تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اسوره واسوار من زهور الخشخاش واللوتس


نزار السنيدي
2010-09-05, 03:44 PM
لا أدعي انني فصلت من جلد النساء عباءة مثلما فعل نزار قباني ولا ادعي اني إحسان عبدالقدوس
الذي زار المرأة المخملية في مواقعها الفريدة قبل زمن الانترنيت ولا تجولت مثله في غابات من السيقان‏.‏ ولست يوسف ادريس الذي نزل الي آبارها يفتش في الاعماق عن كنه ذلك المخلوق‏.‏ ولا أملك مقدرة انيس منصور في حب النساء الي حد البغض ثم تهافتهن علي كلماته الموجزة الصاعقة‏.‏
ما أنا إلا مجتهد يحاول فك طلاسمها وقد أعود الي قواعدي مكسور الوجدان‏.‏ ما أنا الا رجل مثقل بالتجارب قرر ان يقترب ولا يجرؤ علي سرقة لوحتها الخشخاشية‏.‏ ما أنا إلا قلم أعلن علي استيحاء انه بصدد محاولة لزيارة مملكة تاء التأنيث دون استئذان من رئيس بلاد قصرها‏,‏ فإذا نجحت فلي شرف المحاولة وان فشلت تجرعت مرارة الفشل وربحت تجربة‏.‏
ولست بالمناسبة اعني انثي بعينها منعا للالتباس ولكني اكتب عن بستان النساء وثماره بطعم الجميز والمشمش والخوخ والبرقوق وخد الجميل والتين الشوكي‏.‏
لن يضاف مقالي إلي موسوعة المرأة التي تحار العقول في فهمها‏,‏ فقد فتحت عيني علي الكاتب ابراهيم المصري الذي ادخلها معمله واراد مثل احمد زويل أن يكشف عن كيميائها ولم يستخرج الفيمتو ثانية من نون النسوة‏.‏ وقرأت في وقت مبكر ما كتبه محمد زكي عبدالقادر الذي أدرك ان الحنان يذيب جليدها وياما خاطبها وتجول في ملاعبها ولم يحرز اجوانا في مرماها ودعاها نحو النور واحترقت الفراشات‏.‏
ولا أملك أن اقول أني اطلعت علي عورات المرأة النفسية مثلما فعل طبيبنا النفسي احمد عكاشة ببراعة ولكنه لم يعلق مطلقا مثلما فعل ارشميدس‏:‏ وجدتها‏.‏ ومن المهم إلا أبدو متحيزا لجنس الرجال أومدعيا كراهية المرأة مثلما شاع عن مفكرنا توفيق الحكيم‏.‏ فالرجل والمرأة مثل اصابع البيانو البيضاء والسوداء يعزفان معا أشجي الالحان‏.‏ لابد من التناغم‏,‏ فلا شيء مثل غياب‏(‏ الثقة‏)‏ يجعل العزف نشازا لا يحتمل‏.‏ وعندما افتح ملفها المتاح لدي أو الدوسيه علي حد التعبير الامني‏,‏ اكتشف ان المرأة غالبا ضعيفة الثقة بالرجل ونصف عقلها شكوك تحوم كالغربان ولديها اقتناع بأنه يتزود بوقود النزوات كلما اتيحت له الفرصة‏.‏ وهو يظن دائما انها تحب ان تري نفسها في عيون الرجال وتتكسر مقاومتها علي تحمل الهمس الحنون‏.‏ هي‏(‏ صخرية‏)‏ العناد حتي وهي غارقة في الحب يقودها شراعها الي الشاطيء الذي تبغيه‏.‏ لديها شعور بالدونية وانها الجنس الأضعف ولهذا تحتمي وراء هذا العناد خط دفاعها الاول‏.