طائر الاشجان
2011-10-29, 04:42 AM
الحديث عن " الفيدرالية " كحل لقضية الجنوب أصبح مثيراً للقرف وباعثاً على الملل ، ولكن الخوض فيه يشبه الإجابة على سؤال إجباري في ورقة امتحان وزاري ، ونحن إنما نزيد ونعيد فيه أسوة بالمثل القائل ( لا بدّ مما ليس منه بدُّ ) فدعاة هذا الحل العقيم لم يسأموا من التبشير به في كل مناسبة ، وقد ذهبوا إلى القول بأنه لا مخرج لقضية الجنوب إلا عبر هذا النفق المظلم ، وطبيعي أن نعيد النظر في قناعات هذه الفئة وكيف تشكلت ، لنرى أنه منذ البدء كانوا لا يجدون فيما يطرحه الزعيم علي سالم البيض ما يدعو إلى التصديق به أو البناء عليه ، وبرغم مما أبدته لنا الأيام مما كنا نجهله ، وجاءتنا الأخبار بما لم نزود ، إلا أنها لم تؤثر في اتجاه بوصلة هؤلاء قيد أنمله ، وإذا سأل سائل عن بعض هذه المعطيات نقول له :
المؤامرة على الجنوب عبّرت عنها مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ، بصورة واضحة وجلية ، وبأسلوب عفوي لا يحتاج إلى تفسير وتأويل ، ولما لم تكن هذه المذكرات على صراحتها أو قل " على بجاحتها " كافيةً لإفهام هؤلاء الذين عقدوا العزم على ألا يفهموا سوى ما تتلوه الشياطين على مسامعهم ، فقد جاءت تصريحات علي محسن الأحمر صاعقةً مدوّية ، في خطاب مفتوح سمعه القاصي والداني ، ولسنا بحاجة إلى التعريف بمكانة هذا الأحمر من النظام حتى ندرك أهمية هذه التصريحات بالنظر إلى مصدرها ، لكن حمامة الوئام ما زالت ترفرف بجناحيها على شلة " الفيدرالية " التي ترى في هذه التصريحات برداً وسلاماً ، وكأنها على علمٍ مسبق بخفايا هذه الأمور .
ثم تلاحقت أنباء الدمار الذي لحق بمدينة زنجبار على أيدي الغزاة المحتلين ، وتناقلت شبكات التلفزة صور الضحايا والنازحين ، ولم يحرك ذلك ساكناً لدى " علي وحيدر " فما زالا في غيابٍ تام عن الجنوب وآلامه .. والناطق الرسمي العسكري باسم الجيش المنشق عن النظام يعلن أن الجنوب محتلٌ بقوة السلاح منذ العام 94م ، لكن " علي وحيدر " يغضان الطرف ، ولا يودان سماع هذه التصريحات لأنها لا تخدم " الفيدرالية " .
وتظهر على السطح قضية الفتوى الدينية الضالة التي جاء بها عالمهم الجليل " عبد الوهاب الديلمي " وباركها عالمهم الأجل " عبد المجيد الزنداني " ، وتتجلى الحقيقة عن فتوى كانت محل شك الكثيرين ، ونسمع رجع صدى الأزهر الشريف عن بطلانها ، ويتولى إعلام النظام الحاكم التشهير - بأثر رجعي - بهذه الفتوى المغرضة ، ويسفه علماءَهُ ليس حباً في الجنوب وأهله ، ولكن نكاية بهؤلاء العلماء ، لأنهم أيضاً أفتوا بجواز الخروج عن الحاكم ، أما " علي وحيدر " فكانت فتواهما ألا صوت يعلو فوق صوت " الفيدرالية " .
