طائر الاشجان
2011-09-10, 04:30 PM
سؤالٌ يشغل بال الكثيرين .. وقبل البحث عن إجابة شافية يتعين النظر في الأسباب التي فرضت على هذا الحراك أن يكون سلمياً ، ففي المرحلة الأولى لنشوء الحراك كان الشتات سمة المشهد الجنوبي ، تزامن ذلك مع حالة من التعاضد والتلاحم في صوف خصوم الحراك بمن فيهم الموالين للمحتل من الجنوبيين - ويمكن تسميتهم بشلة المرتزقة الحزبيين - وكانت مطالب الحراك في حدها الأدنى لم تلامس الخطوط الحمراء كما يصفها نظام الإحتلال ، وحتى هذه المطالب المتواضعة أثارت حفيظة المحتل واعتبرها كفراً وإلحادا ، وخروجاً عن المألوف وفق النظرة السائدة المتفق عليها في مجتمع يدين بالولاء لولي الأمر ( الغير شرعي ) ويبحث عن وسيلة للتشنيع بالجنوبيين كردّ فعل لدمائه التي سالت على خلفية حرب الردة كما يحلو لهم تسميتها إشفاءاً لغليل أسر قتلاهم ( ولا نقول شهداءهم لأنهم في نار جهنم خالدين فيها أبدا ، فهل يُجازى بغيرها من غزا ديار المسلمين وأزهق أرواح الأبرياء بدعوى " اتحد معي وإلا قتلتك " ) وانبرى علماؤهم للتبرع بفتاوى ليست من الدين في شيء لكنها هبةٌ للقائد الرمز ، وعرفاناً بنعمته التي تستحق الشكر ولو بالكفر ، ونزلت برداً وسلاماً على قلب مولاهم قبل أن يتحولوا في نظره إلى " أصوات ، نشاز فاتها القطار " وقبل أن يتحول نصيره الأبرز " علي محسن الأحمر " إلى عدوّ لدود ، وشعبه إلى عُصاة وخوارج ، ونساؤه إلى متبرجات .. كيف ينسى الجميع فضله وقد ارتكب كل تلك الموبقات من أجلهم ؟! إنها لعنة الجنوب وقد حلت بفرعون صنعاء فبدّلت قوته ضعفاً ، وجعلت تدميره في تدبيره .
ارتفع سقف مطالب الحراك ليصل إلى المطالبة برحيل الإحتلال ، واستعادة الدولة ما قبل الوحدة الزائفة ، ولكن وسيلة الحراك لم تتجاوز الحدود السلمية ، حاول المحتل استنساخ الأبواق التي أثبتت فاعليتها في حرب صيف 94م فوجدها وقد صدأت وأصبحت عديمة الجدوى ، وبدا واضحاً أن نظام صالح في سباق محموم مع الزمن ، فهو يرى أن نشوب حرب في الجنوب بدعوى مكافحة الإرهاب سيعمل على انفراج الأزمة من محورين : داخلي بتوجيه جميع فوهات البنادق إلى عدوّ مشترك . وخارجي بكسب دعم مادي : يتمثل في مليارات الدولارات التي سيأتي تدفقها من الدول المانحة عبر صندوق النقد الدولي ، ومعنوي: بتأييد سياسته في الجنوب ، والتي تهدف إلى القضاء على محاولات فك الإرتباط ، وتحقيق الإستقلال .
إن جميع الأطراف المتنازعة على عرش بلقيس تلتقي مصالحها عند خيرات الجنوب العربي وكيفية الإبقاء عليها ، فالعناصر المقاتلة في أبين ولحج ولودر والمكلا ، وفي عموم الجنوب أجندتها تخلو من إسقاط النظام ، وهي مكلفة بمهمة محددة لا يختلف عليها أطراف النزاع ، ومعهم أحزاب اللقاء المشترك ، أما المرتزقة الإشتراكيون فهم " كالأطرش في الزفة " حتى أن عبدربه لا يدري كيف وصل حاله إلى ما وصل إليه ! ولا يمكنه اتخاذ موقف مع " زيد " ضد "عمرو " وانتظاره في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأمور نكدٌ لا يمكن تصوره ! .
ومهما كانت سلمية الحراك فإنه في لحظة ما سيتحول إلى مواجهة قتالية شئنا أم أبينا ، فالسيناريو الأكثر احتمالاً لما قبل سدول الستارة في مسرح الحدث اليمني يرجح انفجاراً دموياً المنتصر الحقيقي فيه مَن يستحوذ على الجنوب ويبسط سيطرته على ربوعه ، وغير مستبعدٍ أن تكون عناصر ما تسمى بأنصار الشريعة هي وجه العملة التي تمثل حزب الإصلاح المدعوم من قبل آل الأحمر ، فيما الوجه الآخر يمثل قوات حزب المؤتمر العام الحاكم الموالي للرئيس شبه الخلوع . ويا خبر بفلوس بكره ببلاش .
تحياتي
طائر الاشجان
ارتفع سقف مطالب الحراك ليصل إلى المطالبة برحيل الإحتلال ، واستعادة الدولة ما قبل الوحدة الزائفة ، ولكن وسيلة الحراك لم تتجاوز الحدود السلمية ، حاول المحتل استنساخ الأبواق التي أثبتت فاعليتها في حرب صيف 94م فوجدها وقد صدأت وأصبحت عديمة الجدوى ، وبدا واضحاً أن نظام صالح في سباق محموم مع الزمن ، فهو يرى أن نشوب حرب في الجنوب بدعوى مكافحة الإرهاب سيعمل على انفراج الأزمة من محورين : داخلي بتوجيه جميع فوهات البنادق إلى عدوّ مشترك . وخارجي بكسب دعم مادي : يتمثل في مليارات الدولارات التي سيأتي تدفقها من الدول المانحة عبر صندوق النقد الدولي ، ومعنوي: بتأييد سياسته في الجنوب ، والتي تهدف إلى القضاء على محاولات فك الإرتباط ، وتحقيق الإستقلال .
إن جميع الأطراف المتنازعة على عرش بلقيس تلتقي مصالحها عند خيرات الجنوب العربي وكيفية الإبقاء عليها ، فالعناصر المقاتلة في أبين ولحج ولودر والمكلا ، وفي عموم الجنوب أجندتها تخلو من إسقاط النظام ، وهي مكلفة بمهمة محددة لا يختلف عليها أطراف النزاع ، ومعهم أحزاب اللقاء المشترك ، أما المرتزقة الإشتراكيون فهم " كالأطرش في الزفة " حتى أن عبدربه لا يدري كيف وصل حاله إلى ما وصل إليه ! ولا يمكنه اتخاذ موقف مع " زيد " ضد "عمرو " وانتظاره في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأمور نكدٌ لا يمكن تصوره ! .
ومهما كانت سلمية الحراك فإنه في لحظة ما سيتحول إلى مواجهة قتالية شئنا أم أبينا ، فالسيناريو الأكثر احتمالاً لما قبل سدول الستارة في مسرح الحدث اليمني يرجح انفجاراً دموياً المنتصر الحقيقي فيه مَن يستحوذ على الجنوب ويبسط سيطرته على ربوعه ، وغير مستبعدٍ أن تكون عناصر ما تسمى بأنصار الشريعة هي وجه العملة التي تمثل حزب الإصلاح المدعوم من قبل آل الأحمر ، فيما الوجه الآخر يمثل قوات حزب المؤتمر العام الحاكم الموالي للرئيس شبه الخلوع . ويا خبر بفلوس بكره ببلاش .
تحياتي
طائر الاشجان