أبو غريب الصبيحي
2008-08-03, 07:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم / أبو غريب الصبيحي
03/08/2008
إن هذه صرخة من أرض خلقنا من ترابها ، و احتضنت الجنوبيين بمختلف مكوناتهم و إنتمائاتهم الإجتماعية و السياسية ، أرض روى شهدائنا ترابها بدمائهم فداءً لها ، أرض أحببناها و عشقناها و ألقينا فيها أعذب القصائد و غنيناها بأروع الألحان ، صرخة تستحق التأمل و التفكر بعيداً عن أي تكابر و عصبيه ، لا يجب لم يسمع هذه الصرخة و نحن مسكرين آذاننا و مغمضين عيوننا ، صم بكم عمي ، و بمجرد ما ننتهي من سماعها تتلاشى عباراتها و حروفها من أذهاننا ، إنها من جنوبنا العربي فإن كان لهذه الأرض التي عشقناها كل العشق الإمكانية لكي تنطق في زماننا هذا لثواني فقط فستوجه خطابها لشعب أحتضنته مستثمرةً كل جزء ثانية قائلةً :
(( يا أيها الجنوبيين ، ذلك الشعب البطل الشامخ و الصامد ، ذاك الشعب الذي ضرب أروع الملاحم في التصدي و الدفاع عن أرضه و عرضه ، من جميع الغزوات الغاشمة على مدى التاريخ ، مسطراً أروع الأمثال في الشهامه و الشجاعة ، و قدم الشهداء تلو الشهداء لأجل مبادئ لم يتنازل أو يتراجع لأجلها ، و التي لأجل هذه المبادئ قامت على أرضي حضارات عريقة شهدت العديد من النهضات و التقدم منذ القدم و حتى في التاريخ الحديث .
يا أيها الشعب الجنوبي : إن أرضكم صامدة في وجه همجية الإحتلال ، و صمودها يسجل بصمودكم و إتحادكم ، إن أرضكم جريحة و تنزف دماً جراء ما تعانيه من جرافات العدو المحتل الباسط على أراضيها ، إن أرضكم صامده رغم أن مصاصي الدماءما زالوا يمتصون من باطن أرضي دمائي الغنية بالنفط، صامدة رغم أن ضباع الليل تنبش قبور شهداء ضحوا بأرواحهم لأجلي فأحتضنتهم في تربتي ، إنني صامدة رغم أن القدم الهمجية مازلت جاثمة على صدري لإجباري على الخضوع و الذل ، لكنني أطمئنكم بأن العدو لن يستطيع أبداً قتلي رغم غزارة نزيف الجراح ، لإن صمودي هو من صمودكم أنتم يا أبنائي .
http://wa7na.jeeran.com/photos/1721462_lm.jpg
http://wa7na.jeeran.com/photos/1849068_lm.jpg
أوجه لكم النداء لأنكم للأسف تحاولون تنفيذ ما عجز المحتل أن ينفذه ، إنكم تسعون لقتلي و لا أدري ما عملته بكم حتى تفعلون بي هذا العمل الشنيع ، مع هذا إنني أحسن الظن بكم ، و أعلم إن ما تعملونه عن غير علم ، و أن ما تعيشونه هو جزء مما يعيشه العرب جميعاً في زماننا هذا ، هل يعقل أن هذا الشعب الذي سميت بأسماء أجداده عدنان و أبين و لحج و ضالع و يافع و حضرموت و شعيب و غيرهم من أصالة الأنساب العريقة ، يعيش في حالة ينفذ مخططات الأعداء ، و لا يعلم ما يكاد لأرضه الصامدة الجريحة .
