الحصير
2010-12-23, 02:53 AM
شبكة الطيف الإخبارية » الأخبار » منبر الطيف
فك الارتباط بين الشمال و الجنوب
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الأربعاء 22-12-2010 04:19 صباحا
شبكة الطيف - بقلم :حميد عقبي
وصلتني الكثير من الرسائل حول موضوعي الاخير المنشور بالتغيير نت و الذي تحدثت فيه ان الانفصال بين الشمال و الجنوب اليمني اصبح واقع يجب ان نناقشه بشكل عقلاني و سياسي و ليس عاطفي و طرح الكثير من القراء تعليقات عديدة , الاكثرية تفضل عبارة فك الارتباط او كلمة التحرر و تصف النظام اليمني بالمستعمر و كثيرة هي المنتديات التي اعادت نشر المقالة و النقاش حول الموضوع, مما يجعلنا نقف امام حقيقة و واقع و وجود ثقافة تؤيد الانفصال او فك الارتباط.
النظام اليمني الحاكم الحالي بكل مؤسساته و قواته العسكرية يبذل جهد كبير و يخوض صراع كبير من اجل رفع العلم الحالي اي علم الوحدة على بعض واجهات المباني و يستخدم القوة المفرطة من اجل ذلك و بعد انسحاب القوات بساعات قليلة يعود الناس لانزاله و رفع العلم السابق للجنوب اي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية و للاسف هناك انطباع لدى البعض قي الشمال بان اهل الجنوب غير قادرين على تكوين و ادارة شئونهم , البعض يعترف بتقصير النظام و سلبياته و يكتفون باسداء النصائح معلنيين الولاء التام له و كانه قدر لا يجب الاعتراض عليه .
اود ان اوضح اني شمالي و من الحديدة و تربطني الكثير من الصداقات باصدقاء من الجنوب و اني اقيم بفرنسا و اسافر كثيرا لبلدان عربية و كثيرا ما يسالني اصدقائي في البلدان الاخرى هل انت شمالي ام جنوبي و كنت اتضايق من هذا السؤال , لكن الان اجده سؤال وجيه و عادي كوننا للاسف بعد الوحدة ركزنا على العلم و النشيد الوطني و بعض المظاهر و لم يكن هناك تركيز دقيق و اهتمام بالهوية و الاندماج و التعايش و التبادل الثقافي و الحضاري و الانساني المبني على الاحترام و الاعتراف بالاخر ولم يتحقق مبدا المساوة و العدالة و خصوصا بعد احداث 94
فقد تحول الجنوب و معظم اليمن الى غنيمة تم توزيعها بين افراد اهل السلطة , لم يتم احترام كرامة الناس و حفظ اموالهم و دمائهم و امنهم و ارضهم و ثقافتهم , اصبح هناك سياسة لخلق صورة مقدسة و خالدة للنظام و خصوصا الرئيس.
الوحدة اجراء سياسي و اتجاه و خطوة اقتصادية مبنية على المصلحة لجميع الاطراف و هي عقد و ميثاق مبني على المصلحة اولا, فهي ليست دين و لا قدر و لا امر الهي و لا داعي للاجتهاد و تطويع النصوص الدينية لابراز فؤائد الوحدة و اهميتها و لا داعي لتوقيع مزيد من المعاهدات و مزيد من التنازلات و التبرع باراضي يمنية للجيران من اجل عيون الوحدة, و اذا كان الطرف الاخر اي ابناء الجنوب اليمني او العربي كما يحبون ان نسميهم لا يريدون الوحدة و يطمحون لنظام سياسي اخر فليس من المنطق ان نظل نمارس وصاية غير قانونية عليهم .
النظام اليمن الحالي لا يهمه التضحية بعشرة الف او مئة الف, المهم ان يظل بالحكم و ان يورث النظام للابناء و الاحفاد , مفهوم الوحدة لديه هي مصلحته الخاصة اي انه يحكم مساحة اكبر و يستفيد من الثروات و تصب في خزينته الخاصة ضرائب و جبايات اكثر و يكون له قصور و مزارع اكثر و يحق له ان يصرف و يمنح اراضي لاعوانه و حاشيته و يوليهم المناصب و يوسع من امتيازاتهم و مغانمهم , مسالة التنمية و العدالة و المواطنة و الحقوق هي خارج الاهتمامات اي ان المسئولية مغانم و ثروات و مساحة للسرقة و النهب و الثراء الغير شرعي.
