المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوليو الشمال ويوليو الجنوب


اسدالجنوب
2008-07-17, 08:13 PM
كتب: وهيب سالم السعدي
شهر يوليو أو (الناصر) كما يسميه العقيد القذافي، هو ،كما نعلم جميعاً، الشهر السابع من شهور السنة الميلادية. ويعد هذا الشهر من أسوأ شهور السنة عندي وعند كثيرين غيري.
فهذا الشهر يرتبط بمناسبتين سيئتين ، الأولى شمالية والثانية جنوبية.
ففي الشمال سيحتفل نظام الحكم هناك ومعه عدد من المنافقين والمطبلين والمرتزقة بـ( عيد الجلوس ) في 17يوليو. لقد مر ثلاثون عاماً على 17 يوليو 1978م ، ففي هذا التاريخ وصل النظام الحاكم في صنعاء إلى الحكم، ليحول البلد كلها إلى إقطاعية خاصة، ويحول هذه المساحة الجغرافية كلها إلى معسكر كبير يأتمر بأمره.
ثلاثة عقود مرت على استيلاء ( قرية) على حكم اليمن، أو بالأصح منذ صعود جماعة من العسكر إلى ظهر (الليث)، أو منذ بدأ هؤلاء العسكر (يرقصون على رؤوس الثعابين). كما يحلو لهم أن يقولوا.
إن هؤلاء العسكر القرويين لم يمتطوا الليث، ولم يرقصوا على رؤوس الثعابين، ولكنهم امتطوا ظهور الشعب ورقصوا على المعاناة اليومية لشعبهم.
ليس هناك ما يعبر عن هذا الاحتفال إلا أبيات قالها الشاعر الكبير عبدالله البردوني حين وقف لتهنئة الإمام بعيد جلوسه على (رؤوس الثعابين)، فقد قال:
عيـد الجلوس أعر بلادك مسمعا * * تسألك أيـن هناؤها ؟ هل يـوجدُ؟
تمضي وتأتـي والبـلاد وأهلهـا * * في ناظريك كمـا عهدت وتعهـدُ
يا عيـد حدث شعبك الظامي متى * * يروى؟ وهل يروى؟ وأين الموردُ؟
فيما السكوت ونصف شعبك هاهنا * * يشقى ونصف في الشـعوب مشردُ
وذكرى ( عيد الجلوس ) هي ذكرى القضاء على المشروع الوطني التقدمي الذي حمل لواءه الرئيس إبراهيم الحمدي.فلم يعجب البعض إخراج البلاد من التخلف الذي كانت تعيشه والسير نحو الحضارة . فكان مصير المشروع الموت ولكن بعد قتل صاحبه.
ومن عجائب ذلك اليوم (17يوليو) أنهم يسمونه (يوم الديمقراطية)، وهنا لا تعليق!!!!!.
أما المناسبة الثانية وهي مؤلمة فهي ذكرى احتلال الجنوب، ففي 7 يوليو 1994م دخلت قوات الجيش الشمالي عدن . وهذا التاريخ يمثل لكل أبناء الجنوب يوماً أسوداً لأن عسكر صنعاء نجحوا باحتلال الجنوب وضمه باسم الوحدة اليمنية التي هي بريئة منهم.
لن أطيل في هذا الجانب لأن التفاصيل يعلمها الجميع، ولكنني أردت الربط بين تاريخي 17يوليو و7يوليو. فنظام صنعاء يعشق هذا الشهر لأنه نجح فيه مرتين: الأولى عندما وصل إلى كرسي الحكم ليقضي على مشروع الحمدي ، والثانية عندما احتل الجنوب وقضى على المشروع الوحدوي.
وقبل أن أنهي مقالي هذا سأعود إلى قصيدة البردوني ( عيد الجلوس ) مرة أخرى،ونقرأ الأبيات التي تحدث فيها الشاعر عن الجنوب. فقد قال البردوني مخاطباً الإمام:
تحـت الرمـاد شـرارةٌ مشبوبةٌ ومن الشرارة شـعلة وتـوقـدُ
لا لـم يُلم ثأر الجنـوب وجرحه كالنار يبـرق في القلوب ويرعدُ
بيـن الجنوب وبين سارق أرضه يـوم تؤرخـه الدمـاء وتخلـدُ
الشعب أقـوى من مدافـع ظالـم وأشـدُّ من بأس الحـديد وأجلدُ
والحق يثني الجيش وهو عرمرم ويفلُّ حـد السيف وهـو مهنـدُ
فمتى يتعظ هؤلاء العسكر؟؟؟!!