المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيئ على هامش الهوية الجنوبية بقلم / الدكتور علي ناصر الزامكي


@نسل الهلالي@
2011-04-27, 12:56 AM
1_هل معتقداتنا تعبر عن هويتنا أم أنها مسئولة عن سلوكنا ومشاعرنا ؟ و هل الأفكار هي التي تشكل الإنسان وتشكل وعيه وبالتالي تشكل هويته أم أن الإنسان هو من يشكل الأفكار ويشكل هويتها ؟

2_هل معتقداتنا الفكرية هي مسئولة عن تشكيل و عينا الإنساني و تشكيل هويته أم أن الإنسان هو من يشكل تلك الأفكار كتعبير حقيقي لهويته الإنسانية وهل معتقداتنا تعبير حقيقي عن هويتنا أم أنها مسئولة عن سلوكنا و مشاعرنا؟

أولا احيي كل القائمين على صحيفة الطريق العدنية والتي صحبت تعبير منبر أعلامي يعبر عن هموم أبناء الجنوب و في هذا العاجلة السريعة عبر صحيفة الطريق اسمح لي أخي القارئ بان أتناول المفهوم العام للهوية الجنوبية التي أصبحت هي المحك العملي و الرئيسي لمستقبل دولة الجنوب القادمة و المرتكز الأساسي والفعلي لمرحلة جديدة مرحلة تتمخض عنها مرحلة الحوار بين الشمال و الجنوب وهنا يتوجب علينا نختار قيادات تمتلك وسائل و أدوات الحوار و سيكون حوار ليس سهلاً و ستواجهه صعوبات كثيرة من قبل المتحاورين اليمنيين والجنوبيين على حداً سواء لهذا اسمح لي أخي القارئ بان نتناول موضوع الهوية باعتبارها الأرضية الحقيقية و الفعلي للحوارات القادمة بين الشمال و الجنوب و لهذا حتى نعطي للهوية الجنوبية حقها من التعريف و التقييم علينا بان نفهم ماذا تعني لنا هذه الاستفسارات وهي:
هل معتقداتنا تعبر عن هويتنا أم أنها مسئولة عن سلوكنا ومشاعرنا ؟ و هل الأفكار هي التي تشكل الإنسان وتشكل وعيه وبالتالي تشكل هويته أم أن الإنسان هو من يشكل الأفكار ويشكل هويتها ؟ هذا الأسئلة هامه و تحتاج إلى وقفات متعددة مع مفرداتها الفلسفية و المنطقية و بالذات حول المعتقدات و مفردات الهوية التي تعبر عنها بشكل أو بأخر بالإضافة إلى هذه الأفكار التي تم تشكيلها في ظل ظروف معينة وفي ظل توجه سياسي معين حكم الجنوب و بالتالي هنا سؤال نطرحه على القارئ الجنوبي و اليمني على النحو التالي: هل الأفكار العقائدية التي روج لها النظام الحاكم ( الحزب الاشتراكي اليمني) في الجنوب عبر سياسية إعلامية محكمة من خلال غزو الأفكار والعقول لتشكيل الإنسان الجنوبي بما يتلاءم و توجهاتهم الحزبية لازالت قائمة إلى اليوم بالجنوب أم أنها تلا شئت و ذابت في خضم المتغيرات السياسية الجديدة وفي حالة فهمنا لهذه الجزئية سنخرج باستخلاص مفاده بان الأفكار هي من شكلت وعي الإنسان في مراحل مختلفة من حكم الحزب الاشتراكي و علبته الإله الإعلامية الحزبية بمفهوم هوية ليست هويته الحقيقية من خلال غزوا العقول الجنوبية عبر المدارس بكافة أنواعها الابتدائية إلى الجامعية و الحزبية ولو الأمر خلاف ذلك لما ارتمى الحزب الاشتراكي اليمني وقياداته في أحضان صنعاء ورفض قياداته الاعتراف بالقضية الجنوبية و رفضه القاطع لها منذ خروج أبناء الجنوب عام 2007 و رفضه لإصلاح مسار الوحدة الذي طالب به الزعيم الروحي للجنوب حسن احمد باعوم والدكتور عبدا لرحمن الوالي وآخرين من رفاقهم في وقت مبكر و إصرار الحزب على أصلاح النظام السياسي العام وعدم اعترافه بجوهر الخلاف داخل الحزب نفسه هو دليل ساطع على طرحنا و بهذا الأمر اسمحوا لي أقول للقارئ بان الإجابة على هذه الاستفسارات المذكورة أعلاه فلسفية في مفرداتها و معقد في محتواها ولكن في حال قدرتنا التمييز بين مفهوم الهوية و مفهوم معتقداتنا الإنسانية كتعبير عن نمط سلوكنا و مشاعرنا وهي بحد ذاته تعبير مصغر للهوية التي تميزنا عن غيرنا و هي نابعة من تقاليد و عادات الأمة ذاتها و هي جمع من النسيج المشترك الذي يرتبط بين السلوكيات و العادات والتقاليد هذا من جانب و من الجانب الأخر فهمنا للأفكار التي تشكل وعي و فكر الإنسان خلال مراحل حياته و من اجل الإجابة على هذا السؤال لابد لنا بان نكون على قدر كبير من علوم المعرفة التي تساعدنا على ربط المعتقدات والسلوكيات بشعورنا بالهوية الجنوبية التي ننتمي أليها و توضيحها للبسطاء و العاديين من شعبنا والهدف من ذلك هو حمايتهم من هذه الأفكار العقائدية التي روج لها النظام السابق بالجنوب خلال 30 عام من حكمة .
