القلــم الحُــر
2010-10-10, 10:24 PM
*
*
[ توطئـــه ]:
*
*
كثيرة هي الألقاب التي أُطلقت على الرئيس اليمني...وربما أن مُعظم تلك الألقاب جاءت من صناعة يده..فأي خُطبـة أو محاضرة يقوم بإلقائها..لا تخلـو غالباً من أي بمصطلح حديث يكون في العادة لفظة متداوله بين الناس لبرهة من الزمن..!
فبـدءاً بقولـه في عام 94م إبان الحرب على الجنوب بقوله [ حرّكوا السلاحف ] ، ومروراً بلفظـة دحباش في مناسبة أخرى...وإنتهاءاً بمصطلح [ التفلـة ] ، حتى أضحى من أكثر رؤساء الدول الذين يبتكرون مُصطلحات جديدة غالباً ما تكون منسوبة لهم كألقاب ربما لن تنمحي بهذه السهولة..ولهذا رأينا الكثير ممن يناصبونه العداء أطلقوا عليه لقب علي سُلحفة..ثم علي عفاش..ثم علي تفلـة..وربما وفقـاً للمُصطلح الأخير سيطلقـون عليه لقـب جديـد : [ علي طماشة ]..!
وينبغي أن لا ننسى أن أحد الكُتاب العراقيين يُدعى بهلول الكظماوي قد كتب مقالاً عبارة عن حلقتين بعنوان [ طرطور اليمن ] في إشارة واضحة للرئيس اليمني حتى أطلق الكثيرن لقباً آخر تحت مصطلح [ علي طرطور ]..!
على كُلٍ ، ليس هذا موضوعنا الآن..بل أننا في هذا اليوم ستناول مصطلح آخر قيل بلسان حال الرئيس اليمني ذاته حينما أعلن عن الخطة الأمنية التي سيتخذها جيشه أثناء إنعقاد خليجي (20) في اليمن..وقد كان أكثر ما لفت الكثير من محبي الفكاهة كلمة [ طماشة ] والتي بسببها يُطلق الكثير من معارضوه مصطلح [ علي طماشة ] نظير خِطبتُه تلك..!
*
*
*
[ مدخـــل ]
وسنفتـرض جـدلاً أن عدد الذين سيحضـرون للمشاركـة في كأس الخليج المُزمع إنعقاده في مدينة عدن الجنوبية ( 5.000 ) مشارك ، يُمثّلون اللجان الرياضية واللاعبين والأجهـزة الإدارية والمُشجعين وأي شخصيات شرفيـة أخـرى..!
وقد قِمـت من باب الإستزاده والإستشـراف بطـرح هـذه الفرضيّـة وهـذا العـدد على كثيـر مـن الإخـوة الجنوبييـن والخليجييـن..وكـان الأغلـب منهـم يشيـرون إلـى أن الرقـم [ مُبالغ نسبياً ] وأنـه لا يمكـن أن يصل العدد لهذا الموصل مهما كانت البطولة ناجحـة...فكيف سيكون الحال إذاً في ظل وجود مخاوف أمنية من الحكومة ذاتها عبر إعلانها الدائم بأن تنظيم القاعدة يتواجد باليمن وفي ظل أجيج الطائرات التي سُتقلع لمحاربة ذلك التنظيم من مطار عدن الدولي والذي سيُسمع الجمهور الذي سيحضر المباريات هديرها كُلّما أقلعت في حال إشتداد نشاط التنظيم ولو من باب المكايدة للحكومة والتخويف لها..؟
فعلى سبيـل المثال لا الحصـر ، قامـت شركة طيران تابعة لدولة خليجيـة مُشاركه في هـذه البطولة بتأجيـر طائرة رُكّاب واحـده فقط لنقل المشُجعين الراغبين بالتواجـد في كل مباراة يخوضها منتخب البلـد في هـذه البطولـة مجانـاًً..ورغـم هذا العـرض المُغـري،.فلـم يكُـن الإقبـال كبير لدرجـة أن الطائـرة قـد تُقلـع مـن مطارهـا الدولـي بنصـف الرُكـاب يزيــدون قليلاً [ أويَنقصـون ]..
