مشاهدة النسخة كاملة : جـــديد الفتـــوى
حسان الجنوب
2011-03-10, 12:16 PM
بسم الله الرحمن الرحمن
أحبتي ...
في هــذه الزاوية المباركة أحببت أن أضيف
كل ماهـــو جـــديد في الفتــــــاوي...
وخاصة مايلتبس على عـــامة الناس من شبهات
وأمور متعلقة بالحياة الإجتماعية وملامسة لما
استجد في عصرنا الحديث ..
شــروط المشاركة في إنزال فتوى:
1_ أن توافق الشــروط الخاصة بهـــذا القسم .
2_أن تكون لعلمـــــــــــاء معروفين وثقات.
3_ أن تكتب الفتوى وإســـم العالم ومصدرها .
3_ أن تبتعد الفتـــاوى عن الطــائفية والفرق والمذاهب.
***وقد رُوعي في انتخاب الجديد من الفتاوى أن يكون مما تعم البلوى به،
أو يكثر السؤال عنه، أو بياناً لواقعة جديدة..
_________________________________________
وكأول مشـــاركة إخترت لكم هذه الفتوى ....
مواضيع التصويت لغزة أو لاٍسرائيل
------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حياكم الله بالسلام شيخنا القدير .. نود منكم بارك الله فيكم أن تفيدونا في حكم بعض المواضيع المنتشرة الآن والمتعلقة بالتصويت لغزة أو لاٍسرائيل كهذا الموضوع مثلاً ..
اقتباس:
شارك
بالتصويت لغزة
انظروا نتيجة التصويت لإسرائيل لهذه اللحظة
مع كل التغطية الإعلامية المفتوحة لهذه المجزرة على كل قنوات العالم
تتوقعون ما هو السبب في تصويت الكثير لإسرائيل ؟؟
لأنهم بكل بساطة يكرهوننا
يكرهون اسمنا وكياننا
من دون أن يعرفوا من نحن
من هنا الموقع
Israel-vs-Palestine.com Share your opinion about Gaza Strip conflict! Vote! Comment! Support!
وبارك الله فيكم شيخنا ونفعنا واٍياكم بما علمكم ..
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وهل لمثل هذا التصويت مِن فائدة تُرجى مِن أمم الكفر ؟!
أمم الكفر لا يردعها ولا يُرهبها إلاّ إعلان الجهاد ، الذي تكون رايته رفع " لا إله إلاّ الله " ، أما الشعارات فلا تُخيف أحدا ، ولا تؤثّر بأحد !
وأحيانا نُستغفل من أجل التصويت على شيء ما ، لا علاقة له أصلا بما أوهِم الإعلان عنه !
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
وفي الخـــتام:
أرجـــو من الإدارة تثبيت الموضـــــوع
لتعمّ الفائدة...
حسان الجنوب
2011-03-12, 05:46 PM
ما حكم التواصل مع الخطيب عن طريق رسائل الجوال قبل العقد الشرعي.
الجواب :
إذا لم يتعدّ رسائل الجوال ، ولم يخرج عن حدود الأدب ؛ فأرجو أنه لا بأس به .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
حسان الجنوب
2011-03-12, 05:47 PM
السلام عليكم
شيخنا الفاضل بارك الله بعلمك وزادك من علمه
سؤالي هل يجوز دخول الشباب اقسام في المنتديات للازياء او ونقل الصور وعرضها
على كافة المنتديات
علما ان هذه الصور تكشف من مفاتن المرءة
وهل مشاركة الرجل في هذه الاقسام والتحاور مع بنات المنتدى با الازياء
وعرض مواضيع فيها اختيار فساتين الزفاف وفساتين سهرة
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
مثل هذه الموضوعات هي موضوعات ومسائل نسائية بحتة ! ولا يحسن دخول الرجال فيها .
ولا يجوز للرجل مشاهدة صور النساء ، ولو كان بحجّة أنه مِن أجل الأزياء .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
حسان الجنوب
2011-03-12, 05:47 PM
وضع الابتسامات عند الايات القرآنيه او الاحاديث؟
---------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال هو/ماحكم وضع الابتسامات امام الايات القرانيه والاحاديث اي انها تعبر عن الايه
مثال
الايات الحزينه في القران
الايات التي تتكلم عن النار
الايات التي تتكلم عن الجنة
الاحاديث عن العذاب
وهكذا..........................
ملحوظه حذفت الأيقونات لأنها غير مناسبه للقسم الإسلامي وللقوانين ايضا:)
واللهم صل على سيدنامحمدوعلى اله وصحبه الاكرمين
وجزااااااااكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
لا يجوز وضع الابتسامات أمام الآيات ولا أمام الأحاديث النبوية ، ويجب أن تبقى لها هيبتها وتأثيرها في النفوس ، والعلماء قد مَنَعُوا من الكلام في أحاديث الوعيد ، وعلّلوا ذلك بأنه أبقى وأقوى في الردع ، والزجر عن الوقوع في المحرَّمات .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَقَدْ نُقِلَ كَرَاهَةُ تَأْوِيلِ أَحَادِيثِ الْوَعِيدِ عَنْ سُفْيَانَ ، وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَجَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ . اهـ .
وأما ابتسامة الشخص الذي يَمُرّ به ما يدعو إلى التبسّم مما جاء في الأحاديث النبوية ، فهذا له أصل في تبسّمه صلى الله عليه وسلم ، وفي فِعل السلف .
فقد روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من طريق علي بن ربيعة قال : شهدت عَلِـيًّا رضي الله عنه وأُتِي بَدَابّة ليركبها ، فلما وضع رِجله في الرِّكاب قال : بسم الله ، فلما استوى على ظهرها قال : الحمد لله ، ثم قال : (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ) ثم قال : الحمد لله ثلاث مرات ، ثم قال : الله أكبر ثلاث مرات ، ثم قال : سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت ، ثم ضَحِك ، فقيل : يا أمير المؤمنين مِن أيّ شيء ضَحِكْت ؟ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فَعَل كَمَا فَعَلْتُ ثم ضَحِك ، فقلت : يا رسول الله مِن أيّ شيء ضَحِكت ؟ قال : إن ربك يعجب مِن عبده إذا قال اغفر لي ذنوبي ، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
حسان الجنوب
2011-03-12, 05:49 PM
حكم مزاح النساء بينهن...أمام الرجال في المنتديات
------------------------------
سؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
الشيخ الكريم / عبد الرحمن السحيم لدي بعض الفتاوى التي أرجو أن تجيبوا عنها،
- ما حكم مزاح النساء بينهن البين المنتشر في منتدى ... وفي جميع المنتديات ومناداتهم بعضهن البعض بأسماء الدلع أمام الأعضاء الرجال؟؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبارك الله فيك .
إذا كان المنتدى خاصا بالنساء فالأمر فيه واسع ، وكأنهن في مجتمع نسائي . أما إذا كان ذلك أمام الرّجال وقد يقع بسبب ذلك فتنة وافتتان ، فيُمنع مِن باب سدّالذرائع .
والقاعدة عند أهل العِلْم:ما أفضى إلى مُحرّم فهو مُحرّم .
والله تعالى أعلم .
منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية.
....................
س/ ما حكم المزاح بين الرجل والمرأة من جهة أو المرأة والمرأة في وجود رجال ؟
الجواب :
الشيخ خالد بن عثمان السبت
أما مزاح المرأة مع الرجل الأجنبي فهذا لا يجوز , وإن ذلك جميعاً من الأمور التي تؤدي إلى كسر الحاجز بين الرجال والنساء ونحن أمام تجرئة للنساء بالخروج و التبرج و السفور وهتك ما تبقى من حياء وحشمة فتكون المرأة كالمرأة الغربية تضاحك الرجل وتحادثه وتخالطه ولا تجد غضاضة في ذلك .
وإذا اعتاد الناس هذا فإنهم إذا تطاول بهم الزمان أصبح هذا هو المعروف وترحل الحياء من القلوب بحيث لا يكاد الإنسان يجد امرأة كأولئك النسوة اللاتي تجد الواحدة منهن حرجاً عظيماً إذا سمع الرجل صوتها أو رآها من غير قصد تتمنى لو أن الأرض ابتلعتها ولم يحصل ذلك .
ونحن نشاهد في مشارق الأرض ومغاربها من أحوال النساء ممن ينتسبن إلى الإسلام , فضلاً عن غيرهن ممن تجرأن على هذه الأمور وتسارعن فيها وأصبح ذلك لا يمثل حرجاً بالنسبة إليهن , بل لربما استحى الرجل وانقبض لشدة ما يرى من جراءة النساء وهذا لا يقف عند حد , حتى أنه قد وصل ببعضهن إلى البجاحة في أمور يستحي العاقل من ذكرها فضلاً عن أن يقوم في مثل هذه المقامات .
وأما ممازحة المرأة للمرأة أمام الرجال فإن ذلك لا يفترق كثيراً عن سابقه , لأن المرأة التي يكون لها صيانة وحشمة وحياء لا تفعل ذلك أمام الرجال لأنهم يقرأون هذا الكلام وكأنها توجه ذلك لهم فهم يضحكون مما يضحك منه ويتعجبون مما يتعجب منه و لربما يستحلون ظرفها أو دماثة خلقها أو سرعة بديهتها أو ما يحمله أسلوبها من السخرية أو الإثارة أو غير ذلك
حسان الجنوب
2011-03-12, 05:51 PM
العنوان:
هل يقطع الصلاة لنداء أمه!
المجيب:
فهد بن عبد الله السلمي
رقم السؤال:
176365
التاريخ:
الخميس 01 ربيع الأول 1430 الموافق 26 فبراير 2009
السؤال :
إذا دعتني أمي وأنا أصلي، فهل أقطع الصلاة وأجيبها، أم أواصل صلاتي؟ أفتونا مأجورين
الجواب :
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
من ناداه والداه وهو في الصلاة فيقال إن كانت الصلاة فرضاً فلا يجيب بالكلام، وإنما يسبِّح ويخفِّف الصلاة، ثم يجيبهما بعدما يسلِّم، وإن كانت الصلاة نفلا فإن أمكنه المبادرة بالتسبيح، ورفع صوته به، وتخفيف ما هو فيه فعل، وإن لم يمكنه ذلك البتة فيتعارض حينئذ واجبان يقدم آكدهما، ولاشك أن إجابة الوالدين آكد لوجوبه بالإجماع، وللخلاف في وجوب إتمام النافلة، ويدل لذلك قصة جريج العابد لما نادته أمه وهو في الصلاة، قال: "يا رب أمي وصلاتي" قال ابن حجر: "والذي يظهر من ترديده في قوله (أمي وصلاتي) أن الكلام عنده يقطع الصلاة فلذلك لم يجبها". والله أعلم
حسان الجنوب
2011-03-12, 05:54 PM
نشرت موضوع ثم تبين انه غير صحيح، هل علي اثم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا دخلت احد المنتديات ولقيت موضوع بقسم الدين ونشرته .....
وبنيتي والله يشهد علي أني أردت الأفاده والأجر
وأتبين لي انه غير صحيح هل علي اثم ؟؟؟؟؟
أفيدوني جــــــــــزاكم الله خيــــــــر.....
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
إذا كان الناشر قد قصّر في التحقق مِن صحّة ما نَشَر ، فإنه يأثم لِتقصيره .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
حسان الجنوب
2011-03-12, 05:54 PM
تصميم تواقيع تحوي على ذكر الله تعالى للنساء والرجال
أنا أصمم تواقيع محتواها صوره ليست من ذوات الأرواح مثل وردة شجرة الخ... وأقدم هذه الخدمة لمن يطلب مني ذلك من الرجال والنساء بهدف تغيير تواقيعهم المخالفة للشرع , بحيث ترسل أو يرسل على المنتدى وأقوم بتصميم توقيع لها بإسمها المستعار , فهل في ذلك ما يوقعني في الأثم في التعامل مع النساء بذلك جزاكم الله خير .
الجواب :
وجزاك الله خيرا .
لا إثم في ذلك إذا لم يُجاوز ذلك حدود التعامل .
وبالله التوفيق .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:22 PM
مشاركة الفتيات مع الرجال في المساجلات الشعرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
شيخنا الفاضل حفظك الله ورعاك ونفع بك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي شيخنا الكريم بارك الله فيك هو :
ما حكم مشاركة الفتيات مع الرجال في المواضيع التي فيها مساجلات شعرية،،
فيأتي أحد الشعراء مثلا ًويضع أبيات ثم تأتي فتاة أو امرأة وتجاري ذلكم الشاعر فيما قال،،
أو ترد على الأبيات التي قالها وهكذا،،
ولتقريب السؤال والإطلاع أكثر إليكم مثال على تلكم المواضيع بارك الله فيكم..
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ونفع بكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
قد نهى الله عزَّ وَجَلّ عن اتِّبَاع خطوات الشيطان .
وقد جاء النهي عن كل ما يُوقع الفتنة بين الرجال والنساء ، كالـنَّظَر الْمُحرّم ، والخضوع بالقول .
ودخول المرأة في مثل هذه المجالات لا تُؤمن معه الفتنة ، خاصة إذا استرسلت الفتاة في الشعر ، وتمادَتْ في الردود .
والقاعدة الشرعية : ما أفضى إلى مُحرّم فهو مُحرّم .
والله تعالى أعلم
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
.
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:23 PM
ما حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المنتديات بصيغة( عطر دخولك بالصلاة على النبي الكريم) أو ( أذكر كفارة المجلس قبل أن تخرج)
أفتوني في أمري
اليست كالتذكير بالصلاة على الرسول؟ ما الفرق بينها و بين ما يعلق على أبواب المساجد لدعاء دخول المسجد، وعند المواضئ للتذكير بدعاء الوضوء، و عند الدخول أو الخروح من المنزل أو ما يعلق على ابواب المحلات و يقول حين يفتح الباب (أذكر الله يذكرك, و وحد الله) و عند دفن الميت (أدعوا لميتكم فأنه الآن يُسأل) و حين نذكر بعضنا عندما نقوم من مجلس بأن نقول, أذكروا دعاء المجلس
اليست كلها من التذكير؟ إذا لماذا الموجودة في المنتديات حرام و الثانيات حلال، خاصة أن الذي في المنتديات ليس فيه ذكر جماعي, كل واحد يأتي يقولها لوحده، أرجو منكم الإجابة فو الله أنه أمر يشغل بالي، و أتمنى بأن لا تتجاهلونني فانتم أقرب من لي
الشكر لله ثم لكم
الجواب: أعانك الله .
الجواب في سؤالك – حفظك الله – !
كيف ؟
ما ذُكِر في السؤال مِن أمور مشروعة لا يُسيغ أن يُلْحَق بها أمورا ليست مشروعة . فإنّ إلْحَاق الأمور غير المشروعة بالأمور المشروعة وتشبيهها بها هو مِن البِدَع .
لأن تعريف البِدعة : – كما يقول الإمام الشاطبي – مُضَاهاة الطريقة الشرعية . أي : مُشَابَهَة الطريقة الشرعية .
وهذا التعريف مُنْطَبِق على ما ها هنا مِن تسجيل الحضور بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بالاستغفار ، أو بِغيره من الأذكار التي لم يَأتِ في السنة التقييد بها ، ولا التوقيت بِذكرها .
بينما دعاء دخول المسجد مشروع ، وثابت في السنة ، ومثله التسمية على الوضوء ، وكذلك دخول الْمَنْزِل والْخُروج منه ، والدعاء للميت ؛ كل هذه جاءت بها الأحاديث . أما دخول المنتديات أو الخروج منها وتقييد ذلك بالأذكار لم تأتِ به السنة .
وليس كل أمْر مشروع تُشْرَع آحاده . فمثلا : الصلاة مشروعة ، وليست كل صلاة تكون مشروعة !فهناك صلوات حَكَم العلماء عليها بأنها صلوات مُبتَدَعة . ولا يجوز إحداث صلوات غير ما جاءت به الشريعة .
فإن فَعَل ذلك أحد ، فقد أساء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتـَّـهَم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا .
ثم إن مَن قَاسَ ما لم يُشرَع على ما شُرِع ، وقاس ما لم يَرِد على ما وَرَد ؛ فقد أخطأ في القياس ؛ لأن القياس لا مَدْخَل له هنا .. إذ القياس لا يدخل في العبادات .
قال الإمام القرطبي في تفسيره : : الأصول لا يُرَدّ بعضها إلى بعض قياسا ، وهذا ما لا خلاف فيه بين علماء الأمة ، وإنما تُرَدّ الفروع قياسا على الأصول .والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأذان لا ينقطع عن الكرة الارضية ( 24 ) ساعة فسبحان الخالق
لقد توصل باحث في علوم الرياضيات بدولة الإمارات العربية المتحدة لمعادلة
حسابية عبقرية ، تؤكد إعجاز الخالق عز و جل في إعلاء نداء الحق " صوت
الأذان " طوال 24 ساعة يومياً ، وقال الباحث في دراسته : إن الأذان الذي هو
دعاء الإسلام إلى عبادة الصلاة ، لا ينقطع عن الكرة الأرضية كلها أبداً على
مدار الساعة , فما إن ينتهي في منطقة حتى ينطلق في الأخرى !!! وشرح
الباحث \" عبد الحميد الفاضل \" فكرته بشرحه كيف أن الكرة الأرضية تنقسم
إلى 360 خطاً ، تحدد الزمن في كل منطقة منها , يفصل كل خط عن الخط الذي
يليه أربع دقائق بالضبط , والأصل في الأذان أن ينطلق في موعده المحدد ,
ويفترض أن يؤديه المؤذن أداء حسنا يستمر أربع دقائق من الزمن . ولتقريب
الصورة أكثر فإذا افترضنا أن الأذان انطلق الآن في المنطقة الواقعة عند خط
الطول واحد , واستمر أربع دقائق , وانتهت الأربع دقائق فإنه سينطلق في
المنطقة الواقعة عند الخط اثنين , وعندما ينتهي سينطلق في الخط الثالث ثم
الرابع وهكذا لا ينقطع الأذان طوال اليوم الكامل من حياة أرضنا , ويمكن
التأكد بعملية حسابية صغيرة: 4×360( خط طول ) = 1440 دقيقة 1440 / 60( دقيقة ) = 24 ساعة .
فسبحان الله
ماصحت ما ذكر
الجواب :
لا اعلم صِحّته ، ولا أظنه يصحّ ؛ لأنه عمل دراسته على تقدير كون وقت أداء الأذان (4 دقائق) ، وهذا أطول ما يكون الأذان !
والأذان عادة يكون من دقيقة إلى دقيقة ونصف .
والقول بأن الأذان لا ينقطع عن الكرة الأرضية يحتاج له إلى دراسة أوقات الأذان في العالم حسب توقيت كل بلد ، وليس حسب خطوط الطول والعرض فحسب .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
----------------
الشيخ عبد الرحمن السحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيبا على ردكم حول خطوط الطول وعدم انقطاع الآذان من على سطح كوكب الأرض
أود أن أسأل في البداية هل فضيلتكم عالم بمجال المساحة الجيولوجية حتى تحكموا على هذا البحث ؟ ألا يفترض أن تلموا بعلم الدين والجيولوجيا في ذات الوقت للحكم على هذا الموضوع
ولم تلك السرعة في الحكم على البحث ؟
ولا أفهم لماذا رفض كل ما هو جديد يخدم ديننا ؟ هل الرفض أسهل مثلا ؟
لم يقصد صاحب البحث أن الآذان يستغرق 4 دقائق حسب ما فهمتم
وإنما يقصد أن الفرق بين كل خط والذي يليه 4 دقائق
حيث أن الأرض مقسمة على 360 خط طول ÷ بقسمتها على 24 ساعة = سيكون الناتج بين كل خطين للطول 4 دقائق فرق زمني شرقا وغربا
ولا توجد مدينة واحدة فقط على رأس كل خط طولي يا شيخي العزيز، بل بين كل خطين للطول توجد مئات المدن والقرى في مواقع مختلفة ومتباينة حسب خطوط العرض المختلفة شمالا وجنوبا
وبناء عليه هنالك بالفعل مئات من المؤذنين يرفعون أصواتهم بالآذان بين كل خطين طول، ولا علاقة بطول مدة الآذان وقصره، لأنه حتى ولو كان الآذان مدته ثواني معدودة فتتابع الآذان على كوكب الأرض أسرع كثيرا نم توالي خطوط الطول على موعد الآذان
مما يعني أنه بالفعل لا ينقطع أبدا الآذان من على سطح كوكب الأرض
أعتقد أن جنابكم تسرعتم شيئا ما في الحكم على صاحب الموضوع وبدون دراية كافية حول خطوط الطول والعرض، والتي نعتمد عليها جميعا في معرفة أوقات الصلوات في جميع بلدان العالم في أي وقت من العام، حيث جميع أجرام الكون لها حسابات دقيقة تخدم ديننا لو تعلمناها
{ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } [الرحمن : 5]
{ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً } [الأنعام : 96]
{ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } [يس : 39]
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [يونس : 5]
وشكرا لفضيلتكم
محمد عطا
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:27 PM
ارسال مواضيع دعوية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الكريم
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وعليك وحفظك منكل سوء
سؤالي هو:
هل يجوز للفتاة انها ترسل مواضيع دعوية مهمة للمسلمين كافة نافعة عبر الاميل للاميلات وتكون سواء للنساء اوالرجال ؟؟
0000000
في انتظار جوابكم
دمتم امنين مطمئنين
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، ولك بمثل ما دعوت .
إذا أُمِنت الفتنة فيجوز للمرأة أن تنصح الرجال ، إلاّ أن اقتصارها على بنات جنسها أوْلى ، لعموم حاجة النساء ، ومن أجل الابتعاد عن مواطن الفتنة .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
اضافة هذا الموضوع في ملفك في الفيس بوك
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:28 PM
ذهاب المرأة لطبيب أسنان لعمل تقويم للأسنان
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا فتاة منتقبة و لله الحمد . ذهبت إلى طبيب الأسنان بغرض عمل تقويم للأسنان لأنه يوجد سنة أمامية وقعت عليها فانكسرت و برزت للأمام و أنا صغيره . هذا الطبيب شاب فهو معيد ، أكشف فقط ما يتطلب كشفه من فمى و جزء بسيط من أنفى و لم أذهب إلا بعد الإستخاره أنا و أمى ، فى أول مره قال إن لم توضح الإشاعات شيئاً سأظطر أن أطلب منكِ أن ترفعى النقاب لاننى احتاج لرؤيه شكل الوجه حتى لا أتسبب ببروز فمك بعد العمليه . فى ثانى مرة ، الإشاعات كانت واضحة و لكن طلب منى أن ارفعه لأنه لا يستطيع أن يعمل فرفضت لتذكرى هذه الايه ( و من يتق الله يجعل له مخرجاً ) و قلت له سأتحمل النتائج و سيقدّر الله خيراً بإذن الله فرضخ و أخذ المقاييس فهل ما فعلته صحيح أم إننى سأحاسب لعدم أخذى بالأسباب مما قد ينتج عنه تغيراً فى شكل وجهى و إن طلب مرة أخرى أن أرفعه فهل أرفعه؟ هل علىّ أن أذهب لطبيب أكبر منه سناً لكى تكون الفتنة أقل؟ . هذه العملية تتطلب إما خلع أربع ضروس أو برد الأسنان و رصها و هذا لن يعلمه إلا بعد أن يبدأ فى العمل فهل علىّ الرضاء علماً إن شكل تلك السنة ليس ظاهراً بدرجة كبيره و أمتنع عن عمل هذه العملية أم أكملها ؟ . أفتونى بارك الله فيكم و عذراً للإطالة و السلام عليكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إذا وُجِدت طبيبة ، فلا يجوز للمرأة أن تذهب إلى طبيب رجل .
وإذا لم توجد طبيبة فليكن الطبيب موثوقا ، ولا يكون شابًّـا ، كما ذكرت في السؤال .
ولا يُكشف للطبيب إلاّ بِقَدْر الحاجة .
ولا يجوز بَرْد الأسنان ؛ لأنه لا علاقة بين تقويم الأسنان وبردها .
والله تعالى أعلم .
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:30 PM
الصور الموجوده في الجوال والكمبيوتر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل
ما هو حكم الإحتفاظ بالصور على الجوال والكمبيوتر سواء كانت لبشر او حيوان او غير ذلك ؟
جزاك الله الجنه .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
إذا كانت صورًا ثابتة فلها حُكم صُور ذوات الأرواح .
وقد سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
هل يجوز جمع الصور بقصد الذكرى أم لا ؟
فأجاب رحمه الله : لا يجوز لأي مسلم - ذكرًا كان أم أنثى - جمع الصور للذكرى ، أعني : صُوَر ذَوات الأرواح من بني آدم وغيرهم بل يجب إتلافها ؛ لِمَا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي رضي الله عنه : لا تدع صورة إلاَّ طمستها ولا قَبرا مُشرفا إلاّ سَويته . وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه نهى عن الصورة في البيت ، ولَمَّا دخل الكعبة عليه الصلاة والسلام يوم الفتح رأى في جدرانها صورا فطلب ماء وثوبا ثم مسحها ، أما صور الجمادات كالجبل والشجر ونحو ذلك فلا بأس به . اهـ .
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في الصُّوَر :
اقتناء الصور للذكرى مُحَرَّم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الملائكة لا تدخل بَيتًا فيه صورة ، وهذا يدلّ على تحريم اقتناء الصور في البيوت . اهـ .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:32 PM
خيانة الامانة ( ترك المدرس الطلبة يغشون )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
فضيلة الشيخ عبدالرحمن حفظة الله
سوالي فضيلة الشيخ عن حديث :
عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت، وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة))
هل يدخل في عموم الحديث المعلم الذي يغشش الطلاب في الدرجات والامتحانات وكذلك رب الاسرة الذي يضع في بيته وعند اهلة الدش ومافية من قنوات هابطه
ارجوا من فضيلتكم التوضيح بشكل واسع وخاصة مايخص المعلم والطالب ومايحدث من غش من قبل المعلم للطالب
فاني اريد ان اكتب الحديث وكلامكم عنه واعلقة بداخل فناء المدرسة لكي ينتبه لذلك المعلمين لاني لاحظت البعض منهم يقوم بتغشيش الطلاب في الامتحانات
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحَفِظَك الله وَرَعَاك .
الحديث مُخرّج في الصحيحين ، ومِن ألفاظه :
ما من عبد يسترعيه الله رعية ، فلم يُحطها بِنُصْحِه إلاّ لَم يَجِد رائحة الجنة .
ولفظه عام يشمل كل من استرعاه الله رعية ، قليلة كانت أو كثيرة . ويشمل كل غِشّ للرعية ، وكل تقصير وتفريط في الـنُّصْح والقيام على شؤون من استرعاه الله إياهم كما أمَر الله تبارك وتعالى .
قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه : مَعْنَاهُ بَيِّن فِي التَّحْذِير مِنْ غِشّ الْمُسْلِمِينَ لِمَنْ قَلَّدَهُ اللَّه تَعَالَى شَيْئًا مِنْ أَمْرهمْ ، وَاسْتَرْعَاهُ عَلَيْهِمْ ، وَنَصَبَهُ لِمَصْلَحَتِهِمْ فِي دِينهمْ أَوْ دُنْيَاهُمْ ، فَإِذَا خَانَ فِيمَا اُؤْتُمِنَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَنْصَح فِيمَا قُلِّدَهُ ؛ إِمَّا بِتَضْيِيعِهِ تَعْرِيفهمْ مَا يَلْزَمهُمْ مِنْ دِينهمْ ، وَأَخْذهمْ بِهِ ، وَإِمَّا بِالْقِيَامِ بِمَا يَتَعَيَّن عَلَيْهِ مِنْ حِفْظ شَرَائِعهمْ ، وَالذَّبّ عَنْهَا لِكُلِّ مُتَصَدٍّ لإِدْخَالِ دَاخِلَة فِيهَا أَوْ تَحْرِيف لِمَعَانِيهَا ، أَوْ إِهْمَال حُدُودهمْ ، أَوْ تَضْيِيع حُقُوقهمْ ، أَوْ تَرْك حِمَايَة حَوْزَتهمْ ، وَمُجَاهَدَة عَدُوّهِمْ ، أَوْ تَرْك سِيرَة الْعَدْل فِيهِمْ ، فَقَدْ غَشَّهُمْ . قَالَ الْقَاضِي : وَقَدْ نَبَّهَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ مِنْ الْكَبَائِر الْمُوبِقَة الْمُبْعِدَة عَنْ الْجَنَّة . وَاَللَّه أَعْلَم . نقله النووي .
ونصّ شيخنا العثيمين رحمه الله على أن إدخال أطباق القنوات الفضائية ( الدشوش ) إلى البيوت داخل تحت هذا الحديث .
وقال الشيخ رحمه الله : لا يَحِلّ للطالب أن يغش في أثناء الامتحانات ؛ لأن الغش من كبائر الذنوب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من غش فليس منا " ؛ ولأنه يترتب على غِشّه أن ينجح أو أن يُعطى ورقة النجاح وهو غير جدير بذلك ، ثم يتولى مناصب في الدولة لا تصلح إلاَّ لمن يحمل الشهادة ، وإذا كانت هذه الشهادة مَبْنِيّة على غِشّ فإنه يُخشى أن يكون ما يأخذه من الرواتب حرام عليه ، لأنه يأخذه وهو غير مستحق له ، حيث إنه لم ينل حقيقة الدرجة أو بالأصح لم يصل في الحقيقة إلى الدرجة التي تُؤهِّله لهذا المنصب فيكون أخذه للراتب مِن أكل المال بالباطل . اهـ .
والْمُعلِّم إذا أعان على الغشّ كان غاشًّا للأمـة ؛ لأنه يُخرِّج لها جِيلا لا أمانة له ، ويُربّي الطلاّب على الغِشّ ، فهو إذا كبُر وتولّى أمْرًا فإنه سيكون غاشًّا للناس ، غير مُصلِح ولا ناصح .
يقول شيخنا الجبرين – حفظه الله وعافاه – : لو أعانه المدرس أو المراقب على الجواب، أو كتب له الصحيح المطلوب، أو أشار إليه حتى يكتب الصواب، وكل ذلك غش لا يجوز وخداع وخيانة، وذلك أن وضع الأسئلة لقصد معرفة حذق الطالب وجدارته وقدرته على الإجابة، أو ضعفه وإهماله وكسله أو بلادته وضعف ذاكرته ؛ فلهذا يُشدّد عليهم في المراقبة ، ويبعد ما معهم من الصحف والأوراق ، ويُفَرّق بينهم ، ويوكل بهم مراقبون مأمونون ، فمن عُثر عليه أنه غش أو حاول الغش فإنه يُحْرَم الاختبار ذلك الفصل ؛ ليكون هذا الحرمان رادعًا لمن تسوّل له نفسه خيانة ومخادعة . اهـ .
والْمُعِين على الغِشّ هو مُعِين على الإثم .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:34 PM
ما في دليل صريح في حرمة الاستماع إلى الغناء
...
لقد كتبت موضوع عن الغناء وحرمته فرد علي احدهم وقال: كلامك صحيح بس المشكلة ما في دليل صريح في حرمة الاستماع إلى الغناء والقول الوحيد هو كلام ابن العباس -رضي الله عنه-حيث أقسم أن لهو الحديث المذكور في القران الكريم هو الغناء.
وعلى حد علمي أنه ليس محرما في جميع المذاهب الفقهية فهو محرم في بعضها ومكروه في الأخرى. فما رأيك شيخنا الفاضل وماذا أرد عليه؟؟؟
الله يجزيك الفردوس الأعلى من الجنة
الجواب
: وجزاك الله خيرا .
لو لم يكن في المسألة إلاّ تفسير ابن عباس لَكَفى ؛ وذلك : لأنه ترجمان القرآن ، وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالفقه في الدِّين . ولأنه صحابي ، وقول الصحابي حُجة ، وقد وافقه ابن مسعود في تفسير الآية .
وقد دلّت الأدلة الصحيحة على تحريم المعازف . وسبق التفصيل في حكم الأغاني والموسيقى ، وذلك هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/132.htm
وهنا :
هل الموسيقى حلال؟وهل هذه الأحاديث صحيحة ؟ - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
تفصيل أكثر .
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:35 PM
صلاة واحدة على رسولنا الكريم تربحك عشر حسنات
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شيخنا الفاضل.. عبد الرحمن السحيم..
جزاكم الله خيرا على ما تقدمون لإخواكم..
وأعظم لكم المثوبة، وخلف عليكم بصلاح الذرية..
سؤالي فضيلة الشيخ/
حكم مثل هذه الرسائل والمواضيع،وهل لها مستند شرعي في احتساب الأجر بأنه عشر حسنات؟
امانة كل واحد يدخل لازم يتبع وش مطلوب
والجائزة باذن الله عشر ة من الحسنات
والمطلوب:
صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
صلاة واحدة على رسولنا الكريم تربحك عشر حسنات
فماذا لو اكثرت الصلاة على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
هذه من اكبر الفرص للربح فماذا تنتظر
فأنا لم أسمع بأن أجر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هو عشر حسنات،
بل ما أعرفه أن من صلى على رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا..
أفيدونا بارك الله فيكم وفي علمكم..
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لعله هذا بالنظر إلى كون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حَسَنة ، والحسنة بِعَشْر أمثالها .
ولكن مثل هذا الموضوع الذي يُقتَصَر فيه على الكتابة لا يحصل به الأجر المترتّب على الصلاة ؛ لأن الغالب على القارئ أن ينظر ولا يُحرِّك شفتيه .
وسبق :
ما حكم الانشغال بعد الحسنات والسيئات ؟؟
ما حكم الانشغال بعد الحسنات والسيئات ؟؟ - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
وسبق :
ما حكم استخدام كلمة أمانة ؟
ما حكم استخدام كلمة (( امانه)) بها؟ - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:35 PM
ما حكم وضع صور أطفال في التوقيع ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم وضع صور أطفال في التوقيع ؟
وشكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أرى فيها بأساً لعدة أمور :
1- أنها صورة حقيقية وليست مرسومة .
2- أنها لطفل فليس فيها إثارة كصورة رجل أو امرأة .
3- أن الصورة لا تظل بوضعها إلا مع تشغيل الجهاز وبعد إغلاقه تتفكك إلى ذبذبات صغيرة ، بمعنى أن الصورة غير مستمرة .
ومع ذلك فالأولى التخلص منها واستبدالها بصور من مناظر طبيعية .
والله أعلم
الشيخ محمد العويد
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:36 PM
الدعاء لشخص معين بصفته او اسمه الحقيقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي جزاكم الله خير ونفـع بعلمكم هو :..
هل يشترط ذكر اسم الشخص بشكل صريح في حالة الدعاء له
أم يكفي ذكر صفته او اسمه المستعار ان كان مثلا عضوا في منتدى او ماشابه ..
وبارك الله فيكم وزادكم من علمه وفضله
وأعانكم على نشر الخير ..
اللهم آمين ..
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
الأفضل ذِكر اسمه ، خاصة إذا كان أوصى أن يُدعى له ، والصِّفَة تدلّ على الموصوف .
وإن دعا الإنسان بصيغة العموم فإنها تشمل كل ما يندرج تحت ذلك العموم ، كأن يدعو لكلّ من أحسن إليه ، أو لكل من استوصاه بالدعاء ، ونحو ذلك .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لَمّا علّم أصحابه التشهّد قال : فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ : التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ . فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ . رواه البخاري ومسلم .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:36 PM
إذا توفى احد يقول هذا بسبب دعائي عليه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاااته
وفقك الله لمئ يحبه ويرضاه..
شيخنا الفااضل
اعرف كثير من الاخوات هداهم الله
اذا توفي احدمن الاشخاص من اقربائهم قالوا هذا بسبب دعائي لاني ادعي عليهم ليل نهار
او ان يحث مشكله بسيطه بين الناس قالت هذابسبب دعائي
توفي شخص اياام العيد وجاءت وحده وقالت توفي بسبب انني قلت اللهم في هذاالعيد احرمهم السعااده وماات ابوهم مارأيك في ذلك
جزاك الله خير
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
هذا اغترار واعتداء .
أما الاغترار فلأن الإنسان يظن أن ما أصاب فلانا كان بِدعائه ، ويظن أنه مُجاب الدعوة !
وأما الاعتداء فالدعاء على المسلمين ، والفَرَح بِما يُصيب الآخرين من المسلمين ، وعدم مراعاة شعور الآخرين ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تَسُبّوا الأموات فتؤذوا الأحياء . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية إذا كان يدعو لخصومه ولا يدعو عليهم !
قال ابن القيم رحمه الله : وجئت يوما مُبَشِّرًا له بِمَوت أكبر أعدائه وأشدّهم عداوة وأذى له ، فنهرني وتنكّر لي واسترجع ، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزّاهم وقال : إني لكم مكانه ، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلاَّ وساعدتكم فيه ، ونحو هذا مِن الكلام ، فَسُرّوا به ، ودَعوا له ، وعَظّموا هذه الحال منه . فرحمه الله ورضي عنه . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:37 PM
رؤية الصغار لصور القتل والدماء في المواقع
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركآته
جزاكم الله خير وبارك الله فيكم
يا شيخ عندي سؤال ليس بالأمر الخاص ولكن أريد استشاره منك، بارك الله فيك هل يجوز عرض صور كمثل هذه التي بهذا الموقع أم لا
http://www.elfarra.org/gallery/gaza.htm
من الممكن أن نقول أن الكبار عادي أنهم يشوفونهآ ولكن صغار السن.. وأصحاب القلوب الضعيفة التي لا تتحمل مثل هذه المشاهد
لا أعلم أظن أنه لا يجب عرضها وخاصه أن هناك من تلك الفئات التي لا تتحمل وقد تتأثر بهآ، هذا ووفقك الله والعذر والسموحه من فضليتكم
في حفظ الرحمن ووداعته
الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت
ما قلتِه صحيح ..
وسبق هنا :
سؤال عن الصور الخاصة بما يجري في غزة - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
مع أن تلك الصور مع ما فيها من فجيعة ، إلاّ أنها قد تتضمن هتك حرمة مسلم أو مسلمة ، وذلك بإظهار صور العورات .. وحتى لو كان ميتا ، فإن حُرمة المسلم ميتا كحرمته حيا .
والله يتولاّك .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:37 PM
تقليد أصوات الدول الأخرى
السلام عليكم ورحمة الله
واجهت اناس لديهم موهبة التقليد بشكل كبيرفي الاصوات
سواء في اللهجات او قراءة القران لعدد من المشايخ
لكن خرجت لنا احدى الاخوات وقالت لايجوز تقليد لهجات الدول
مالحكم الشرعي في تقليد لهجات لدول مختلفه مثل المغرب الامارات مصر وغيرها
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إذا كان على سبيل السخرية ، فلا يجوز .
وهو مِن الْمُحاكاة والتقليد ، وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : حَكَيت له إنسانا ، فقال : ما أحب أني حَكَيت إنسانا وأن لي كذا وكذا . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي . وصححه الألباني والأرنؤوط .
والله تعالى أعلم
المجيب فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:38 PM
هل ذكر موقف مضحك عن شخص يعتبر غيبة او سخرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظك الله وادخلك ووالديك الفردوس الاعلى بإذنه
أخى
هل عندما نذكر موقف مضحك عن شخص
يعتبر من الغيبة او السخرية وماذا إذا لم يتم ذكر اسمه؟؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
إذا لم يُذكر اسمه ، فلا يكون من الغيبة .
أما إذ اذُكِر اسمه فيُخشى أن يكون من السخرية به ، أو مِن إظهار الشماتة به .
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:41 PM
ما حكم قول يوم الجمعة جمعة مباركة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل / فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
انتشر عندنا في المنتدى هذا القول يوم الجمعة ( جمعة مباركة ) فما رأي الشرع في ذلك
وهل هي واردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة رضوان الله عليهم ..
وفقك الله أخي الفاضل دائما وابدا..
وتقبل شكري وتقديري
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا أعلم أن التهنئة بيوم الجمعة ثبتت عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم .
وقد يدخل في عموم التهنئة بالعيد ، وذلك لأن الجمعة عيد الأسبوع ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إن هذا يومُ عيدٍ ، جعله الله للمسلمين ، فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل ، وإن كان طيبٌ فليَمَسَّ منه ، وعليكم بالسواك . رواه ابن ماجه بإسنادٍ حسن .
والدعاء بالبركة مطلوب ، إلاّ أن الْتِزَام ذلك في كل جمعة يجعله في حُكم البِدَع لِعدم التْزِام السلف له
قال السخاوي في " التهنئة بالشهور والأعياد " : ورُوي في المرفوع مِن جُملة حقوق الجار : إن أصابه خير هنأه ، أو مصيبة عَزّاه ، أو مرض عاده ، إلى غيره مما في معناه ، بل أقوى منه ما في الصحيحين في قيام طلحة لكعب رضي الله عنهما وتهنئته بتوبة الله عليه . اهـ .
وسبق :
ما حكم قول : ما حكم الشرع .. أو : ما حكم الدِّين .. ؟
قول:ما حكم الشرع أو ما حكم الدِّين - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:44 PM
ما حُـكم إنشاد كلمات الأغاني ؟؟
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - حفظه الله -
السلام عليكم و رحمة الله
فضيلة الشيخ ..
هناك منشـِـد يقوم بأخذ كلمات الأغاني و لحنها ؛ و ينشدها بصوته بدون موسيقى ..
و المنشد لا يغيّر لا كلمات و لا لحن .
فما حُكم فعله ؟؟
و ما حُكم الاستماع لمثل هذا النوع مِن الأغاني ( المُنشـَــد ) ؟؟
عِلماً بأني إلى الآن لم أستمع إلى كلمات الحُب و الغزل ..
و إنما كانت الكلمات تعبّر عن الشوق .
و جزاكم الله كل عنا خير و نفع الله بكم و بعلمكم .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وحفظك الله ورعاك .
لا يجوز هذا لِسَببين :
الأول : لِمَا فيه من مُشابهة الفُسَّاق ، ومن تشبّه بِقوم فهو منهم ، كما قال عليه الصلاة والسلام .
والثاني : لِمَا يبعث عليه من سَماع الأغاني وتهوين أمرها ، وقد يُعيد من كان يسمع الأغاني إلى سماعها ، أو يَحِنّ لاستماع الأغاني ، فيتحمّل هذا المنشد ( المغنِّي الحديث ! ) وِزر من عاد إلى سماع الأغاني .
وهل انتهت كلمات الأناشيد الجميلة التي تبعث على الخير والفضيلة حتى يُبحث عن كلمات الأغاني الساقطة ، وإن لم تكن ساقطة فليس فيها معانٍ فاضلة !
وسبق :
سماع الأغاني إذا لم يكن بإرادتي . هل كلمات الأغاني حرام؟ لماذا الغناء يُنبت النفاق في القلب ؟
فتاوى مهمة حول الأغاني والموسيقى - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:45 PM
من كان ينشر الأغاني ويوزعها ثم تاب؟؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
انأ شاب عمري 17 عشر سنة منذ صغري وأنا أصلي ولأكن كنت اتركها وارجع ابدأ بالصلاة من جديد ولكن هذه المرة من أن أصبح عمري 17سنة ونصف وعهدت على نفسي أن التزم هبا والحمد لله التزمت
ولكن أنا كنت اسمع ألاغاني وأعطيتها لصديق لي ولم أكن اعرف بالإثم الذي سيصلني لأني لم أكن مهتم بأن هناك أثم أم لا لأني لم أكن مصلي بتلك الفترة (والله المستعان) ولكن هذا الصديق قام بتوزيعها لأكثر من شخص حتى أنهم اصبحو لا يسمعون ألا تلك ألاغاني وبعد التزامي من جديد بدأت اترك كل تصرفاتي الطائشة القديمة وأهمها سماع الأغاني وحاولت أن احذف الأغاني التي أعطيتهم إياها إلا أني واجهت عواقب ورفض شديد وهذه الأغاني غربيه وعربيه وحاولت أن اهديهم ولكن كانوا يسمعون ولا ينصتون يواجهوني برفض إلا أني واجهت سخريه شديدة منهم وبالذات صديقي الذي لم يعد يطيق النظر وينضر إلي بطريقة يريد أن يشفي غليله مني لأني اللتزم بالصلاة وبدأت السخرية منه إلا إني لم اهتم بتصرفاته تجاهي بعد أن طلبت منه حذف تلك الأغاني التي وصلته عن طريقي
ولكن هنا سؤالي سيكون
بعد أن نشرت هذه الأغاني الغربية والعربية وحاولت قدرا مكاني أن احذفا وقد سمعت حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام :من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا
وهاذا ما وخائف منه بأني أللتزمت وتلك الأغاني لا تقف عن الاستماع ولا زالت تنتشر هل يبقى وزر تلك الاغاني يصلني وهم لا زالو يعملون بها
واسأل الله العفو والمغفرة
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قد قَرَن الله عزَّ وَجَلّ بين التوبة والإصلاح في مواضع كثيرة ، فإذا أزلت ما نشرته بنفسك فلا عليك إزالة كل ما في الشبكة ( الإنترنت ) .
والتوبة تهدم ما قبلها .
وفي الحديث : الندم توبة . رواه الإمام أحمد .
ومن تاب تاب الله عليه .
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:47 PM
السؤال :
إني أعيش في بلد غير البلد الذي تعيشه زوجتي ونحن نتكلم عبر الانترنت. وأحيانا ـ وذلك لعدم مقدرتي كبح جماح شهوتي ـ اطلب من زوجتي أن تخلع حجابها مثلا حيث أتكلم معها صوت وصورة إلى حد وصلت إلى إن أريد أن أراها عارية تماما فرفضت، وأخبرتها انك حلال علي في كل شي، ولكنها مصممة على الرفض فيا حبذا أن ترشدوني هل الذي أقوم به فيه شي من الحرام؟ مع العلم انه لا احد يراناـ فقط أنا وهي. لكي أتصبر بهذا في الغربة. شاكرين حسن تعاونكم معنا.
الجواب :
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فلا بأس يا أخي الكريم بأن يتكلم الزوجان عبر الهاتف أو الانترنت، ومسألة تعري زوجتك أمام كاميرا الإنترنت، حرام للمفاسد التي تترتب عليه،فاقتحام أحد الناس عليكم ومشاهدة زوجتك بهذا الشكل أمر أصبح من السهولة بمكان، وأمر آخر نرشدك إليه وهو أنكما بهذا السلوك لن تطفئوا الشهوة بل تؤججوا نارها، مما يجعل الشهوة تفور عند الزوجين، ولا سبيل لإطفائها عن طريق المعاشرة الطبيعية، فيؤدي هذا إلى وقوع أحد الزوجين أو كلاهما في الإثم.
لا يجوز للزوج أو الزوجة التعري أمام الانترنت، وأيضا الحياء يقضي ألا ترضى به، وكذلك المروءة ، فمن أدراك أيها الأخ السائل أن الإنترنت غير مخترق من قبل محترفي القرصنة الإلكترونية ، وبهذا تصبح زوجتك موديلا للإغراء الجنسي في المواقع الإباحية على الشبكة العنكبوتية ، ولا يوجد عاقل يرضى أن تكون زوجته في هذه الصورة .
ومن أدراك أنه لا يتجسس عليكما ، فالتجسس أمر وارد جدا في مثل هذه التقنيات الحديثة ، وعليك أن تأخذ هذا في اعتبارك وأن تتعامل مع زوجتك عبر الإنترنت .
أيها السائل الكريم هناك فرق كبير بين شيء الأصل فيه أنه مباح ، وبين شيء يصير حراما لاختلاف الظروف التي تحيط به .
فتعري الزوجة أمام كاميرا الانترنت حرام لغيره سدا للذرائع وإغلاقا لباب من أبواب الفتنة ، أما زوجتك فإن حياءها الفطري هو الذي منعها من التهتك والتعري وإظهار العورة المغلظة من أجل لذة طارئة قد يعقبها حسرة وندامة للطرفين .
أيها السائل الكريم: عليك بالالتزام بالضوابط الشرعية، وأنت تتعامل مع زوجتك عبر الانترنت، و لا تتبذل في القول، ولا تطلب من الزوجة أن تتكشف، وليست شاشة الإنترنت بمعزل عن أعين الناس بل هي ميدان كبير يري الناس فيه بعض ، فهل ترضى أن تقبل زوجتك أمام الناس في ميدان عام وهم ينظرون ، لا يقبل هذا إلا من انعدمت مروءته، فكيف لك أن تطلب منها أن تكشف عورتها المغلظة أمام الناس ، هذا لا يجوز بحال من الأحوال .
والخلاصة :
أن شبكة الانترنت تأخذ حكم الشارع والطريق المكتظ بالناس ، فالذي يباح في الطريق يباح على النت ، وما كان في الطريق محرما فهو على النت أشد حرمة .
ونحذركم مرة أخرى من القرصنة الإلكترونية حتى لا نبكي بعد ذلك، وليت ينفع البكاء .
والله أعلم.
