مقهى الدروازه
2011-04-08, 12:20 AM
حياة عدن/عليان عليان*
ها هي ثورة الشباب اليمني الذي انتفض في الثالث من شباط الماضي، على سوء منقطع النظير في الأوضاع السياسية وفي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وانتفض كذلك على تغول عائلة الرئيس وسيطرتها على كافة مقاليد البلاد الامنية والعسكرية والاقتصادية وغيرها. هاهي تشق طريقها إلى النصر بالرغم من الصعوبات التي واجهتها على الصعد المحلية والإقليمية والدولية، إذ إن عوامل نجاح هذه الثورة ذللت بالتدريج العديد من الصعاب وأجبرت العديد من القوى الإقليمية والدولية على تغيير موقفها لصالح الثورة.
ولم تفلح المبادرات المتعاقبة التي أطلقها الرئيس علي صالح -الهادفة إلى احتواء الثورة- ابتداءً من المبادرة الأولى عشية الثورة في الثاني من شهر شباط/ فبراير الماضي التي أعلن فيها عن استعداده لعدم الترشح عندما تنتهي ولايته الدستورية عام 2013 وعن عدم توريث ابنه أحمد للحكم، وصولاً لمبادرته الاخيرة التي يقبل فيها بنقل صلاحياته لحكومة تشكلها المعارضة، على أن يظل في الحكم حتى انتهاء فترة ولايته؛ لم تفلح في ثني ثورة الشباب عن التراجع عن مطلبها بضرورة رحيل النظام برمته فوراً من اجل إقامة نظام برلماني رئاسي ديمقراطي.
ولم تفلح عمليات القمع الدموية في كبح جماح الثورة، خاصة بعد المجزرة التي ارتكبها النظام في صنعاء في الثامن عشر من شباط الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد 52 مواطناً وبعد مجزرة تعز في الرابع من شهر نيسان الجاري التي راح ضحيتها 18 شهيداً.
*السبيل الأردنية
كما لم تفلح عمليات الإسناد والدعم التي تلقاها النظام من قبل الولايات المتحدة الامريكية ومن قبل دول مجلس التعاون الخليجي في تثبيت أركانه في مواجهة الثوار، حيث بتنا نشهد وباستمرار استقالات جماعية لأعضاء في الحزب الحاكم وأعضاء في مجلس النواب من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم واستقالات جماعية من الحكومة ومن السلك الدبلوماسي، وصولاً إلى انضمام فرقة القطاع الغربي العسكرية بقيادة أخيه غير الشقيق اللواء علي محسن للثورة.
لقد تمثلت العوامل التي ستفضي حتماً إلى نجاح الثورة بما يلي:
أولاً: نجاح الشباب في خلق حالة من الاستمرارية للاعتصام في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء وفي ساحات التغيير في كافة محافظات اليمن، ما اتاح لكرة الثلج أن تكبر وأن تصبح اليمن أمام مظاهرات واعتصامات بمئات الألوف، الأمر الذي أربك النظام وشتت جهوده في مواجهة تحديات الاعتصام ومطالبه.
ثانياً: وضوح الخط السياسي للحراك الثوري للشباب من خلال شعارهم الناظم منذ اليوم الأول للثورة "الشعب يريد اسقاط النظام" كما أن ثباتهم على هذا الشعار وفر لهم المصداقية أمام مختلف التشكيلات الاجتماعية والقبلية التي التحقت بالاعتصام في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، وفي مختلف ساحات التغيير على امتداد الوطن في عدن وتعز وإب والحديدة وأبين والمكلا وغيرها من المدن اليمنية، بحيث أصبحنا أمام ثورة شعب بأكمله وليس ثورة شباب فقط.
ثالثا: الاستعداد الهائل للتضحية في سبيل نجاح الثورة، فقد توقعت الدوائر الأمنية لنظام علي عبد الله صالح أنه بعد مجزرتي صنعاء وتعز التي ارتكبتها مجاميع البلاطجة بحق شباب الثورة، توقعت أن تخبو نار الثورة وأن تخلو ساحات التغيير من المعتصمين، لكن هذه الفعلة الإجرامية دفعت الشعب اليمني للتصعيد والالتفاف أكثر فأكثر حول الثورة.
