلا شرح فيه ماتصنعه بريطانيا من
التقدم في المنطقة ( حسب اعتقاده واعتقاد حكومته ) وبين الصعوبات التي تقف امام التقدم ،
وحاول محاولات مضحكة تبرير تصرفات حكومته والتنصل من اعمال العدوان التي انتهجتها .

مناورات يحبطها مندوبنا :

وبعد الانتهاء من الكلمات من قبل طالبيها جرت اجتماعات ومشاورات حول الخطوة التي سوف
تتخذها اللجنة .
ولقد قامت أكثر من جهة بمناورات ومداورات ، الدول الصديقة لبريطانيا تريد ان تجنبها الملامة ،
وبريطانيا تريد تمييع الخطوات وتفويت الفرصة على الحركة الوطنية وجهات أخرى تحاول العبث
بالمطالب العادلة في سبيل الأوهام .

وبدت فكرة إرسال لجنة فرعية لتقصي الحقائق وللبحث عن اسلم السبل لتنفيذ اعلان تصفية الاستعمار
بالنسبة للجنوب ، واجراءات تنفيذ هذا الاعلان .
وقامت مناورات حينذاك تستهدف تأخير اصدار القرارات والاكتفاء بقرار ارسال اللجنة الفرعية
الى الجنوب العربي والى المناطق المجاورة التي يتواجد فيها ابناء الجنوب .
وهنا قام مندوب الرابطة بدور حاسم اذ رفض تأجيل القرارات المتعلقة بتصفية الاستعمار انتظارا
لانتهاء اللجنة الفرعية من مهمتها ، وطالب لجنة تصفية الاستعمار بإصدار قراراتها أولا طبقا
للإعلان الصادر عام 1960 والإعلان المؤكد له عام 1960 . على إن تشمل هذه القرارات
إرسال اللجنة الفرعية ومهمتها .
وبالفعل نجح مندوب الرابطة فيما استهدفه وصدرت قرارات لجنة التصفية المشهورة ونصها
مسجل في موضعه من هذا الكتاب .

قرارات حاسمة للجنة تصفية الاستعمار:

ناقشت اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار ) قضية بلادنا ( الجنوب العربي ) في اجتماعها
149 ، 164 ، 169 ، وهي الاجتماعات التي عقدت في 17 ابريل الى 3 مايو سنة 1963
و10 مايو 1963 وفقا للقرار الخاص باعلان استقلال البلاد المستعمرة .

وتحدث من ذكرناهم سابقا الى اللجنة . وخلال هذه المناقشات العامة اقترح أنه من الافضل أن تقوم
اللجنة الخاصة بارسال بعثة لزيارة عدن والمحميات للاتصال بممثلي الشعب والاطلاع على
مايدور في ارض الجنوب العربي ووضع تقرير وتوصيات عن اسرع الوسائل لتنفيذ القرار الخاص بمنح الاستقلال للمستعمرات .

وكان من رأي بعض اعضاء اللجنة أن يكتفى بقرار ارسال اللجنة ، ولكن مندوب حزب الرابطة
الزميل شيخان الحبشي بذل جهودا كبيرة تستهدف عدم الاكتفاء بقرار ارسال اللجنة حيث ذكر
لاعضاء اللجنة ضرورة اصدار قرارات بخصوص هذه القضية وفقا للقرار الخاص باعلان الاستقلال
للبلاد المستعمرة وعدم ارجاء ذلك حتى انتهاء اللجنة من مهمتها لأن نتائج زيارة اللجنة
لن تؤثر على قرار اعلان الاستقلال بل ان مهمتها هي اختيار اسرع الوسائل لتنفيذ هذا القرار .