الانتخابات لم تكن هي المشكلة و هموم الناس في الشمال و الجنوب تتلخص في توفير لقمة العيش و الخدمات و حفظ الحقوق والكرامة و لو ان النظام وفر هذه الامور البسيطة فما كان احد سيطالبه بالتنحي او ينازعه السلطان و لكنه قصر في وجباته و ترك العنان لحشايته و ذويه يسرقون و ينهبون و يقتلون وعندما تعالت الاصوات تطالب بالقليل من الحقوق حرك عساكره و استخدم الجيش لاخماد الثورات و هذا اجراء مخالف للدستور باعتبار الجيش للدفاع عن الارض ضد المحتل و ليس لقتل الابرياء.
انا شخصيا ارى ان الحرية و الكرامة و حق التعبير امر لا يقيده دين و لا مذهب و لا حاكم و ارى من الافضل ان نعيش اربع يمنات يسودها الامن و
الاخاء و التعاون المشترك افضل من نكون يمن واحد ممزق من الداخل تسوده الفوضاء و الحرائق و تراق دماء ابنائه كل يوم, فلا توجد مدينة او شارع او قرية في الجنوب اليمني لم تقدم شهداء من خيرة شبابها و ابنائها سقطوا في مظاهرات سلمية او ماتوا بالسجون او دهستهم سيارات العسكر و المدرعات او عمليات ارهابية.
اهل الجنوب يفكرون في مصالحهم و هذا حق يجب ان نحترمه و لكن نحن في الشمال لماذا لا نفكر ايضا بمصالحنا و نناقش و نبحث طرق للخلاص من هذا النظام السياسي الذي ورث الفقر و المرض و الجوع و الجهل و التخلف علينا ايضا ان نفكر في خلق نظام سياسي مدني يعيدنا لقافلة الحضارة الانسانية
مرات القراءة: 229 - التعليقات
فك الارتباط بين الشمال و الجنوب
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الأربعاء 22-12-2010 04:19 صباحا
شبكة الطيف - بقلم :حميد عقبي
وصلتني الكثير من الرسائل حول موضوعي الاخير المنشور بالتغيير نت و الذي تحدثت فيه ان الانفصال بين الشمال و الجنوب اليمني اصبح واقع يجب ان نناقشه بشكل عقلاني و سياسي و ليس عاطفي و طرح الكثير من القراء تعليقات عديدة , الاكثرية تفضل عبارة فك الارتباط او كلمة التحرر و تصف النظام اليمني بالمستعمر و كثيرة هي المنتديات التي اعادت نشر المقالة و النقاش حول الموضوع, مما يجعلنا نقف امام حقيقة و واقع و وجود ثقافة تؤيد الانفصال او فك الارتباط.
النظام اليمني الحاكم الحالي بكل مؤسساته و قواته العسكرية يبذل جهد كبير و يخوض صراع كبير من اجل رفع العلم الحالي اي علم الوحدة على بعض واجهات المباني و يستخدم القوة المفرطة من اجل ذلك و بعد انسحاب القوات بساعات قليلة يعود الناس لانزاله و رفع العلم السابق للجنوب اي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية و للاسف هناك انطباع لدى البعض قي الشمال بان اهل الجنوب غير قادرين على تكوين و ادارة شئونهم , البعض يعترف بتقصير النظام و سلبياته و يكتفون باسداء النصائح معلنيين الولاء التام له و كانه قدر لا يجب الاعتراض عليه .
