المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جديد من الفتاوى الديلميه بين الفدراليه والتشييع نرجوا التوضيح والنقاش الحقيقي jjjjjj


ابو اصيل الجنوب
2011-12-30, 05:56 AM
الكاتب: عبد الله الدليمي (*) خاص بالقادسية




من أهم أسباب رفض الكثير من أهل السنة لتطبيق الحكم اللامركزي (الفدرالية) ما يلي:
1- عدم فهم الفدرالية من حيث معناها وتطبيقها ومميزاتها.
2- الخشية من تزعم الإقليم من قبل غير المرغوب بهم.
3- الخشية من حدوث نزاعات قبلية دافعها التنافس على الزعامة وبالتالي
نشوب اقتتال داخلي.
وبما إن السبب الأول هو الأصل الذي يتفرع منه السببان الآخران، فسوف أخصه
بالحديث في هذه المقالة، وسأتناول السببين الآخرين في مقالة قادمة إن شاء
الله.
يعود سبب رفض معظم – إن لم أقل جميع- الرافضين لمشروع الحكم اللامركزي
(الفدرالية) إلى توهمهم الفدرالية تقسيما جغرافيا أو مرحلة ممهدة له.
وهنا أدعو إخواني هؤلاء إلى التجرد من موقفهم الرافض للفدرالية ولو
لدقائق ريثما أضع بين أيديهم تعريفا مختصرا للفدرالية مع بعض الأمثلة،
ليتخذوا بعد ذلك الموقف الذي يرونه مناسبا حيالها. فليس من المنطقي تأييد
أمر أو رفضه قبل معرفة كنهه.

فما هي الفدرالية؟
الفدرالية – لغة – وباختصار شديد- هي تعريب للكلمة الإنجليزيةfederation
، (من أصل لاتيني) وتعني "الإتحاد"، أي نقيض التقسيم تماما. (1)
أما اصطلاحا– وباختصار شديد أيضا- فهينظام سياسي إداري تكون فيه السلطة
النهائية مقسمة بين المركز والأطراف (الولايات أو الأقاليم). (2)
فأين التقسيم - أو حتى رائحته - في التعريفين؟ (للاطلاع على التعريفين
بشكل مفصل، أنظر الهامشين في أسفل المقال).
أما من حيث التطبيق، فهناك اليوم أكثر من خمسين دولة تطبق النظام
الفدرالي، وهي غاية في التقدم والرقي والقوة والرفاهية، مثل الولايات
المتحدة الأمريكية وروسيا وسويسرا وكندا وماليزيا والإمارات العربية
المتحدة. وفي المقابل، هناك دول تقوم على المركزية في الحكم وهي في
طريقها للتقسيم والتفتت بسبب تنوع شعوبها عرقيا ودينيا وطائفيا، مثل
السودان التي فقدت جنوبها لتتحول إلى خنجر في خاصرتها، وهي مرشحة لمزيد
من التشظي.
وخلافا لما يظنه هؤلاء الرافضون، فإن نظام الحكم الفدرالية (اللامركزي)
هو الذي يعول عليه في الحفاظ على وحدة العراق وليس الحكم المركزي، لإن
التمادي في غمط حق أي مكون ديني أو طائفي أو عرقي سيدفعه إلى الإنفصال
عاجلا أو آجلا لنيل ما حرم منه. ولقد كانت الدولة الإسلامية في أغلب
عهودها تطبق الحكم اللامركزي لأنه الأجدى مع وجود التنوع القومي واللغوي
والقبلي والديني. فهلا أخذنا بعض الدروس من التاريخ والجغرافيا وتداركنا
بلدنا من خلال اللامركزية السياسية والإدارية لإنقاذه من التقسيم الذي
تخشونه، والذي هو حاصل لا محالة في ظل استبداد حكومة المليشيات الرافضية؟

الفدرالية علاج لمظلوميتنا:
والآن، بعد أن فهمنا ماهية الفدرالية، لننظر كم من المصائب التي يتجرعها
أهل السنة اليوم يمكن تلافيها - أو على الأقل تخفيفها - من خلال
الفدرالية التي يسيء فهمها الكثير من إخواننا:
1- حملات دهم واعتقالات واغتيالات وتهجير وتعذيب.
2- إقصاء وتهميش وطرد من المناصب، تحت حجج واهية كمحاربة الإرهاب واجتثاث البعث.
3- غمط للحقوق المالية للمحافظات، فما يأتيها من تخصيصات مالية لا يتجاوز
ربع حقها من الموازنة.
4- استئثار بالمناصب السيادية والثانوية وفي جميع مفاصل الدولة. وخذوا
وزارة الداخلية والدفاع مثلا وانظروا كم نسبة السنة فيهما.
5- حرمان طلبة أهل السنة من فرص القبول في الدراسات العليا والبعثات
الدراسية وفرص العمل بعد التخرج.
6- حرمان المحافظات السنية من المشاريع الخدمية والبنى التحتية. فمثلا،
في حين توافق الحكومة على تحويل قاعدة جوية عسكرية إلى مطار مدني في
المناطق الشيعية، تجدها ترفض ذلك في المناطق السنية، ومطار الحبانية مثال
على ذلك.
7- مشروع خطير يهدف إلى نشر التشيع بين أهل السنة من خلال ما يلي:

أولا: شراء الشيعة للأراضي في مناطق السنة لاتخاذها نواة للتشيع ثم
التوسع بعد ذلك في كل الاتجاهات. من أمثلة ذلك ما يجري في سامراء من تملك
الوقف الشيعي لأراضي أهل السنة المحيطة بالضريحين وبشتى الوسائل تمهيدا
لتشييع المدينة. وكذلك ما يجري في بغداد وغيرها من تهجير لأهل السنة
بالترغيب أو الترهيب. أما في الأنبار، فقد قامت المليشيات الشيعية
بالاستيلاء على ضريح (أحمد الهاشم) في الرحالية و(إبراهيم بن علي) قرب
الكرمة لاتخاذهما بؤرتي تشيع.