وقد كللت هذه الجهود بالنجاح حيث صدرت قرارات اللجنة الخاصة في 3 مايو سنة 1963 التي
ستنشر في هذا الكتاب بنصها . وقد صدرت هذه القرارات بأغلبية ثمانية عشر صوتا ضد خمسة
وغياب عضو واحد وقد احتوت هذه القرارات على :

1- دمغ السلطة الادارية البريطانية في الجنوب بأنها لم تتخذ التدابير اللازمة لتنفيذ القرار الخاص
باعلان منح الاستقلال للمستعمرات في هذه المنطقة .
2- ان السلام والامن مهدد في الجنوب العربي نتيجة للتصرفات البريطانية .
3- ان من حق شعب الجنوب العربي أن يقرر مصيرة وينال استقلاله .
4- مطالبة بريطانيا بالغاء قرارات النفي والابعاد واطلاق سراح المسجونين السياسيين واطلاق
الحريات العامة .
5- ارسال لجنة فرعية الى هذه المقاطعات والبلاد المجاورة التي يتواجد فيها ابناء الجنوب العربي
ويختار رئيس اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار ) اعضاء اللجنة الفرعية .


اللجنة الفرعية :

وفي 10 مايو سنة 1963 أعلن رئيس اللجنة انتخاب أعضاء اللجنة الفرعية كالأتي :

1- فويناي سون كمبوديا رئيسا

2- عدنان الباجهجي العراق عضوا

3- ريمي ادرياماهارو مدغشقر عضوا

4- ليونارد ودياز جونزالز فنزويلا عضوا

5- ميسو بامييسفك يوغسلافيا عضوا


المملكة المتحدة ترفض زيارة اللجنة للجنوب العربي :

ولقد وقفت المملكة المتحدة موقفا مؤسفا من هذه اللجنة حيث رفض المندوب البريطاني في لجنة
تصفية الاستعمار بناء على تعليمات حكومته القرار الذي يقضي بزيارة اللجنة الفرعية لعدن
والمحميات لاستطلاع آراء الشعب وممثليه والتباحث مع السلطات الادارية في المنطقة . وقد
كانت حجة المملكة المتحدة في رفضها كما جاء في كلام ممثلها أمام لجنة تصفية الاستعمار وقبل
اصدار القرار :

"" أن مسئولية ادارة المناطق غير المتمتعة بالحكم الذاتي تقع على عاتق ممثل الادارة المحلية وليست
على عاتق الامم المتحدة وأن حكومته لاتنوي التخلي او السماح بالمشاركة في هذه المسئولية لاحد وان
حكومته تؤمن بأن تقسيم المسئولية يؤدي الى التأخير والارتباك ، كما اضاف
قائلا أن حضور البعثة الى اقاليم المملكة المتحدة سيؤدي بصراحة الى تدخل في الشئون الداخلية
في هذا الاقليم وانه خول من قبل حكومته للاعلان بأن اقتراحا كهذا لايمكن قبوله "".

وقد رد غالبية الاعضاء على الممثل البريطاني وهدموا وجهة نظره وكان منطقهم واضحا وحاسما
: انه عملا باعلان منح الاستقلال للشعوب المستعمرة فان الجمعية العامة قد باشرت مسئولية خاصة
بمساعدة البلدان المستقلة للتأكد من سرعة منح الاستقلال للمستعمرات وذلك بموجب
القرارات رقم 1514 الدورة الخامسة عشر بتاريخ 14 ديسمبر 1960 ، ورقم 1654 الدورة
السادسة عشر بتاريخ 27 نوفمبر سنة 1961 ، ورقم 1810 الدورة السابعة عشر بتاريخ 17
ديسمبر 1962 ، لهذا فقد خولت الجمعية العامة اللجنة الخاصة ارسال بعثة الى هذه الاقاليم
لاستطلاع الاحوال السائدة هناك .

وارسال بعثة الى عدن يسهل للجنة الخاصة دراسة واقع الحقائق ويمدها بالتفاصيل الصحيحة
للحالة هناك . والاهمية التي تعلقها اللجنة الفرعية على المهمة المسندة اليها ، وشعورها نتيجة
لذلك بضرورة زيارة المنطقة نفسها فقد بذلت جهودا اخرى لاقناع المملكة المتحدة باعادة التفكير
ثانية في الوضع الذي اتخذته في اللجنو الخاصة بشأن هذه الزيارة .