رابعاً: تراجع غالبية الجماهير في المحافظات الجنوبية عن شعار الانفصال الذي سبق أن رفعته قوى الحراك الجنوبي وتبني هذه الجماهير لشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" عبر انضمامها للثورة ولجوئها، وبخاصة في عدن إلى تكتيك العصيان المدني الشامل.
خامساً: نجاح ثورة الشعب اليمني في اشتقاق تكتيكات فاعلة أحرجت النظام مثل تكتيك النضال السلمي وعدم اللجوء للسلاح، رغم امتلاك كل فرد في اليمن له، وتكتيك عدم الرد على عنف النظام بعنف مقابل وكذلك نجاح الثورة في فرز منظومة قيم جديدة في اليمن مثل قيمة إخضاع القبائل لقيم الثورة وقيمة الوحدة والتكافل الاجتماعي وقيمة تحرير النساء من قيود الأعراف القبلية، حيث تشارك المرأة بشكل جماعي وفعال في الثورة وليس بشكل رمزي.
لقد فعلت العوامل سالفة الذكر فعلها في تقريب ساعة النصر وفي تجريد نظام الرئيس علي عبدالله صالح من حاضنته الدولية والإقليمية، فهاهي الولايات المتحدة التي قدمت له كل سبل الدعم والإسناد وصمتت صمت القبور على مجازره بحق الشعب اليمني وعملت على تسويق مبادراته حتى آخر لحظة، ها هي تتخلى عنه عبر مطالبتها له بالرحيل وتأمين انتقال سلمي للسلطة.
وهاهي دول مجلس التعاون الخليجي -السند الإقليمي الرئيسي للنظام- تدعو في اجتماع مجلس وزرائها الأخير ما تبقى من أطراف النظام وقوى الثورة للجلوس على طاولة الحوار في الرياض، على أمل توفير مخرج آمن للنظام يحفظ له ماء وجهه، بعد أن تبين لهذه الدول استحالة تراجع الثورة عن مطلبها برحيل النظام.
http://www.adenlife.net/news5339.html
ها هي ثورة الشباب اليمني الذي انتفض في الثالث من شباط الماضي، على سوء منقطع النظير في الأوضاع السياسية وفي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وانتفض كذلك على تغول عائلة الرئيس وسيطرتها على كافة مقاليد البلاد الامنية والعسكرية والاقتصادية وغيرها. هاهي تشق طريقها إلى النصر بالرغم من الصعوبات التي واجهتها على الصعد المحلية والإقليمية والدولية، إذ إن عوامل نجاح هذه الثورة ذللت بالتدريج العديد من الصعاب وأجبرت العديد من القوى الإقليمية والدولية على تغيير موقفها لصالح الثورة.
ولم تفلح المبادرات المتعاقبة التي أطلقها الرئيس علي صالح -الهادفة إلى احتواء الثورة- ابتداءً من المبادرة الأولى عشية الثورة في الثاني من شهر شباط/ فبراير الماضي التي أعلن فيها عن استعداده لعدم الترشح عندما تنتهي ولايته الدستورية عام 2013 وعن عدم توريث ابنه أحمد للحكم، وصولاً لمبادرته الاخيرة التي يقبل فيها بنقل صلاحياته لحكومة تشكلها المعارضة، على أن يظل في الحكم حتى انتهاء فترة ولايته؛ لم تفلح في ثني ثورة الشباب عن التراجع عن مطلبها بضرورة رحيل النظام برمته فوراً من اجل إقامة نظام برلماني رئاسي ديمقراطي.
ولم تفلح عمليات القمع الدموية في كبح جماح الثورة، خاصة بعد المجزرة التي ارتكبها النظام في صنعاء في الثامن عشر من شباط الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد 52 مواطناً وبعد مجزرة تعز في الرابع من شهر نيسان الجاري التي راح ضحيتها 18 شهيداً.
