المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحوثيون قادمون إلى السلطة العميد محمد احمد صالح اليافعي


عيدروس ابن الجنوب
2010-07-27, 01:54 AM
سماء الجزيرة-خاص
أن القارئ للخارطة السياسية وسير تطور الأحداث في اليمن خلال العقد الأخير يلاحظ بما لا يدع مجالا للشك إن النظام الحاكم يشهد انقراض وتلاشي باتجاه نهايته وتحويل اليمن إلى دولة فاشلة من خلال العديد من الشواهد والأزمات والحروب والانفلات الأمني وضعف سلطة الدولة وانعدامها كليا في بعض المناطق ناهيك عن التدهور الاقتصادي والثقافي وسؤ الخدمات الصحية والتموينية والكهرباء والمياه والتخلف وانتشار الأمية وضعف التعليم والبطالة المتزايدة وسؤ أوضاع الناس المعيشية حيث اغلب السكان تعيش تحت خط الفقر مع ما تشهده الدولة من عجز واستنزاف الإمكانيات والثروات من قبل أصحاب الفساد الذي أصبح الفساد يضرب أطنابه في كل مرافق الدولة وأجهزتها ورمز النظام نفسه أضافه إلى انتشار إعمال التهريب أكان للمخدرات أو في الاتجار بالأطفال وأعضاء البشر وكذلك تهريب وتجارة السلاح والقرصنة والقاعدة التي تجد في هذا النظام حليف وممول أكان بقصد التجارة المربحة آو لإشغال وإقلاق وابتزاز الجيران والعالم الخ ..
ولذلك فان الدولة من خلال الديكور والشكل الخارجي تبدو موجودة لكن في الواقع هي لا توجد ألا من خلال أجهزتها القمعية التي تحمي هذا النظام لقد تفكك النظام اليمني من داخلة وأصيح أصحاب النفوذ القبلي والقادة العسكريين هم السلطة وادي التحالف لشيخ القبيلة مع القائد العسكري إلى إضعاف نظام المؤسسات وسلطة الدولة كما أخذة مؤسسة النظام في ظل سيطرة أسرة على أهم مواقع السلطة والثروة وبالذات أسرة الرئيس التي باتت تتحكم بأهم وابرز الوحدات العسكرية من حرس جمهوري الذي يقوده ولد الرئيس إلى الأمن المركزي والأمن القومي الذي يقوداه أولاد أخ الرئيس وإخوان الرئيس الآخرين الذين يسيطرون على الطيران والدبابات وغيرهم من أفراد الأسرة الذين يسيطرون على أهم الوحدات العسكرية الضاربة أن المتمعن في هذا الوضع يلحظ تحول السلطة إلى الحكم الملكي الغير معلن لأسرة الصالح مع العلم أن الدعاية وبعض المؤشرات قد بدائه من خلال الترتيبات التي تجري لتوريث الرئيس الحكم لولده ونشؤ مؤسسات باسم الصالح مثل مسجد الصالح ومؤسسة الصالح الخيرية وغيرها وهو الأمر الذي اضعف ولا المؤسسات العسكرية للدولة والذي ظهر ذلك جليا من خلال حروب النظام مع الحوثيين .
لقد أدت سيطرة الأسرة إلى القضاء على الأخذ بالكفاءات والأقدمين والخبرات للقيادات العسكرية وهو ما أدى إلى إضعاف الروح المعنوية لهذه المؤسسات وما حرب الحوثيون إلا خير دليل على ذلك فهل يعقل أن مجموعة من القبائل إن يواجهون جيش بحالة ولا يستطيع هذا الجيش إن يتقدم أو يحقق أي نصر ؟
إن ذلك دليل على عدم قناعة هذا الجيش وعدم رضاه عن الوضع وعل عدم قناعتهم في خوض مثل هذه الحرب ناهيك عن دعم وإسناد وإمداد الجيش نفسه للحوثيين كما إن الأطراف المتصارعة في أطار الأسرة الحاكمة على عملية التوريث قد حاولت أن تصفي حساباتها من خلال هذه الحرب بقصد أضعاف كل طرف قوة الأخر حيث دعم ابن الرئيس احمد الحوثيين في الحرب السابقة التي كان يقودها عمه علي محسن بغرض إضعاف قوته العسكرية وهو الأمر الذي تكرر عندما قاد احمد الخير ضد الحوثيين عمل عمه لدعم الحوثيين لأضعاف الحرس الجمهوري الذي يقوده احمد علي عبدا لله وأدت هذه السياسة بين هذه الأطراف إلى إضعاف الجيش و دعم وتقوية الحوثيين الذين اكتسبوا من خلال هذه الحروب خبرات ومهارات قتالية عالية ومكنتهم كقوة سياسية عقائدية منظمة إن يكونوا في نفس الوقت قوة عسكرية لا يستهان فيها ولذلك فقد أصبح الحوثيين يشكلون قوة سياسية وعسكرية غير عادية إضافة إلى قاعدتهم الشعبية كمرجعية شيعية ومعقل الزبدية يدين لهم الكثير من القبائل الزبدية بالولاء بل وينظرون أذا كان الحكم توريث أن الحوثيين أحق باعتبارهم من إل البيت ومما يساعد من قوة ونفوذ الحوثيين التأييد الذي يحضون فيه بين الزيود في المؤسسات العسكرية كما أن الحوثيين هم الوحيدين من كل أحزاب المعارضة والحراك الجنوبي الذي يوجد لة سند ودعم خارجي ضمن المد الشيعي الإيراني المعروف بأطماعه ولذلك لم يكن غباء أو لحسابات عسكرية خاطئة إن فتح الحوثيين معركة أخرى مع المملكة العربية السعودية بل كانت ضمن حسابات إقليمية وهي رسالة إيرانية غير مباشرة ..