ثانيا: الجيش الطائفي الذي يقوم بدور قذر في نشر التشيع في منطاق السنة.
فقد وصل الأمر إلى التخطيط لبناء حسينيات في الفلوجة والرمادي وغيرهما
(وهما من أهم معاقل الجهاد السني- فتخيلوا!)

ثالثا: طلبة الجامعات من الشيعة الذين يشكلون حصان طروادة وجيب عمالة في محافظاتنا.

رابعا: العملاء والخونة من أبناء جلدتنا ممن باعوا ذممهم لإيران وأذنابها
في العراق.

خامسا: وهذه أهم نقطة يجب الانتباء لها: وهي مناهج التعليم المسمومة
المفروضة على تلاميذنا والتي قلبت الحقائق وفصلتها حسب المقاسات الصفوية،
بعد أن طمسوا كل ما نعتز به من قيم وحقائق ورموز تاريخية مثل الخلفاء
الراشدين والصحابة الكرام- رضي الله عنهم، ووضعوا بدلا من ذلك خرافاتهم
وترهاتهم. كل ذلك يدرس اليوم لطلبتنا رغما عن أنوفنا ونحن صامتون، وأرجو
ألا يطول صمتنا إلى أن يأتي يوم يزول منا "عمر" ويسود "عبد الزهرة"..
وتتحول مساجدنا إلى حسينيات نلطم فيها ونسب الصحابة.


من ثمار الفدرالية:

من خلال ما سبق يتضح لكل ذي عقل وحرص على مصير أهل السنة أن اللامركزية
في الحكم (الفدرالية) هي الحل، فمن خلالها سنحصل على ما يلي:

1- حقنا في إدارة "إقليمنا" وصون سيادتنا واستغلال ثرواتنا ومواردنا- ولو
بشكل جزئي.
2- القضاء على البطالة ورفع المستوى المعيشي وتحقيق الرفاهية.
3- حقنا في وضع مناهج تعليمية تتناسب مع هويتنا الإسلامية والعربية وتعمل
على ترسيخ ثوابتنا بدلا من المناهج الحالية الملغومة التي فرضها الشيعة
علينا لسلخنا من عقيدتنا وتاريخنا.
4- حقنا في إنشاء السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية، وبذلك
تكون الإجراءات القضائية من إصدار أحكام وإلقاء القبض على المتهمين
والمجرمين من اختصاص الإقليم. وهذا كفيل بمنع عصابات المالكي التي تداهم
بيوتنا وتجر أبناءنا من فرشهم في أنصاف الليالي بحجة الإرهاب ليكونوا
بعدها أرقاما تضاف إلى سجون المالكي السرية أو مسالخ الداخلية أو "جثثا
مجهولة الهوية في مزابل مدينة الثورة".
5- حقنا في إدارة المنافذ الحدودية - ولو بالمشاركة مع الحكومة - لكي
تكون لنا عين على حدودنا لنعرف ما يدخل إلى مناطقنا وما يخرج منها. وكلنا
سمع بخبر عبور مئة حافلة محملة بقطعان من جيش المهدي نحو سوريا لقتل
أخواننا هناك، فهل كان ذلك ليحصل لو كانت الأنبار إقليما يحرس حدوده
أبناؤه؟
6- منع انتشار وباء التشيع السرطاني الذي سيفتك بنا إن هو تغلغل في
صفوفنا – لا قدر الله. وعلينا ألا نغفل الأهمية البالغة التي توليها
إيران للأنبار كونها حلقة الوصل بسوريا ولبنان (ليصبح حزب اللات أكثر قوة
وخطرا). ولذلك فعلى السنة أن يجاهدوا بكل ما أوتوا من قوة لعرقلة هذا
المشروع الخطير.

وبما أننا لا نريد للعراق أن يتقسم، ولا نستطيع التعايش مع قوم يستحلون
دماءنا وأعراضنا وأموالنا، ولا يمكن أن نربي أبناءنا على نفس المناهج
التعليمية التي فرضوها علينا بسمومها وألغامها، وليس من شيمنا السكوت على
الضيم كمواطنين من الدرجة الرابعة أو أكثر... فلا خيار لنا سوى الإقليم
الذي هو حل وسط ومثالي لحالتنا.


(1): للاطلاع على التعريف اللغوي بشكل مفصل، يمكن الرجوع إلى مقالة "فتوى
تحريم الفدرالية: عمق في التكفير وعقم في التفكير/ج1" للكاتب نفسه، على
هذا الرابط:http://www.alqadisiyya3.com/main/articles.aspx?selected_article_no=4842&search=1(2)
للاطلاع على التعريف الاصطلاحي بشكل مفصل، يمكن الرجوع إلى "مطوية
الفدرالية أو اللامركزية السياسية" للشيخ الدكتور طه الدليمي، على هذا
الرابط:http://www.ahlalanbar.net/showthread.php?p=823023#post823023