الحضرمي ابن الجنوب
2011-03-20, 01:36 PM
الكاتب: عمر حمدون | 17 آذار/مارس 2011
تتوالى أستقالات قيادات علياء من عضوية المؤتمر الشعبي العام هذه الأيام ، شملت أعضاء من اللجنة الدائمة واعضاء بمجلس النواب ورجال اعمال وغيرهم في الوظيفة العامة ،
ومن خلال تصريحات هؤلاء المستقيلين علمنا ان الأسباب التي ساقوها لتبرير استقالاتهم هي اعتراضهم ورفضهم لقمع المظاهرات والمسيرات السلمية المطالبة بالتغيير من قبل الأجهزة الأمنية والبلاطجة ، وهي المسيرات التي عمت معظم المحافظات اليوم بعد ان كانت مقتصرة على محافظات الجنوب منذ مايزيد عن ثلات سنوات مضت ، هذه الأستقالات لاشك بأنها خطوة تعبر في حدها الأدنى عن موقف ادبي وأنساني شجاع رافض لأهانة كرامة الأنسان وقمعه وأذلاله ، من قبل من تعودنا على ممارساتهم القمعية ، وبالقدر الذي يشكر فيه هؤلاء على موقفهم هذا الشجاع ، بالقدر نفسه يستغرب المرء هذه الصحوة المتأخرة انتصارا للانسان ودفاعا عن حقوقه ومطالبه ، اذ كيف لهؤلاء المستقيلين اليوم ...واليوم فقط ان يتخذوا هذه الخطوة الشجاعة المعبرة عن رفضهم وادانتهم لكل هذا البطش والقمع وحتى القتل الذى يتعرض له الأنسان في هذه البلاد ؟ ألم يشاهدوا او يسمعوا او يقرأوا كيف كانت تقمع المظاهرات السلمية والأعتصامات والمهرجانات في مناطق الجنوب منذ أكثر من ثلاث سنوات ؟ وكيف كانت الجماهير تشيع الشهيد تلو الشهيد بصورة شبه اسبوعية نتيجة مواجهة قوات الأمن للمتظاهرين سلميا بالرصاص الحي ؟ الم يعلموا بدك قوات الجيش لمدن وقرى في الضالع وأبين وغيرها فتهدم منازل على ساكنيها من أطفال ونساء وعجزه ؟ ألم يشاهدوا كيف تم قتل أطفال ونساء المعجلة بطائرات امريكية وبموافقة و ربما بتفويض رسمي من الحكومة اليمنية ؟ ألا يستحق هؤلاء الاطفال والنساء والشيوخ المسالمين في قراهم ان يتضامن معهم يومها هؤلاء الذين قدموا استقالاتهم اليوم ؟ أم ان هؤلاء الشهداء دمهم رخيص في نظر من قدم استقالته اليوم من عضوية المؤتمر ؟ وهم انفصاليون ويستحقون الأبادة والتشريد وحتى السحل والتمثيل بجثثهم – كما حدث للحدي في ابين - ؟ رغم ان اؤلئك الجنوبيين الذين تظاهروا واعتصموا في مدن الجنوب قد خرجوا في مسيرات واعتصامات سلمية مثلما يخرج اليوم آلاف المتظاهرين سلميا في ميادين صنعاء وتعز وأب والحديدة وغيرها مطالبين بالتغيير وباسقاط النظام !!!