عليـه ، فالحسبـة المنطقيّـة للجمهـور المتوقـع مشاركتـه في الدورة من كُل بلـد لن يتجـاوز تعـداده [ 200 مشجّـع فقط ] ولـن يتجاوز الجهاز الإداري لهذا المُنتخب ذات العـدد...ما يعنـي أن العدد الكُلّي لكل مُنتخـب مُشـارك سيبلغ في أقصى مراحلـه ( 400 ) شخص على أبعد تقدير..بينمـا سنجـد في الجانب الآخـر عـدد [ 30.000 جنـدي يمنـي ] تم إعتمادهـم وفقـاً لقـرار رئاسـي ليحرسـوا عـدد لا يتجـاوز [ 400 ] ضـيف ومُشجّـع..وفـي حـال قمنـا بقسمـة [30.000 ] علـى [400 رياضي ] سيحضرون الدورة فسيكـون الناتـج ( 75 جنـدي ) مـع كـل ضيـف أو لا عـب يأتـي إلـى مدينـة عـدن..!
إذاً مـن الناحيـة المنطقيـة فـأن تصريحـات الرئيـس اليمنـي التـي أُطلـق عليهـا بتصريحـات [ علـي ، لا قلــق ] والتي ينطُقهــا الكثيريـن باللهجـة الزيديـة ، وآخريـن أسموهـا بتصريحـات [ علـي طماشــة ] والذي أشار خلالهـا بتأميـن خليجـي عشريـن بجيـش قوامـه [ 30 ألف جندي ] ، لا يمكـن لهذه التصريحات في أي حال من الأحوال أن تكون دلالـة قويـة على إستتباب الأمـن في المحافظـات الجنوبيـة المُطالبـه بفـك إرتباطهـا مع حكومـة صنعـاء..بل أن سلوكـه وتهـوّره المعهـود قد دفعـه لأن يكشف عن الخطّـة الأمنية التي سيتخذها لحماية مباراة لكرة القـدم لا يتعدى مردودها المالي حفنة من الدولاارات قد لا تتجـاوز راتب أدنى نادلـة في الشانزليزيـه أو في معظم الشـوارع المُتخمـة بهولاء النسـوة...فهنـاك الحاجـز الأول والثاني والثالث وربما الرابع ولا نعلم فيما إذا كان فخامـة الرئيس اليمني عاقـداً العـزم على تحرير فلسطين من براثن الجيش الإسرائيلي حينما طالب ذات يوم الرئيس المصري في إحـدى تصريحاته بفتح الحـدود المصرية وإستئجـار [ قطعـة أرض ] على مشـارف بني صهيـون لينطلـق جيشـه العرمرم لـدك تل أبيب وما جاورها ، رغـم أن ذات الجيش المزعـوم قـد أثبت فشله في صعـدة ولم يفلح ذلك الغول المأهـول بأن يتجاوز حرف سفيان القريبـة من العاصمة صنعـاء على مدار (6 حروب ) قضاها جيشه في (نُزهة حوثيّـة) أشبه بالمسلسـلات التركيـة ذات الرتم المتكـرر نفسه..والـذي أثبت فشلـه أيضاً بإستعـادة حُنيش الصغـرى وحُنيـش الكُبرى (وجبل زغر) إلا حينما تدخلت وساطة دولية كان لبريطانيا الدور الأكبر بإظهار الوثائق الخاصة في هذه الُجـزر بحكم أن الجنوب كان يقع تحت الإحتلال الإنجليزي لمدة طويلة ويملك البريطانييون جل الوثائق والخرائط والمستندات التي تتعلق بحدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية..!
