عبدالله البلعسي
2010-05-16, 01:30 AM
فؤاد راشد
أبو راوية إرهابي يمني عاث في الأرض فساداً لسنوات طوال دون أن تتمكن الدولة من إلقاء القبض عليه، وفلا يتنقل في العديد من المحافظات بحرية.. ينهب هنا ويقتل هناك دون أن يعترضه أحد.
ولم يكن الرجل من الدهاء، والقدرات القتالية الخارقة، وبساطة الجسم ما يجعله بعيداً عن الاصطياد، ولكنه كان يستثمر حالة الأمن الرخوة في البلاد، وفساد المؤسسات الأمنية ما أتاح له على مدى زمن ليس قصير تنفيذ عمليات نهب سيارات المواطنين، وممتلكاتهم، وقتلهم في كثير من الأحايين، واللجوء آمنا إلى مغارات تكنه وتكنّ عصابته في محافظة الجوف، وقيل عمران أيضاً، وربما صنعاء.
الرجل الذي لم يردعه دين، ولا نخوة العروبة وأعرافها،استبسل في عمليات اللصوصية والقتل دون تمييزولا تفريق لنوعية الضحايا،مستفيداً من ضعف الدولة وأجهزتها الأمنية، ولا أستبعد تورط بعض قادتها، وتواطؤها معه مقابل أقسام من الغنائم.. وأوقعه هذا الاستبسال في السرقة والقتل عبر الخديعة والمكر إلى أن يصبح طريداً للقبائل للثأر منه انتقاماً لأفرادها ممن وقعوا بين يديه، ونتذكر هنا قبائل محافظة شبوة الذين ذهبوا إلى الجوف، ونهبوا خيمة هناك للبحث عنه بعد مقتل أحد أبنائها على يديه، وسرقة سيارته، وإذ لم تتمكن من القبض عليه لدهائه في التنكر والتنقل والاختباء فقد تمكن أحدهم من إصابته بطلق ناري، ولكن عمر الشقي بقي!
أهله وقبيلته المأربية تبرأت منه ومن دمه، وهو أمر طبيعي، فلا توجد على الأرض التي تنطق الضاد عشيرة عربية قحة تفاخر بانتساب ابن لها يقوم بهذه الأفعال، وهو ما جعلها في حل عن تبعات جرائمه المشينة والخسيسة والدنيئة، كما أنه –هو أيضاً- تخلى عن أهله وقبيلته ومضى مع الشيطان، وقبل ذلك تخلى عن دينه وقيم العروبة ومثلها.
ولا شك أن الذي أغراه في المضي في هذه الطريق، وعدم الرجوع عنها هذا الانفلات المذهل للأمن، وتفكك أجهزته وضعفها إلا من قدرتها على الاستقواء على السياسيين والصحفيين عموماً ممن لا قبائل لهم تحميهم، ولا يقف وراهم أمثال (أبو راوية).. وهذا هو الأمر الذي تجيد الأجهزة الأمنية على مختلف تسمياتها صناعته، والقيام به على الوجه الأمثل والأكمل.
وزارة الداخلية أعلنت أكثر من مرة عن سعيها الجاد للقبض على أبو رواية، وتكرر ذلك سنوياً من باب التذكير على جديتها، وأنها لم تتهاون في هذا الشأن الخطير والمهم، وتبرهن على جاهزية قواتها من خلال قمع الحراك السلمي الجنوبي بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ما يؤدي على مقتل وجرح مواطنين عزل عن السلاح، كما تقول بجرجرة واعتقال من لا يرفع السلاح في وجهها، وتقذف به في غياهب السجون.. ويجري كل هذا الذي تبرهن من خلاله الدولة على قدراتها العسكرية وحزمها للأمور بينما أبو رواية ينهب، ويقتل عباد الله، ويستعرض هو الآخر قدراته العسكرية، وحزمه للأمور في السرقة والقتل كقوة ندية في البلد.
في مختتم الشهر الماضي حملت إلينا الأخبار نبأ عن مقتله في منطقة بمحافظة الجوف.. أخيراً قتل أبو رواية الأسطورة الشاهدة عن هشاشة الأمن اليمني الذي لم يستطع لا القبض عليه ولا قتله طيلة السنوات الماضية رغم ارتكابه العشرات من الجرائم الجسيمة.
قتل على يد حوثيين تنفيذاً لتعليمات صادرة عن السيد عبدالملك الحوثي بحسب إحدى الروايات عقاباً لجرائم فساده في الأرض، وتطهيراً لها.
وبصرف النظر عن الروايات الأخرى بشأن مقتله، والتي لم تشر إلى أوامر صادرة عن السيد عبدالملك إلا أن جميعها تؤكد على أنه قتل بيد حوثيين يسيطرون على مناطق عديدة في محافظة الجوف، ويقيمون نقاط أمنية على مداخلها ومخارجها.
ومن نافلة القول إن الدولة لو قامت بهذا العمل لأقامت الدنيا ولم تقعدها وعدت ذلك إنجازاً أمنياً غير مسبوق يضاف إلى منجزات الوحدة اليمنية.
وإذا كانت جرائم أبو رواية، وعدم قدرة الدولة على ضبطه أو قتله شاهدة على ضعف الأجهزة الأمنية، فإن قتله، وتخليص البلد من شروره على يد الحوثيين يؤكد هذا الضعف والركاكة المتناهيتين ولا حياة لمن تنادي.
نعم.. لقد أسمعت لو ناديت حياً، والعاقبة لديكم بالمسرات!
* رئيس تحرير موقع المكلا برس الإخباري، ولا زال معتقلاً منذ عام، ويقبع بالسجن المركزي رهينة سلطة استبداد وقمع.