أن القوة الحقيقية المرشحة للاستيلا على السلطة هم الحوثيين وهم بالفعل قادمون إلى السلطة ولذلك فان سيطرتهم على الحكم سيقلب موازين القوى والخارطة والمعادلة السياسية للمنطقة برمتها وخطر يزعزع الأوضاع في منطقة الجزيرة والخليج كما إن الحوثيين يمكنهم إن يحلوا مشكلة الجنوبيين من خلال الحكم الذاتي أو الفدرالية وسيكسبون الجنوبيين إلى جانبهم ويعملون على إقامة دولة نظام وقانون ولذلك فانه يطلب من دول الخليج والسعودية إن لا يظلوا في موقف المتفرج تجاه كل ما يجرى للجنوبيين من ظلم وقهر وقتل وتنكيل ومحاصرة وتجويع المناطق الجنوبية كأعقاب جماعي على معارضتها لحكومة الوحدة والمطالبة باستعادة دولة الجنوب السابقة بل يطلب من السعودية ودول الخليج دعم وإسناد الجار السني وكسبه بدلا من كسبه من قبل الحوثيين وتحالف الجنوب السني مع الحوثيين والذي أذا مآتم ذلك ستنقلب المعادلة السياسية في المنطقة رأسا على عقب باتجاه تعزيز وتقوية المد والنفوذ الشيعي .
الخلاصة
إن استنتاجاتنا لسيطرة الحوثيون على السلطة قائم على أساس الشواهد والحقائق التالية :
1- وصول سلطة صنعاء برئاسة علي عبدا لله صالح إلى مرحلة من الشيخوخة والعجز تكتنفها العديد من الأمراض بما فيها الخبيثة والقاتلة ولذلك فهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وأدى تربع الرئيس على سدة الحكم لأكثر من 32عاما أدى إلى تحويل النظام الجمهوري إلى الملكية الغير معلنة من خلال تربع أفراد أسرته على أهم وابرز المواقع العسكرية والأمنية الحساسة مما اضعف هذه السلطة طابعها الجمهوري المؤسسي واضعف معه ولاء الآخرين للسلطة بما في ذلك الجيش وضاعة المقاييس والكفاءة التي كان يفترض أن يعتمد عليها في التعيينات بدلا من الولاء والقرابة ولقد ظهرت هذه الحقيقة في حروب الجيش مع الحوثيين
2- التدهور الفظيع التي تشهده البلاد ومؤسسات الدولة من انهيار وتدهور للاقتصاد ونفاذ الموارد والإمكانيات وازدياد الفقر والبطالة وانتشار الرشوة ونهب المال العام تبديد الإمكانيات وازدياد عمليات التهريب من البشر إلى المخدرات والسلاح والقرصنة والإرهاب والفوضى والانفلات الأمني وتفسخ نظام الدولة وتدهور الخدمات التموينية والعلاج والتعليم وانتشار الأمية والجهل والتخلف وتدهور التعليم والفتن والحروب القبلية وحروب الدولة وأزمة الجنوب وغيرها من الأزمات التي تكفي الواحدة منها بان تعصف بهذه الدولة.