المصدر : موقع إسلام أونلاين
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:48 PM
ترك الإشراف بدون إخبار الإدارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رشحت في أحد المنتديات مشرفة عامة والأن لم تعد لدي القدرة على حمل هذه الأمانه بسبب ظروف أمر بها ربما لاتجعلني أقوم بالواجب
ولاأريد إخبارالإدراة بذلك سأقوم بسحب نفسي بدون علم احد هل يجوز هذا العمل ام يلزمني إخبارهم بإنسحابي حتى يقوم احد مكاني ؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء
دعواتكم لنا في ظهر الغيب.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
إذا كنت حُمّلت أمانة ، فلا تتركيها إلاّ بإخبارهم .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:49 PM
البرامج التي تغير وتتلاعب بصور الأشخاص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء شيخنا وغفر الله لك ولوالديك
فضيلة الشيخ ما حكم البرامج التي تغير وتتلاعب بصور الأشخاص إلى أشكال مضحكة والتي يقولون عنها :
الضحك حتى البكاء مع هذا البرنامج الممتع جداً فى عمليات التشويه للصور والتلاعب بها وتغيير شكل الوجه الى أشكال مضحكه؛ إنه برنامج طريف ورهيب في التعديل على الصور؛ أيضا حجمه صغير ؛ طرافة هذا البرنامج أن يغير ملامح الصور فمثلاً : تكبر العيون تفتح فم أي شخص لو كان مقفل و هناك المزيد من أدوات التلاعب بوجة أصدقاءك وأقاربك
وبرنامج
بإمكانك تغيير صوتك كيفما تشاء على محادثاتك على الماسنجر و غيرها من برامج المحادثات
بإمكانك جعل صونك كصوت طفل أو عجوز أو إمرأة شابة أو عجوزة و رجل شاب أو عجوز
مع عدة تغييرات حسب الطلب وما تراه مناسبا
كما بإمكانك أن تضيف له صدى..أو صوت فقاقيع كأنك تحت الماء.
عندما تدخل أي شات صوتي او ماسنجر ياهو هوتميل أو غيره يمكنك استخدامه
هل مثل هذه البرامج جائزه ؟
حفظكم الله من كل سوء
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
أما التلاعب بالصور فهو من التلاعب بِخْلق الله .
وأما الأصوات فالأمر فيها أخفّ ، إلاّ أن يُستعمل في الخداع والمكر والمقالب .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:54 PM
لبس العباءة الضيقة للنساء
س: إنه انتشرت بين نساء المسلمين ظاهرة خطيرة وهي لبس بعض النساء العباءة على الكتفين وتغطية الرأس بالطرح والتي تكون زينة في نفسها وهذه العباءة تلتصق بالجسم وتصف الصدر وحجم العظام ويلبسن هذا اللباس موضة أو شهرة. ما حكم هذا اللباس؟ وهل هو حجاب شرعي؟ وهل ينطبق عليهن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما... أفتونا مأجورين وجزاكم الله خير الجزاء.
ج: وبعد فقد أمر الله النساء المؤمنات بالتستر والتحجب الكامل فقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ [ الأحزاب: 59 ] والجلباب هو الرداء الذي تلتف به المرأة ويستر رأسها وجميع بدنها ومثله المشلح والعباءة المعروفة والأصل أنها تلبس على الرأس حتى تستر جميع البدن، فلبس المرأة للعباءة هو من باب التستر والاحتجاب الذي يقصد منه منع الغير عن التطلع ومد النظر. قال تعالى: ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ولا شك أن بروز رأسها ومنكبيها مما يلفت الأنظار نحوها. فإذا لبست العباءة على الكتفين كان ذلك تشبها بالرجال، وكان فيه إبراز رأسها وعنقها وحجم المنكبين وبيان بعض تفاصيل الجسم كالصدر والظهر ونحوها مما يكون سببا للفتنة وامتداد الأعين نحوها، وقرب أهل الأذى منها ولو كانت عفيفة.
وعلى هذا فلا يجوز للمرأة لبس العباءة فوق المنكبين لما فيه من المحذور ويخاف دخوله في الحديث المذكور وهو قوله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أمتي من أهل النار -إلى قوله-: ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها.. إلخ. والله أعلم.
المجيب الشيخ عبدالله ابن جبرين حفظه الله
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:55 PM
حكم قراءة سورة الكهف في ليلة الجمعة
ما حكم قراءة سورة الكهف في ليلة الجمعة ويومها؟[1]
جاء في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أحاديث لا تخلو من ضعف، لكن ذكر بعض أهل العلم أنه يشد بعضها بعضاً وتصلح للاحتجاج، وثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه كان يفعل ذلك.
فالعمل بذلك حسن؛ تأسياً بالصحابي الجليل رضي الله عنه، وعملاً بالأحاديث المشار إليها؛ لأنه يشد بعضها بعضاً ويؤيدها عمل الصحابي المذكور، أما قراءتها في ليلة الجمعة فلا أعلم له دليلاً وبذلك يتضح أنه لا يشرع ذلك، والله ولي التوفيق.
المجيب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:58 PM
تساؤل حول قصيدة "بك أستجير"
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله بكم شيخنا الفاضل وأحسن إليكم...
هذا النشيد كنا نحبه ونستمع إليه كثيرا... ولكن نبهني شخص إلى أن بعض ألفاظه قد تكون فيها مخالفة للعقيدة، بالتحديد في الأسماء والصفات... خصوصا على نهاية الأنشودة.
فما هو قولكم فيه؟ جزاكم الله خيرا,
"(بك أستجير ومن يجير سواك فأجر ضعيفا يحتمى بحماك)
إنى ضعيف أستعين على قوى ذنبى ومعصيتى ببعض قواك
أذنبت يا ربى وأذتنى ذنوب ما لها من غافر إلاك
دنياي غرتنى وعفوك غرنى ما حيلتى فى هذه أو ذاك
لو أن قلبى شك لم يك مؤمنا بكريم عفوك ما غوى وعصاك
بك أستجير ومن يجير سواك فأجر ضعيفا يحتمى بحماك
يا مدرك الأبصار و الأبصار لا. تدرى له ولكله إدراك
أتراك عين والعيون لها مدى ما جاوزته ولا مدى لمداك
إن لم تكن عينى تراك فإننى فى كل شىء أستبين علاك
بك أستجير ومن يجير سواك فأجر ضعيفا يحتمى بحماك
يا منبت الأزهر عاطرة الشدى هذا الشدى الفواح نفح شداك
يا مرسل الأطيار تصدح في الربى صدحاتها تسبيحة لعلاك
يا مجرى الأنهار ما جريانها إلا إنفعاله قطرة لنداك
بك أستجير ومن يجير سواك فأجر ضعيفا يحتمى بحماك
(بك أستجير ومن يجير سواك فأجر ضعيفا يحتمى بحماك)
رباه ها أنا ذا خلصت من الهوى وإستقبل القلب الخلى هواك
و تركت أنسى بالحياة ولهوها ولقيت كل الأنس فى نجواك
ونسيت حبى وأعتزلت أحبتى ونسيت نفسى خوف أن أنساك
بك أستجير ومن يجير سواك فأجر ضعيفا يحتمى بحماك
ذقت الهوى مرا ولم أذق الهوى يا ربى حلوا قبل أن أهواك
أنا كنت ياربى أسير غشاوة رانت على قلبى فضل ثناك
واليوم يا رب مسحت غشاوتى وبدأت بالقلب البصير أراك
بك أستجير ومن يجير سواك فأجر ضعيفا يحتمى بحماك
يا غافر الذنب العظيم و قابلا للتوب قلب تائب ناجاك
أترده وترد صادق توبتى حاشاك ترفض تائبا حاشاك
يا رب جئتك نادما أبكى على ما قدمته يداى لا أتباك
أخشى من العرض الرهيب عليك يا ربى وأخشى منك إذا ألقاك
يا رب عدت إلى رحابك تائبا مستسلما مستمسكا بعراك
بك أستجير ومن يجير سواك فأجر ضعيفا يحتمى بحماك "
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
في النفس شيء مِن قوله :
هذا الشذا الفواح نفح شذاك
وقوله :
يا مجري الأنهار ما جريانها إلا انفعال قطرة لنداك
وقوله :
وأستقبل القلب الخلي هواك
فإن الله عزَّ وَجَلّ لا يُوصف إلاّ بِما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولا يُوصف الله عزَّ وَجَلّ بالهوى ولا بالشذا .
وكذلك قوله :
ذقت الهوى مراً ولم أذق الهوى يا ربي حلوا قبل أن أهواك
فإن محبة الله عزَّ وَجَلّ لا تُوصَف بالهوى .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:58 PM
حكم قول بالروح والدم أفديك يافلان
بسم الله الرحمن الرحيم..!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..!!
شيخي الكريم..
أسأل الله أن تكون بأتم صحة وعافيه..!!
وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال والأقوال..!!
أحد الأخوه يسأل:بسم الله والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد ابن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
أرجو إفادتي بحكم هذه العبارات أن أمكن:
القول(يعيش جلالة الملك المعظم)
وقول(بالروح والدم أفديك يافلان)
وقول(جلالة الملك) (صاحب الجلاله)
وجزاكم الله كل خير
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
مثل هذه الأقوال قد يكون فيها مبالغة ، وقد تُوضع في غير مواضعها .
وليس هناك تعظيم فوق تعظيم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لمحمد صلى الله عليه وسلم .
وقد قال عروة بن مسعود الثقفي لقريش : أيْ قوم ! والله لقد وَفَدْتُ على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت ملِكًا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا ، والله إن تنخم نخامة إلاَّ وقعت في كَفّ رجل منهم فَدَلَكَ بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له . رواه البخاري .
ومع ذلك فلم يكن منهم مثل بعض تلك الألفاظ في التعظيم والتفخيم .
وإنما كان منهم نحو قول : " فِداك أبي وأمي . بأبي أنت وأمي يا رسول الله . وهو عليه الصلاة والسلام حقيق بذلك وأهل له ، وهم أهل للوفاء بذلك ، وقد أثبتوا ذلك حينما جدّ الجدّ وحقّت الحقائق .
وأين هذا من قوم يزعمون أنهم فداء للوطن .. أو لغيره .. ثم إذا جدّ الجدّ هربوا وتركوه ؟!!
والله المستعان .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
حسان الجنوب
2011-03-17, 01:59 PM
مقاهي الإنترنت
السؤال س: انتشر في هذه الأيام ما يُسمى بمقاهي الإنترنت وهي عبارة عن محلات يوجد فيها أجهزة للحاسب الآلي يقوم صاحب المحل بتأجيرها بالساعة مثلًا للزبائن حيث يدخلون على الإنترنت، ومع كونها قد يستفيد منها بعض الزبائن الذين لا يستطيعون الاشتراك في الخدمة إلا أن كثيرًا من الشباب جعلوها وسيلة للدخول إلى بعض المواقع السيئة، نرجو من فضيلتكم في ضوء ما سبق توجيه كلمة حول حكم الاتجار في هذه المقاهي، وحكم تأجير المحلات لمن يفتحونها، وحكم التردد عليها، وضوابط ذلك. وجزاكم الله خيرًا.
الاجابـــة
الواجب على أصحاب هذه المقاهي وأصحاب هذه الأجهزة صيانتها وحفظها عن الفساد والمُفسدين، والابتعاد عن كل سوء وعمل سيئ، ولا شك أن هذه الأجهزة سلاحٌ ذو حدين، ولكن المُشاهد أن الفساد والشر فيها أكثر، وأن أغلب الذين يرتادون هذه المقاهي وينظرون فيما تبثه وتُرسله هذه الأجهزة أنه شرٌ وفساد، وقد رأينا التأثير البليغ والانحراف في هؤلاء الشباب الذين يتلقون ما تبثه أجهزة الإنترنت من صور خليعة ومقالات فاتنة وشُبهات مُضللة وحكايات مكذوبة، فنصيحتنا لأرباب هذه المقاهي منع هذا الضرب من الاشتراك في التلقي، أو في البث، والواجب أن يكون هناك مُراقبة شديدة لكل من يرتاد هذه المقاهي، حتى يتحفظ عليها ويقتصر أهلها على ما يفيد المسلمين في دينهم ودُنياهم. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
حسان الجنوب
2011-03-17, 02:00 PM
ما حكم بيع آلة موسيقية ؟
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أكثر من 10 سنوات اقتنى اخي قيثارة و بحمد الله لم يستعملها و لم يتعلم العزف عليها ، بقيت طوال هذا الوقت في علبتها لا يستعملها أحد
زارنا أخي مؤخرا و طلب منا أن نتخلص من كل أغراضه التي لا يحتاجها و منها هذه القيثارة التي أشار لنا ببيعها و أخذ مالها لنستعمله
هل هذا المال يكون حلالا أم حراما؟
بارك الله فيكم و جزاكم عنا خير الجزاء
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يجوز بيع ما حرّم الله ولا الانتفاع بثمنه ، لقوله عليه الصلاة والسلام : لعن الله اليهود ، حُرّمت عليهم الشحوم فباعوها ، وأكلوا أثمانـها ، وإن الله عز وجل إذا حرّم على قوم أكل شيء ، حرّم عليهم ثمنه . رواه الإمام أحمد وغيره .
قال ابن عبد البر في التمهيد : وأما قوله عليه الصلاة والسلام : "إن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه " فإنما هو كلام خرج على شحوم الميتة التي حرم أكلها ولم يبح الانتفاع بشيء منها ، وكذلك الخمر ، والمعنى في ذلك أن الله تعالى إذا حرم أكل شيء ولم يبح الانتفاع به حرم ثمنه ، وأما ما أباح الانتفاع به فليس مما عنى بقوله : " إن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه " بدليل إجماعهم على بيع الهر والسباع والفهود المتخذة للصيد والحمر الأهلية قالوا : وكل ما يجوز الانتفاع به يجوز بيعه . اهـ .
فعلى هذا لا يجوز بيع الآلات الموسيقية بل من كانت عنده ثم تاب منها عليه أن يُتلفها ، وأن يحتسب الأجر عند الله تبارك وتعالى .
وقد روى الإمام أحمد ومالك في الموطأ - ومن طريقه الإمام مسلم - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا خرج والخمر حلال ، فأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم راوية خمر ، فأقبل بها يقتادها على بعير حتى وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ، فقال : ما هذا معك ؟ قال : راوية خمر أهديتها لك . قال : هل علمت أن الله تبارك وتعالى حرمها ؟ قال : لا . قال : فإن الله حرمها . فالتفت الرجل إلى قائد البعير وكلّمه بشيء فيما بينه وبينه ، فقال : ماذا قلت له ؟ قال : أمرته ببيعها . قال : إن الذي حرّم شربها حرّم بيعها . قال : فأمر بعزالي المزادة ففُتحت فخرجت في التراب ، فنظرت إليها في البطحاء ما فيها شيء .
والعزالي : فم الراوية أو القربة الكبيرة .
وفي رواية لمسلم : إِنَّ رَجُا أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاوِيَةَ خَمْرٍ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَهَا ؟ قَالَ : لا ، فَسَارَّ إِنْسَانًا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِمَ سَارَرْتَهُ ؟ فَقَالَ : أَمَرْتُهُ بِبَيْعِهَا ، فَقَالَ : إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا . قَالَ : فَفَتَحَ الْمَزَادَةَ حَتَّى ذَهَبَ مَا فِيهَا .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
حسان الجنوب
2011-03-17, 02:01 PM
أود أن أسأل عن حكم رسم الشخصيات سواء من الإنسان أو الحيوان كهواية فقط ودون تعليقها على الجدران أي أنني أقوم بالاحتفاظ بها في خزانتي الخاصة وهي رسومات عادية أي طفولية ، أي أنها رسومات لشخصيات كرتونية .. وجزاك الله خيراً ..
الجواب :
وجزاك الله خيرا
لا يجوز تصوير ذوات الأرواح ، فقد نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تصوير ما له رُوح ، وهذا يشمل كل مخلوق له رُوح ، من الطير والوحش والحشرات وغيرها من ذوات الأرواح .
وقد جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال : يا أبا عباس إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي ، وإني أصنع هذه التصاوير ، فقال بن عباس : لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، سمعته يقول : مَنْ صَوّر صورة فإن الله مُعَذِّبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبدا . فَرَبَـا الرجل ربوة شديدة ، واصفرّ وجهه . فقال : ويحك إن أَبَيْتَ إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر ، كل شيء ليس فيه روح . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن دقيق العيد : وَقَدْ تَظَاهَرَتْ دَلائِلُ الشَّرِيعَةِ عَلَى الْمَنْعِ مِنْ التَّصْوِيرِ وَالصُّوَرِ .
وقال الحافظ ابن حجر : واستُدِلّ به على جواز تصوير ما لا روح له مِن شجر أو شمس أو قمر . اهـ .
ومن أراد التصوير ، أو كانت لديه موهبة ، فليُصوِّر الأشجار والبِحار والطبيعية الخلاّبة ، ونحو ذلك مما ليس فيه محذور .
والله أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
اضافة هذا الموضوع في ملفك في الفيس بوك
حسان الجنوب
2011-03-17, 02:05 PM
تقليد المشاهير في البرامج الفكاهية ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي بارك الله فيكم هو :..
في بعض البرامج الفكاهية يتم تقليد الشخصيات المشهوره في الشكل وطريقة الكلام
وفي نهاية الامر لابـد وأن يصل أمر ذلك التقليد الى
تلك الشخصيات التي تم تقليدها ..
فهل في هذه النوعية من البرامج ما يندرج تحت بند الغيبة أو الإثم ؟؟ ..
وجزاكم الله خيرا ورفـع منزلتكم ..
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
هذا يندرج تحت السخرية والاستهزاء . وقد قال الله عزَّ وَجَلّ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ) .
وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : حَكَيت له إنسانا ، فقال عليه الصلاة والسلام : ما أحب أني حَكَيت إنسانا وأن لي كذا وكذا . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي . وصححه الألباني والأرنؤوط .
ولا يستهزئ بالناس ويسخر منهم إلاّ جاهل .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
حسان الجنوب
2011-03-17, 02:07 PM
شيخنا الفاضل / عبد الرحمن السحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال شيخنا في مسألة تدارس القرآن في المنتدى ...ولقد تم اقتراح هذه الفكرة من أعضاء كثيرين علي، وطلبهم بأن أضع موضوعاً نقوم فيه بتدارس القرآن الكريم وتفسير الآيات وما يستفاد منها ..
ولكن أشعر أن هناك لبس في الأمر .. وأردت أن أخذ رأي من هم أكثر فقهً مني في هذا الموضوع، وهو كيف نقوم بتدارس القرآن الكريم في المنتديات
وهل هناك طريقه معينه لذلك
أفيدوني جزاكم الله خيراً
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
تدارس القرآن بقصد فهم معانيه أو مِن أجل حفظه ؛ هذا عمل مِن أفضل الأعمال . ويتم تدارس القرآن مِن خلال المنتديات بأن يقرأ كل شخص حِزْبه أو مِقْدار ما يَحْفظ ، ويتم التسميع أو تصحيح التلاوة عن طريق غُرَف خاصة للرجال ، وكذلك أخرى خاصة للنساء .
ثم يأتي كل مُشارِك بِمعنى آية – أو أكثر – مِمَّا قَـرأ أو حَفِظ ، فيُفيد كلّ منهم صاحِبه . وهذه الطريقة ليس فيها محذور
والمحذور في هذا أحد أمور:
الأول : أن يُجرى هذا الأمر كالمساجَلَة ، فيأتي هذا بآية وهذا بآية ، يبدأ الثاني بالحرف الذي انتهى إليه الأول ؛ وهذا عبث لا يليق بالقرآن ، ولا يجوز العبث بِكلام الله بهذه الطريقة .
الثاني : أن يُجعل كتوقيع للحضور ، نحو : سجّل حضورك بذِكْر آية مِن كِتاب الله ، ونحو ذلك .
الثالث : أن يكتب كل عضو آية مِن القرآن ، ويكتب الذي يليه آية أخرى ، ونحو ذلك . فهذا ليس مِن تدارس القرآن ، وليس فيه إعانة على الحفظ .
والله تعالى أعلم .
جزاك الله خير
انا وضعت لي موضوع باحد المنتديات وهوتسميع سورة البقره وهو ان يتم الحفظ على عدد الاجزاء المحدده ويتم التسميع وتصحيح الاخطاء
بما يشبه الحلقه التي تقام بالمساجد، هل يعتبر من الذكر الجماعي المبتدع، وهل يجوز ام لا
وجزاكم الله خير
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
ليس هذا من قَبِيل البدع ، وهو من باب الحثّ على الخير ، والتواصي بالحق والصبر عليه . أما لو كان ما يُشبه المسابقة بآيات القرآن لكان مِن المنهي عنه .
وأعانك الله .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ حفظه الله
تقوم بعض الأخوات بتحديد حفظ وجه كل يوم مثلاً وإذا حفظت تفتح موضوع يكون خاص بها لتكتب الآيات من حفظها وتأتي إحدى الأخوات وتصحح الأخطاء التي عندها ؟
ما رأي فضيلتكم بهذا العمل ؟
وجزاكم الله خيراً
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
هذا من التعاون على البر والتقوى .
ولا بأس فيه ، بشرط أن لا تُقَرّ على الخطأ ، فيتم تعديل ما أخطأت به ، أو يتم حذف ما كتبته بعد المراجعة ، حتى لا تبقى الكتابة التي أخطأت بها إذ كتبتْ مِن حفظها .
وهو يختلف عن مُجرّد الاقتصار على الكتابة ؛ لأنها ليست من الحفظ ، وإنما هي نسخ ولصق .
والله أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
السلامْ عليكم ورحمة الله و بركآته}ْ ..!!
حفظكَ الله وبآركْ فيكــْ ..
فتحنآ قسمٌ للحفظِ و التسميعِ في إحدىْ المنتديآتْ ..وبعون}ِ الله اشتركَ الكثير و بدأنَ بالحفظِ حفظكَ الله .!! لكنني وآجهت صعوبةٍ كمشرفة على هذه الحملةِ في التسميعْ ، بالهمزآتِ و طرقِ الكتآبةِِ!!
مثلاً يا شيخْ ..كلمة آمنا تكتبْ بالقرآن ءامنا << فالبعض تكتب ءامنا و الأخرى تكتب آمنا ؟! << فمآ الصحيحْ ..!! فمثلاً كلمة أنزل بعضهن تكتب انزل .!! << فهل أحآسبْ ؟!؟
يعنيْ هل يجبْ علينآ التدقيقْ الإملائيْ عندَ التسميعْ في المنتديآت ؟!! وإذآ كآن نعم ؟! << فبأيِّ كتآبة؟! كتآبةِ القرآنْ أم مآذآ ؟؟!
أفتنآ جزآكَ الله الجنة ..
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
يجب الحرص على كتابة الآيات القرآنية كتابة صحيحة . ويجوز كتابة الآيات كتابة إملائية ، خاصة في مجال التعلّم ، أو الكتابة في غير المصاحف . وإن التُزِمت كتابة الرسم العثماني فهو أفضل .
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
حسان الجنوب
2011-03-17, 02:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
حكم التجشؤ بصوت مرتفع
السؤال : هل التجشؤ بصوت مرتفع حرام؟
الجواب:
الحمد لله
الجُشاء هو : خروج الهواء بصوت من المعدة عن طريق الفم عند حصول الشبع .
جاء في المصباح المنير : تجشأ الإنسان تجشؤا ، والاسم الجشاء وزان غراب ، وهو صوت مع ريح يحصل من الفم عند حصول الشبع. انتهى
وقد ورد في الحديث ، عن ابن عمر قال تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة) سنن الترمذي (2478)، قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه، والحديث حسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير .
وجاء في تحفة الأحوذي: "قوله: (كف عنا ) أمر مخاطب من الكف بمعنى الصرف والدفع، وفي رواية شرح السنة : أقصر من جشائك، ( جشاءك ) بضم الجيم ممدود، أو النهي عن الجشاء هو النهي عن الشبع ; لأنه السبب الجالب له ".انتهى من تحفة الأحوذي.
والتجشؤ بصوت مرتفع ليس محرمًا، وإنما يعد فعله خلاف الأدب، إن كان بحضرة الآخرين، حتى لا يتأذوا من الصوت والرائحة ، ويتأكد استهجان هذا العمل إذا كان في بيئة تستهجنه وتسترذل من يتعمده ، أو يتساهل فيه .
والأولى أن يكتمه قدر المستطاع، فإن غلبه فليضع يده على فمه، أو يضع منديلاً، هذا إن كان بحضرة الآخرين، فإن كان ليس معه أحد فلا شيء فيه، إلا أنه يكره أن يبالغ الإنسان في الأكل والشبع .
جاء في أسنى المطالب للشيخ زكريا الأنصاري الشافعي : ( قوله : فإن تثاءب سُنَّ له أن يغطي فاه بيده ) قال ابن الملقن: وغيره : والظاهر أنها اليسرى ; لأنها لتنحية الأذى، قال الأذرعي وأُلْحِق بذلك التجشؤ . انتهى من أسنى المطالب شرح روض الطالب (1/180).
وسئل الشيخ عبد الله بن عقيل :
" اجتمعنا في المسجد نتذاكر، فتجشأ أحد الزملاء، فقال له رجل من الحاضرين: (هني) ، فأنكر عليه آخر، فقال له: إن هذا بدعة، كما أنكر على المتجشئ رفع الصوت بهذه الصفة البشعة، ولكنه لم يقتنع، وقال: إنه قد سمع من بعض طلبة العلم أن المتجشئ يقال له: هني، فأرجوكم إفادتنا عن ذلك مشكورين؟
الإجابة: أما الجُشاء، فقد أخرج الترمذي بإسناد ضعيف، عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-: أن رجلا تجشأ عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فقال له: ( كف عنا جشاءك؛ فإن أكثركم شبعا أكثركم جوعا يوم القيامة) . قال الإمام أحمد في رواية أبي طالب: إذا تجشأ الرجل وهو في الصلاة، فليرفع رأسه إلى السماء حتى يذهب الريح، فإذا لم يرفع رأسه أذى من حوله من ريحه. قال: وهذا من الأدب، وقال في رواية مهنا: إذا تجشأ الرجل، فينبغي له أن يرفع وجهه إلى فوق؛ لكي لا يخرج من فيه رائحة يؤذي بها الناس. فقيد في الأولى بكونه في الصلاة، وأطلق في الثانية، وظاهر العلة يقتضي حيث كان ثَم ناس، وإلا فلا يطلب منه رفع، وهذا ظاهر.
وأما إجابة المتجشئ، فقال في «الآداب الكبرى» : " ولا يجيب المتجشئ بشيء، فإن قال: الحمد لله، قيل له: هنيئا مرئيا ، أو : هنَّاك الله وأمراك. ذكره في «الرعاية الكبرى» وابن تميم، وكذا ابن عقيل وقال: لا نعرف فيه سنة، بل هو عادة موضوعة . وذكر معناه في «الإقناع» و«شرحه» و«الغاية» وشرحها. انتهى من فتاوى الشيخ ابن عقيل (2 / 214).
والله أعلم
منقول من
موقع الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-03-17, 02:11 PM
الذكر والدعاء وتحري ساعة الإجابة بعد عصر الجمعة مسنون
السؤال
في يوم الجمعة بعد صلاة العصر أجلس أحيانا إما فى البيت أو في المسجد أقول أذكار المساء ثم أسبح وأهلل وأكبر أي الأذكار التي نص عليها الرسول عليه الصلاة والسلام، وأصلي عليه إلى أن يأتي وقت الساعة التي قيل فيها أنها ساعة إجابه لأنى أميل إلى هذا الرأي وهكذا إلى أن تغرب الشمس، السؤال هو: قال لي أحد الإخوه أنك بفعلك هذا تكون خصصت وقتا للعبادة لا دليل عليه من الشرع أي أني دخلت في الابتداع بدليل أني لا أعمل ذلك إلا يوم الجمعة، قفلت أنا أعمل ذلك يوميا حيث إني أجلس يوميا بعد العصر لقراءة وحفظ القرآن وهذا ذكر غير أن هذه الأذكار التي ذكرتها سالفا لا أتفرغ لها إلا يوم الجمعة، وأكثر منها بعكس الأيام الباقيه تكون قليلة لاشتغالي بالحفظ، فهل أنا واقع في الابتداع، فأرجع إن شاء الله أم لا فأستمر؟ وجزاكم الله عنا كل خير سلفا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من البدع وبين خطورتها فقال: وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. رواه النسائي وصححه الألباني. وقال: إن الله احتجر التوبة على كل صاحب بدعة. رواه الطبراني وصححه الألباني.
ولكنه قد دلت النصوص على أن على المرء أن يواظب على أذكار الصباح والمساء، ومن هذه النصوص، قول الله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا {طه:130}، وقوله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ {غافر:55}، وقوله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ {ق:39}، إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث، وهذه الأذكار كثيرة.
وهي موجودة مع بيان فضائلها بعد الفجر والعصر في حصن المسلم والأذكار للنووي وعمل اليوم والليلة للنسائي وابن السني ورياض الصالحين والترغيب والترهيب والمتجر الرابح.
وعليه؛ فإن هذه الأذكار مشروعة بعد العصر. وإذا كنت تنشغل عن هذه الأذكار في الأيام الأخرى بسبب التحفيظ ومدارسة القرآن الذي هو أفضل الأذكار، وكنت تتفرغ يوم الجمعة فلا حرج في جلوسك هذا الوقت للقيام بالأذكار والدعاء ، لأن الذكر والدعاء وتحري ساعة الإجابة مشروع في هذا الوقت من حيث الأصل، ولأن ساعة الإجابة رجح العلماء أنها بعد العصر، فقد روى أبو داود عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يوم الجمعة ثنتا عشرة -يريد ساعة- لا يوجد مسلم يسأل الله عز وجل شيئاً إلا أتاه الله عز وجل فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر. قال الشيخ الألباني: صحيح.
وقد روى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أهبط منها، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي فيسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه إياه. قال أبو هريرة: فلقيت عبد الله بن سلام فذكرت له هذا الحديث فقال: أنا أعلم بتلك الساعة فقلت: أخبرني بها ولا تضنن بها علي، قال: هي بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، فقلت: كيف تكون بعد العصر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي وتلك الساعة لا يصلى فيها، فقال عبد الله بن سلام: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس مجلساً ينتظر الصلاة فهو في صلاة؟ قلت: بلى، قال: فهو ذاك. قال الشيخ الألباني: صحيح، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11882، 14709، 37130.
والله أعلم.
المصدر إسلام ويب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:43 PM
السـؤال:
أحيانا أجد البعض يُسلِّم فـي المنتديات فيقول: السلام على من اتَّبـع الهدى.
فمـا حُكم هذا الـسلام ؟
http://up.graaam.com/img/082f97ea28d8e13b73d23af564f8b5c8.gif
الجواب
هذه التحية (سلام على من اتبع الهـدى) أو (السَّلام على من اتَّبَع الْهُدى) كـان النبي صلى الله عليه وسلم يستعملها مع غيـر المسلمين في مكاتباته، فقد كَتَب عليه الصلاة والسـلام لِهِرَقل، فقال: مِن محمد عبد الله ورسـوله إلى هِرقل عَظيم الرُّوم، سَلام على مَن اتَّبع الهـدى. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية للبـخاري: السَّلام على من اتَّبَع الْهُـدى.
وهـذه الصِّيغَة قد أمَـر اللهُ موسى أن يبدأ بها كلامه لِفرعـون، فقال الله تعالى (فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُـولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِـي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِـنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُـدَى ) وبناء عليه فـلا تُقَال هذه الصِّيغَة للمُسْلِـم.
أخـرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: الـتَّسْلِيم على أهل الكتاب إذا دَخَلْتَ علـيهم بُيُوتَهم " السلام على مَن اتَّبع الْهُدى " وكـان بعض السَّلف يَقول: إذا سَلَّمْتَ على الْمُشْرِكِين فَقُـل: السَّلام عَلينا وعلى عباد الله الصَّالحين، فَيَحْسـبُون أنك سَلَّمْتَ عليهم، وقد صَرَفْتَ السَّلام عنـهم. فَلَفْظ: السلام عليكم. لا يُبدأ به الكافـر، لقوله عليه الصلاة والسلام: لا تَبْدَءوا اليهـود ولا النصارى بالسَّلام، فإذا لَقِيتـم أحَدهم في طريق فاضطَرُّوه إلـى أضيقه. رواه مسلم.
ولفـظ ( السَّلام على من اتَّبَع الْهُدَى ) لا يُقَال لْمُسْلِـم؛ لأنه يتضمّن صَرْف السَّلام، كما لـو كان يَهوديا أو نصرانيا، ثـم إنَّ فيه اسْتِبْدَال السلام الشَّرْعِي الذي هـو أكمَل وأتَـمّ، وهو قول: السَّلام عليكم.. أو الزيادة علـيه.. " ورحمة الله وبركاته “. كمَا أنَّ هذا السّلام هـو الذي رُتِّب عليه الأجْر في الأحاديـث دُون بقيّة الـتَّحايا. فمن اسْتَبْدَل هذا السَلام بِغيره مِـن الصِّيَغ فقد اسْتَبْدَل الذي هو أدنى بالـذي هو خَيْر ! وحَرَم نَفْسَه الأجْر الْمُرَتَِّب عـلى السَّلام. والله تعالى أعلـم.
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=7406
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حكم أكل " الحلزون " ، وهل يجوز طبخه حيّاً؟
السؤال
ما حكم أكل " الحلزون " ؟ علماً أن إعداد وجبة " الحلزون " يتطلب طبخه حيّاً ! وهل كان " الحلزون " يؤكل في عهد رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ؟ .
الجواب
الحمد لله
أولاً :
"الحلزون" نوعان ، بري ، وبحري ، أما البري : فتصنيفه من "الحشرات" التي لا دم لها سائل ، وأما البحري : فهو من القواقع ، وهو من الحيوانات البحرية .
ففي "الموسوعة العربية العالمية" :
"الحَلَزون" حيوان بحري رخو ، وهو نوع من القواقع ، وتتمتع معظم القواقع بِصَدَفة خارج أجسامها ، ولكن بعض الحلزونات تتمتع بصدَفة صغيرة مسطحة فوق الجلد ، أو تحته ، إلا أن معظمها ليس له أصداف على الإطلاق .
وتتمتع الحلزونات البرية بزوجين من قرون الاستشعار ، مع وجود العيون على طرف القرن الأطول ، ويعتبر الحلزون الرمادي الكبير : حشرة مؤذية ؛ لأن لها شهية نهمة لأكل النباتات ، ويبلغ طولها 10سم . انتهى .
ثانياً :
أما بخصوص حكم أكل الحلزون :
أ. فالبري منها : يدخل في حكم أكل الحشرات ، وقد ذهب إلى تحريمها جمهور العلماء ، قال النووي رحمه الله في "المجموع" (9/16) : "مذاهب العلماء في حشرات الأرض .... مذهبنا أنها حرام ، وبه قال أبو حنيفة وأحمد وداود . وقال مالك : حلال" انتهى .
وقال ابن حزم رحمه الله :
"ولا يحل أكل الحلزون البري , ولا شيء من الحشرات كلها : كالوزغ ، والخنافس , والنمل , والنحل , والذباب , والدبر , والدود كله - طيارة وغير طيارة - والقمل , والبراغيث , والبق , والبعوض وكل ما كان من أنواعها ؛ لقول الله تعالى : (حرمت عليكم الميتة) ؛ وقوله تعالى (إلا ما ذكيتم) ، وقد صح البرهان على أن الذكاة في المقدور عليه لا تكون إلا في الحلق ، أو الصدر , فما لم يقدر فيه على ذكاة : فلا سبيل إلى أكله : فهو حرام ؛ لامتناع أكله ، إلا ميتة غير مذكى" انتهى .
"المحلى" (6/ 76 ، 77) .
ولم تشترط المالكية ذبح ما ليس له دم سائل ، بل جعلوا حكمه كحكم الجراد ، وذكاته : بالسلق ، أو الشوي ، أو بغرز الشوك والإبر فيه حتى يموت ، مع التسمية :
ففي "المدونة" (1/542) :
"سئل مالك عن شيء يكون في المغرب يقال له الحلزون يكون في الصحارى يتعلق بالشجر أيؤكل ؟ قال : أراه مثل الجراد ، ما أخذ منه حيّاً فسلق أو شوي : فلا أرى بأكله بأساً , وما وجد منه ميتاً : فلا يؤكل" انتهى .
وفي " المنتقى شرح الموطأ " ( 3 / 110 ) لأبي الوليد الباجي رحمه الله :
"إذا ثبت ذلك : فحكم الحلزون : حُكم الجراد ، قال مالك : ذكاته بالسلق ، أو يغرز بالشوك والإبر حتى يموت من ذلك ، ويسمَّى الله تعالى عند ذلك ، كما يسمى عند قطف رءوس الجراد" انتهى .
ب. وأما البحري منها : فهو حلال ؛ لعموم حل صيد البحر ، وطعامه ، قال تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ) المائدة/96 ، وروى البخاري عن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه قوله : "صَيْدُهُ : مَا اصْطِيدَ ، وَطَعَامُهُ : مَا رَمَى بِهِ" .
وروى البخاري عن شُرَيْح صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : "كُلُّ شَيءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ" .
هذا ، ولم نقف على حديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل "الحلزون" .
والخلاصة :
جواز أكل الحلزون بنوعيه : البري والبحري ، ولو طبخ حيّاً فلا حرج ؛ لأن البري منه ليس له دم حتى يقال بوجوب تذكيته وإخراج الدم منه ؛ ولأن البحري منه يدخل في عموم حل صيد البحر وطعامه .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:44 PM
كيف نردّ على مَن ينتقِد العلماء ويعترِض على بدعيَّة الاحتفال باليوم الوطني ؟
السلام عليكم شيخي الفاضل حفظك الله ونفع بك وعلمك
شيخي اريد منك التعليق على رد احد الاخوات على من وضع فتاوي علمائنا كأبن باز ومحمد ن ابراهيم وابن عثيمين والفوزان،،،خاصتا ماكتب باالاحمر
وهل حب الوطن لايكون الاباالاحتفال ؟؟؟؟؟
الحمد لله والشكر
صحيح اصحاب العقول في راحه ... كل دول العالم تحتفل باليوم الوطني وتعلم ابناءها حب هذا الوطن والانتماء له
وحنا نحرمه وننصح بعدم الفرح فيه
حتى عمرنا ماشجعنا اولادنا على انهم يقولون النشيد الوطني <الظاهر ادرجتوه ضمن باب الاغاني>
يوم عادي سواء سميناه عيد يوم اهم شي نفعه اكثر من ضرره
والنفع الاكبر نربي ابناءنا على حب هذا الوطن واحترامه وتقديسه لانه وطن لاتحبه ولاتحميه لاتستحق العيش فيه
ولا عاجبكم افكار الارهابيين الي كلنا عارفينها
عاجبكم السنوات الماضيه الي كنا نعيش فيها بخوف بسبب الارهاب والفكر المضلل ترا بالضبط هذولا ماعندهم انتماء لهذا الوطن ولا خوف عليه ولا حب له
وحنا هنا نحرم اليوم الوطني ماعندنا شغل في هالدوله الا التحريم كل من هب ودب جابلي ايه وبناء عليها افتراضات
اما العلماء فليس كلامهم قران منزل فقد يصيبون وقد يخطؤن ولو كان حرام ياصحاب العقول المنغلقه لما حللتها دوله حكمها الكتاب والسنه
يعني كل ها الناس الكبار بالدوله ماتفهم الا انتم
كل هاالناس ماتبي رضى الله ولاتبي الجنه الا انتم
الحمد لله على نعمه العقل
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
هذا القول مع ما فيه مِن سوء الأدب مع العلماء ، فيه مِن الجهل والتخبُّط الذي يُنبئ عن عقلية قائله !
وهو مع كونه قولا على الله بغير عِلْم ، إلاّ أن اتِّبَاع الهوى فيه واضِح !
وأجْزِم بأن قائلة ذلك القول لا تستغني عن العلماء ، فلو حصل معها تغيّر في دَمِها المعتاد ، لذهبت تسأل العلماء !
أما الفتاوى في شأن اليوم الوطني فضَرَبَتْ بها عرض الحائط ؛ لأنها لم تُعْجبها ، ولم تُوافِق هواها !
وهي لم تحتَرِم العلماء الذي أُمِرْنا بِسؤالهم ، ومعرفة قَدْرِهم .
قال تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
وقال عليه الصلاة والسلام : ليس مِن أمتي مَن لم يُجِلّ كبيرنا ، ويَرْحم صَغيرنا ، ويَعْرِف لِعَالِمِنا حَقَّه . رواه الإمام أحمد . وقال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن .
وقال الألباني : حسن .
صحيح أن كلام العلماء ليس مثل أقوال النبي صلى الله عليه وسلم ، إلاّ أنهم لا يتكلّمون بِهَوى ولا بِجهالة ، وإنما يتكلّمون بِعِلْم ، أو يسكتُون بِحَزْم .
وصحيح أن العالِم قد يُخطئ ، ولكن مَن الذي يُخطِّئ العَالِم ؟
أهُم الأغمار الْجُهّال الـنَّكِرات ؟!! بل وصِغار السِّنّ الذين لا يُحسِنون أحكام الطهارة فضلا عن غيرها !
أولئك العلماء أمضوا جُلّ أعمارهم في تعلُّم العِلْم وتعليمه ، فبعضهم يزيد عمره العلمي عن خمسين سَنَة ، ثم يأتي شاب أو شابة وبِجرّة قَلَم أو ضَغْطَة زِرّ يُسفِّه ويُخطّئ ويُجهِّل !!
والقائلة أعْمَلَتْ عقلها بِجهالة ، فهل حُبّ الوطن لا يتمثَّل ولا يَظهر إلاّ في يوم واحد ؟!
وهل حُبّ الوطن مُجرّد احتفالات صاخبة ، وخُروج عن حدود العقل والشرع والأدب في ذلك العمل ؟!
حُبّ الوَطَن لا يُغْرَس بِاحتفال صاخب ، ولا بأغنية وطنيّة تُردَّد دون أدنَى تأثير .
حُبّ الوَطَن لا يَثْبُت بِرَفْع لافتة أو عَلَم .
حُبّ الوَطَن لا يَكون بِتسفيه أقوال أهل العِلْم ؛ لأن هذا البَلَد قائم على تحكيم كتاب الله وسُنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلماء هذا البلد مَرْجِع لملايين المسلمين ، فضلا عن كونهم مَرْجِعيّة هذا البلد في التحليل والتحريم .
وقد أكّد المسؤولون على احترام العلماء .
كم تُسجَّل مِن مُخالفات في مراكز الهيئات والشُّرَط في مثل ذلك اليوم ؟
وكم يحصل مِن تجاوزات ومُخالفات للشرع ولأنظمة البلد ؟
وكم يحصل مِن تكسير وتخريب ؟ وغير ذلك كثير ..
وكلها تحت دعوى حُبّ الوَطَن !
وأكّدت جهالتها بِقوله : (ولو كان حرام يا أصحاب العقول المنغلقة لما حللتها دولة حكمها الكتاب والسنة)
مَن الذي يَملِك التحليل والتحريم في هذا البلد رسميا ؟!
مَن الذي له حقّ الفتوى رسميا في هذا البلد ؟!
أليسوا هم العلماء ؟
أليسوا كبار العلماء في " دار الإفتاء " ؟
فأين هو التحليل الذي تزعمه تلك الجاهلة ؟!
ثم إن الذي يقول بِقولها يتجرأ على العلماء ، ويُخالِف ما أقرَّه وليّ الأمر بِقصر الفتوى على العلماء .
فهل الوطنية أو حُبّ الوطَن لا تكون إلاّ بالجرأة على وُلاة الأمر ، وعلى العلماء الكبار ؟!
إن كانت هذه الوطنية بِزعمها فَلا نُريدها !
ثم تكلّمت عن أعمال العنف التي كانت وحصلت ، لا أعاد الله أيامها .
وما عَلِمت أن إسقاط هيبة العلماء ، وتسفيه أقوالهم أنها مِن أسباب نشوء الأفكار المتطرِّفة ، ومِن أسباب العُنف ؛ لأن أصحاب الفِكر المنحرف لا يعترفون بِعُلَماء هذا البلد ، ولا يرجِعون لأقوالهم .
وهي تتقول بِسَفَه وجهالة : (كل من هب ودب جاب لي آية وبنى عليها افتراضات)
هل العلماء الكبار وأعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة هم ممن هَبّ ودبّ بِزعمها ؟!
وهل أتوا بآية وبَنَوا عليها افتراضات بِزعمها ؟!
أما هي فلم تأت بِآية ولا بِحديث ، بل ولا بِقول مُعتَبَر ، وإنما أتت بِخيالات وخَبَالات !
فهل نترك أقوال علمائنا الكبار ، ونأخذ بِقول جاهلة ؟!!
حنانيك .. لا تحتفلي باليوم الوطني ، ولا تكوني زارعة أفكار مُنحرفة !
قال سهل بن عبد الله رحمه الله : لا يزال الناس بخير ما عَظَّمُوا السلطان والعلماء ، فإذا عَظَّمُوا هَذَين أصلح الله دنياهم وأخراهم ، وإذا استخفوا بهذين أفْسَد دُنياهم وأُخْرَاهم .
وقال هشام بن عبد الملك : حياة الْخَلْق وقِوَام الدِّين بالعُلَماء .
وسبق :
ما رأيكم في الأغمار الذين يتحدّثون في المشايخ والعلماء ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=3086
الجرأة على العلماء بحُجّة ( كلٌ يؤخَذ مِن كلامه ويُردّ )
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1333
جلوس الزوج بجانب زوجته على الكوشة ، واعتراض أحدهم بِعقله
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=4175
حُكم الاحتفال اليوم الوطني
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=649
والله تعالى أعلم .المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=16972
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل يردُّ السلام على طائر الببغاء ؟!
السؤال:
في بيت جدِّي " ببغاء " حقيقي ، إذا مررتُ بجانبه يلقي عليك السلام ، فيقول : " السلام عليكم " ، ففي هذه الحالة هل يجب عليَّ رد السلام على هذا الطائر ؟ . وجزاكم الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
قال الفيومي رحمه الله :
البَبْغَاءُ :
طائر معروف ، والتأنيث للفظ لا للمسمَّى ، كالهاء في حمامة ، ونعامة ، ويقع على الذكر والأنثى ، فيقال : " بَبْغَاءُ " ذكر ، و" ببْغَاءُ " أنثى ، والجمع : " بَبْغَاوَاتٌ " ، مثل صحراء وصحراوات .
" المصباح المنير في غريب الشرح الكبير " ( 1 / 35 ) .
ثانياً:
الذي يظهر : أنه لا يشرع رد السلام على " الببْغاء " - وقد تُشَدَّدُ الباءُ الثانيةُ - التي تعلَّم إلقاء السلام ؛ لأن السلام عبادة ، ودعاء ، يحتاج لقصد من قائله ، ولا قصد لذلك الحيوان المعلَّم ، فيمتنع الرد عليه ، وحكمه حكم الشريط الذي يسجَّل عليه سلام قائله ، فيُسمع ، فهو حكاية صوت ، وليس له حكم السلام إن كان من صاحبه على الهواء مباشرة ؛ فإنه يردُّ عليه وجوباً كفائيّاً .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
أحياناً يكون – أي : السلام - مسجَّلاً ، ويضعونه على الشريط ، ويسحبون عليه ، إن كان مسجَّلاً : فلا يجب أن ترد ؛ لأن هذا حكاية صوت ... .
" لقاء الباب المفتوح " ( 229 / 28 ) .
وانظر تتمة الفتوى ، وتفصيل المسألة في جواب السؤال رقم : ( 128737 ) .
وعليه : فطائر " الببغاء " لا يقصد السلام ؛ لأنه لا عقل له ، وما يقوله من ألفاظ فهي ترداد مجرد لما يتعلمه ، غير مراد منه ، وفيه يقول الشاعر :
ملأ الأرض هتافًا بحياة قاتليه *** يا له من ببغاء عقله في أذنيه
وقد صرح بعض أهل العلم بعدم مشروعية السجود ، في حال سُمعت الآية من " ببغاء " ، أو سمعت من شريط تسجيل .
وفي نتائج كتاب " بهجة الأسماع في أحكام السماع في الفقه الإسلامي " للأستاذ علي بن ذريان بن فارس الحسن العنزي – طبعة دار المنار في الكويت - :
" لا يسجد السامع بسماع سجدة التلاوة من غير الآدمي ، كالطيور المعلَّمة ، مثل " الببغاء " ، وكسماعها مِن الصدى " . انتهى
والله أعلم
الاسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل يشرع قلب الحذاء وتعديله إذا كان باطنه إلى السماء ؟
السؤال:
أود السؤال عن فعلة لربما هي بدعة !!
هل هناك أصل في الشريعة .. لقلب الحذاء " أكرمكم الله " المقلوب ..
إني أحتسب بذلك أجري على الله ..
لأنه يقال " اقلب الحذاء عن وجه الله جل جلاله " ..
هذا العمل متعارف عليه منذ الصغر ..
الجواب :
الحمد لله
لا أصل في الشريعة لتغيير هيئة النعل المقلوب ، وقد جعل ابن عقيل الحنبلي رحمه الله التشديد في ذلك من فعل الجهلة ، فقال رحمه الله :
" وَيْلٌ لِعَالِمٍ لَا يَتَّقِي الْجُهَّالَ بِجَهْدِهِ ... وَالْوَاحِدُ مِنْهُمْ يَحْلِفُ بِالْمُصْحَفِ لِأَجْلِ حَبَّةٍ ، وَيَضْرِبُ بِالسَّيْفِ مَنْ لَقِيَ بِعَصَبِيَّتِهِ ...
وَالْوَيْلُ لِمَنْ رَأَوْهُ أَكَبَّ رَغِيفًا عَلَى وَجْهِهِ ، أَوْ تَرَكَ نَعْلَهُ مَقْلُوبَةً ظَهْرُهَا إلَى السَّمَاءِ " انتهى .
"الآداب الشرعية" (1 /268-269).
