المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل بدأ تيار التطرف الجنوبي بالتشكل من جديد ( بقلم : محمد عباس ناجي )


الصميل المعرجم
2010-07-27, 03:42 AM
هل بدأ تيار التطرف الجنوبي بالتشكل من جديد ( بقلم : محمد عباس ناجي )


كتابات حرة الضالع – لندن " عدن برس " خاص : 27 – 7 – 2010
يبدو أن كثير من قادة ومثقفي وساسة ومواطني الجنوب لم يستفيدوا من تجربة العقود الماضية التي أعقبت الاستقلال الوطني الأول عام 1967م وسادتها صراعات بينية لم تكن مبررة سوى أنها عبرت عن ممارسات متطرفة وقلة خبرة سياسية, ثم الفترة التي أعقبت احتلال الجنوب عام 1994م وما أعقبها من وضع مهين ومذل عاشه شعب وقياداته التي شردت معظمها إلى خارج وطنها. وكنا نعتقد أن هذه التجربة المريرة قد علمتنا جميعا كيف لنا بعدم تكرار أخطاء الماضي التي حدثت بيننا أو مع الآخرين. لكن ما يبدو في الأفق هو العكس.. كيف تتجلى هذه الصورة؟ دعونا نناقشها في النقاط التالية:

· مع أنه لا يستطع أي جنوبي أن ينكر أن التطرف كان السبب الأول في الصراعات التي حدثت في الجنوب, ومع ذلك يبدو أن روح التطرف بدأت تظهر في الأفق بين أوساط الجنوبيين حتى قبل أن يحققوا هدفهم المنشود, ونجد الحاملين لهذه الروح تيار يحتوي على طرفين: الطرف الأول, وهم بعض ممن سعوا إلى تحقيق الوحدة الاندماجية مع الجمهورية العربية اليمنية دون الأخذ بأي محاذير مما أوصلوا الجنوب إلى الكارثة التي يعيشها, والطرف الثاني هم بعض ممن كانوا يشكلون قوى معارضة للجنوب ويعيشون في حضن نظام صنعاء وفي دول الجوار الأخرى وشاركوا في الحرب على الجنوب عام 1994م.
· هذا التيار اليوم برغم إدراكه لأخطائه السابقة ومخاطر التطرف إلا إنه يمارس أبشع صور التطرف. من خلال إطلاق على نفسه قوى الاستقلال, وكأن غيره من شعب الجنوب قوى عميلة لنظام صنعاء وترفض الاستقلال, وهو في الحقيقية أحسن تسمية تطلق عليه ( قوى الاستهبال) لأنه بتطرفه يدغدغ مشاعر الجماهير الجنوبية بشعار الاستقلال, وعندما تسأل احدهم كيف لشعب الجنوب أن يحقق الاستقلال؟ ستجد أنه لا يمتلك الإجابة. إنه فقط يستهبل عقول الناس.
· نضال شعبنا منذ انطلاقته اعتمد على ركيزتين أساسيتين هما: التصالح والتسامح وأسلوب النضال السلمي, هذا التيار رفض التصالح والتسامح, والدليل على ذلك أن قيادة الخارج لم تتصالح بعد, مما جعلها غير قادرة على إيجاد برنامج عمل لها بما يخدم نضال شعبنا. وهنا لا بد أن نكون صرحاء مع شعبنا.. إذا لم يتصالح الرئيس علي سالم البيض مع الرئيس علي ناصر محمد, فمع من يتصالح؟. هذا التيار دائما يدعم ويشجع أساليب النضال غير السلمية, لأنه يعتقد أنه بأسلوب العنف سوف يتحقق الاستقلال غدا. ولم يفكر بعواقب هذه الأساليب على شعبنا من الشهداء والجرحى, فالشهداء لم تجد أسرهم من يعيلها والجرحى لم يجدوا من يتكفل بعلاجهم.