إنني أأسف أن أرى فئات من شعبي تركض وراء مخططات الأعداء نحو الهاوية ، و دون أن تعلم ما قد يصير لها ، و هي في نشوة العنترية و العصبيات الضيقة ، تغنيت بالشعب المتحضر الذي أزاح الجهل و أطلق شرارات النور من على قممي الشامخة ، لكن أراه اليوم يركض خلف الجزرة التي وضعت أمامه ، لينحرف عما ناضل له جميع الشرفاء ، إنها حقيقة وقعت هذه الفئات في الفخ الذي نصبه المحتل ، و سُجل في التاريخ أول واقعة جاهل كبير يضحك على ذقن متعلم منير ، كان الإستقلال و الوحدة الوطنية أول ما ناديتم به ، إنما ما نراه اليوم صار تنادون بأمور تزيدكم فرقة ، و تعطل قرب حريتكم المنتظرة و فجري المشرق .
http://wa7na.jeeran.com/photos/1718578_lm.jpg
يا أبنائي الأحرار : إن الزلة هي ما يسعى لها العدو ، و هي أول الخيط لتفتيت قضيتكم العادلة ، و ما تسعون له من تحريري من أسر المحتل ، و العودة إلى أحضاني إخواناً متعايشين عيشة الأحرار الطلقاء ، إنني أستغرب ركوضكم نحو مهاترات لا تجدي نفعاً ، و دخولكم لغة قاموس العبث السياسي ، و تكتبون صرتم بلغة السباب ، و كأنكم لا تعلمون أن لكم قضية عادلة يعلمها العالم كله من الشرق الأدنى إلى الشرق الأقصى ، أتركوا الكلاب تنبح حتى يجف ريق فاها ، و أتركوا الحمار ينهق لإن خلفه شيطاناً ، فجنوبكم شامخ كشموخ حيد شمسان و قمة جبل المنارة و شموخ جبال يافع و ردفان ، إن قمم جنوبكم شامخة شموخ السحاب ، و لن يضيرها أبداً ما يقوله إعلام الأعداء ، فما ضر السحــــــاب نبيح الكلاب ، وإن صمتكم عما ما يقوله هؤلاء هو إنما مثل الشعر القائل :
يخاطبني السفيه بكل قبح *** فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما *** كعود زاده الإحراق طيبا
أذا نطق السفيه فلا تجبه *** فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه *** وأن خليته كمداً يموت
فأتروكهم يموتون بغيضهم و يشتعلون ناراً في ظلامهم الدامس منذ ثلاثون عاماً و هم لم يعرفوا فجراً مشرقاً .
إن أرضكم تتألم عندما تراكم تعبدون الطريق للمحتل ، و تمهدون له لك شيئ ليكرس و يديم إحتلاله القذر فوق أرضكم ، نعم أتألم و أنا أرى منكم الكتاب و المثقفين و المفكرين و السياسين ، يصمتون عما يجري في ميادين الأقلام ، و يتنصلون عن مسئوليتهم الكبرى ، و عن العلم الذي أنعمه الخالق جل جلاله لهم ، و لا يقولون كلمة ود و نصح لإخوانهم ، و كأنما أبناء شعبي الجنوبي الموحد صار لبنان ، و صار يحتاج له إتفاق طائف لبناني ، فلأجل الوحدة الوطنية لا يجب إنتقاد ذاك الجنوبي ، بل من يجب أن ينتقده يجب أن يكون من أبناء منطقته ، حقاُ أبنائي الذين عرفوا حضناً واحداً متفرقين فيه اليوم ؟ ، إن الصمت و غض الطرف عن هذه الأمور ، جعل الأقلام الوطنية تنحرف نحو منزلقات خطيره ، تهدد طموحات بنائكم ، و الذي دعمتم الأساس لأجله . يهدد الإستقلال و آفاقه المشرقة ، و الوحدة الوطنية كأساس متين نحو الإستقلال و العيش الحر المشترك لأبناء الجنوب جميعاً التي توجت بمهرجان التصالح و التسامح في ثغري الباسم .
http://wa7na.jeeran.com/photos/1849067_lm.jpg
يا أبناءالجنوب الحر : ما بال أقلام صارت تكتب من منطلقات ضيقة ، ترمي أخطاء الماضي نحو مرمى الآخرين ، هل صار الخطأ عيباً الإعتراف به ؟ ، لماذا يتم التنصل من الأخطاء ، و رمي بها حيث يأمرك هواك.