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
يوجد بعضٌ من الناس يقولون بأنه عند وجود الحذاء مقلوباً رأساً على عقب بأن الملائكة لا تدخل هذا البيت أو أن الله لا ينظر إلى هذا البيت ، فماذا تقولون في هذا الأمر ؟
فأجاب : " نقول : هذا لا صحة له ، ولا أعلم في كون النعل مقلوبة بأساً ، لكن هذا أمرٌ شديدٌ عند الناس ، وقد يكون الأمر شديداً عند الناس ولا أصل له " انتهى .
"نور على الدرب" (13/65) .
ولا بأس بتغيير هيئته لأن أسفله ـ في الغالب ـ يكون متسخاً ، فليس من الأدب أو الذوق أن يكون هو الأعلى وينظر الناس إليه .
سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
بعض كبار السن يقولون : إن قلب الحذاء على ظهرها لا يجوز ، حيث إنها تقابل وجه الله ، فهل ذلك صحيح ؟
فأجابوا : " قلب الحذاء بحيث يكون أسفله أعلاه فيه تقذر وكراهة ؛ لأن أسفله مما يلي الأرض ، فيكون لابس الحذاء يطأ به على الأرض ، وقد يطأ به شيئا من الأقذار " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (26 /302-303) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حكم التلقب في المنتديات بمثل " القرآن والسنَّة " أو " الله ربي " أو القرآن منهجي "
السؤال
ما حكم الشرع في امرأة ، أو رجل يتسمَّى بـ " القرآن والسنَّة " في المنتديات ، ويطلب دليلاً من القرآن والسنَّة على تحريم التسمِّي للبشر بالقرآن والسنَّة ؟ . وهل يصح مناداته بـ " أخي " ، ثم يتبعها بالقرآن والسنَّة ؟ . وما حكم الشرع في التسمِّي بأسماء تبدأ بلفظ الجلالة مثل : " الله المستعان " ، " الله أعلم " ، " الله ربي " ، " الله كريم " ؟ . ومثل " القرآن طريقي " ، " القرآن حياة القلوب " ، " القرآن منهجي " . وهل يجوز مناداتهم بـ " أخي " ، ثم يتبعونها بهذه الأسماء ؟ . أفيدونا جزاكم الله تعالى كل خير .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
لا شك أن التسمية من المطالب الشرعية التي عمل الشرع على ضبطها ، ووضع القواعد لها ؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن التسمية بالأسماء القبيحة , وبالأسماء التي تقتضي تزكية ، ومدحاً ، كـ " برَّة " ، و " تقية " ، وغيرها , وحث على التسمية ببعض الأسماء كـ " عبد الله " و " عبد الرحمن " ، وكره التسمية ببعض الأسماء ، كـ " حرب " ، و " مُرَّة " .
وسبب هذا الاهتمام من الشرع أن المسلم مطلوب منه التميز في كل الأمور ، حتى في مثل هذه الأمور التي قد يستقلها بعض الناس .
ثانياً:
الذي يظهر : أن التسمية بـ " القرآن والسنَّة " ، أو " القرآن طريقي " ، أو " القرآن حياة القلوب" ، أو " القرآن منهجي " : لا يصح ، وذلك لأسباب :
1. سبق في الأجوبة المحال عليها أنه من الأسماء المكروهة التي تشتهر في بعض بلاد المسلمين ، الأسماء المضافة إلى لفظ " الدين " ، أو " الإسلام " ، مثل : نور الدين ، أو عماد الدين ، أو نور الإسلام ، ونحو ذلك فقد كرهها أهل العلم للذكور والإناث ، لما فيها من تزكية صاحبها تزكية عظيمة
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - :
وذلك لعظيم منزلة هذين اللفظين - " الدين " ، و " الإسلام " - ، فالإضافة إليهما على وجه التسمية : فيها دعوى فجَّة تُطل على الكذب .
" تسمية المولود " ( ص 22 ) .
فهذا الكاتب ، وذاك : ليسا هما الكتاب ، ولا السنَّة ، لا حقيقة ولا حالا .
ومثله ، بل أشد منه في المنع ، التلقب بـ " سبحان الله " ! ، أو " سبحان الله وبحمده " !
سئل علماء اللجنة الدائمة :
مقدَّم لسعادتكم السيد " سبحان الله ميانقل " ، باكستاني الجنسية ، والمقيم بالمملكة العربية السعودية ، بمدينة جدة ، وأعمل مؤذناً في وزارة الأوقاف ، ولقد تم الاعتراض من قبل إدارة الحج والأوقاف بخصوص اسمي ، وكل ما أرجوه من سعادتكم هو إفتاؤنا عن هذا الاسم من الناحية الإسلامية والشرعية ، هل هو اسم جائز أم لا ؟ وإن كان غير جائز : فالرجاء إفادتنا بمعروض من قبلكم حتى يتسنى لي تغيير الاسم من الجوازات ، ولكم جزيل الشكر ، والعرفان .
فأجابوا :
يجب عليك تغيير هذا الاسم ؛ لأن شخصك ليس هو سبحان الله ، وإنما " سبحان الله " ذِكر من الأذكار الشرعية .
ويجب أن يغيَّر إلى اسم جائزٍ شرعاً ، كعبد الله ، ومحمد ، وأحمد ، ونحوها .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 11 / 477 ، 478 ) .
2. أن في تلك الأسماء تزكية للمتسمي ، أو المتلقب بها ، وقد نهى الله تبارك وتعالى عن تزكية النفس ، وقد ذكرنا التفصيل في الأجوبة المحال عليها .
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
ما حكم هذه الألقاب " حجة الله " ، " حجة الإسلام " ، " آية الله " ؟ .
فأجاب :
هذه الألقاب " حجة الله " ، " حجة الإسلام " : ألقاب حادثة ، لا تنبغي ؛ لأنه لا حجة لله على عباده إلا الرسل ... .
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 3 / 88 ) .
3. أن فيها منافاة لأسلوب لغة العرب ؛ فإن هذه العبارات قد وضعت لمعان مقصودة شرعا ، معروفة في لغة العرب ، ولا يعرف في لغة العرب التسمي ، أو التلقب بـ " الله المستعان " ، أو " الله أعلم " ، أو " الله ربي " ، أو " الله كريم " ، ومثيلاتها .
4. أنه ربما يترتب على أولئك الأعضاء الذين تسموا ، وتلقبوا بتلك الأسماء ، والألقاب : ردودٌ ، وتعقبات ، فيها إنقاص لقدر القرآن ، والسنَّة ، والرب تبارك وتعالى ، كقولهم لهم : ( أخطأت يا " الكتاب والسنة " ! ) ، و ( لم تصب يا " القرآن طريقي " ! ) ، هذا عدا عما يمكن أن يكون من سب ، وشتم ، مما يؤدي إلى امتهان هذه المسمَّيات , والقدح بها .
5. أنه قد يُذكر وفاة من تسمى أو تلقب بتلك الألقاب ! فماذا سيقال في ذلك المنتدى ، وغيره ؟! سيقال : وفاة " الله ربي !! " ، وسيقال : توفي اليوم "القرآن والسنَّة !! " ، ولا شك أن هذا قبيح أشد القبح ، ومحرَّم أشد التحريم .
والخلاصة :
أنه يحرم التسمية والتلقب ، بتلك الأسماء والألقاب الوارد ذِكرها في السؤال ، والنصيحة لأولئك ، بل الواجب الشرعي : أن يجتنبوا هذه التسميات والألقاب ، وعليهم أن يقتصروا على ما هو صحيح ومباح من الأسماء والألقاب ، ويخلو من المخالفة الشرعية .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل ثمة دعاء خاص يحفظ من موت الفجأة ؟
السؤال
هل يوجد دعاء يحفظك من موت الفجأة ؟ وما هو ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
موت الفجأة من أقدار الله التي يقضي بها في عباده ، بأن يصيب الموتُ العبدَ مفاجأة من غير إمهال ولا إخطار ، وإنما هجوما تنسل به الروح من غير معاناة سكرات الموت ومقدماته .
وهو صورة من صور الموت التي وجدت قديما ، وزاد انتشارها حديثا بسبب حوادث السير المعروفة اليوم ، والعدوان على الشعوب والأفراد بآلات القتل الحديثة الفاتكة .
وقد جاء في بعض الآثار والأحاديث أن انتشار موت الفجأة من علامات الساعة ، حسَّن هذه الآثار الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " (ص/506) وقال : له طرق يقوي بعضها بعضا ، والألباني في " السلسلة الصحيحة " (5/370)، ويمكن الاطلاع عليها في كتاب : "إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة " (2/236) للشيخ حمود التويجري .
ثانيا :
ثم إن موت الفجأة يحتمل أن يكون خيرا ، ويحتمل أن يكون شرا ، وذلك بحسب اختلاف حال المتوفى ، وما له عند الله عز وجل :
1- فإذا كان المتوفَّى من أهل الصلاح والخير ، وله عند الله من الحسنات والأعمال الصالحة ما يُرجَى أن تكون نورا بين يديه يوم القيامة : فجميع صور الموت بالنسبة له من الخير ، سواء موت الفجأة ، أو بعد معاناة سكرات الموت : موت الفجأة رحمة وتخفيف وعفو من رب العباد ، فلا يجد من ألم الموت وشدة سكراته ومعاناة مرضه شيئا يذكر ، وإن وقع له ذلك ولم يكن موته فجأة كان تكفيرا لسيئاته ، ورفعة لدرجاته عند الله ، وذلك تصديق لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمر المؤمن كله له خير ، وأن موت المؤمن راحة له من نصب الدنيا وعذابها ، إلى نعيم الآخرة .
2- أما إذا كان المتوفَّى من المقصرين أو الفسقة الظلمة أو الكفرة : فموت الفجأة بالنسبة له نقمة وغضب ، إذ عوجل بالموت قبل التوبة ، ولم يمهل كي يستدرك ما مضى من تفريطه وتقصيره ، فأُخِذَ أخذةَ انتقام وغضب كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (مَوْتُ الْفَجْأَةِ أَخْذَةُ أَسَفٍ ) رواه أبو داود (رقم/3110) .
ولما كان الجزم بصلاح النفس أو تقصيرها من الأمور العسرة ، وتتفاوت فيها القلوب ، وتتنازعها أسباب الورع والخوف أو الثبات واليقين ، وجدنا في الآثار عن السلف بعض الاختلاف في نظرتهم لموت الفجأة ، فمَن غَلَّبَ جانب الخوف من الله ، وظنَّ في نفسه التقصير : كان يستعيذ من موت الفجأة ، ويرجو أن يكفر الله خطاياه بمعالجة سكرات الموت، ومَن غَلَّب جانب الرجاء ، وسعة رحمة الله : رأى في موت الفجأة فرجا ورحمة وعفوا من الله عز وجل .
فإذا قرأنا عن السلف كلاما عن موت الفجأة ظاهره التعارض ، فهو في الحقيقة والباطن ليس اختلاف تعارض ، وإنما اختلاف تنوع .
عن عبد الله بن مسعود وعائشة رضي الله عنهما قالا :
" أسف على الفاجر وراحة للمؤمن : يعني الفجأة " انتهى.
" مصنف ابن أبي شيبة " (3/370)، " السنن الكبرى " للبيهقي (3/379).
وعن تميم بن سلمة ، قال : مات منا رجل بغتة ، فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخذة غضب , فذكرته لإبراهيم - وقل ما كنا نذكر لإبراهيم حديثا إلا وجدنا عنده فيه - فقال : كانوا يكرهون أخذة كأخذة الأسف .
" مصنف ابن أبي شيبة " (3/370)
ثالثا:
أما الأحاديث المرفوعة فلم يصح منها شيء سوى الحديث المذكور سابقا : ( موت الفجأة أخذة أسف ) ، مع أن بعض أهل العلم تكلم فيه ، وأشار الحافظ ابن حجر رحمه الله إلى أنه روي مرفوعا وموقوفا ، وذكر أنه الإمام البخاري رحمه الله أشار بترجمته إلى أنه في إسناده مقالا.
ينظر: فتح الباري ، للحافظ ابن حجر (3/254) .
أما غيره من الأحاديث المتعلقة بموت الفجأة مدحا أو ذما ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ منها : فلم يصح منها شيء .
ولذلك قال الفيروزأبادي رحمه الله :
" ما ثبت فيه شيء " انتهى.
" سفر السعادة " (ص/353)
رابعاً :
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء خاص يحفظ من موت الفجأة ، وما ينتشر في المنتديات عن ذلك الدعاء الذي يكتب لمن قاله أجر (360) حجة ، ويحفظ من موت الفجأة وغير ذلك ، إنما هو كذب موضوع لا أصل له في كتب السنة ، وقد سبق أن بينا ذلك في جواب السؤال رقم : (126635) ، (127615) .
والأولى أن يدعو الإنسان بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ :
كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ )
رواه مسلم (2739)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حكم قول التخلق بأخلاق الله
السؤال
ذكر بعض الخطباء في أثناء خطبة الجمعة أن علينا " الاتصاف بصفات الله والتخلق بأخلاقه " هل لهذه الجملة محمل صحيح وهل سبق أن قالها أحد ؟.
الجواب
الحمد لله
هذا التعبير غير لائق ، ولكن له محمل صحيح وهو الحث على التخلق بمقتضى صفات الله وأسمائه وموجبها ، وذلك بالنظر إلى الصفات التي يحسن من المخلوق أن يتصف بمقتضاها ، بخلاف الصفات المختصة بالله كالخلاق والرزاق والإله ونحو ذلك . فإن هذا شيء لا يمكن أن يتصف به المخلوق ، ولا يجوز أن يدعيه ، وإنما المقصود : الصفات التي يحب الله من عباده أن يتصفوا بمقتضاها كالعلم والقوة والرحمة والحلم والكرم والجود والعفو . وأشباه ذلك ، فهو سبحانه عليم يحب العلماء ، قوي يحب المؤمن القوي أكثر من حبه للمؤمن الضعيف ، كريم يحب الكرماء ، رحيم يحب الرحماء ، عفو يحب العفو . . إلخ ، لكن الذي لله سبحانه من هذه الصفات وغيرها أكمل وأعظم من الذي للمخلوق ، بالمقاربة بينهما ؛ لأنه سبحانه ليس كمثله شيء في صفاته وأفعاله ، كما أنه لا مثل له في ذاته ، وإنما حسب المخلوق أن يكون له نصيب من معاني هذه الصفات يليق به ويناسبه على الحد الشرعي ، فلو تجاوز الكرم الحد صار مسرفا ، ولو تجاوز في الرحمة الحد عطل الحدود والتعزيرات الشرعية ، وهكذا لو زاد في العفو على الحد الشرعي وضعه في غير موضعه ، وهذه الأمثلة تدل على سواها ، وقد نص العلامة ابن القيم رحمه الله على هذا المعنى في كتابيه : ( عدة الصابرين ) ( والوابل الصيب ) ، ولعله نص على ذلك في غيرهما كالمدارج وزاد المعاد وغيرهما .
وإليك نص كلامه في العدة والوابل :
قال في العدة صفحة 310 :
ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر ، كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها أو اتصف بضدها ، وهذا شأن أسمائه الحسنى ، أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها ، وأبغضهم إليه من اتصف بضدها ، ولهذا يبغض الكفور والظالم والجاهل والقاسي القلب ، والبخيل والجبان والمهين واللئيم ، وهو سبحانه جميل يحب الجمال ، عليم يحب العلماء ، رحيم يحب الراحمين ، محسن يحب المحسنين ، ستير يحب أهل الستر ، قادر يلوم على العجز ، والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف ، عفو يحب العفو ، وتر يحب الوتر ، وكل ما يحبه من آثار أسمائه وصفاته وموجبها ، وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها ) ا . هـ
وقال في الوابل الصيب صفحة 543 من مجموعة الحديث :
والجود من صفات الرب جل جلاله ، فإنه يعطي ولا يأخذ ، ويطعم ولا يطعم ، وهو أجود الأجودين ، وأكرم الأكرمين ، وأحب الخلق إليه من اتصف بمقتضيات صفاته ، فإنه كريم يحب الكرماء من عباده ، وعالم يحب العلماء ، وقادر يحب الشجعان ، وجميل يحب الجمال ) . انتهى .
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ، وحصول للفائدة ، وأسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعا للفقه في دينه والقيام بحقه إنه سميع قريب .
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 6 / 251
موقع الاسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حكم قتل الفأرة باللاصق
السؤال:
لدى فئران في البيت وأريد قتلهم عن طريق لصقة و لكن عندما يلتصقون فيها يتعذبون أحيانا يضلون الليل كله والنهار و هم ملتصقون بها فهل هذا جائز جزاكم الله خيرا
الجواب :
الحمد لله
أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفق بالحيوان والإحسان إليه ، حتى عند قتله، فقال عليه الصلاة والسلام : (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَه) رواه مسلم (1955) .
قال "الملا علي القاري " رحمه الله : " والإحسان فيها : اختيار أسهل الطرق وأقلها إيلاماً " انتهى من مراقاة المفاتيح (12/333) .
وعلى هذا ، فينبغي لمن وضع اللاصق للفئران أن يتابعها كل فترة ، فإذا وجد بها فأراً قتله ، امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى كل شيء .
فإن تأخر عنها لعذر ، كنوم أو عمل ونحو ذلك ، فيرجى أن لا يكون عليه حرج في ذلك .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "إذا أردت أن تقتل فأرة ، وقتلها مستحب ، فأحسن القتلة ، اقتلها بما يزهق روحها حالا ، ولا تؤذها ، ومن أذيتها : ما يفعله بعض الناس حيث يضع لها شيئا لاصقا تلتصق به ، ثم يدعها تموت جوعا وعطشا ، وهذا لا يجوز ، فإذا وضعت هذا اللاصق فلابد أن تكرر مراجعته ومراقبته حتى إذا وجدت فيه شيئا لاصقا قتلته .
أما أن تترك هذا اللاصق يومين أو ثلاثة وتقع فيه الفأرة وتموت عطشاً أو جوعاً فإنه يخشى عليك أن تدخل النار بذلك ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (دخلت النار امرأة في هرة حبستها حتى ماتت لا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض) .
المهم : أن ما يشرع قتله فاقتله بأقرب ما يكون من إهلاكه وإتلافه.." انتهى من شرح "رياض الصالحين" .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
أنا شاب ملتزم والحمد لله الا إنني أعاني من مشكلة ولا أدري كيف أتخلص منها وتتلخص بأنني حلفت بالحرام على زوجتي بعدم الذهاب إلى بيت أهلي إلا مرة واحدة بالأسبوع لكثرة المشاكل بعد كل زيارة وقد سألت الكثير من المفتين الذين أفتوني بأن هذا الحلف يعتمد على النية وأنا في حقيقة الأمر لا أستطيع ان أضبط نيتي وكل مرة أقنع نفسي بأمر فمرة أقول قصدي أن ألزم نفسي بعدم جعلها تذهب أكثر من مرة وذلك بالتزام تحريمها ومرة أقول لعل قصدي تطليقها... فهل الحلف بالحرام تجزئه كفارة اليمين بصرف النظر عن النية أم أنه بحاجة إلى نية؟ وكيف يمكن لي أن أضبط نيتي؟ وهل ما أنا فيه من قبيل الوساوس؟
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
نقول الأصل أن الطلاق غير واقع فما دام أنك تشك في نيتك فالأصل بقاء النكاح وعليك أن تكفر كفارة يمين إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعم منه أهلك وولدك، أو كسوتهم، فإن لم تستطع فصيام ثلاثة أيام، والله تعالى أعلم.
المصدر
http://ar.islamway.com/fatwa/35870?ref=w-new-e
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:47 PM
السؤال:
أعمل مهندساً في شركة مقاولات تعمل بالجنوب، وتنفذ عقودا كبيرة لإنشاء مدارس ومستشفيات وطرق وشبكات مياه وخلافه بمبلغ مائتي مليون دولار، وطُلِب منا بناء كنيسة من ضمن العقد، ولما تحدثت إلى أصحاب الشركة وأغلبهم من المسلمين قالوا: إن عدم بناء الكنيسة قد يلغي العقد وتضيع أموال وفوائد كبيرة من المسلمين وتذهب إلى الشركات الكينية واليوغندية, أفيدونا هل الراتب الذي أتقاضاه حلال أم ماذا أفعل؟
الإجابة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فلا يجوز للمسلم المشاركة في بناء كنيسة؛ لأن الكنيسة مكان يُشرَك فيه بالله تعالى، ولا إثم أعظم من الشرك؛ والكنيسة مكان يُعصى فيه الله تعالى؛ وقد قال سبحانه: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، ولا يحق للمسلم أن يقول: إنني إن لم أفعل ذلك فسيضيع عليَّ مال كثير وسيذهب إلى شركات أجنبية.
إذ لا يعد ذلك مبرراً للمشاركة في الحرام، وعلى أهل هذه الشركة أن يتقوا الله في مكاسبهم وأعمالهم، أما راتبك الذي تتقاضاه عن الأعمال الأخرى فهو حلال إن شاء الله، لكن لا يحل لك العمل في إنشاء تلك الكنيسة، والله تعالى أعلم.
المصدر
http://ar.islamway.com/fatwa/35882?ref=w-new-e
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:47 PM
عقدت عليها، فهل لي الدخول قبل الزفاف؟
السؤال:
فتاة مكتوب كتابها عند الشيخ أمام أهلها والجميع وتعتبر في حكم المتزوجة له، فهل حرام إن نكحها زوجها بغير علم أهلها أو أهله ما قبل الزفاف؟
الإجابة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فلا يجوز للزوج الدخول بزوجته إلا إذا أشهد على ذلك الدخول؛ وأشهره بوليمة وضرب دف؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل"، قال "ابن فرحون المالكي رحمه الله تعالى": (المراد بالنكاح في الحديث المتقدم الوطء وليس العقد؛ لأن النكاح حقيقة في الوطء، وحمل اللفظ على الحقيقة أولى).ا.هـ
ولا شك أن ذلك أبلغ في الاحتياط للفروج والسلامة من قالة السوء؛ فكم من امرأة دخل بها زوجها سراً ثم مات عنها أو طلقها؛ فوقعت في حرج شديد لكونها قد ذهبت بكارتها والناس وأهلها لا يعلمون؛ ففتحت على نفسها باباً للطعن في عرضها، نسأل الله السلامة والعافية..
المصدر
http://ar.islamway.com/fatwa/35879?ref=w-new-e
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إذا نسي الإمام إحدى آيات الفاتحة فما حكم الصلاة
السؤال :
كان هناك جماعة يصلون المغرب في المسجد وفي الركعة الأولى نسي الإمام آية من سورة الفاتحة ، وبعد انتهاء الصلاة قال البعض : يجب علينا إعادة الصلاة مرة أخرى استنادا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) ويقصد هنا سورة الفاتحة كاملة من غير نقصان، فهل تجب إعادة الصلاة مرة أخرى في هذه الحالة؟ .
الجواب :
الحمد لله :
أولاً :
سبق جواب سؤال رقم (10995) أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة لا تصح إلا بها ، وأنه يجب قراءتها على المنفرد ، والإمام والمأموم في الصلاة الجهرية والسرية .
ثانياً :
إذا نسي الإمام أو المنفرد قراءة الفاتحة في إحدى ركعات الصلاة أو نسي آية ، ثم تنبه بعد الفراغ منها بزمن طويل لزمه إعادة الصلاة ،
فإن تنبه عن قرب بنى على صلاته ، فيأتي بركعة بدلاً عن التي لم يقرأ فيها الفاتحة كاملة ، ثم يسجد للسهو .
قال النووي في "المجموع" (3/288) :
" فيمن ترك الفاتحة ناسياً حتى سلم أو ركع قولان مشهوران , أصحهما باتفاق الأصحاب وهو الجديد : لا تسقط عنه القراءة....وإن تذكر بعد السلام - والفصل قريب - لزمه العود إلى الصلاة ، ويبني على ما فعل , فيأتي بركعة أخرى ويسجد للسهو ، وإن طال الفصل يلزمه استئناف الصلاة " انتهى .
وسئل علماء "اللجنة الدائمة" (5/331) :
حدث في أحد الثانويات أنه عندما قام أحد التلاميذ لأداء صلاة التراويح بزملائه نسي آية من إحدى السور القرآنية ولم يكن يعلم وبعد تمام الصلاة أخبره أصدقاؤه بذلك فاحتار هل يعيد الصلاة أم ماذا يفعل وإذا تركها هل تقبل صلاته فما الحكم في هذا ؟
فأجابوا: "إذا نسي الإمام آية من سورة الفاتحة ، ولم يذكر إلا بعد مدة طويلة - فإنه يجب عليه إعادة الصلاة إذا كانت فريضة؛ لأن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) رواه البخاري/756 ، أما إن ذكرها قبل طول الفصل، فإنه يأتي بركعة بدل الركعة التي ترك قراءة آية من الفاتحة فيها، ويسجد للسهو، أما إذا كانت الآية المنسية من غير الفاتحة ، فصلاته صحيحة ، ولا شيء عليه ولا على من خلفه في ذلك ، لأن قراءة ما زاد على الفاتحة مستحب وليس بواجب " انتهى. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
وأما المأموم إذا نسي الفاتحة أو جهلها. .، فلا تلزمه الإعادة ، ويتحملها عنه الإمام
ثالثاً:
إذا تقرر ذلك لزم الجميع هنا إعادة الصلاة؛ لعدم إتيان الإمام بالفاتحة على الوجه الصحيح، ومتابعة المأمومين له على ذلك .
سئل علماء "اللجنة الدائمة "( 6/38 ) :
قام الإمام في صلاة المغرب وفي أثناء القراءة نسي آيتين من فاتحة الكتاب وهو في الصلاة علماً بأن المأمومين على يقين بذلك ولم يفتحوا على الإمام حتى انقضت الصلاة، وبعد أن سلم الإمام قالوا له: إنك نسيت آيتين من الفاتحة، فأقرهم على ذلك بأنه شعر بأن الفاتحة انتهت بسرعة، ولكن قال لو كنت أخطأت كان أي أحد من الذين خلفي ذكرني. فما حكم الشرع في هذه الصلاة؟
فأجابوا: إذا كان الواقع ما ذكر فعليكم جميعاً إعادة الصلاة ؛ لأن الصلاة لا تصح إلا بقراءة الفاتحة كاملة ولم يحصل ذلك، وكان الواجب على هذا الإمام لما تحقق من تركه بعض الآيات من سورة الفاتحة أن يقوم في الحال ويأتي بركعة ويتشهد التشهد الأخير ويسجد للسهو ويسلم، وما دام لم يفعل ذلك ومضى وقت طويل لزم إعادة الصلاة بكاملها عليكم جميعاً " انتهى.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بكر أبو زيد...صالح الفوزان...عبد الله بن غديان...عبد العزيز آل الشيخ...عبد العزيز بن عبد الله بن باز
والله أعلم
موقع الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حكم صلاة من يكبر عند الرفع من الركوع
السؤال:
صليت مأموما خلف أحد الأخوة من الهند ، وهو ليس على علم ، فكان يكبر عند القيام من الركوع وكنت أسمع وأحمد في نفسي ، هل يجب علي إعادة الصلاة ؟ ولما راجعته قال أنه لا يعلم .
الجواب :
الحمد لله :
أولاً :
قول " سمع الله لمن حمده " عند الرفع من الركوع واجب من واجبات الصلاة على الصحيح ، وينظر تفصيل ذلك في جواب السؤال رقم ( 65847 ) ورقم ( 90094 ).
ثانياً :
إذا عُلم ذلك ، فمن ترك واجباً من واجبات الصلاة ، ومن ذلك قول " سمع الله لمن حمده " ، لم تبطل صلاته إلا إن تعمد ذلك ، فإن تركه ناسياً أو جاهلاً ، فصلاته وصلاة من خلفه صحيحة ، لكن يلزمه سجود السهو إن تذكره أو علم بحكمه ولم يطل الفصل ، فإن طال الفصل لم يلزمه ، لفوات محله .
جاء في "دقائق أولي النهى" (1/219) " من ترك واجبا جاهلاً حكمه , بأن لم يخطر بباله أن عالماً قال بوجوبه , فهو كالساهي , فيسجد للسهو إن علم قبل فوات محله , وإلا فلا , وصلاته صحيحة " انتهى.
وسئل الشيخ عبد العزيز رحمه الله:
" ماذا على الإمام أو المأموم لو قال : الله أكبر، بدل سمع الله لمن حمده أو العكس ؟
فأجاب :
"لا يجوز له أن يتعمد ذلك ، بل الواجب على المصلي أن يصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيأتي بالتكبير في محله ، والتسميع في محله ، وقول : " ربنا ولك الحمد " في محله ، ومن خالف ذلك سهواً ، فلا إثم عليه ، وعليه أن يسجد للسهو إن كان إماماً أو منفرداً " انتهى من "مجموع الفتاوى" (29/286)
ثالثاً :
لا شيء عليك في كونك جمعت بين التسميع والتحميد ، وقد نص الشافعية على استحبابه أي يستحب للمأموم أن يجمع بين التسميع والتحميد ، وإن كان القول الراجح أن المأموم يقتصر على التحميد ، وقد سبق ذكر الخلاف في جواب سؤال رقم (43574) .
والحاصل : أن صلاتك إمامك صحيحة ؛ لكونه لم يتعمد ترك التسميع والتحميد ، بل تركها لجهله ، وجزاك الله خيراً على تنبيهه.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مس المرأة ذكر زوجها هل ينقض وضوءها؟
السؤال:
ما حكم لو مست الزوجة ذكر زوجها ، هل ينتقض وضوئه ، وهل ينتقض وضوئها سواء بحائل أو بدون حائل ، بشهوة أو بدون شهوة ؟ ، وهل السلام على الزوجه ومسها ينقض الوضوء ، ولو كان بدون شهوة وبشهوة ينقضه ؟ وهل القبلة تنقض وضوء الزوجه والزوج أو من قبل الأخر ينقض وضوئه ؟ جزاكم الله خيرا وأعانكم .
الجواب :
الحمد لله :
أولاً :
اختلف أهل العلم رحمهم الله في مس الذكر هل ينقض الوضوء أولا ؟ وتقدم بيان ذلك في جواب السؤال رقم (82759) ، وأن الراجح أن المس إذا كان بشهوة نقض الوضوء .
ثانياً :
إذا مست المرأة ذكر زوجها بشهوة انتقض وضوؤها ، فإن كان بغير شهوة لم ينتقض .
قال عليش في " منح الجليل شرح مختصر خليل " (1/113) : " ومس ذكر غيره يجري على حكم اللمس من تقييده بالقصد أو الوجدان . انتهى ، أي وجدان اللذة .
ثالثاً :
إذا قلنا بالنقض فيشترط عدم وجود حائل ، وهو قول الجمهور فإن مست المرأة ذكر زوجها بحائل لم ينتقض الوضوء ، ولو كان بشهوة ؛ لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه ليس بينهما سترة فليتوضأ ) رواه الشافعي في مسنده (1/12) , وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع ، والإفضاء : اللمس من غير حائل
وينظر : حاشية الدسوقي (1/120) ، مغني المحتاج (1/1 ، 2) ، مطالب أولي النهى (1/143) .
رابعاً :
إذا صافح الرجل زوجته ، أو قبلها ، أو قبلته ، لم ينتقض وضوء واحد منهما ، ولو كان ذلك بشهوة ، ما لم يخرج شيء ؛ لما روته عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ ) رواه الترمذي (86) ، والنسائي (1/104) وابن ماجه ( 502)
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: ".... والأرجح من هذه الأقوال والصواب منها أنه لا ينقض الوضوء مطلقاً ، وأن الرجل إذا مس المرأة أو قبلها لا ينتقض وضوؤه في أصح الأقوال ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم " قبل بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ " ، ولأن الأصل سلامة الوضوء وسلامة الطهارة ، فلا يجوز القول بأنها منتقضة بشيء إلا بحجة قائمة لا معارض لها ، وليس هنا حجة قائمة تدل على نقض الوضوء بلمس المرأة مطلقا "انتهى. من "مجموع الفتاوى" (17/219) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تريد لقلبها ألا يتعلق بالرجال !!
السؤال:
أي بنت تحلم بالزواج ، ولكن أنا الآن عمري 27 عاما ، ولم يتقدم أحد لخطبتي ، رغم أن الكثيرين يقولون إني أمتلك جميع مميزات الفتاة التي يطلبها الرجل ؟
لقد هدمت أخلاقي بنفسي منذ أن دخل النت ، وأنا أريد أن أطلع على الجنس الآخر ، فقط أريد أن أتعرف ، لأبحث عن زوج !!
كانت بداياتي بالنت في الشات ، تعرفت على شاب امتلك قلبي ، وكان حبي الأول مع أنني لم أره إلا مرة واحدة فقط منذ عام 2002 إلى 2004 ، وانفصلنا فجأة .
بعد هذه الصدمة وبدأ مستواي الجامعي يقل ، حيث إنني درست المرحلة الجامعية 7سنين ، بعد ذلك حصلت لي نفس الصدمة ، وشعرت أن حياتي في تدمير مستمر .
ثم بدأت البحث عن شخص آخر ، بل بدأت في علاقات متعددة ، وفي وقت واحد ، كأنني أريد أن أزيد الألم في قلبي ، وأشغل نفسي ؟!
إلى أن تعرفت على إنسان جعلني ملكاً له (؟!) ؛ لا أستطيع خداعه ، تعلقت به بشكل لا يتصوره أحد ، وتطورت علاقتي معه بدلاً عن الموبايل ، أصبحت صور ، وقابلته 3 مرات بمطعم ، وتعدى كل منا حدوده !!
ثم انفصل عني فجأة لشهرين ، لا أعرف ماذا أفعل كنت أريد أن أنتحر ؟!!
شعرت أنني دنيئة ، كنت أعلم أنه لا يريد الزواج بي ، ولا أي إنسان يريد الزواج بي ؛ كأنني خطيئة ، أو مقرفة ، أو حشرة !!
ثم رجعت لعادتي القديمة ، فتعرفت على مجموعة شباب عن طريق الفيس بوك ، ولكنني لم أحبهم ، فقط سوالف !!
ولكن خفق قلبي مرة أخرى لابن الجيران ، الجدار بالجدار ، حيث إنني رجعت له بقوة
، لكن بطريقه سيئة جداً ، حيث إنني نزلت لمستوى دنيء ، وقابلته مرة واحدة ، وانصدمت منه ، حيث كان يريد أن يأكلني ، خفت على نفسي ، وأول مرة أخاف ، فأنا لا أريد مقابلة أو علاقة جسدية تربطني معه ، حيث إنه قام بتقبيلي بقوة ، وغصباً عني ، فأخبرته أنني لا أريد الحرام ؛ بل أريد الزواج ، فقال لي : مع السلامة !!
الجواب :
الحمد لله
يا أمة الله ، لسنا والله ندري ما نقول لك ؟!
لماذا فعلت بنفسك كل هذا ؟!
لماذا خاطرت بنفسك ، وبدينك ، وبعرضك ، وبشرفك ؟!
لماذا جعلت نفسك فريسة سهلة لكل ذئب ، أو ... كلب ، لا يبحث إلا عن إشباع الغريزة ؟!
ألأنك تقدمت سنك شيئاً ما ، وتأخر عنك الزواج شيئاً ما ، ظننت أن بإمكانك أن تقتنصي فرصة لم يأت أوانها ؟!
ألأنك تشعرين بالفراغ في قلبك ، وحياتك ، رحت تلعبين بالنار التي أحرقتك ، أو كادت أن تفحمك بسعير المعصية والإثم ؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ألم تعلمي أن أمر الزواج والذرية ، والطعام والشراب ، والغنى والفقر ، والحياة والموت ، كل ذلك إنما هو رزق مقدر بيد الرزاق العليم ، الحكيم الخبير :
( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) الشورى/49-50 .
ألم تعلمي يا أمة الله أن كل شيء مكتوب ومقدر من قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة !!
هل يليق بالفقير العاجز ، أن يخالف أوامر الملك ، ويخرج عن طاعته ، من أجل أن يعطيه الملك من الخيرات التي عنده ؟!!
ألم تسمعي إلى ما رواه البزار وغيره ، وصححه الألباني ، أن رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال :
( لَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلاَّ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَلاَ شَيْءٌ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلاَّ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، وَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي ، أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ ، إِلاَّ وَقَدْ كَتَبَ الله رِزْقَهَا ، فَاتَّقُوا الله ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلاَ يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِالْمَعَاصِي ، فَإِنَّهُ لاَ يُدْرَكُ مَا عِنْدَ الله إِلاَّ بِطَاعَتِهِ )
لستِ أول من تأخر زواجه ، بل لست أول من حرم الزواج ، لو لم يقدر لك أصلاً ؛ لكن المحروم الحقيقي من حرم العافية في دينه ، والمصاب الحقيقي هو التفريط في الدين ، والشرف والعرض !!
نحسب أنك تعلمين ذلك ، ونحسب أنك تعلمين خطأ الطريق الذي كنت تمشين فيه ، ثم ماذا ربحت في النهاية ، سوى الإحباط ، واليأس ، وجرأة الفساق والفجار عليك ، وقد كدت أن تسقطي في مهواة الرذيلة ، وكاد الفاجر أن يوقع بك ، لولا أن سلم الله ، ولذلك قال لك : مع السلامة !!
لأنه لا يريد إلا النتن والنجس ؛ لا يريد الطهر ، ولا العفاف ، ولا الزواج .
ليس لك ـ إذا أردت الحفاظ على قلبك ، ودينك ، وشرفك وعرضك ، وكرامتك ، ليس لك للحفاظ على نفسك إلا طريق الطهر والعفاف : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) النور/29-30 .
فغضي بصرك عن الرجال ، واقطعي سبل الغواية عنك ، وحرمي على نفسك دخول مواقع الفساد ، والمحادثات ، بل امنعي نفسك عن الشبكة تماماً ، حتى تنفطم عن أبواب الشهوات ، وأسباب الفساد والغواية ، وصوني عرضك وشرفك عن مواطن الرذيلة والقذر ، واملئي فراغ قبلك ، وفراغ وقتك : بالباقيات الصالحات ، من ذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن ، وإقام الصلوات ، وسائر الطاعات ، وساعتها سوف تعلمين كيف تكون راحة القلب ، وكيف يكون طهره ونقاؤه من الوساوس ، وأمراض الشهوات والشبهات ؛ ثم اعلمي أن ذلك كله لن يبطئ بك عن رزق قد كتبه الله لك ، كما قد رأيت أن طريقك الأول ، لم يعجل لك رزقاً قد أخره الله عنك .
نسأل الله أن يهديك ، ويشرح صدرك للتوبة النصوح ، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إذا قرعت الكؤوس حرم ما فيها
سؤال :
ما صحة : ( إذا قرعت الكؤوس حرم ما فيها ) فهل هذا حديث أم لا ؟ ، وإذا كان حديثاً فهل هو صحيح ؟ وما حكم قرع الكؤوس ببعضها ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
أما ما يروى من حديث فيه النهي عن قرع الكؤوس ، فمما لا أصل له في السنة النبوية ، بل لم يرد له ذكر في كتب الموضوعات حتى ، فيبدو أنه متأخر الوضع والانتشار بين الناس .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حديث : ( ما تقارع كأسان إلا حرم ما فيهما )
فأجاب : " ليس له أصل " انتهى .
وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
هل هذا القول حديث : ( إذا قرع الكأس بالكأس حرم ما فيه ) ، وما درجة صحته إن كان حديثا ؟
فأجاب بقوله : " لا يصح ، لا يصح " انتهى .
ثانيا :
أما حكم قرع الكؤوس عند الشرب فهو المنع والتحريم ؛ لما فيه من تشبه ظاهر بعادات شراب الخمور الذين يتخذون بعض المظاهر عادات لهم في وقوعهم في المعصية .
يقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله :
" لو اجتمع جماعة ، وزينوا مجلسا ، وأحضروا آلات الشرب وأقداحه ، وصبوا فيها السكنجبين ، ونصبوا ساقيا يدور عليهم ويسقيهم ، فيأخذون من الساقي ويشربون ، ويحيى بعضهم بعضا بكلماتهم المعتادة بينهم ، حَرُمَ ذلك عليهم وإن كان المشروب مباحا في نفسه ؛ لأن في هذا تشبها بأهل الفساد " انتهى .
"إحياء علوم الدين" (2/272) .
السكنجبين : شراب مركب من حامض وحلو، كذا في "المعجم الوسيط" (1/440) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إن الله يبغض الحبر السمين
السؤال :
هل هذا الحديث صحيح (إن الله يبغض الحبر السمين) ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
بعد البحث عن هذا الحديث تبين لنا أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا تصح نسبته إليه ، ولم يثبت عمن يُروَى عنهم أيضا من الصحابة رضوان الله عليهم .
وقد روي هذا الحديث عن الصحابي أبي أمامة رضي الله عنه .
عزاه إليه أبو الليث السمرقندي في " بستان العارفين " – كما قال السخاوي في " المقاصد الحسنة (207) -، ولكن لم نقف على أصل هذه الرواية ، والسمرقندي تروج عليه الأحاديث الموضوعة كما قال الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (16/323)، فلا تقبل منه نسبة هذا الحديث إلى أبي أمامة رضي الله عنه ، ولذلك تعقبه السخاوي بقوله : " ولكن ما علمته في المرفوع " انتهى .
وقد روي بسند ضعيف عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً .
فعن سعيد بن جبير قال : (جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف ، فخاصم النبي صلى الله عليه وسلم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى ، هل تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟ قال : وكان حبرا سمينا ، فغضب وقال : ما أنزل الله على بشر من شيء . فقال له أصحابه الذين معه : ويحك ولا على موسى؟ قال : ما أنزل الله على بشر من شيء ، فأنزل الله عز وجل : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) الأنعام/91 .
رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (4/1342) ، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" (11/521) كلاهما من طريق يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة القمي ، عن سعيد بن جبير به .
وهذا إسناد ضعيف بسبب يعقوب بن عبد الله القمي ، قال فيه الدارقطني : ليس بالقوي . انظر: "ميزان الاعتدال" (4/452) ، وقال ابن مندة في جعفر بن أبي المغيرة : ليس هو بالقوى في سعيد بن جبير . انظر: "ميزان الاعتدال" (1/417) .
ثانياً :
روي هذا القول عن عمر بن الخطاب وابن مسعود رضي الله عنهما ولا يصح عنهما .
أما قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقد رواه ابن أبي الدنيا في "الجوع" (81) ، وفي "إصلاح المال" (333) قال : حدثنا خالد بن مرداس ، قال : حدثنا المعلى الجعفي ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : قال عمر .
وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه المعلى بن هلال بن سويد الحضرمي ، ويقال الجعفي ، أبو عبد الله الطحان الكوفي العابد : كذاب وضاع باتفاق النقاد . انظر : "ميزان الاعتدال" (4/152) .
وأما قول ابن مسعود رضي الله عنه ، فقد عزاه إليه الغزالي في "إحياء علوم الدين" (3/81) ، ولم نقف عليه بعد البحث ، وكتب الغزالي مليئة بما لا أصل له .
فالحاصل : أنه لم يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه الكرام .
والثابت في شريعتنا ذم السمن لمن تكلفه بالإسراف في الملذات من الطعام والشراب والاشتغال به عن العمل النافع الصالح الذي يستغرق على المسلم عمره ووقته .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ . وَقَالَ اقْرَءُوا : (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) رواه البخاري (4729) ومسلم (2785) .
قال النووي رحمه الله :
"فيه ذم السِّمَن" انتهى .
"شرح مسلم" (17/129) .
وقال القرطبي رحمه الله :
"في هذا الحديث من الفقه : ذم السِّمَن لمن تكلفه ، لما في ذلك من تكلف المطاعم والاشتغال بها عن المكارم ، بل يدل على تحريم الأكل الزائد على قدر الكفاية المبتغى به الترفه والسمن.
ومن حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خيركم قرني ثم الذين يلونهم - قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة - ثم إن من بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يوفون ، ويظهر فيهم السمن) وهذا ذم ، وسبب ذلك : أن السمن المكتسب إنما هو من كثرة الأكل والشره ، والدعة والراحة والأمن والاسترسال مع النفس على شهواتها ، فهو عبد نفسه ، لا عبد ربه ، ومن كان هذا حاله وقع لا محالة في الحرام ، وكل لحم تولد عن سحت فالنار أولى به ، وقد ذم الله تعالى الكفار بكثرة الأكل فقال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) محمد/12، فإذا كان المؤمن يتشبه بهم ، ويتنعم بتنعمهم في كل أحواله وأزمانه ، فأين حقيقة الإيمان ، والقيام بوظائف الإسلام ؟! ومن كثر أكله وشربه كثر نهمه وحرصه ، وزاد بالليل كسله ونومه ، فكان نهاره هائما ، وليله نائما " انتهى باختصار .
"الجامع لأحكام القرآن" (11/67) .
وقد روى أبو نعيم رحمه الله في "حلية الأولياء" (9/146) بسنده إلى الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال : (ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسن . قيل له : ولم؟ قال : لأن العاقل لا يخلو من إحدى خلتين : إما أن يغتم لآخرته ومعاده ، أو لدنياه ومعاشه ، والشحم مع الغم لا ينعقد ، فإذا خلا من المعنيين صار في حد البهائم ، فيعقد الشحم) .
والمقصود من ذلك كله ذم السِّمَن الناتج عن الإسراف والفراغ والاستغراق في ملذات الدنيا عن العمل للآخرة ، أما من أصابه السمن لعلة أو لطبيعة جسمه عن غير إسراف ولا إفراط فهذا لا عتب عليه .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
رؤية الله عز وجل في المنام
السؤال
ما حكم من يدعي أنه قد رأى رب العزة في المنام ؟ وهل كما يزعم البعض أن الإمام أحمد بن حنبل قد رأى رب العزة والجلال في المنام أكثر من مائة مرة ؟.
الجواب
الحمد لله
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وآخرون أنه يمكن أنه يرى الإنسان ربه في المنام ، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة ؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى / 11 فليس يشبهه شيء من مخلوقاته ، لكن قد يرى في النوم أنه يكلمه ربه ، ومهما رأى من الصور فليست هي الله جل وعلا ؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، فلا شبيه له ولا كفو له .
وذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله في هذا أن الأحوال تختلف بحسب حال العبد الرائي ، وكل ما كان الرائي من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحة ، لكن على غير الكيفية التي يراها ، أو الصفة التي يراها ؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى .
ويمكن أن يسمع صوتا ويقال له كذا وافعل كذا ، ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئا من المخلوقات ؛ لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه في المنام ، من حديث معاذ رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه ، وجاء في عدة طرق أنه رأى ربه ، وأنه سبحانه وتعالى وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه ، وقد ألف في ذلك الحافظ ابن رجب رسالة سماها : " اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى " وهذا يدل على أن الأنبياء قد يرون ربهم في النوم ، فأما رؤية الرب في الدنيا بالعيان فلا .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يرى أحد ربه حتى يموت ، أخرجه مسلم في صحيحه . ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال : ( رأيت نورا ) وفي لفظ ( نور أنى أراه ) رواهما مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن ذلك فأخبرت أنه لا يراه أحد في الدنيا ؛ لأن رؤية الله في الجنة هي أعلى نعيم المؤمنين ، فهي لا تحصل إلا لأهل الجنة ولأهل الإيمان في الدار الآخرة ، وهكذا المؤمنون في موقف يوم القيامة ، والدنيا دار الابتلاء والامتحان ودار الخبيثين والطيبين ، فهي مشتركة فليست محلا للرؤية ؛ لأن الرؤية أعظم نعيم للرائي فادخرها الله لعباده المؤمنين في دار الكرامة وفي يوم القيامة ، وأما الرؤيا في النوم التي يدعيها الكثير من الناس فهي تختلف بحسب الرائي - كما قال شيخ الإسلام رحمه الله - بحسب صلاحهم وتقواهم ؛ وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك ، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم ، كما روي أنه تخيل لعبد القادر الجيلاني على عرش فوق الماء ، وقال أنا ربك وقد وضعت عنك التكاليف ، فقال الشيخ عبد القادر : اخسأ يا عدو الله لست بربي ؛ لأن أوامر ربي لا تسقط عن المكلفين ، أو كما قال رحمه الله ، والمقصود أن رؤية الله عز وجل يقظة لا تحصل في الدنيا لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما تقدم في حديث أبي ذر ، وكما دل على ذلك قوله سبحانه لموسى عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه الرؤية . قال له : ( لَنْ تَرَانِي ... الآية ) الأعراف / 143 ، لكن قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق ، كما تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه ، وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه وإنما رأى شيطانا ، فلو رآه وقال له : لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف ، أو قال ما عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان أو ما عليك بر والديك أو قال لا حرج عليك في أن تأكل الربا . . . فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه . أما عن رؤية الإمام أحمد لربه لا أعرف صحتها ، وقد قيل : إنه رأى ربه ، ولكني لا أعلم صحة ذلك .
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 6/367
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
السؤال
حدث أني رأيت في منامي محمَّداً صلى الله عليه وسلم ، لكنه كان في صورة فتى أو صغير، وبالطبع فإن صورته لم تكن تشابه ما قرأته عن صفاته صلى الله عليه وسلم ، لكني أتمنى أن الذي رأيته في المنام هو النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وذلك لأني سألته صلى الله عليه وسلم: "هل أنت (حقّاً) محمد صلى الله عليه وسلم؟ " ، فقال صلى الله عليه وسلم : "نعم" ، فمن يمكنه أن يقول ذلك عن نفسه غيره هو صلى الله عليه وسلم ؟
وفي المرة الثانية ، كان هناك صوت مثل الأيام القديمة ، عندما يأتي شخص إلى قصر الملك ، وقال الصوت : " محمد صلى الله عليه وسلم ! " وأتى رجال في غاية الوسامة ، أعمارهم بين 40 إلى 45، وأروني ورقة ، وانتهى الحلم بهذا .