وهكذا تتكشقف الحقائق التي تؤيد حق الجنوب في الإستقلال ، وحرق كافة أوراق الوحدة لأنها أوراق مزيفة ، وتتوالى الإعترافات على ألسنة شركاء الوحدة ببطلان هذا المشروع لأنه بُني على مكرٍ وخداع وتآمر رخيص ، وغرسةٌ كهذه لم تثمر إلا فتنةً يرى أبناء الجنوب أنهم معنيون باجتثاثها أمام الله قبل خلقه ، تلك هي الأمانة التي استودعها في أعناقهم كل شهيد ، وذلك هو الوفاء للوطن والأجيال اللاحقة ، وهو الواجب الذي لا ننتظر من دعاة " الفيدرالية " الإقرار به بعد كل هذا وذاك .
تحياتي
طائر الاشجان
المؤامرة على الجنوب عبّرت عنها مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ، بصورة واضحة وجلية ، وبأسلوب عفوي لا يحتاج إلى تفسير وتأويل ، ولما لم تكن هذه المذكرات على صراحتها أو قل " على بجاحتها " كافيةً لإفهام هؤلاء الذين عقدوا العزم على ألا يفهموا سوى ما تتلوه الشياطين على مسامعهم ، فقد جاءت تصريحات علي محسن الأحمر صاعقةً مدوّية ، في خطاب مفتوح سمعه القاصي والداني ، ولسنا بحاجة إلى التعريف بمكانة هذا الأحمر من النظام حتى ندرك أهمية هذه التصريحات بالنظر إلى مصدرها ، لكن حمامة الوئام ما زالت ترفرف بجناحيها على شلة " الفيدرالية " التي ترى في هذه التصريحات برداً وسلاماً ، وكأنها على علمٍ مسبق بخفايا هذه الأمور .
ثم تلاحقت أنباء الدمار الذي لحق بمدينة زنجبار على أيدي الغزاة المحتلين ، وتناقلت شبكات التلفزة صور الضحايا والنازحين ، ولم يحرك ذلك ساكناً لدى " علي وحيدر " فما زالا في غيابٍ تام عن الجنوب وآلامه .. والناطق الرسمي العسكري باسم الجيش المنشق عن النظام يعلن أن الجنوب محتلٌ بقوة السلاح منذ العام 94م ، لكن " علي وحيدر " يغضان الطرف ، ولا يودان سماع هذه التصريحات لأنها لا تخدم " الفيدرالية " .
وتظهر على السطح قضية الفتوى الدينية الضالة التي جاء بها عالمهم الجليل " عبد الوهاب الديلمي " وباركها عالمهم الأجل " عبد المجيد الزنداني " ، وتتجلى الحقيقة عن فتوى كانت محل شك الكثيرين ، ونسمع رجع صدى الأزهر الشريف عن بطلانها ، ويتولى إعلام النظام الحاكم التشهير - بأثر رجعي - بهذه الفتوى المغرضة ، ويسفه علماءَهُ ليس حباً في الجنوب وأهله ، ولكن نكاية بهؤلاء العلماء ، لأنهم أيضاً أفتوا بجواز الخروج عن الحاكم ، أما " علي وحيدر " فكانت فتواهما ألا صوت يعلو فوق صوت " الفيدرالية " .
وهكذا تتكشقف الحقائق التي تؤيد حق الجنوب في الإستقلال ، وحرق كافة أوراق الوحدة لأنها أوراق مزيفة ، وتتوالى الإعترافات على ألسنة شركاء الوحدة ببطلان هذا المشروع لأنه بُني على مكرٍ وخداع وتآمر رخيص ، وغرسةٌ كهذه لم تثمر إلا فتنةً يرى أبناء الجنوب أنهم معنيون باجتثاثها أمام الله قبل خلقه ، تلك هي الأمانة التي استودعها في أعناقهم كل شهيد ، وذلك هو الوفاء للوطن والأجيال اللاحقة ، وهو الواجب الذي لا ننتظر من دعاة " الفيدرالية " الإقرار به بعد كل هذا وذاك .
تحياتي
طائر الاشجان