ولهذا أقول بان المعتقدات و السلوكيات ليست التعبير الحقيقي للهوية الجنوبية و لكنه سلوك يومي يرتبط بنشاط الناس اليومي الذين ينتمون لهذا الوطن و لكن التعبير الحقيقي للهوية الجنوبية أو أي هوية أخرى بالعالم لأي بلد بالعالم سواء مسلم أو غير مسلم تعني الانتماء, لهذا الأرض و لتاريخها السياسي وتعني العقيدة والقيم الإنسانية لهذا الأمة أو تلك, وكل هذه المعاني تعبير حقيقي لمفهوم الهوية بمعناها الصحيح , وهي جزاء من تاريخ و تكوين هذه الشعب الجنوبي بالإضافة إلى أنها تجسيد لمعتقداتنا و سلوكنا و تعبير حقيقي في تجسيد تاريخ الأمة على الانتماء للأرض الجنوبية و هي التزام أخلاقي و أنساني تفرضها العقيدة الإسلامية على كل فرد جنوبي و هي ضمير الأمة الجنوبية التي تشكل ملامح وتكوين شخصية الإنسان الجنوبي على مساحات الوطن الجنوبي .
يجب علينا بان نتعمق في دلالاتها المعرفية حتى نستطيع أن نفهم ما تحمله من تعبيرات وأفكار ذات أهمية خاصة لكل فرد فينا وعلى الإعلام الجنوبي و صحيفة الطريق و الأيام مسئولية مباشرة في ترويج مشروع الهوية الجنوبية بشكله الصحيح و توضيح مفهوم الهوية بأنه يعني انتماء أنساني و أخلاقي للوطن خارج الانتماءات السياسية و الحزبية ومن يحاول الترويج للانتماءات السياسية هو ليس خطراُ على القضية الجنوبية و لكنه العدو الحقيقي للوطن من خلال تشويهه لمعاني الانتماء للهوية سواء بوعي او بدون وعي في كلاء الحالتين نتيجته واحدة و حتى نتجنب أخطاء التحزب السياسي السابق و اللاحق علينا بان نضع الهوية الجنوبية كانتماء للإنسان فوق كل الانتماءات السياسية و الحزبية و على الصحافة الجنوبية المقرواه المسئولية المباشرة لهذا الأمر....
لابد آن يدرك القارئ الجنوبي الكريم أن معتقداتنا ليست المسئول الأول والأخير عن أفكارنا وهذه الأفكار التي تم تشكيلها في ظل ظروف معينة وفي ظل توجه سياسي معين حكم الجنوب هو المسئول الأول و الأخير عن ما جرى للجنوب شعب و ووطن و تاريخ سياسي نتيجة لتلك الأفكار التي روج لها النظام الحاكم في الجنوب عبر سياسية إعلامية محكمة من خلال غزو عقول الأطفال قبل الكبار وتشكيلهم بما يتلاءم و توجهاتهم الحزبية وهنا نستخلص بان هذه الأفكار هي من شكلت وعي الإنسان في مراحل مختلفة من حكم الحزب الاشتراكي اليمني و علبته الإله الإعلامية الحزبية بمفهوم هوية ليست هويته الحقيقية من خلال ترويج الفكر اليمني عبر المدارس بكافة أنواعها من الابتدائية إلى الجامعية و الحزبية , لأنها هي التي تشكل و تكون معتقداتنا و مشاعرنا , في سن الطفولة وهذه المعتقدات التي سوقها الحزب فترة حكمة للجنوب هي من تتحمل المسئولية المباشرة في تعليب أفكارنا و تشكيل مشاعرنا في أطار التوجه السياسي الإيديولوجي للحزب خارج مفهوم الهوية الحقيقية للجنوب و استطاعت هذه المعتقدات الحزبية بان تغير هويتنا الجنوبية الراسخة في ذهن المواطن الجنوبي إلى هوية يمنية في ظل العقيدة الأيدلوجية للحزب و استطاعت أن تطمس الهوية الجنوبية من ذاكرة أبناء الجنوب و جاءت الوحدة اليمنية و حرب 94 و أظهرت تلك العقيدة الإيديولوجية على حقيقتها من خلال تشويها العقل الجنوبي و في تقديري بان الوحدة اليمنية لها منافع في أنها استنهضت العقل الجنوبية تجاه هويته التي حاول النظام السابق بالجنوب من تهميشها و تحويلها الى هوية يمنية خالصة و لهذا نقول رب ضارة نافعة و يعني بذلك بان الجنوبيين تورطوا بالوحدة و لكن هذه الوحدة استنهضت العقل الجنوبي لا أعادة هويته و تاريخه السياسي الذي حاولت القوى اليمنية سواء بعدن أو بصنعاء طمسه باسم الوحدة الوطنية اليمنية...