السئـوال الآن : هــل تصريحات الرئيس اليمني بتجهيز (30) ألف جندي لحماية ملعب لا يزيد طولــه عن (120 ياردة ) ولا يتعدى عرضـه أكثر من (80 ياردة ) ، دليل على حالة الأمن التي ينعم بها اليمن..أم أنها إعلان صريح عن حجم الفشل في توفير الأمن عبر حراسـة وطنية من قبل الشعب المُنظّم لهذه البطولة أو تلك كما يحصل في بقية دول العالم..حيث ينبري أغلب الشباب للتطوع في خدمة بلدانهم ليعكسوا صورة حضارية راقية وإظهار البلد بالمظهر الحسن..؟
وحتى نتمكن من الإجابة على هذا السئوال فأن الواجب علينا أولاً أن نتسائل لماذا لم يكتفي الرئيس اليمني بمجرد الإشارة "فقـط" إلى أن اليمن مُلتزم إلتزام كُلّي في توفير الحماية اللازمة للبطولة دون الإفصاح عن [ حواجـزه وتعداد الجيش المخصص للحماية ]...وهل قام أي رئيس دولـة بالعالم بالإعلان عن نفاصيل لخطط أمنية تتعلق بأمن بلـده في أي مناسبة كانت...؟
المؤكـد إن هناك جُملـة من الرسائل التي أراد السيد [ طماشـة ] توصيلها ، سواء كانت هذه الرسائل موجهه للمعارضة في الداخل ممثلة بالجنوبيين..أو للدول الخليجية المشاركة في هذه البطولة..أو حتى لدول العالم كأمريكا مثلا أو أوربا من باب أنني لا أزال حيٌ أُرزق ولا يزال الجيش قادراً على الإمساك بأعمدة نظامه المُنهار إكلينيكيـاً بسبب تردي الوضع المعيشي والإقتصادي لبلد ينخره الفساد من شتى النواحي..!
لنعُـد للسئوال المطـروح في الأعلى والخاص بتصريحات الصالح بشأن تحميض (30.000 ) جندي ونشرهم في الجنوب والذي شوهد بطريقة أظهرت للناس حجم [ القلق الأمني ] الذي يساورُه وعن مدى الخشية من إنزلاق أي طماشـة سيكون أحد أطرافها بحسب الإستراتيجية التي يتبعها نظامه إتهام أحد الأطراف التي صنعها بيده بفعل سياساته الخاطئة..وفي حال إنفجرت طماشة ما ، فأن لا خيار أمامه سوى أن يتهم القاعـدة بالوقوف وراء تفجيرها ، أو أن يتهم الحراك الجنوبي بهذا العمـل..وفي أي من الحالين فأن عسكرة الجنوب يراه العديد من المراقبين والمحللين مسعى آخر ومنحنى أخطر في نشوب صراعات طويلة ربما ستبتدئ بمجرد إسدال ستارة بطولـة خليجي 20 إن حدثت في اليمن..!
الكثير من الخليجين والمحللين والمتابعين للشأن اليمني رأوا إن عسكرة الجنوب وحشد هذا العدد الهائل من الجيش دليل على إختلال الوضع تماماً..وأن هناك شعور حكومي [ وقلق حقيقي ] من سقوط مناطق الجنوب منطقة تلو الأخرى بيد الحراك الجنوبي تلقائياً..ما دفع بالرئيس اليمني إلى إعتبار خليجي 20 مناسبة لإرسال أكبر عدد ممكن من قوات الأمن لتشديد القبضة الأمنية عليه..!
[ مخرج ]
إن عسكرة الجنوب هدف من أهداف الرئيس الصالح وحكومته..ولعلنا نتذكر حجم التسائل الذي أبداه الصحفي السعودي خالد خاشقجي رئيس صحيفة الوطن السعودية حينما شاهد اليافطة المعنونة بـ [ الوحدة أو الموت ] الموجودة في دار الرئاسة للرئيس اليمني..حينما تسائل لماذا تضعون هذه اليافطـة هُنا ، مبدياً [ تذمُّـره منهـا ] ما دفع بالرئيس اليمن لأن يتنحنح ثم يتلعثم ثم أمسك أمسك إحدى أُذنيه ليدعي بأن اليافطـة موجودة منذُ عام 94م بطريقة أظهرت حجم الحرج والذي دفع بالصحفي الآخر لأن يتسائل مستهزءاً..ألم تقم البلدية بإزالتـها منذ ذلك اليوم..؟
هنا تحديداً يجد المتابع أن شعار الوحدة أو الموت لم يكن إعتباطاً...فالقائمين على تبنّي هذا الشعار يعون تماما بأن المعنى والمحصلة النهائية لشعار بهذا النحو معناه الحقيقي [ الجنوب أو الموت ] ، فهم أكثر من غيرهم يدركون تمام الإدراك بأنه في حال إنفصل الجنوب عن الشمال فهذا يعني الموت المحتم بالنسبة للشماليين..!
