معين الكلدي
2010-07-09, 01:38 AM
متى يعي نيرون اليمن رماد حرائقه !
لن أخط اليوم بيراعي كعادته بسجيته المعروفة وذلك بتقسيم المقالة وترتيبها المنصرم المعهود مني .. لم أعد أعير وزناً لمنظومة الفكر ورواد العبارة والصياغة .. سأفترش الصفحة افتراشاً بضلوعي وسأنثر دماء صدري مع كل إلتفاتة حرف وانشراخ جملةٍ بحدّ السطر ، ربما سكرتُ بغيظي ، ربما الغيظ أسكرني .. لا آبه لذلك ولن أرعوي ، ولن يوقفني الطابور الخامس ولو غرس جنازره بحلقي وعلّق رأسي كقلادةٍ على دبابته ..
سأعتبر نفسي اليوم ذرة خاملة لا يقبلها أي جزيء تدور في فلكٍ مظلم .. سأعتبر كياني كشبحٍ صوتي لا ينتمي للعالم الحالي ولكنه يخاطب هلام البشر وتلك الدمى العظمية التي تدعى بني الإنسان في اليمن ، سأحاول أن أبرر للسفاح فعلته وللجاني جريمته وللمعتدي سطوته ، سأثقب الحلول ثقباً في جدار العدم وسأوجدها من اللاشيء ، فلربما اعترفت ديدان الأرض أنكم بالفعل أرقى منها ، والطحالب والباعوض ، ولربما أصل بعد كفاحي لتكونوا في مقامها أو أرفع لدرجة البهيمية إلا من رحم ربي من أشباه البشر لديكم وهم ( أي البشر ) كالعهن المنفوش في مصنع الآدمية المنسّق!.
يا أرباب السلطة .. ماذا أنتم فاعلون بعد هذا ، جربتم السلاح فأنعشتم الشعوب الحالمة بالحرية ، جربتم الإعتقال والسجن فتحولت البلاد إلا مجمعات سجون وضجت الأرض بآلاف الشبان المناضلين ضدكم ، حاصرتم المدن فتحول الطفل إلى مقاتل والعجوز إلى بطلة حرب و أصبح المتخاصمون لأمور العيش أهلاً و أحبابا ، تكاتف الغريب والقريب والعدو والحبيب والشبان والشيب والمخطىء والمصيب ، قطعتم الكهرباء فما تنحنحوا ، قطعتم الرقاب فما تزحزحوا فهل لكم من مخرج؟
بالأمس القريب تحركت عدن التي طالما تم تحييدها بجبروت المعسكرات و خلايا الأذناب الجواسيس الخونة .. تحرك الشعب رغم التضحيات رغم التهديدات رغم الشعارات رغم كل شيء .. فما الذي حركه وهو أعزل .. وما الذي أججه ثم أشعل .. ألستم أنتم يا فسّاد الأرض و يا أصحاب الاراضي الكيلومترية والمكوكية!
بالأمس القريب ضُرب الحصار على الضالع فما هي استنتاجات مستشاريكم الحمقى .. وهل يساوون ربع رواتبهم المعطاة .. أمّا جعل الفصائل المعادية لكم تُجمع على عداوتكم أمّا رأيتم صمودهم وأنتم الدولة وهم الشعب الأعزل المعزول .. أمّا هزوا خططكم أمّا أحسستم لفح غضبهم برغم الضبط لهم أمّا كانت جنودكم مرتزقة وطن وأولئك وطنٌ يتفجر بالعطاء والكفاح ! أمّا شلّت عزائمكم أمّا انقطعت روابط جأشكم أمّا بان خوركم وضعفكم .. ألا لعنة الله على الظالمين .