للأسف تماشت آراءئهم مع أهداف المحتل الشريرة الذي يتربص بكم في كل لحظة بحثاً عن هذه الزلات ، فمنكم من ترك قضيته الرئيسية تحريري و الإستقلال ، و أتجه نحو سباب ما يسميهم العملاء و المرتزقة و الخونة ، و الوعيد و غيرها من هرج لا يخدم إلا العدو و يزيد الفرقة فيما بينكم ، و هو لا يعلم كم أساء لي و يسئ لقضيته الأولى ، و البعض الآخر أتجه نحو القاء أخطاء الماضي إلى أخوان له في الجنوب ، و من هذا الخطأ تسميتي بـ ( اليمن الجنوبي ) وإلقاء اللوم إلى جماعة محدد ، حقاً هم المسئولين عن هذا الخطأ ؟ ، أين كان حينها أبناء الجنوب جميعاً ، أين كانت إذاً الجبهة القومية التي قياداتها كلها جنوبيين ، أين كان شعب الجنوب كله في ذلك اليوم ؟ ، أم أنه حقاً شخصان ضحكا على ثلاثة مليون فرد؟ ، الحقيقة هو كان خطأ من إيحاء سياسي غير دقيق و كلنا نتحمله ، لكن إلقاء هذا الخطأ الفادح نحو الآخر هو الخطأ الأكبر، و هو أدى إلى ظهور فئات تدعو إلى تعدادات قديمة ، تهدد حقوق أقليات عاشت آمنه مستقره في حارات ثغري الباسم ( عدن) ، أحتضنتهم بجانب أخوانهم الجنوبيين و أنتم أعطيتموهم الأمان ، و عاشوا معكم إخواناً مكرمين ، و اليوم بفضل كتاباتكم صاروا بين قاب قوسين ، بين مطرقة الشعب الجنوبي الثائر و سندان الإحتلال المسعور ، و الأمر الذي سيدأب نظام الإحتلال إلى مغالطة العالم جميعاً أو إستخدامها مثل ما عمل النظام الصربي ، الذي ما يزال يستخدم الأقلية الصربية في كوسوفا لتحقيق ما يريد ، للأسف و سياسينا و مفكرينا صامتين عن هذا الأمور و كأنه لا يعينيهم ، ما يجب أن توصلوه لهذه الأقلية التي عاشت معكم من قبل عام 90 هو : ( جنوبنا و جنوبكم متسع لنا جميعاً ، فلكم الإختيار إما الرحيل إلى وطنكم الأصلي ، أو العيش بيننا أخوانناً نبني وطننا المستقل و نعمره سوياً و نعيش سواسية جنوبيين )
يا شعبي يا من رويتم ترابي بدمائكم : ليس هذا الكلام وحده فقط بل بدأت طموحات تظهر في آفاق فكركم ، و هي طموحات إمبراطورية الجنوب من الخليج إلى المندب ، ما يعني العودة من جديد إلى عهد الصراعات الإقليمية ، ما سيؤدي إلى نفور الدعم الإقليمي و الدولي لقضيتكم ، و لا أدري لماذا في هذا الوقت يتم تشعيب قضيتكم العادلة و جرها عن مسارها الطبيعي ، إن أرضكم لها حدود معترف بها دولياً ، و ما دونها فهو تعد صارخ على سيادة بلدان أخرى كعمان و اليمن ، و بالنسبة للخلافات الحدودية مع السعودية أو غيرها تعلق في الوقت الحالي و تحل في ما بعد تحقيق إستقلالكم ، الذي لا أعلم إلى متى ستطيلونه بإختلافاتكم الفكرية الضيقة و السياسية الحزبية ، فالله الله فمن يأكل باليدين يختنق .