فكيف أعرف ما إذا كان الذي رأيته في المنامين هو النبي صلى الله عليه وسلم ؟ .
الجواب
الحمد لله
أولاً :
ليُعلم أنه يمكن أن يرى الإنسانُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام ، وأن الشيطان لا يتمثَّل بصورة النبي صلى الله عليه وسلم ، لكنه لا يتمثَّل بصورته الحقيقيَّة ، أما في صورةٍ أخرى فيمكن للشيطان أن يأتي ويزعم أنَّه النبي صلى الله عليه وسلم .
عن أبي هريرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " مَن رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، ولا يتمثل الشيطان بي " .
رواه البخاري ( 6592 ) ومسلم ( 2266 ) .
زاد البخاري : قال ابن سيرين إذا رآه في صورته .
وفي رواية عند أحمد ( 3400 ) : " فإن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي " .
قال الحافظ ابن حجر :
وقد رويناه موصولاً من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي عن سليمان بن حرب - وهو من شيوخ البخاري - عن حماد بن زيد عن أيوب قال : كان محمَّد - يعني : ابن سيرين - إذا قصَّ عليه رجلٌ أنَّه رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : صِف لي الذي رأيتَه ، فإن وَصف له صفةً لا يعرفها قال : لم تره ، وسنده صحيح ، ووجدتُ له ما يؤيِّده فأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب حدثني أبي قال : قلتُ لابن عباس رأيتُ النَّبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، قال : صِفه لي ، قال ذكرتُ الحسن بن علي فشبَّهتُه به ، قال : قد رأيتَه ، وسنده جيد .
" فتح الباري " ( 12 / 383 ، 384 ) .
وأما من يقول إنه صلى الله عليه وسلم يأتي بكل صورة ، ويستدل على ذلك بما أخرجه ابن أبي عاصم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن رآني في المنام فقد رآني فإنِّي أُرى في كل صورة " : فحديث ضعيف .
قال الحافظ ابن حجر :
وفي سنده صالح مولى التوأمة ، وهو ضعيف ؛ لاختلاطه ، وهو مِن رواية مَن سمع منه بعد الاختلاط .
" فتح الباري " ( 12 / 384 ) .
ثانياً :
وما جاء في السؤال من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وهو فتى أو صغير : فممكن لكن بالشرط السابق وهو أن تكون هي صورته في سنِّه ذاك .
قال الحافظ ابن حجر :
وقوله " لا يستطيع " يشير إلى أن الله تعالى وإن أمكنه مِن التصور في أي صورة أراد ؛ فإنه لم يمكنه من التصور في صورة النَّبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ذهب إلى هذا جماعة ، فقالوا في الحديث : إن محل ذلك إذا رآه الرائي على صورته التي كان عليها .
ومنهم مَن ضيَّق الغرض في ذلك حتى قال : لا بدَّ أن يراه على صورته التي قبض عليها حتى يعتبر عدد الشعرات البيض التي لم تبلغ عشرين شعرة .
والصواب : التعميم في جميع حالاته بشرط أن تكون صورته الحقيقية في وقت ما ، سواء كان في شبابه أو رجوليته أو كهوليته أو آخر عمره .
" فتح الباري " ( 12 / 386 ) .
ثالثاً :
وإذا تبين هذا فإنه يمكن أن يأتي الشيطان للإنسان في منامه ويدَّعي أنه النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء على غير صفته الحقيقية التي خلقه الله عليها في جميع مراحل حياته .
ووجود صوت مثل الأصوات القديمة أو وجود رجال وسيمين أو وجود من يقول " محمد صلى الله عليه وسلم " : فكل ذلك ليس له علاقة برؤية النبي صلى الله عليه وسلم على الحقيقة .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بعد أداء الحج هل يضمن المسلم غفران ذنوبه أم يبقى خائفاً قلقاً ؟
السؤال :
هناك حديث يقول : بأنك لو أديت الحج بطريقة صحيحة فستعود كما ولدتك أمك عاريا من كل خطيئة ، ولله الحمد قد أديت فريضة الحج ، وإن شاء الله هي صحيحة ، و لكن من وقت لآخر وأثناء الصلاة أتذكر خطاياي التي ارتكبتها من قبل الحج ، وأشعر بالضيق الشديد والخوف ، وأسأل الله العفو والمغفرة ، فهل ينبغي علي أن أكون دائماً في تأنيب للضمير ، أم يجب علي أن أكون متفائلاً بأن الله سيغفر لي ، ولا أحاول أن أتذكر تلك الخطايا ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ) .
رواه البخاري ( 1449 ) ومسلم ( 1350 ) .
وننبه هنا إلى أمرين :
الأول : أن هذا هو جزاء الحج المبرور ، فمن حج بمال حرام ، أو كان حجه غير خالص لله تعالى أو حصل منه رفث أو فسوق لم يكن حجه مبروراً ولم يرجع كيوم ولدته أمه .
قال ابن عبد البر – رحمه الله - :
وأما الحج المبرور : فقيل : هو الذي لا رياء فيه ولا سمعة ، ولا رفث فيه ولا فسوق ، ويكون بمال حلال .
" التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " ( 22 / 39 ) .
وقال بعض أهل العلم إن الحج المبرور هو المقبول وعلامة قبوله أن لا يعاود العبد معصية ربه تعالى ، وأن يرجع الحقوق إلى أهلها .
وانظري جواب السؤال رقم ( 26242 ) .
الثاني : أن الحج لا يسقط الحقوق الواجبة كالكفارات والديون ، كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم ( 138630 ) .
ثانياً:
المسلم الذي يكرمه ربه تعالى بأداء مناسك الحج ينبغي أن يكون خائفاً أن لا يكون قد قُبِل منه عمله ، وليس هذا من أجل أن يصير قانطاً من رحمة ربِّه تعالى بل حتى لا يصيبه الغرور ، وحتى يُقبل على ربِّه عز وجل بدعاء صادق أن يتقبل منه ويقبل عليه بعمل صالح يزيد في ميزانه يوم يلقى ربَّه تعالى ، قال الله سبحانه وتعالى – في وصف المؤمنين – ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) المؤمنون/ 60 ، 61 .
عن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) المؤمنون/ 60 ] قَالَتْ عَائِشَةُ : أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ ؟ قَالَ : لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ ، وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ) .
رواه الترمذي ( 3175 ) وابن ماجه ( 4198 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".
فهذا الخوف من أولئك المؤمنين لم يجعلهم في قنوط من رحمة ربهم ، بل لقد جمعوا معه الرجاء بربهم وحسن الظن به عز وجل أن يثيبهم وأن يُكرمهم ، وإنما دفع أولئك الأولياء المؤمنين للخوف من عدم قبول أعمالهم أمران : سوء ظنهم بأنفسهم أن لا يكونوا أحسنوا العمل ، وعظيم محبتهم لربهم عز وجل .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
فإذا خاف – يعني : المؤمن - فهو بالاعتذار أولى ، والحامل له على هذا الاعتذار أمران : أحدهما : شهود تقصيره ونقصانه ، والثاني : صدق محبته ؛ فإن المحب الصادق يتقرب إلى محبوبه بغاية إمكانه وهو معتذر إليه مستحٍ منه أن يواجهه بما واجهه به وهو يرى أن قدره فوقه وأجل منه ، وهذا مشاهد في محبة المخلوقين .
" مدارج السالكين " ( 2 / 325 ) .
والخلاصة :
أن الواجب عليك أن تجمعي بين الأمرين ، لا تتركي واحدا منهم :
الأول : ألا تستعظمي ذنوبك في مقابل مغفرة الله تعالى ورحمته ، وإنما خوف المؤمن من تقصيره في التوبة وتقصيره في الطاعة التي تكفر الذنوب ، فاجعلي خوفك هذا دافعاً لك للمزيد من الطاعات ولسؤال الله عز وجل بصدق أن يتقبل منك ويجعلك من المقربين ، واحذري أشد الحذر من القنوط من رحمة ربك عز وجل .
الثاني : حسن الظن بالله جل جلاله ، والطمع في عفوه ومنه وكرمه ورحمته التي وسعت كل شيء ؛ فما دمت على استقامة من أمر ربك ، وتعظيم لشرعه ، ومسارعة في طاعته : فليكن مع ذلك دوماً حسن الظن به عز وجل أن يتقبلها منك ويثيبك عليها .
قال الحافظ ابن حجر – في شرح الحديث القدسي المتفق عليه ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ) - :
وقال القرطبي في " المفهم " : قيل : معنى " ظن عبدي بي " ظن الإجابة عند الدعاء ، وظن القبول عند التوبة ، وظن المغفرة عند الاستغفار ، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكاً بصادق وعده , وقال ويؤيده قوله في الحديث الآخر: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)
قال : ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقناً بأن الله يقبله ويغفر له ، لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد ، فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها ، وأنها لا تنفعه : فهذا هو اليأس من رحمة الله ، وهو من الكبائر , ومن مات على ذلك وُكِلَ إلى ما ظن كما في بعض طرق الحديث المذكور " فليظن بي عبدي ما شاء " قال : وأما ظن المغفرة مع الإصرار فذلك محض الجهل والغِرَّة ، وهو يجر إلى مذهب المرجئة .
" فتح الباري " ( 13 / 386 ) .
نسأل الله أن يتقبل منك عملك الصالح ، وأن يجعل حجك مبرورا ، وأن يثيبك عليه خير الثواب وأجزله وأحسنه .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل يجب تذكر جميع الذنوب عند التوبة
السؤال:
هل يلزم التائب من الشرك أن يتذكر كل ما وقع فيه من الشرك ليتوب منه ، أم إن ذلك من وسوسة الشيطان للتنفير من التوبة والدخول في الإسلام ؟ أم إن الشهادتين تكفيان للدخول فيه ؟
الجواب :
الحمد لله
من وقع في أنواع من الشرك أو غيره من الذنوب فلا يلزم أن يتذكرها كلها بأنواعها ، بل يكفيه أن يخلص لله تعالى في توبة عامة جامعة لشروط قبولها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى" (5/281) : " مَنْ تَابَ تَوْبَةً عَامَّةً كَانَتْ هَذِهِ التَّوْبَةُ مُقْتَضِيَةً لِغُفْرَانِ الذُّنُوبِ كُلِّهَا ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَحْضِرْ أَعْيَانَ الذُّنُوبِ ، إلَّا أَنْ يُعَارِضَ هَذَا الْعَامَّ مُعَارِضٌ يُوجِبُ التَّخْصِيصَ ، مِثْلُ أَنْ يَكُونَ بَعْضُ الذُّنُوبِ لَوْ اسْتَحْضَرَهُ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ ؛ لِقُوَّةِ إرَادَتِهِ إيَّاهُ أَوْ لِاعْتِقَادِهِ أَنَّهُ حَسَنٌ لَيْسَ بِقَبِيحٍ ، فَمَا كَانَ لَوْ اسْتَحْضَرَهُ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ لَمْ يَدْخُلْ فِي التَّوْبَةِ ، وَأَمَّا مَا كَانَ لَوْ حَضَرَ بِعَيْنِهِ لَكَانَ مِمَّا يَتُوبُ مِنْهُ فَإِنَّ التَّوْبَةَ الْعَامَّةَ شَامِلَتُهُ " انتهى.
وقال الإمام ابن القيم في "مدارج السالكين" (1/283) : " المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور ولا يجوز تأخيرها ، فمتى أخرها عصى بالتأخير ، فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى ، وهي توبته من تأخير التوبة ، وقل أن تخطر هذه ببال التائب ، بل عنده أنه إذا تاب من الذنب لم يبق عليه شيء آخر ، وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة ، ولا ينجي من هذا إلا توبة عامة ، مما يعلم من ذنوبه ومما لا يعلم ، فإن ما لا يعلمه العبد من ذنوبه أكثر مما يعلمه ، ولا ينفعه في عدم المؤاخذة بها جهله إذا كان متمكنا من العلم ، فإنه عاص بترك العلم والعمل ، فالمعصية في حقه أشد ، وفي صحيح ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( الشِّرْكُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَكَيْفَ الْخَلَاصُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ ". فَهَذَا طَلَبُ الِاسْتِغْفَارِ مِمَّا يَعْلَمُهُ اللَّهُ أَنَّهُ ذَنْبٌ وَلَا يَعْلَمُهُ الْعَبْدُ ، وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو فِي صِلَاتِهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي ، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي ، وَخَطَأِي وَعَمْدِي ، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، أَنْتَ إِلَهِيٌّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ". وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ ، دِقَّهُ وَجِلَّهُ ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ "، فهذا التعميم وهذا الشمول لتأتي التوبة على ما علمه العبد من ذنوبه وما لم يعلمه " انتهى.
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ناقل الكفر ليس بكافر
السؤال:
في السنوات الخالية من التعليم الثانوي وفي مادة اللغة الفرنسية كان الأستاذ يأتي ببعض النصوص الأدبية الفرنسية لدراستها ، وهي تشتمل على بعض الأمور المناقضة للتوحيد ( الشرك الأكبر) عافانا الله ونجانا وإياكم من الوقوع فيه ، وكان يدرسها من الناحية الأدبية ، و الأستاذ مسلم ، وقال إن تلك العقائد نصرانيه ، ولما سألت أستاذ اللغة الإسلامية قال ما مضمونه : إن قارئ وراو الكفر ليس بكافر ، وإن كتاب الله مليء بتبيان متل تلك العقائد الفاسدة ، ونحن - ولله الحمد - نتبرأ من تلك العقائد ونعتقد بطلانها ، فهل ما قال أستاذ اللغة الإسلامية صحيح ، بأن من قرأ ذلك ليس بكافر ولا مشرك ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولا :
ما قاله أستاذك صحيح ؛ فناقل الكفر ليس بكافر ، ما دام أنه ينكر ذلك ويعتقد بطلانه ، ويتأكد هذا عندما ينقله للرد عليه وبيان بطلانه ونكارته ، كما هو كثير في القرآن المجيد من ذكر عقائد أهل الكفر وبيان فسادها ، وهذا أمر مستقر عند العلماء ، ومن أمثلة ذلك قول ابن الحاج القناوي في كتابه "حز الغلاصم في إفحام المخاصم" (ص32) أثناء حديثه عن إبطال عقيدة القدرية : " فقول الناس إذن كافة : ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، باطل. والصحيح على قولهم وسوء اعتقادهم أن يقول القائل : ما شاء إبليس كان وما شاء الله لم يكن . ونستغفر الله من تسطير هذه الكلمات ، ولكن حاكي الكفر ليس بكافر ، ولله الحمد على نعمة الإسلام والسنة " انتهى.
ولما حكى الذهبي في " تاريخ الإسلام " (14/278) شيئا من عقيدة وحدة الوجود في ترجمة ابن عربي الطائي صاحب "الفصوص" قال : " وذكر فصلا من هذا النمط ، تعالى الله عما يقول علوا كبيرا . أستغفر الله ، وحاكي الكفر ليس بكافر " انتهى.
وفي "ميزان الاعتدال" (4/162) عندما ترجم للمغيرة بن سعيد البجلي الرافضي الكذاب ، وذكر شيئا من شنائعه في وصف الله تعالى وتقدس ، قال : "وحاكي الكفر ليس بكافر، فإن الله تبارك وتعالى قص علينا في كتابه صريح كفر النصارى واليهود وفرعون ونمرود وغيرهم " انتهى.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين في "فتاوى نور على الدرب" عن صحة هذه العبارة " ناقل الكفر ليس بكافر " فقال : هذا صحيح ، أن ناقل الكفر ليس بكافر ، بمعنى أن الإنسان الذي يحكي قول الكفار لا يكفر ، وهذا أمرٌ معلوم لأهل العلم ، وحسب النظر أيضاً ؛ فإنك إذا قلت : قال فلانٌ إن الله ثالث ثلاثة ، أو ما أشبه ذلك . فإنه لا يعد ذلك كفراً منك لأنك إنما تحكي قول غيرك " انتهى.
ولمزيد الفائدة حول ناقل الكفر يمكن الاطلاع على جواب السؤال رقم : (132079) .
غير أنه يجب على المدرس إذا درس مثل هذه المواد الأدبية ألا يقتصر على مجرد ذلك ، وأن ناقل الكفر ليس بكافر ، بل لا بد أن يبين لتلاميذه أن هذا من الكفر المخالف لدين الإسلام ، كي لا يغتروا به ، أو يظنوا صوابه .
وأيضا : يحذر أن يكون في مثل هذا الكفر الذي ينقله شبهة قد يفتن بها بعض ضعفاء العلم والدين ، فلا يكفي النظر فقط إلى أصل المسألة الذي قدمناه ، بل يجب النظر أيضا إلى أثر نقل هذا الكفر في سامعه وقارئه ، وهل من الممكن أن يغتر به أولا .
وما استشهد به المدرس من نقل القرآن لكلام الكافرين وعقائدهم ، فنعم صحيح ، لكن طريقة القرآن في ذلك أعظم السبل وأبينها ، فهو ينقل الكفر ، ويبين ما فيه ، ويدل الناس على الهدى والصراط المستقيم .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب لدفع العين؟
السؤال :
هل يجوز أن يتبخر المحسود
بالشب من أجل دفع الحسد أو العين عنه
الجواب:
الحمد لله
علاج السحر أو العين يكون بالرقية الشرعية
، وقد سبق في الموقع بيان ذلك
كما في جواب السؤال رقم (11290) ، ورقم (11359)
أما العلاج بالتبخر بالشب أو الأعشاب ، فذلك لا يجوز
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء
هل يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق
وذلك من إصابة بالعين ؟
فأجابوا : "لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر ؛
لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها
وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن
والاستعانة بهم على الشفاء
وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها
مما ثبت في الأحاديث الصحيحة
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلم" انتهى
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان
الشيخ عبد الله بن قعود
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/212)
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حكم سب الميت
الســؤال :
والدي متوفى ووالدتي متزوجة من رجل آخر ،
وكــل فترة وأخرى تقول أمامنا ونحن ثلاث أخوات بنات :
الله لا يرحمه ، عمل وعمل، ونحن تقديرا لها لا نقول لها
شيئا ونحن متزوجات ، وهــي لديها (9) أولاد وبنات من
الرجل الآخر ، فما الحكم في هذا ،هل نرد عليها أو يعتبر
عقوقا لها ؟ وهو رحمه الله كان من خير الناس صلاة
وزكاة ، لكن كان يمنعها من الخروج إلا للضرورة .
الجـــــواب :
عــليكـــن مناصحة والدتكن وتحذيرها مـــن
السباب ، لا سيما للأموات ، فإنهم أفضوا إلى ما قدموا ،
فلا يذكرون إلا بخير ، ولا يجوز ذكر معايبهم ، وعلـــى
والدتكن تذكر ما سلف بينها وبين زوجها المتوفى ،فإن
الله يقول ( وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) البقرة237
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم"لا تسبوا الأموات إنهم
قد أفضوا إلى ما قدموا " أخرجه البخاري في صحيحه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله
وصحبه وسلم .
اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء
الشيخ بكر أبو زيد ،الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ،الشيخ عبدالله
بن غديان ، الشيخ عبدالعزيز بن باز ، الشيخ صالح الفوزان
كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المجموعة : 1 ، الجزء : 26 ، الصفحة : 66 ،
الفتوى : 18649
------ // ------
السؤال :
هل ذكر الأشخاص الموتى بما كانوا يعملون من
أعمال سيئة من ربا وغيره وانتقام الله منهم وذلك بــــأن
الله عــز وجــل يمهل للظالم ولا يهمل وذكرهم والاعتبار
بهم والتسخط عليهم هل ذكرهم بالاسم فيه من الغيبة
أو من الحرام ؟
الجــواب :
نعم ذكر الموتى بسوء أعمالهم قــد نهى عنــه
الرسول عليه الصلاة والسلام فقــــال ( لا تسبوا الأموات
فإنهم أفضوا إلى ما قدموا ) ولكــن يســـأل الله لهم العفو
والمغفرة فربما يستجاب دعاؤه لهم فيغفر الله لهم ويعفو
عنهم وأمــــا ذكـــر مساوئهم فتذكر لا على سبيل التعيين
فيقال مثلاً في التحذير عن الربا ألم تروا إلى قوم انتهكوا
محارم الله وصاروا يتعاملون في الربا ثم قد فارقوا الدنيا
ولم يدفن معهم شيء من أموالهم بل تركوها لغيـــرهـــم
فلغيرهم الغنم وعليهم الغرم وما أشبه ذلك مما يتعظ به
الأحياء وأما ذكر الإنسان بعينه فهذا لا يجوز .
المصدر : موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إهداء تلاوة القرآن الكريم للآخرين
السؤال :
في هذا الشهر العظيم، شهر القرآن الكريم هل يجوز أن أختم القرآن الكريم لوالدي،
علماً بأنهما أميان لا يقرآن ولا يكتبان؟ وهل يجوز أن أختم القرآن لشخص
يعرف القراءة والكتابة ولكن أريد إهداءه هذه الختمة؟ وهل يجوز لي أن أختم
القرآن لأكثر من شخص؟
الجواب
لم يرد في الكتاب العزيز ولا في السنة المطهرة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ولا عن صحابته الكرام ما يدل على شرعية إهداء تلاوة القرآن الكريم
للوالدين ولا لغيرهما، وإنما شرع الله قراءة القرآن للانتفاع به، والاستفادة منه،
وتدبر معانيه والعمل بذلك، قال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ
وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ[1]، وقال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ[2]،
وقال سبحانه: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ[3]، وقال نبينا عليه الصلاة
والسلام: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه))، ويقول صلى
الله عليه وسلم: ((إنه يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به
تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير
صواف تحاجان عن أصحابهما))، والمقصود أنه أنزل للعمل به وتدبره والتعبد
بتلاوته والإكثار من قراءته، لا لإهدائه للأموات أو غيرهم، ولا أعلم في إهدائه
للوالدين أو غيرهما أصلاً يعتمد عليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من
عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك
وقالوا: لا مانع من إهداء ثواب القرآن وغيره من الأعمال الصالحات، وقاسوا
ذلك على الصدقة والدعاء للأموات وغيرهم، ولكن الصواب هو القول الأول؛
للحديث المذكور، وما جاء في معناه، ولو كان إهداء التلاوة مشروعاً لفعله
السلف الصالح.
والعبادة لا يجوز فيها القياس؛ لأنها توقيفية لا تثبت إلا بنص
من كلام الله عز وجل أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم للحديث السابق
وما جاء في معناه.
أما الصدقة عن الأموات وغيرهم، والدعاء لهم، والحج عن الغير ممن قد حج عن نفسه،
وهكذا العمرة عن الغير ممن قد اعتمر عن نفسه، وهكذا قضاء الصوم عمن مات وعليه
صيام، فكل هذه العبادات قد صحت بها الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان
المحجوج عنه والمعتمر عنه ميتاً أو عاجزاً لهرم أو مرض لا يرجى برؤه، والله ولي التوفيق.
http://www.binbaz.org.sa/mat/2009
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
صلاة الاستخارة عن الغير
سؤال
هل يجوز أن أصلي صلاة الاستخارة لغيري، وأغيِّرصيغة الدعاء
بحيث يأتي على هذا النمط
"اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر هو خيرٌلها أو له
في دينه أو دنياها"، وهكذا؟
الجواب
لا أعلم في هذا دليلاً، إنما جاءت السنة فيمن أراد الشيء
(إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين
ثم يقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك )(1)
فالسنة لمن همَّ بالأمر وأشكل عليه يستخر هو
أما فلان يستخير لفلان لا أعلم له أصلاً
ولكن الرجل أو المرأة كلٌ منهم يستخير لنفسه
ويدعو بالدعاء الذي يعرف
إذا كان مع يعرف الدعاء الوارد في الحديث
يسأل ربه اللهم يسر لي الأصلح
اللهم اشرح صدري للأصلح للأحب إليك، لما فيه صلاحي
يدعو بالدعوات التي تناسبه والحمد لله.
(1 )
قال الإمام البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ
يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ
ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ
وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ
وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي
وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي
ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ
وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي
أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ
وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي
قَالَ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ "
صحيح البخاري - كتاب التهجد
باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى- رقم1113
المصدر: موقع الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/mat/15597
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية
السؤال
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عن قول بعض الناس إذا مات شخص (يا أيتها النفس
المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية )؟ .
الجواب
فأجاب بقوله: هذا لا يجوز أن يطلق على شخص بعينه ، لأن هذه شهادة بأنه من هذا الصنف .
المناهي اللفظية للشيخ بن عثيمين السؤال رقم 102
http://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_16992.shtml
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل قراءة القرآن بالعين قراءة؟
السؤال : هل قراءة القرآن بالعين يعتبر قراءة ويؤجر عليها؟ وهل يجوز لي ختم القرآن بهذه الطريقة؟ فأنا يحصل لي تدبر وفهم واستيعاب وتأثر أكبر عند القراءة بالعين ولا أستوعب إلا قليلاً جداً وأحياناً أبداً إذا قرأت بصوت أو بترتيل! فالمقصود من القرآن تدبره ... وهذه الحالة ليست فقط في قراءة القرآن بل حتى قراءة الكتب بل وفي الدراسة أيضا فأنا لا أستوعب المادة التي أدرسها إذا درستها بصوت ولكن يحصل عندي حفظ وفهم وتدبر أكثر عند الدراسة بدون صوت! فما توجيهك يا شيخ؟
الجواب :
الحمد لله
قراءة القرآن بالعين فقط دون تحريك اللسان لا تعتبر قراءة ، ولا يثاب عليها ثواب القراءة ، وإنما هي تدبر للقرآن ويؤجر عليها المسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" النَّاسَ فِي الذِّكْرِ أَرْبَعُ طَبَقَاتٍ : إحْدَاهَا : الذِّكْرُ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَهُوَ الْمَأْمُورُ بِهِ .
الثَّانِي : الذِّكْرُ بِالْقَلْبِ فَقَطْ ، فَإِنْ كَانَ مَعَ عَجْزِ اللِّسَانِ فَحَسَنٌ ، وَإِنْ كَانَ مَعَ قُدْرَتِهِ فَتَرْكٌ لِلْأَفْضَلِ .
الثَّالِثُ : الذِّكْرُ بِاللِّسَانِ فَقَطْ ، وَهُوَ كَوْنُ لِسَانِهِ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ .
الرَّابِعُ : عَدَمُ الْأَمْرَيْنِ وَهُوَ حَالُ الْخَاسِرِينَ " انتهى باختصار .
"مجموع الفتاوى" (10 / 566) .
فما تقومين به هو عمل صالح ، والأكمل منه أن تجمعي بين القراءة باللسان ، والتدبر بالقلب ، ولا يشترط لذلك الجهر بالقراءة ، بل يكفي تحريك اللسان ، ولو كان ذلك بدون صوت ، فاحرصي على ذلك حتى يكون ثوابك أعظم .
وينبغي التنبه إلى أن هذا التدبر لا يثاب عليه الإنسان ثواب القراءة ، فما رتب من الثواب على القراءة فلابد فيه من تحريك اللسان ، ولا يكون المسلم قد ختم القرآن قراءةً حتى يحرك لسانه بالقراءة ، ولهذا اتفق العلماء على أنه يجب على المصلي أن يحرك لسانه بقراءة القرآن وبالأذكار الواجبة ، فإن لم يفعل لم تصح صلاته .
قال في "مواهب الجليل" (1/317) :
" قَالَ ابْنِ الْحَاجِبِ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ : وَلَا يَجُوزُ إسْرَارٌ مِنْ غَيْرِ حَرَكَةِ لِسَانٍ ; لِأَنَّهُ إذَا لَمْ يُحَرِّكْ لِسَانَهُ لَمْ يَقْرَأْ وَإِنَّمَا فَكَّرَ" انتهى .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"يجب أن يحرك لسانه بالذكر والواجب في الصلاة من القراءة ونحوها مع القدرة" انتهى
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شراء برامج الحاسوب المنسوخة
عندنا في الجزائر البرامج التي تستعمل في جهاز الكمبيوتر نشتريها من الباعة ، ونعلم أن هذه النسخ التي نشتريها ليست أصلية ، ونعلم أن بيعها أو شراءها غير جائز ؛ لأنها محفوظة الحقوق ، وللعلم لا تصلنا النسخ الأصلية حتى نشتريها ، وغير متوفرة ، فهل عدم توفرها يجيز لنا شراء النسخ غير الأصلية ؟
الحمد لله
أولاً :
هذه المسألة هي جزء من مسألة كبيرة تسمى بـ " الملكية الفكرية " ، وهي من المسائل التي طال الحديث حولها شرعيّاً ، بل وحتى دوليّاً ؛ نظراً للأهمية التي تترتب عليها ، فهي تشمل الملكية الصناعية التي تحفظ حقوق براءات الاختراع والاكتشافات والأسماء الصناعية ، كما تشمل الملكية الأدبية والفنية التي تشمل حقوق التأليف والتصنيف .
والحقيقة أن مثل هذه المسائل النوازل تحتاج إلى دراسة شاملة لجميع الجوانب المتعلقة بها ، سواء كانت تشريعية أو تأصيلية أو اقتصادية أو غير ذلك ، فالأمر تتجاذبه أطراف مختلفة مؤثرة في الحكم ، فكان لا بد من الوقوف على هذه المؤثرات .
ونحن ننقل هنا فتاوى بعض الهيئات الشرعية المتخصصة في بحث هذه الأمور النوازل :
1. قرار المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .
" الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده ، سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، أمَّا بعد :
فإنَّ مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في دورته التاسعة ، المنعقدة بمبنى " رابطة العالم الإسلامي " في مكة المكرمة في الفترة من يوم السبت 12 رجب 1406هـ إلى يوم السبت 19 رجب 1406هـ ، قد نظر في موضوع حقوق التأليف لمؤلفي الكتب والبحوث والرسائل العلمية : هل هي حقوق ثابتة مملوكة لأصحابها ، وهل يجوز شرعاً الاعتياض عنها ، والتعاقد مع الناشرين عليها ، وهل يجوز لأحدٍ غير المؤلف أن ينشر كتبه وبحوثه ويبيعها دون إذنه ، على أنَّها مباحة لكلِّ أحدٍ ، أو لا يجوز ؟
وعرض على المجلس التقارير والدراسات التي هيأها في هذا الشأن بعض أعضاء المجلس ، وناقش المجلس أيضاً رأي بعض الباحثين المعاصرين ، من أنَّ المؤلِّف ليس له حقٌّ مالي مشروع فيما يؤلِّفه أو ينشره من كتب علمية ، بحجَّة أنَّ العلم لا يجوز شرعاً حجره عن الناس ، بل يجب على العلماء بذله ، ومن كتم علماً ألْجَمَهُ الله تعالى يوم القيامة بلجام من نارٍ ، فلكلِّ من وصل إلى يده بطريق مشروع نسخة من كتابٍ لأحد المؤلفين ، أن ينسخه كتابةً ، وأن ينشره ويتاجر بتمويل نشره ، وبيع نسخه كما يشاء ، وليس للمؤلف حقُّ منعه .
ونظر المجلس في الرأي المقابل ، وما نشر فيه عن حقوق الابتكار ، وما يسمى الملكية الأدبية والملكية الصناعية ، من أنَّ كل مؤلِّف لكتاب أو بحث أو عمل فنيٍّ أو مخترعٍ لآلة نافعة له الحق وحده في استثمار مؤلَّفه أو اختراعه ، نشراً وإنتاجاً وبيعاً ، وأن يتنازل عنه لمن شاء بعوض أو غيره ، وبالشروط التي يوافق عليها ، وليس لأحدٍ أن ينشر الكتاب المؤلَّف أو البحث المكتوب بدون إذن صاحبه ، ولا أن يُقَلِّد الاختراع ويتاجر به دون رضى مخترعه .
وانتهى المجلس بعد المناقشة المستفيضة إلى القرار التالي :
أولاً : إنَّ الكتب والبحوث قبل ابتكار طرق النشر بالمطابع التي تخرج منه الآلاف المؤلَّفة من النسخ ، حين لم يكن في الماضي وسيلة لنشر الكتاب إلاَّ الاستنساخ باليد ، وقد يقضي الناسخ سنوات في استنساخ كتابٍ كبير ليخرج منه نسخة واحدة ، كان الناسخ إذ ذاك يخدم العالم المؤلِّف حينما ينسخ بقلمه نسخة أو عدَّة نسخ لولاها لبقي الكتاب على نسخة المؤلِّف الأصلية معرَّضاً للضياع الأبدي إذا تلفت النسخة الأصلية ، فلم يكن نسخ الكتاب عدواناً على المؤلِّف ، واستثماراً من الناسخ لجهود غيره وعلمه ، بل بالعكس ، كان خدمة له ، وشهرة لعلمه ، وجهوده .
ثانياً : أمَّا بعد ظهور المطابع فقد أصبح الأمر معكوساً تماماً ، فقد يقضي المؤلِّف معظم عمره في تأليف كتاب نافعٍ ، وينشره ليبيعه ، فيأخذ شخصٌ آخر نسخة منه فينشرها بالوسائل الحديثة طبعاً وتصويراً ، ويبيعه مزاحماً مؤلِّفَهُ ومنافساً له ، أو يوزِّعه مجاناً ليكسب بتوزيعه شهرة ، فيضيع تعب المؤلِّف وجهوده ، ومثل ذلك يقال في المخترع .
وهذا مما يثبط همم ذوي العلم والذكاء في التأليف والاختراع ، حيث يرون أنَّ جهودهم سينهبها سواهم متى ظهرت ونزلت الميدان ، ويتاجر بها منافساً لهم من لم يبذل شيئاً مما بذلوه هم في التأليف أو الابتكار .
فقد تغيَّر الوضع بتغيُّر الزمن وظهور المستجدات فيه ، مما له التأثير الأساسي بين ما كان وما صار ، مما يوجب نظراً جديداً يحفظ لكل ذي جهد جهده وحقَّه .
فيجب أن يعتبر للمؤلِّف والمُخْتَرِعِ حقٌّ فيما ألَّف أو ابتكر ، وهذا الحقُّ هو ملك له شرعاً ، لا يجوز لأحدٍ أن يسطو عليه دون إذنه ، وذلك بشرط أن يكون الكتاب أو البحث ليس فيه دعوة إلى منكر شرعاً ، أو بدعة أو أيِّ ضلالة تنافي شريعة الإسلام ، وإلاَّ فإنَّه حينئذٍ يجب إتلافه ، ولا يجوز نشره .
وكذلك ليس للناشر الذي يتَّفق معه المؤلِّف ولا لغيره تعديل شيءٍ في مضمون الكتاب ، أو تغيير شيءٍ دون موافقة المؤلِّف ، وهذا الحقُّ يورَث عن صاحبه ، ويتقيَّد بما تقيِّده به المعاهدات الدولية والنظم والأعراف التي لا تخالف الشريعة ، والتي تنظِّم هذا الحق وتحدِّده بعد وفاة صاحبه تنظيماً وجمعاً بين حقِّه الخاصِّ والحقِّ العامِّ ؛ لأنَّ كل مؤلِّف أو مخترعٍ يستعين بأفكار ونتاج من سبقوه ، ولو في المعلومات العامة ، والوسائل القائمة قبله .
أمَّا المؤلِّف أو المخترع الذي يكون مستأجراً من إحدى دور النشر ليؤلِّف لها كتاباً ، أو من إحدى المؤسسات ليخترع لها شيئاً لغاية ما : فإنَّ ما ينتجه يكون من حقِّ الجهة المستأجرة له ، ويتبع في حقِّه الشروط المتَّفق عليها بينهما ، مما تقبله قواعد التعاقد .
والله ولي التوفيق ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه " انتهى .
نقلا عن " فقه النوازل " للدكتور محمد بن حسين الجيزاني ( 3 / 127 – 129 ) .
2. قرار مجمع الفقه الإسلامي بجدة ، التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي .
جاء في " قرارات وتوصيات مجمع الفقه الإسلامي " ( 94 ) ما يلي :
إنَّ مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره الخامس بالكويت ، من 1 إلى 6 جمادى الأولى 1409هـ ( الموافق 10 إلى 15 كانون الأول (ديسمبر) 1988م ، بعد اطلاعه على البحوث المقدَّمة من الأعضاء والخبراء في موضوع ( الحقوق المعنوية ) ، واستماعه للمناقشات التي دارت حوله ، قرَّر ما يلي :
أولاً : الاسم التجاري ، والعنوان التجاري ، والعلامة التجارية ، والتأليف والاختراع أو الابتكار هي حقوق خاصَّةٌ لأصحابها ، أصبح لها في العرف المعاصر قيمة مالية معتبرة لتموُّل الناس لها ، وهذه الحقوق يعتدُّ بها شرعاً ، فلا يجوز الاعتداء عليها .
ثانياً : يجوز التصرُّف في الاسم التجاري أو العنوان التجاري أو العلامة التجارية ، ونقل أيٍّ منها بعوض ماليٍّ إذا انتفى الغرر والتدليس والغش ، باعتبار أنَّ ذلك أصبح حقَّاً ماليّاً .
ثالثاً : حقوق التأليف والاختراع أو الابتكار مصونة شرعاً ، ولأصحابها حقُّ التصرُّف فيها ، ولا يجوز الاعتداء عليها ، والله أعلم " انتهى .
3. قرار اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية .
سئل علماء " اللجنة الدائمة " ( 13 / 188 ) ما يلي :
أعمل في مجال الحاسب الآلي ، ومنذ أن بدأت العمل في هذا المجال أقوم بنسخ البرامج للعمل عليها ، ويتم ذلك دون أن أشتري النسخ الأصلية لهذه البرامج ، علمًا بأنه توجد على هذه البرامج عبارات تحذيرية من النسخ ، مؤداها : أن حقوق النسخ محفوظة ، تشبه عبارة ( حقوق الطبع محفوظة ) الموجودة على بعض الكتب ، وقد يكون صاحب البرنامج مسلمًا أو كافرًا ، وسؤالي هو : هل يجوز النسخ بهذه الطريقة أم لا ؟ .
فأجابوا :
" لا يجوز نسخ البرامج التي يمنع أصحابها نسخها ، إلا بإذنهم ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( المسلمون على شروطهم ) ؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفسه ) ؛ وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من سبق إلى مباح فهو أحق به ) ، سواء كان صاحب هذه البرامج مسلماً أو كافراً غير حربي ؛ لأن حق الكافر غير الحربي محترم كحق المسلم ، وبالله التوفيق " انتهى .
وبناء على ما سبق فلا يجوز لأحد أن ينسخ شيئاً مما حُفظت حقوق نسخه لأصحابه ، كما لا يجوز شراء شيء مما نُسخ من هذه البرامج من غير إذن أصحابها ، ومع سهولة وسائل الاتصال اليوم لم يعد هناك ما يصعب تحصيله وشراؤه ، فالبرامج الأصلية موجودة ولا بد في الوكالات الرسمية لأصحاب تلك الشركات ، كما أنها موجودة في مواقع الشركات نفسها على الإنترنت ، ويمكن بكل سهولة شراؤها وتحصيلها من تلك الأماكن .
ثانياً :
يرى بعض علمائنا المحققين حرمة هذا الأمر إذا كان بقصد التجارة ، وأما من اقتنى نسخة لنفسه : فالأمر جائز ، وهو قول وسط بين المانعين بالكلية ، والمبيحين بالكلية .
وقد سبق في جواب السؤال رقم ( 21927 ) إجابة مختصرة لهذه المسألة عن الشيخ سعد الحميِّد ، فيها التفصيل التالي :
" نسخ كتاب أو قرص بغرض المتاجرة ومضارّة صاحبه الأصلي : لا يجوز ، أما إذا نسخ الإنسان نسخة واحدة لنفسه : فنرجو ألا يكون بذلك بأس ، وتركه أولى وأحسن " انتهى .
وهذه فتوى للشيخ ابن عثيمين موافقه لها :
السؤال : فضيلة الشيخ ! هل يجوز نسخ برامج الحاسب الآلي مع أن الشركات تمنع ذلك والنظام ؟ وهل يعتبر ذلك احتكاراً وهي تباع بأسعار غالية ، وإذا نسخت تباع بأسعار رخيصة ؟ .
فأجاب :
القرآن ؟ .
السائل : برامج الحاسب الآلي عموماً .
الشيخ : القرآن ؟ .
السائل : القرآن ، وغير القرآن ، والحديث ، وبرامج أخرى كثيرة .
الشيخ : يعني : ما سجل فيه ؟ .
السائل : ما سجل في الأقراص .
الشيخ : أما إذا كانت الدولة مانعة : فهذا لا يجوز ؛ لأن الله أمر بطاعة ولاة الأمور ، إلا في معصية الله ، والامتناع من تسجيلها ليس من معصية الله ، وأما من جهة الشركات : فالذي أرى أن الإنسان إذا نسخها لنفسه فقط : فلا بأس ، وأما إذا نسخها للتجارة : فهذا لا يجوز ؛ لأن فيه ضرراً على الآخرين ، يشبه البيع على بيع المسلم ؛ لأنهم إذا صاروا يبيعونه بمائة ونسختَه أنت وبعته بخمسين : هذا بيع على بيع أخيك .
السائل : وهل يجوز أن أشتريها بخمسين من أصحاب المحلات وهو منسوخ .
الشيخ : لا يجوز ، إلا إذا قدم لك أنه مأذون له ، وأما إذا لم يقدم : فهذا تشجيع على الإثم والعدوان .
السائل : إذا لم يؤذن له هو - جزاك الله خيراً - ؟ .
الشيخ : وإذا كنت أيضاً لا تدري ، أحياناً الإنسان لا يدري يقف على هذا المعرض ويشتري وهو لا يدري ، هذا لا بأس به ، الذي لا يدري ليس عليه شيء .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 178 / السؤال رقم 6 ) .
ولمزيد من الفائدة راجع جواب السؤال رقم (52903) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لمن تكتب أعمال الطفل الذي لم يبلغ ؟
هل أعمال الطفل الذي لم يبلغ - من صلاة وحج وتلاوة تُحسب كلها لوالديه أم تحسب له هو ؟
الحمد لله
أعمال الصبي الذي لم يبلغ - والمقصود أعماله الصالحة - أجرها له هو لا لوالده ولا لغيره ولكن يؤجر والده على تعليمه إياه وتوجيهه إلى الخير وإعانته عليه لما في صحيح مسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : رَفَعَتْ امْرَأَةٌ صَبِيًّا لَهَا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِهَذَا حَجٌّ قَالَ نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ . رواه مسلم 2378
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الحج للصبي ، وأن أمه مأجورة على حجّها به .
وهكذا غير الوالد له أجر على ما يفعله من الخير كتعليم من لديه من الأيتام والأقارب والخدم وغيرهم من الناس لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ . " رواه مسلم في صحيحه 3509 .. ولأن ذلك من التعاون على البر والتقوى والله سبحانه يثيب على ذلك .
فتاوى إسلامية لابن عثيمين /526
الاسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله بوركاته
لكل إنسان قرين من الجن فما دوره؟
لكل إنسان قرين من الجن
هل هناك في الإسلام شيء يسمى القرين ؟ أود أن أعرف ما إذا كان هناك قرين لي .
ماذا يقول الإسلام عن هذا أم أنه لا يوجد أصلاً ؟.
الحمد لله
نعم ، هناك ما يسمَّى القرين ، وقد جعله الله تعالى مع كلِّ أحدٍ من الناس ، وهو الذي يدفع صاحبه للشر والمعصية ، باستثناء النبي صلى الله عليه وسلم - كما سيأتي - .
قال الله تعالى : ( قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ . قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ . مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ) ق/27-29 .
قال ابن كثير :
{ قَالَ قَرِينُهُ } قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وقتادة وغيرهم : هو الشيطان الذي وُكِّل به .
{ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ } أي : يقول عن الإنسان الذي قد وافى القيامةَ كافراً يتبرأ منه شيطانه ، فيقول : { رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ } أي : ما أضللتُه .
{ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ } أي : بل كان هو في نفسه ضالاًّ قابلاً للباطل معانداً للحقِّ ، كما أخبر سبحانه وتعالى في الآية الأخرى في قوله { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ابراهيم/22 .
وقوله تبارك وتعالى { قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ } يقول الرب عز وجل للإنسي وقرينِه من الجن وذلك أنهما يختصمان بين يدي الحق تعالى فيقول الإنسي : يا رب هذا أضلَّني عن الذِّكر بعد إذ جاءني ، ويقول الشيطان { رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ } أي : عن منهج الحق .
فيقول الرب عز وجل لهما : { لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ } أي : عندي ، { وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ } أي : قد أعذرت إليكم على ألسنة الرسل ، وأنزلت الكتب ، وقامت عليكم الحجج والبينات والبراهين .
{ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ } قال مجاهد : يعني : قد قضيتُ ما أنا قاض .
{ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ } أي : لست أعذِّب أحداً بذنب أحدٍ ، ولكن لا أعذِّب أحداً إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه.
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 227 ) .
وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكِّل به قرينه من الجن" ، قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : "وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ."
وفي رواية : " … وقد وكِّل به قرينُه من الجنِّ وقرينُه من الملائكة " .
رواه مسلم ( 2814 ) .
وبوَّب عليه النووي بقوله : باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قريناً .
قال النووي :
" فأسلم " برفع الميم وفتحها ، وهما روايتان مشهورتان ، فمن رفع قال : معناه : أسلم أنا من شرِّه وفتنته ، ومَن فتح قال : إن القرين أسلم ، من الإسلام وصار مؤمناً لا يأمرني إلا بخير .
واختلفوا في الأرجح منهما فقال الخطابي : الصحيح المختار الرفع ، ورجح القاضي عياض الفتح ، وهو المختار ؛ لقوله : " فلا يأمرني إلا بخير " ، واختلفوا على رواية الفتح ، قيل : أسلم بمعنى استسلم وانقاد ، وقد جاء هكذا في غير صحيح مسلم " فاستسلم " ، وقيل : معناه صار مسلماً مؤمناً ، وهذا هو الظاهر ، قال القاضي : واعلم أن الأمَّة مجتمعة على عصمة النَّبي صلَّى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه .
وفي هذا الحديث : إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه ، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان .
" شرح مسلم " ( 17 / 157 ، 158 ) .
وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان أحدكم يصلِّي فلا يدع أحداً يمرُّ بين يديه ، فإن أبى فليقاتلْه فإن معه القرين " . رواه مسلم ( 506 ) .
قال الشوكاني :
قوله " فإن معه القرين " في القاموس : " القرين " : المقارن ، والصاحب ، والشيطان المقرون بالإنسان لا يفارقه ، وهو المراد هنا . " نيل الأوطار " ( 3 / 7 ) .
والله أعلم .
http://www.islamqa.com/ar/ref/26226
----------
هل يجوز أن أدعو لقريني من الجن بالإسلام
من المعلوم أن لكل واحد من بني آدم قريناً من الجن ، وذكر ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ليس منكم أحد إلا ومعه قرين من الجن ، فقالوا : وإياك يا رسول الله قال : وإياي ولكن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير " أو كما قال عليه الصلاة والسلام . هل يجوز أن ندعوا للجني القرين بأن يسلم ؟.
الحمد لله
الحديث الذي ذكرته حديث صحيح وقد رواه مسلم برقم (2714) وقد وقع الخلاف في معنى قوله (فأسلم) في هذا الحديث ، وذكر هذا الخلاف والترجيح فيه النووي في شرح هذا الحديث فقال : ( قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينه مِنْ الْجِنّ , قَالُوا : وَإِيَّاكَ ؟ قَالَ : وَإِيَّايَ إِلاَّ أَنَّ اللَّه أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرنِي إِلاَّ بِخَيْرٍ ) ( فَأَسْلَم ) بِرَفْعِ الْمِيم وَفَتْحهَا , وَهُمَا رِوَايَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فَمَنْ رَفَعَ قَالَ : مَعْنَاهُ : أَسْلَمُ أَنَا مِنْ شَرّه وَفِتْنَته , وَمَنْ فَتَحَ قَالَ : إِنَّ الْقَرِين أَسْلَمَ , مِنْ الإِسْلام وَصَارَ مُؤْمِنًا لَا يَأْمُرنِي إِلَّا بِخَيْرٍ , وَاخْتَلَفُوا فِي الأَرْجَح مِنْهُمَا فَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الصَّحِيح الْمُخْتَار الرَّفْع , وَرَجَّحَ الْقَاضِي عِيَاض , الْفَتْح وَهُوَ الْمُخْتَار , لِقَوْلِهِ : " فَلا يَأْمُرنِي إِلا بِخَيْرٍ " , وَاخْتَلَفُوا عَلَى رِوَايَة الْفَتْح , قِيلَ : أَسْلَمَ بِمَعْنَى اِسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ , وَقَدْ جَاءَ هَكَذَا فِي غَيْر صَحِيح مُسْلِم ( فَاسْتَسْلَمَ ) وَقِيلَ : مَعْنَاهُ صَارَ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا , وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر) .
وقال أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة 1/185 ( قيل أسلم أي آمن ، فيكون عليه السلام مختصا بإسلام قرينه وإيمانه ) ، وعلى هذا يكون إسلام القرين من خصائص النبي صلَّى الله عليه وسلَّم .