*السبيل الأردنية
كما لم تفلح عمليات الإسناد والدعم التي تلقاها النظام من قبل الولايات المتحدة الامريكية ومن قبل دول مجلس التعاون الخليجي في تثبيت أركانه في مواجهة الثوار، حيث بتنا نشهد وباستمرار استقالات جماعية لأعضاء في الحزب الحاكم وأعضاء في مجلس النواب من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم واستقالات جماعية من الحكومة ومن السلك الدبلوماسي، وصولاً إلى انضمام فرقة القطاع الغربي العسكرية بقيادة أخيه غير الشقيق اللواء علي محسن للثورة.
لقد تمثلت العوامل التي ستفضي حتماً إلى نجاح الثورة بما يلي:
أولاً: نجاح الشباب في خلق حالة من الاستمرارية للاعتصام في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء وفي ساحات التغيير في كافة محافظات اليمن، ما اتاح لكرة الثلج أن تكبر وأن تصبح اليمن أمام مظاهرات واعتصامات بمئات الألوف، الأمر الذي أربك النظام وشتت جهوده في مواجهة تحديات الاعتصام ومطالبه.
ثانياً: وضوح الخط السياسي للحراك الثوري للشباب من خلال شعارهم الناظم منذ اليوم الأول للثورة "الشعب يريد اسقاط النظام" كما أن ثباتهم على هذا الشعار وفر لهم المصداقية أمام مختلف التشكيلات الاجتماعية والقبلية التي التحقت بالاعتصام في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، وفي مختلف ساحات التغيير على امتداد الوطن في عدن وتعز وإب والحديدة وأبين والمكلا وغيرها من المدن اليمنية، بحيث أصبحنا أمام ثورة شعب بأكمله وليس ثورة شباب فقط.
ثالثا: الاستعداد الهائل للتضحية في سبيل نجاح الثورة، فقد توقعت الدوائر الأمنية لنظام علي عبد الله صالح أنه بعد مجزرتي صنعاء وتعز التي ارتكبتها مجاميع البلاطجة بحق شباب الثورة، توقعت أن تخبو نار الثورة وأن تخلو ساحات التغيير من المعتصمين، لكن هذه الفعلة الإجرامية دفعت الشعب اليمني للتصعيد والالتفاف أكثر فأكثر حول الثورة.
رابعاً: تراجع غالبية الجماهير في المحافظات الجنوبية عن شعار الانفصال الذي سبق أن رفعته قوى الحراك الجنوبي وتبني هذه الجماهير لشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" عبر انضمامها للثورة ولجوئها، وبخاصة في عدن إلى تكتيك العصيان المدني الشامل.
خامساً: نجاح ثورة الشعب اليمني في اشتقاق تكتيكات فاعلة أحرجت النظام مثل تكتيك النضال السلمي وعدم اللجوء للسلاح، رغم امتلاك كل فرد في اليمن له، وتكتيك عدم الرد على عنف النظام بعنف مقابل وكذلك نجاح الثورة في فرز منظومة قيم جديدة في اليمن مثل قيمة إخضاع القبائل لقيم الثورة وقيمة الوحدة والتكافل الاجتماعي وقيمة تحرير النساء من قيود الأعراف القبلية، حيث تشارك المرأة بشكل جماعي وفعال في الثورة وليس بشكل رمزي.
لقد فعلت العوامل سالفة الذكر فعلها في تقريب ساعة النصر وفي تجريد نظام الرئيس علي عبدالله صالح من حاضنته الدولية والإقليمية، فهاهي الولايات المتحدة التي قدمت له كل سبل الدعم والإسناد وصمتت صمت القبور على مجازره بحق الشعب اليمني وعملت على تسويق مبادراته حتى آخر لحظة، ها هي تتخلى عنه عبر مطالبتها له بالرحيل وتأمين انتقال سلمي للسلطة.
وهاهي دول مجلس التعاون الخليجي -السند الإقليمي الرئيسي للنظام- تدعو في اجتماع مجلس وزرائها الأخير ما تبقى من أطراف النظام وقوى الثورة للجلوس على طاولة الحوار في الرياض، على أمل توفير مخرج آمن للنظام يحفظ له ماء وجهه، بعد أن تبين لهذه الدول استحالة تراجع الثورة عن مطلبها برحيل النظام.
http://www.adenlife.net/news5339.html