‏ هي مخلوق حساس وفي رقة النسيم اذا ارادت ومعطائه إذا رغبت ومضحية لا حدود إذا سكنت تحت جفون عين رجل وفوق شرايين قلبه‏,‏ وإذا اقتربت‏(‏ اخري‏)‏ من واحتها وشعرت بالخطر‏,‏ شاطت علي غير هدي واشعلت النار في خيمتها تتحول الي عاصفة وغبار بركاني وهي تري جرح أنوثتها‏,‏ وساعتها يقذف البركان داخلها بكلمات وصرخات لها طعم الشظايا الحارقة‏.‏ وهي‏(‏ الملهمة‏)‏ للرجل عندما يسري في كرات دمها وتغار عليه الي حد الامتلاك وكأنه عقار يخضع لضريبة واجبة التحصيل هي‏(‏ الغامضة‏)‏ تحب عطر الغموض يستهويها الرجل الغامض والفيلم الغامض والاكسسوار الغامض والالوان الغامضة‏.‏ هي‏(‏ طائر يعشق الحرية‏)‏ حتي بعد دخولها قفص الزواج وتحب ان تحلق بجناحين‏,‏ فإن ضغطها الواقع رحلت الي الخيال‏.‏ هي‏(‏ مزيج من ألوان عبثية‏)‏ الذكاء والفطنة والغباء والرعونة والقوة والضعف والمبادرة والتخاذل والصمود والاستسلام والمرح والاكتئاب‏.‏ مشاعرها‏(‏ حصرية‏)‏ تبث علي قنواتها ماتشعر به فقط وماتؤمن به فقط وما لديها الاعتقاد أنه الصواب‏.‏ هي‏(‏ المحاربة المناضلة‏)‏ من اجل الكينونة لتكون‏(‏ الشطورة‏)‏ في عيون الكل‏,‏ وتقيم وزنا لرأي النساء أكثر من الرجال‏.‏ هي‏(‏ العاشقة للتجارب‏)‏ لأنها الملونة دوما وتفتح ذراعيها للتجربة في حذر بالغ وإن اصابها الرذاذ‏.‏ هي‏(‏ الخائفة‏)‏ دائما من فراق رجل او فقدان حبيب أو غدر صديقة او تبدل حال‏.‏ هذا الخوف الذي يلازمها كظلها يجعلها غير متوازنة‏,‏ مذبذبة القرارات متناقضة مع نفسها‏.‏ هي‏(‏ الباحثة‏)‏ عن الآمان‏,‏ فهو مرضها وعافيتها ودورتها العصبية‏,‏ فاذا افتقدته ابتلعتها صحراء الضياع‏.‏ هي‏(‏ البطلة‏),‏ بطلة رفع اثقال الحمل وبطلة الجري الاف الاميال وراء رجل يسكن وجدانها‏,‏ وبطلة المسافات الطويلة في الصبر والمثابرة‏,‏ وبطلة مباريات دوري النساء‏.‏ هي‏(‏ العدو التقليدي‏)‏ للزمن فهي تتربص له وتفتك به قبل ان يفتك بها ولكن بنعومة تكنولوجيا التجميل‏,‏ وأي آلام تهون امام الطلة التي تجمع توقيعات الاعجاب بدون متطوعين او جبهات‏,‏ وجندا لو كانت شهقات الاعجاب‏.‏ هي‏(‏ المغامرة‏)‏ للمغامره في حد ذاتها بهدف او نصف هدف او احتمال هدف‏,‏ لكن الهدف الاكبر هي‏(‏ الصديقة‏)‏ الصدوقة‏)‏ للمرايا المصقولة والشوبنج المريح وكلمات الاطراء المقطرة واطباء التجميل وصالات الجيم والكوافيرات والمساج والاكسسوار والعطور وقارئات الفناجان و‏...‏ واستثني من هؤلاء جميعا نسوه هن بطلات صامدات صامتات كادحات‏.‏ الرجل بالنسبة لهن شخطة وتهديد دائم بالطلاق اصفرت وجوههن من الانيميا وتكحلن بالفقر وتآكلت اظفارهن من الغسيل ولايعرفن من فنون الترفيه سوي القرش الحلال من فوق سجادة صلاة‏,‏ وصراعات يومية تهد البدن‏,‏ لكن هذا القرش الحلال يعمر بيتا ويرسم مستقبل الولد ويستت البنت‏!‏


نقل بتصرف مفيد فوزي