ان هذه الخطوة – تقديم الأستقالات – ان كشفت عن شيء فانما تكشف عن حقيقة انفصالية تفكير وسلوك هؤلاء المستقيلين ونظرتهم المزدوجة لمفهوم المواطنة في الجمهورية اليمنية ، فابناء الجنوب وفقا لهذه النظرة هم اقل درجة في المواطنة ان لم يكونوا معدومي المواطنة ، وبالتالي لايستحقون من يتضامن معهم او يعبر عن موقف احتجاجي – كتقديم استقالة مثلا –ضد كل مايتعرضون له من قمع وبطش وقتل !!! كما ان هذه الخطوة التي اقدم عليها قيادات عليا ونواب في المؤتمر تضع زملائهم من المحسوبين على الجنوب في موقف محرج ومخجل امام مواطنيهم – ان بقي في النفس مكانا للحرج والخجل – اذ تكشفهم على حقيقتهم النفعية الضيقة وتظهرهم بانهم مجرد قيادات ضعيفة لاتمتلك القدرة على اتخاذ موقف شجاع مستقل ومعبر عن الذات في المواقف التي تتطلب اتخاذ القرار المسؤول ، عكس زملائهم الآخرين من اعضاء المؤتمر في المحافظات الأخرى الذين عبروا عن موقفهم الرافض لأستخدام الرصاص الحي واساليب البلطجة ضد المتظاهرين سلميا فقدموا استقالاتهم من عضوية المؤتمر اليوم . فهل تجرأ احد من قيادات المؤتمر او نوابه من المحسوبين على الجنوب على تقديم استقالته كتسجيل موقف رافض للعنف والقمع والقتل الذي تعرضت له المسيرات السلمية في الجنوب ؟!!لقد اثبتت الأحداث السابقة والجارية مدى ضعف مؤتمريي الجنوب وكم هم مسلوبي الأرادة هذا في احسن الأحوال اما في أسوأها فقد يراهم الكثير من الناس بانهم مجرد مجموعة افراد لاهم لهم سوى المحافظة على مصالح خاصة وامتيازات يوفرها لهم موقعهم الحزبي او النيابي او الوظيفي وهم حريصون جدا على عدم التفريط بها حتى وان جاءت هذه المصالح على حساب الموقف الأخلاقي الملتزم بالأدبيات الدينية والأنسانية . وليس بعيدا عن هذا الموقف المزدوج للمستقيلين موقف بعض العلماء الذين اصدروا بيانا مؤخرا يؤيدون خروج الناس في مظاهرات سلمية وينددون باستخدام السلاح والبلطجة ضد من يتظاهر سلميا ، ولنا هنا ايضا ان نتساءل لماذا كان الصمت من هذا البعض وربما المساندة لقمع الناس المتظاهرين في الجنوب واليوم الرفض والأدانة والتنديد بقمع المسيرات السلمية ؟ الا لعنة الله على المصالح الدنيوية التي تجعل البعض يعليها على قيم الدين الحنيف وتعاليمه السمحاء.
منقول من صحيفة الرشد اليمنية _ تابعه للاصلاح
تتوالى أستقالات قيادات علياء من عضوية المؤتمر الشعبي العام هذه الأيام ، شملت أعضاء من اللجنة الدائمة واعضاء بمجلس النواب ورجال اعمال وغيرهم في الوظيفة العامة ،
ومن خلال تصريحات هؤلاء المستقيلين علمنا ان الأسباب التي ساقوها لتبرير استقالاتهم هي اعتراضهم ورفضهم لقمع المظاهرات والمسيرات السلمية المطالبة بالتغيير من قبل الأجهزة الأمنية والبلاطجة ، وهي المسيرات التي عمت معظم المحافظات اليوم بعد ان كانت مقتصرة على محافظات الجنوب منذ مايزيد عن ثلات سنوات مضت ، هذه الأستقالات لاشك بأنها خطوة تعبر في حدها الأدنى عن موقف ادبي وأنساني شجاع رافض لأهانة كرامة الأنسان وقمعه وأذلاله ، من قبل من تعودنا على ممارساتهم القمعية ، وبالقدر الذي يشكر فيه هؤلاء على موقفهم هذا الشجاع ، بالقدر نفسه يستغرب المرء هذه الصحوة المتأخرة انتصارا للانسان ودفاعا عن حقوقه ومطالبه ، اذ كيف لهؤلاء المستقيلين اليوم ...واليوم فقط ان يتخذوا هذه الخطوة الشجاعة المعبرة عن رفضهم وادانتهم لكل هذا البطش والقمع وحتى القتل الذى يتعرض له الأنسان في هذه البلاد ؟ ألم يشاهدوا او يسمعوا او يقرأوا كيف كانت تقمع المظاهرات السلمية والأعتصامات والمهرجانات في مناطق الجنوب منذ أكثر من ثلاث سنوات ؟ وكيف كانت الجماهير تشيع الشهيد تلو الشهيد بصورة شبه اسبوعية نتيجة مواجهة قوات الأمن للمتظاهرين سلميا بالرصاص الحي ؟ الم يعلموا بدك قوات الجيش لمدن وقرى في الضالع وأبين وغيرها فتهدم منازل على ساكنيها من أطفال ونساء وعجزه ؟ ألم يشاهدوا كيف تم قتل أطفال ونساء المعجلة بطائرات امريكية وبموافقة و ربما بتفويض رسمي من الحكومة اليمنية ؟ ألا يستحق هؤلاء الاطفال والنساء والشيوخ المسالمين في قراهم ان يتضامن معهم يومها هؤلاء الذين قدموا استقالاتهم اليوم ؟ أم ان هؤلاء الشهداء دمهم رخيص في نظر من قدم استقالته اليوم من عضوية المؤتمر ؟ وهم انفصاليون ويستحقون الأبادة والتشريد وحتى السحل والتمثيل بجثثهم – كما حدث للحدي في ابين - ؟ رغم ان اؤلئك الجنوبيين الذين تظاهروا واعتصموا في مدن الجنوب قد خرجوا في مسيرات واعتصامات سلمية مثلما يخرج اليوم آلاف المتظاهرين سلميا في ميادين صنعاء وتعز وأب والحديدة وغيرها مطالبين بالتغيير وباسقاط النظام !!!