اود ان اوضح اني شمالي و من الحديدة و تربطني الكثير من الصداقات باصدقاء من الجنوب و اني اقيم بفرنسا و اسافر كثيرا لبلدان عربية و كثيرا ما يسالني اصدقائي في البلدان الاخرى هل انت شمالي ام جنوبي و كنت اتضايق من هذا السؤال , لكن الان اجده سؤال وجيه و عادي كوننا للاسف بعد الوحدة ركزنا على العلم و النشيد الوطني و بعض المظاهر و لم يكن هناك تركيز دقيق و اهتمام بالهوية و الاندماج و التعايش و التبادل الثقافي و الحضاري و الانساني المبني على الاحترام و الاعتراف بالاخر ولم يتحقق مبدا المساوة و العدالة و خصوصا بعد احداث 94
فقد تحول الجنوب و معظم اليمن الى غنيمة تم توزيعها بين افراد اهل السلطة , لم يتم احترام كرامة الناس و حفظ اموالهم و دمائهم و امنهم و ارضهم و ثقافتهم , اصبح هناك سياسة لخلق صورة مقدسة و خالدة للنظام و خصوصا الرئيس.
الوحدة اجراء سياسي و اتجاه و خطوة اقتصادية مبنية على المصلحة لجميع الاطراف و هي عقد و ميثاق مبني على المصلحة اولا, فهي ليست دين و لا قدر و لا امر الهي و لا داعي للاجتهاد و تطويع النصوص الدينية لابراز فؤائد الوحدة و اهميتها و لا داعي لتوقيع مزيد من المعاهدات و مزيد من التنازلات و التبرع باراضي يمنية للجيران من اجل عيون الوحدة, و اذا كان الطرف الاخر اي ابناء الجنوب اليمني او العربي كما يحبون ان نسميهم لا يريدون الوحدة و يطمحون لنظام سياسي اخر فليس من المنطق ان نظل نمارس وصاية غير قانونية عليهم .
النظام اليمن الحالي لا يهمه التضحية بعشرة الف او مئة الف, المهم ان يظل بالحكم و ان يورث النظام للابناء و الاحفاد , مفهوم الوحدة لديه هي مصلحته الخاصة اي انه يحكم مساحة اكبر و يستفيد من الثروات و تصب في خزينته الخاصة ضرائب و جبايات اكثر و يكون له قصور و مزارع اكثر و يحق له ان يصرف و يمنح اراضي لاعوانه و حاشيته و يوليهم المناصب و يوسع من امتيازاتهم و مغانمهم , مسالة التنمية و العدالة و المواطنة و الحقوق هي خارج الاهتمامات اي ان المسئولية مغانم و ثروات و مساحة للسرقة و النهب و الثراء الغير شرعي.
الانتخابات لم تكن هي المشكلة و هموم الناس في الشمال و الجنوب تتلخص في توفير لقمة العيش و الخدمات و حفظ الحقوق والكرامة و لو ان النظام وفر هذه الامور البسيطة فما كان احد سيطالبه بالتنحي او ينازعه السلطان و لكنه قصر في وجباته و ترك العنان لحشايته و ذويه يسرقون و ينهبون و يقتلون وعندما تعالت الاصوات تطالب بالقليل من الحقوق حرك عساكره و استخدم الجيش لاخماد الثورات و هذا اجراء مخالف للدستور باعتبار الجيش للدفاع عن الارض ضد المحتل و ليس لقتل الابرياء.
انا شخصيا ارى ان الحرية و الكرامة و حق التعبير امر لا يقيده دين و لا مذهب و لا حاكم و ارى من الافضل ان نعيش اربع يمنات يسودها الامن و
الاخاء و التعاون المشترك افضل من نكون يمن واحد ممزق من الداخل تسوده الفوضاء و الحرائق و تراق دماء ابنائه كل يوم, فلا توجد مدينة او شارع او قرية في الجنوب اليمني لم تقدم شهداء من خيرة شبابها و ابنائها سقطوا في مظاهرات سلمية او ماتوا بالسجون او دهستهم سيارات العسكر و المدرعات او عمليات ارهابية.
اهل الجنوب يفكرون في مصالحهم و هذا حق يجب ان نحترمه و لكن نحن في الشمال لماذا لا نفكر ايضا بمصالحنا و نناقش و نبحث طرق للخلاص من هذا النظام السياسي الذي ورث الفقر و المرض و الجوع و الجهل و التخلف علينا ايضا ان نفكر في خلق نظام سياسي مدني يعيدنا لقافلة الحضارة الانسانية
مرات القراءة: 229 - التعليقات