ahsanhom
2010-04-17, 01:38 PM
علي سالم البيض شخصية يجدر التأمل في تركيبتها ملياً .. فهو الأسبق إلى نهج الحراك السلمي عندما حشد طاقاته ليضع النظام في المحك أمام مسؤولياته كما ينبغي ، كان حضارياً وهو يتلمس سبل الخلاص من خضم الفوضى العارمة ، اعترض ونافح ، واعتكف وكافح ، لم يلتفت إلى الإغراءات التي اعتاد بلاط الحاكم الأوحد أن يشتري بها ذمم أدعياء الشرف ، لم يستسغ ابتلاع مفاسد شلة البغاء ، كان شجاعاً كما عهدناه ، فاستحق الرمزية النضالية في نفوس أبناء الجنوب العربي - لا شيء يأتي من فراغ - .
ولقد استطاعت الآلة العسكرية إسكات شعب الجنوب ورمزه بضع سنين ، وهم يعلمون أنهم من بعد غلبهم سيغلبون ، ولهذه الشخصية القيادية يعود الفضل في إماطة اللثام عن الوجه الحقيقي لنظام همجي ، يمعن في إذلال الشعب ، وجره إلى مهاوي الردى ، وليس أدل على " ديماغوجيته " من عبارة عبدالله بين حسين الأحمر الذي قال : " على البيض أن يعود إلى بيت الطاعة " ، وللمذكور عبارته الشهيرة : " يا بخت اصحاب ذمار " ، أي صورة أوضح من هذه لنستشف منها السفالة والنظرة " الشوفينية " في أبهى تجلياتها .
ومن هنا تبرز عظمة البيض ، وهو يتعامل بحكمة مع أوباش درجوا على شريعة الغاب ، ويكشف أوراقهم ليقرأها الشعب في الجنوب العربي ، ويعيد تلاوتها أبناء تعز والحديدة المغلوبين على أمرهم ، والمتهمين بإدراكهم لحقيقة ما يجري في مواطن المشهد اليمني تحديداً .
وبرغم اتساع رقعة الإنتفاضة في الجنوب العربي ، وكسبها تأييد المتعاطفين معها في الإقليم اليمني ، إلا أن نظام صنعاء يصر بغباء على تجاهل الخطر الذي يتهدده جراء هذا الحراك الجماهيري المطالب بفك الإرتباط سلمياً ، ويستمر في عناده القديم ، واصفاً جماهير الحراك بجماعة من الغوغائيين ، وقيادته بشلةٍ من المرتزقة ، ويعلم أن هذه المفردات الإستهلاكية لا تنطلي مقاصدها إلا على السذج ذوي التفكير السطحي ، الباقين على شعار علي عبدالله صالح " الوحدة أو الموت " والموت هنا يُعنى به زوال المصالح العليا العائدة على حفنة المتنفذين ، ومن تربطه صلة قرابة بالنظام المتهاوي ، الذي يشعر بأن موتهُ في فك الإرتباك .
ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى تلميعاً لصورة الرئيس في أعين الكثيرين ، وغفرانهم لزلاته ، والتغاضي عن هفواته ، وحبهم له بقدر كراهيتهم للبيض ، برغم ما يقدمه الأخير من استحقاقات أخلاقية لا وجود لها عند زعيمهم ، الذي صرح في مقابلة تلفزيونية بأنه يشتري قطع السلاح بموجب صفقات يتم إبرامها مع المهربين عبر الموانئ اليمنية .. أي رئيس دولة هذا الذي يتعامل مع سماسرة تهريب الأسلحة ، تعامل الند للند ، وينسى واجبه في مصادرة هذه الكميات المهربة ، والزج بهذه العصابة في السجون عملاً بالدستور الملقى وراء ظهره .
إن الوحدة اليمنية لم تحقق أدنى معدلات الكفاءة التي تبرر قبولها لدى الطرف الجنوبي ، والإصرار على استمرارها يُعد تحدياً لإرادة شعب الجنوب العربي ، وفرض الوصاية عليه ليبقى تحت الإحتلال اليمني ، الذي فرض وجوده بقوة الحديد والنار إثر حرب 94 التي ما زالت تداعياتها تحتدم ، وتنبئ عن حدث مخيف يلوح في الأفق ، ويهيئ لإفساح المجال أمام توترات من نوعٍ آخر ، تمثل أطرافٌ عديدة أذرعةً له ، وهو ما تصبو إليه حكومة صنعاء التي يستحيل بقاؤها إلا في الأجواء المأزومة ، كونها تمثل شماعة تعلق عليها أسباب فشلها في إدارة شؤون الدولة .