وقد اتصل رئيس اللجنة الفرعية بممثل بريطانيا في اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار )
وذلك يوم 15 مايو سنة 1963 بهذا الخصوص . غير ان الممثل البريطاني عاد وابلغ نائب
رئيس اللجنة الخاصة بواسطة خطاب بتاريخ 20 مايو سنة 1963 بأن طلبه الخاص بزيارة
اللجنة الفرعية الى عدن غير مقبول لنفس الاسباب التي ابديت في اللجنة الخاصة . وتقول
اللجنة الفرعية في تقريرها الذي قدمته الى اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار ) بخصوص
هذا الموضوع مايأتي بالنص :

(أن اللجنة الفرعية اهتمت بالحجج التي قدمتها ممثل المملكة المتحدة في اللجنة الخاصة لشرح
وجهة نظرها ، ولكنها لم توافق عليها ، وفي نظرها أن الامم المتحدة مسئولة بالنسبة للمناطق
غير المتمتعة بالحكم الذاتي مسئولية مستمدة من مبادئ الميثاق المتعلقة بهذه المناطق ، ومن
الاعلان الخاص بمنح الاستقلال للمستعمرات الذي أقرته الجمعية العامة .
واللجنة الفرع لاتستطيع قبول الزعم البريطاني بأن ذهاب لجنة الى الجنوب يؤدي الى البلبلة
والتأخير ، وأن الجهاز الذي انشأته الامم المتحدة لمساعدة هذه المناطق للحصول على
استقلالها ثبتت فائدته كليا ، وأن من واجب السلطات الادارية هناك أن تبدي تعاونا كاملا مع
الامم المتحدة .
بيد أنه وجدت اللجنة الفرعية مع الاسف أن المملكة المتحدة تعتبر زيارة البعثة الى عدن
والمحميات العدنية تدخلا في الشئون الداخلية لتلك المناطق . وهذا كله يتعارض مع الاقتراح
بشأن زيارة عدن لاستطلاع وجهات نظر الشعب تنفيذا للقرار الخاص بالاستقلال .
واللجنة الفرعية تبدي أسفها الشديد وشعورها بخيبة الامل بسبب الموقف الذي اتخذته المملكة
المتحدة ، وهذا القرار لم يمنع اللجنة الفرعية من القيام بواجبات موكولة اليها ولكنه انكر عليها
اهم وسيلة للقيام بأعبائها )


زيارة اللجنة الفرعية للبلاد المجاورة للجنوب العربي

نظرا لهذا الاصرار من قبل الحكومة البريطانية على عدم السماح للجنة الفرعية بزيارة
الجنوب العربي ، هذا الاصرار الذي دفع حكومة عدن البريطانية الى اصدار منشور
سري موقع من مراقب الهجرة في عدن الى جميع شركات الطيران والبواخر ينذرهم
فيه بعدم السماح لاعضاء اللجنة الفرعية ( وذكرت في المنشور اسماؤهم ) بالدخول الى
عدن ولو عن طريق الترانزيت ( المنشور بتاريخ 23 مايو سنة 1963 )
نظرا لهذا الاصرار من قبل الحكومة البريطانية على رفض تنفيذ قرار لجنة تصفية
الاستعمار والحيلولة دون اللجنة الفرعية ومزاولة مهمتها لم يكن امام اللجنة طريق
سوى زيارة البلدان المجاورة للجنوب العربي وهي البلدان التي يوجد فيها أعداد من
ابناء الجنوب .
فقامت بزيارة كل من الجمهورية العربية المتحدة (مصر) ، واليمن ، والمملكة العربية
السعودية ، والعراق . امضت اللجنة الفرعية في القاهرة أيام 25 ، 26 و27 مايو .
ومكثت في صنعاء ونعز أيام 28 ، 29 ، 30 مايو . وامضت في جدة يومي 2 ، 3 يونيو
وأمضت يوما في بغداد هو يوم 5 يونيو .

واستطاعت اللجنة في هذه المدة مقابلة 56 شخصا في المدن الخمس كما تلقت عددا كبيرا
من الوثائق التي تحتوي على بيانات مفصلة عن الحالة في الجنوب حررها الوطنيون ،
كما تلقت عددا كبيرا من البيانات والخطابات والبرقيات بعث بها اشخاص لم تستطع
اللجنة مقابلتهم او لم يتمكنوا من الحضور امامها .
وتقول اللجنة الفرعية في تقريرها عقب هذه الزيارات :