كيـف..؟
إذا ما إنفصل الجنوب عن الشمال فأن ما مقداره [ 80% ] من ميزانية الجنوب ستفتقدها خزينة حكومة صنعاء..في خضم إنفجار سكاني هائل..معه بدأت ثقة الشماليين تتصدع بالحكومة اليمنية..وبدأت ثمة ظواهر تشير إلى إشتعال حرباً طائفية كما حصل في صعدة..وهناك ثمة تطورات في هذا الجانب سنشرحها في مقال آخر..مضافاً إليه عدم وثوق دول العالم بالحكومة اليمنية والإمتناع عن تقديم أي دعم مباشر لها إلا عبر قنوات تلك الدول في اليمن..ويجب أن لاننسى أن المجتمع الشمالي عبارة عن خليط من الطوائف والمذاهب التي ربما لا توجد سوى في العراق فقط..سنة..شيعة..زيود..إثنى عشرية..يهود..سادية..صادية..صوفية..بهائيين..مكارمـة ...!
كما وإن الوضع الإقتصادي متردي للغاية..سواء كان بسبب الأزمة الإقتصادية في شتى الدول..أو في تنامي غلاء الأسعار أو من ناحية توقعات كثيرة بنضوب حوض صنعاء من المياة الجوفية أو عبر إنتشار الأمراض نتيجة لتناول القات المتشبع بالسموم الكيماوية التي تسبب الوفاة المفاجئة بالسكتة القلبية أو التسرطن..!
لذا ، ينبغي أن يكون الشعار الذي يتبناه فخامة الرئيس اليمني [ الجنوب أو المـوت ] حتى لا يكون ذلك الشعار عبـارة عن قفشة كاذبة وفرقعات [ علي طماش ]..!
*
[ توطئـــه ]:
*
*
كثيرة هي الألقاب التي أُطلقت على الرئيس اليمني...وربما أن مُعظم تلك الألقاب جاءت من صناعة يده..فأي خُطبـة أو محاضرة يقوم بإلقائها..لا تخلـو غالباً من أي بمصطلح حديث يكون في العادة لفظة متداوله بين الناس لبرهة من الزمن..!
فبـدءاً بقولـه في عام 94م إبان الحرب على الجنوب بقوله [ حرّكوا السلاحف ] ، ومروراً بلفظـة دحباش في مناسبة أخرى...وإنتهاءاً بمصطلح [ التفلـة ] ، حتى أضحى من أكثر رؤساء الدول الذين يبتكرون مُصطلحات جديدة غالباً ما تكون منسوبة لهم كألقاب ربما لن تنمحي بهذه السهولة..ولهذا رأينا الكثير ممن يناصبونه العداء أطلقوا عليه لقب علي سُلحفة..ثم علي عفاش..ثم علي تفلـة..وربما وفقـاً للمُصطلح الأخير سيطلقـون عليه لقـب جديـد : [ علي طماشة ]..!
وينبغي أن لا ننسى أن أحد الكُتاب العراقيين يُدعى بهلول الكظماوي قد كتب مقالاً عبارة عن حلقتين بعنوان [ طرطور اليمن ] في إشارة واضحة للرئيس اليمني حتى أطلق الكثيرن لقباً آخر تحت مصطلح [ علي طرطور ]..!
على كُلٍ ، ليس هذا موضوعنا الآن..بل أننا في هذا اليوم ستناول مصطلح آخر قيل بلسان حال الرئيس اليمني ذاته حينما أعلن عن الخطة الأمنية التي سيتخذها جيشه أثناء إنعقاد خليجي (20) في اليمن..وقد كان أكثر ما لفت الكثير من محبي الفكاهة كلمة [ طماشة ] والتي بسببها يُطلق الكثير من معارضوه مصطلح [ علي طماشة ] نظير خِطبتُه تلك..!
