تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأعور والعميان ....


مستعجل قليل
2010-07-31, 11:08 AM
في أحد البلدان في هذا العالم ،
كان بلد كل أهله ( عميان ) أغنيائه و فقرائه و نسائه و رجاله و حتى الأطفال فيه
يولدون ( عميان )
و كان هذا البلد مقسم إلى قسمين ، قسم شرقي ، و قسم غربي

و ذات يوم أختصم أهل القسم الغربي ( العميان ) مع أهل القسم الشرقي ( العميان )
حتى دارت بينهم حروب و صراع دموي دام لسنين طويلة !

و كان سبب صراعهم هذا على بئر ماء عظيم ، يشربون منه و يسقون منه أنعامهم و بهائمهم ،

كان الماء و فيراً يكفي كل البلد ، أهل القسم الشرقي و أهل القسم الغربي ، و لكنهم دخلوا في هذا الصراع لأنهم صدقوا اشاعة أطلقها أحدهم قائلاً :

( أن الماء لا يكفي أهل القسمين الشرقي و الغربي ، و أنه لو أستمر الحال على ما هو عليه فقد ينفذ الماء و يموت الجميع عطشاً )

لذلك قامت بينهم الحروب !


و بينما هم في صراعهم هذا ، زار بلدهم ذات يوم ( رجل أعور ) يرى الدنيا بعين واحدة
و لكنه على الأقل يرى ، و ليس بأعمى كحال أهل ذلك البلد و أهله .

فرأى صراع أهل البلد الدائر بينهم بسبب بئر الماء العظيم ، و طاف في البلاد ، و ذهب ليرى ذلك البئر العظيم فإذا به بحيرة ضخمة عظيمة كأنها نهر لا ينضب ،،

و عرف أن صراعهم لا معنى له و أن الماء يكفي الجميع بل و لربما يكفي شعوباً أخرى دون أن يتأثر


فقرر ( الأعور ) على أصلاح ذات بينهما ، و عمل على ذلك ، فنادى في الجميع من أعلى تلة في البلد فأجتمع كل أهل البلد ( العميان ) ، أهل القسم الشرقي و الغربي ،

وراح يشرح لهم أن صراعهم لا معنى له و أن الماء و فير و أن بئرهم العظيم ليس بئراً بل هو بحيرة عظيمة ، و أنه عرف ذلك لأنه أعور و يمكنه أن يرى بعين واحدة و حلف لهم أن هذا هو ما رءاه ، و قد تبدى له جلياً أن لا معنى لصراعهم .

بعدها نجحت مساعي ( الأعور ) ، و تصالح أهل القسم الشرقي و أهل القسم الغربي
و تعانقوا و عادوا أهل بلد واحد ، و أتفقوا على تعيين ( الأعور ) ملكاً لبلاد ( العميان ) .




في أحد البلدان في هذا العالم !
كان بلد كل أهله ( عميان ) أغنيائه و فقرائه و نسائه و رجاله و حتى الأطفال فيه يولدون ( عميان )

و كان لهم ملك ( أعور ) جاء للبلاد غريباً ، قام بعمل عظيم بتوحيد البلاد ، قسمها الشرقي و الغربي .

و كان ( العميان ) يموت منهم المئات عطشاً .....

لأن ( الأعور ) لما ملك البلاد !
أستأثر بالبحيرة لنفسه
و أصبح الماء ثميناً و ليس بالمتاح !

منقول