( لقد علمت اللجنة بأن الاهالي وممثلي الهيئات كانوا ينتظرون هذه الزيارة بلهفة وترقب
ولهذا قررت اللجنة أن يحضر كل جلساتها رجال الصحافة كما قررت حضور الاهالي بقدر
ماتسمح الظروف )

ثم تقول اللجنة :

( وفي بداية كل اجتماع كان رئيس اللجنة الفرعية يعلن للحاضرين الصلاحية المخولة
له من قبل اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار ) ومضمون القرار الصادر بتاريخ
3 مايو سنة 1963 بشأن منح الاستقلال للمستعمرات ، وحق تقرير مصيرها بنفسها طبقا
للقرار ( 1514 الدورة 15 بتاريخ 14 ديسمبر سنة 1963 ) الذي أوصى بحق هذه
المناطق في تقرير مصيرها بحرية وديمقراطية ، وأن اللجنة الفرعية مكلفة بالتأكد من
وجهات نظر مختلف الطوائف خاصة ممثلي الشعب وقادة الاحزاب السياسية ، وأن اللجنة
الفرعية قد ارسلت الى هذه المناطق وخول لها حق زيارة البلاد المجاورة ايضا وأنها
ستقدم تقريرها الى اللجنة الخاصة موضحة فيه رغبات الاهالي وتوصياتها اللازمة بشأن
منح الاستقلال للبلاد المستعمرة )


منقول من كتاب
كتاب الجنوب العربي في هيئه الامم المتحده


اليمن امتنعت عن التصويت
لصالح قرار استقلال الجنوب العربي


عند اتخاذ القرار من قبل هيئة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11/ ديسمبر / 1963م الخاص بمنح حق الاستقلال لعدن ومحمياتها ((الجنوب العربي)) كانت نتائج التصويت على النحو التالي:

1 - مع قرار استقلال الجنوب العربي بأكثرية 77 صوتاً.

2 – معارضة قرار استقلال الجنوب العربي 10 أصوات.

3 – امتنع عن التصويت 11 عضواًً منهم اليمن.

وهنا يثبت الحقد اليمني الدفين على الجنوب العربي الأبي... وما قاموا من أفعال دنياه في كل الاتجاهات منها الدبلوماسية... راجعوا نصوص قرار الاستقلال المتخذ من قبل الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة التي أصدرتة في 11 سبتمبر 1963م


البحر العربي
11 /2 / 2006م

http://adancity.com/vb/showthread.php?t=16135

رفيق الجنوب
2012-01-05, 12:52 AM
تحية لك اخي محمد

وهذه الرسالة هي من جهد فريق المراسله والتوثيق الاعلامي ((واصل)) وهو فريق مكون من اعضاء البوابة هنا برئاسة الاخ بائع المسك وانا احد اعضاءة وقد اسس الفريق الاخ ابو حضرموت الكثيري
وقد تم انزال هذه الرسالة في شهر 5 من العام المنصرم وهذا رابطها هنا في قسم الفريق في البوابة
فنشكرك على التذكير بها
http://dhal3.com/vb/showthread.php?t=65098

سائس الاشباح
2012-01-05, 04:04 AM
فريق المراسله ,,
الم يعلم ماذا تعني مصطلحات ( شعب جنوب اليمن )...( اليمن الشمالي)..........
وغيرها من المصطلحات !!!!!!
اطلع على هذا الموضوع بعض الاصدقاء العرب وبصراحه جميعهم اقتنع باننا وبهذه المعلومات ننتمي الى بلد واحد وهو اليمن ,,
فهل انتم راضون باننا شعب بلد واحد ؟؟؟؟
ما كتب يؤكد ويوثق وحده شعب فرقه الاستعمار بحسب نظره المحتل وانتم تقرون ذلك الشئ ,,,