استطاع الحزب الاشتراكي اليمني فترة حكمة للجنوب من امتصاص الهوية الجنوبية من ذاكرة العقل الجنوبي عبر آلته الإعلامية الحزبية ودغدغتها عبر المشاعر الإنسانية و ربطها والترويج لها بشعارات عربية قومية إسلامية تظليلية وهذه هي الخديعة السياسية الحقيقية بعينها من خلال استغفال عقول القيادات الجنوبية في تلك الفترة باسم يافطة عربية قومية و تم الترويج لها عبر الشرائح الاجتماعية البسيطة واستطاع الحزب توظيفها باسم القومية العربية لأهداف يمنية محضة و هذه النقطة عند الكثير من الناس تثير جدلاً واسعاً, وبالأخص عند مثقفي أبناء الجنوب و أظهرت لهم الشعارات القومية أهدافها بعد الوحدة و بالأخص بعد حرب 94 من خلال خطاب النخب السياسية اليمنية وقواها السياسية التي شكلتها السلطة الحالية في تلك الفترة , ولهذا أقول للقوى السياسية اليمنية بما فيها الحزب الاشتراكي اليمني ,إذا كانت ترغب خلق علاقات طيبة بين الشمال و الجنوب عليها الاعتراف بالحقائق المتجسدة على ارض الجنوب بشعاراتها و تضحياتها و مقوماتها الوطنية المرتبط بهويتها و تاريخها السياسي الحي ونقول لهم بان ورؤيتنا للحقائق كجنوبيين أهم بكثير من الحقائق ذاتها , ويعني ذلك بان الجنوبي أذا كان مقتنعاً بقدراته و قوة إرادته على قهر العوائق والصعوبات التي اعترضت حركته و تطلعاته فترة المرحلة الانتقالية و حرب السبعين يوم و ما لحق من جرئها خلال 17 عام مضت فان هذه الإرادة الحية لشعبنا الجنوبي نابعة من رسوخ هويته الجنوبية عبر صموده القوي لمقاومة الاحتلال اليمني لأكثر من 17 وهذا دليل حي لإرادة الشعب الجنوبي.
نحن لم نتمكن من معرفة ما يدور في أذهان القوى السياسية في الساحة اليمنية أو بساحات ثوار التغيير, و لكننا تمكنا من أن ندرك ما يريدون من خلال نشاطهم اليومي على الساحة اليمنية و مواقعهم الالكترونية و صحفهم اليومية والأسبوعية ,والتي تعبر عن مواقفهم من قضيتنا و هويتنا الجنوبية , , كما نحب نذكر هولا الذين يتحدثون باسمنا قد سبق أن احتضناهم في ظروف صعبة و منحناهم المواطنة المتساوية و أشركوهم في السلطة بعكس المعارضين الجنوبيين الذين نزحوا من الجنوب إلى الشمال و , اعتبرتهم سلطات صنعاء حينها جنوبي مقيم بما فيهم نائب الرئيس عبد ربة منصور و علي ناصر محمد و آخرين كثر فكيف يكون عبد ربة نائب رئيس لليمن مفارقات عجيبة و محيرة للعقل البشري ....
يتوجب على الجنوبيين سواء بالسلطة أو المعارضة قراءات التاريخ جيداً و لا يكونون شركاء في تحويل حياتهم و حياة أولادهم و أحفادهم إلى جحيم لا يطاق , ونتساءل عن السبب الذي جعلهم في مثل هذه المواقع ليتحدثون باسمنا و يقررون باسمنا ليكونون أوصياء على شعبنا ووطنا .
