الحراك والقاعده تناقض يفضح زيف الادعاء

[انيس الحريري]

2010/10/29 الساعة 19:46:53
فيصل الصفواني
بين حراك الجنوب وتنظيم القاعدة تناقض كبير في الشكل واختلاف في المضمون يفضحا زيف الادعاء بتقاربهما ويجعلا من الاستحالة بمكان الجمع بينهما أولصق احدهما على الاخر، ولاثبات استحالة التقارب ينهما دعونا نسترجع مراحل نشاة كلا منهما ، حيث نجد ان حراك الجنوب قد بدى نشاته قبل حوالي خمس سنوات تقريبا ، اخذا في التشكل ومتناميا في الظهور كا إطار لحركة احتجاج سكانية ،على عمدية الممارسات الرسمية الخاطئة في الجنوب التي بدات في الظهور بعد حرب 94.

ولم يقتصر ظهور الحراك على منطقة واحدة بل انتشر في كل ارجاء الجنوب من لحظة استهلاله ، وفي غضون فترة زمنية وجيزة حضت فكرة الحراك بقبول وتاييد اغلب ابناء الجنوب شأنها شأن اي دعوة نبوية أو مشروع اصلاح اجتماعي .

ناهيك عن التزم موسسي الحراك ومنهم، حسن باعوم ، الشنفرة، العميد النوبة، أحمد عمر بن فريد وأخرين، بقيم التحضر السياسي والاجتماعي في التعبير عن مطالبهم ، واعتمدوا الاساليب السلمية وسائل نضالية للحراك لاينبغي الخروج عنها مهما كانت المبررات، كما ان حراك الجنوب لم يتبنى دعوة عنصرية ولا مطالب تعسفية هادمة ، وهذا مايقر به الكثير من ابناء الشمال المنصفين وكاتب هذه السطور واحدا منهم .

مطالب الحراك بدات حقوقية محضة ، متمحورة حول الدفاع عن الحق في الوظيفة الرسمية والملكية الخاصة والحق في الاستفادة من الثروات العامة مضافا اليه الحق في الشراكة السياسية الفاعلة لابناء الجنوب في اطار دولة الوحدة .

لكن عدم الاعتراف الرسمي بشرعية المطالب الجنوبية اسهم في الانتقال بالحراك من مرحلة الاحتجاج السكاني على انتهاك الحقوق الى مرحلة الرفض المجتمعي لجهوية المشروع الوحدي الذي وفر غطا شرعياً لانتهاك حقوق الجنوبيين على اساس هويتهم الجغرافية، وبكل تاكيد ان استمراية الحراك سترتقي به الى مرحلة العصيان المدني (أرقى مراحل النضال المدني في عالم اليوم).

وبالعودة الى المقارنة بين القاعدة والحراك واستناداً الى ما سبق نجد ان حراك الجنوب تنظيم محلي نشاء في الجنوب فيما القاعدة تنظيم دولي نشاء في كهوف الجبال الافغانية ، فكرة الحراك احتجاجية وفكرة القاعدة جهادية ،يهدف الحراك الى الدفاع عن الحقوق الانسانية والقانونية لابناء الجنوب ويهدف القاعدة الى مهاجمة المصالح الامريكية والاروبية وممثليها حيثما وجدا ، اعضاء الحراك كلهم جنوبين وأعضاء القاعدة من دول مختلفة ، ومن تحديد اهداف الفريقين نجد ان الجنوب ساحة غير طبيعية لتنظيم القاعدة لخلوها من اهدافه .

وبالتالي فان نتائج هذه المقارنة البسيطة واي مقارنة أخرى ستفضي حتما الى ابراز صفة التناقض وعلاقة الضدية بين الفريقين ما يجعل الجمع بينهما في ارضية واحدة مستحيلا لايقر به العقل ولايقبله الواقع .

وهنا سيتضح للقارئي والمتابع والمهتم والمعني بهذا الشان ، ان محاولة لصق القاعدة بحراك الجنوب لاتعدو على كونها فبركة أمنية فاشله وتلفيق لتهمة كيدية باطلة، تهدف الى عزل حراك الجنوب عن محيطه الاقليمي والدولي حتى يتسنى لهواة القمع والمغامرات إخراس صوت الرفض المدوي في كل ارجاء الجنوب .

ما تجهله عقلية المخرج الرسمي في صنعاء ، الخالية من بوادر الحكمة وإمكانات التعقل ان المهتمين خارج اليمن ، يستخدمون مناهج العلم في تشخيص الأوضاع الراهنه في اليمن ،ومما لاشك فيه إنهم يتسألون عن أسباب وجود تنظيم القاعدة في جنوب اليمن ،وما اسرار تمركزه في محافظتي ابين وشبوة ، وعن حقيقة الأهداف التي تنفذها سلطة صنعاء الحاكمة في جنوب اليمن تحت يافطة الحرب على الإرهاب .

أ ما الاطفال المروعين والنساء المفزوعات في جنوب اليمن فالسوال الوحيد الذي يراودهم بجدية هو..ما هي المسؤلية القانونية والواجب الانساني الذي ينبغي على دول الخليج العربي وهيئات المجتمع الدولي إتخاذه حيال ما يجري في جنوب اليمن؟