سامي لقمان
2012-01-05, 09:29 AM
بعض الرابطيين جالسين يشكوا ويبكوا لليوم منذ خمسينيات القرن الماضي عندما لفظتهم الحركة الوطنية في الجنوب من حركة القوميين العرب بقيادة فيصل عبد اللطيف الشعبي الى حزب الشعب الاشتراكي بقيادة عبدالله الاصنج الى الجبهة القومية مفجرة وقائدة النضال التحرري للجنوب من الاحتلال البريطاني وقادها قحطان محمد الشعبي الى جبهة التحرير بقيادة عبدالقوي مكاوي وكل ما فعلته الرابطة لقضية الجنوب المحتل هو ان ىذهب امينها العام شيخان ىالحبشي للامم المتحدة وتحدث اليعا هو وممثلين آخرين لقوى وطنية جنوبية اخرى وهذا دورها الوحيد او بيضة ديكها وتريد الآن ترمي بفشلها على الزعيم قحطان الشعبي قائد ثورة تحرير الجنوب وجالسين الراتبطيين لليوم يلفقوا له كونه استقال في 1960 من الرابطة مع علي السلامي وسيف الضالعي ونور الدين قاسم وكثيرين آخرين بسبب ان الرابطة يسيرها اسرة واحدة هي الجفارية وان السلاطين صاروا من قيادات الرابطة مثل علي عبدالكريم سلطان لحج وكذلك من ىاسباب الاستقالة ان قيادة الرابطة ممثلة بمحمد علي الجفري وشيخان الحبشي جمعوا تبرعات من شعب الجنوب بحجة مناصرة الثورة الجزائرية ثم استولوا على التبرعات لانفسهم وقد اكد وزير مالية حكومة الجزائر المؤقته عدم استلام حكومته ىفلسا ىواحدا مما جمعته قيادة الرابطة من تبرعات في الجنوب يعني الجماعة طلعوا لصوص وتاريخهم اسود والرابطة للآن لا وجود حقيقي لها على الساحة وعبدالرحمن الجفري جالس يهرج ونهب الملايين من الدولارات التي تسلمها من بعض الدول العربية في 1994 لتمويل انفصال الجنوب عن الجمهورية اليمنية يعني طلع هو الآخر سارق ومن شابه أخاه فما ظلم والمفروض ان بقايا الرابطيين يتوارون خجلا من تاريخهم المعفن لا ان يتطاولوا على من ناضلوا بشرف لتحرير الجنوب واكتفي بهذا رغم ان الجعبة فيها الكثير من التاريخ الاسود للرابطة عميلة السلاطين والاستعمار البريطاني وقد اعود لاحقا لفتح ملف الرابطة الاغبر!!

محمدجفش
2012-01-05, 05:21 PM
تحية لك اخي محمد

وهذه الرسالة هي من جهد فريق المراسله والتوثيق الاعلامي ((واصل)) وهو فريق مكون من اعضاء البوابة هنا برئاسة الاخ بائع المسك وانا احد اعضاءة وقد اسس الفريق الاخ ابو حضرموت الكثيري
وقد تم انزال هذه الرسالة في شهر 5 من العام المنصرم وهذا رابطها هنا في قسم الفريق في البوابة
فنشكرك على التذكير بها
http://dhal3.com/vb/showthread.php?t=65098

شكرا لك ولكل من قام بهذا العمل

بارك الله فيكم جميعا

محمدجفش
2012-01-05, 05:29 PM
فريق المراسله ,,
الم يعلم ماذا تعني مصطلحات ( شعب جنوب اليمن )...( اليمن الشمالي)..........
وغيرها من المصطلحات !!!!!!
اطلع على هذا الموضوع بعض الاصدقاء العرب وبصراحه جميعهم اقتنع باننا وبهذه المعلومات ننتمي الى بلد واحد وهو اليمن ,,
فهل انتم راضون باننا شعب بلد واحد ؟؟؟؟
ما كتب يؤكد ويوثق وحده شعب فرقه الاستعمار بحسب نظره المحتل وانتم تقرون ذلك الشئ ,,,

اخوي سائس للاسف انناء نحن كجنوبيين لم نفهم قضيتناء بعد
ولا تنسى ماصار قبل عامين لبعض الشباب في واشنطن عندما قدمو قضية الجنوب باسم الجنوب العربي
ماذا كان رد المسؤلين في البيت الابيض كان ردهم ان الجنوب العربي يتمثل بدولة
وجمهورية اليمن الدمقراطية الشعبيه تتمثل بدولة توحدة مع الجمهورية العربيه اليمنيه
ولايوجد لدينا اي حقوق للجنوب العربي ولكن عليكم ان تتمسكو بالدوله التي توحدتم بها وبعد تحقيق مطالبكم بحق الشعب تغيير مايريد