أينما ذهبنا سنظل نجد أمثالهم ممن يجعلون المناجاة الداخلية الايجابية للجنوبيين مستحيلاً , ولهذا من الأحسن للجنوبيين و ما يمكن القيام به في هذه الأيام هو الاعتراف بأننا لم لن نتمكن من تغيير ما في نفوسهم و لكن يجب على الجنوبيين اتخاذ القرار الواعي للتحرر من سلبيتهم التي بلاهم الله بها و ستأتي مرحلة جديدة يندمون على سلوكهم الحالي و دعواتكم لهم بالهداية.
أخير أقول بان قناعاتنا و معتقداتنا التاريخية اذا لم ترتبط بالهوية و بتاريخها السياسي فإنها ستظل سهلة الاختراق و ربما ستؤدي بناء للهلاك و لهذا يتحتم على كافة القوى الجنوبية الحية التمسك بمشروعية الهوية الجنوبية باعتبارها الحلقة المفصلية لإغلاق بقية الشعارات التي تروج لها الأحزاب اليمنية و نظامها الحالي ...
واخيراً اقول الحرية لزعيم باعوم ولكافة معتقلينا.

متفرقات لابد التعرج حولها هي تتعلق بتكتيكات النظام تجاه الأوضاع الحالية و هي تختلف عن تكتيكات ثوار التغيير بتعز وتختلف عن تكتيكات اللقاء المشترك, لان تكتيكات النظام تقوم على أربع جبهات وهي تكتيكات تجاه جبهة اللقاء المشترك وتكتيكات أخرى تجاه جبهة ثوار التغيير و جبهة منظمات المجتمع اليمني والتكتيكات الأخيرة هو الأخطر تجاه جبهة القضية الجنوبية و كل جبهة يضع لها النظام أدوات ووسائل تختلف عن كل جبهة ولكن جبهة القضية الجنوبية الكل متفقين على تدميرها و لهذا يمكنني القول بان النظام ينظر لثوار التغيير على أساس أنهم يرغبون اجتثاث نظامه من الخارطة السياسية اليمنية ويطيحون به نهائياً يبني تكتيكاته على هذا الأساس و ينظر النظام اليمني للقاء المشترك على انه يرغب الشراكة الفعلية معه في قيادة البلاد ويبني تكتيكاته على نفس مقاساته و ينظر لمنظمات المجتمع المدني اليمني بأنها ترغب سحب السلطة من العسكر إلى المجتمع المدني ولكن النظام ينظر للقضية الجنوب من زاوية أخرى أكثر حده و أذا نظرنا للأمور حسب أهميتها في حالة المقايضة فان النظام سيفضل اللقاء المشترك على ثوار التغيير بساحات تعز وصنعاء لأن اللقاء المشترك هو الأقرب له من الآخرين و سيفضل ثوار التغيير على الذين يحملون القضية الجنوبية و كذلك أيضا اللقاء المشترك و ثوار التغيير في حالة المقايضة فأنهم سيفضلون النظام اليمني الحالي على القضية الجنوبية و لهذا نجد القضية الجنوبية هي المستهدفة من الكل و لهذا نقول للجنوبيين رافعي شعار إسقاط النظام المنتميين للمحافظات الجنوبية بان كل اليمنيين متفقين على القضية الجنوبية و لكن اختلافهم على طريقة الحكم باليمن و سيتوحدون كلهم على إسقاط القضية الجنوبية و سيقاتلون باسنونهم من قبائلهم إلى عبيدهم و أخدامهم لإسقاط القضية الجنوبية و لهذا ندعو قيادات الحراك بالمحافظات الجنوبية بوضع آلية جديد وتصورات دقيقه و منطقية نابعة من الواقع و يضعون المقترحات و الحلول ويقيمون النتائج لها و يضعون السلبيات من أولوياتهم في حال اتخاذ أي قرار ووضع البدائل لمعالجة أي سلبيات قد تظهر هنا او هناك في حال اتخاذ أي قرار مصيري يتعلق بجوهر القضية الجنوبية و مستقبلها ويتحتم عليهم تبادل الحلول و التقييمات و التصورات فيما بينهم في غاية السرية ً و يستعينون بالمثقفين و الكوادر الجنوبية و إرسال نسخة خاصة لبعض الشخصيات المؤثوق فيها للاطلاع عليها حتى تتمكن هذه الشخصيات من قراءات الأحداث على ضوءا تصوراتهم ومقترحاتهم.....
الموضوع القادم سنتناول فيه الصراع الخفي باليمن فهل هو صراعاً سياسياً كما يروج له ثوار التغيير واللقاء المشترك أم انه صراعاً ذات أبعاد مذهبية و هذا ما يخيف دول الجوار وسبب تدخلها المباشر بالأوضاع اليمنية يتعلق بمذهبية الصراع القادم باليمن .
لكم تحياتي أخوكم علي الزامكي

اسدالجنوب
2011-04-27, 01:02 AM
شكراً دكتور الزامكي