وعليه فإنه لا يشرع للمسلم أن يدعو الله بإسلام قرينه ؛ لأن هذا اعتداء في الدعاء بسؤال الله ما هو من خصائصه صلى الله عليه وسلَّم ، ولأن الصحابة وهم أحرص الناس على الخير وأقرب إليه منا لم يُنقل عنهم الدعاء والتوجه لله حتى يسلم قرناؤهم من الجن ، ولا استعانوا بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلَّم لما سمعوا منه ذلك الحديث ، فهذا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهم من هم من علو الهمة لم ينقل عنهم أنهم فعلوا ذلك ولا أبناؤهم ونحن يجب علينا اتباع هدي هؤلاء الصحابة الكرام لأنهم فهموا هذا الدين من مصدره وتعلموه مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم غضًّا طرياً ، ولا يجوز لنا اتباع غير سبيلهم قال تعالى : ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) النساء / 115 .
والحديث ورد في سياق تحذير الصحابة من فتنة القرين ، قال النووي : ( وَفِي هَذَا الْحَدِيث : إِشَارَة إِلَى التَّحْذِير مِنْ فِتْنَة الْقَرِين وَوَسْوَسَته وَإِغْوَائِهِ , فَأَعْلَمَنَا بِأَنَّهُ مَعَنَا لِنَحْتَرِز مِنْهُ بِحَسَبِ الإِمْكَان ) ، وهذا هو الواجب شرعا .
فيكفيك إذا ما دلنا الله تعالى عليه من الدعاء كقوله : ( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ) المؤمنون / 98،97
وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين في الصباح والمساء مع ما صح من أذكار عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك قراءة آية الكرسي قبل النوم والبسملة عند عمل أي شيء والاستعاذة كلما أحسست بوسوسة من الشيطان قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت / 36
أسأل الله أن يزيدك حرصاً على الخير وأن يحفظنا وإياك من الشيطان وهمزاته آمين .
http://www.islamqa.com/ar/ref/23415
----------
ما هي وظيفة القرين من الجن ؟ وهل له تأثير في الاستحاضة والمرور أمام المصلي ؟
السؤال: سمعنا عن " القرين " وأنه لا يتعدى الوسوسة ، ولكن هناك أثر كبير يبين دور " القرين " وتفلته بالأذى مثل الاستحاضة للصحابيات ، فلو كان بهنَّ مسٌّ أو عين لكان أوصاهن رسول الله وبيَّن أن بهن أذى من سحر أو مس ، ولكن اكتفى صلى الله عليه وسلم بأنها ركضة من الشيطان ، وأيضا الأثر " فإن معه القرين " ، وأيضاً الأثر لابن عمر عندما دخل إلى أهله وكانوا يضعون الخيط فوق عيونهم ، وأيضا الأثر في عمر بن الخطاب عندما كان يسحب الشيطان - وأظنه القرين - ثوبه حين صلاته ، لأن الشيطان المنفلت المنطلق لا يقرب ابن الخطاب رضي الله عنه . فما هو قولكم ، رحمكم الله وبارك الله فيكم ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
القرين هو الشيطان الموكَّل بكل إنسان لإغوائه وإضلاله ، وقد جاء ذكر ذلك في القرآن والسنَّة الصحيحة ، وقد سبق بيان ذلك في جوابي السؤالين ( 26226 ) و ( 23415 ) فلينظرا .
ثانياً:
الذي يتبين من النظر في أدلة الكتاب والسنَّة أن لا عمل للقرين إلا الوسوسة والإغواء والإضلال ، وبحسب قوة إيمان العبد يضعف كيد الشيطان القرين ، وأنه ليس هناك عمل حسي آخر للشيطان ، وتنتهي مهمة هذا القرين بموت المسلم ، ولا ندري عن مصيره بعدها .
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
ما هو القرين ؟ وهل يرافق الميت في قبره ؟ .
فأجاب :
القرين هو شيطان مسلَّط على الإنسان بإذن الله عز وجل ، يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف ، كما قال عز وجل : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَآءِ وَاللهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة 268 ، ولكن إذا منّ الله سبحانه وتعالى على العبد بقلب سليم صادق متجه إلى الله عز وجل مريد للآخرة ، مؤثر لها على الدنيا : فإن الله تعالى يعينه على هذا القرين حتى يعجز عن إغوائه .
ولذلك ينبغي للإنسان كلما نزغه من الشيطان نزع فليستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، كما أمر الله ، قال الله تعالى : ( وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .
والمراد بنزغ الشيطان : أن يأمرك بترك الطاعة ، أو يأمرك بفعل المعصية ، فإذا أحسست من نفسك الميل إلى ترك الطاعة : فهذا من الشيطان ، أو الميل إلى فعل المعصية : فهذا من الشيطان ، فبادر بالاستعاذة بالله منه : يعذك الله عز وجل .
وأما كون هذا القرين يمتد بأن يكون مع الإنسان في قبره : فلا ، فالظاهر - والله أعلم - بمجرد أن يموت الإنسان يفارقه ؛ لأن مهمته التي كان مسخراً لها قد انتهت ، إذ إن ( الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) – رواه مسلم - .
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 17 / 427 ، 428 ) ، ويراجع أصل الكلام في " فتاوى نور على الدرب " ( شريط رقم 315 ) .
ثالثاً:
لا يقتصر دور إبليس وجنوده مع بني آدم على وسوسة القرين التي سبق بيانها ، وإنما لإبليس أعوان آخرون ، يقومون بوظائف مختلفة ، وكل ما ذكر في السؤال من تصرفات لإبليس وجنده ، ليس فيها ما يدل على أنها من عمل القرين الخاص الموكل بكل شخص .
فالشيطان الذي يوسوس للإنسان في صلاته ليس هو القرين ، بل هو شيطان خاص لهذا الأمر ، وقد سمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم " خِنْزَب " – بفتح الخاء أو كسرها - ، وليس هو الذي يعقد على قافية المسلم قبل نومه ثلاث عُقَد – كما في الصحيحين - ، وليس هو الذي يبول في أذن من نام الليل كله حتى أصبح – كما في الصحيحين - ، وهكذا في مسائل كثيرة ، فكل أولئك جنود لإبليس – على الراجح - ابتلى الله تعالى بهم المسلمين ، وأمرهم بالاستعاذة منهم ، واتخاذهم أعداء ، وأما القرين فله الوسوسة والإغواء لا غير .
رابعاً:
وبناء على ما سبق ، يتبين لنا أن الاستحاضة ليست بالضرورة من فعل هذا القرين ، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر أنها من الشيطان .
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم سبب دم الاستحاضة بعدة أشياء ، وهي :
1. ( هَذَا عِرْقٌ ) رواه البخاري ( 321 ) ومسلم ( 334 ) من حديث عائشة رضي الله عنها.
2. ( هَذَا مِنْ الشَّيْطَانِ ) رواه أبو داود ( 296 ) من حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها ، والحديث صححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
3. ( رَكْضَةٌ مِنْ الشَّيْطَانِ أَوْ عِرْقٌ انْقَطَعَ أَوْ دَاءٌ عَرَضَ لَهَا ) رواه أحمد ( 45 / 602 ) من حديث عائشة رضي الله عنها ، والحديث صححه محققو المسند .
4. ( رَكْضَةٌ مِنْ الرَّحِمِ ) رواه النسائي ( 209 ) من حديث عائشة رضي الله عنها ، والحديث صححه الألباني في " صحيح النسائي " .
5. ( رَكْضَةٌ مِنْ الشَّيْطَانِ ) رواه الترمذي ( 128 ) وأبو داود ( 287 ) من حديث حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنها ، والحديث حسَّنه الألباني في " صحيح أبي داود " .
ولا تنافي بين الروايات ، فدم الاستحاضة يخرج من عرق انفجر في أدنى الرحم ، والمرأة المستحاضة يلبَّس عليها الأمر فتظنه حيضاً وتترك الصلاة ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم ( رَكضة من الشيطان ) وقوله ( هذا من الشيطان ) ليس فيه ما يدل على أنه من فعل القرين ؛ لما سبق بيانه من اختلاف الشياطين وأعمالهم .
مع أنه قد قيل : إن المراد به ما يحصل من تلبيس الشيطان بذلك ، لا أن نفس الدم من عمل الشيطان حقيقة .
ينظر : " شرح سنن أبي داود " ، للعيني ( 2 / 69 ) .
خامساً:
مما يصلح أن يكون من فعل القرين – احتمالاً قويّاً - هو ما ذكره الأخ السائل من دفع القرين للمقترن به ليمرَّ بين يدي المصلي ، فقد جاء النصٌّ الصحيح على هذا أنه من فعل القرين ، وهذا ليس خارجاً عمّا ذكرنا من أعمال القرين من الوسوسة والتزيين
والإغواء .
عن أَبِى سَعِيدٍ الخدْرِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شيء يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلْيَدْفَعْ فِى نَحْرِهِ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ ). رواه البخاري ( 3100 ) ومسلم ( 505 ) .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّى فَلاَ يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّ مَعَهُ الْقَرِينَ ) . رواه مسلم ( 506 ) .
قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :
وقد اختلف في معناه :
فقيل : المعنى : أن معه الشيطان المقترن به ، وهو يأمره بذلك ، وهو اختيار أبي حاتم ، وغيره ، ويدل عليه : حديث ابن عمر : ( فإن معه القرين ) .
وقيل : المراد : أن فعله هذا فعل الشيطان ، فهو بذلك من شياطين الإنس ، وهو اختيار الجوزجاني ، وغيره .
" فتح الباري " لابن رجب ( 2 / 676 ) .
والمراد بأبي حاتم في كلام ابن رجب : هو الإمام ابن حبَّان صاحب الصحيح ، فقد بوَّب على الحديث بقوله " ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ( فَإِنّمَا هُو شَيْطَان ) أراد به : أن معه شيطاناً يدله على ذلك الفعل ، لا أن المرء المسلم يكون شيطاناً .
" صحيح ابن حبان " ( 6 / 133 ) .
سادساً:
لم نقف على ما أورده الأخ السائل عن أن الشيطان كان يسحب ثوب عمر أثناء صلاته ، ولا نعلم لذلك أصلا ، فالله أعلم به .
وأما الذي دخل على أهله فوجدهم يضعون خيطا على أعينهم ، فليس هو ابن عمر ، كما ورد في السؤال ، وإنما القصة كانت لابن مسعود مع امرأته :
عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا جَاءَ مِنْ حَاجَةٍ فَانْتَهَى إِلَى الْبَابِ تَنَحْنَحَ وَبَزَقَ ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَهْجُمَ مِنَّا عَلَى شَيْءٍ يَكْرَهُهُ ، قَالَتْ : وَإِنَّهُ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَتَنَحْنَحَ ، وَعِنْدِي عَجُوزٌ تَرْقِينِي مِنْ الْحُمْرَةِ ، فَأَدْخَلْتُهَا تَحْتَ السَّرِيرِ ، فَدَخَلَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي ، فَرَأَى فِي عُنُقِي خَيْطًا ، قَالَ : مَا هَذَا الْخَيْطُ ؟ قَالَتْ : قُلْتُ خَيْطٌ أُرْقِيَ لِي فِيهِ . قَالَتْ : فَأَخَذَهُ فَقَطَعَهُ : ثُمَّ قَالَ : إِنَّ آلَ عَبْدِ اللَّهِ لَأَغْنِيَاءُ عَنْ الشِّرْكِ ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ ) .
قَالَتْ : فَقُلْتُ لَهُ : لِمَ تَقُولُ هَذَا ، وَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِيهَا وَكَانَ إِذَا رَقَاهَا سَكَنَتْ ؟!
قَالَ : إِنَّمَا ذَلِكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ ؛ كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ ، فَإِذَا رَقَيْتِهَا كَفَّ عَنْهَا ؛ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَذْهِبْ الْبَاسَ ، رَبَّ النَّاسِ ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي ، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ) .
رواه أحمد (6/110ط الرسالة ) واللفظ له ، وأبو داود (3883) وغيرهما ، وحسنه محققو المسند ، والشيخ الألباني في المشكاة وغيرها ، ثم إنه عاد فتوسع في تخريجه ، ورجح ضعفه في "السلسلة الصحيحة" (6/471ـ رقم2972) .
والقصة لا تخرج عما ذكرناه سابقا ، من أن مثل ذلك ، لا يلزم أن يكون من فعل القرين الخاص بكل امرئ ، وقد سبق الفرق بين "الشيطان" عموما ، والقرين .
وأما على القول بضعف القصة ، فلا مجال للبحث فيها من أصله .
http://www.islam-qa.com/ar/ref/149459
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:59 PM
فتاوي نسائية متعلقة بالوضوء والصلاة
هل يجوز الوضوء مع وجود المكياج على الوجه ؟.
الحمد لله
يشترط لصحة الوضوء إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة ، من شمع وعجين ومادة لاصقة ونحو ذلك ، حتى يتحقق المراد من غسل أعضاء الوضوء .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) المائدة/6 .
وقد ذكر في "الإنصاف" (1/144) : أن من شروط صحة الوضوء : إزالة ما يمنع وصول الماء إلى العضو .
وقال النووي في "المجموع" (1/492) : " إذا كان على بعض أعضائه شمع أو عجين أو حناء وأشباه ذلك فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو لم تصح طهارته سواء أكثر ذلك أم قل .
ولو بقي على اليد وغيرها أثر الحناء ولونه ، دون عينه ، أو أثر دهن مائع بحيث يمس الماء بشرة العضو ويجري عليها لكن لا يثبت : صحت طهارته " انتهى .
ويُعلم من هذا أن المكياج إذا أزيل قبل الوضوء ، أو بقي لونه فقط ، فإن الوضوء صحيح .
وعلى هذا ، فإذا كان المكياج يمنع وصول الماء إلى البشرة فلا يصح الوضوء ، وأما إذا كان مجرد لون أو كان يسيرا بحيث لا يمنع وصول الماء إلى البشرة فإن الوضوء صحيح .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 07:59 PM
فتاوي نسائية متعلقة بالوضوء والصلاة
هل هناك اختلاف بين النساء والرجال في كيفية أداء الصلاة ؟ .
الحمد لله
الأصل أنّ المرأة في جميع أحكام الدين مثل الرجل سواء بسواء لقوله صلى الله عليه وسلم :
" إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ " . رواه الإمام أحمد وصححه في صحيح الجامع 1983 ، إلا إذا دلّ الدليل على اختصاصهنّ بشيء ، ومما ذكره العلماء في هذا في موضوع الصلاة ما يلي :
- ليس على المرأة أذان و لا إقامة لأن الأذان شرع له رفع الصوت والمرأة لا يجوز لها رفع صوتها ، قال ابن قدامة رحمه الله : لا نعلم فيه خلافاً ( 1/438 المغني مع الشرح الكبير ) .
- كل المرأة عورة في الصلاة إلا وجهها ، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار " رواه الخمسة . وفي كعبها وقدميها خلاف . قال في المغني (2/328) . وأما سائر بدن المرأة الحُرَّة فيجب سترها في الصلاة وإن انكشفت منه شيء لم تصح صلاتها إلا أن يكون يسيراً وبهذا قال مالك والأوزاعي والشافعي .
- أنَّ المرأة تجمع نفسها في الركوع والسجود بدلاً من التجافي … لأنه أستر لها . المغني (2/258) .
وقال النووي قال الشافعي في المختصر ولا فرق بين الرجال و النساء في عمل الصلاة إلا أن المرأة يستحب لها أن تضم بعضها إلى بعض وأن تلصق بطنها بفخذيها في السجود كأستر ما تكون وأحب ذلك لها في الركوع وفي جميع الصلاة . انتهى ( انظر المجموع (3/429) .
- استحباب صلاة النساء جماعة بإمامة إحداهن لحديث : أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمّ ورقة أن تؤم أهل دارها . وفي المسألة خلاف بين العلماء فليراجع المغني (2/202) والمجموع النووي 4/84-85 وتجهر المرأة بالقراءة إذا لم يسمعها رجال غير محارم .
- يباح للنساء الخروج من البيوت للصلاة مع الرجال في المساجد وصلاتهن في بيوتهن خير لهن لقوله صلى الله عليه وسلم " لا تمنعوا النساء أن يخرجن إلى المساجد وبيوتهن خير لهن " ( لمزيد من التفاصيل في هذه المسألة يُراجع سؤال رقم 983 ) .
- وقال الإمام النووي رحمه الله في المجموع 3/455 : و يخالف النساء الرجال في صلاة الجماعة في أشياء :
1- لا تتأكد في حقهن كتأكدها في حق الرجال .
2- تقف إمامتهن وسطهن .
3- تقف واحدتهن خلف الرجل لا بجنبه بخلاف الرجل .
4- إذا صلين صفوفاً مع الرجال فآخر صفوفهن أفضل من أولها وفائدة مما سبق يُعلم تحريم الاختلاط انتهى . والله الموفق .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:01 PM
فتاوي نسائية متعلقة بالوضوء والصلاة
حكم تغطية المرأة قدميها في الصلاة
هل هناك دليل على وجوب تغطية المرأة لقديمها في الصلاة ؟.
الحمد لله
الواجب على المرأة الحرّة المكلفة ستر جميع بدنها في الصلاة ما عدا الوجه و الكفين لأنها عورة كلها ، فإن صلت و قد بدا شيء من عورتها كالساق والقدم والرأس أو بعضه لم تصح صلاتها لقول النبي صلى الله عليه و سلم : " لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار " رواه أحمد وأهل السنن إلا النسائي بإسناد صحيح .
و لما روى أبو داود عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنها سألت النبي عن المرأة تصلي في درع و خمار بغير إزار فقال : " المرأة عورة "
وأما الوجه فالسنّة كشفه في الصلاة ، إذا لم يكن هناك أجانب ، أما القدمان فالواجب سترهما عند جمهور أهل العلم ، وبعض أهل العلم يسامح في كشف القدمين ، ولكن الجمهور يرون المنع ، وأن الواجب سترهما ولهذا روى أبو داود عن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها سئلت عن المرأة تصلي في خمار وقميص ، قالت " لا بأس إذا كان الدرع يغطي قدميها " فستر القدمين أولى وأحوط بكل حال ، أما الكفان فأمرهما أوسع إن كشفتهما فلا بأس ، وإن سترتهما فلا بأس ، وبعض أهل العلم يرى أن سترهما أولى والله ولي التوفيق
فتاوى المرأة المسلمة للشيخ عبد العزيز بن باز ص: 57.
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قراءة الأذكار للجُنُبْ
أود أن أعرف عما إذا كان بإمكان الشخص الجنب أن يدعو الله ويذكر الله وبخاصة أذكار ما قبل النوم .
الحمد لله
يجوز للشخص إذا كان جُنُباً أن يدعو الله ويذْكُرَهُ ولوكانت أذكار النوم وغيرها ، لما جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه ) رواه مسلم /الحيض 558 ، قال بعض شرَّاحِ الحديث : الحديث مقرِّرٌ للأصل وهو ذكر الله تعالى على كل حال من الأحوال ، ولو كان مُحْدثاً أو جُنُبَاً والذكر بالتسبيح والتهليل والتكبيير والتحميد وشبهها من الأذكار جائز كل حين بإجماع المسلمين ، والذي يحرُمُ من الذكر تلاوة القرآن وهو بأن يقرأ آية فصاعداً سواءً كان ذلك من المصحف أو عن ظهر قلب , لأنه قد جاء النهي عن ذلك ، ولكن يستحب للجنب أن يغسل فرجه ويتوضأ إذا أراد النوم لما جاء في الحديث أن عمر رضي الله عنه قال يا رسول الله أينام أحدنا وهو جنب ؟ قال : ( نعم إذا توضأ ) رواه البخاري / الغسل 280
انظر الشرح الممتع لابن عثيمين 1/288 , توضيح الأحكام للبسام 1/250 , فتاوى إسلامية 1/232.
الشيخ محمد صالح المنجد
الاسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مخاطبة الأخوات لبعضهن في المنتديات بقول " غالية " و " غاليتي " وما يشبهها
السؤال : نحن مشرفات في إحدى المنتديات الإسلامية المختلطة ، وفي ردنا للأخوات ، سواء كان الرد عاديّاً ، أو كان في مجال الإقناع ، والمناقشة : نستخدم في الرد هذه العبارات " يا غالية " ، " غاليتي " ، بالإضافة إلى التعقيب ، والدعاء ، والسبب في هذا من وجهة نظرنا : احتواء الأخوات ، والأخذ بأيديهن لطريق الخير ، والاستقامة ، فلئن نحتويهن نحن الأخوات الموثوق فينا ولله الحمد : أفضل من أن يؤثر عليهن الرجال بألفاظهم المزخرفة , وقد نجحنا ولله الحمد في هذا كثيراً ، وأما في ردودنا للرجال : فتكون خالية من هذه الألفاظ تماماً ، بل يكون الرد بصيغة الجمع بُعداً عن الفتن ، وانتُقدتُ من بعض الأخوات الفاضلات بأن الرجال يرون هذه الألفاظ ، فينبغي تجنبها حتى لا يفتتن الرجال بها ، فانقسمنا ما بين مؤيد ، ومعارض .. فقلنا : الحل في هذا أن نستفتي ، فإن كان فيه محذور شرعي : فسمعنا ، وأطعنا ، وإن كان غير ذلك : فالأمر في هذا واسع ، فما رأيكم في هذا ؟ وما نصيحتكم لنا تجاه الأخوات ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
الدعوة إلى الله تعالى من أعظم الأعمال التي يحبها الله من عباده ، كما قال تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) فصلت/ 33 .
وطرق الدعوة متنوعة ، ومنها الدعوة من خلال الإنترنت , وقد نفع الله تعالى بها كثيراً ، ومن التزم بالضوابط الشرعية ، ونظَّم وقته : استفاد ، وأفاد ، ومن تهاون في الضوابط ، وأوغل في الدخول على هذه الشبكة العالمية : لم يسلم من فتنها الكثيرة ، والمتنوعة ، فلذا ونحن نشجعكنَّ على دعوة النساء : نوصيكنَّ بأنفسكنَّ خيراً ، وأن تعملن وفق منظومة واحدة ، ومجموعة متحدة ؛ لتحافظن على أنفسكن من فتن تلك الشبكة ، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .
ثانياً:
استعمال الكلمة الطيبة في مخاطبة الآخرين : من أخلاق الإسلام العظيمة ، وخاصة إن كان ذلك الاستعمال في الدعوة إلى الله ، كما قال تعالى : ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) الإسراء/ 53 .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
"يأمر تعالى رسولَه صلى الله عليه وسلم أن يأمر عبادَ الله المؤمنين : أن يقولوا في مخاطباتهم ، ومحاوراتهم ، الكلام الأحسن ، والكلمة الطيبة" .
" تفسير ابن كثير " ( 5 / 87 ) .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ) .
رواه البخاري ( 2734 ) ومسلم ( 1009 ) .
ومن شأن الإغلاظ في القول أن ينفِّر الداعية عنه ، وعن دعوته ، كما قال تعالى : ( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران/ 159 .
قال ابن كثير – رحمه الله :
"أي : لو كنت سيِّئَ الكلام ، قاسي القلب عليهم : لانفضوا عنك ، وتركوك ، ولكنَّ الله جمعهم عليك ، وألاَنَ جانبك لهم ؛ تأليفاً لقلوبهم ، كما قال عبد الله بن عمرو : إنه رأى صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة : أنه ليس بفَظٍّ ، ولا غليظ ، ولا سَخّاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ".
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 148 ) .
ثالثاً:
من الأحكام الشرعية المقررة في الشرع المطهر : عدم خضوع المرأة بالكلام ، ووجوب اجتناب كل ما يجر إلى الفتنة ، كما قال تعالى : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا ) الأحزاب/ 3 2 .
قال القرطبي - رحمه الله - :
"أمرهن الله أن يكون قولهن جزلاً ، وكلامهن فصلاً ، ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين ، كما كانت الحال عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال بترخيم الصوت ولينه ، مثل كلام المريبات ، والمومسات ، فنهاهن عن مثل هذا ".
" تفسير القرطبي " ( 14 / 177 , 178 ) .
وحيث إن ما تكتبه الأخوات في هذا المنتدى يطلع عليه الرجال، فينبغي تجنب الكلمات التي فيها خضوع والتي تدعو للفتنة ، ويمكن تقسيم الكلام المخاطب به أولئك الأخوات إلى ثلاث درجات :::::: ::::: :::::: ::::: ::::: ::::: :::::::: ::::: ::::::: :::::::: :
الأولى : كلمات ممنوع كتابتها ؛ لما فيها من الخضوع ، واللين ، في محضر الرجال ، كقول " حبيبتي " ، و " قلبي " ، وما يشبه ذلك .
والثانية : كلمات جائز كتابتها ، كقول " جزاك الله خيراً " ، و " وفقك ربي " ، وما يشبه ذلك من الأدعية ، وقول " أختي " ، و " صديقتي " ، وما يشبه ذلك من الكلمات .
والثالثة : كلمات بين المرتبتين ، كقول " عزيزة " ، و " عزيزتي " ، و " غالية " ، و " غاليتي " ، والذي يظهر جوازها.
والتأكيد على الاحتياط في الألفاظ : إنما هو بسبب وجود مرضى في عالم الأشباح – عالم الإنترنت - ، حتى إنهم ليتعلقون بأحبال الأوهام ، ويركضون خلف السراب ، ولو كان المنتدى خاصا بالنساء لما احتجتنا لهذا كله .
والنصيحة للأخوات أن يتقين الله تعالى ، وأن يحرصن على اجتناب كل ما يجر إلى الفتنة من قول ، أو فعل , وأن يتعاونَّ على الخير , والطاعة ، ونشر العلم , والله هو الموفق للصواب .
وينظر أجوبة الأسئلة : ( 34841 ) و ( 82196 ) و ( 102418 ) و ( 32693 ) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حكم الذهاب إلى ملاهي الأطفال وحكم اللعب بالتماثيل المجسمة لذوات الأرواح
السؤال:
ما حكم الذهاب إلى ملاهي الأطفال ؛ حيث إن الكثير من الألعاب يكون على هيئة حيوانات (حصان ، قرد) ، وبعض الألعاب يكون عليها تماثيل حيوانات أيضا كحلية فوق اللعبة . هل يدخل هذا في التماثيل المحرَّمة شرعاً ، وبناءً عليه لا يجوز الذهاب إلى الملاهي ؟ .
الجواب :
الحمد لله
الكلام في الذهاب إلى ملاهي الأطفال ، يكون من جهتين :
الأولى : ما في تلك الملاهي من منكرات ، كالاختلاط ، وتبرج النساء ، والموسيقى ، فإن كان هناك شيء من هذه المنكرات أو غيرها فلا يجوز الذهاب إليها .
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
يكثر ذهاب أولياء الأمور بأطفالهم إلى ما يسمَّى بـ " ملاهي الأطفال " ، وفيه من المخالفات الشرعية من تبرج بعض النساء ، والأطفال فيهم حرص شديد على الذهاب إلى هذه الملاهي ، فما الحكم الشرعي في الذهاب إلى هناك ؟ .
فأجاب :
" هذه الملاهي - كما ذكر أخونا السائل - فيها منكرات ، وإذا كان المكان فيه منكرات : فإن استطاع الإنسان أن يزيل هذه المنكرات : وجب عليه الحضور لإزالتها ، وإذا لم يستطع حرم عليه الحضور ، وحينئذٍ نقول : اخرج بأولادك إلى البرِّ ، وكفى ، وأما أن يؤتى بهم إلى هذه الملاهي ، وفيها الاختلاط ، وفيها السفهاء الذين يغازلون النساء ، وفيها الثياب التي لا يحل للمرأة لبسها : فإنه لا يحل أن يأتي إليها إلا إذا كان قادراً على إزالة المنكر " انتهى من " اللقاء الشهري " ( 75 / السؤال رقم 8 ) .
وسئل الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله :
يقوم بعض الآباء - هدانا الله وإياهم والمسلمين أجمعين - بالذهاب بأسرهم من أطفال ، وبنات كبار ، وصغار ، ونساء ، إلى بعض الأماكن المسماة بـ " الملاهي الترفيهية " ، وهي تتكون من ألعاب ، للصغار ، والكبار ، حيث تقوم النساء باللعب أمام بعضهن البعض ، وهن في وضع تبرج ، وزينة ، وسفور ، حيث يحضر كثير من النساء ، والبنات ، بالملابس القصيرة ، والشفافة ، والبنطال ، وبعضها ما يكاد يغطي العورة ، وتصوير بعضهن البعض بالكاميرات ، علماً أن بعض الصالحات ممن نحسبهم كذلك - والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً - يقومون بالذهاب إلى تلك الأماكن ، ولا ينكرون المنكر، وإذا نصحْنا بعدم جواز الذهاب إلى تلك الأماكن : يحتججْن بأن ذلك ليس فيه شيء ، وأنه من باب التسلية ، والترفيه ، بل إنهم يعدون ذلك من التربية الحسنة ، ويعدون من يناصحهم عن ذلك أنه متشدد ، آمل من فضيلتكم إبداء النصح والتوجيه لهن عن ذلك الأمر ، مع بيان ما قد يترتب عليه من أمور ، ومفاسد ، شاكراً ، ومقدراً لفضيلتكم ذلك ، والله يحفظكم ، ويرعاكم .
فأجاب :
" أرى أنه لا يجوز الذهاب إلى تلك الملاعب ، والملاهي ، التي تحتوي على ما ذُكر في السؤال ؛ فإن ذلك من فعل أسباب الفساد ، والميل إلى المعاصي ، والتربية زمن الصغر على محبة التبرج ، والسفور ، والاختلاط بالأجانب ، ولا شك أن نشأة الصغار من ذكور وإناث مع مشاهدة تلك الملاهي ، ومخالطة أولئك الفسقة : مما يسبب اعتياده هذه المحرمات ، والتهاون بأمرها ، واعتقاد إباحتها ، وعدم الاستنكار لوجودها في ذلك المكان ، وفي غيره ؛ مما يحبب إلى الأطفال عمل تلك الأزياء ، وتقليد أولئك الفسقة ، ولا يبرر القول بالترفيه ، والتسلية ، فهناك ما يقوم مقامها ، كالذهاب إلى البراري الخالية من الأجانب ، أو الجلوس في الحدائق البعيدة عن الاختلاط ، أو الانشغال في المنازل بالأعمال المفيدة ، والعلوم النافعة ، وقراءة الكتب العلمية ، والتواريخ الإسلامية ، ففي ذلك تسلية ، وترفيه بريء ، وسلامة من المحاذير ، ومن الخسران المبين للدِّين ، والدنيا ، والله المستعان " انتهى من موقع الشيخ حفظه الله ( سؤال رقم 11036 ) .
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?vie...36&parent=3156
----------
الجهة الثانية :
فهي ما تحتويه تلك الأماكن من تماثيل ، وأصنام ، وهو منكر لا شك فيه ، وما كان على صورة حصان ، أو قرد ، أو غيره مما يركبه الأطفال : فلا يخرجه ذلك عن كونه صنماً ، وتمثالاً ، وإنما أبيح من لعب الأطفال ما يمتهن ، ويُلعب به ، لا ما ينحت نحتاً على صورة ذات روح ، ويكرَّم ، ويحرس ، ويُعتنى به .
قال الشيخ خالد المشيقح حفظه الله :
" هذه الملاهي التي على شكل صور ، وتماثيل : الذي يظهر أنها غير جائزة ، ولا يجوز تمكين الأطفال من اللعب بها ؛ لما ورد في التصوير من الوعيد الشديد ، قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( أَلاَّ تَدَعَ صُورَةً إِلاَّ طَمَسْتَهَا وَلاَ قَبْراً مُشْرِفاً إِلاَّ سَوَّيْتَهُ ) أخرجه مسلم .
ومنها : قوله عليه الصلاة والسلام لعمرو بن عبسة حين سأله بأي شيء أرسلك الله ؟ قال : ( بِصِلَةِ الأَرْحَامِ ، وَكَسْرِ الأَوْثَانِ ، وَأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ لاَ يُشْرَك بِهِ شَيْئًا ) أخرجه مسلم .
وكذلك قولـه عليه الصلاة والسلام : ( إِنَّ الله بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِين ، وَأَمَرَنِي رَبِّي عزَّ وَجَلَّ بِمَحْقِ الأَوْثَانِ ) أخرجه أحمد في مسنده .
فعلى السائل ألا ينساق وراء رغبات أطفاله ، وأما البديل : فأقول : يمكن أن يوفِّر لهم الألعاب المباحة في البيت ، أو في الاستراحة ، عوضاً عن الذهاب بهم إلى تلك الملاهي التي فيها مثل هذه الألعاب التي على شكل صور ، وتماثيل " انتهى .
http://www.islamlight.net/index.php?...d=591&id=30494
والله أعلم
موقع : الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ونفعكم ونفع بكم
هل يَحرُم تعليق الدعاء بالمشيئة على الإطلاق وهل قول " الله يوفقك ان شاء الله " يدخل تحت نفس النهي وماذا عن قول طهور إن شاء الله
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
جاء النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة .
وأما قول : طهور إن شاء الله ، فهو على سبيل الرجاء والفأل .
وهذا بِخلاف الدعاء للمريض ، فقد ورد الدعاء للمريض من غير أن يُقرَن بالمشيئة ، مثل :
" أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك "
" اللهم رب الناس مُذهِب الباس اشفِ أنت الشافي لا شافي إلاَّ أنت شِفاء لا يُغادر سَقَمًا"
وسبق :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=5649
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
http://al-ershaad.com/vb4/showthread...4834#post24834
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حكم استعمال ما يمنع أو يجلب الحيض
- ما حكم استعمال ما يمنع او يجلب الحيض ؟
قال العلامة ابن عثيمين :
( الفصل السابع: فى استعمال ما يمنع الحيض أو يجلبه ،وما يمنع الحمل أو يسقطه)
(1) استعمال ما يمنع الحيض :
قوله : ( استعمال ما يمنع حيضها جائز بشرطين : الاول : ألا يُخشى الضرر عليها ،فان خشى عليها الضرر من ذلك فلا يجوز ،لقول الله تعالى : "ولا تلقو بأيديكم الى التهلكة " ، "و لا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيما)
قلت : واستعمال ما يمنع الحيض لا ينفك عن الضرر بحال ؛
إذ إن :
1- الحيض من فطرة المرأة، كما فى الحديث <<إنه شئ كتبه الله على بنات آدم >> ،وكل ما يضاد الفطرة،أو يخالفها ،أو يمنعها فهو حرام شرعا ،لقوله تعالى " فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " الروم 30
2- لأن الحيض - كما هو معلوم - ،وقال أهل الطب : انه دم فساد و احتباسه فى بدن المرأة يؤدى الى الاضرار بها والايذاء بها ،وخلق الله تعالى أكمل وأحسن ،وهو القائل "لقدخلقنا الانسان فى أحسن تقويم " التين 4
قوله : ( الثانى : أن يكون ذلك باذن الزوج إن كان له تعلق به مثل أن تكون معتدة منه)
قلت : ودليل هذا الشرط : قوله تعالى : " ولايحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الاخر " ،ولايحل لها أن تكتم الحيض إذا كانت معتدة من زوج؛ لأن عدتها بالحيض، وطالما أنها فى عدة فنفقتها على زوجها، فإن عطلت الحيض صارت تأخذ من ماله بغير حق،فلذا اشترط اذن الزوج ولكن بشرط أن يكون له تعلق بهذا الحكم
قلت : والاية التى ذكرنا انما تصلح معنا كدليل على عدم مشروعية استعمال ما يمنع الحيض مطلقا ،وذلك لقول الله تعالى : " ولايحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى ارحامهن ان كن يؤمن بالله واليوم الاخر"
قوله :( فتستعمل ما يمنع الحيض لتطول المدة وتزداد عليه نفقتها ،فلا يجوز لها أن تستعمل ما يمنع الحيض حينئذ إلا أن يكون بإذنه ،وكذلك: أن ثبت أن منع الحيض يمنع الحمل فلابد من اذن الزوج، وحيث ثبت الجواز فالاولى عدم استعماله الا لحاجة؛لأن ترك الطبيعة على ما هى عليه أقرب الى اعتدال الصحة و السلامة )
فالشيخ فى آخر المسألة قرر عدم جواز استعمال مايمنع الحيض الا لحاجة
قلت : وهذا هو الحق
ومثال الحاجة :
من كانت متنسّكة بحج أو عمرة ،وهى ذات صحبة ورفقة ،يُخشى أن تضيع عليها هذه الصحبة،وأن يدخل عليها العنت؛لأن من النساء من تطول أيام حيضتها ،فهذا يحبسها عن المناسك ؛
وذلك
1-لأن المفسدة الموجوده هنا فىمنع الحيض لا تكاد تُذكر ،فهى ستستعمله لمدة شهر واحد، أو حيضة واحدة
2-ولأن المصلحة المتحققة باستعمالها ها هنا مصلحة كبيرة جدا ،والمتقرر أصوليا : متى غلبت المصلحة المفسدة تعيّنت المصلحة
فرع : استعمال ما يمنع الحيض فى رمضان:
قلت : لا يجوز استعمال ما يمنع الحيض لصيام رمضان ولا لقيامه؛ وذلك للأسباب الاتية :
أ-أن الاصل الشرعى عدم استعمال ما يمنع الحيض أو يجلبه
ب-أنهّا من قبيل التوسع فى الحاجة،مما يهدرمعنى الحاجة
ج-أنه ليس فى معنى الحاجة أصلا
قوله :(وأما استعمال ما يجلب الحيض فجائز بشرطين أيضا : الاول : الأ تتحاييل به على اسقاط واجب ،مثل : أن تستعمله قرب رمضان،من أجل أن تفطر أو لتسقط به الصلاة ،ونحو ذلك)
(2) استعمال ما يجلب الحيض :
قلت : والحيل ممنوع فى الشرع ،وقد لعن الله بنى اسرائيل لأجل ما استعملوا من الحيل،كما فى قصة السبت
قوله : ( الثانى : أن يكون ذلك بإذن الزوج،لأن حصول الحيض يمنعه من كمال الاستمتاع ،فلا يجوز استعمال ما يمنع حقه الابرضاه ، وان كانت مطلقة فإن فيه تعجيل اسقاط حق الزوج من الرجعة ان كان له رجعة )
فالشيخ قيد الجواز بقيد أخر،هو إذن الزوج؛ لأن حصول الحيض يمنعه من كمال الاستمتاع، فلا يجوز استعمال ما يمنع حقه الا برضاه،أو انكانت مطلقة فإن فيه تعجيل اسقاط حق الزوج من الرجعة ان كان له رجعة
قلت : والحق المبين :
عدم استعمال ما يجلب الحيض الا لحاجة، والجواب فى هذه المسألة يتنزل على الجواب السابق ؛لأن هذا خلاف فطرة الله التى فطر النساء عليها،وكل ما هو خلاف الفطرة يعود على الانسان بضرر
المصدر/ الدررالنعمانية
شرح رسالة الدماء الطبيعية تأليف فضيلة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
شرح واملاء فضيلة الشيخ / أبى عمر حسن عبد الستير النعمانى حفظه الله
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل يجوز الدعاء بأن يشرب الإنسان من يد
الرسول شربة هنيئة لا يظمأ بعدها أبداً ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
حوض النبي صلى الله عليه وسلم يسمَّى " الكوثر " ، ومكانه
قبل الصراط على الراجح ،
ويأتيه ماؤه من نهر الكوثر في الجنة ،
حوضه مربع الشكل طوله وعرضه مسيرة شهر بسير الجِمال ،
وماؤه أبيض من اللبن ، ورائحته أطيب من المسك ،
وطعمه أحلى من العسل ، وعدد آنيته كعدد نجوم السماء ،
بل أكثر ، ومن شرب منه لا يظمأ بعدها أبداً .
وانظر في تفصيل الكلام حول الحوض : جواب السؤال رقم ( 48995 ) .
ثانياً:
يعتقد كثير من الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم
هو الذي يسقي الناس من ماء ذلك الحوض ،
لذا نسمع ونقرأ في دعائهم
" واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً " !
وهذا الاعتقاد
خطأ ؛
لأسباب :
1. عدم ثبوت ذلك في جميع روايات أحاديث الحوض .
2. ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر
أنه من ورد الحوض شرب منه
قال صلى الله عليه وسلم:
((أنا فرطكم على الحوض ،
من ورده شرب منه ،
ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ،
ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ،
ثم يحال بيني وبينهم . قال أبو حازم :
فسمعني النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا ، فقال :
هكذا سمعت سهلا ؟ فقلت : نعم ، قال :
وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه قال :
إنهم مني ، فيقال : إنك لا تدري ما بدلوا بعدك ،
فأقول : سحقا سحقا لمن بدل بعدي ))
الراوي: سهل بن سعد الساعدي
المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 7050
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فعلَّق الشرب في الحديث على وروده ،
وليس على سقيا النبي صلى الله عليه وسلم له .
3. أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن عدد آنيته
بعدد نجوم السماء ، وهذا يشير إلى أن كل من يرده يشرب بنفسه .
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :
آنيته وصفَها صلى الله عليه وسلم كما في
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره ،
قال صلى الله عليه وسلم:
((حوضي مسيرة شهر ، و زواياه سواء ، و ماؤه أبيض من اللبن ،
و ريحه أطيب من المسك ، و كيزانه كنجوم السماء ،
و من يشرب منه فلا يظمأ أبدا ))
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص
المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الجامع
- الصفحة أو الرقم: 3161
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وهذا التشبيه بقوله ( كنجوم السماء ) نفهم منه صفتين :
الصفة الأولى :
الكثرة ، في أنَّ كثرتها كثرة نجوم السماء ،
وهذا يدل على مزيد راحة وطمأنينة في الشرب منه وتناوله ،
وألا يكون هناك تزاحم على كيزانه ، أو أنَّ الناس يشربون بأيديهم .
والصفة الثانية :
أنَّ كيزانه ـ أو كيسانه أو أباريقه ،
أو نحو ذلك - كنجوم السماء في الإشراق والبهاء والنور .
فنجوم السماء فيها صفة الكثرة ، وفيها صفة النور والبهاء .
" شرح العقيدة الطحاوية " ( شريط رقم 14 ) .
وقال الشيخ سفر الحوالي حفظه الله :
وليس في هذه الروايات أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يسقي النَّاس بيده الشريفة ، كما يزعم بعضهم فيدعو ويقول :
" اللهم اسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً " :
فهذا لم يرد ، في حدود ما اطلعت عليه من الروايات ،
هذا من جهة النص .
ومن جهة النظر :
فكأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وحده وبيده
الشريفة يَسقي هَؤُلاءِ الناس ، وبهذا العدد الكبير
وعلى هذه السعة العظيمة ، ثُمَّ إن ذلك لا يتناسب مع مقام النبوة ،
فكأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هو سقَّاء يسقيهم الماء !
مع أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أول من يرد ، والحوض حوضه .
ولا يقتضي إعطاؤه الحوض أنه يسقي النَّاس بيده ،
وإنما هو صاحبه الذي يتقدم أمته ،
ثُمَّ يُسَر برؤيتهم وهم يشربون مع كثرتهم ،
وهم يردون من هذا الخير العظيم الذي أعطاه الله إياه ،
وأكرمه به ، ويتألم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ما يرى أن قوماً يذادون .
إذاً : هو لا يسقي ؛ لأن التصريح جَاءَ بأنهم يردون ،
ويشربون، وهَؤُلاءِ يطردون ؛ بل يذادون .
وعليه :
فالدعاء بأن يسقي النبي صلى وسلم الداعي
يوم القيامة بيده الشريفة من حوضه :
مما لا ينبغي تداوله ،
وليس هناك خبر يدل على أن ذلك كائن يوم القيامة ،
والاقتصار على ما ورد به الخبر أعظم بركة ،
وأسلم من الخطأ في العلم والعمل .
فإن تعلق داع بأن يكرمه الله جل جلاله
بسقيا النبي صلى الله عليه وسلم له ،
فهذا ربما يكون ، والله أعلم بما هو
كائن من ذلك يوم القيامة ، له أو لغيره .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الصداقه بين الرجل والمرأه والزواج عبر مواقع الانترنت
1- السؤال :
هل يجوز الزواج عن طريق الإنترنت؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يحدث هذه الأيام وفي كثير من وسائل الإعلام ما يسمى بهواة التعارف أو أريد زوجا، وقد يحصل تعارف بين شاب وشابة، وكل منهما يعطي الآخر مواصفاته وربما تطور الأمر لأن يعطي كل منهما الآخر صوراً شخصية، وهذا الباب وإن كان يظن كثير من الناس أنه باب تسهيل إلا أن مفاسده كثيرة وذلك من عدة وجوه: منها أن هذه ليست هي الطريق الشرعية لمن أراد تحصين نفسه. وأن هذا قد يحصل به غش كبير، إذ قد تكون المعلومات غير صحيحة. كما أن هذا باب كبير للاحتيال فقد يحصل أن يكون الرجل صادقا في الزواج لكن المرأة تكذب، وبالعكس أيضا قد تكون المرأة صادقة في طلب العفاف لكن الرجل يكون محتالا وهكذا. وأيضا من الذي يزكي هذا الرجل أو هذه المرأة عن طريق مثل هذا الجهاز. فالصحيح والطريق الشرعي لمن أراد الإحصان والبعد عن الحرام أن يسلك الطريق المعروفة عند الناس، وهذا لا يخفى على أحد، ألا وهو: السؤال عن هذه البنت مثلا ثم إذا عزمت الزواج تتصل بأهلها وتطلب إليهم النظر إليها النظر المأذون به شرعاً، ثم بعد ذلك تحدث الموافقة أو عدمها .. هذا هو الطريق إلى الزواج المأمون من الانحراف بإذن الله.
أما أن يتخذ الإنترنت وسيلة للإشباع الجنسي عن طريق المراسلات الغرامية وتبادل الصور، بدعوى البحث عن بنت الحلال، فذلك لا يجوز ألبتة، وهو ذريعة لشر عظيم، وباب يلج منه المفسدون والمفسدات إلى ما لا تحمد عقباه.
والله أعلم.
اسلام ويب
----------
2- السؤال:
ما حكم الزواج عن طريق هذه الغرق الموجودة بالإنترنت ؟
الاجابـــة لا يجوز ذلك فإن الزواج يحتاج إلى خطبة من ولي المرأة وإلى موافقتها وأخذ إذنها، ثم يحتاج عادة إلى النظر إليها في غير خلوة؛ فإنه أحرى أن يُؤدم بينهما كما جاء ذلك في حديث، ويحتاج أيضًا إلى عقد النكاح بواسطة المأذون الشرعي أو القاضي في أحد المحاكم الشرعية، ويحتاج أيضًا إلى إثبات الشروط ومقدار المهر وحضور الشاهدين وسماعهما للإيجاب والقبول، فهذه الشروط لا تحصل إذا كان العقد عن طريق هذه الغُرف المُوجودة بالإنترنت، وقد يحصل بعضها بواسطة المُكالمات الهاتفية ونحوها. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
----------
3- السؤال:
ماحكم التعامل مع برامج محادثات الصداقة التي تتم عبر الإنترنت كتابةً ، وبدون سماع صوت المتحدثة ؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد صان الإسلام العلاقات بين الأفراد، وحدَّها بسياجٍ يلائم النفسَ البشرية، فحرم العلاقة بين رجلٍ وامرأةٍ إلا في ظل زواج شرعي ، وكذلك لا يصح مخاطبة رجلٍ امرأةً ، ولا امرأةٍ رجلا إلا لحاجة. وإن كانت ثَمَّ حاجةٌ داعيةٌ إلى الخطاب بينهما فليكن ذلك في حدود الأدب والأخلاق، قال تعالى: ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ). [الاحزاب: 53]. وقال تعالى: ( إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ). [ الأحزاب 32]. والخطاب قد يكون باللسان والإشارة والكتابة، فهو عبارة عن كل ما يبين عن مقصود الإنسان. قال تعالى: ( قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ). [آل عمران:41]. وقال الشاعر: إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
فالواجب على المسلمين الحذر من مخاطبة النساء عبر ما يعرف بمواقع الصداقة على الإنترنت، فذلك من طرق الشيطان وسبل الغواية قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان، ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) .[ النور: 21].
وإذا كانت الصداقة بالواسطة ممنوعة محرمة، فإن كل علاقة أو صداقة أكثر قرباً ومباشرة، كالصداقة عبر الهاتف، أو اللقاء المباشر، أو غير ذلك أشد تحريماً وأعظم خطراً، والله أعلم
اسلام ويب
----------
4- أنا طالب بجامعة فرنسية من أصل جزائري وليس لدي أهل في هذه البلاد وأريد أن أتزوج هل يجوز لي استعمال الإنترنت ومواقع الزواج فيها للتزوج مع العلم أنه يوجد أخوات سلفيات في هذه المواقع.
الجواب:
الحمد لله
أولا :
مواقع الزواج على الإنترنت ، إن انضبطت بالضوابط الشرعية فلا حرج في دخولها والاستفادة منها ، ومن هذه الضوابط :
1- ألا تعرض فيها صور النساء ؛ لأن النظر إلى المخطوبة إنما أبيح للخاطب فقط إذا عزم على النكاح ، ولا يباح لغيره النظر ، ولا يجوز تمكينه منه .
2- ألا يعرض في المواقع وصف دقيق للمرأة ، كأنه ترى ، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا ) رواه البخاري (5240).