فالاسهل بنضرك اخي البحث عن الجنوب العربي ام جمهورية اليمن الدمقراطيه

شهثان المر
2012-01-05, 05:48 PM
لم يوجد شعب أسمه الجنوب اليمني على الاطلاق والموجود شعب أسمه اليمن وأرض أسمها اليمن ودولة أسمها اليمن وهوية أسمها اليمن.
ويوجد شعب أسمه الجنوب العربي أرض أسمها الجنوب العربي ودولة أسمها الجنوب العربي.
ولي الاحداث وتأويل للتاريخ ستشله الرياح لان الحقاؤق هي حقائق والعالم عارف كل شيء.

شهثان المر
2012-01-05, 06:08 PM
اخوي سائس للاسف انناء نحن كجنوبيين لم نفهم قضيتناء بعد
ولا تنسى ماصار قبل عامين لبعض الشباب في واشنطن عندما قدمو قضية الجنوب باسم الجنوب العربي
ماذا كان رد المسؤلين في البيت الابيض كان ردهم ان الجنوب العربي يتمثل بدولة
وجمهورية اليمن الدمقراطية الشعبيه تتمثل بدولة توحدة مع الجمهورية العربيه اليمنيه
ولايوجد لدينا اي حقوق للجنوب العربي ولكن عليكم ان تتمسكو بالدوله التي توحدتم بها وبعد تحقيق مطالبكم بحق الشعب تغيير مايريد

فالاسهل بنضرك اخي البحث عن الجنوب العربي ام جمهورية اليمن الدمقراطيه

لا تبررون في كلام غير صحيح بإن المسؤولون في البيت الابيض قالوا: ومنهم الشباب الذين ذهبوا?? كل الدول لا تنصح يسمعون الكلام فقط وأذا لك حق دعموك والامريكان لم يدعمونكم لانهم يدعمون شعب واحد ودولة واحدة أسمها اليمن وبما أنكم مصرون بإنكم يمنييون دعموا بإن يكون الرئيس عبدربة ورئيس الوزراء باسندوة.
أعلتوا أنفصال في ١٩٩٤م ولم يعترف بكم وأتخذ مجلس الامن قراران رقم ٩٢١ و٩٣٤ لعام ١٩٩٤م ينصان بإن المشكلة يمنية داخلية وأي حوار يتم بما يظمن الامن والاستقرار للجمهورية اليمنية.
أذا أنت يمني أقرأ أهداف ثورة ١٤ أكتوبر وأسأل لماذا تم أعلأن جمهورية اليمن الجنوبية في ٣٠ نوفمبر ولماذا ذهبتوا الى صنعاء في ٢٢ مايو ١٩٩٠م. ???
???

الدب الجنوبي
2012-01-05, 06:34 PM
تحية لك أخي محمد على هذا النقل

نعم للاستقلال
2012-01-09, 06:19 AM
http://arab4load.info/uploads/file13260748391.jpg (http://arab4load.info/)

محمدجفش
2012-01-15, 03:28 AM
لا تبررون في كلام غير صحيح بإن المسؤولون في البيت الابيض قالوا: ومنهم الشباب الذين ذهبوا?? كل الدول لا تنصح يسمعون الكلام فقط وأذا لك حق دعموك والامريكان لم يدعمونكم لانهم يدعمون شعب واحد ودولة واحدة أسمها اليمن وبما أنكم مصرون بإنكم يمنييون دعموا بإن يكون الرئيس عبدربة ورئيس الوزراء باسندوة.
أعلتوا أنفصال في ١٩٩٤م ولم يعترف بكم وأتخذ مجلس الامن قراران رقم ٩٢١ و٩٣٤ لعام ١٩٩٤م ينصان بإن المشكلة يمنية داخلية وأي حوار يتم بما يظمن الامن والاستقرار للجمهورية اليمنية.
أذا أنت يمني أقرأ أهداف ثورة ١٤ أكتوبر وأسأل لماذا تم أعلأن جمهورية اليمن الجنوبية في ٣٠ نوفمبر ولماذا ذهبتوا الى صنعاء في ٢٢ مايو ١٩٩٠م. ???
???

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لاحول ولا قوة الا بالله