المصدر أونلاين.
أبو راوية إرهابي يمني عاث في الأرض فساداً لسنوات طوال دون أن تتمكن الدولة من إلقاء القبض عليه، وفلا يتنقل في العديد من المحافظات بحرية.. ينهب هنا ويقتل هناك دون أن يعترضه أحد.
ولم يكن الرجل من الدهاء، والقدرات القتالية الخارقة، وبساطة الجسم ما يجعله بعيداً عن الاصطياد، ولكنه كان يستثمر حالة الأمن الرخوة في البلاد، وفساد المؤسسات الأمنية ما أتاح له على مدى زمن ليس قصير تنفيذ عمليات نهب سيارات المواطنين، وممتلكاتهم، وقتلهم في كثير من الأحايين، واللجوء آمنا إلى مغارات تكنه وتكنّ عصابته في محافظة الجوف، وقيل عمران أيضاً، وربما صنعاء.
الرجل الذي لم يردعه دين، ولا نخوة العروبة وأعرافها،استبسل في عمليات اللصوصية والقتل دون تمييزولا تفريق لنوعية الضحايا،مستفيداً من ضعف الدولة وأجهزتها الأمنية، ولا أستبعد تورط بعض قادتها، وتواطؤها معه مقابل أقسام من الغنائم.. وأوقعه هذا الاستبسال في السرقة والقتل عبر الخديعة والمكر إلى أن يصبح طريداً للقبائل للثأر منه انتقاماً لأفرادها ممن وقعوا بين يديه، ونتذكر هنا قبائل محافظة شبوة الذين ذهبوا إلى الجوف، ونهبوا خيمة هناك للبحث عنه بعد مقتل أحد أبنائها على يديه، وسرقة سيارته، وإذ لم تتمكن من القبض عليه لدهائه في التنكر والتنقل والاختباء فقد تمكن أحدهم من إصابته بطلق ناري، ولكن عمر الشقي بقي!
أهله وقبيلته المأربية تبرأت منه ومن دمه، وهو أمر طبيعي، فلا توجد على الأرض التي تنطق الضاد عشيرة عربية قحة تفاخر بانتساب ابن لها يقوم بهذه الأفعال، وهو ما جعلها في حل عن تبعات جرائمه المشينة والخسيسة والدنيئة، كما أنه –هو أيضاً- تخلى عن أهله وقبيلته ومضى مع الشيطان، وقبل ذلك تخلى عن دينه وقيم العروبة ومثلها.
ولا شك أن الذي أغراه في المضي في هذه الطريق، وعدم الرجوع عنها هذا الانفلات المذهل للأمن، وتفكك أجهزته وضعفها إلا من قدرتها على الاستقواء على السياسيين والصحفيين عموماً ممن لا قبائل لهم تحميهم، ولا يقف وراهم أمثال (أبو راوية).. وهذا هو الأمر الذي تجيد الأجهزة الأمنية على مختلف تسمياتها صناعته، والقيام به على الوجه الأمثل والأكمل.
وزارة الداخلية أعلنت أكثر من مرة عن سعيها الجاد للقبض على أبو رواية، وتكرر ذلك سنوياً من باب التذكير على جديتها، وأنها لم تتهاون في هذا الشأن الخطير والمهم، وتبرهن على جاهزية قواتها من خلال قمع الحراك السلمي الجنوبي بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ما يؤدي على مقتل وجرح مواطنين عزل عن السلاح، كما تقول بجرجرة واعتقال من لا يرفع السلاح في وجهها، وتقذف به في غياهب السجون.. ويجري كل هذا الذي تبرهن من خلاله الدولة على قدراتها العسكرية وحزمها للأمور بينما أبو رواية ينهب، ويقتل عباد الله، ويستعرض هو الآخر قدراته العسكرية، وحزمه للأمور في السرقة والقتل كقوة ندية في البلد.
في مختتم الشهر الماضي حملت إلينا الأخبار نبأ عن مقتله في منطقة بمحافظة الجوف.. أخيراً قتل أبو رواية الأسطورة الشاهدة عن هشاشة الأمن اليمني الذي لم يستطع لا القبض عليه ولا قتله طيلة السنوات الماضية رغم ارتكابه العشرات من الجرائم الجسيمة.
قتل على يد حوثيين تنفيذاً لتعليمات صادرة عن السيد عبدالملك الحوثي بحسب إحدى الروايات عقاباً لجرائم فساده في الأرض، وتطهيراً لها.
وبصرف النظر عن الروايات الأخرى بشأن مقتله، والتي لم تشر إلى أوامر صادرة عن السيد عبدالملك إلا أن جميعها تؤكد على أنه قتل بيد حوثيين يسيطرون على مناطق عديدة في محافظة الجوف، ويقيمون نقاط أمنية على مداخلها ومخارجها.
ومن نافلة القول إن الدولة لو قامت بهذا العمل لأقامت الدنيا ولم تقعدها وعدت ذلك إنجازاً أمنياً غير مسبوق يضاف إلى منجزات الوحدة اليمنية.
وإذا كانت جرائم أبو رواية، وعدم قدرة الدولة على ضبطه أو قتله شاهدة على ضعف الأجهزة الأمنية، فإن قتله، وتخليص البلد من شروره على يد الحوثيين يؤكد هذا الضعف والركاكة المتناهيتين ولا حياة لمن تنادي.
نعم.. لقد أسمعت لو ناديت حياً، والعاقبة لديكم بالمسرات!
* رئيس تحرير موقع المكلا برس الإخباري، ولا زال معتقلاً منذ عام، ويقبع بالسجن المركزي رهينة سلطة استبداد وقمع.
المصدر أونلاين.