http://wa7na.jeeran.com/photos/1849069_lm.jpg
يا أبناء الجنوب الصامدين : إن في الإختلاف رحمة ، و لا تجعلوه نقمة يهدد كل المبادئ التي بنيتموها ، فحزبكم هو الجنوب ، و مهما أختلفتم أجعلوا الجنوب هو ما يوحدكم ، كونوا رحماء فيما بينكم ، أشيعوا ثقافات التسامح و التراحم و التناصح ، و لا تلهوا أنفسكم بأعداء وهميين ، و عدوكم هـــــــو واحد الإحتلال ، إن أرضكم المستباحة تسعد عندما ترى أبنائها متراحمين في بينهم أشداء على أعدائهم ، كل يخفض لأخيه جناح الذل من الرحمة و التواضع ، فدمائكم غالية و أصولكم أصيلة ، فمن سب جنوبياً فليعلم إنه قد سب أصله ، و تذكروا أن الجنوبي على الجنوبي حرام ، دمه و ماله و عرضه ، و الجنوبي هنا أياً كان بمختلف مكوناته و عرقياته و فئاته السياسية ، سواء في الحراك أو في المشترك أو في السلطة . هذا لمن أراد أن يعجل بالإستقلال القريب ، و تفويت الفرص على المتأمر الشعبي العام و الإحتلال الفاشي و رئيسه و عائلته الذين نشاهدهم هذه الأيام يرقصون على صفيح ساخن للغاية ، يؤكد على حتمية طي صفحة سوداء مظلمة في تاريخ أنظمة الإحتلال الدكتاتورية الرجعية ، فتحية لكم يا أبناء القومية العربية الجنوبية الأصيلة . و أشكر من أعطاني هذه الدقائق لأتحدث مع أبناء شعبي التواقين للإستقلال و التحرر ... و الله وراء القصد . )))
أرضكم / الجنوب العربي ،،،
بقلم / أبو غريب الصبيحي
03/08/2008
إن هذه صرخة من أرض خلقنا من ترابها ، و احتضنت الجنوبيين بمختلف مكوناتهم و إنتمائاتهم الإجتماعية و السياسية ، أرض روى شهدائنا ترابها بدمائهم فداءً لها ، أرض أحببناها و عشقناها و ألقينا فيها أعذب القصائد و غنيناها بأروع الألحان ، صرخة تستحق التأمل و التفكر بعيداً عن أي تكابر و عصبيه ، لا يجب لم يسمع هذه الصرخة و نحن مسكرين آذاننا و مغمضين عيوننا ، صم بكم عمي ، و بمجرد ما ننتهي من سماعها تتلاشى عباراتها و حروفها من أذهاننا ، إنها من جنوبنا العربي فإن كان لهذه الأرض التي عشقناها كل العشق الإمكانية لكي تنطق في زماننا هذا لثواني فقط فستوجه خطابها لشعب أحتضنته مستثمرةً كل جزء ثانية قائلةً :
(( يا أيها الجنوبيين ، ذلك الشعب البطل الشامخ و الصامد ، ذاك الشعب الذي ضرب أروع الملاحم في التصدي و الدفاع عن أرضه و عرضه ، من جميع الغزوات الغاشمة على مدى التاريخ ، مسطراً أروع الأمثال في الشهامه و الشجاعة ، و قدم الشهداء تلو الشهداء لأجل مبادئ لم يتنازل أو يتراجع لأجلها ، و التي لأجل هذه المبادئ قامت على أرضي حضارات عريقة شهدت العديد من النهضات و التقدم منذ القدم و حتى في التاريخ الحديث .