*
*
*
[ مدخـــل ]
وسنفتـرض جـدلاً أن عدد الذين سيحضـرون للمشاركـة في كأس الخليج المُزمع إنعقاده في مدينة عدن الجنوبية ( 5.000 ) مشارك ، يُمثّلون اللجان الرياضية واللاعبين والأجهـزة الإدارية والمُشجعين وأي شخصيات شرفيـة أخـرى..!
وقد قِمـت من باب الإستزاده والإستشـراف بطـرح هـذه الفرضيّـة وهـذا العـدد على كثيـر مـن الإخـوة الجنوبييـن والخليجييـن..وكـان الأغلـب منهـم يشيـرون إلـى أن الرقـم [ مُبالغ نسبياً ] وأنـه لا يمكـن أن يصل العدد لهذا الموصل مهما كانت البطولة ناجحـة...فكيف سيكون الحال إذاً في ظل وجود مخاوف أمنية من الحكومة ذاتها عبر إعلانها الدائم بأن تنظيم القاعدة يتواجد باليمن وفي ظل أجيج الطائرات التي سُتقلع لمحاربة ذلك التنظيم من مطار عدن الدولي والذي سيُسمع الجمهور الذي سيحضر المباريات هديرها كُلّما أقلعت في حال إشتداد نشاط التنظيم ولو من باب المكايدة للحكومة والتخويف لها..؟
فعلى سبيـل المثال لا الحصـر ، قامـت شركة طيران تابعة لدولة خليجيـة مُشاركه في هـذه البطولة بتأجيـر طائرة رُكّاب واحـده فقط لنقل المشُجعين الراغبين بالتواجـد في كل مباراة يخوضها منتخب البلـد في هـذه البطولـة مجانـاًً..ورغـم هذا العـرض المُغـري،.فلـم يكُـن الإقبـال كبير لدرجـة أن الطائـرة قـد تُقلـع مـن مطارهـا الدولـي بنصـف الرُكـاب يزيــدون قليلاً [ أويَنقصـون ]..
عليـه ، فالحسبـة المنطقيّـة للجمهـور المتوقـع مشاركتـه في الدورة من كُل بلـد لن يتجـاوز تعـداده [ 200 مشجّـع فقط ] ولـن يتجاوز الجهاز الإداري لهذا المُنتخب ذات العـدد...ما يعنـي أن العدد الكُلّي لكل مُنتخـب مُشـارك سيبلغ في أقصى مراحلـه ( 400 ) شخص على أبعد تقدير..بينمـا سنجـد في الجانب الآخـر عـدد [ 30.000 جنـدي يمنـي ] تم إعتمادهـم وفقـاً لقـرار رئاسـي ليحرسـوا عـدد لا يتجـاوز [ 400 ] ضـيف ومُشجّـع..وفـي حـال قمنـا بقسمـة [30.000 ] علـى [400 رياضي ] سيحضرون الدورة فسيكـون الناتـج ( 75 جنـدي ) مـع كـل ضيـف أو لا عـب يأتـي إلـى مدينـة عـدن..!