3- عجز الدولة عن تشخيص الأزمات التي تعيشها البلاد والاعتراف فيها ووضع المعالجات العلمية والعملية لحلها بواقعية ومنطقية بعيداً عن المكابرة واللجوء إلى أساليب العنف والقمع التي تمارسها الدولة تجاه كل من يختلف معها وبالذات في معالجتها لمشاكلها مع الجنوبيين والحوثيين والتي أدت هذه الأساليب إلى تفاقم الأوضاع وازديادها سواً .
4- فقدان نظام صنعاء لقاعدته الشعبية والكثير من حلفائه الذين كانوا بالأمس شركاء وعون للسلطة وأدى إنفراد سلطة صنعاء بالسلطة وانحصارها في إطار أسرة الرئيس ومؤيديه إلى استفزاز ومعاداة شركاء الأمس كالاشتراكي والإصلاح وغيرهم أو بما يسمى بأحزاب المعارضة .
5- اشتعال الأوضاع بالمناطق الجنوبية الذين عبروا عن رفضهم للبقاء في دولة الوحدة ومطالبتهم باستعادة دولة الجنوب السابقة وتتصاعد وتزداد هذه الحركة الاحتجاجية المعارضة بشكل مستمر ومما يزيد من تصاعدها أساليب القمع والقوة التي تتخذها سلطة صنعاء في معالجة القضية الجنوبية .
6- تحول الحوثيين إلى قوة عقائدية وعسكرية منظمة واكتسبوا خلال هذه الحروب خبرات عسكرية واظهروا مهارة وحنكه سياسية وإعلامية كما اظهروا أنهم يمتلكون قيادة موحدة استطاعت بالفعل أن تدير العمليات العسكرية والحرب الإعلامية والدبلوماسية بجدارة وبكفاءة عالية , كما اظهروا من خلال إعلامهم مصداقية في خطابهم السياسي والإعلامي واستطاعوا أن يستقطبوا إلى جانبهم الكثير من المؤيدين والمناصرين في العديد من المحافظات الزيدية وبين صفوف القوات المسلحة والأمن كما استطاعوا أن يحضوا بدعم وإسناد شيعي خارجي من قبل الكثير من المرجعيات الشيعية بصورة مباشرة والحكومة الإيرانية بصورة غير مباشرة في أطار الصراع الإقليمي في المنطقة .

الخلاصة :
يجب الإقرار إن نظام صنعا الحالي قد فقد صلاحيته ولم يعد قادرا على معالجة أوضاع وأزمات اليمن بل بالعكس بعمل على تعقيدها وتأزمها من خلال أتباع العنف والقمع في معالجاته وهو في نفس الوقت لم يعد مقبول أو مهضوم ا وان احد يثق فيه لإصلاح أوضاع اليمن خاصة إن الفترة الطويلة لحكم الصالح قد أثبتت فشله في أدارة البلاد وإخراجها من أزماتها المعيشية الصعبة بل بالعكس شكل وجود هذا النظام سببا رئيسيا لتأزم هذه الأوضاع والحروب واستشراء وانتشار الفساد الذي شكل سمة رئيسية من سمات الحكم وأصبح فساد السلطة كابحا حقيقيا لإقامة دولة المؤسسات دولة النظام والقانون .
أما على صعيد الخارج فعلى الرغم من الفترة الطويلة لحكم الرئيس الصالح واكتسابه لعلاقات وخبرات دبلوماسية متنوعة إلا أن تاريخه وتناقض مواقفه والتقلب في المواقف قد اثبت لجيرانه وأصدقائه انه صديق لا يؤمن علية وهذه السمة ليس على صعيد الخارج فحسب بل ومع حلفائه وأصدقائه في الداخل أضافه إلى إن فشل هذا النظام في بناء اليمن وحل مشاكله الاقتصادية قد أصبح صديق وجار مكلف ومزعج بل ووصلت الأمور إلى الابتزاز من خلال اللعب على رؤؤس الثعابين فهو تارة يصدر السلاح والمخدرات وتجار البشر والقرصنة وتارة يهددهم أذا لم يدعموه بالصوملة وان البديل لانهيار نظامه سيطرة القاعدة وتمزق اليمن وعدم استقراره الخ..
لذلك لابد من أيجاد نظام جديد يحقق العدل والمساواة من خلال أقامة دولة النظام والقانون والنهوض بأوضاع اليمن وحل أزماته بعيدا عن الحروب والقمع والفساد والفوضى وإشراك القوى السياسية دون استئثار حزب أو أسرة بالسلطة والثروة وتعزيز القضاء والعقاب والثواب والتداول السلمي للسلطة ومنع قمع الحريات والمعالجات السلمية للمشاكل السياسية وإقامة نظام فدرالي الخ .
العميد محمد احمد صالح اليافعي