عبدالله السنمي
2010-09-13, 06:11 PM
في المقابلة التي أجرتها قناة العربية الإخبارية مع السيد/ عبد الكريم الارياني مستشار الرئيس اليمني وأذيعت يوم الأحد الموافق 12 سبتمبر ، أرجع الارياني مشاكل اليمن ومنها قضية الجنوب إلى الازمة الاقتصادية التي يعاني منها اليمن، قائلا أن جذر المشكلة اليمنية هي القضية الاقتصادية والفقر والجوع الذي يعاني منه اليمنيون ومن هذه المشكلة تولدت بقية القضايا ومنها الحراك الجنوبي الذي هو في حقيقته مطالب حقوقية لأفراد تم معالجة معظمها منذ بدايتها . والحديث للارياني .
نقول بهذا المقام أن الدكتور الارياني قد جافى الحقيقة بالنسبة للقضية الجنوبية ، بل ذهب بعيدا محاولا إيهام المشاهد العربي بأن قضية الجنوب هي تلك المطالب الحقوقية لبضعة من الضباط المسرحين من أعمالهم ثم تطورت إلى أعمال أخرى أخلت بالأمن في المحافظات الجنوبية حسب تعبيره.
في هذا الحديث لم يكن الارياني واقعيا ولا أمينا مع الحقيقية ، إذ أن دحض هذه الاكاذيب والافتراءات أسهل ما يمكن على الإنسان الجنوبي البسيط ، من عدة أوجه :
أولا : أن الحرب التي قامت في صيف عام 1994 ضد الجنوب ونتج عنها احتلال الجنوب ، لا تزال آثارها ونتائجها قائمة ، بل أن الحرب ذاتها لازال النظام مستمر في تنفيذها على دولة وشعب الجنوب ، ولازال المواطن الجنوبي يتجرع آلامها ويكابد كل صنوف القهر والاذلال .
ولم تكن أهداف الحرب فقط تسريح وتدمير الجيش الجنوبي ، الذي استطاع في مراحل الصراع بين الجنوب والشمال هزيمة الجيش الشمالي في حروب عدة ، وكانت بمثابة الفرصة لنظام صنعاء لاستعادة معنويات الجيش اليمني ورد الاعتبار لقواته المسلحة التي تعرضت لهزائم أحاقت به في الحروب السابقة عام 1972 وعام 1979م.
وبذلك تبنى نظام صنعاء جملة من الخطط التدميرية ضد الجيش الجنوبي وبطريقة خبيثة منذ اليوم الثاني للوحدة المزعومة .
الامر الثاني : الذي أدركه الشعب الجنوبي وانطلق بثورته السلمية أن نظام صنعاء قد خطط بصورة مدروسة للاستيلاء على ثروات الجنوب والبترول هو الأساس ، وعامل رئيسي وجوهري لقيام الحرب عام 1994 ، بهدف احتلال الجنوب بالقوة والسيطرة على منابع البترول في شبوه وحضرموت ، والمتتبع لسير الحرب حينها يستطيع ملاحظة تركيز نظام صنعاء على حشد جيوشه بصورة أكبر نحو محافظات شبوة وحضرموت ، رغم أن المعارك كانت تدور رحاها في الجبهات الأخرى في أبين والضالع والصبيحة ، وهذا يذكرنا بصدام حسين عندما أحتل الكويت ، كان هدفه من ضم الكويت هو البترول لا غير ، وعندما فشل في ذلك قام بإحراق آبار النفط وغادر مهزوما مدحورا ، وللتدليل على تشابه المشهد الصدامي في الكويت وعلي عبدالله صالح في الجنوب ، قيام الجيش اليمني بإعداد خطه مشابهه لخطة صدام بإحراق منابع النفط حال فشل في احتلال الجنوب ، وكان بداية هذه الخطة قد نفذت بقصف معامل تكرير النفط بعدن أثناء الحرب وخزانات النفط في مواقع كثير بعدن ، بهدف إلحاق الأذى بالاقتصاد الجنوبي وحرمان الجنوبيون من الاستفادة منه في الحرب .
الأمر الثالث : إذا كان الفقر والعوز هو سبب قيام الحراك الجنوبي ، فما بال التجار الجنوبيون ، والمغتربون الجنوبيون والكوادر والنخب الجنوبية التي لديها من الدخول ما ينفي عنهم حالة الفقر والعوز ، ما الذي جعلهم ينضمون بقوة إلى الحراك الجنوبي السلمي ، فهل هذه الفئات من الشعب الجنوبي هم أيضا سرحوا من الجيش او فقدوا وظائفهم ؟ بالطبع لا ، لان القضية أكبر من هذا الاختزال وهذه المغالطات المفضوحة ، فكل فئات الشعب الجنوبي تدرك أن الجنوب كان ضحية مؤامرة خطط لها نظام صنعاء وعصابات القبائل والعسكر ومن معهم من القوى الشمالية في الشمال والجنوب على حد سواء .
لذلك ، إن جوهر قضية الجنوب في نظر الجنوبيين ووعيهم وقناعاتهم أن الجنوب واقعا تحت احتلال الجمهورية العربية اليمنية مع سبق الإصرار والترصد لمحو تاريخ الجنوب وهوية الجنوب وإحالة شعب الجنوب إلى مجرد عمال سخرة في خدمة الفاتحين الجدد من قبائل الشمال وقواهم الهمجية وعصابات النهب واللصوصية .