يا أيها الشعب الجنوبي : إن أرضكم صامدة في وجه همجية الإحتلال ، و صمودها يسجل بصمودكم و إتحادكم ، إن أرضكم جريحة و تنزف دماً جراء ما تعانيه من جرافات العدو المحتل الباسط على أراضيها ، إن أرضكم صامده رغم أن مصاصي الدماءما زالوا يمتصون من باطن أرضي دمائي الغنية بالنفط، صامدة رغم أن ضباع الليل تنبش قبور شهداء ضحوا بأرواحهم لأجلي فأحتضنتهم في تربتي ، إنني صامدة رغم أن القدم الهمجية مازلت جاثمة على صدري لإجباري على الخضوع و الذل ، لكنني أطمئنكم بأن العدو لن يستطيع أبداً قتلي رغم غزارة نزيف الجراح ، لإن صمودي هو من صمودكم أنتم يا أبنائي .
http://wa7na.jeeran.com/photos/1721462_lm.jpg
http://wa7na.jeeran.com/photos/1849068_lm.jpg
أوجه لكم النداء لأنكم للأسف تحاولون تنفيذ ما عجز المحتل أن ينفذه ، إنكم تسعون لقتلي و لا أدري ما عملته بكم حتى تفعلون بي هذا العمل الشنيع ، مع هذا إنني أحسن الظن بكم ، و أعلم إن ما تعملونه عن غير علم ، و أن ما تعيشونه هو جزء مما يعيشه العرب جميعاً في زماننا هذا ، هل يعقل أن هذا الشعب الذي سميت بأسماء أجداده عدنان و أبين و لحج و ضالع و يافع و حضرموت و شعيب و غيرهم من أصالة الأنساب العريقة ، يعيش في حالة ينفذ مخططات الأعداء ، و لا يعلم ما يكاد لأرضه الصامدة الجريحة .
إنني أأسف أن أرى فئات من شعبي تركض وراء مخططات الأعداء نحو الهاوية ، و دون أن تعلم ما قد يصير لها ، و هي في نشوة العنترية و العصبيات الضيقة ، تغنيت بالشعب المتحضر الذي أزاح الجهل و أطلق شرارات النور من على قممي الشامخة ، لكن أراه اليوم يركض خلف الجزرة التي وضعت أمامه ، لينحرف عما ناضل له جميع الشرفاء ، إنها حقيقة وقعت هذه الفئات في الفخ الذي نصبه المحتل ، و سُجل في التاريخ أول واقعة جاهل كبير يضحك على ذقن متعلم منير ، كان الإستقلال و الوحدة الوطنية أول ما ناديتم به ، إنما ما نراه اليوم صار تنادون بأمور تزيدكم فرقة ، و تعطل قرب حريتكم المنتظرة و فجري المشرق .
http://wa7na.jeeran.com/photos/1718578_lm.jpg
يا أبنائي الأحرار : إن الزلة هي ما يسعى لها العدو ، و هي أول الخيط لتفتيت قضيتكم العادلة ، و ما تسعون له من تحريري من أسر المحتل ، و العودة إلى أحضاني إخواناً متعايشين عيشة الأحرار الطلقاء ، إنني أستغرب ركوضكم نحو مهاترات لا تجدي نفعاً ، و دخولكم لغة قاموس العبث السياسي ، و تكتبون صرتم بلغة السباب ، و كأنكم لا تعلمون أن لكم قضية عادلة يعلمها العالم كله من الشرق الأدنى إلى الشرق الأقصى ، أتركوا الكلاب تنبح حتى يجف ريق فاها ، و أتركوا الحمار ينهق لإن خلفه شيطاناً ، فجنوبكم شامخ كشموخ حيد شمسان و قمة جبل المنارة و شموخ جبال يافع و ردفان ، إن قمم جنوبكم شامخة شموخ السحاب ، و لن يضيرها أبداً ما يقوله إعلام الأعداء ، فما ضر السحــــــاب نبيح الكلاب ، وإن صمتكم عما ما يقوله هؤلاء هو إنما مثل الشعر القائل :
يخاطبني السفيه بكل قبح *** فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما *** كعود زاده الإحراق طيبا
أذا نطق السفيه فلا تجبه *** فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه *** وأن خليته كمداً يموت
فأتروكهم يموتون بغيضهم و يشتعلون ناراً في ظلامهم الدامس منذ ثلاثون عاماً و هم لم يعرفوا فجراً مشرقاً .
