عبدالله السنمي
2011-03-10, 11:39 PM
نتابع جميعا عواصف التغيير وهي تجتاح المنطقة العربية ، وقد اسقطت عروش الحكام الطغاة في تونس ومصر ، و هي اليوم قاب قوسين او أدنى من اقتلاع أعتى وأقدم نظام عربي في طرابلس الغرب ، وفي اليمن يتشكل الزلزال مستلهما العنفوان والثورة من تلك العواصم حيث انهارت فيها انظمة الاستبداد والظلم والفساد ، ويكاد يقترب هذا الزلزال من دائرة رأس النظام في صنعاء لتبدو النهاية حتمية ولا ينقصها الا قليل من الوقت .
الجنوب الذي بدأ ثورته قبل اربع سنوات تحت راية الحراك الجنوبي السلمي كان سباقا في استنهاض مشاعر وثقافة الثورة الشعبية الحضارية ضد الاحتلال ، فقد واجه خلالها صعوبات كبيرة في تحقيق تقدم في قضيته لأسباب بعضها متعلق بالحراك نفسه المتمثل بعدم قدرته على إيجاد توافق بين مكوناته وقياداته وأخرى متعلقة بالاحتلال واساليب القمع التي مارسها ضد الحراك .
اليوم ، ووسط هذا الغبار العاصف الذي يملأ الاجواء ، يقف قادة الحراك الجنوبي مشدوهين ومرتبكين ، وهم يرون أحزاب اللقاء المشترك وقد اختطفت مساحات كبيرة من الشارع الجنوبي على حين غرة ، وكأن الجنوب قد تعرض في لحظة الى احتلال آخر ، فزاد الحراك هم على هم ، فوجدوا انفسهم في مواجهة أحتلالين ، احتلال عسكري قمعي لنظام علي عبدالله ، وآخر احتلال اللقاء المشترك الذي سطا على الشارع بشعاراته التي تدعو لاسقاط النظام والذي حيد الى درجة ما أصوات التحرير والاستقلال أو تقرير المصير على الأقل .
هنا يقف الحراك الجنوبي وأمامه الصورة واضحة ، نموذجين من الاحتلال يتمددان على أرضه وبالتحديد العاصمة عدن ، وحضرموت حيث يحاول كل طرف صياغة المشهد بطريقته ، ووفق مصالحة ، جزء كبير من المشهد مشوه وملتبس ومزيف ، وظهرت بشاعة وخبث المشترك بشكل سافر على لسان الشيح حميد الاحمر عندما ذكر في معرض حديثه الى إحدى وسائل الاعلام أن الحراك قد سقط ، ولربما كان الحماس قد طغى عليه ليزيد من معنويات ابناء الشمال وعدم الخوف من الحراك الجنوبي ، لكنه قد عبر من حيث لا يقصد عن حقيقة مفادها ان الجميع نظام ومعارضة منهجهم هو جعل الجنوب أرض مستباحه وغنيمه لقبائل الشمال والأنظمة المتعاقبة الى أبد الآبدين ولا يضعون أي إعتبار او اعتراف بالشعب الجنوبي الثائر .
من خلال هذه المواقف المتناغمة والمنسجمة بين النظام اليمني ومعارضته بشأن القضية الجنوبية المحتدمة ، يبدو أن الجنوبييون لم يتمكنوا من فرض قضيتهم على أجندة السلطة والمعارضة اليمنية على حد سواء ، هناك تجاهل واضح وفاضح لقضية الجنوب وهي قضية أرض وشعب يعاني منذو سبعة عشر سنة .
لذلك على قادة الجنوب التنبه وأخذ الحذر واليقظة الى هذه الظاهرة التي تحاك خيوطها بالتبادل بين النظام والمعارضة لطمس قضية الجنوب ، وما يدور اليوم من حديث عن تجاذبات بين طرفي التركيبة السياسية بصنعاء الا دليل على عدم الاعتراف بقضية الجنوب ، التي قدم شعبها من أجلها الكثير من الشهداء والجرحى ، ولا زال رموزه ومناصريه قابعين في سجون الاحتلال ، والاعتقالات مستمرة ضد ابناء الجنوب ، فيما النظام يستجدي المعارضة اليمنية ويقدم التنازلات لها الواحدة تلو الاخرى .