3- ألا يتاح المجال للمراسلة بين الجنسين ؛ لما يترتب على ذلك من المفاسد ، ومنها دخول العابثين والعابثات بقصد الإفساد أو التسلية ، وإنما تتولى إدارة الموقع التأكد أولا من شخص الخاطب ، والربط بينه وبين ولي المخطوبة .
ثانيا :
ينبغي أن تستعين بأهلك وأصدقائك وبالقائمين على المراكز الإسلامية في البحث عن المرأة الصالحة ، في بلدك أو في محل إقامتك ، وهذا متيسر والحمد لله ، وهو آمن وأنفع من متابعة ذلك عن طريق الإنترنت .
ثالثا :
يشترط لصحة النكاح موافقة ولي المرأة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا نكاح إلا بولي ) رواه أبو داود ( 2085 ) والترمذي (1101 ) وابن ماجه (1881) من حديث أبي موسى الأشعري ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل ) رواه البيهقي من حديث عمران وعائشة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 7557
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له ) رواه أحمد ( 24417) وأبو داود (2083) والترمذي (1102) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2709
وإنما نبهنا على هذا لأنه قد يُظن بأنه إذا تعرف الشاب على الفتاة عن طريق الإنترنت ، ورضيت به أن ذلك يعد نكاحا .
نسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
الاسلام سؤال وجواب
----------
5- السؤال :
أريد أن أعرف حكم الزواج عن طريق الإنترنت؟ علماً بأنني أجد صعوبة في التعامل مع أبي في هذا الموضوع، و ليست لي علاقات اجتماعية كثيرة، ولست ممن يخرجن للنوادي وما إلى ذلك.
الجواب:
الاتصال بالرجال الأجانب عن طريق الإنترنت سبب للانحلال الخلقي، فخير للمرأة أن لا تعرف ولاتخاطب الرجال الأجانب إلا في حال الضرورة، مثل العلاج ونحوه، أو استفتاء لعالم موثوق به، وما شابه ذلك من الحاجات المشروعة، والتحادث بين الشباب والفتيات عن طريق الإنترنت بوابة للشر، واستدراج من الشيطان، كما وقع في حبائل ذلك كثير من العفائف، بعد أن زال عنهن جلباب الحياء، الذي يجب أن يكون شعار المرأة المسلمة في كل زمان ومكان.
أما إن كان القصد من السؤال أنه من أجل أن تُعْرَف، ويتاح لها فرصة للتزوج ممن يعرفها من خلال هذه الآلات، فالله سبحانه قدَّر لها رزقها في الزواج قبل أن يخلقها، والله سبحانه قادر أن ييسر أمرها؛ إذا علم صدق نيتها بترك ما حرم عليها، فاتقي الله واصبري، يقول الله عز وجل: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً،ويرزقه من حيث لا يحتسب،ومن يتوكل على الله فهو حسبه،إن الله بالغ أمره،قد جعل الله لكل شيء قدرا} [الطلاق: 3،2]، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه. والله المستعان
عبدالكريم عبدالله الخضير
----------
6-الفقه الإسلامي – د. محمد الأخرش
حذّر فضيلة الشيخ الدكتور: سامي بن محمد الصقير أستاذ الفقه بجامعة القصيم من الزواج عبر الانترنت وأن ذلك عقد فاسد ولا يعتبر نكاحاً لفقده ركنين من أركان النكاح وهما الولي والشهود.
وأردف فضيلته قائلاً: وعلى من فعل ذلك التوبة لله تبارك وتعالى، والإقلاع عن هذا الفعل، ومن حصل معها من الفتيات، فعليها الانتهاء عن ذلك، وتركه والموافقة على الزواج الحقيقي وإعفاف نفسها بالحلال.
----------
7- السؤال: ما حكم الصداقة بين الرجل و المرأة ؟
الجواب:
أعانك الله .
لا يجوز إقامة علاقة بين رجل أجنبي وامرأة أجنبية عنه ؛ لأن الإسلام جاء بِسَدّ الذرائع والوسائل الْمُفْضِيَة والْمُؤدِّية إلى الوقوع في الحرام .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : خُـلق الرجل من الأرض فجعلت نِهمته الأرض ، وخُـلِقَتِ المرأة من الرجل فَجُعِلَتْ نِهْمَتها في الرجل ، فاحْبِسُوا نِساءكم .
يعني عن الرجال الأجانب ، وامنعوهن من الاختلاط أو الخلوة بهم .
وقال ميمون بن مهران : ثلاث لا تَبْلُونّ نفسك بِهنّ : لا تدخل على السلطان ، وإن قُلْتَ آمره بطاعة الله ، ولا تُصغينّ بسمعك إلى هَوى ، فإنك لا تدري ما يَعْلَق بقلبك منه ، ولا تدخل على امرأة ، ولو قُلْتَ أعلمها كتاب الله .
قيل لامرأة شريفة من أشراف العرب : ما حملك على الزنا ؟ قالت : قُرْبُ الوساد ، وطول السّواد - تعني قرب وساد الرجل من وسادتي - وطُول السَّواد بيننا . أي كثرة الاختلاط والمخالطة .
وليس معنى هذا اتِّهام النساء المؤمنات ، وإنما من باب حمايتهن ، ومن باب المحافظة عليهنّ
كما أنه من باب دفع المفاسد .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قيام بعض المحلات بعمل جوائز للمشترين بمبالغ تزيد عن حد معين
السؤال:
ذهبت لأشتري مستلزمات المنزل من إحدى المحال الكبرى فوجدت هناك جوائز يقدمها المحل بعد دخول سحب على هذه الجوائز، كما أن إحدى الصحف أعلنت أن من يشترك لمدة سنة سيدخل سحب على جوائز، فما حكم ذلك شرعًا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فجعلهم جوائز لمن يشتري بمبلغ معين عن طريق سحب بغرض زيادة المبيعات يدفع الناس إلى الشراء من أجل الاحتمال، فهو يرغبهم في الشراء عن طريق زيادة احتمال الكسب على المبيعات، فهو أمر يدخل في حيز الغرر، خصوصًا إذا كان الشخص إنما يشتري سلعًا لا يحتاجها من أجل احتمال الكسب، وهذا أصل المقصود من الجوائز؛ فلا يجوز ذلك.
وأما من اشترى لحاجته دون زيادة من أجل السحب، فأدخلوه هم في السحب وأعطوه جائزة؛ لم يكن عليه حرج.
المصدر : موقع صوت السلف
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل يقطع الصلاة ليجيب احد والديه اذا دعاه؟
الوالدان اذا نادياك وانت تصلي،فان الواجب اجابتهما ، لكن بشرط ان لا تكون الصلاة فريضة ، فان كانت فريضة فلا يجوز ان تجيبهما،
لكن اذا كانت نافلة فاجبهما.
الا اذا كانا ممن يقدرون الامور قدرها ن وانهما اذا علما انك في صلاة عذراك ، فهنا اشر اليهما انك في صلاة ، اما بالنحنحة،او بقول سبحان الله ، او برفع صوتك في اية تقرؤها او دعاء تدعو به حتى يشعر المنادي انك في صلاة...
وان كان من الاخرين الذين لا يعذرون ويريدون ان يكون قولهم هو الاعلى فاقطع صلاتك وكلمهم....
اما الفريضة ، فلا تقطعها لاحد الا عند الضرورة ،
كما لو رايت شخصا تخشى ان يقع في هلكة في بئر او في بحر او في نار ، فهنا اقطع صلاتك للضرورة ، واما لغير ذلك فلا يجوز قطع الفريضة.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:06 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
لكل مسؤول او مشرف
نص السؤال :
الشيخ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رغبة في الأجر ينشغل المشرفون عندنا وفي والمنتديات الأخرى بنشر المواضيع
بينما الذي ينبغي عليهم هو الاهتمام بمراجعة المواضيع المنشورة و التعليق على مواضيع الأعضاء
لتشجيعهم على الخير ، و مع العلم نوجههم لهذا الأمر و لكنهم يرجعون لنفس الموضوع
ألا وهو الانشغال بالنشر و الدافع طبعا الرغبة في كسب المزيد من الحسنات و الأجر ..
و سؤالنا :
أليس كل ما ينشر في المنتدى في صحيفة أعمال هؤلاء المشرفين
و لا ينقص ذلك من أعمال أصحابها شيئا ؟
مع اصطحاب النية من قبل المشرفين في إدارة المنتدى بأن عملهم في مراجعة المواضيع
و تشجيع الأعضاء لكي يكثر الخير ويعم النفع و أنهم يبتغون ما عند الله
و ضغطوا على أنفسهم في الإقلال من النشر لغاية عليا وهدف أسمى
أفيدونا جزاكم الله كل خير
الجواب :
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
و جزاك الله خيرا
بالنسبة للإشراف فهو أمانة وتَكلِيف أكثر مِن كونه تَشْرِيفًا ..
و الْمُشْرِف في المنتديات أو في المواقع هو
مسؤول عَمَّا يُنشَر في القسم الذي يتولّى الإشراف عليه
فإن نُشِر فيه خير كان شَرِيكا في الخير والأجر ،
و إن نُشر فيه شَرّ كان شَريكا في الإثم والوِزْر
و في الحديث عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله يقول :
" إن الله عز وجل يُدْخِل بالسَّهم الواحد ثلاثة نَفَر الجنة :
صَانِعه يَحْتَسِب في صَنْعَته الخير ، والرَّامي به ، و َمُنْبِلَهُ "
رواه الإمام أحمد وأصحاب السُّنَن -أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
و أكثر ما يُنشَر في المنتديات الأحاديث الموضوعة ،،
و نشْرها و إقرارها ذَنْب وجريمة .! و العلماء يَعدّون إيراد الأحاديث
الموضوعة ذَنْباً يُعاب به العالِم ..
قال الإمام الذهبي : و ما أبو نعيم بمتهم بل هو صدوق عالم بهذا الفن ،
ما أعلم له ذَنْـبـاً - والله يعفو عنه -
أعظم من روايته للأحاديث الموضوعة في تواليفه ثم يَسْكُتْ عن تَوهِيَتِها . اهـ .
و لا يجوز الاستشهاد بالحديث الموضوع لا في فضائل الأعمال و لا في غيرها
بل لا يجوز ذِكره على أنه حديث موضوع
و تقع مسؤولية التحذير من الأحاديث الموضوعة المكذوبة
على عواتق المشرفين ،
و لا يَعني هذا أن ناشرها تبرأ عُهْدَته ، أو تَسْلَم ذِمّته ،
بل هو آثِم على فِعْلِه ذلك ، واقِف على شَفِير النار
روى مسلم – في المقدِّمة –
" مَن حَدّث عَنِّي بِحَدِيث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبِين "
و ضُبِطَتْ أحد الكاذِبَيْن "
و الأخطر مِن ذلك أن يدخل المسلم في زمرة الكذّابين على سَيِّد المرسلين ،،
" مَن كَذَبَ عليّ مَتعمداً فليتبوأ مقعده من النار "
. رواه البخاري و مسلم .
فأُهِيب بإخواني المشرفين عموما بالحرص على ما يُنشَر
في منتدياتهم .. كَما أُهِيب بإدارات المنتديات أن يُوكَل الأمر إلى أهله ،
فلا يُعيَِّن في الإشراف إلا مَن هو كُفء و أهْل للإشراف ،
و أن نتجنّب المجاملات و المحسوبيات .! في هذا الباب
فالأمر عظيم ، و الْخَطْب جَسِيم ، و الوقوف بين يديّ الله مُتعيِّن مُتَحتِّم ،
فليُعِدُّوا للسؤال جَوابا و للجواب صوابا
. و نسأل الله السلامة و العافية ..
و الله تعالى أعلم
المفتي : الشيخ عبدالرحمن السحيم
الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مدينة الرياض
المصدر : الارشاد للفتاوي الشرعية
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:09 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم النقر على الخشب خوفا من عين الحاسد بقوله ( دق الخشب )
السؤال : عند ذكر نعمة أنعم الله بها على أخ أو صديق
يقوم البعض بالنقر على الخشب ؛ تعبيـرا عـن الخوف
من عين الحاسد ، وبعضهم قـــد يطلب من الآخر النقر
على الخشب بقوله ( دق الخشب ) ، فمـا حكم الشرع
في هذا الفعل ؟ أفتونا مأجورين إن شاء الله .
الجواب : هذا العمل منكر واعتقاد فاسد لا يجوز فعله .
وإنمـــا المشروع عند حصول النعمة أو السلامة مــــن
ضدها شكر الله ، والثناء عليه ، وسؤاله سبحانه تمام
النعمة والعون على شكرها ، كمــا قال عز وجل فـــي
كتــابه العظيم ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) إبراهيم 7 ،
وقـــال سبــحــانـــه ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي
وَلاَ تَكْفُرُونِ ) البقـــرة 152 ، وفق الله الجميع .
كتاب مجموع فتاوى العلامة عبدالعزيز بن باز (ج 8 / ص 424)
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:09 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم الاشتراك والمشاركة في " الفيس بوك " ( facebook ) ؟
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو حكم " الفيس بوك " ( facebook ) ؟
الجواب: الحمد لله
أولاً:
موقع " الفيس بوك " هذا أسسه " مارك سيكربرج " ،
وهو أحد طلاب جامعة " هارفارد " في أمريكا ، وذلك في بداية عام 2004 م ،
وقد كان استخدامه محصوراً على طلاب الجامعة ، ثم أخذت الشبكة بالتوسع
لتشمل جامعات أخرى في مدينة " بوسطن " ، حتى شمل التوسع العالَم أجمع ،
وذلك في أواخر عام 2006 م .فالغرض القائم على تأسيسه لأجل التعارف
وبناء علاقات اجتماعية ، ويعدُّ هذا الموقع أهم مجتمع افتراضي على الإنترنت ،
وقد بلغ عدد مستخدميه عشرات الملايين ، وهو في ازدياد مضطرد
وله قبول واسع في عالمنا العربي والإسلامي ، وهو متاح لأكثر من أربعين لغة ،
ويخطط أصحابه لإضافة لغات أخرى .
ثانياً:
وعالم " الفيس بوك "
هو عالم المواقع الكتابية ومواقع المحادثة – التشات -
، فيها إثم كبير ومنافع للناس ، إلا أن هذا الموقع تميَّز
عن غيره بأشياء ، منها :
1. توفر المعلومات الشخصية التفصيلية
عن المنتسب له ، وقد ترتب على هذا أشياء من الشر ،
مثل :
أ.// أنه كان السبب في إعادة العلاقات القديمة بين العشاق
! مما تسبب في إرجاع تلك العلاقات وحصول خيانات وطلاقات
.وكان فريق من " المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية "
في مصر قد أعد دراسة حول موقع " الفيس بوك " استغرقت عدة
أسابيع خلص من خلالها لنتائج خطيرة ،
ومما جاء فيها أن :" العديد من رواد الموقع نجحوا في العثور على حبهم
الأول وعلاقتهم القديمة وأعادوا إقامة الجسور المهدمة خارج حظيرة الأسرة ،
وهو ما ينذر بحدوث أخطار تهدد الحياة الزوجية للأسرة المسلمة "
ب.// تجنيد بعض دوائر المخابرات الأجنبية لبعض المنتسبين ،
وذلك بالنظر في سيرتهم ، وحالهم الاقتصادية والمعيشية ،
واستغلال ذلك بالتجسس لصالحها .وقد كشفت بعض الصحف الأجنبية
عن وجود شبكة جواسيس لليهود لتجنيد الشباب العربي والمسلم للتجسس
لمصالحهم .وجاء في موقع " محيط " – بتاريخ 25 جمادى الأولى 1431 هـ -
وقد نقلوا عن صحيفة فرنسية خبر استغلال اليهود موقع " الفيس بوك " لتجنيد
عملاء له - :ويقول جيرالد نيرو الأستاذ في كلية علم النفس بجامعة " بروفانس "
الفرنسية ، وصاحب كتاب " مخاطر الإنترنت " : " إن هذه الشبكة تم الكشف
عنها بالتحديد في مايو – أيار - 2001 م ، وهي عبارة عن مجموعة شبكات
صون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث ، وخصوصا ا
لمقيمين في دول الصراع العربي الإسرائيلي ، إضافة إلى أمريكا الجنوبية "
.وهذا التجنيد – بالطبع – قبل تأسيس موقع " الفيس بوك " ، وقد زادت
فرص حصول تلك الشبكة – ومثيلاتها – على الشباب الصالح للتجنيد من
خلال النظر في سيرتهم ، ومن خلال " الدردشة " معهم .ج. سرقة الحسابات
المصرفية ، وانتحال شخصية المنتسب من خلال السطو على معلوماته الشخصية
2. الانتشار الواسع للموقع جعل منه موقع محادثة عالمي يجمع أشخاصاً من شتى
أصقاع الدنيا ، وقد زادوا الطين بِلَّة بأن جعلوا لمنتسبي موقعهم برنامجاً يسهل تلك
المحادثات من غير الدخول في الموقع كذاك الذي أنتجه موقع " هوتميل "
وهو " الماسنجر " ، وفي المحادثات المباشرة من الفساد ما يعلمه كل مطلِّع
على أحوالها في عالم الإنترنت ، وخاصة أن ذلك البرنامج سيتاح من خلال ا
لرؤية لكلا الطرفين مع الكتابة ، ومن مفاسد تلك المحادثات والعلاقات الآثمة
أ.// تضييع الأوقات النفيسة في التافه من المحادثات والتعارف المجرد .ولينتبه
المسلم العاقل لعمره فإنه محدود ، وإنه لن يُخلَّد في الأرض ، وسيلقى ربَّه
تعالى فيسأله عن شبابه فيم أبلاه ، وعن عمره فيم أفناه ، وليتأمل العاقل
سلف هذه الأمة وعلماؤها كيف نظروا للوقت وللعمر :فهذا ابن عقيل الحنبلي
رحمه الله يقول عن نفسه : " إنِّي لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ،
حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة ،
عن مطالعة : أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح ،
فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره ، وإني لأجد من حرصي على العلم
وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين
" .نقله عنه ابن الجوزي في كتابه " المنتظم " ( 9 / 214 ) .
وقال ابن القيم رحمه الله : " فوقت الإنسان هو عمُره في الحقيقة ،
وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم
، وهو يمر مر السحاب ، فما كان من وقت لله وبالله فهو حياته وعمره ،
وغير ذلك ليس محسوباً من حياته ، وإن عاش فيه عيش البهائم ، فإذا قطع
وقته في الغفلة واللهو والأماني الباطلة ، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة
: فموت هذا خير من حياته " ." الجواب الكافي " ( ص 109 )
ب. // بناء علاقات
آثمة بين الرجال والنساء ، مما يسبب دماراً للأسرة المستقرة .وقد جاء في دراسة "
المركز القومي " – السابق ذِكره – أن :" حالة من كل خمس حالات طلاق تعود
شاف شريك الحياة وجود علاقة مع طرف آخر عبر الإنترنت ، من خلال موقع
الفيس بوك " .وقد بيَّنا حكم المراسلة والمحادثة بين الجنسين في فتاوى متعددة ،
فانظر أجوبة الأسئلة : ( 78375 ) و ( 34841 ) و ( 23349 ) و ( 20949 ) ، (
26890 ) ، ( 82702 ) .
ثالثاً:
ولا يُنكر وجود منافع من ذلك الموقع من بعض العقلاء
الحريصين على إيصال الخير للناس ، وقد أحسن هؤلاء حيث عمدوا إلى وسائل
الاتصال والتواصل الحديثة – كالإنترنت والجوال والفضائيات – ودخلوا في
عالَم أولئك الناس فخدموا دينهم ، ودعوا إلى ربهم ، وبخاصة ما كان عملاً جماعيّاً ؛
لأنه أدنى أن لا يقع الداخل في ذلك العالَم في الفتنة ، ومن تلك المنافع في ذلك الموقع
1. وجود صفحات خاصة لمشايخ ودعاة ، ينصحون فيها الناس ،
ويجيبون على أسئلتهم ،
وخاصة أصحاب " المجموعات " – الجروبات - ، " ويستفيد
صاحب المجموعة عند اجتماع عدد كبير من المشاركين في
هذه المجموعة من إرسال رسائل جماعية ، وفتح مواضيع للنقاش ,
وإضافة مقاطع فيديو بأعداد كبيرة ، وإمكانيات رائعة "
2. القيام بحملات
عالمية لتنبيه مستخدمي الموقع على حدث إسلامي عالمي طمسه وأماته
الإعلام الكافر ، أو لنصرة الشعوب المقهورة ، أو لإغلاق موقع أو صفحة
شخصية
3. نشر كتب ومقالات وفتاوى نافعة ومفيدة بين روَّاد ذلك الموقع
4. التواصل بين الأصدقاء والأقارب ، وخاصة من بعدت بهم الديار ،
وللتواصل الهادف أثره الطيب في المحافظة على الثوابت الشرعية
والأخلاق الفاضلة .
رابعاً:
وأما من حيث الحكم الشرعي في التسجيل
في موقع " الفيس بوك " : فإنه يعتمد على مراد الداخل إليه فإن كان
من أهل العلم وطلابه والمجموعات الدعوية فهو جائز طيب ؛ لما يمكنهم
تقديمه من منافع للناس ، وأما من يدخل للفساد أو لا تؤمن عليه الفتنة
وانزلاقه سهل وخصوصاً من الشباب والشابات فإنه لا يجوز له دخوله.
والذي يعلم واقع زماننا هذا وما فيه فتن تقرع باب كل بيتٍ منَّا
لم يعتب على فقيه أو مفتٍ أن يمنع من شيء فيه ضرر صرف
أو غالب ، ولا يكون النفع القليل بمشجع لأن يقال بالجواز خشية
على من دخل فيه ، فإذا غلب الخير والنفع وقلَّ الشر والضرر أو
اضمحل : اطمأنت النفوس للقول بالجواز ، ولذلك كان من علمائنا
التشديد في جلب " الفضائيات " أول الأمر ؛ لما كان فيها من ضرر
وشر صرف ، فلما صار فيها خير عظيم ، ووجدت قنوات إسلامية
بالكامل ، ووجدت " رسيفرات " لا تستقبل إلا تلك القنوات :
صار القول بالجواز وجيهاً، بل رأينا لكثير من العلماء مشاركات
وبرامج نافعة .فالذي لا يستطيع أن يتحكم بنفسه في عالَم " الفيس بوك "
وأمثاله فعليه الامتناع ، ويجوز لمن سار وفق الضوابط الشرعية في
حفظ نفسه ، وعدم الانسياق وراء الهوى والشهوة ، ويدخل ليفيد
ويستفيد.نسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وبطن وهو
الهادي إلى سواء السبيل.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:09 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ترديد الأغاني بعد التوبة من السماع
الســــؤال : أنـا ولله الحمد تبت من سماع الأغاني ،
ولكنني في بعض الأوقات أتغنى بأغان قديمة ، فهل
ترديد الأغاني على الفم فقط بدون موسيقى حرام ؟
الجـــواب : احمـــد الله الـذي وفقك للتوبة من سماع
الأغاني ،واحرص على تناسي ما كنت تحفظه منها،
واشغل لسانك بذكر الله تعالى ، لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً
وَأَصِيلاً ) الأحزاب41 - 42
وعــن أبي ذر رضــي الله عنــه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلـــم " ألا أخبرك بأحب الكلام إلى
الله ؟ إن أحب الكلام إلى الله : سبحان الله وبحمده"
رواه مسلـم ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قـال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لأن أقــول :
سبحـان الله والحمــد لله ولا إلـه إلا الله والله أكبــر
أحب إلي مما طلعت عليه الشمس " رواه مسلم
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه "أن رجلا قال:
يا رســول الله : إن شرائع الإسلام قـد كثرت علي ،
فأخبرني بشيء أتشبث بــه ، قـــال : لا يزال لسانك
رطبا من ذكر الله " رواه الترمذي وحسنه ، وأحمد
بن حنبل ، والحاكم وصححه .
وأمـا ترديد الشعر الحسن فلا بأس بـه ، والاشتغال
عنه بالذكر أفضل . وبالله التوفيق وصلى الله على
نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء
الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبدالعزيز بن باز
الشيخ عبد الرزاق عفيفي
كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المجموعة : 1 ، الجزء : 26 ، الصفحة : 220 ،
الفتوى : 14744
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:09 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم الدعاء على الزوج ، وكفارة ذلك
السؤال:
السؤال: ما حكم الشرع في الدعاء على الزوج وكفارته؟
الجواب:
الحمد لله
يجوز للمظلوم أن يدعو على ظالمه دون أن يعتدي في الدعاء .
قال تعالى : (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) النساء/148 .
وروى ابن أبي حاتم (4/ 416) عَنِ الْحَسَنِ قال : "رُخِّصَ لَهُ أَنْ يَدْعَو عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْتَدِيَ" .
تفسير الطبري (9/344) .
وروى الترمذي (1905) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ) . حسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء :
هل يجوز أن أدعو على المسلم إن ظلمني وما الدعاء ؟
فأجابت :
"يجوز لمن اعتدي عليه وظلم أن ينتصر لنفسه ممن ظلمه ، ومن ذلك الدعاء على الظالم بدون تعدٍّ في الدعاء ، قال تعالى : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ)" انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (24/262) .
ولكن العفو أقرب للتقوى وأحب إلى الله تعالى ، قال عز وجل : (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الشورى/40 .
قال السعدي :
"وشرط الله في العفو الإصلاح فيه ، ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه ، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته ، فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورا به .
وفي جعل أجر العافي على الله ما يهيج على العفو ، وأن يعامل العبد الخلق بما يحب أن يعامله الله به ، فكما يحب أن يعفو الله عنه ، فَلْيَعْفُ عنهم ، وكما يحب أن يسامحه الله ، فليسامحهم ، فإن الجزاء من جنس العمل" انتهى .
"تفسير السعدي" (ص 760) .
وروى مسلم (2588) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا) .
وروى أحمد (6505) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : (ارْحَمُوا تُرْحَمُوا ، وَاغْفِرُوا يَغْفِرْ اللَّهُ لَكُمْ) صححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2465) .
ويتأكد العفو بين من بينهم قرابة أو معاشرة أو مصاحبة ... ونحو ذلك .
ولا مصاحبة أعظم مما تكون بين الزوجين ، وقد أمر الله تعالى الزوجين بالعفو والإحسان حتى عند حصول الطلاق ، فقال تعالى : (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) البقرة/237 .
وقد يكون دعاؤك له بالصلاح والهداية أنفع لك وله ، فهو أولى من الدعاء عليه .
وأما كفارة ذلك : فإن كنت محقة في الدعاء عليه لكونه ظلمك ، فلا حرج عليك ، أما إذا كنت ظالمة معتدية في الدعاء ، فإن بلغه هذا الدعاء أو سمعه فعليك الاعتذار إليه وطلب العفو والمسامحة ، وإن لم يبلغه فعليك بالدعاء والاستغفار له .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:09 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
التوفيق بين بر الوالدين وتجنب الحرام
السؤال : كيف أوفق بين خدمة وطاعة والدي وتجنب
الحرام ؟
الجــواب : هـــــذا السؤال يقتضي أن نذكر لك جوابا
مفصلا بشـأن معاملة الولد مع والديه ، وذلك فــي
الأمور الآتية :
أولا : قاعدة الشرع المطهر هــي : أنــــه فرض عين
على الولد البر بالوالدين ، وطاعتهما في المعروف ،
والإحسان إليهــمـــا ، وذلك بلين القـول ، والرفق ،
والمحبة ، والعطف عليهما ،وإيصال النفع إليهما في
أمــور الــديــن والدنيا ، وخدمتهما ، وصلة رحمهما
وأهل ودهما ، وهو من تمام الإحسان إليهما ، وهذا
يشمل كل والد مهما علا ، ومن الأجداد والجدات من
كل ولد مهما نزل من الأبناء والبنات ، وهــذا أمــــر
معلوم من الدين بالضرورة ،والأدلة عليه كثيرة من
الكتاب والسنة والإجماع ، قال الله تعالى ( وَاعْبُدُواْ
اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) وقال
سبحانه (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً )
وهو وصية الله إلى عباده ؛ كمــا قال عز مــــن قائل
( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّـــــهُ وَهْناً عَــلَى
وَهْنٍ ) إلى أن قال سبحـانه ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن
تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا
فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ
مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
وفــي الحــديــث المتفق عـلى صحته عن أبي هريرة
رضـي الله عنه « أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : من أحق الناس
بحسن صحابتي ؟ قـال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال :
أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثــم مــن ؟
قال : أبوك » زاد مسلم : « ثم أدناك أدناك »
ولهــذا جــاءت النصوص من الكتاب والسنة بتحريم
عقوقهما أو إيصال أي أذى إليهما ، وهـذا مما أجمع
المسلمون على تحريمه وأنه مـن أكبر الكبائر وأشد
المآثم ، ومــن العقوق : تـــــرك البر بهما ، والملل
والضجر ، والغضب والاستطالة عليهما ،وبخاصة
في حال كبرهما . نسأل الله السلامة والعافية .
ولهـذا أيضا فإنه على تقدير الإساءة من الوالد لولده
فــإنـه لا يجـــوز للولد المقابلة بالسيئة ، بل يقابلها
بالحسنة ؛ عملا بقول الله تـعــالى ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)
والوالدان أولى بالإحسان من غيرهما ولقول الله
تعالى ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )
ثــانــيــا : طاعة الوالدين في المعروف واجبة عــلى
ولديهما ما لم يأمرا بمعصية ، فـــإذا أمـــرا بمعصية
« فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق » لقول الله
تعالى ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ
لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ) وقــوله
سبحانه(وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ
بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً )
وثبت عن النبي صلى الله عليــه وسلــم أنــه قــال :
«لا طــاعــة لمخلوق فـي معصية الخالق » رواه
الإمام أحمد .
ولهــذا فــإذا أمر الوالدان ولدهما بفعل معصية مـــن
شرك بالله عز وجل ، أو شرب خمر ، أو سفور ، أو
تشبه بالكفار من اليهود والنصارى وغيرهم ونحــو
ذلك مـــن المعاصي ، أو أمــر الوالدان ولدهما بترك
فرض مــن الصلوات الخمس المفروضة ، أو عـــدم
أدائها من البنين في المساجد ،ونحو ذلك مما أوجبه
الله على عباده - فإنه لا يجوز للولد طاعتهما فـــــي
شــيء مــن ذلك ، ويبقى للوالدين عــــلى الولد حق
الصحبة بالمعروف والبر ، مـــن غيـــر طاعة فـــي
معصية أو في ترك واجبا ، أمـا ما يتعلق بطاعتهما
فــي الأمور المباحة والعادية ، وفــي أمــر التزويج
والطلاق ، فهـذا يعود إلى تقدير المصالح والمضار
والمقابلة بينها ، فإذا أمر الوالدان ولدهما بشـــيء
من ذلك منعا أو إيجابا ، والمصلحة فـي مخالفتهما
فلا حرج على الولد في ذلك ،بلطف وحسن معاملة؛
لعموم قوله صلى الله عليه وسلم« أنتم أعلم بأمور
دنياكم » ولا يكــون الولد عاقا بذلك ، وإذا كـــانت
المصلحة راجحة في طاعتهما في شيء مـــن ذلك
ففـــي طــــاعة الولد لهــما الخيـــر والبركة والبر
والإحسان ، والوالدان هما أولى الناس بنصح
ولدهما والحرص على نفعه .
ثـالثـــا : على الولد إذا رأى من والديه انحرافا فـــي
دينهما ؛ كالتهاون في الصلوات وارتكاب المحرمات
وكسب المال الحرام ،أن يبذل النصح لهما بأداء حق
الله عليهما ، والتزام شرعه المطهر ، ويكـــون ذلك
بالرفق واللين ، مع الدعاء لهما بالهداية ، ويحسن
التعاون مع من يساعده مــــن قريب أو صديق فيما
يصلح الحال ، فـــإن حصلت الاستجابة فالحمد لله ،
وإلا فـيستـعــيـــن الــولــــد بالله ويجـتنـب كسبهما
ومساكنتهما ، ويبقى على مصاحبتهما فــي الدنيا
معروفا متبعا سبيل مــن أناب إلــى الله تعــالــــى ،
ولا يعتبر ذلك عقوقا ، لكن لا يجوز أن يحمله ذلك
على عقوقهما والقطيعة لهما . وبالله التــوفيــــق
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء
كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المجموعة : 1 ، الجزء : 25 ، الصفحة : 132
الفتوى : 19680
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:09 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم الغبار المتطاير من الملابس النجسة
السؤال:
هل يعتبر الوبر و الغبار المتطاير من الملابس النجسة عند تحريكها نجساً ؟ وهل يعتبر ما يصيبه ذلك الوبر نجساً أيضا ؟ أرجوكم أفيدوني .
الجواب :
الحمد لله
لا يضر الإنسان ما يصيبه من غبار النجاسة أو الملابس المتنجسة ، وذلك لأمور :
1. أن هذا الغبار أو الوبر المتطاير لا يشتمل على شيء من وصف الخَبث .
2. أنها هذه الأشياء تكون في العادة جافة لا رطوبة فيها ، والنجاسة لا تنتقل إلا مع الرطوبة .
3. أن مثل هذه الغبار ، لو قدر أنه يحمل نجاسة ، فإن النجاسة التي يحملها يسيرة ، وتوقي هذا من الأمور التي يشق التحرُّز عنها عادةً .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " يُعْفَى عَمَّا يَشُقُّ الِاحْتِرَازُ عَنْهُ كَالدُّخَانِ ، وَالْغُبَارِ الْمُسْتَحِيلِ مِنْ النَّجَاسَةِ ، كَمَا يُعْفَى عَمَّا يَشُقُّ الِاحْتِرَازُ عَنْهُ مِنْ طِينِ الشَّوَارِعِ وَغُبَارِهَا ". انتهى ، " الفتاوى الكبرى" (5/312) بتصرف يسير.
وقال الخطيب الشربيني : " وَيُعْفَى عَنْ قَلِيلِ دُخَانٍ نَجِسٍ ، وَغُبَارِ سِرْجِينٍ [ أي : الزبل ] ، وَنَحْوِهِ مِمَّا تَحْمِلُهُ الرِّيحُ كَالذَّرِّ ". انتهى ، " مغني المحتاج " (1/128) بتصرف يسير.
وقال المرداوي : " يَسِيرُ دُخَانِ النَّجَاسَةِ ، وَغُبَارِهَا ، وَبُخَارِهَا : يُعْفَى عَنْهُ ، مَا لَمْ تَظْهَرْ لَهُ صِفَةٌ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ الْمَذْهَبِ ، ... وَأَطْلَقَ أَبُو الْمَعَالِي الْعَفْوَ عَنْ غُبَارِ النَّجَاسَةِ ، وَلَمْ يُقَيِّدْهُ بِالْيَسِيرِ ؛ لِأَنَّ التَّحَرُّزَ لَا سَبِيلَ إلَيْهِ .
قَالَ فِي الْفُرُوعِ : وَهَذَا مُتَوَجِّهٌ ". انتهى ، " الإنصاف " (1/333)
وللاستزادة ينظر جواب السؤال (164471).
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:10 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
تعاهد الله ولا تستطيع الوفاء ، فماذا يلزمها
السؤال :
أود أن أسأل سؤالاً ، وهو أنني عاهدت الله على أشياء معينة ، ولم أستطع الوفاء بالعهد لأنني أحياناً لا أستطيع القيام بها لأني أكون نائمة في وقت الصلاة ، أو لأي سبب آخر . وأحياناً أشعر بأنني أتكلم بطريقة خاطئة عن شخص ما ، فأستغفر الله . أرجو مساعدتي في هذا الأمر ، لأن وعودي تخرق مع الله ، وأنا اعلم أنني لا يمكنني الوفاء بها؟
الجواب :
الحمد لله
معاهدة الله من ألفاظ النذر, والنذر إن قصد به حمل النفس على فعل أمر أو تركه كان يمينا , فإذا حنث فيه الحالف وجبت عليه كفارة يمين, ولبيان ذلك يراجع جواب السؤال رقم : (38934).
وعلى هذا يلزمك أن تكفري عما تأكدت من معاهدة الله عليه إذا حنثت فيه.
لكن الأمر في شأنك لا يتعلق فقط بما يلزمك من أحكام ، وكم يلزمك من الكفارات ، فهذا أمر هين ؛ وإنما الشأن كل الشأن فيما يلزمك مع نفسك من الجد في أمر الله ، وتعظيم معصيته ، والمسارعة إلى طاعته ؛ فلا تستسلمي لخطأ تقعين فيه ، وانتهى الأمر ؛ بل لا بد لك من العودة إلى الله دائما ، والفرار إليه من مخالفته ، ولوم النفس ، وحملها على الطاعة ؛ قال الله تعالى : ( لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) القيامة/1-2، قال الشيخ السعدي رحمه الله : " نفس المؤمن تلوم صاحبها في الدنيا على ما حصل منه، من تفريط أو تقصير في حق من الحقوق " انتهى من "تفسير السعدي" (898) .
وأما إن كان عهدك مع الله على فعل واجب ، أو ترك أمر محرم : فهذا يلزمك فعله بأصل الشرع ، ويزداد تأكده في حقك إذا عاهدت ربك على المحافظة عليه ؛ ولا يعفيك من مسؤوليته أن تكفري عن العهد أو النذر ، بل يلزمك أن تأتي به أيضا ، وتحملي نفسك على طاعة الله .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:10 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث (صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا وعشرين)
السؤال :
قرأت مؤخرا الأحاديث التالية ، وأود أن أعرف مدى صحتها ، وما إذا كانت هناك أية أحاديث تدعمها ، وما إذا كانت هذه الأحاديث تتعلق بصلاة السنة التي تسبق صلاة الفرض أو تعقبها أم إنها تتعلق بجميع السنن وصلوات النفل :
( صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس بخمس وعشرين صلاة)
( فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل الصلاة المكتوبة على النفل )
وجزاكم الله خيرا .
الجواب :
الحمد لله
أولا :
لعل الحديث المقصود في السؤال هو ما يروى عن صهيب الرومي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صَلَاةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعًا حَيْثُ لَا يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلَاتَهُ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ )
أخرجه أبو يعلى في " المسند " – كما عزاه إليه ابن حجر في " المطالب العالية " (4/534)، ورواه من طريقه ابن نقطة في " إكمال الإكمال " (3/337) – وأخرجه ابن شاهين (ت385هـ) في " الترغيب في فضائل الأعمال " (ص/28)
قال أبو يعلى : حدثنا إبراهيم بن سعد ، ثنا يحيى بن صالح ، عن جابر بن غانم السلفي ، عن ابن صهيب ، عن أبيه صهيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكر الحديث .
وأما إسناد ابن شاهين فقال فيه : حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا عمرو بن عثمان الحمصي ، نا أبي ، نا جابر بن غانم ، حدثني ابن صهيب ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
وهذه أسانيد ضعيفة فيها علل مشتركة :
العلة الأولى :
لم نتمكن من تعيين ابن صهيب هذا ، فصهيب الرومي له ثلاثة من الأبناء الرواة أحدهم صالح بن صهيب ، ليس له رواية في الكتب الستة سوى ابن ماجة ، ولم نجد فيه جرحا ولا تعديلا ، لذلك وسمه الحافظ ابن حجر رحمه الله بأنه " مجهول الحال "، ينظر " تهذيب التهذيب " (4/395)، والثاني : صيفي بن صهيب ، تفرد به أيضا ابن ماجة ، ولم نجد فيه جرحا ولا تعديلا ، وإنما ذكره ابن حبان في " الثقات " ذكرا مجردا ، لذلك وصفه الحافظ ابن حجر بأنه : " مقبول "، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث . انظر : " تهذيب التهذيب " (4/441)، والثالث : حمزة بن صهيب ، ذكره ابن حبان في " الثقات " كما في " تهذيب التهذيب " (3/30)
ولم نجد في تلاميذ أحدهم راو اسمه جابر بن غانم ، وإنما ذكر في تلاميذ عبد الحميد بن صيفي بن صهيب الرومي ، كما في " تهذيب التهذيب " (6/117)، فلعل إسناد ابن شاهين الذي يقول فيه : " جابر بن غانم ، حدثني ابن صهيب ، عن أبيه ، عن جده "، أصوب وأقرب للجادة ، ولكن تبقى العلة واحدة ، وهي جهالة حال كل من عبد الحميد بن صيفي وأبيه صيفي بن صهيب .
العلة الثانية :
جابر بن غانم فليس لأحد من نقاد الرجال فيه كلام سوى ما قاله أبو حاتم رحمه الله إنه " شيخ "، كما في " الجرح والتعديل " (2/501)، وسكت عنه البخاري في " التاريخ الكبير " (2/209)، وذكره ابن حبان في " الثقات " (6/142).
وهكذا فأصل الإسناد فيه بعض الثغرات ، ولا يمكن أن يصحح الحديث أو يحكم له بالقبول وهو على هذا الحال .
لذلك قال البوصيري رحمه الله :
" التابعي لم يسم " انتهى من " إتحاف الخيرة المهرة " (2/375)
ثانيا :
الحديث الثاني الوارد في السؤال يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة )
مدار هذا الحديث على منصور بن المعتمر ، يرويه عن شيخه هلال بن يساف ، ولكن اختلف الرواة على منصور على وجهين :
فرواه قيس بن الربيع ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن صهيب بن النعمان رضي الله عنه ، مرفوعا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، كما عند الطبراني في " المعجم الكبير " (8/46)، ومن طريقه ابن الأثير في " أسد الغابة " (3/41)
ورواه كل من أبي عوانة وسفيان الثوري ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن ضمرة بن حبيب ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، موقوفا من كلام هذا الصحابي الذي أبهم اسمه ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، كما عند عبد الرزاق في " المصنف " (3/70)، وابن أبي شيبة في " المصنف " (2/60)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (4/544)
وقد رجح النقاد الوجه الثاني ؛ لأن الثوري وأبا عوانة أوثق من قيس بن الربيع ، بل إن قيسا متكلم فيه ، ضعفه علي بن المديني ، وقال فيه النسائي : ليس بثقة ، وقال ابن معين : ليس بشيء ، وقال الدارقطني : ضعيف الحديث ، ينظر : " تهذيب التهذيب " (8/394)
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" وهو غلط من قيس " انتهى من " إتحاف المهرة " (16/490)
وقال الحافظ ابن كثير بعد أن ساق رواية قيس بن الربيع :
" وهذا غريبٌ من هذا الوجه " انتهى من " جامع المسانيد " (4/345)
وأما الإسناد الموقوف فهو إسناد صحيح مقبول .
قال المنذري رحمه الله :
" إسناد جيد " انتهى من " الترغيب والترهيب " (1/171)، وصححه الشيخ الألباني موقوفا في " صحيح الترغيب والترهيب " (1/106)، وأما في " السلسلة الصحيحة " (رقم/3149) فقال إن له حكم الرفع ، غير أننا لا نرى الجزم بحكم الرفع لمثل هذا الكلام الموقوف ؛ لأن للاجتهاد فيه مدخل من جهة أن تفضيل الصلاة في السر على صلاة العلن أمر له شواهد كثيرة في الشريعة، وليس من المستبعد أن يكون ذلك من كلام الصحابي وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وتشبيه ذلك بتفضيل صلاة المكتوبة على النافلة أيضا من الاجتهاد ، يمكن أن يريد به الصحابي الجليل مطلق وجه الشبه الذي هو عظم المفاضلة بين صلاة السر وصلاة العلن ، وليس المقصود به التشبيه التام المحدد بالأعداد والأرقام .
وعلى كل حال فلا شك أن المقصود تفضيل صلاة النافلة في البيت - حيث لا مطمع لنظر الناس - على صلاة المرء على أعين الناس ، ليكون أقرب إلى الإخلاص والصدق مع الله تعالى ، وأبعد عن الرياء والسمعة ، كما قال جل وعلا في شأن الصدقات : ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) البقرة/271.
والنافلة هنا تشمل جميع النوافل التي لا يستحب فيها الجماعة كالكسوف والتراويح ، أما سائر النوافل الأخرى – سواء كانت راتبة قبلية أم بعدية أم مطلقة – فالأفضل أن تصلى في المنزل ، لعموم قوله عليه الصلاة والسلام : ( صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا المَكْتُوبَةَ ) رواه البخاري (731)، وانظر جواب السؤال رقم : (22209)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:11 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم الصلاة في مصلى بجوار المسجد بعض الصلوات لشدة الحر
السؤال:
لدينا مصلى بجوار المسجد مباشرة ، واختلف الناس في حكم صلاة بعض الفرائض فيه كالمغرب والعشاء ، فهل يجوز الصلاة فيه لشدة الحر بالمسجد في المغرب والعشاء ؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
الصلاة في المصلى المجاور للمسجد فيها تفصيل :
فإن كان أهل المسجد جميعا مع إمامهم سيؤدون المغرب والعشاء في المصلى لما ذكرت من شدة الحر ، فلا حرج في ذلك ، تحقيقا للمصلحة ، ودفعا للحرج والمشقة . والأولى : البقاء في المسجد والسعي في تهويته بالمراوح والمكيفات ، حتى لا يعطل المسجد ولو في بعض الصلوات .
وإن كان المنتقل إلى المصلى بعض المصلين لا جميعهم ، فيلزم الصلاة في المسجد ، والعدول عن الانتقال للمصلى ؛ لما في هذا الانتقال من تفريق جماعة المسلمين ، ولم يزل المسلمون يصلون في الحر والبرد .
روى مسلم (619) عَنْ خَبَّابٍ قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ فِي الرَّمْضَاءِ فَلَمْ يُشْكِنَا . أي لم يُزل شكوانا .
وروى البخاري (385) ومسلم (620) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَضَعُ أَحَدُنَا طَرَفَ الثَّوْبِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ فِي مَكَانِ السُّجُودِ .
وقد منع العلماء من بناء مسجد إلى جوار مسجد ، لغير حاجة ؛ لما فيه من تفريق المسلمين ، وجعلوه في حكم مسجد الضرار ، وإن لم يقصد الضرار .
قال ابن مفلح رحمه الله في "الفروع" (2/ 38) : " لا يبنى مسجد ضرارا , وقال محمد بن موسى : يبني مسجدا إلى جنب مسجد ؟ قال [أي الإمام أحمد] : لا يبني المساجد ليعدي بعضها بعضا , وقال صالح : قلت لأبي : كم يستحب أن يكون بين المسجدين إذا أرادوا أن يبنوا إلى جانبه مسجدا ؟ قال : لا يبنى مسجد يراد به الضرار لمسجد إلى جنبه , فإن كثر الناس حتى يضيق عليهم : فلا بأس أن يبنى ، وإن قرب من ذلك . فاتفقت الرواية أنه لا يبنى لقصد الضرار .
وإن لم يقصد ، ولا حاجة : فروايتان , رواية محمد بن موسى : لا يبنى , واختاره شيخنا [أي ابن تيمية] وأنه يجب هدمها , وقاله فيما بنى جوار جامع بني أمية . وظاهر رواية صالح : يبنى " انتهى .
قال المرداوي في "تصحيح الفروع" : " الصحيح ما اختاره الشيخ تقي الدين , والله أعلم " انتهى .
وينظر : تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد ، للجراعي ، ص 426
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره (8/ 254) : " قال علماؤنا: لا يجوز أن يبني مسجد إلى جنب مسجد، ويجب هدمه، والمنع من بنائه لئلا ينصرف أهل المسجد الأول فيبقى شاغرا، إلا أن تكون المحلة كبيرة فلا يكفي أهلها مسجد واحد ، فيبنى حينئذ " انتهى .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:11 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الشجرة النابتة على القبر دليل على صلاح صاحب القبر
الســـؤال : ألاحظ أن بعض الناس إذا رأى شجرا نبت على قبر ما يصف صاحب القبر بأنه كان على صفات مقدارها كذا وكذا , هل لنبات الأشجار على القبور شيء من العلاقة ؟
الجواب : لا أصل لهذا, وليس نبات الشجر والحشيش على القبور دليلا على صلاح أصحابها , بل ذلك ظـــن باطل , والشجر ينبت على قبور الصالحين والطالحي ولا يختص بالصالحين , فينبغي عدم الاغترار بقول من يزعم خلاف ذلك من المنحرفين وأصحاب العقائد الباطلة , والله المستعان .
المصدر : موقع الشيخ عبد العزيز بن باز
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:12 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم خروج المرأة مكتحلة
السؤال :
ما حكم جعل الكحل في عين امرأةٍ تخرج به؟ وهل يصح الوضوء عليه أم لا؟
الجواب:
ان الاكتحال إذا قُصد به الزينة فلا ينبغي أن تخرج به المرأة إلا إذا كانت مستترة ولا تبدي عينيها تماماً، وإن كان يقصد به العلاج فقط وليس على صورة الزينة فلا حرج في الخروج به.
وأما الوضوء مع الكحل فإن داخل العينين الذي فيه الكحل ليس من ظاهر الوجه الذي يجب غسله في الوضوء، ولكن إذا وصل الماء إلى الكحل فسال على البشرة فينبغي أن يُغسل ما سال عليه الكحل لئلا يكون ذلك حائلاً دون وصول الماء إلى شيء من البدن، وأما إن سال الكحل بعد الغسل فلا حرج في سيلانه.
المجيب : فضيلة الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي
http://ar.islamway.com/fatwa/12283
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:12 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الحكمة في كون النار أبدية على الكفار ؟
السؤال:
إذا ما كانت هذه الحياة فانية فلماذا يعاقب الناس بالخلود في النار وليس لمدة محددة إذا ما كانوا غير مؤمنين ؟ .