إذاً مـن الناحيـة المنطقيـة فـأن تصريحـات الرئيـس اليمنـي التـي أُطلـق عليهـا بتصريحـات [ علـي ، لا قلــق ] والتي ينطُقهــا الكثيريـن باللهجـة الزيديـة ، وآخريـن أسموهـا بتصريحـات [ علـي طماشــة ] والذي أشار خلالهـا بتأميـن خليجـي عشريـن بجيـش قوامـه [ 30 ألف جندي ] ، لا يمكـن لهذه التصريحات في أي حال من الأحوال أن تكون دلالـة قويـة على إستتباب الأمـن في المحافظـات الجنوبيـة المُطالبـه بفـك إرتباطهـا مع حكومـة صنعـاء..بل أن سلوكـه وتهـوّره المعهـود قد دفعـه لأن يكشف عن الخطّـة الأمنية التي سيتخذها لحماية مباراة لكرة القـدم لا يتعدى مردودها المالي حفنة من الدولاارات قد لا تتجـاوز راتب أدنى نادلـة في الشانزليزيـه أو في معظم الشـوارع المُتخمـة بهولاء النسـوة...فهنـاك الحاجـز الأول والثاني والثالث وربما الرابع ولا نعلم فيما إذا كان فخامـة الرئيس اليمني عاقـداً العـزم على تحرير فلسطين من براثن الجيش الإسرائيلي حينما طالب ذات يوم الرئيس المصري في إحـدى تصريحاته بفتح الحـدود المصرية وإستئجـار [ قطعـة أرض ] على مشـارف بني صهيـون لينطلـق جيشـه العرمرم لـدك تل أبيب وما جاورها ، رغـم أن ذات الجيش المزعـوم قـد أثبت فشله في صعـدة ولم يفلح ذلك الغول المأهـول بأن يتجاوز حرف سفيان القريبـة من العاصمة صنعـاء على مدار (6 حروب ) قضاها جيشه في (نُزهة حوثيّـة) أشبه بالمسلسـلات التركيـة ذات الرتم المتكـرر نفسه..والـذي أثبت فشلـه أيضاً بإستعـادة حُنيش الصغـرى وحُنيـش الكُبرى (وجبل زغر) إلا حينما تدخلت وساطة دولية كان لبريطانيا الدور الأكبر بإظهار الوثائق الخاصة في هذه الُجـزر بحكم أن الجنوب كان يقع تحت الإحتلال الإنجليزي لمدة طويلة ويملك البريطانييون جل الوثائق والخرائط والمستندات التي تتعلق بحدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية..!
السئـوال الآن : هــل تصريحات الرئيس اليمني بتجهيز (30) ألف جندي لحماية ملعب لا يزيد طولــه عن (120 ياردة ) ولا يتعدى عرضـه أكثر من (80 ياردة ) ، دليل على حالة الأمن التي ينعم بها اليمن..أم أنها إعلان صريح عن حجم الفشل في توفير الأمن عبر حراسـة وطنية من قبل الشعب المُنظّم لهذه البطولة أو تلك كما يحصل في بقية دول العالم..حيث ينبري أغلب الشباب للتطوع في خدمة بلدانهم ليعكسوا صورة حضارية راقية وإظهار البلد بالمظهر الحسن..؟
وحتى نتمكن من الإجابة على هذا السئوال فأن الواجب علينا أولاً أن نتسائل لماذا لم يكتفي الرئيس اليمني بمجرد الإشارة "فقـط" إلى أن اليمن مُلتزم إلتزام كُلّي في توفير الحماية اللازمة للبطولة دون الإفصاح عن [ حواجـزه وتعداد الجيش المخصص للحماية ]...وهل قام أي رئيس دولـة بالعالم بالإعلان عن نفاصيل لخطط أمنية تتعلق بأمن بلـده في أي مناسبة كانت...؟
المؤكـد إن هناك جُملـة من الرسائل التي أراد السيد [ طماشـة ] توصيلها ، سواء كانت هذه الرسائل موجهه للمعارضة في الداخل ممثلة بالجنوبيين..أو للدول الخليجية المشاركة في هذه البطولة..أو حتى لدول العالم كأمريكا مثلا أو أوربا من باب أنني لا أزال حيٌ أُرزق ولا يزال الجيش قادراً على الإمساك بأعمدة نظامه المُنهار إكلينيكيـاً بسبب تردي الوضع المعيشي والإقتصادي لبلد ينخره الفساد من شتى النواحي..!
لنعُـد للسئوال المطـروح في الأعلى والخاص بتصريحات الصالح بشأن تحميض (30.000 ) جندي ونشرهم في الجنوب والذي شوهد بطريقة أظهرت للناس حجم [ القلق الأمني ] الذي يساورُه وعن مدى الخشية من إنزلاق أي طماشـة سيكون أحد أطرافها بحسب الإستراتيجية التي يتبعها نظامه إتهام أحد الأطراف التي صنعها بيده بفعل سياساته الخاطئة..وفي حال إنفجرت طماشة ما ، فأن لا خيار أمامه سوى أن يتهم القاعـدة بالوقوف وراء تفجيرها ، أو أن يتهم الحراك الجنوبي بهذا العمـل..وفي أي من الحالين فأن عسكرة الجنوب يراه العديد من المراقبين والمحللين مسعى آخر ومنحنى أخطر في نشوب صراعات طويلة ربما ستبتدئ بمجرد إسدال ستارة بطولـة خليجي 20 إن حدثت في اليمن..!