إن أرضكم تتألم عندما تراكم تعبدون الطريق للمحتل ، و تمهدون له لك شيئ ليكرس و يديم إحتلاله القذر فوق أرضكم ، نعم أتألم و أنا أرى منكم الكتاب و المثقفين و المفكرين و السياسين ، يصمتون عما يجري في ميادين الأقلام ، و يتنصلون عن مسئوليتهم الكبرى ، و عن العلم الذي أنعمه الخالق جل جلاله لهم ، و لا يقولون كلمة ود و نصح لإخوانهم ، و كأنما أبناء شعبي الجنوبي الموحد صار لبنان ، و صار يحتاج له إتفاق طائف لبناني ، فلأجل الوحدة الوطنية لا يجب إنتقاد ذاك الجنوبي ، بل من يجب أن ينتقده يجب أن يكون من أبناء منطقته ، حقاُ أبنائي الذين عرفوا حضناً واحداً متفرقين فيه اليوم ؟ ، إن الصمت و غض الطرف عن هذه الأمور ، جعل الأقلام الوطنية تنحرف نحو منزلقات خطيره ، تهدد طموحات بنائكم ، و الذي دعمتم الأساس لأجله . يهدد الإستقلال و آفاقه المشرقة ، و الوحدة الوطنية كأساس متين نحو الإستقلال و العيش الحر المشترك لأبناء الجنوب جميعاً التي توجت بمهرجان التصالح و التسامح في ثغري الباسم .
http://wa7na.jeeran.com/photos/1849067_lm.jpg
يا أبناءالجنوب الحر : ما بال أقلام صارت تكتب من منطلقات ضيقة ، ترمي أخطاء الماضي نحو مرمى الآخرين ، هل صار الخطأ عيباً الإعتراف به ؟ ، لماذا يتم التنصل من الأخطاء ، و رمي بها حيث يأمرك هواك.
للأسف تماشت آراءئهم مع أهداف المحتل الشريرة الذي يتربص بكم في كل لحظة بحثاً عن هذه الزلات ، فمنكم من ترك قضيته الرئيسية تحريري و الإستقلال ، و أتجه نحو سباب ما يسميهم العملاء و المرتزقة و الخونة ، و الوعيد و غيرها من هرج لا يخدم إلا العدو و يزيد الفرقة فيما بينكم ، و هو لا يعلم كم أساء لي و يسئ لقضيته الأولى ، و البعض الآخر أتجه نحو القاء أخطاء الماضي إلى أخوان له في الجنوب ، و من هذا الخطأ تسميتي بـ ( اليمن الجنوبي ) وإلقاء اللوم إلى جماعة محدد ، حقاً هم المسئولين عن هذا الخطأ ؟ ، أين كان حينها أبناء الجنوب جميعاً ، أين كانت إذاً الجبهة القومية التي قياداتها كلها جنوبيين ، أين كان شعب الجنوب كله في ذلك اليوم ؟ ، أم أنه حقاً شخصان ضحكا على ثلاثة مليون فرد؟ ، الحقيقة هو كان خطأ من إيحاء سياسي غير دقيق و كلنا نتحمله ، لكن إلقاء هذا الخطأ الفادح نحو الآخر هو الخطأ الأكبر، و هو أدى إلى ظهور فئات تدعو إلى تعدادات قديمة ، تهدد حقوق أقليات عاشت آمنه مستقره في حارات ثغري الباسم ( عدن) ، أحتضنتهم بجانب أخوانهم الجنوبيين و أنتم أعطيتموهم الأمان ، و عاشوا معكم إخواناً مكرمين ، و اليوم بفضل كتاباتكم صاروا بين قاب قوسين ، بين مطرقة الشعب الجنوبي الثائر و سندان الإحتلال المسعور ، و الأمر الذي سيدأب نظام الإحتلال