ان هذه الخطوة – تقديم الأستقالات – ان كشفت عن شيء فانما تكشف عن حقيقة انفصالية تفكير وسلوك هؤلاء المستقيلين ونظرتهم المزدوجة لمفهوم المواطنة في الجمهورية اليمنية ، فابناء الجنوب وفقا لهذه النظرة هم اقل درجة في المواطنة ان لم يكونوا معدومي المواطنة ، وبالتالي لايستحقون من يتضامن معهم او يعبر عن موقف احتجاجي – كتقديم استقالة مثلا –ضد كل مايتعرضون له من قمع وبطش وقتل !!! كما ان هذه الخطوة التي اقدم عليها قيادات عليا ونواب في المؤتمر تضع زملائهم من المحسوبين على الجنوب في موقف محرج ومخجل امام مواطنيهم – ان بقي في النفس مكانا للحرج والخجل – اذ تكشفهم على حقيقتهم النفعية الضيقة وتظهرهم بانهم مجرد قيادات ضعيفة لاتمتلك القدرة على اتخاذ موقف شجاع مستقل ومعبر عن الذات في المواقف التي تتطلب اتخاذ القرار المسؤول ، عكس زملائهم الآخرين من اعضاء المؤتمر في المحافظات الأخرى الذين عبروا عن موقفهم الرافض لأستخدام الرصاص الحي واساليب البلطجة ضد المتظاهرين سلميا فقدموا استقالاتهم من عضوية المؤتمر اليوم . فهل تجرأ احد من قيادات المؤتمر او نوابه من المحسوبين على الجنوب على تقديم استقالته كتسجيل موقف رافض للعنف والقمع والقتل الذي تعرضت له المسيرات السلمية في الجنوب ؟!!لقد اثبتت الأحداث السابقة والجارية مدى ضعف مؤتمريي الجنوب وكم هم مسلوبي الأرادة هذا في احسن الأحوال اما في أسوأها فقد يراهم الكثير من الناس بانهم مجرد مجموعة افراد لاهم لهم سوى المحافظة على مصالح خاصة وامتيازات يوفرها لهم موقعهم الحزبي او النيابي او الوظيفي وهم حريصون جدا على عدم التفريط بها حتى وان جاءت هذه المصالح على حساب الموقف الأخلاقي الملتزم بالأدبيات الدينية والأنسانية . وليس بعيدا عن هذا الموقف المزدوج للمستقيلين موقف بعض العلماء الذين اصدروا بيانا مؤخرا يؤيدون خروج الناس في مظاهرات سلمية وينددون باستخدام السلاح والبلطجة ضد من يتظاهر سلميا ، ولنا هنا ايضا ان نتساءل لماذا كان الصمت من هذا البعض وربما المساندة لقمع الناس المتظاهرين في الجنوب واليوم الرفض والأدانة والتنديد بقمع المسيرات السلمية ؟ الا لعنة الله على المصالح الدنيوية التي تجعل البعض يعليها على قيم الدين الحنيف وتعاليمه السمحاء.
منقول من صحيفة الرشد اليمنية _ تابعه للاصلاح