ان حالة التقزم والانقسام في دور قيادات الحراك في هذه اللحظة التاريخية المحتدمة ، ينبىء بأخطار بالغة تحيق بالقضية الجنوبية ، وإن لم تنتشل هذه القيادات في الداخل والخارج نفسها من هذه المواقف المخجلة والهزيلة فإنه يصعب معه كسب ثقة العالم بالقضية الجنوبية والتعاطف معها. وما هو عليه الوضع اليوم من شتات وضعف فيما يخص بلورة زخم سياسي جنوبي يضم ابناء الجنوب جميعا في الداخل والخارج لهو مؤشر خطير يجب التنبه له وعلى كل الشرفاء من شباب الجنوب وقادته أخذ المبادرة وتحمل المسؤلية التاريخية تجاه الجنوب ، هذا الموقف يحتم الاتفاق على اعلان موقف جدي في هذه اللحظة الفاصلة وتكوين جبهة جنوبية عريضة تلملم الصف الجنوبي تأخذه الى برامج عمل تستوعب الاحداث والمستجدات وتوظفها توظيفا تنهض بقضية الجنوب الى المنابر الاعلامية العالمية والى دوائر الاهتمام العالمي ، حتى تأخذ مكانتها وترسخ هويتها المستقلة عن قضية ما يجري اليوم في الجمهورية العربية اليمنية ، وحتى تكون حاضرة في أجندة أي حلول مفترضة في الساحة اليمنية والجنوب ، لان ما يجري اليوم من اغفال وتجاهل متعمد للقضية الجنوبية من المعارضة والمراقبين والمهتمين بألاحداث ، ذلك نابع من ضعف حقيقي لدور قادة الحراك ولم يتح للقضية الجنوبية أن تكون من أولويات المجتمع الدولي أو حتى قوى المعارضة اليمنية باعتبارها مفتاح الحل لكل القضايا رغم أن الاعتراف بقضية شعب الجنوب وحقه في التحرر، لن يكون هبة أو منحة من أحد بقدر ما هو تطبيقا للمنطق وللشرعية الدولية والانسانية والتاريخية والواقعية وهو إعطاء ابناء الجنوب حقهم الشرعي في تقرير مصيرهم ،، إذ لا يعقل ان يقرر اللقاء المشترك ويفتي علماء اليمن بحق ابناء الشمال في اسقاط رئيسكم وخلعه ( سلميا ) في الوقت نفسه ينكرون حق شعب الجنوب في تقرير مصيره ، هذه مفارقة ومعادلة لا تستقيم مع المنطق والعدالة والشرعيات الانسانية والدينية .
الجنوب الذي بدأ ثورته قبل اربع سنوات تحت راية الحراك الجنوبي السلمي كان سباقا في استنهاض مشاعر وثقافة الثورة الشعبية الحضارية ضد الاحتلال ، فقد واجه خلالها صعوبات كبيرة في تحقيق تقدم في قضيته لأسباب بعضها متعلق بالحراك نفسه المتمثل بعدم قدرته على إيجاد توافق بين مكوناته وقياداته وأخرى متعلقة بالاحتلال واساليب القمع التي مارسها ضد الحراك .
اليوم ، ووسط هذا الغبار العاصف الذي يملأ الاجواء ، يقف قادة الحراك الجنوبي مشدوهين ومرتبكين ، وهم يرون أحزاب اللقاء المشترك وقد اختطفت مساحات كبيرة من الشارع الجنوبي على حين غرة ، وكأن الجنوب قد تعرض في لحظة الى احتلال آخر ، فزاد الحراك هم على هم ، فوجدوا انفسهم في مواجهة أحتلالين ، احتلال عسكري قمعي لنظام علي عبدالله ، وآخر احتلال اللقاء المشترك الذي سطا على الشارع بشعاراته التي تدعو لاسقاط النظام والذي حيد الى درجة ما أصوات التحرير والاستقلال أو تقرير المصير على الأقل .
