اسدالجنوب
2008-06-05, 08:09 PM
تأتي الذكرى ال18 للوحدة اليمنية والنفوس مشطره و75% من سكان اليمن يشعلون الشمعة على مدى 18 عام ويحتفون بمنغصات أتت بها الوحدة التي لم توفر لهم الرفاهة والمواطنة المتساوية والعيش الكريم والمياه النقية والكهرباء بل أنها جلبت لهم الاوبئه القديمة والجديدة وأشعلت الحروب والنعرات الطائفية والقبلية وتفشى الجهل بشكل غير معهود .كما برزت للعيان تجاره الأطفال و إفساد الحياة والاستحواذ على السلطة والخزينة العامة وتعزيز دور الشيخ ( المفرخ) والقبيلة وعم الظلم والجور والخوف بشكل فاضح .. وبدلا من إقامة دوله آمنه وامن غذائي تحولت دوله الوحدة إلى دوله أمنيه بوليسيه قمعيه وإرهاب لرعاياها .. ووحده الأحرار الاختيارية الحضارية سقطت أخر مقوماتها في 7/7/1994م ووصلنا إلى ما كان يتخوف منه الشهيد جار الله عمر حيث قال أنا لا أخاف على الوحدة بقدر ما أخاف أن تفرغ الوحدة من مضمونها .. نحن لا نريد ديمقراطيه ديكوريه يمنوا علينا بها نريد روح الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة كما نوه الشهيد جار الله عمر بضرورة تسويه الملعب السياسي قبل أي حوار وهو ما زال حتى اليوم معطل ومتاح للاعب واحد يلعب مع نفسه وفيها ( ضرب على الصرامح ) ولم يترك لأعضاء الفريق الواحد من اللعب بالتنافس الشريف .. تشويه متعمد لأبسط أبجديات الديمقراطية أو كما قال احد قاده اللقاء المشترك لدينا زفه والعريسان غائبان أو كما قال القداما ( نسمع جعجه و لا نرى الطحين ) المدهش أن قاده الحراك الشعبي الجنوبي شركاء الوحدة ومن سلموا وطن بشعبه و ثرواته يقبعون داخل السجون أو خارج الوطن مفارقه عجيبة قلما شهدها التاريخ حتى الحكمة والعقل غابت عن فخامة الرئيس الذي توقع كثير من المحللين أن تكون إحدى طقوس العيد ال18هو الإفراج عن المعتقلين لكن فوجئ الناس بزج العشرات الذي امتلئت بهم الزنازن الفردية والجماعية .. ويذكرني هنا قول عالم الاجتماع السياسي د. فواد الصلاحي (الوحدة غير مقدسه و إن لم تأتي بالرفاه فليست وحدة وان لم تخرجنا من العصبية القبلية والشمولية وتأخذ بالتعددية السياسية والمدنية والمواطنة المتساوية فإننا أمام أزمة حقيقية وتحدي حقيقي فالعقل الناظم غير موجود ودوله الحق غائبة .. وينبغي أن نتجاوز الطابع الاحتفالي لتناول القضايا الوطنية و السياسية الهامة التي تعمل لتزييف الوعي بديناميه الواقع السياسي والاجتماعي ومن ثم لا تشكل وعي حقيقي لدى المواطن وأضاف دكاترة الجامعة أكثر جهلا وتابعين للسلطة ويعيدون الخطاب السلفي وتتبناه وهذه بحد ذاتها كارثة ، وتسائل هل من سمع أن الدكاترة المعينون في الوظائف الوزارية لديهم أعمال علميه إن العلاقة الحزبية والأمنية هي من أوصلتهم ومن تعينهم بالجامعة ) وفعلا ما يلمسه الخاص والعام هناك دكاترة مقتدرين إلا أنهم في الواقع مهمشين وهذا في أحسن الأحوال بينما آخرين أكفاء انظموا قسرا إلى صفوف العاطلين والمصيبة أن تتحد وتفقر في دوله تجمع المال وتجوع شعبها وطارده لكوادرها .. وتشجع فقهاء السلطة ودعاة التكفير والإرهاب الفكري أمثال الذارحي والزنداني الذين صمتوا دهرا و نطقو كفرا عن كل ما يجري في البلاد وابتكروا لنا هيئه الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ليجلدوا هذا الشعب الجائع .. إنها قمة المأسه والمهزلة فإذا كان لدينا هامش و مساحه لا باس بها من حرية التعبير لا تتوفر بأي بلد عربي سوى في لبنان لكن مشكلتنا الكبرى لا حرية ما بعد التعبير تتمثل في الضرب والدهس والسجن والتعذيب النفسي والجسدي وإغلاق الصحف وتكميم الأفواه وحجب المواقع وانتهاك الحريات الخاصة و العامة و التجسس على المكالمات وضبط ومعاقبه أماكن الاتصالات كل هذا يحدث تجسيدا لعبارة ( قولوا ما شئتم وسنفعل ما نشاء ) ديمقراطيه مشوه وحرية عمياء وسلطه عرجاء و العقل في إجازة وهو ( أصل المعرفة والحرية هي أصل الأخلاق ) .. وللتأمل فانه إذا اختلف اثنان في طفل فادعى المسلم انه عبدا له ، و ادعى الذمي انه ابنه حكم ببنوته للذ مي ، لأنه بذلك يكتسب الحرية وان نشاء على غير الإسلام في حين انه اذا حكم به للمسلم فقد ينشأ على الإسلام ولكنه قد يظل عبدا فاقد لحريته . وخطورة هذا الحكم وأهميته ان ينحاز إلى الحرية بأكثر من انحيازه إلى الإسلام ويفضل للمرء أن يعيش حرا على غير الإسلام ، من أن يكون عبدا مسلما مرجحا بذلك حق الإنسان في اكتساب حريته على حق الله في أن يعتنق المرء ختام رسالته وهذا الكلام صادر عن فقيه كبير واسع المعرفة وحجه في المذهب الحنفي ( احمد أمين ابن عابدين الدمشقي المتوفي 1252هجريه ) ومن المسلمات أيضاً أن الإسلام في خدمه الإنسان وليس الإنسان في خدمه الإسلام .( ايه الله محمد حسين فضل الله ).
ولهذا أعيد القول بأننا فعلا نعاني أزمة أخلاق حقيقية في وضعنا الراهن ..
يعلم الله وحده أين يحط بنا الرحال بعد أن كثرت السيناريوهات والتحليلات وصرنا قاب قوسين أو أدنى من جرف هاوي .. فالوطن ارض وإنسان في مهب الريح إن لم يتفادى العقلاء الموقف ويقبضون على زمام الأمور من الانهيار فقد أصبحنا في أسفل القوائم العربية و العالمية في مجالات مختلفة كالتنمية والثقافة والحرية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل .. ومن يتوهم أن تعميد الوحدة بالدم سيدوم وآهم فقد يعمد الانفصال بالمثل ونفقد مرارة النضال السلمي الذي هو أهون .. وقد قال القداما لم تكن ثمة حرب عادله في عصر الربيع و الخريف وان الأمم المضطهدة ( بفتح الهاء ) والطبقات المضطهدة ( بفتح الهاء ) وحدها من تخوض حروب عادله كما وصفها الزعيم ماوتسي تونغ .. والأيام ستكشف صحة فلسفاته ومقولاته فاعتبروا يا أولي الألباب .
ولهذا أعيد القول بأننا فعلا نعاني أزمة أخلاق حقيقية في وضعنا الراهن ..
يعلم الله وحده أين يحط بنا الرحال بعد أن كثرت السيناريوهات والتحليلات وصرنا قاب قوسين أو أدنى من جرف هاوي .. فالوطن ارض وإنسان في مهب الريح إن لم يتفادى العقلاء الموقف ويقبضون على زمام الأمور من الانهيار فقد أصبحنا في أسفل القوائم العربية و العالمية في مجالات مختلفة كالتنمية والثقافة والحرية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل .. ومن يتوهم أن تعميد الوحدة بالدم سيدوم وآهم فقد يعمد الانفصال بالمثل ونفقد مرارة النضال السلمي الذي هو أهون .. وقد قال القداما لم تكن ثمة حرب عادله في عصر الربيع و الخريف وان الأمم المضطهدة ( بفتح الهاء ) والطبقات المضطهدة ( بفتح الهاء ) وحدها من تخوض حروب عادله كما وصفها الزعيم ماوتسي تونغ .. والأيام ستكشف صحة فلسفاته ومقولاته فاعتبروا يا أولي الألباب .