إلى متى وهذا الإستهتار منكم بكبريائكم المنحلّ .. زعموا أن لا قضية في الجنوب فذاقوا المهانة عالمياً مع كل تقرير .. زعموا أنّ المطالبات ليس لها أساس من الصحة فعرّتهم صيحات الآلاف في كل محافظات الجنوب وعلى مدى أربع سنين ! قالوا أن الوحدة خطٌ أحمر ، أوليس قتل المواطن الأعزل تعدى كل الخطوط المعروفة واللا معروفة ! وهل ستتحقق الوحدة بين القاتل والضحية وبين الجاني والمجني عليه! ولو سلمنا بعراقة الشعار فما الجدوى من شعار الإخوّة الإسلامية وهو أعرق وأسمى والأخ يقتل أخوه بحجة ذلك الخط الأحمر الملعون والذي أصبح مبرراً للإفراج عن الرصاص شريطة إسقاط ضحيةٍ خرجت لتعبر عن سخطها من واقعٍ معاش .
يا حثالة المستشارين للسلطة ومن وضعوا تلك الحلول العقيمة أخطأتم كما لم تصيبوا قط! فبقتلكم ذلك المجهول والذي بالكاد يجني لقمته جعلتموه بطلاٍ مخلداً وفتيلاً لاستمرار الإحتراق الثوري .. إن عربدة المنطق لا تأتي ثمارها يا سخفاء التخطيط فقد حفرتم في قلوب أسر الضحايا كراهيتكم لقرون وأصبح البعض ممن خرج في مظاهرةٍ ما رمزاً وشهيداً يُشار إليه بالبنان بصنيعكم السخيف ..
لا زالت السكرةُ تتمخضني ولازلت أترنح من القهر حدّ الأزيز والغليان ولكن ما أسكن صدري وأراحني من خشخشات الرصاصات الجبانة ضد الأبرياء أنّ الوطن مستعد لتقديم ما هو أكثر وربما أرادوا إخمادنا فأشعلونا عنوة وفجرونا كالحمم فوقهم ومن ظلم .. فهنيئاً للأبطال وسحقاً للجبناء والمجرمين
ونحن أناسٌ لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبرُ
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العُلا
وأكرم من فوق التراب ولا فخرُ
معين الكلدي
8 \ 7 \ 2010
لن أخط اليوم بيراعي كعادته بسجيته المعروفة وذلك بتقسيم المقالة وترتيبها المنصرم المعهود مني .. لم أعد أعير وزناً لمنظومة الفكر ورواد العبارة والصياغة .. سأفترش الصفحة افتراشاً بضلوعي وسأنثر دماء صدري مع كل إلتفاتة حرف وانشراخ جملةٍ بحدّ السطر ، ربما سكرتُ بغيظي ، ربما الغيظ أسكرني .. لا آبه لذلك ولن أرعوي ، ولن يوقفني الطابور الخامس ولو غرس جنازره بحلقي وعلّق رأسي كقلادةٍ على دبابته ..
سأعتبر نفسي اليوم ذرة خاملة لا يقبلها أي جزيء تدور في فلكٍ مظلم .. سأعتبر كياني كشبحٍ صوتي لا ينتمي للعالم الحالي ولكنه يخاطب هلام البشر وتلك الدمى العظمية التي تدعى بني الإنسان في اليمن ، سأحاول أن أبرر للسفاح فعلته وللجاني جريمته وللمعتدي سطوته ، سأثقب الحلول ثقباً في جدار العدم وسأوجدها من اللاشيء ، فلربما اعترفت ديدان الأرض أنكم بالفعل أرقى منها ، والطحالب والباعوض ، ولربما أصل بعد كفاحي لتكونوا في مقامها أو أرفع لدرجة البهيمية إلا من رحم ربي من أشباه البشر لديكم وهم ( أي البشر ) كالعهن المنفوش في مصنع الآدمية المنسّق!.