الجواب:
الحمد لله
الجواب عن عذاب النار وأنه أبدي سرمدي ، ولم لا يكون مؤقتاً : من وجوه :
1. أن هذا الاعتقاد موجود في الأديان كلها التي يعتقد أهلها بالجنة والنار .
2. أن الطاعن في هذا الاعتقاد لا يخلو من كونه أحد رجلين إما مسلم أو ملحد ، فإن كان مسلماً فلم يخالِف ؟! وإن كان ملحداً فلم يخاف ؟! فالذي يؤمن بربِّه تعالى ويؤمن بهذا الوعيد فحريٌّ به أن لا يخالف شرع الله تعالى وعليه أن يأتي بالمأمور ويترك المحظور وإلا تعرَّض لوعيد من قد آمن به ربّاً وهو يعلم أن وعيد الله حق وقد توعد ربه تعالى من مات على الكفر الأكبر أو الردة أنه يخلَّد في نار جهنَّم أبداً فعليه الحذر من ذلك وأن لا يموت إلا مسلماً كما أمره ربه تعالى ، وأما غير المؤمن بالله تعالى فلم يخاف من هذا العقاب السرمدي وهو لا يؤمن أصلاً برب ولا بجنة ولا نار ؟! وبيننا وبين هذا الملحد يوم القيامة لنرى مَن سينجيه مِن رب السموات والأرض في يوم يقول فيه خواص الناس من المرسلين " ربِّ سلِّم ربِّ سلِّم " ، وأما إن كان المعترض يهوديّاً أو نصرانيّاً فهم يعتقدون أن مخالفيهم سيخلدون في نار جهنَّم فلا نظنهم يعترضون ! فقد قال تعالى عنهم ( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى ) البقرة/ 111 ، فاليهود قالت لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديّاً ، والنصارى قالت لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيّاً ، وكل واحد منهم لا يشك أنه مهتدي ناجٍ وأن مخالفه ضال هالك ، وإذا كان حكمهم على بعضهم بعضاً فمن الأكيد سيكون حكمهم كذلك على المسلمين ! ويكفي للرد عليهم ما قاله الله عز وجل بعدها مباشرة ( تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين . بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة/ 111 ، 112 .
3. ومن أسباب استحقاق هؤلاء الكفار للخلود الأبدي في النار : ما أخبر الله تعالى به عنهم أنهم لو رُدُّوا إلى الدنيا لعادوا للكفر والضلال .
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :
"وذكر ابن القيم سفسطةً للدهريين هي قولهم : " إن الله أعدل من أن يعصيه العبد حقباً من الزمن فيعاقبه بالعذاب الأبدي " ، قالوا : " إن الإنصاف أن يعذبه قدر المدة التي عصاه فيها " .
ثم قال – في ردها - :
وأما سفسطة الدهريين التي ذكرها – أي : ابن القيم - استطراداً : فقد تولى الله تعالى الجواب عنها في محكم تنزيله ، وهو الذي يعلم المعدوم لو وُجد كيف يكون ، وقد علم في سابق علمه أن الخُبث قد تأصل في أرومة هؤلاء الخبثاء بحيث إنهم لو عُذبوا القدْر من الزمن الذي عصوا الله فيه ثم عادوا إلى الدنيا لعادوا لما يستوجبون به العذاب ، لا يستطيعون غير ذلك ، قال تعالى في سورة الأنعام ( وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ . بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) الأنعام/ 27 ، 28 "انتهى من" مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي " الشيخ أحمد بن محمد الأمين ( ص 59 ) .
4. وبحسب حال العبد في الدنيا من الطيب والخبث دواماً وانقطاعاً يكون حاله في الآخرة مع الجنة والنار .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
"ولما كان النَّاس على ثلاث طبقات : طيب لا يشينه خبث ، وخبيث لا طيب فيه ، وآخرون فيهم خبث وطيب : كانت دورهم ثلاثة : دار الطيب المحض ، ودار الخبيث المحض ، وهاتان الداران لا تفنيان ، ودار لمن معه خبث وطيب ، وهي الدار التي تفنى ، وهي دار العصاة ؛ فإنه لا يبقي في جهنم من عصاة الموحدين أحد ؛ فإنهم إذا عُذبوا بقدر جزائهم : أُخرجوا من النار فأُدخلوا الجنَّة ، ولا يبقي إلا دار الطيب المحض ودار الخبث المحض" انتهى من" الوابل الصيب " ( ص 24 ) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:12 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حال الكافر في النار ، وخلوده فيها أبد الدهر !!
هل سيعيش الكافرون في الجحيم أبد الدهر؟ فالقرآن يذكر أنهم سيحشرون عميا يوم البعث، وهل سيكونون قادرين على السمع؟ ولقد قرأت فيما أذكر أنهم سيحشرون عميا وصما وبكما، وفي النهاية كيف نوفق بين تلك الآيات والآيات التي تتحدث عن مشاهدة الكافرين للنار؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
من عقيدة أهل السنة والجماعة القول بخلود الكفار في النار أبدا ، فما هم منها بمخرجين ، ولا هي بالتي تفنى . قال الله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) النساء / 168 - 169
وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ) فاطر/ 36
وقال سبحانه :
( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ) الزخرف / 77
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
" هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروتها المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ، وأدركت من أدركت من العلماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها ، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مخالف مبتدع خارج عن الجماعة ، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق " . وساق أقوالهم إلى أن قال : " وقد خلقت الجنة وما فيها ، وخلقت النار وما فيها ؛ خلقهما الله عز وجل وخلق لهما أهلا ، ولا يفنيان ولا يفنى ما فيهما أبدا " انتهى .
ينظر : "شرح قصيدة ابن القيم" (1 / 96-97) .
وقال ابن حزم رحمه الله :
" اتفقت فرق الأمة كلها على أنه لا فناء للجنة ولا لنعيمها ، ولا للنار ولا لعذابها ، إلا جهم بن صفوان وأبا الهذيل العلاف وقوما من الروافض " انتهى .
"الفصل" (4 / 69-70)
راجع إجابة السؤال رقم : (45804) .
ثانيا :
يحشر الكافرون يوم القيامة كما وصفهم الله تعالى في قوله : ( وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ) الإسراء/97
وهذا يكون على حقيقته ، قال تعالى :
( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى )
طه / 124-126
وروى البخاري (4760) ومسلم (2806) عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : ( أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى الرِّجْلَيْنِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ ) .
وقال السعدي رحمه الله :
" يحشرهم الله على وجوههم ـ خزيا ـ عميا وبكما ، لا يبصرون ولا ينطقون " انتهى .
"تفسير السعدي" (ص 467)
ثالثا :
الحشر على هذه الصفة يكون أول الحشر ، تبكيتا لهم وإظهارا لهوانهم على الله ، ثم يجعل الله لهم بعد ذلك أسماعا وأبصارا ومنطقا ، كما قال الله تعالى : ( وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ) يونس / 54 ، وقال سبحانه : ( إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ) الفرقان / 12 ، وقال عز وجل : ( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ) الزخرف / 77 .
فلا يسمعون ولا يبصرون ولا ينطقون في مبدأ الأمر ، ثم يردّ الله تعالى إليهم أبصارهم ونطقهم وسمعهم ، فيرون النار ويسمعون زفيرها ، وينطقون بما حكى الله تعالى عنهم في غير موضع .
راجع : "أضواء البيان" (21 / 253-255)
قال ابن جرير رحمه الله :
" فإن قال قائل : وكيف وصف الله هؤلاء بأنهم يحشرون عميا وبكما وصما ، وقد قال : ( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا ) فأخبر أنهم يرون ، وقال ( إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ) فأخبر أنهم يسمعون وينطقون ؟
قيل : جائز أن يكون ما وصفهم الله به من العَمى والبكم والصمم يكون صفتهم في حال حشرهم إلى موقف القيامة ، ثم يُجعل لهم أسماع وأبصار ومنطق في أحوال أُخَر غير حال الحشر " انتهى .
"تفسير الطبري" (17 / 559) .
وقال ابن كثير رحمه الله :
" قوله: ( عُمْيًا ) أي : لا يبصرون ( وَبُكْمًا ) يعني : لا ينطقون ( وَصُمًّا ) : لا يسمعون . وهذا يكون في حال دون حال " انتهى .
"تفسير ابن كثير" (5 / 123) ، وينظر أيضا : (7 / 118) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:12 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هل كل مسلم يدخل الجنة ولو كان منافقاً أو تاركاً للصلاة أو يقع في الشرك؟
هل سيدخل جميع المسلمين ، بمن فيهم المنافقون وتاركو الصلاة ومن يقومون بالشرك ، الجنة ، بعد قضاء مدة في جهنم ؟
الجواب :
الحمد لله
ينبغي أن نعلم جيدا الأصل العام في هذا الباب ، باب دخول الجنة ، والخلود في النار ، وهو أمر مختصر ميسر ، موضح في حديث مختصر ، رواه مسلم في صحيحه (135) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا الْمُوجِبَتَانِ ؟
فَقَالَ : ( مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ) .
قال النووي رحمه الله : " َأَمَّا قَوْله ( مَا الْمُوجِبَتَانِ ؟ ) فَمَعْنَاهُ الْخَصْلَة الْمُوجِبَة لِلْجَنَّةِ , وَالْخَصْلَة الْمُوجِبَة لِلنَّارِ " انتهى .
فقد بين هذا الحديث أن الذي يوجب للعبد أن يدخل الجنة ، هو موته على التوحيد .
والذي يوجب له الخلود في النار : هو موته على الشرك .
وهو أصل قطعي ، معلوم من دين الإسلام بالضرورة ، وقد تواترت النصوص على تقريره وتأكيده . قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ) النساء/48 .
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ، في حديث الشفاعة ، وأحوال العصاة في جهنم ، أنه لا يخرج من النار إلا من مات على التوحيد ، شهادة بلسانه ، وكان في قلبه شيء من الإيمان :
( يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ مِنْ الْخَيْرِ ذَرَّةً ) . رواه البخاري (6861) ومسلم (285) .
وبناء على ذلك يمكننا أن نعلم أحوال من ورد ذكره في السؤال :
1- فمن وقع في الشرك الأكبر ، سواء كان مشركا أصليا ، كاليهود والنصارى والبوذيين ، وغيرهم من أصناف الكفار ، أو كان مسلما ثم ارتد عن الإسلام بوقوعه في الشرك الأكبر ، وهذا هو المسؤول عنه ، فإنه لا ينفعه انتسابه للإسلام ، ولا تسميه بأسماء المسلمين ، ولا ما يقوم به من أعمال الخير وغيرها ، إذا وقع في الشرك الأكبر ، ومات عليه من غير توبة . قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) الزمر/65-66 .
2-وتارك الصلاة بالكلية ، فلا يصليها لا في بيته ولا في مسجده ، ولا يشهد جمعة ولا جماعة ، هذا أيضا قد أبطل عمله ، ووقع في الكفر بتركه للصلاة بالكلية ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ـ أي الصفة الفارقة بين المسلمين والكفار ـ : الصَّلَاةُ ؛ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ) رواه الترمذي (2545) والنسائي (459) وصححه الألباني . وينظر حول كفر تارك الصلاة جواب السؤال رقم (5208) .
3-وأما المنافقون ، فإن كان المراد بهم أهل النفاق الأكبر ، الذين يظهرون في الدنيا أنهم من المؤمنين ، في حين أنهم يسرون الكفر في قلوبهم ، ويخفونه عن الناس ؛ فهؤلاء شر حالا من الكفار والمشركين ، ولذلك فمصيرهم في أسفل دركات جهنم ، كما قال الله تعالى : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) النساء/145 .
4-وأما إن كان المراد بالمنافقين : من وقع في شيء من النفاق العملي ، كالكذب في شيء من حديثه ، أو خيانة الأمانة ، أو الغدر في الوعد ، أو وقع في شيء من الشرك الأصغر ، كيسير الرياء ، أو الحلف بغير الله ، أو وقع في شيء من المعاصي الكبيرة ، أو الصغيرة ، فهذا لا يكفر بمجرد ذلك ، ولا يخرج به من الإسلام ، ولا يخلد به في جهنم ، إذا مات على التوحيد ؛ بل أمره إلى الله ؛ إما يعذبه بذنبه ، ثم يدخله الجنة بما معه من التوحيد ، وإما أن يتفضل عليه ابتداء ، فيدخله الجنة ، ويعفو له عن ذنبه الذي وقع فيه . روى البخاري (6933) ومسلم (1655) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ... ذَاكَ جِبْرِيلُ عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ ، فَقَالَ : بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ !! فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قُلْتُ : وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قُلْتُ : وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ ) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:13 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
كم يبلغ ملك المؤمن في الجنة ؟ وما الأعمال التي تزيد في مساحة ملكه ؟
السؤال:
كم يبلغ مُلك المؤمن في الجنة ؟ وهل ورد دليل ذكر فيه مساحة ملكه ؟ وما هي الأعمال التي تزيد في مساحة ملك المؤمن في الجنة ؟ . وجزاكم الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
أعدَّ الله تعالى الجنَّة لعباده المتقين ، وجعل عرضها كعرض السماء والأرض ، مما يدل على سعتها وعظيم مساحتها ، وإذا أكرم الله تعالى عباده فيها فهو يكرمهم بفضله ورحمته ، وفضله عظيم ورحمته واسعة ، ومن ذلك الإكرام : عظيم الملك الذي يكون لأهل الجنة ، وقد قال الله تعالى واصفاً ذلك بقوله ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ) الإنسان/ 20 ، وقد جاء في السنَّة الصحيحة بيان سعة ما لأدنى أهل الجنة منزلة وهو عشرة أضعاف الدنيا ! فكيف يكون ما لأعلاهم منزلة ؟! فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسْعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ كَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى ، فَيَقُولُ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى ، فَيَقُولُ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا – أَوْ : إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا – فَيَقُولُ : تَسْخَرُ مِنِّي – أَوْ : تَضْحَكُ مِنِّي - وَأَنْتَ الْمَلِكُ ؟! فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، وَكَانَ يَقُولُ : ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ) .
رواه البخاري ( 6202 ) ومسلم ( 186 ) .
وأما بخصوص الأعمال والطاعات التي يأتي بها المسلم لتزداد مساحة ملكه في الجنة فليس عندنا فيه شيء ثابت في السنَّة ، ولا شك أنه لو كان للمسلم مكان في الجنة بمقدار سوط ، أو بمقدار قوس ، لكان خيراً له من الدنيا وما عليها ، كما صحَّ بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( مَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ) رواه البخاري ( 2735 ) ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ فِى الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَوْ تَغْرُبُ ) رواه البخاري ( 2643 ) .
( قاب قوس ) هو ما بين مقبضه وطرفه ، والمعنى : أن مقدار ذلك من الجنة خير من الدنيا وما فيها ، ومثله يقال في " موضع السوط " .
وقد ثبت في السنَّة الصحيحة أن خيمة المؤمن في الجنة طولها ستون ميلاً ، فكم ستكون مساحة ملكه إذا كان هذا هو طول خيمة واحدة ؟! فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ الْمُؤْمِنُ فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا ) رواه البخاري ( 4598 ) ومسلم ( 2838 ) ، وفي لفظ عندهما ( عَرضُهَا سِتُّونَ مِيلًا ) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:13 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الجنة درجات ؟ وهل يزور أهل الدرجات الدنيا أهل الدرجات العليا ؟
السؤال: الناس في الجنة مراتب متفاوتة ، فمنهم في مكانة عالية ، وبعضهم في مكانة أقل ، وبعضهم أقل ، وهكذا ، فهل يستطيع الذي في المكانة الأقل أن يحصل على نفس ما يحصل عليه الذي فوقه ؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
مما يعتقده المسلمون أن الجنة درجات ، وأن الله قد وعد الطائعين بمنازل في الجنة إن هم قاموا بما حثَّهم عليه من تلك الطاعات ، وما ذلك التفاضل بين أهل الجنة في المنازل والدرجات إلا بسبب تفاضلهم في أعمال الطاعات في الدنيا .
قال تعالى : ( انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ) الإسراء/ 21 ، وقال تعالى : ( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ) الأنعام/ من الآية132 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
والجنَّة درجات ، متفاضلة تفاضلاً عظيماً ، وأولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات : بحسب إيمانهم ، وتقواهم .
" مجموع الفتاوى " ( 11 / 188 ) ، وينظر: " تفسير السعدي " ( ص 274 ) .
وقد فصلنا القول في جواب السؤال رقم ( 27075 ) في الأعمال التي يحصل بها المسلم الدرجات في الجنة ، فلينظر .
ثانياً:
مما لا شك فيه أن أهل الجنة يتفاوتون في النعيم في الجنان ، بحسب درجتهم فيها ، فليس من يسكن " الفردوس " كمن يسكن في الجنان دونها .
وقد ذكر الله تعالى وصفاً لجنان من خاف مقامه سبحانه وتعالى ، فقال : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ . فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) الرحمن/ 46 – 48 ، فوصفهما ، ثم قال تعالى : ( وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ) الرحمن/ 62 ، فتبين به اختلاف الجنان بعضها عن بعض بحسب أعمال أهلها ، ومنزلتهم عند ربهم .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ قَالَ بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ ) .
رواه البخاري ( 3083 ) ومسلم ( 2831 ) .
وفي رواية : ( إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا ) .
رواه الترمذي ( 3658 ) ، وحسَّنه ، وابن ماجه ( 96 ) ، من حديث أبي سعيد ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
قال القرطبي – رحمه الله - :
اعلم أن هذه الغرف مختلفة في العلو ، والصفة ، بحسب اختلاف أصحابها في الأعمال ، فبعضها أعلى من بعض ، وأرفع .
وقوله ( الغائر من المشرق أو المغرب ) يروى بالياء اسم فاعل ، من غار ، وروي " الغابر " بالباء بواحدة ، ومعناه الذاهب ، أو الباقي، ويعني به : أن الكوكب حالة طلوعه ، وغروبه بعيد عن الأبصار ، فيظهر صغيراً لبعده ، وقد بيَّنه بقوله ( من المشرق أو المغرب ) و قد روي العازب بالعين المهملة والزاي ، أي : البعيد ، ومعانيها كلها متقاربة المعنى .
" التذكرة في أحوال الموتى والدار الآخرة " ( ص 398 ) .
ثالثاً:
ما سبق ذكره يبين بوضوح أنه لا يستطيع أهل الدرجات الدنيا تحصيل ما في الدرجات العلى ؛ لعدم قيامهم بما استحقوا من أجله تلك الدرجات ، ولو اشترك أهل الجنان بالنعيم الذي أعده الله لمن هو فوقهم : لما كان للتفاوت في المنازل والدرجات حكمة ! ومن عظيم عدل الله تعالى أن لا يساوي بين المستحقين للجنة في الدرجة والنعيم ؛ فالتفاضل بين الناس في الدنيا في الإيمان والطاعات يؤدي إلى التفاضل في المنازل والدرجات عنده سبحانه وتعالى .
قال القرطبي – رحمه الله - :
وقوله : ( والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ) ولم يذكر عملاً ، ولا شيئاً سوى الإيمان ، والتصديق للمرسلين ؛ وذلك ليُعلم أنه عنى الإيمان البالغ ، وتصديق المرسلين من غير سؤال آية ، ولا تلجلج ، وإلا فكيف تُنال الغرفات بالإيمان والتصديق الذي للعامة ؟! ولو كان كذلك : كان جميع الموحدين في أعالي الغرفات ، وأرفع الدرجات ، وهذا محال .
" التذكرة " ( ص 398 ) .
رابعا :
ليس ثمة حسد في الجنة ولا بغضاء ، وفي ذلك قال تعالى ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ) الحجر/ 47 .
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، لاَ يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلاَ يَمْتَخِطُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ ، مِنَ الْحُسْنِ ، لاَ اخْتِلاَفَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَبَاغُضَ ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) .
رواه البخاري ( 3073 ) ومسلم ( 2834 ) .
بل تأمل هذا الحديث :
عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً وَيَكْبُو مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً ، فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ : تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ) .
رواه مسلم (274) .
فهذا حال آخر أهل النار خروجا من النار ، وآخر أهل الجنة خروجا من الجنة ، يرى أن نال شيئا لم ينله أحد من الأولين والآخرين ، وهو لم يدخل الجنة بعد ؛ فكيف إذا دخلها ؟!
قال ابن عطية الأندلسي – رحمه الله - :
وكلُّ مَن فيها قد رُزق الرضا بحاله ، وذهب عنه أن يعتقد أنه مفضول ، وإن كنَّا نحن قد علمنا من الشريعة أن أهل الجنة تختلف مراتبهم ، على قدر أعمالهم ، وعلى قدر فضل الله على من شاء .
" المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز " ( 2 / 91 ) .
وينظر: كتاب "الجنة والنار" للشيخ عمر سليمان الأشقر، حفظه الله (154-163) .
خامساً:
من فضل الله تعالى على عباده المؤمنين أنه لا يحرم عبدا من درجته في الجنة فينزله منها إلى درجة دونها ، لكن يمن على من يشاء من عباده ، فيرفع درجته فيها ، ومن أسباب هذه الرفعة :
1. شفاعة الشافعين .
وفي ذلك حديثان :
أ. عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ ) - وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ - ثُمَّ قَالَ : ( اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ ) .
رواه البخاري ( 4067 ) ومسلم ( 2498 ) .
وأبو عامر هو الأشعري ، وهو عم أبي موسى ، رضي الله عنهما .
ب. عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ ثُمَّ قَالَ : ( إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ ) فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ : ( لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ) ثُمَّ قَالَ ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ ) .
رواه مسلم ( 920 ) .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
والنوع الثاني : شفاعته صلى الله عليه وسلم لقوم من المؤمنين في زيادة الثواب ، ورفعة الدرجات .
" حاشية ابن القيم على مختصر سنن أبي داود " ( 13 / 56 ) .
واستدل – رحمه الله – على كلامه بالحديثين السابقين .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – في بيان أنواع الشفاعة - :
" النوع الثالث : الشفاعة في رفع درجات المؤمنين ، وهذه تؤخذ من دعاء المؤمنين بعضهم لبعض كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أبي سلمة ..." .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 9 / 326 ) .
2. دعاء واستغفار الولد لوالده .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَنَّى هَذَا فَيُقَالُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ ) .
رواه ابن ماجه ( 3660 ) ، وحسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1598 ) .
3. إلحاق الآباء بدرجة الأبناء والعكس .
قال تعالى ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) الطور/ 21 .
وعن ابن عباس قال : " إن الله يرفع ذرية المؤمن إلى درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه " ، وهو أثر صحيح ، له حكم الرفع ، وانظر " السلسلة الصحيحة " ( 2490 ) .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
قال عز وجل : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) الطور/21 ، الذين آمنوا واتبعتهم الذرية بالإيمان ، والذرية التي يكون إيمانها تبعاً : هي الذرية الصغار ، فيقول الله عز وجل : ( أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) أي : جعلنا ذريتهم تلحقهم في درجاتهم .
وأما الكبار الذين تزوجوا : فهم مستقلون بأنفسهم في درجاتهم في الجنة ، لا يلحقون بآبائهم ؛ لأن لهم ذرية ، فهم في مقرهم ، أما الذرية الصغار التابعون لآبائهم : فإنهم يرقَّون إلى آبائهم ، هذه الترقية لا تستلزم النقص من ثواب ودرجات الآباء ، ولهذا قال : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) ، ( ألتناهم ) يعني : نقصناهم ، يعني : أن ذريتهم تلحق بهم ، ولا يقال أخصم من درجات الآباء بقدر ما رفعتم درجات الذرية ، بل يقول : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) .
" تفسير القرآن من الحجرات إلى الحديد " ( ص 187 ) .
سادساً:
وردت بعض الأحاديث التي تدل على أن أهل الدرجات العليا ، إذا أرادوا أن يزوروا من هم دونهم : فإنهم يهبطون إليهم ، ولا يصعد أهل الدرجات الدنيا إلى أعلى ، لكنها لا تصح ؛ فمن ذلك :
1. عن أبي سلام الأسود قال : سمعتُ أبا أمامة قال : سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل يتزاور أهل الجنة ؟ قال : ( نعم ، إنه ليهبط أهل الدرجة العليا إلى أهل الدرجة السفلى ، فيحيونهم ، ويسلمون عليهم ، ولا يستطيع أهل الدرجة السفلى يصعدون إلى الأعلين ، تقصر بهم أعمالهم ) .
رواه ابن أبي حاتم في " تفسيره " ( 10 / 3371 ) .
وفيه ضعف ، فيه سعيد بن يوسف .
قال يحيى بن معين : ضعيف الحديث ، ليس بالقوي .
" الضعفاء والمتروكين " لابن الجوزي ( 1 / 327 ) .
2. عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يتزاور أهل الجنة على نوق عليها الحشايا ، فيزور أهل عليين من أسفل منهم ، ولا يزور من أسفل منهم أهل عليين إلا المتحابين في الله فإنهم يتزاورون من الجنة حيث شاؤوا ) .
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 240 ) .
وفيه : بِشر بن نُمير ، متروك ، وقد اتهم بالوضع .
قال الهيثمى – رحمه الله - :
فيه بشر بن نمير وهو متروك .
" مجمع الزوائد " ( 10 / 496 ) .
"الحشايا" : هى الفرش المحشوة .
3. ورواه أبو نعيم الأصبهاني في " صفة الجنة " برقم ( 421 ) من طريق جعفر بن الزبير ، وبشر بن نمير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة مرفوعا بنحوه .
وجعفر بن الزبير : متروك ، وقد اتهم بالوضع .
وبشر بن نمير : متروك ، كما سبق .
4. ( إذا دخل أهل الجنة الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض فيسير سرير هذا إلى سرير هذا وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعا فيتكئ هذا ويتكئ هذا فيقول أحدهما لصاحبه : تعلم متى غفر الله لنا ؟ فيقول صاحبه : نعم يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا ) .
وهو حديث ضعيف ، انظر " السلسلة الضعيفة " ( 5029 ) .
وأعلى ما تم الوقوف عليه من كلام أهل العلم في المسألة هو ما رواه أبو نعيم الأصبهاني في " صفة الجنة " ( 422 ) عن حميد بن هلال قال : بلغنا أن أهل الجنة يزور الأعلى الأسفل ، ولا يزور الأسفل الأعلى .
وحميد من التابعين ، وإسناده إليه صحيح ، فالله أعلم بحقيقة الحال .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:14 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
من كان له زوجتان وكانت إحداهما في درجة أعلى منه فهل يُلحق هو والأخرى بها ؟
السؤال : قرأت في الحديث أنه إذا كان منزلة الوالدين أعلى من منزلة الأبناء في الجنة فإن الله برحمةٍ منه وفضل يرفع الأبناء إلى درجة الوالدين ، والعكس ، وأنه أيضاً إذا كانت منزلة الزوجة ، أو الزوج أعلى أحدهما من الآخر بما قدم من أعمال أفضل : فإن الله بفضله يرفعه إلى منزلة الآخر ، ولكن السؤال هنا : إذا كان الرجل له زوجتان ، وكانت إحداهما في درجة أعلى من الأخرى : فهل تُرفع الزوجة الأقل درجة هي والزوج إلى منزلة الزوجة الأعلى درجة ، مع أنها اجتهدت في الدنيا أكثر ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
ما ذكره الأخ السائل في مقدمة سؤاله ليس عليه دليل صحيح من السنَّة ، فيما نعلم ، ولكن جاءت أثار بذلك عن الصحابة والتابعين في تفسير قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) الطور/21 .
فعن عَمْرُو بنِ مُرَّةَ قال : سَأَلْت سَعِيدَ بن جُبَيْرٍ عن هذه الآيَةِ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) قال : قال ابن عَبَّاسٍ : الْمُؤْمِنُ تُرْفَعُ له ذُرِّيَّتُهُ لِيُقِرَّ اللَّهُ عز وجل عَيْنَهُ ، وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ في الْعَمَلِ .
رواه االطحاوي في " شرح مشكل الآثار " ( 3 / 105 ) ، وصححه المحققون .
وقد ذكر الطحاوي رحمه الله أنه في حكم المرفوع ، وكذا قال الشيخ الألباني رحمه الله ، ولذلك خرجه في " السلسلة الصحيحة " ( 2490 ) .
وقد ذكرنا في جواب السؤال رقم (121192) أن الإلحاق في الجنة في الدرجات يكون لصغار الذرية ، ولمن يكون مع الأسرة في ذات البيت ، لا لمن استقل منهم بزواج .
ثانياً:
الزوجة إن كانت في الجنة في درجة أعلى من زوجها : فإن الله تعالى يجمع بينها وبين زوجها فيها ، بأن يلحقه بها في درجتها ، دون أن يُنقص من درجتها شيئاً .
وقد ذكرنا في جواب السؤال رقم (5981) أن المرأة تجتمع بزوجها وذريتهما في الجنة .
وعليه : فإن زوجها ، وأولادها منه يلتحقون بتلك المرأة الصالحة – الزوجة له ، والأم لهم – في درجتها في الجنة ؛ لتقر عينها ، وتسعد تلك الأسرة .
وفي مثل هذه الحال فإنه يصير الزوج في درجة عالية في الجنة ، ولنفرض أن له زوجة أخرى ، وأولاداً منها ، وهم دون تلك المنزلة التي صار فيها : فإنه يُرجى أن يقر الله عيونهم جميعاً بالالتقاء في تلك المنزلة العالية ، اجتماعاً لتلك الأسرة ، وتحقيقاً للسعادة التي وعدهم الله تعالى بها ، ويدل عليه ما ذكرناه من الآية ، وما أحلنا عليه من الأجوبة .
فتصير تلك الزوجة الصالحة سبباً في ارتفاع درجة زوجها ، وأولادها منه ، ثم يكون الزوج سبباً في ارتفاع درجة زوجته الأخرى ، وأولادهما .
وفضل الله تعالى عظيم ، ورحمته واسعة ، وبما قلناه يتحقق دعاء الملائكة حملة العرش في قولهم ( رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) غافر/ 8 .
ويتحقق وعد الله تعالى لهم في قوله : ( وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ . جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ) الرعد/ 22 ، 23 .
قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :
وفي هذه الآية بشرى لمن كان له سلف صالح ، أو خلَف صالح ، أو زوج صالح ، ممن تحققت فيهم هذه الصفات : أنه إذا صار إلى الجنَّة : لحِق بصالح أصوله ، أو فروعه ، أو زوجه ، وما ذكر الله هذا إلا لهذه البشرى ، كما قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شِيْءٍ ) الطور/ 21 .
والآباء يشمل الأمهات ، على طريقة التغليب ، كما قالوا : الأبوين .
" التحرير والتنوير " ( 13 / 131 ، 132 ) .
واجتماع الرجل بزوجاته في الجنة يدل عليه عموم الآيات السابقة ، كما تدل عليه آيات مخصوصة على أحد الأقوال فيها ، ومنها :
1. قوله تعالى : ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) الزخرف/ 70 .
ومعنى ( تُحبرون ) : أي : تُنعَّمون ، وتُسرُّون .
2. وقوله تعالى : ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ) يـس/ 55 ، 56 .
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير آية الزخرف - :
قوله تعالى في هذه الآية : (وأزواجكم) فيه لعلماء التفسير وجهان :
أحدهما : أن المراد بأزواجهم : نظراؤهم ، وأشباههم ، في الطاعة ، وتقوى الله ، واقتصر على هذا القول : ابن كثير .
والثاني : أن المراد بأزواجهم : نساؤهم في الجنة ؛ لأن هذا الأخير أبلغ في التنعم ، والتلذذ ، من الأول .
ولذا يكثر في القرآن ، ذكر إكرام أهل الجنة ، بكونهم مع نسائهم ، دون الامتنان عليهم بكونهم مع نظرائهم وأشباههم في الطاعة .
قال تعالى : ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ) يـس/ 55 ، 56 .
" أضواء البيان " ( 7 / 142 ) .
ونسأل الله أن يدخلنا وإياكم الجنة ، مع أهالينا ، وذرارينا ، من غير حساب ، ولا عذاب .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:14 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يحزن أهل الجنة على أقربائهم وأحبابهم وهم يُعذبون في النار ؟
نعتقد أن ساكني الجنة لن يقلقوا على أي شيء ، لكن لو أن شخصاً من عائلته ، أو محبوبه دخل النار : كيف يمكنه أن يكون سعيداً مع علمه أنهم يعاقبون ؟
الحمد لله
كتب الله لأهل الجنة السعادة ، والفرح ، والسرور ، فهم يتقلبون في نعَم الله تعالى ، ونعيمه ، بفضلٍ منه ورحمة ، وليس في الجنة حزن ، ولا هم ، ولا غم ، لأهلها ، بل هم في نعيم دائم ، وفضل عميم ، من ربهم الرحمن الرحيم .
قال تعالى : ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة/ 112 .
وقال تعالى : ( يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ) التوبة/ 21 .
ومما لا شك فيه أن بعض من يدخل الجنة سيكون له أصحاب ، وأحباب ، وأقرباء ، وأهلون ، من أهل النَّار ، فهل سينغص ذلك عليه سعادته ، ويكدِّر عليه صفو نعيمه ؟ الجواب : كلا ، لن يكون ذلك البتة ، ولم نجد شيئاً في الشرع – على حد علمنا – منصوصاً عليه في ذات المسألة ، لكننا يمكننا الجزم بما ذكرناه ، وأن لذلك أسباباً كثيرة ، منها:
1. علم أهل الجنة بالحكم الشرعي .
2. تسليمهم بالحكمة الربانية .
3. ونعيمهم وهناؤهم العظيم ينسيهم ما فيه غيرهم من المستحقين للعذاب .
ولنقف مع ما يؤيد ذلك مع موقفين اثنين :
الأول : لإبراهيم عليه السلام مع أبيه الكافر ، يوم القيامة .
والثانية : لرجل من أهل الجنَّة له صديق رآه من الجنَّة وهو في وسط جهنَّم .
أما الموقف الأول : فإن إبراهيم عليه السلام كان قد دعا ربَّه تعالى أن لا يخزيه يوم البعث ، وعندما يكون الحكم على أبيه الخلود في جهنَّم : يطلب إبراهيم عليه السلام من ربه تعالى أن يحقق له دعاءه في أبيه ، فيُؤتى بأبيه أمامه ، فيمسخه الله ضبعاً ، فيؤخذ بقوائمه ، فيُلقى في نار جهنَّم ، ويُخبر إبراهيم عليه السلام بحكم الله تعالى في عدم دخول الكفار الجنَّة ، فيسلِّم إبراهيم عليه السلام للحكم ، والحكمة .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَة ، وَعَلَى وَجْه آزَرَ قَتَرَة وَغَبَرَة ، فَيَقُول لَهُ إِبْرَاهِيم : أَلَمْ أَقُلْ لَك لَا تَعْصِنِي ؟ فَيَقُول أَبُوهُ : فَالْيَوْم لَا أَعْصِيك ، فَيَقُول إِبْرَاهِيم : يَا رَبِّ إِنَّك وَعَدْتنِي أَنْ لَا تُخْزيَني يَوْمَ يُبْعَثُونَ ، فَأَيّ خِزْي أَخْزَى مِنْ أَبِي الْأَبْعَد ، فَيَقُول اللَّه : إِنِّي حَرَّمْت الْجَنَّة عَلَى الْكَافِرِينَ ، ثُمَّ يُقَال : يَا إِبْرَاهِيم مَا تَحْتَ رِجْلَيْك ؟ اُنْظُرْ ، فَيَنْظُر ، فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُتَلَطِّخ ، فَيُؤْخَذ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّار . رواه البخاري ( 3350 ) .
الذِّيخ : ذَكَر الضِّبَاع ، وَقِيلَ : لَا يُقَال لَهُ ذِيخ إِلَّا إِذَا كَانَ كَثِير الشَّعْر .
وقيل في مسخ أبيه بضبع ملطّخ أمام إبراهيم : حتى لا يكون لإبراهيم عليه السلام تعلُّق بصورة أبيه الحقيقية وهو في نار جهنم ، وقيل : هو استجابة لدعائه ، وقيل غير ذلك ، وبكل حال : فإن هذا يصلح دليلاً على تسليم أهل الجنَّة بما قدَّره الله تعالى على المستحقين للخلود في نار جهنَّم .
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ - في الحكمةِ من مسخِ آزر على صفةِ الذيخِ - :
قيل : الحكمة في مسخه : لتنفر نفس إبراهيم منه ؛ ولئلا يبقى في النار على صورته ، فيكون فيه غضاضة على إبراهيم .
وقيل : الحكمة في مسخه ضبعاً أن الضبع من أحمق الحيوان ، وآزر كان من أحمق البشر ؛ لأنه بعد أن ظهر له من ولده من الآيات البينات أصرَّ على الكفر حتى مات ، واقتصر في مسخه على هذا الحيوان : لأنه وسط في التشويه بالنسبة إلى ما دونه ، كالكلب ، والخنزير ، وإلى ما فوقه ، كالأسد مثلاً ؛ ولأن إبراهيم بالغ في الخضوع له ، وخفض الجناح ، فأبى ، واستكبر ، وأصر على الكفر ، فعومل بصفة الذل يوم القيامة ؛ ولأن للضبع عوجا فأشير إلى أن آزر لم يستقم فيؤمن بل استمر على عوجه في الدين .
" فتح الباري " ( 8 / 500 ) .
وأما الموقف الثاني : فإن فيه صورة تكاد تكون أبلغ من الأولى ، ومطابقة للسؤال ، وهي إخبار من الله تعالى عن مؤمن من أهل الجنَّة يمكنه ربه من رؤية صديق له في وسط النَّار ، فلا يصيبه الحزن ، ولا الكدر ، بل يشكر ربه المتفضل عليه بالهداية ، والإنجاء من الكفر والنار ، ويلتفت لنعيمه الذي هو ، ويشتغل به .
قال تعالى : ( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ . يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ . أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ . قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ . فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ . قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ . وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ . قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ . فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ . قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ . وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ . أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ . إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ . إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ) الصافات/ 50 – 61 .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
ثم يقول المؤمن لإخوانه في الجنة : هل أنتم مطلعون في النار لننظر منزلة قريني هذا ، وما صار إليه ، هذا أظهر الأقوال ، وفيها قولان آخران : أحدهما : أن الملائكة تقول لهؤلاء المتذاكرين الذين يحدِّث بعضهم بعضاً : هل أنتم مطلعون ، رواه عطاء عن ابن عباس ، والثاني : أنه مِن قوله الله عز وجل لأهل الجنة ، يقول لهم : هل أنتم مطلعون ؟ .
والصحيح : القول الأول ، وأن هذا قول المؤمن لأصحابه ، ومحادثيه ، والسياق كله ، والإخبار عنه ، وعن حال قرينه .
" حادي الأرواح " ( ص 179 ) .
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله - :
( قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ) يقول المؤمن مخاطبا للكافر : والله إن كدت لتهلكني لو أطعتك . ( وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) أي : ولولا فضل الله عليَّ : لكنت مثلك في سواء الجحيم حيث أنت ، محضر معك في العذاب ، ولكنه تفضل عليَّ، ورحمني ، فهداني للإيمان ، وأرشدني إلى توحيده ( وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ) الأعراف/ 43 .
وقوله : ( أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ . إِلا مَوْتَتَنَا الأولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ) هذا من كلام المؤمن مغبطاً نفسه بما أعطاه الله من الخلد في الجنة ، والإقامة في دار الكرامة ، لا موت فيها ، ولا عذاب ؛ ولهذا قال : ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .
" تفسير ابن كثير " ( 7 / 16 ) .
هذا الذي يمكننا قوله في هذه المسألة ، وأن المؤمن يعلم حكم الله في الكفار ، ويسلم لحكمة الله تعالى ، وينسيه ما هو فيه من نعيم ، ما يكون عليه غيره من أهله وأحبابه في النار ؛ رحمة ، وفضلاً من ربه عز وجل .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:15 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا اشتهى أن يصلي الصلوات الخمس في الجنة !!
هل إن شاء الله إذا دخلت الجنة برحمة الله يمكن أن أطلب أن أصلي الصلوات الخمس في الجنة ؟
الحمد لله
أولا :
لا خلاف بين العلماء في أن الجنة ليست دار تكليف ، وإنما هي دار جزاء ، فلا تكليف فيها بالصلاة قطعا.
ثانيا :
إذا اشتهى العبد أن يصلي الصلوات الخمس أو غيرها في الجنة ، هل يكون له ذلك ؟ جوابه : أن هذا من الغيب الذي يتوقف إثباته على الدليل ، ولم نقف على ما يفيد ذلك ، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن العبادات ترفع في الجنة ولا يبقى إلا عبادة التسبيح والذكر .
قال رحمه الله : " فصل في ارتفاع العبادات في الجنة إلا عبادة الذكر فإنها دائمة : روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي قال : يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ، ولا يتمخطون ، ولا يتغوطون ، ولا يبولون ، ويكون طعامهم ذلك جشاء ورشحا كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد كما يلهمون النفس ) وفي رواية : ( التسبيح والتكبير كما تلهمون ) بالتاء ، أي تسبيحهم وتحميدهم يجري مع الأنفاس كما تلهمون أنتم النفس " انتهى من "حادي الأرواح" ص 285
والمهم أن يحرص العبد على تحصيل الأسباب التي تقربه إلى الله تعالى ، وتدخله جنته .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:16 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
امتحان أهل الفترة في الآخرة ؟
سؤالي عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : أخرج الإمام أحمد بن حنبل في " مسنده " والبيهقي في كتاب " الاعتقاد " ـ وصححه ـ عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أربعة يمتحنون يوم القيامة : رجل أصم لا يسمع شيئًا ، ورجل أحمق ، ورجل هرِم ، ورجل مات في فترة ، فأما الأصم فيقول : رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا ، وأما الأحمق فيقول : رب لقد جاء الإسلام والصبيان يقذفوني بالبعر ، وأما الهرِم فيقول : رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئًا ، وأما الذي مات في الفترة فيقول : رب ما أتاني لك رسول ، فيأخذ مواثيقهم ليطيعونه ، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار ، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ، ومن لم يدخلها يسحب إليها ) . استفساري : هل يوجد يوم القيامة امتحان ؟ وأنا الذي أعرفه أن يوم القيامة يوم الحساب فقط ، دون امتحان وابتلاء ؟ . والملاحظة الأخرى : امتحانهم يوم القيامة أن يدخلوا على النار هذا امتحان صعب جدًّا لا يخاطب العقل ؛ لأن العقل يدرك أن النار فيها خطورة ، وطبيعي الإنسان يخاف أن يدخلها بعكس امتحان في الدنيا الالتزام في تعاليم الدين الحنيفة .
الحمد لله
أولاً:
اختلف العلماء رحمهم الله في أهل الفترة – وهم من عاش في زمن لم يأتهم فيه رسول ، أو كانوا في مكان لم تصلهم فيه الدعوة – ومن في حكمهم – كأطفال المشركين - على أقوال ، وأرجح هذه الأقوال : أنهم يُمتحنون يوم القيامة ، فمن أطاع أمر الله نجا ، ومن عصاه هلك ، وقد جاءت في السنة النبوية أحاديث كثيرة يترجح هذا القول بها ، ومنها ما ذكره الأخ السائل في سؤاله ، وقد استوفاها الإمام ابن كثير في تفسيره ، عند قوله تعالى ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) الإسراء/من الآية 15 ، فلتنظر هناك لمن أراد الاستزادة والاستفادة ، ومجموع هذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً ، ويشهد أن لهذا القول ما يؤيده من السنَّة النبوية ، وهذا هو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة .
قال الإمام ابن كثير – رحمه الله - :
أحاديث هذا الباب منها ما هو صحيح ، كما قد نص على ذلك غير واحد من أئمة العلماء ، ومنها ما هو حسن ، ومنها ما هو ضعيف يقوَى بالصحيح والحسن ، وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متعاضدة على هذا النمط : أفادت الحجة عند الناظر فيها .
" تفسير ابن كثير " ( 5 / 58 ) .
وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في سياق بيان الأقوال في المسألة - :
سابعها : أنهم يُمتحنون في الآخرة بأن ترفع لهم نار ، فمن دخلها : كانت عليه برداً وسلاماً ، ومن أَبَى : عُذِّب ، أخرجه البزار من حديث أنس ، وأبي سعيد ، وأخرجه الطبراني من حديث معاذ بن جبل ، وقد صحت مسألة الامتحان في حق المجنون ، ومن مات في الفترة من طرق صحيحة ، وحكى البيهقي في " كتاب الاعتقاد " أنه المذهب الصحيح .
" فتح الباري " ( 3 / 246 ) .
ثانياً:
وقد ردَّ هذا القول بعض أهل العلم – كالإمام ابن عبد البر – وقالوا : إن الآخرة دار جزاء ، وليست دار تكليف ، وليس ثمة أوامر ونواهي في الآخرة ، وأُجيب عن هذا الاعتراض بردود مجملة ، ومفصَّلة ، وقد ردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية ، والإمام ابن كثير – وغيرهما – ردوداً مجملة ، وردَّ الإمام ابن القيم ردّاً مفصلاً أوصل وجوه الرد إلى تسعة عشر وجهاً .
أ. أما الردود المجملة : فملخصها : وجود امتحان في القبر ، وفي عرصات القيامة ، وأما كون الآخرة ليست دار تكليف فنعم ، لكن بعد استقرار أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار .
1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
والتكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء وهي الجنة والنار ، وأما عَرَصات القيامة فيمتحنون فيها كما يمتحنون في البرزخ ، فَيُقَالُ لِأَحَدِهِمْ : مَنْ رَبُّك ؟ وَمَا دِينُك ؟ وَمَنْ نَبِيُّك ؟ ، وقال تعالى : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ) الْآيَةَ ، وقد ثبت في الصحاح من غير وجه حديث تجلي الله لعباده في الموقف إذا قيل : ( لِيَتَّبِعْ كُلُّ قَوْمٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ؛ فَيَتَّبِعُ الْمُشْرِكُونَ آلِهَتَهُمْ وَيَبْقَى الْمُؤْمِنُونَ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ الرَّبُّ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيُنْكِرُونَهُ ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَهَا فَيَسْجُدُ لَهُ الْمُؤْمِنُونَ وَتَبْقَى ظُهُورُ الْمُنَافِقِينَ كَقُرُونِ الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ، وذكر قوله : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ) الْآيَةَ .
" مجموع الفتاوى " ( 4 / 303 ، 304 ) .
2. وقال الإمام ابن كثير – رحمه الله -
وقد ذكر الشيخ أبو عمر بن عبد البر النَّمَري بعض ما تقدم من أحاديث الامتحان ، ثم قال : وأحاديث هذا الباب ليست قوية ، ولا تقوم بها حجة ، وأهل العلم ينكرونها ؛ لأن الآخرة دار جزاء ، وليست دار عمل ، ولا ابتلاء ، فكيف يكلَّفون دخول النار وليس ذلك في وسع المخلوقين ، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها ؟! .
وأجاب عن ذلك ببيان قوة الأحاديث الواردة في الباب ، كما نقلناه عنه سابقا ، ثم قال : وأما قوله : " إن الآخرة دار جزاء " : فلا شك أنها دار جزاء ، ولا ينافي التكليف في عرصاتها قبل دخول الجنة أو النار ، كما حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري عن مذهب أهل السنة والجماعة مِن امتحان الأطفال ، وقد قال الله تعالى : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ ) ن/42 ، وقد ثبتت السنَّة في الصحاح وغيرها : أن المؤمنين يسجدون لله يوم القيامة ، وأما المنافق : فلا يستطيع ذلك ، ويعود ظهره طبقاً واحداً ، كلما أراد السجود : خَرَّ لقفاه .
وفي الصحيحين في الرجل الذي يكون آخر أهل النار خروجاً منها : أن الله يأخذ عهوده ومواثيقه ألا يسأل غير ما هو فيه ، ويتكرر ذلك مراراً ، ويقول الله تعالى : ( يا ابن آدم ، ما أغدرك ! ) ثم يأذن له في دخول الجنة .
وأما قوله : " وكيف يكلفهم دخول النار وليس ذلك في وسعهم ؟ " : فليس هذا بمانع من صحة الحديث ؛ فإن الله يأمر العباد يوم القيامة بالجواز على الصراط ، وهو جسر على جهنم أحدّ من السيف ، وأدق من الشعرة ، ويمرُّ المؤمنون عليه بحسب أعمالهم ، كالبرق ، وكالريح ، وكأجاويد الخيل والرِّكاب ، ومنهم الساعي ، ومنهم الماشي ، ومنهم من يحبو حبواً ، ومنهم المكدوش على وجهه في النار ، وليس ما ورد في أولئك بأعظم من هذا ، بل هذا أطم ، وأعظم .
وأيضاً : فقد ثبتت السنَّة بأن الدجال يكون معه جنَّة ونار ، وقد أمر الشارع المؤمنين الذين يدركونه أن يشرب أحدهم من الذي يرى أنه نار ، فإنه يكون عليه برداً وسلاماً ، فهذا نظير ذلك .
وأيضاً : فإن الله تعالى قد أمر بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم ، فقتل بعضهم بعضاً ، حتى قتلوا ـ فيما قيل ـ في غداة واحدة : سبعين ألفاً ، يقتل الرجل أباه ، وأخاه ، وهم في عمايةِ غمامةٍ أرسلها الله عليهم ، وذلك عقوبة لهم على عبادتهم العجل ، وهذا أيضاً شاق على النفوس جدّاً ، لا يتقاصر عما ورد في الحديث المذكور ، والله أعلم . " تفسير ابن كثير " ( 5 / 58 ) .