أمام هذه الرؤية يقف أبناء الجنوب العربي وقفة إجلالٍ وإكبار لزعيمهم السيد/ علي سالم البيض ، ويجددون العزم على المضي معه تحت راية الإستقلال .. وبإيمان ابن الجنوب العربي بأنه يكره المضي في طريق الوحدة المشبوهة ، كما يكره أن يُقذف في النار .
تحياتي
طائر الاشجان
المصدر ملتقى حضرموت للحوار
http://www.hdrmut.net/vb/t362953.html
ولقد استطاعت الآلة العسكرية إسكات شعب الجنوب ورمزه بضع سنين ، وهم يعلمون أنهم من بعد غلبهم سيغلبون ، ولهذه الشخصية القيادية يعود الفضل في إماطة اللثام عن الوجه الحقيقي لنظام همجي ، يمعن في إذلال الشعب ، وجره إلى مهاوي الردى ، وليس أدل على " ديماغوجيته " من عبارة عبدالله بين حسين الأحمر الذي قال : " على البيض أن يعود إلى بيت الطاعة " ، وللمذكور عبارته الشهيرة : " يا بخت اصحاب ذمار " ، أي صورة أوضح من هذه لنستشف منها السفالة والنظرة " الشوفينية " في أبهى تجلياتها .
ومن هنا تبرز عظمة البيض ، وهو يتعامل بحكمة مع أوباش درجوا على شريعة الغاب ، ويكشف أوراقهم ليقرأها الشعب في الجنوب العربي ، ويعيد تلاوتها أبناء تعز والحديدة المغلوبين على أمرهم ، والمتهمين بإدراكهم لحقيقة ما يجري في مواطن المشهد اليمني تحديداً .
وبرغم اتساع رقعة الإنتفاضة في الجنوب العربي ، وكسبها تأييد المتعاطفين معها في الإقليم اليمني ، إلا أن نظام صنعاء يصر بغباء على تجاهل الخطر الذي يتهدده جراء هذا الحراك الجماهيري المطالب بفك الإرتباط سلمياً ، ويستمر في عناده القديم ، واصفاً جماهير الحراك بجماعة من الغوغائيين ، وقيادته بشلةٍ من المرتزقة ، ويعلم أن هذه المفردات الإستهلاكية لا تنطلي مقاصدها إلا على السذج ذوي التفكير السطحي ، الباقين على شعار علي عبدالله صالح " الوحدة أو الموت " والموت هنا يُعنى به زوال المصالح العليا العائدة على حفنة المتنفذين ، ومن تربطه صلة قرابة بالنظام المتهاوي ، الذي يشعر بأن موتهُ في فك الإرتباك .
ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى تلميعاً لصورة الرئيس في أعين الكثيرين ، وغفرانهم لزلاته ، والتغاضي عن هفواته ، وحبهم له بقدر كراهيتهم للبيض ، برغم ما يقدمه الأخير من استحقاقات أخلاقية لا وجود لها عند زعيمهم ، الذي صرح في مقابلة تلفزيونية بأنه يشتري قطع السلاح بموجب صفقات يتم إبرامها مع المهربين عبر الموانئ اليمنية .. أي رئيس دولة هذا الذي يتعامل مع سماسرة تهريب الأسلحة ، تعامل الند للند ، وينسى واجبه في مصادرة هذه الكميات المهربة ، والزج بهذه العصابة في السجون عملاً بالدستور الملقى وراء ظهره .
إن الوحدة اليمنية لم تحقق أدنى معدلات الكفاءة التي تبرر قبولها لدى الطرف الجنوبي ، والإصرار على استمرارها يُعد تحدياً لإرادة شعب الجنوب العربي ، وفرض الوصاية عليه ليبقى تحت الإحتلال اليمني ، الذي فرض وجوده بقوة الحديد والنار إثر حرب 94 التي ما زالت تداعياتها تحتدم ، وتنبئ عن حدث مخيف يلوح في الأفق ، ويهيئ لإفساح المجال أمام توترات من نوعٍ آخر ، تمثل أطرافٌ عديدة أذرعةً له ، وهو ما تصبو إليه حكومة صنعاء التي يستحيل بقاؤها إلا في الأجواء المأزومة ، كونها تمثل شماعة تعلق عليها أسباب فشلها في إدارة شؤون الدولة .
أمام هذه الرؤية يقف أبناء الجنوب العربي وقفة إجلالٍ وإكبار لزعيمهم السيد/ علي سالم البيض ، ويجددون العزم على المضي معه تحت راية الإستقلال .. وبإيمان ابن الجنوب العربي بأنه يكره المضي في طريق الوحدة المشبوهة ، كما يكره أن يُقذف في النار .
تحياتي
طائر الاشجان
المصدر ملتقى حضرموت للحوار
http://www.hdrmut.net/vb/t362953.html