هنا يقف الحراك الجنوبي وأمامه الصورة واضحة ، نموذجين من الاحتلال يتمددان على أرضه وبالتحديد العاصمة عدن ، وحضرموت حيث يحاول كل طرف صياغة المشهد بطريقته ، ووفق مصالحة ، جزء كبير من المشهد مشوه وملتبس ومزيف ، وظهرت بشاعة وخبث المشترك بشكل سافر على لسان الشيح حميد الاحمر عندما ذكر في معرض حديثه الى إحدى وسائل الاعلام أن الحراك قد سقط ، ولربما كان الحماس قد طغى عليه ليزيد من معنويات ابناء الشمال وعدم الخوف من الحراك الجنوبي ، لكنه قد عبر من حيث لا يقصد عن حقيقة مفادها ان الجميع نظام ومعارضة منهجهم هو جعل الجنوب أرض مستباحه وغنيمه لقبائل الشمال والأنظمة المتعاقبة الى أبد الآبدين ولا يضعون أي إعتبار او اعتراف بالشعب الجنوبي الثائر .
من خلال هذه المواقف المتناغمة والمنسجمة بين النظام اليمني ومعارضته بشأن القضية الجنوبية المحتدمة ، يبدو أن الجنوبييون لم يتمكنوا من فرض قضيتهم على أجندة السلطة والمعارضة اليمنية على حد سواء ، هناك تجاهل واضح وفاضح لقضية الجنوب وهي قضية أرض وشعب يعاني منذو سبعة عشر سنة .
لذلك على قادة الجنوب التنبه وأخذ الحذر واليقظة الى هذه الظاهرة التي تحاك خيوطها بالتبادل بين النظام والمعارضة لطمس قضية الجنوب ، وما يدور اليوم من حديث عن تجاذبات بين طرفي التركيبة السياسية بصنعاء الا دليل على عدم الاعتراف بقضية الجنوب ، التي قدم شعبها من أجلها الكثير من الشهداء والجرحى ، ولا زال رموزه ومناصريه قابعين في سجون الاحتلال ، والاعتقالات مستمرة ضد ابناء الجنوب ، فيما النظام يستجدي المعارضة اليمنية ويقدم التنازلات لها الواحدة تلو الاخرى .
ان حالة التقزم والانقسام في دور قيادات الحراك في هذه اللحظة التاريخية المحتدمة ، ينبىء بأخطار بالغة تحيق بالقضية الجنوبية ، وإن لم تنتشل هذه القيادات في الداخل والخارج نفسها من هذه المواقف المخجلة والهزيلة فإنه يصعب معه كسب ثقة العالم بالقضية الجنوبية والتعاطف معها. وما هو عليه الوضع اليوم من شتات وضعف فيما يخص بلورة زخم سياسي جنوبي يضم ابناء الجنوب جميعا في الداخل والخارج لهو مؤشر خطير يجب التنبه له وعلى كل الشرفاء من شباب الجنوب وقادته أخذ المبادرة وتحمل المسؤلية التاريخية تجاه الجنوب ، هذا الموقف يحتم الاتفاق على اعلان موقف جدي في هذه اللحظة الفاصلة وتكوين جبهة جنوبية عريضة تلملم الصف الجنوبي تأخذه الى برامج عمل تستوعب الاحداث والمستجدات وتوظفها توظيفا تنهض بقضية الجنوب الى المنابر الاعلامية العالمية والى دوائر الاهتمام العالمي ، حتى تأخذ مكانتها وترسخ هويتها المستقلة عن قضية ما يجري اليوم في الجمهورية العربية اليمنية ، وحتى تكون حاضرة في أجندة أي حلول مفترضة في الساحة اليمنية والجنوب ، لان ما يجري اليوم من اغفال وتجاهل متعمد للقضية الجنوبية من المعارضة والمراقبين والمهتمين بألاحداث ، ذلك نابع من ضعف حقيقي لدور قادة الحراك ولم يتح للقضية الجنوبية أن تكون من أولويات المجتمع الدولي أو حتى قوى المعارضة اليمنية باعتبارها مفتاح الحل لكل القضايا رغم أن الاعتراف بقضية شعب الجنوب وحقه في التحرر، لن يكون هبة أو منحة من أحد بقدر ما هو تطبيقا للمنطق وللشرعية الدولية والانسانية والتاريخية والواقعية وهو إعطاء ابناء الجنوب حقهم الشرعي في تقرير مصيرهم ،، إذ لا يعقل ان يقرر اللقاء المشترك ويفتي علماء اليمن بحق ابناء الشمال في اسقاط رئيسكم وخلعه ( سلميا ) في الوقت نفسه ينكرون حق شعب الجنوب في تقرير مصيره ، هذه مفارقة ومعادلة لا تستقيم مع المنطق والعدالة والشرعيات الانسانية والدينية .