يا أرباب السلطة .. ماذا أنتم فاعلون بعد هذا ، جربتم السلاح فأنعشتم الشعوب الحالمة بالحرية ، جربتم الإعتقال والسجن فتحولت البلاد إلا مجمعات سجون وضجت الأرض بآلاف الشبان المناضلين ضدكم ، حاصرتم المدن فتحول الطفل إلى مقاتل والعجوز إلى بطلة حرب و أصبح المتخاصمون لأمور العيش أهلاً و أحبابا ، تكاتف الغريب والقريب والعدو والحبيب والشبان والشيب والمخطىء والمصيب ، قطعتم الكهرباء فما تنحنحوا ، قطعتم الرقاب فما تزحزحوا فهل لكم من مخرج؟
بالأمس القريب تحركت عدن التي طالما تم تحييدها بجبروت المعسكرات و خلايا الأذناب الجواسيس الخونة .. تحرك الشعب رغم التضحيات رغم التهديدات رغم الشعارات رغم كل شيء .. فما الذي حركه وهو أعزل .. وما الذي أججه ثم أشعل .. ألستم أنتم يا فسّاد الأرض و يا أصحاب الاراضي الكيلومترية والمكوكية!
بالأمس القريب ضُرب الحصار على الضالع فما هي استنتاجات مستشاريكم الحمقى .. وهل يساوون ربع رواتبهم المعطاة .. أمّا جعل الفصائل المعادية لكم تُجمع على عداوتكم أمّا رأيتم صمودهم وأنتم الدولة وهم الشعب الأعزل المعزول .. أمّا هزوا خططكم أمّا أحسستم لفح غضبهم برغم الضبط لهم أمّا كانت جنودكم مرتزقة وطن وأولئك وطنٌ يتفجر بالعطاء والكفاح ! أمّا شلّت عزائمكم أمّا انقطعت روابط جأشكم أمّا بان خوركم وضعفكم .. ألا لعنة الله على الظالمين .
إلى متى وهذا الإستهتار منكم بكبريائكم المنحلّ .. زعموا أن لا قضية في الجنوب فذاقوا المهانة عالمياً مع كل تقرير .. زعموا أنّ المطالبات ليس لها أساس من الصحة فعرّتهم صيحات الآلاف في كل محافظات الجنوب وعلى مدى أربع سنين ! قالوا أن الوحدة خطٌ أحمر ، أوليس قتل المواطن الأعزل تعدى كل الخطوط المعروفة واللا معروفة ! وهل ستتحقق الوحدة بين القاتل والضحية وبين الجاني والمجني عليه! ولو سلمنا بعراقة الشعار فما الجدوى من شعار الإخوّة الإسلامية وهو أعرق وأسمى والأخ يقتل أخوه بحجة ذلك الخط الأحمر الملعون والذي أصبح مبرراً للإفراج عن الرصاص شريطة إسقاط ضحيةٍ خرجت لتعبر عن سخطها من واقعٍ معاش .
يا حثالة المستشارين للسلطة ومن وضعوا تلك الحلول العقيمة أخطأتم كما لم تصيبوا قط! فبقتلكم ذلك المجهول والذي بالكاد يجني لقمته جعلتموه بطلاٍ مخلداً وفتيلاً لاستمرار الإحتراق الثوري .. إن عربدة المنطق لا تأتي ثمارها يا سخفاء التخطيط فقد حفرتم في قلوب أسر الضحايا كراهيتكم لقرون وأصبح البعض ممن خرج في مظاهرةٍ ما رمزاً وشهيداً يُشار إليه بالبنان بصنيعكم السخيف ..
لا زالت السكرةُ تتمخضني ولازلت أترنح من القهر حدّ الأزيز والغليان ولكن ما أسكن صدري وأراحني من خشخشات الرصاصات الجبانة ضد الأبرياء أنّ الوطن مستعد لتقديم ما هو أكثر وربما أرادوا إخمادنا فأشعلونا عنوة وفجرونا كالحمم فوقهم ومن ظلم .. فهنيئاً للأبطال وسحقاً للجبناء والمجرمين
ونحن أناسٌ لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبرُ
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العُلا
وأكرم من فوق التراب ولا فخرُ
معين الكلدي
8 \ 7 \ 2010