· يحاول بتطرفه الهروب عن أخطاءه وعجزه عن تقديم الحلول الواقعية لقضية شعبنا, فيختزل الحلول للقضية الجنوبية بالمظاهرات في الداخل, وترديد الشعارات والقصائد على قناة عدن الفضائية التي نعتقد أنها حتى اللحظة لم تستطع إقناع مواطن عربي بقضية شعب الجنوب, فهي تفتقد إلى ابسط مقومات المهنية ( إنسانا ومادة) وتفتقد لقدرة الإقناع. بل تظهر شعبنا بعدم امتلاكه للكادر الإعلامي وعدم قدرته على إدارة قناة. فكيف به أن يدير دولة؟
· قضية شعبنا بحاجة إلى نضال على الصعيدين الداخلي والخارجي, على الصعيد الداخلي استطاع شعبنا تحقيق الكثير, بفضل التضحيات التي قدمها, لكنه على الصعيد الخارجي لم يحقق أي نجاحات تذكر, لهذا هو بحاجة إلى قيادات تنشط على الصعيدين العربي والدولي. لهذا وجهت القيادات في الداخل دعواتها المتكررة لقيادات الخارج بضرورة التحرك, وبالفعل لبت بعض هذه القيادات الدعوة ومنها الرئيسين المناضلين علي ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس والوزراء محمد علي أحمد وصالح عبيد احمد وسليمان ناصر مسعود وغيرهم من قادة ومناضلي الجنوب, ولأن التحرك الخارجي بحاجة إلى تقديرات سليمة ومرنة. فإن هذه القيادات بدأت بتحركاتها بالصورة التي تراها مناسبة وانطلاقا من الظروف الموضوعية والذاتية, وإتباع أساليب النضال التكتيكية في خدمة الهدف الاستراتيجي.. وهنا بدأت قوى التطرف الجنوبي بتوجيه الشتائم لقيادات الجنوب واتهمتها بأبشع وصفات الخيانة. بل وصلت الخساسة بالبعض باتهام هذه القيادات بأنها تسلمت مبالغ مالية من حميد الأحمر.
· هذا التيار مسخر جهوده لتمزيق وحدة الصف الجنوب في الداخل من خلال البحث عن أي خلافات والاتصال بأطرافها حتى وأن كانت الخلافات صغيرة وطبيعية, ويرفض بناء مؤسسات الحراك الجنوبي لأنه يدرك أن وجود مثل هذه المؤسسات يعني وجود قيادة موحدة لنضال شعبنا, تقود مسيرة النضال وفقا لرؤية وطنية متكاملة وليس بناء على قرار شخص يفرض على قيادة الداخل ما يريد. كما أنه مسخر مواقع الكترونية لشتم أبناء الجنوب, فكل من هو عضو في الحزب الاشتراكي هو عدو , كل جنوبي أصوله غير جنوبية هو عدو للجنوب. وكأن الجنوب بحاجة إلى تقوية وتعدد الأعداء. وقد اندهشت من الإساءات التي وجهت لواحد من أوائل حملة القضية الجنوبية وهو الإعلامي القدير لطفي شطارة الذي فتح أول موقع إلكتروني في الخارج يتبنى القضية الجنوبية ( عدن برس) ومازال هذا الموقع من أفضل المواقع الجنوبية .
· يدعي هذا التيار انه موجود على الساحة الجنوبية والحقيقة أنه لا وجود له, كما أنه يروج إعلاميا لقوى في الأساس هي مجموعة عبارة عن أشخاص متزمتين وكما يقول المثل( الطيور على أشكالها تقع) وكي نثبت صحة قولنا نتحدى هذه القوى سوى كانت في الداخل أو الخارج أن تدعو جماهير شعب الجنوب للقيام بفعالية نضالية مستقلة تحت رعايتها. لأن مجلس الحراك السلمي الجنوبي هو وحده القادر على إخراج الجماهير إلى ساحات النضال, ولهذا التيار المتطرف يعمل جاهدا على عدم الاعتراف بهذه الحقيقة.
· إننا مع كل ذلك ندعو هذا القوى للعودة إلى جادة الصواب وترك المغالاة والتطرف, فشعب الجنوب من ثوابته الوطنية رفض التطرف مهما كانت وتحت أي شعار فما أوصله إلى هذه الوضعية هي قوى التطرف.

العفيفي
2010-08-15, 06:57 PM
يافعالجنوبيين وصلو الى قمت الوعي والتكاتف