الكثير من الخليجين والمحللين والمتابعين للشأن اليمني رأوا إن عسكرة الجنوب وحشد هذا العدد الهائل من الجيش دليل على إختلال الوضع تماماً..وأن هناك شعور حكومي [ وقلق حقيقي ] من سقوط مناطق الجنوب منطقة تلو الأخرى بيد الحراك الجنوبي تلقائياً..ما دفع بالرئيس اليمني إلى إعتبار خليجي 20 مناسبة لإرسال أكبر عدد ممكن من قوات الأمن لتشديد القبضة الأمنية عليه..!
[ مخرج ]
إن عسكرة الجنوب هدف من أهداف الرئيس الصالح وحكومته..ولعلنا نتذكر حجم التسائل الذي أبداه الصحفي السعودي خالد خاشقجي رئيس صحيفة الوطن السعودية حينما شاهد اليافطة المعنونة بـ [ الوحدة أو الموت ] الموجودة في دار الرئاسة للرئيس اليمني..حينما تسائل لماذا تضعون هذه اليافطـة هُنا ، مبدياً [ تذمُّـره منهـا ] ما دفع بالرئيس اليمن لأن يتنحنح ثم يتلعثم ثم أمسك أمسك إحدى أُذنيه ليدعي بأن اليافطـة موجودة منذُ عام 94م بطريقة أظهرت حجم الحرج والذي دفع بالصحفي الآخر لأن يتسائل مستهزءاً..ألم تقم البلدية بإزالتـها منذ ذلك اليوم..؟
هنا تحديداً يجد المتابع أن شعار الوحدة أو الموت لم يكن إعتباطاً...فالقائمين على تبنّي هذا الشعار يعون تماما بأن المعنى والمحصلة النهائية لشعار بهذا النحو معناه الحقيقي [ الجنوب أو الموت ] ، فهم أكثر من غيرهم يدركون تمام الإدراك بأنه في حال إنفصل الجنوب عن الشمال فهذا يعني الموت المحتم بالنسبة للشماليين..!
كيـف..؟
إذا ما إنفصل الجنوب عن الشمال فأن ما مقداره [ 80% ] من ميزانية الجنوب ستفتقدها خزينة حكومة صنعاء..في خضم إنفجار سكاني هائل..معه بدأت ثقة الشماليين تتصدع بالحكومة اليمنية..وبدأت ثمة ظواهر تشير إلى إشتعال حرباً طائفية كما حصل في صعدة..وهناك ثمة تطورات في هذا الجانب سنشرحها في مقال آخر..مضافاً إليه عدم وثوق دول العالم بالحكومة اليمنية والإمتناع عن تقديم أي دعم مباشر لها إلا عبر قنوات تلك الدول في اليمن..ويجب أن لاننسى أن المجتمع الشمالي عبارة عن خليط من الطوائف والمذاهب التي ربما لا توجد سوى في العراق فقط..سنة..شيعة..زيود..إثنى عشرية..يهود..سادية..صادية..صوفية..بهائيين..مكارمـة ...!
كما وإن الوضع الإقتصادي متردي للغاية..سواء كان بسبب الأزمة الإقتصادية في شتى الدول..أو في تنامي غلاء الأسعار أو من ناحية توقعات كثيرة بنضوب حوض صنعاء من المياة الجوفية أو عبر إنتشار الأمراض نتيجة لتناول القات المتشبع بالسموم الكيماوية التي تسبب الوفاة المفاجئة بالسكتة القلبية أو التسرطن..!
لذا ، ينبغي أن يكون الشعار الذي يتبناه فخامة الرئيس اليمني [ الجنوب أو المـوت ] حتى لا يكون ذلك الشعار عبـارة عن قفشة كاذبة وفرقعات [ علي طماش ]..!