هذه هي الصورة الحقيقية التي جعلت القضية الجنوبية تطفو على سطح الأرض الجنوبية ويحتشد لها أبنائها لاستشعارهم الخطر المحدق والمؤامرة المفضوحة التي خطط وتخطط لها عصابات علي عبدالله صالح ومجموعة الكهنة أصحاب الفتاوى والمدارس الدينية الإرهابية .
نقول بهذا المقام أن الدكتور الارياني قد جافى الحقيقة بالنسبة للقضية الجنوبية ، بل ذهب بعيدا محاولا إيهام المشاهد العربي بأن قضية الجنوب هي تلك المطالب الحقوقية لبضعة من الضباط المسرحين من أعمالهم ثم تطورت إلى أعمال أخرى أخلت بالأمن في المحافظات الجنوبية حسب تعبيره.
في هذا الحديث لم يكن الارياني واقعيا ولا أمينا مع الحقيقية ، إذ أن دحض هذه الاكاذيب والافتراءات أسهل ما يمكن على الإنسان الجنوبي البسيط ، من عدة أوجه :
أولا : أن الحرب التي قامت في صيف عام 1994 ضد الجنوب ونتج عنها احتلال الجنوب ، لا تزال آثارها ونتائجها قائمة ، بل أن الحرب ذاتها لازال النظام مستمر في تنفيذها على دولة وشعب الجنوب ، ولازال المواطن الجنوبي يتجرع آلامها ويكابد كل صنوف القهر والاذلال .
ولم تكن أهداف الحرب فقط تسريح وتدمير الجيش الجنوبي ، الذي استطاع في مراحل الصراع بين الجنوب والشمال هزيمة الجيش الشمالي في حروب عدة ، وكانت بمثابة الفرصة لنظام صنعاء لاستعادة معنويات الجيش اليمني ورد الاعتبار لقواته المسلحة التي تعرضت لهزائم أحاقت به في الحروب السابقة عام 1972 وعام 1979م.
وبذلك تبنى نظام صنعاء جملة من الخطط التدميرية ضد الجيش الجنوبي وبطريقة خبيثة منذ اليوم الثاني للوحدة المزعومة .
الامر الثاني : الذي أدركه الشعب الجنوبي وانطلق بثورته السلمية أن نظام صنعاء قد خطط بصورة مدروسة للاستيلاء على ثروات الجنوب والبترول هو الأساس ، وعامل رئيسي وجوهري لقيام الحرب عام 1994 ، بهدف احتلال الجنوب بالقوة والسيطرة على منابع البترول في شبوه وحضرموت ، والمتتبع لسير الحرب حينها يستطيع ملاحظة تركيز نظام صنعاء على حشد جيوشه بصورة أكبر نحو محافظات شبوة وحضرموت ، رغم أن المعارك كانت تدور رحاها في الجبهات الأخرى في أبين والضالع والصبيحة ، وهذا يذكرنا بصدام حسين عندما أحتل الكويت ، كان هدفه من ضم الكويت هو البترول لا غير ، وعندما فشل في ذلك قام بإحراق آبار النفط وغادر مهزوما مدحورا ، وللتدليل على تشابه المشهد الصدامي في الكويت وعلي عبدالله صالح في الجنوب ، قيام الجيش اليمني بإعداد خطه مشابهه لخطة صدام بإحراق منابع النفط حال فشل في احتلال الجنوب ، وكان بداية هذه الخطة قد نفذت بقصف معامل تكرير النفط بعدن أثناء الحرب وخزانات النفط في مواقع كثير بعدن ، بهدف إلحاق الأذى بالاقتصاد الجنوبي وحرمان الجنوبيون من الاستفادة منه في الحرب .
الأمر الثالث : إذا كان الفقر والعوز هو سبب قيام الحراك الجنوبي ، فما بال التجار الجنوبيون ، والمغتربون الجنوبيون والكوادر والنخب الجنوبية التي لديها من الدخول ما ينفي عنهم حالة الفقر والعوز ، ما الذي جعلهم ينضمون بقوة إلى الحراك الجنوبي السلمي ، فهل هذه الفئات من الشعب الجنوبي هم أيضا سرحوا من الجيش او فقدوا وظائفهم ؟ بالطبع لا ، لان القضية أكبر من هذا الاختزال وهذه المغالطات المفضوحة ، فكل فئات الشعب الجنوبي تدرك أن الجنوب كان ضحية مؤامرة خطط لها نظام صنعاء وعصابات القبائل والعسكر ومن معهم من القوى الشمالية في الشمال والجنوب على حد سواء .
لذلك ، إن جوهر قضية الجنوب في نظر الجنوبيين ووعيهم وقناعاتهم أن الجنوب واقعا تحت احتلال الجمهورية العربية اليمنية مع سبق الإصرار والترصد لمحو تاريخ الجنوب وهوية الجنوب وإحالة شعب الجنوب إلى مجرد عمال سخرة في خدمة الفاتحين الجدد من قبائل الشمال وقواهم الهمجية وعصابات النهب واللصوصية .
هذه هي الصورة الحقيقية التي جعلت القضية الجنوبية تطفو على سطح الأرض الجنوبية ويحتشد لها أبنائها لاستشعارهم الخطر المحدق والمؤامرة المفضوحة التي خطط وتخطط لها عصابات علي عبدالله صالح ومجموعة الكهنة أصحاب الفتاوى والمدارس الدينية الإرهابية .