إلى مغالطة العالم جميعاً أو إستخدامها مثل ما عمل النظام الصربي ، الذي ما يزال يستخدم الأقلية الصربية في كوسوفا لتحقيق ما يريد ، للأسف و سياسينا و مفكرينا صامتين عن هذا الأمور و كأنه لا يعينيهم ، ما يجب أن توصلوه لهذه الأقلية التي عاشت معكم من قبل عام 90 هو : ( جنوبنا و جنوبكم متسع لنا جميعاً ، فلكم الإختيار إما الرحيل إلى وطنكم الأصلي ، أو العيش بيننا أخوانناً نبني وطننا المستقل و نعمره سوياً و نعيش سواسية جنوبيين )
يا شعبي يا من رويتم ترابي بدمائكم : ليس هذا الكلام وحده فقط بل بدأت طموحات تظهر في آفاق فكركم ، و هي طموحات إمبراطورية الجنوب من الخليج إلى المندب ، ما يعني العودة من جديد إلى عهد الصراعات الإقليمية ، ما سيؤدي إلى نفور الدعم الإقليمي و الدولي لقضيتكم ، و لا أدري لماذا في هذا الوقت يتم تشعيب قضيتكم العادلة و جرها عن مسارها الطبيعي ، إن أرضكم لها حدود معترف بها دولياً ، و ما دونها فهو تعد صارخ على سيادة بلدان أخرى كعمان و اليمن ، و بالنسبة للخلافات الحدودية مع السعودية أو غيرها تعلق في الوقت الحالي و تحل في ما بعد تحقيق إستقلالكم ، الذي لا أعلم إلى متى ستطيلونه بإختلافاتكم الفكرية الضيقة و السياسية الحزبية ، فالله الله فمن يأكل باليدين يختنق .
http://wa7na.jeeran.com/photos/1849069_lm.jpg
يا أبناء الجنوب الصامدين : إن في الإختلاف رحمة ، و لا تجعلوه نقمة يهدد كل المبادئ التي بنيتموها ، فحزبكم هو الجنوب ، و مهما أختلفتم أجعلوا الجنوب هو ما يوحدكم ، كونوا رحماء فيما بينكم ، أشيعوا ثقافات التسامح و التراحم و التناصح ، و لا تلهوا أنفسكم بأعداء وهميين ، و عدوكم هـــــــو واحد الإحتلال ، إن أرضكم المستباحة تسعد عندما ترى أبنائها متراحمين في بينهم أشداء على أعدائهم ، كل يخفض لأخيه جناح الذل من الرحمة و التواضع ، فدمائكم غالية و أصولكم أصيلة ، فمن سب جنوبياً فليعلم إنه قد سب أصله ، و تذكروا أن الجنوبي على الجنوبي حرام ، دمه و ماله و عرضه ، و الجنوبي هنا أياً كان بمختلف مكوناته و عرقياته و فئاته السياسية ، سواء في الحراك أو في المشترك أو في السلطة . هذا لمن أراد أن يعجل بالإستقلال القريب ، و تفويت الفرص على المتأمر الشعبي العام و الإحتلال الفاشي و رئيسه و عائلته الذين نشاهدهم هذه الأيام يرقصون على صفيح ساخن للغاية ، يؤكد على حتمية طي صفحة سوداء مظلمة في تاريخ أنظمة الإحتلال الدكتاتورية الرجعية ، فتحية لكم يا أبناء القومية العربية الجنوبية الأصيلة . و أشكر من أعطاني هذه الدقائق لأتحدث مع أبناء شعبي التواقين للإستقلال و التحرر ... و الله وراء القصد . )))
أرضكم / الجنوب العربي ،،،