ب. وقد فصل ابن القيم رحمه الله وجوه الجواب السابقة ، كما أشرنا إليه ، وزاد فيها وجوها أخرى ، منها :
* أن موجب هذه الأحاديث هو الموافق للقرآن وقواعد الشرع ؛ فهي تفصيل لمَا أخبر به القرآن أنه لا يعذَّب أحد إلا بعد قيام الحجة عليه ، وهؤلاء لم تُقَم عليهم حجة الله في الدنيا ، فلا بُدَّ أن يقيم حجته عليهم ، وأحق المواطن أن تُقام فيه الحجة : يوم يقوم الأشهاد ، وتُسمع الدعاوى ، وتُقام البينات ، ويَختصم الناس بين يدي الرب ، وينطق كلُّ أحدٍ بحجته ومعذرته ، فلا تنفع الظالمين معذرتهم ، وتنفع غيرهم .
* أنه قد صحَّ بذلك القول بها عن جماعة من الصحابة ، ولم يصح عنهم إلا هذا القول ، والقول بأنهم خدَم أهل الجنة : صح عن سلمان ، وفيه حديث مرفوع ، وأحاديث الامتحان : أكثر ، وأصح ، وأشهر .
* أن أمرهم بدخول النار ليس عقوبة لهم ، وكيف يعاقبهم على غير ذنب ؟ وإنما هو امتحان واختبار لهم ، هل يطيعونه أو يعصونه ، فلو أطاعوه ودخلوها : لم تضرهم ، وكانت عليهم برداً وسلاماً ، فلما عصوه وامتنعوا من دخولها : استوجبوا عقوبةَ مخالفةِ أمرِه ، والملوك قد تمتحن مَن يُظهر طاعتهم هل هو منطوٍ عليها بباطنه ، فيأمرونه بأمرٍ شاقٍّ عليه في الظاهر ، هل يوطِّن نفسه عليه أم لا ، فإن أقدم عليه ووطن نفسه على فعله : أعفوه منه ، وإن امتنع وعصى : ألزموه به ، أو عاقبوه بما هو أشد منه .
وقد أمر الله سبحانه الخليل بذبح ولده ، ولم يكن مراده سوى توطين نفسه على الامتثال والتسليم ، وتقديم محبة الله على محبة الولد ، فلما فعل ذلك : رَفع عنه الأمر بالذبح .
وأما أن ذلك "ليس ذلك في وسع المخلوقين " فقد أجاب عنه ابن القيم من وجهين :
أحدهما : أنه في وسعهم ، وإن كان يشق عليهم ، وهؤلاء عبَّاد النار ، يتهافتون فيها ، ويُلقون أنفسهم فيها ؛ طاعةً للشيطان ، ولم يقولوا " ليس في وسعنا " ، مع تألمهم بها غاية الألم ، فعبَاد الرحمن إذا أمرهم أرحم الراحمين بطاعته باقتحامهم النار : كيف لا يكون في وسعهم ، وهو إنما يأمرهم بذلك لمصلحتهم ومنفعتهم ؟ .
الثاني : أنهم لو وطَّنوا أنفسهم على اتباع طاعته ومرضاته : لكانت عين نعيمهم ، ولم تضرَّهم شيئاً .
قال رحمه الله :
" فالسنَّة ، وأقوال الصحابة ، وموجب قواعد الشرع وأصوله : لا تُردُّ بمثل ذلك ، والله أعلم "
انظر : " أحكام أهل الذمة " ( 2 / 1148 – 1158 ) .
وهذا كلام متين ، فيه بيان المسألة وتجليتها ، ونسأل الله أن يرزقنا العلم النافع ، والعمل الصالح ، وأن يتوفانا على الإيمان .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-11-21, 08:16 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
تطهير العصاة
سمعت بأنه سيتم يوم القيامة تطهير جميع من سيدخل الجنة بأن يذهبوا للنار أولاً حتى يطهروا من سيئاتهم ثم يدخلون الجنة وسيُستثنى المسلم الذي ضمن الله له الجنة والشهيد، فهل هذا صحيح ؟.
الحمد لله
أولاً :
لعل السائل يشير إلى قول الله تعالى : { وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضيا . ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا } وهذا الخطاب لسائر الخلق ، برهم وفاجرهم ، مؤمنهم وكافرهم ، أنه ما منهم من أحد إلا سَيرِد النار ، حكماً حتمه الله على نفسه ، وأوعد به عباده ، فلا بد من نفوذه ، ولا محيد عن وقوعه .
واختُلِفَ في معنى الورود فقيل : ورودها ، حضورها للخلائق كلهم ، حتى يحصل الانزعاج من كل أحد ثم بعدُ ينجي الله المتقين .
وقيل : ورودها ، دخولها ، فتكون على المؤمنين برداً وسلاماً .
وقيل الورود هو المرور على الصراط الذي هو جسم على ظهر جهنم ، فيمر الناس على قدر أعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر ، وكالريح ، وكأجاويد الخيل ، وكأجاويد الركاب .
ومنهم من يسعى ، ومنهم من يمشي مشياً ، ومنهم من يزحف زحفاً ، ومنهم من يُخطف فيُلقى في النار ، كلٌّ بحسب تقواه ، ولهذا قال : { ثم ننجي الذين اتقوا } الله تعالى بفعل المأمور ، واجتناب المحظور { ونذر الظالمين } أنفسهم بالكفر والمعاصي { فيها جثيا } وهذا بسبب ظلمهم وكفرهم ، وجب لهم الخلود وحقَّ عليهم العذاب ، وتقطعت بهم الأسباب . انتهى من تفسير ابن سعدي ص 811
ثانياً :
لابد لمن سيدخل الجنة أن يتطهر من جميع ذنوبه قبل دخولها ، وتطهير العصاة من ذنوبهم يحصل في الدنيا والآخرة ، ففي الدنيا جعل الله لعباده طرقاً يتخلصون بها من عقوبات معاصيهم وسيئاتهم بالاستغفار والتوبة النصوح والحسنات الماحية ..
وقد تقدم الكلام على ذلك في السؤال رقم ( 13693 ) .
وأما تطهير العصاة في الآخرة فإنه يحصل بأمور :
1- دعاء المؤمنين للمؤمن مثل صلاتهم على جنازته فعن عائشة وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من ميت يصلي عليه أُمةٌ من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون إلا شُفِّعوا فيه " رواه مسلم (947)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه " رواه مسلم (948)
... فعُلم أن هذا الدعاء من أسباب المغفرة للميت .
2- ما عمله الإنسان من الصدقات الجارية في حياته فإنه ينتفع بها بعد موته .
3- ما يُعمل للميت من أعمال البر كالصدقة والحج ونحو ذلك فإن هذا ينتفع به بنصوص السنة الصحيحة الصريحة فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من مات وعليه صيام صام عنه وليه .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " رواه مسلم 1638
4- ما يحصل في القبر من الفتنة والضغطة والروعة ، فإن هذا مما يُكفر به الخطايا .
5- شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره في أهل الذنوب يوم القيامة كما قد تواترت عنه أحاديث الشفاعة مثل قوله في الحديث الصحيح شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي وقوله صلي الله عليه وسلم خيرت بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكثر أترونها للمتقين لا ولكنها للمذنبين المتلوثين الخطائين . رواه ابن ماجه 4311 وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة 3480
6- أهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها .
7- رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنْ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْئَسْ مِنْ الْجَنَّةِ وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنْ الْعَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنْ النَّارِ " رواه البخاري 6469
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ( أي ستره ) وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " رواه البخاري 2441
8- ما ثبت في الصحيحين أن المؤمنين إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض فإذا هذبوا ونقوا أُذِنَ لهم في دخول الجنة فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا . رواه البخاري 6535
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
قَوْله ( إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّار ) أَيْ نَجَوْا مِنْ السُّقُوطِ فِيهَا بَعْدَمَا جَازُوا عَلَى الصِّرَاط .
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : هَؤُلاءِ الْمُؤْمِنُونَ هُمْ الَّذِينَ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ الْقِصَاص لا يَسْتَنْفِدُ حَسَنَاتِهِمْ .
قُلْت ( الحافظ ) : وَلَعَلَّ أَصْحَاب الأَعْرَاف مِنْهُمْ عَلَى الْقَوْل الْمُرَجَّحِ آنِفًا , وَخَرَجَ مِنْ هَذَا صِنْفَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ : مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ; وَمَنْ أَوْبَقَهُ عَمَلُهُ .
أَوْبَقَهُ : أي أهلكه
قَوْله ( فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ) ... الصِّرَاط جِسْرٌ مَوْضُوعٌ عَلَى مَتْنِ ( أي : ظهر ) جَهَنَّمَ والْجَنَّة وَرَاءَ ذَلِكَ فَيَمُرُّ عَلَيْهِ النَّاسُ بِحَسَبِ أَعْمَالهمْ , فَمِنْهُمْ النَّاجِي وَهُوَ مَنْ زَادَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ أَوْ اِسْتَوَيَا أَوْ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ , وَمِنْهُمْ السَّاقِطُ وَهُوَ مَنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ إِلا مَنْ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ , فَالسَّاقِط مِنْ الْمُوَحِّدِينَ يُعَذَّبُ مَا شَاءَ اللَّه ثُمَّ يَخْرُجُ بِالشَّفَاعَةِ وَغَيْرِهَا , وَالنَّاجِي قَدْ يَكُون عَلَيْهِ تَبِعَاتٌ وَلَهُ حَسَنَات تُوَازِيهَا أَوْ تَزِيدُ عَلَيْهَا فَيُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ مَا يَعْدِلُ تَبِعَاتِهِ فَيَخْلُصُ مِنْهَا .
قَوْله ( حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا ) َهُمَا بِمَعْنَى التَّمْيِيزِ وَالتَّخْلِيصِ مِنْ التَّبِعَاتِ . انتهى
فإن لم يتطهر المسلم الموحد العاصي من معاصيه بسبب من هذه الأسباب فإنه يدخل النار ليتم تطهيره فيها ولكنه لا يخلد في النار بل يخرج بشفاعة الشافعين ورحمة أرحم الراحمين .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" أما العصاة : كقاتل النفس بغير حق والزاني والعاق لوالديه وآكل الربا وشارب المسكر إذا ماتوا على هذه المعاصي وهم مسلمون ، وهكذا أشباههم هم تحت مشيئة الله كما قال سبحانه : ( وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) فإن شاء جل وعلا عفا عنهم لأعمالهم الصالحة التي ماتوا عليها وهي توحيده وإخلاصهم لله وكونهم مسلمين أو بشفاعة الشفعاء فيهم مع توحيدهم وإخلاصهم .
وقد يعاقبهم سبحانه ولا يحصل لهم عفو فيعاقبون بإدخالهم النار وتعذيبهم فيها على قدر معاصيهم ثم يخرجون منها ، كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه يشفع للعصاة من أمته ، وأن الله يحد له حدا في ذلك عدة مرات ، يشفع ويخرج جماعة بإذن الله ثم يعود فيشفع ، ثم يعود فيشفع ، ثم يعود فيشفع عليه الصلاة والسلام ( أربع مرات ) ، وهكذا الملائكة وهكذا المؤمنون وهكذا الأفراط ( وهم الأولاد الذين ماتوا قبل البلوغ ) كلهم يشفعون ويخرج الله سبحانه من النار بشفاعتهم من شاء سبحانه وتعالى ويبقى في النار بقية من العصاة من أهل التوحيد والإسلام فيخرجهم الرب سبحانه بفضله ورحمته بدون شفاعة أحد ، ولا يبقى في النار إلا من حكم عليه القرآن بالخلود الأبدي وهم الكفار . انتهى مجموع فتاوى ومقالات ابن باز (9/380)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنْ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدْ امْتُحِشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ... رواه البخاري 6574 ومسلم 172
امْتُحِشُوا : أي احترقوا
حَمِيلِ السَّيْلِ : أي ما يحمله السيل من طين ونحوها
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلا يَحْيَوْنَ وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمْ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ أَوْ قَالَ بِخَطَايَاهُمْ فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْمًا أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ثُمَّ قِيلَ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ... رواه مسلم 185
ومعنى ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ ( أي : جماعات متفرقة )
نسأل الله أن يرحمنا برحمته ... وأن يتجاوز عنا .. والحمد لله رب العالمين
والله أعلم
المراجع :
فتاوى ابن تيمية (7/498- 501) / منهاج السنة (6/238) / فتح الباري (11/406) البحار الزاخرة 242 .
الإسلام سؤال وجواب
قناص عطفة آل فطحان
2011-11-28, 02:13 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خير يالغالي
حسان الجنوب
جعله الله في موازين حسناتك
حسان الجنوب
2011-12-02, 08:28 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خير يالغالي
حسان الجنوب
جعله الله في موازين حسناتك
جزانا الله واياكمـ خير الجزاء
اشكركـ على مروركـ أخ قنـــاص
نتمنا بأن نرى لك بصمات في القسم الأسلامي
حسان الجنوب
2011-12-02, 08:34 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يعذَّب في قبره من تكون حسناته أكثر من سيئاته في الميزان ؟
السؤال : أفهم ، وأدرك ، أن المسلم يمكن أن يُعذَّب في القبر ، لكن الذي أريد أن أعرفه هو التالي : نعلم أن الإنسان المسلم سوف توزن أعماله يوم القيامة ، فإن رجحت الحسنات على السيئات : فإن الله عز وجل سيغفر لهذا المسلم ، أو المسلمة ، ويدخله الجنة ، سؤالي هو : عندما يكون نفس هذا الإنسان المسلم في القبر , فهل سيعذَّب في قبره على الرغم من أن الله عز وجل سيغفر له يوم القيامة ؟ وهل سنُعذب في الآخرة على الرغم من أننا سندخل الجنة ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
ثبت عذاب القبر ونعيمه عند أهل السنَّة والجماعة ، كما جاء ذلك دلت في الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، وعليه أجمع سلف الأمة .
وبيان ذلك في جواب السؤال رقم : (34648) .
وتجد في جواب السؤال رقم : (47055) أن الأصل في عذاب القبر ونعيمه أنه على الروح ، وقد تتصل الروح بالبدن فيصيبه شيء من العذاب أو النعيم .
وفي جواب السؤالين (7862) و (21212) بيان أن عذاب القبر منه ما يستمر إلى قيام الساعة ، ومنه ما ينقطع .
ثانياً :
ينبغي أن يُعْلم أن كثرة الحسنات على السيئات ليست بمنجية صاحبَها من عذاب القبر بذاتها ؛ لأن الوعيد المترتب على العذاب في البرزخ ، ليس هو الوعيد المترتب على العذاب في نار جهنم ، وقد يأتي المسلم بسبب واحد من أسباب العذاب في قبره ، فيعذَّب عليها ، وله أمثال الجبال من الحسنات .
والميزان الذي توزن به أعمال الناس فيشقى بعده طوائف خفت موازينهم ، ويسعد آخرون ثقلت موزاينهم : إنما يكون في آخر المطاف ، بعد أن يقطع الناس أشواطاً في مراحل الدار الآخرة .
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله - :
والذي تدل عليه الآي ، والأخبار : أن من ثقل ميزانه : فقد نجا وسلِم ، وبالجنة أيقن ، وعلِم أنه لا يدخل النار بعد ذلك ، والله أعلم .
" التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " ( ص 272 ) .
والمسلم الذي نفترض كثرة حسناته لو وضعت في الميزان بعد موته مباشرة : لا ينجو من عذاب القبر، إن شاء الله تعذيبه على بعض سيئاته تلك ، وليتأمل الأخ السائل المسائل التالية فهي تحل الإشكال الوارد في ذهنه :
1. من كثرت حسناته على سيئاته وأجاب الملَكين في القبر عن أسئلتهم : لا يعني بالضرورة أنه ينجو من عذاب القبر إذا جاء بما يستحق عليه العذاب من سيئاته تلك ، وشاء الله أن يعذبه عليها في قبره .
2. من كثرت حسناته على سيئاته ليس بالضرورة إذا رأى مقعده من الجنة في قبره ، أنه لن يعذَّب على ما شاء الله من ذنوبه ، وللعلماء في هذا قولان :
الأول : أن من ارتكب سيئات وشاء الله تعذيبه في القبر ، وهو في الآخرة من أهل الجنة : أنه يرى مقعده من الجنة باعتبار مآله .
والثاني : أنه يرى مقعده من النار باعتبار حاله .
وينظر جواب رقم : (121628) فهو مهم .
وعليه :
فإن زيادة حسنات العبد على سيئاته ، ليس بمانع من أن يعذب في قبره على بعض ذنوبه التي ورد الوعيد لفاعلها بالعذاب في قبره . مثل عقوبة المرابي وأنه يسبح في نهر دم ، وعقوبة الزناة والزانيات ، والعقوبة على النميمة ، والغلول من الغنائم ، والكذب ، وعدم الاستبراء من البول ، وغير ذلك مما جاءت النصوص واضحة في التنصيص على معاصٍ بعينها .
وانظر تفصيل ذلك في جوابي السؤالين (46068) و (45325) .
ثالثاً :
ومن حكمة الله تعالى أنه لم يجعل الميزان أول موت العبد ؛ ويبدو لنا بعض الحكَم من ذلك نرجو أن تكون موافقة للصواب :
1. أنه يُخفف حِمل السيئات على العاصي بما يصيبه من عذاب القبر ؛ تخفيفاً عنه من عذاب جهنم ، ولا شك أن ما يصيب العاصي من عذاب القبر أهون عليه مما يصيبه من نار جهنم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
ما يحصل للمؤمن في الدنيا والبرزخ والقيامة من الآلام التي هي عذاب : فإن ذلك يُكفِّر الله به خطاياه ، كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا حزَن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله به من خطاياه ) .
" مجموع الفتاوى " ( 24 / 375 ) .
قال رحمه الله :
السبب الثامن : ما يحصل في القبر ، من الفتنة ، والضغطة ، والروعة ، فإن هذا مما يكفّر به الخطايا . " مجموع الفتاوى " ( 7 / 500 ) .
وانظر جواب السؤال رقم : (7861) .
2. أنه ليس كل مَن جاء بحسنات تبقى معه حتى يدخل بها الجنة ، ولا من جاء بسيئات تبقى معه حتى يدخل بسببها النار ، فثمة ما يُسمَّى " المقاصة " ، وهو أخذ أصحاب الحقوق من حسنات من ظلمهم ، أو إلقاء سيئاتهم عليه ، كما في حديث " المفلس " الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه ، وهذا إنما يكون قبل الميزان .
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله - :
و أما المخلِّطون : فحسناتهم توضع في الكفة النيرة ، وسيئاتهم في الكفة المظلمة ، فيكون لكبائرهم ثقل ؛ فإن كانت الحسنات أثقل ، ولو بصؤابة – وهي بيضة القَمْل - : دخل الجنة ، وإن كانت السيئات أثقل ، ولو بصؤابة : دخل النار ، إلا أن يغفر الله ، وإن تساويا : كان من أصحاب الأعراف ، هذا إن كانت الكبائر فيما بينه وبين الله ، وأما إن كانت عليه تبعات ، وكانت له حسنات كثيرة : فإنه ينقص من ثواب حسناته بقدر جزاء السيئات ؛ لكثرة ما عليه من التبعات ، فيحمل عليه مِن أوزار مَن ظلمه ، ثم يعذب على الجميع ، هذا ما تقتضيه الأخبار .
" التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " ( ص 269 ، 270 ) .
3. أنه لم تنقطع الحسنات ، ولا السيئات بالموت ، بل ثمة " حسنات جارية " ، و " سيئات جارية " ، فالأول : كمن تصدَّق بصدقة جارية ، أو علَّم علماً نافعاً ، أو دلَّ غيره على عمل صالحٍ ، أو كان له ذرية يعملون بعد موته بطاعات ، وكل ذلك مما يجعل للميت مجالاً لزيادة الحسنات ، وأما الثاني : فهو لمن دلَّ غيره على عمل فاسد ، أو ابتدع بدعة ، وغير ذلك مما تجري سيئات أعمالهم على فاعلها ، وعلى الميت ، الذي كان سبباً في فعل تلك السيئات والبدع .
وبه يُعلم أنه ليس بالموت يقف " عدَّاد " الحسنات ، والسيئات ، ولذا نرى عظيم الحكمة في عدم اعتبار الميزان أول موت المسلم ، بل لا يكون ذلك إلا في آخر المطاف ، وبعدها يكون دخول الجنة ، أو النار ، وعندها يمكن للمسلم أن يفهم معنى قوله تعالى ( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الأعراف/ 8 ، وقوله ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ) القارعة/ 6 ، 7 .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-12-02, 08:35 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي اللغة التي سيخاطب الناس بها في عالم البرزخ ؟
العديد من اللغات لغات عالمية ، فما هي اللغة التي ستسأل بها الملائكة في القبر، والتي يستطيع كل فرد أن يجيب عليها ؟
الحمد لله
وقفنا في هذه المسألة على أقوال ثلاثة :
القول الأول : أنه يُسأل باللغة السريانية .
قاله البلقيني – كما نقله عنه تلميذه السيوطي في رسالته "شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور" – ولم يذكر له أي دليل يمكن الاعتماد عليه .
القول الثاني : يُسأل باللغة العربية .
نص عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله : ويمكن الاستدلال له بظواهر الأحاديث الواردة ، فقد جاءت تصف ما يكون في البرزخ باللغة العربية ، ولا مانع من كونها على الحقيقة ، ويلهم الله جميع مَن يُفتن في قبره فهمَ هذه اللغة والجواب بها .
يقول ابن حجر رحمه الله :
" وأما سؤال الملكين فظاهر الحديث الصحيح أنه بالعربي ؛ لأن فيه أنهما يقولان له : ( ما علمك بهذا الرجل ) إلى آخر الحديث ، ويحتمل مع ذلك أن يكون خطاب كل أحد بلسانه " انتهى .
"الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع" (ص/122) .
القول الثالث : يسأل بلغة يفهمها .
ذكره ابن حجر احتمالا كما سبق في كلامه .
وبه تفتي اللجنة الدائمة ، والشيخ ابن عثيمين رحمهم الله جميعا .
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/450) : " إذا مات الإنسان ودفن جاءه ملكان وسألاه عن ربه ونبيه ودينه بلغة يفهمها " انتهى .
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" قال بعض العلماء : يُسأل بالسريانية ، سبحان الله ! السريانية لغة النصارى ، والظاهر - والله أعلم - أن هذا القول مأخوذٌ من النصارى ؛ لأجل أن يفتخروا ويقولوا لغتنا لغة السؤال في القبر لكل ميت .
والذي يظهر أنه يُسأل بما يفهم : إن كان من العرب فباللغة العربية ، إن كان من غير العرب فبلغته " انتهى .
"شرح العقيدة السفارينية" (ص/435) دار الوطن .
والأولى في نظرنا السكوت عن ذلك كله حيث لم يرد فيه نص صحيح ، والاشتغال بمثل هذه التفاصيل مما لا منفعة فيه للسائل في أمر دينه ودنياه ، ويكفيه من ذلك أن يؤمن أنه يُسأل في قبره ، وأن يسأل الله أن يوفقه للعمل بطاعته ، وأن يلهمه الجواب ، ويثبته عند السؤال .
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله السؤال الآتي :
" بماذا يخاطب الناس يوم البعث ؟ وهل يخاطبهم اللّه تعالى بلسان العرب ؟ وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية , وأن لسان أهل الجنة العربية ؟
فأجاب رحمه الله :
لا يعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ , ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا ؛ لأن اللّه تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك , ولا رسوله عليه الصلاة والسلام ، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهَنَّمِيِّين ، ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي , ولا نعلم نزاعًا في ذلك بين الصحابة رضي اللّه عنهم ، بل كلهم يكفون عن ذلك ؛ لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول , .. ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين .
فقال ناس : يتخاطبون بالعربية . وقال آخرون : إلا أهل النار , فإنهم يجيبون بالفارسية , وهي لغتهم في النار . وقال آخرون : يتخاطبون بالسريانية ؛ لأنها لغة آدم , وعنها تفرعت اللغات . وقال آخرون : إلا أهل الجنة , فإنهم يتكلمون بالعربية .
وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها , لا من طريق عقل ولا نقل , بل هي دعاوى عارية عن الأدلة , واللّه سبحانه وتعالى أعلم وأحكم " انتهى .
"مجموع الفتاوى" (4/300) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-12-02, 08:35 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هل حوسب بعض الناس وأدخلوا الجنة أو النار ؟
متى يبدأ الحساب ، أهو عند نزول القبر أم يوم القيامة ، وقد علمنا أن هناك بعض الأشخاص دخلوا الجنة أمثال ماشطة بنات فرعون وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة ، وأن هناك بعض الأشخاص دخلوا النار ، فكيف يكون ذلك ونحن نعلم أن أول من يدخل الجنة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
الحمد للَّه
أولا :
يجب على كل مسلم أن يعتقد أن الحساب بعد الموت حق ، وأن الجزاء يكون بعد الحساب ، قال تعالى : ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الحجر/92-93 ، وقال سبحانه : ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) الأعراف/6
ثم إن هذا الحساب يكون على مرحلتين :
المرحلة الأولى : فى القبر بعد الموت : وذلك حين يأتيه الملكان فيسألانه عن ربه ودينه ونبيه ، كما جاءت بذلك الأحاديث المتواترة ، وهي فتنة القبر التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ منها .
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُم تُفتَنُونَ فِي القُبُورِ ) رواه البخاري (1049) ومسلم (584)
يقول ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" (1/165) :
" أصل الفتنة الاختبار والامتحان " انتهى .
ونقل المناوي في "فيض القدير" (6/234) عن بعض أهل العلم قولهم :
" يحاسب المؤمن في القبر ليكون أهون عليه في الموقف ، فيمحص في البرزخ ، فيخرج وقد اقتص منه " انتهى .
ويكون بعد هذا الحساب جزاء أيضا ، فمن فاز أتاه من النعيم والسرور في قبره ، ومن خسر أصابه من العذاب والشقاء .
وكل ذلك في القبر أو في حياة البرزخ ، أما الجنة والنار فلا يدخلها أحد دخولا تاما إلا بعد المرحلة الثانية من الحساب ، وهي حساب الآخرة .
ولكن قد تدخل بعض الأرواح الجنة ، فيصيبها بعض نعيمها ، كرامة منه سبحانه وتعالى .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَيْرٌ يَعْلَقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَهُ اللَّهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ )
رواه مالك في الموطأ (1/240) وصححه ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/614)
نسمة المؤمن : روحه . يعلق : أي يأكل ويرعى .
يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه "حادي الأرواح" (48) :
" وهذا صريح في دخول الروح الجنة قبل يوم القيامة " انتهى .
كما قد تُعرض بعض الأرواح على النار ، فيصيبها من حرها وعذابها .
يقول سبحانه وتعالى :
( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) غافر/46
ومن تجاوز حساب القبر هان عليه حساب الآخرة .
عن هَانِئ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ : كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَا تَبْكِي ، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا ! فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ )
رواه الترمذي (2308) وحسنه ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
المرحلة الثانية من الحساب : بعد البعث في الآخرة ، وهو الحساب العظيم الذي يميز فيه بين أهل الجنة وأهل النار ، ويتقاص العباد فيه المظالم بينهم ، وسمي ذلك اليوم بيوم الحساب .
يقول سبحانه وتعالى :
( هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ) ص/53
وقال سبحانه :
( وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ) غافر/27
ولا يدخل أحد الجنة أو النار إلا بعد هذا الحساب ، فمن الناس من يحاسب حسابا يسيرا ، ومنهم من يحاسب حسابا عسيرا ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من يدخل الجنة الدخول الحقيقي التام في الآخرة .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَأَقُولُ : مُحَمَّدٌ . فَيَقُولُ : بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ ) رواه مسلم (197)
ثانيا :
أما ما جاء من الأحاديث التي يذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى أحدا في الجنة أو في النار ، فهي على أحد وجهين :
1- إما أنها في رؤيا المنام : كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ : ( يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ )
يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/35) :
" قال الكرماني : ظاهر الحديث أن السماع المذكور وقع في النوم ؛ لأن الجنة لا يدخلها أحد إلا بعد الموت . ويؤيد كونه وقع في المنام ما سيأتي في أول مناقب عمر من حديث جابر مرفوعا : ( رأيتني دخلت الجنة فسمعت خشفة ، فقيل هذا بلال ، ورأيت قصرا بفنائه جاريه فقيل هذا لعمر ) الحديث وبعده من حديث أبي هريرة مرفوعا : ( بينا أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر ، فقيل : هذا لعمر ) الحديث فعرف أن ذلك وقع في المنام ، وثبتت الفضيلة بذلك لبلال ؛ لأن رؤيا الأنبياء وحي ، ولذلك جزم النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك " انتهى .
2- يكشف الله للنبي صلى الله عليه وسلم ما سيكون في الأخرة حتى يراه رأي عيان أو رأي قلب ، ومنه ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج من أمور في الجنة وفي النار .
يقول الحافظ النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (6/207) :
" قال القاضي عياض : قال العلماء : تحتمل أنه رآهما رؤية عين ، كشف الله تعالى عنهما ، وأزال الحجب بينه وبينهما ، كما فرج له عن المسجد الأقصى حين وصفه .
قالوا : ويحتمل أن يكون رؤية علم وعرض وحي ، باطلاعه وتعريفه من أمورها تفصيلا ما لم يعرفه قبل ذلك .
قال القاضي : والتأويل الأول أولى وأشبه بألفاظ الحديث ، لما فيه من الأمور الدالة على رؤية العين كتناوله صلى الله عليه وسلم العنقود ، وتأخره مخافة أن يصيبه لفح النار " انتهى .
انظر جواب السؤال رقم (4003) ، (5643) ، (12478) ، (14526)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-12-02, 08:36 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يستمر عذاب القبر إلى قيام الساعة
أود أن أسال عن سؤال القبر : ( بعد أن يفرغ الملكان من سؤال الإنسان في قبره .. هل يبقى الفاجر يُعَذَّبُ في قبره إلى قيام الساعة .. وأيضاً هل يبقى المؤمن في نعيم إلى قيام الساعة .. أم أنه مجرد يوم واحد وسينتهي ويصبح بعدها الإنسان جثة هامدة وأيضاً هل هناك دليل على أن الإنسان في قبره ينتقل إلى حياة أخرى تستمر إلى قيام الساعة .. أجيبوني يرحمكم الله ) .
الحمد لله
الحياة التي يعيشها الإنسان تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
1- الحياة الدنيا ، والتي تنتهي بالموت .
2- حياة البرزخ ، وهي التي تكون بعد الموت إلى قيام الساعة .
3- حياة الآخرة ، وهي التي تكون بعد قيام الناس من قبورهم إما إلى جنةٍ ، نسأل الله من فضله ، وإما إلى نار والعياذ بالله .
فالحياة البرزخية هي التي تكون بعد موت الإنسان إلى بعثه ، وسواء قُبِر أو لم يُقبر أو احترق أو أكلته السباع ، والذي يدل على هذه الحياة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت بعدما يوضع في قبره يسمع قرع نعال أهله ، كما جاء في الحديث .
وهذه الحياة إما أن تكون نعيماً وإما أن تكون جحيماً ، والقبر فيها إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران .
والذي يدل على النعيم والعذاب فيها ، قول الله تعالى عن قوم فرعون : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) سورة غافر/46 ، قال ابن مسعود : إن أرواح آل فرعون ومن كان مثلهم من الكفار تحشر عن النار بالغداة والعشي فيقال هذه داركم .
قال ابن كثير: وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور .
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 82 ) .
قال القرطبي : و احتج بعض أهل العلم في إثبات عذاب القبر بقوله: ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ) كذلك قال مجاهد وعكرمة ومقاتل ومحمد بن كعب كلهم قال: هذه الآية تدل على عذاب القبر , ألا تراه يقول عن عذاب الآخرة : ( ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) . " تفسير القرطبي " ( 15 / 319 ) .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَإِنَّهُ يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ ) رواه البخاري ( بدء الخلق/3001 ) ومسلم ( الجنة وصفة نعيمها / 2866 ) .
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ يَهُودِيَّةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا فَذَكَرَتْ عَذَابَ الْقَبْرِ فَقَالَتْ لَهَا : أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ . فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَقَالَ : نَعَمْ عَذَابُ الْقَبْرِ . قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) رواه البخاري (الجنائز/1283) ومسلم ( الكسوف / 903 ) .
فهذه الآيات والأحاديث تدل على إثبات عذاب القبر واستمراره في حق بعض الناس .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن عذاب القبر :
أما إن كان الإنسان كافراً والعياذ بالله فإنه لا طريق إلى وصول النعيم إليه أبداً ، ويكون عذابه مستمراً ، وأما إن كان عاصياً وهو مؤمن فإنه إذا عذِّب في قبره يعذَّب بقدر ذنوبه ، وربما يكون عذاب ذنوبه أقل من البرزخ الذي بين موته وقيام الساعة ، وحينئذ يكون منقطعاً . أهـ " الشرح الممتع " ج/3 ص/253 .
وانظر جواب سؤال رقم ( 7862 ) ففيه زيادة بيان
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
حسان الجنوب
2011-12-02, 08:36 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
صور من عذاب القبر
ما هي أنواع العذاب في القبر ؟.
الحمد لله
يتنوع العذاب في القبر بحسب الذنب الذي اقترفه صاحبه في الدنيا ، سواء كان للكفار أو للعصاة ، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بوصف هذا العذاب في القبور لأهل هذه الذنوب ، ومنها :
1- الضرب بمطرقة من حديد
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين .
رواه البخاري ( 1273 ) .
7 - 2- يفرش له قبره ناراً ، ويلبس ناراً ، ويفتح له باب إلى النار ، ويضيَّق عليه قبره ، ويضرب بمطرقة عظيمة لو ضرب بها جبل لصار ترابا ، ويبشر بالعذاب في الآخرة ، ولذلك يتمنى ألا تقوم الساعة .
روى أحمد (17803) وأبو داود (4753) عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا . . . - ثُمَّ ذكر صفة قبض روح المؤمن ونعيمه في القبر ثم قال - : وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ قَالَ فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلإٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ إِلا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلا يُفْتَحُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ : ( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاعُهُ ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَى أَبْكَمُ مَعَهُ مِرْزَبَّةٌ مِنْ حَدِيدٍ لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ لَصَارَ تُرَابًا قَالَ فَيَضْرِبُهُ بِهَا ضَرْبَةً يَسْمَعُهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ إِلا الثَّقَلَيْنِ فَيَصِيرُ تُرَابًا قَالَ ثُمَّ تُعَادُ فِيهِ الرُّوحُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ رَبِّ لا تُقِمْ السَّاعَةَ .
والحديث : صححه الشيخ الألباني في " أحكام الجنائز " ( ص 156 ) .
8- الخسف في الأرض
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة " . رواه البخاري ( 5343 ) ومسلم ( 3894 ) .
يتجلجل : يغوص ويضطرب .
9- شق جانبي الفم إلى القفا
10- رضخ الرأس بالحجارة
11- الحرق في تنور من نار
12- السباحة في نهر من دم مع الضرب بالحجارة
روى البخاري (1386) (7047) عن سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لِأَصْحَابِهِ : هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا ؟ قَالَ : فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ : إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي ، وَإِنَّهُمَا قَالا لِي : انْطَلِقْ ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا ، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ فَيَتَهَدْهَدُ الْحَجَرُ هَا هُنَا فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ ، فَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى . قُلْتُ لَهُمَا : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ ؟ قَالَ قَالا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ . فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيَشُقُّ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ . ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى . قُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَا هَذَانِ ؟ قَالا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ . فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ ، فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا [أي ارتفعت أصواتهم] . قُلْتُ لَهُمَا : مَا هَؤُلاءِ ؟ قَالا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ . قَالَ : فَانْطَلَقْنَا ، فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً ، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ ، فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا ، فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ ، كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا . قُلْتُ لَهُمَا : مَا هَذَانِ ؟ قَالا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ . . . ثم ذكر الحديث
فقال : قُلْتُ لَهُمَا : فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ ؟ قَالَ قَالَا لِي : أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ ، أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ ، وَيَنَامُ عَنْ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ . يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشّقُّ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ . فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ ، فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي .
وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا .
الكلُّوب : حديدة معوجة الرأس . الشدق : جانب الفم . يشدخ : يشج . تدهده : تدحرج .
قال الحافظ ابن حجر :
وفيه : أن بعض العصاة يعذَّبون في البرزخ اهـ . فتح الباري ( 12 / 445 ) .
12- اشتعال المال المسروق من الغنائم على صاحبه
روى البخاري (4234) ومسلم (115) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلا وَرِقًا غَنِمْنَا الْمَتَاعَ وَالطَّعَامَ وَالثِّيَابَ ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الْوَادِي وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ لَهُ يُدْعَى رِفَاعَةَ بْنَ زَيْدٍ فَلَمَّا نَزَلْنَا الْوَادِي قَامَ عَبْدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُلُّ رَحْلَهُ فَرُمِيَ بِسَهْمٍ فَكَانَ فِيهِ حَتْفُهُ فَقُلْنَا هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَلَّا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ الشَّمْلَةَ لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ نَارًا أَخَذَهَا مِنْ الْغَنَائِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ. قَالَ : فَفَزِعَ النَّاسُ فَجَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَيْنِ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَصَبْتُ يَوْمَ خَيْبَرَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ.
13- ومع هذا العذاب الحسي هناك أيضاً عذاب معنوي (نفسي) وهو أن الكافر يُرى في قبره مقعده من الجنة لو أطاع الله ، فيزداد بذلك حسرة وألما لما يرى من عظم النعيم الذي فاته .
روى أحمد (10577) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِنَازَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَإِذَا الإِنْسَانُ دُفِنَ فَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ جَاءَهُ مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِطْرَاقٌ فَأَقْعَدَهُ قَالَ مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ صَدَقْتَ ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ فَيَقُولُ هَذَا كَانَ مَنْزِلُكَ لَوْ كَفَرْتَ بِرَبِّكَ فَأَمَّا إِذْ آمَنْتَ فَهَذَا مَنْزِلُكَ فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَيُرِيدُ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهِ فَيَقُولُ لَهُ اسْكُنْ وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَإِنْ كَانَ كَافِرًا أَوْ مُنَافِقًا يَقُولُ لَهُ مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ فَيَقُولَ لا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَيَقُولُ لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ وَلا اهْتَدَيْتَ ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَقُولُ هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ آمَنْتَ بِرَبِّكَ فَأَمَّا إِذْ كَفَرْتَ بِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبْدَلَكَ بِهِ هَذَا وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ ثُمَّ يَقْمَعُهُ قَمْعَةً بِالْمِطْرَاقِ يَسْمَعُهَا خَلْقُ اللَّهِ كُلُّهُمْ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحَدٌ يَقُومُ عَلَيْهِ مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِطْرَاقٌ إِلا هُبِلَ عِنْدَ ذَلِكَ [أي ذهل] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِت . صححه الألباني في تحقيق كتاب السنة لابن أبي عاصم (865) .
فهذا بعض ما يحصل في القبر من أنواع العذاب لبعض العصاة .
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من عذاب القبر .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-12-02, 08:37 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب عذاب القبر
أريد أن أسأل عن الذنوب التي يعذب من فعلها عليها في القبر .؟
الحمد لله
الأسباب التي يعذب بها أصحابها في القبور كثيرة ، وقد جمعها ابن القيم رحمه الله فقال : " وقد يتساءل البعض عن " الأسباب التي يُعذب بها أصحاب القبور ؟
وجوابها من وجهين :
مجمل ومفصل :
أما المجمل فإنهم يعذبون على جهلهم بالله وإضاعتهم لأمره ، وارتكابهم لمعاصيه ، فلا يُعذب الله روحاً عرفته وأحبته وامتثلت أمره واجتنبت نهيه ، ولا بدناً كانت فيه أبدا ؛
فإن عذاب القبر وعذاب الآخرة أثرُ غضبِ الله وسخطه على عبده ، فمن أغضب الله وأسخطه في هذه الدار ثم لم يتب ومات على ذلك كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه ، فمستقل ومستكثر ، ومصدق ومكذب .
وأما الجواب المفصل :
فقد أخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الرجلين الذين رآهما يعذبان في قبورهما ، يمشى أحدهما بالنميمة بين الناس ، ويترك الآخر الاستبراء من البول ، فهذا ترك الطهارة الواجبة ، وذلك ارتكب السبب الموقع للعداوة بين الناس بلسانه وإن كان صادقا ..
وفي هذا تنبيه على أن الموقع بينهم العداوة بالكذب والزور والبهتان أعظم عذابا ..
كما أن في ترك الاستبراء من البول تنبيها على أن من ترك الصلاة التي الاستبراء من البول بعض واجباتها وشروطها فهو أشد عذابا ، وفي حديث شعبة : ( أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس )
فهذا مغتاب ، وذلك نمام .
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الذي ضُرب سوطا امتلأ القبر عليه به ناراً ، لكونه صلى صلاة واحدة بغير طهور ، ومر على مظلوم فلم ينصره .
وفي حديث سمرة في صحيح البخاري في تعذيب من يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق ..
وتعذيب من يقرأ القرآن ثم ينام عنه بالليل ولا يعمل به بالنهار ..
وتعذيب الزناة والزواني ..
وتعذيب آكل الربا كما شاهدهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في البرزخ .
وفي حديث أبى هريرة رضي الله عنه الذي فيه رضخ رؤوس أقوام بالصخر لتثاقل رؤوسهم عن الصلاة ..
والذين يسرحون بين الضريع والزقوم لتركهم زكاة أموالهم ..
والذين يأكلون اللحم المنتن الخبيث لزناهم ..
والذين تقرض شفاههم بمقاريض من حديد لقيامهم في الفتن بالكلام والخطب ..
وفي حديث أبى سعيد عقوبة أرباب تلك الجرائم ، فمنهم من بطونهم أمثال البيوت وهم أكلة الربا ..
ومنهم من تفتح أفواههم فيلقمون الجمر حتى يخرج من أسافلهم وهم أكلة أموال اليتامى ..
ومنهم المعلقات بثديهن وهن الزوانى .
ومنهم من تقطع جنوبهم ويطعمون لحومهم وهم المغتابون ..
ومنهم من لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم وهم الذين يقعون في أعراض الناس ..
وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صاحب الشملة التي غلها من المغنم أنها تشتعل ناراً في قبره ، هذا وله فيها حق ، فكيف بمن ظلم غيره ما لا حق له فيه .
فعذاب القبر عن معاصي القلب والعين والأذن والفم واللسان والبطن والفرج واليد والرجل والبدن كله :
فالنمام والكذاب والمغتاب وشاهد الزور وقاذف المحصن والموضع في الفتنة والداعي إلى البدعة والقائل على الله ورسوله ما لا علم له به والمجازف في كلامه .
وآكل الربا وآكل أموال اليتامى وآكل السحت من الرشوة ونحوها .
وآكل مال أخيه المسلم بغير حق أو مال المعاهد وشارب المسكر .
والزاني واللوطي والسارق والخائن والغادر والمخادع والماكر .
وآخذ الربا ومعطيه وكاتبه وشاهداه ، والمحلل والمحلل له والمحتال على إسقاط فرائض الله وارتكاب محارمه .
ومؤذي المسلمين ومتتبع عوراتهم .
والحاكم بغير ما أنزل الله والمفتي بغير ما شرعه الله والمعين على الإثم والعدوان .
وقاتل النفس التي حرم الله ، والملحد في حَرَم الله ، والمعطل لحقائق أسماء الله وصفاته الملحد فيها ..
والمقدم رأيه وذوقه وسياسته على سنة رسول الله .
والنائحة والمستمع إليها ، ونواحو جهنم وهم المغنون الغناء الذي حرمه الله ورسوله والمستمع إليهم .. والذين يبنون المساجد على القبور ويوقدون عليها القناديل والسرج ، والمطففون في استيفاء ما لهم إذا أخذوه وهضم ما عليهم إذا بذلوه .
والجبارون والمتكبرون والمراءون والهمازون واللمازون والطاعنون على السلف .
والذين يأتون الكهنة والمنجمين والعرافين فيسألونهم ويصدقونهم .
وأعوان الظلمة الذين قد باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم .
والذي إذا خوفته بالله وذكرته به لم يرعو ولم ينزجر , فإذا خوفته بمخلوق مثله خاف وارعوى وكف عما هو فيه .
والذى يُهدَى بكلام الله ورسوله فلا يهتدي ولا يرفع به رأسا , فإذا بلغه عمن يحسن به الظن ممن يصيب ويخطئ عض عليه بالنواجذ ولم يخالفه .
والذي يقرأ عليه القرآن فلا يؤثر فيه وربما استثقل به فإذا سمع قرآن الشيطان ورقية الزنا ومادة النفاق طاب سره وتواجد وهاج من قلبه دواعي الطرب وود أن المغنى لا يسكت .
والذي يحلف بالله ويكذب فإذا حلف بشيخه أو قريبه أو حياة من يحبه ويعظمه من المخلوقين لم يكذب ولو هدد وعوقب .
والذي يفتخر بالمعصية ويتكثر بها بين إخوانه وأضرابه وهو المجاهر .
والذي لا تأمنه على مالك وحرمتك , والفاحش اللسان البذيء الذي تركه الخلق اتقاء شره وفحشه .
والذي يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها وينقرها ولا يذكر الله فيها إلا قليلا , ولا يؤدى زكاة ماله طيبة بها نفسه , ولا يحج مع قدرته على الحج ولا يؤدى ما عليه من الحقوق مع قدرته عليها .
والذي لا يتورع في نظره ولا لفظه ولا أكله ولا خطوه ولا يبالي بما حصل من المال من حلال أو حرام .
ولا يصل رحمه ولا يرحم المسكين ولا الأرملة ولا اليتيم ولا الحيوان البهيم , بل يَدُعُّ اليتيم ، ولا يحض على طعام المسكين ، ويرائي للعالمين ، ويمنع الماعون ، ويشتغل بعيوب الناس عن عيبه , وبذنوبهم عن ذنبه .
فكل هؤلاء وأمثالهم يعذبون في قبورهم بهذه الجرائم بحسب كثرتها وقلتها وصغيرها وكبيرها .
ولما كان أكثر الناس كذلك كان أكثر أصحاب القبور معذبين والفائز منهم قليل .
فظواهر القبور تراب وبواطنها حسرات وعذاب .
ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات .
وفي باطنها الدواهى والبليات ، تغلى بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها ، ويحق لها وقد حيل بينها وبين شهواتها وأمانيها .
تالله لقد وَعَظَت فما تركت لواعظ مقالا .
ونادت : يا عمار الدنيا ، لقد عمرتم دارا موشكة بكم زوالا ، وخربتم دارا أنتم مسرعون إليها انتقالا .
عمرتم بيوتا لغيركم منافعُها وسكناها ، وخربتم بيوتا ليس لكم مساكن سواها .
هذه دار الاستباق ومستودع الأعمال وبذر الزرع ، وهذه محل للعبر ، رياض من رياض الجنة ، أو حفر من حفر النار .." انتهى من كتاب الروح (95) بتصرف يسير .
الإسلام سؤال وجواب
حسان الجنوب
2011-12-02, 08:37 PM
ما حكم قول ( كيفما أكون لا يشبهني الآخرون ) ؟
ما حكم هذه العبارة .. ومثلها يكثر في الانترنت ..
قول ( كيفما أكون لا يشبهني الآخرون ) أو ( محد سواي يشبهني ) وغيرها
هل هي كقول الله ( ليس كمثله شيء ..)
الجواب :
قد يكون هذا مِن التعالي والغرور !
وليس هو كقوله عَزّ وَجَلّ عن ذاته العَلِيّة : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ؛ لأن ما في الآية نَفْي المثلِيَّة ، وما في السؤال نَفْي الشَّبَه .
وفي " شرح مُختَصَر الروضة " : مِثْل الشيء مَا سَاوَاه مِن كُلّ وَجْه في ذَاتِه وصِفاتِه ، وَ شِبْه الشَّيء وشَبِيهه مَا كان بَيْنَه وبينه قَدْر مُشْتَرَك مِن الأوْصَاف " . اهـ .
وصِفات الناس الْخَلْقِيَّة والْخُلُقِيَّة لا تتشابه مِن كلّ وَجْـه .
والمؤمن لا يتعالَى ولا يتعاظَم في نفسه .
وقد تَعَوّذ الصَّالِحُون مِن تَعَاظُم ذَواتهم في نُفوسهم
قال عتبة بن غزوان : أعُوذ بالله أن أكون في نَفْسِي عَظيما ، وعِند الله صَغيرا . رواه مسلم .
ولَمّا ولي أبو بكر الخلافة خَطب الناس فقال : إني قَد وُلِّيتُ عَليكم ولَسْتُ بِخَيْرِكُم . فلما بلغ الحسن البصري قوله قال : هو والله خَيْرُهم غَير مُدَافَع ، ولكن الْمُؤمِن يَهْضِم نَفْسَه . رواه البيهقي في السنن الكبرى .
وقال ابن رجب : إنَّما يحتقرُ أخاه المسلم لتكبُّره عليه ، والكِبْرُ من أعظمِ خِصالِ الشَّرِّ . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
قلب الموسطه
2011-12-27, 12:30 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خير
vBulletin® v3.8.12 by vBS, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir