المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قوتين تشكل خطر على حياة الجنوبيين وهويتهم الوطنية الجنوبية .


أبو الأحرار 11
2010-02-16, 10:34 AM
الخلاف رحمة ولكن أتمنى أن لا ينقلب الى نقمة علينا تجسيد ثقافة التصالح والتسامح قولا وعملا وممارسة بيننا كاجنوبيين هذا أولا ثانيا هناك قوتين في الساحة الجنوبية الى جانب الاحتلال وهي أخطر من الأحتلال الزيدي نفسة وهما حزب حوشي اليمني الاشتراكي وحزب الوهابية الطلبانية وهذه حركة سياسية مغلفة بالدين الذي لا يعصي أمير المؤمنين . حسب فكرهم الشوفيني النازي حتى ولو كان مخطاء لا بد من السمع والطاعة لة هذه الطائفتين خطيرة على الجنوب جدا أكثر من أي قوى أخرى في الساحة فيما يخص السلاطين هولاء هم اغلية وابناء استقرارط ممكن يمتثلون لدولة النظام والقانون والديمقراطية والحداثة بخلاف هولاء الذي يحرمون حتى الديمقراطية يعتبرونها كفر وهم فكرهم شمولي ونازي . لهذا علينا الحرب على جبهتين الجبهة الطائفية لعناصر التطرف الديني وكذلك عناصر التطرف اليساري نحن ضحية هذه العناصر المتطرفة وحقل تجارب لها منذ امد طويل . ولهذا علينا تحجيم هذه القوى والنضال ضدها بصلابة ومن هناء نظمن النصر والاستقلال وانا مع كل ما ذهب الية الدكتور الزامكي .

الشنبكي
2010-02-16, 11:07 AM
أعتصموا بحبل اللّة جميعا ولا تفرقوا . لا بد من التلاحم الجنوبي وقبول الأخر وأن نعمل على تحرير أرضنا وحماية أهلنا من الأندثار والأبادة الذي يخطط لها المحتل اليمني وعملاءة .

بطل
2010-02-16, 11:37 AM
العرب الافحاح ضد التطرف بانواعة ومع الاستقلال للجنوب من الزيدية القرود .

بطل
2010-02-16, 12:27 PM
الخلاف رحمة ولكن أتمنى أن لا ينقلب الى نقمة علينا تجسيد ثقافة التصالح والتسامح قولا وعملا وممارسة بيننا كاجنوبيين هذا أولا ثانيا هناك قوتين في الساحة الجنوبية الى جانب الاحتلال وهي أخطر من الأحتلال الزيدي نفسة وهما حزب حوشي اليمني الاشتراكي وحزب الوهابية الطلبانية وهذه حركة سياسية مغلفة بالدين الذي لا يعصي أمير المؤمنين . حسب فكرهم الشوفيني النازي حتى ولو كان مخطاء لا بد من السمع والطاعة لة هذه الطائفتين خطيرة على الجنوب جدا أكثر من أي قوى أخرى في الساحة فيما يخص السلاطين هولاء هم اغلية وابناء استقرارط ممكن يمتثلون لدولة النظام والقانون والديمقراطية والحداثة بخلاف هولاء الذي يحرمون حتى الديمقراطية يعتبرونها كفر وهم فكرهم شمولي ونازي . لهذا علينا الحرب على جبهتين الجبهة الطائفية لعناصر التطرف الديني وكذلك عناصر التطرف اليساري نحن ضحية هذه العناصر المتطرفة وحقل تجارب لها منذ امد طويل . ولهذا علينا تحجيم هذه القوى والنضال ضدها بصلابة ومن هناء نظمن النصر والاستقلال وانا مع كل ما ذهب الية الدكتور الزامكي .

ابو خطاب
2010-02-16, 12:30 PM
صدقت والله... فهما الأخطر من بين كل القوى الاخرى

المصرب
2010-02-16, 01:01 PM
تريدون
اي واحد يتحفظ كتاب الله بانحرقه
اعقلوا
هذا خلط
محمد بن عبد الوهاب افضل منك ومن غيرك
اهل السنه دعوتهم صح
واناتحاورت معهم
طاعت ولي الامر اذا حكمنا الجنوب هم سوف يلتزمون بطاعة ولي الامر مالم يامرهم بالكفر
ولم ولن يقاتلوا مع ولي الامر كان من كان
انت اوعلي عبدالله وهو ارحم منك اذا كان هذا تفكيرك
اتق الله واعلم ان الله لن ينصرنا
اذا نياتنا مثلك

أبو الأحرار 11
2010-02-16, 05:46 PM
أعتصموا بحبل اللّة جميعا ولا تفرقوا . لا بد من التلاحم الجنوبي وقبول الأخر وأن نعمل على تحرير أرضنا وحماية أهلنا من الأندثار والأبادة الذي يخطط لها المحتل اليمني وعملاءة .



أشكرك أخي العزيز لا بد من التلاحم الجنوبي الجنوبي والتصالح والتسامح وهذا هو سر نجاح الثورة السلمية الجنوبية وحدة الصف الجنوبي ونسيان الماضي الأليم .

أبو الأحرار 11
2010-02-16, 05:50 PM
العرب الافحاح ضد التطرف بانواعة ومع الاستقلال للجنوب من الزيدية القرود .


نعم أخي كل أشكال وأنواع التطرف مرفوضة جمتلا وتفصيلا ونحن شعبنا عربي مسلم والحمد اللّة ضد كل أشكال الأفكار المستوردة سواء جماعة الأسلام السياسي المتطرف الذي فشل في عقر دارة أو جماعة الفكر اليساري الذي فشل في عقر دارة روسيا الأتحادية .

أبو الأحرار 11
2010-02-16, 05:56 PM
صدقت والله... فهما الأخطر من بين كل القوى الاخرى


أشكرك أخي الكريم مهما أختلفنا مع بعض المتطرفين لا بد من حلول وسط والوسطية هي منهجنا واليوم علماء الأسلام وفي مقدمتهم العالم الجليل القرضاوي ونخبة من علماء المسلمين الذي يدعون الى تجديد الفقة الأسلامي بما يتناسب والعصر الحديث ولكن مع القراب هو شي ثابت وملزم ورباني أما مشايخ العالم كلها أجتهادات وليست قرأن منزل وكل طائفة لها مشائخها وفي مشائخ بدون طوائف يدعون الى وحدة الصف الاسلامي بعيدا عن التزمت والاقصاء للاخر.

أبو الأحرار 11
2010-02-16, 06:13 PM
تريدون
اي واحد يتحفظ كتاب الله بانحرقه
اعقلوا
هذا خلط
محمد بن عبد الوهاب افضل منك ومن غيرك
اهل السنه دعوتهم صح
واناتحاورت معهم
طاعت ولي الامر اذا حكمنا الجنوب هم سوف يلتزمون بطاعة ولي الامر مالم يامرهم بالكفر
ولم ولن يقاتلوا مع ولي الامر كان من كان
انت اوعلي عبدالله وهو ارحم منك اذا كان هذا تفكيرك
اتق الله واعلم ان الله لن ينصرنا
اذا نياتنا مثلك



عزيزي المصرب ناقش ولا تتعصب لأي طائفة أو مذهب شف كلامي موجة لحوشي اليمن وطلبان اليمن وليس للجنوبيين الغلاباء لأن هذه الأفكار دخيلة عليهم سواء أخوانية أو طالبانية من جماعة الفكر المتشدد لقد أضروا الأسلام والمسلمين أكثر من ما ينفعونهم لعلمك ما بلاوي المسلمين الا من وورائهم هولاء الخوارج ورسالة الاسلام أنسانية وليست تكفيرية وليس بالدين أكراة حتى ولو أنت منهم ندعو لك الهداية الى الدين الصحيح .. والفقهة والأجتهادات الفقهية متغيرة حتى تناسب كل زمان ومكان وعلماء المذهب الوهابي الطلبانيين منهم نفسهم اليوم ينتقدون بعض شطحاتهم في حق الأسلام والمسلمين والأمم الأخرى الذي تعرضت للخطر من جماعات هذا الفكر الأقصائي وولبقية الفرق الأخرى وتجراء داخل المملكة مراجعة كثير من المناهج الدراسية حتى تتناسب وهذا الزمن لأن زمن الحرب الباردة ولى الى الأبد بعد فشل الأشتراكية في عقر دارهافي أوروبا الشرقية والعالم الأسلامي الأن يمشي بأتجاة الوسطية والأعتدال ونبذل التطرف والأرهاب والغلو وأرجو أن تفصل ما بين القراءن الكتاب ليس حكرا على جماعة الوهابية الطلبانية أنة ملك لجميع المسلمين ويؤمنون بة وو وأجتهادات العلماء تتغيير .أنا تطرقت الى حركة طلبان ذو الميول الأقصائي التكفيري فقط ولم أتطرق الى ال المعتدلين منهم والمجددين الوهابيين لهذا الفقهة من أبناء المسلمين وبدرجة أساسية في العربية السعودية وهي موطن هذا الفكر . ولكن نحن في الجنوب والحمد اللّة متمسكين في كتاب اللّة وهذا شي ثابت لا يمكن المساس بة من قبل أي طائفة من طوائف المسلمين.. وللعلم نحن الجنوبيون مذهبنا شافي وليس وهابي حنبلي وهذا الفكر معتنقية هم أغلية من المهاجرين وقد عاد الكثير منهم الى الأعتدال والوسطية ونبذوا التطرف وينطبق هذا الكلام على اليسارين الجنوبيين الذي أعتدلوا هم الأخرين يعني الجنوبيين سواء من جماعة الوهابية الأقصائية أو من جماعة الأشتراكية قد تصالحوا وتسامحوا وهم يقودون الثورة السلمية الأن في الميدان بشكل مشترك .. ولكن كلامي كان موجة الى أصحاب حوشي اليمن ووطلبان اليمن .. وليس لأبناء الجنوب أرجو أن تكون رسالتي وصلت ولي عودة لأن هذا الموضوع شائك وبحاجة الى توضيح أكثر .

أبو الأحرار 11
2010-02-16, 06:49 PM
فتنة الوهابية

بسم الله الرحمن الرحيم



فتنة الوهابية

ترجمة المؤلف

هو أحمد بن زين بن أحمد دحلان المكي، الشافعي، فقيه، مؤرخ، شارك في أنواع من العلوم، مفتي السادة الشافعية بمكة المعظمة، وشيخ الإسلام. ولد بمكة سنة 1231هـ وتوفي بالمدينة في المحرم سنة 1304هـ. له مؤلفات كثيرة مطبوعة متداولة منها: الأزهار الزينية في شرح متن الألفية، وتاريخ الدول الإسلامية بالجداول المرضية، وفتح الجواد المنان على العقيدة المسماة بفيض الرحمن، والدرر السنيّة في الرد على الوهابية، ونهل العطشان على فتح الرحمن، في تجويد القرءان، وخلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام، والفتوحات الإسلامية، إلى غير ذلك. ومنها هذا الكتيب الذي بين يدي القارىء، ءاملين أن يستفيد القراء منه والله من وراء القصد.

فتنة الوهابية

اعلم أن السلطان سليم الثالث (1204- 1222هـ) حدث في مدة سلطنته فتن كثيرة منها ما تقدم ذكره، ومنها فتنة الوهابية التي كانت في الحجاز حتى استولوا على الحرمين ومنعوا وصول الحج الشامي والمصري، ومنها فتنة الفرنسيس لما استولوا على مصر من سنة ثلاث عشرة (1213) إلى سنة ست عشرة (1216) ولنذكر ما يتعلق بهاتين الفتنتين على سبيل الاختصار لأن كلاً منهما مذكور تفصيلاً في التواريخ وأفرد كل منهما بتأليف رسائل مخصوصة، أما فتنة الوهابية فكان ابتداء القتال فيها بينهم وبين أمير مكة مولانا الشريف غالب بن مساعد وهو نائب من جهة السلطنة العليَّة على الأقطار الحجازية وابتداء القتال بينهم وبينه من سنة خمس بعد المائتين والألف وكان ذلك في مدة سلطنة مولانا السلطان سليم الثالث ابن السلطان مصطفى الثالث بن أحمد (وأما ابتداء أول ظهور الوهابية) فكان قبل ذلك بسنين كثيرة وكانت قوتهم وشوكتهم في بلادهم أولاً، ثم كثر شرهم وتزايد ضررهم واتسع ملكهم وقتلوا من الخلائق ما لا يحصون واستباحوا أموالهم وسبوا نساءهم وكان مؤسس مذهبهم الخبيث محمد بن عبد الوهاب وأصله من المشرق من بني تميم وكان من المعمرين فكاد يعد من المنظرين لأنه عاش قريب مائة سنة حتى انتشر عنه ضلالهم، كانت ولادته سنة ألف ومائة وإحدى عشرة وهلك سنة ألف ومائتين، وأرخه بعضهم بقوله:

(بدا هلاك الخبيث) 1206

وكان في ابتداء أمره من طلبة العلم بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وكان أبوه رجلاً صالحًا من أهل العلم وكذا أخوه الشيخ سليمان، وكان أبوه وأخوه ومشايخه يتفرسون فيه أنه سيكون منه زيغ وضلال لما يشاهدونه من أقواله وأفعاله ونزعاته في كثير من المسائل، وكانوا يوبخونه ويحذرون الناس منه فحقق الله فراستهم فيه لما ابتدع من الزيغ والضلال الذي أغوى به الجاهلين وخالف فيه أئمة الدين وتوصل بذلك إلى تكفير المؤمنين فزعم أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به وبالأنبياء والأولياء والصالحين وزيارة قبورهم شرك، وأن نداء النبي صلى الله عليه وسلم عند التوسل بهم شرك، وكذا نداء غيره من الأنبياء والأولياء الصالحين عند التوسل بهم شرك، وأن من أسند شيئًا لغير الله ولو على سبيل المجاز العقلي يكون مشركًا نحو نفعني هذا الدواء، وهذا الولي الفلاني عند التوسل به في شىء. وتمسك بأدلة لا تنتج له شيئًا من مرامه، وأتى بعبارات مزورة زخرفها ولبَّسَ بها على العوام حتى تبعوه، وألف لهم في ذلك رسائل حتى اعتقدوا كفر أكثر أهل التوحيد، واتصل بأمراء المشرق أهل الدرعية ومكث عندهم حتى نصروه وقاموا بدعوته وجعلوا ذلك وسيلة إلى تقوية ملكهم واتساعه، وتسلطوا على الأعراب وأهل البوادي حتى تبعوهم وصاروا جندًا لهم بلا عوض وصاروا يعتقدون أن من لم يعتقد ما قاله ابن عبد الوهاب فهو كافر مشرك مهدر الدم والمال، وكان ابتداء ظهور أمره سنة ألف ومائة وثلاث وأربعين، وابتداء انتشاره من بعد الخمسين ومائة وألف. وألّف العلماء رسائل كثيرة للرد عليه حتى أخوه الشيخ سليمان وبقية مشايخه وكان ممن قام بنصرته وانتشار دعوته من أمراء المشرق محمد بن سعود أمير الدرعية وكان من بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب، ولما مات محمد بن سعود قام بها ولده عبد العزيز بن محمد بن سعود، وكان كثير من مشايخ ابن عبد الوهاب بالمدينة يقولون سيضل هذا أو يضل الله به من أبعده وأشقاه فكان الأمر كذلك، وزعم محمد بن عبد الوهاب أن مراده بهذا المذهب الذي ابتدعه إخلاص التوحيد والتبري من الشرك وأن الناس كانوا على شرك منذ ستمائة سنة وأنه جدد للناس دينهم وحمل الآيات القرءانية التي نزلت في المشركين على أهل التوحيد كقوله تعالى: {ومن أضلّ ممن يدعو من دونِ اللهِ من لا يستجيبُ لهُ إلى يومِ القيامةِ وهم عن دُعائهم غافلون} وكقوله تعالى {ولا تدعُ من دونِ اللهِ ما لا ينفعكَ ولا يضرُّك} وكقوله تعالى {والذينَ يدعونَ من لا يستجيبُ لهم إلى يومِ القيامة} وأمثال هذه الآيات في القرآن كثيرة، فقال محمد بن عبد الوهاب من استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه مثل هؤلاء المشركين ويدخل في عموم هذه الآيات، وجعل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين مثل ذلك، وقال في قوله تعالى حكاية عن المشركين في عبادة الأصنام {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} إن المتوسلين مثل هؤلاء المشركين الذين يقولون {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} قال:"فإن المشركين ما اعتقدوا في الأصنام أنها تخلق شيئًا بل يعتقدون أن الخالق هو الله تعالى بدليل قوله تعالى: {ولئنْ سألتهم من خلقهُم ليقولنَّ الله} و {ولئنْ سألتهم من خلقَ السمواتِ والأرضَ ليقولنَّ الله} فما حكم الله عليهم بالكفر والإشراك إلا لقولهم ليقربونا إلى الله زلفى فهؤلاء مثلهم".

وما ردوا به عليه في الرسائل المؤلفة للرد عليه أن هذا استدلال باطل فإن المؤمنين ما اتخذوا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا الأولياء ءالهة وجعلوهم شركاء لله بل إنهم يعتقدون أنهم عبيد الله مخلوقون ولا يعتقدون أنهم مستحقون العبادة. وأما المشركون الذين نزلت فيهم هذه الآيات فكانوا يعتقدون استحقاق أصنامهم الألوهية ويعظمونها تعظيم الربوبية وإن كانوا يعتقدون أنها لا تخلق شيئًا، وأما المؤمنون فلا يعتقدون في الأنبياء والأولياء استحقاق العبادة والألوهية ولا يعظمونهم تعظيم الربوبية، بل يعتقدون أنهم عباد الله وأحباؤه الذين اصطفاهم واجتباهم وببركتهم يرحم عباده فيقصدون بالتبرك بهم رحمة الله تعالى، ولذلك شواهد كثيرة من الكتاب والسنة. فاعتقاد المسلمين أن الخالق الضار والنافع المستحقّ العبادة هو الله وحده ولا يعتقدون التأثير لأحد سواه، وأن الأنبياء والأولياء لا يخلقون شيئًَا ولا يملكون ضرًّا ولا نفعًا وإنما يرحم اللهُ العبادَ ببركتهم. فاعتقاد المشركين استحقاق أصنامهم العبادة والألوهية هو الذي أوقعهم في الشركِ لا مجرد قولهم (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله)، لأنهم لما أقيمت عليهم الحجة بأنها لا تستحق العبادة وهم يعتقدون استحقاقها العبادة قالوا معتذرين (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) فكيف يجوز لابن عبد الوهاب ومن تبعه أن يجعلوا المؤمنين الموحدين مثل أولئك المشركين الذين يعتقدون ألوهية الأصنام؟!

فجميع الآيات المتقدمة وما كان مثلها خاصّ بالكفار والمشركين ولا يدخل فيه أحد من المؤمنين. روى البخاريّ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى ءايات نزلت في الكفار فحملوها على المؤمنين، وفي رواية عن ابن عمر أيضًا أنه صلى الله عليه وسلم قال :"أخوَفُ ما أخاف على أمّتي رجل يتأوّل القرءان بصنعه في غير موضعه" فهو وما قبله صادق على هذه الطائفة. ولو كان شىء مما صنعه المؤمنون من التوسل وغيره شركًا ما كان يصدر من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وخلفها. ففي الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم كان من دعائه :"اللهمّ إني أسألك بحقّ السائلين عليك" وهذا توسّل لا شكّ فيهِ وكان يُعلّم هذا الدّعاء أصحابَه ويأمرهم بالإتيانِ به، وبسط ذلكَ طويل مذكور في الكتب وفي الرسائل التي في الردّ على ابن عبد الوهاب. وصحّ عنه أنه صلى الله عليه وسلم لما ماتت فاطمة بنت أسد أمّ عليّ رضي الله عنها ألحدها صلى الله عليه وسلم في القبر بيده الشريفة وقال :"اللهمَّ اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسّعْ عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الذين من قبلي إنك أرحم الراحمين" وصح أنّه صلى الله عليه وسلم سأله أعمى أن يردّ اللهُ بصرَه بدعائِه فأمره بالطهارةِ وصلاة ركعتين ثم يقول :"اللهمَّ إني أسألُك وأتوجّه إليكَ بنبيّك محمد نبيّ الرحمةِ يا محمّد إنّي أتوجه بكَ إلى ربي في حاجتي لتُقضى اللهمَّ شفّعه فيَّ" ففعل فرد اللهُ عليه بصره، وصحّ أن ءادمَ عليه السلام توسّل بنبيّنا صلى الله عليه وسلم حين أكل من الشجرةِ لأنّه لما رأى اسمَه صلى الله عليه وسلم مكتوبًا على العرشِ وعلى غرف الجنة وعلى جباه الملائكة سأل عنه فقال الله له: هذا ولد من أولادك. فقال اللهمّ بحرمة هذا الولد ارحم هذا الوالد فنودي يا ءادمُ لو تشفعت إلينا بمحمد في أهل السماء والأرض لشفعناك. وتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنه لما استسقى الناس وغير ذلك مما هو مشهور فلا حاجة إلى الإطالة بذكره والتوسل الذي في حديث الأعمى قد استعمله الصحابة السلف بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وفيه لفظ "يا محمَّد"، وذلك نداء عند المتوسل. ومن تتبع كلام الصحابةِ والتابعين يجد شيئًا كثيرًا من ذلكَ كقول بلال بن الحارث الصحابي رضي الله عنهُ عند قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم :"يا رسول الله استسق لأمّتك" كالنداء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور.

وممن ألف في الرد على ابن عبد الوهاب أكبر مشايخه وهو الشيخ محمد ابن سليمان الكردي مؤلف حواشي شرح ابن حجر على متن بافضل فقال من جملة كلامه: يا ابن عبد الوهاب إني أنصحك لله تعالى أن تكف لسانك عن المسلمين فإن سمعتَ من شخص أنه يعتقد تأثير ذلكَ المستغاث به من دون الله فعرفه الصواب وأبِنْ له الأدلة على أنه لا تأثير لغير الله فإن أبى فكفره حينئذ بخصوصه ولا سبيل لك إلى تكفير السواد الأعظم من المسلمين، وأنت شاذ عن السواد الأعظم فنسبة الكفر إلى من شذ عن السواد الأعظم أقرب لأنه اتبع غير سبيل المؤمنين. قال تعالى :{ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى ونصلِه جهنّم وساءت مصيرًا} وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.اهـ.

وأما زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقد فعلها الصحابةُ رضي الله عنهم ومن بعدهم من السلف والخلف وجاء في فضلها أحاديث أفردت بالتأليف، ومما جاء في النداء لغير الله تعالى من غائب وميت وجماد قوله صلى الله عليه وسلم :"إذا أفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله أحبسوا فإن لله عبادًا يجيبونه" وفي حديث ءاخر :"إذا أضلّ أحدكم شيئًا أو أراد عونًا وهو بأرضٍ ليس فيها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني" وفي رواية "أغيثوني"، "فإن لله عبادًا لا ترونهم". وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال :"يا أرض، ربي وربك الله" وكان صلى الله عليه وسلم إذا زار قال :"السلام عليكم يا أهل القبور" وفي التشهد الذي يأتي به كل مسلم في كل صلاة صورة النداء في قوله :"السلام عليك أيها النبيّ". والحاصل أن النداء والتوسل ليس في شىء منهما ضرر إلا إذا اعتقدَ التأثير لمن ناداه أو توسل به، ومتى كان معتقدًا أن التأثير لله لا لغير الله فلا ضرر في ذلك، وكذلكَ إسناد فعل من الأفعال لغير الله لا يضرّ إلا إذا اعتقدَ التأثير، ومتى لم يعتقد التأثير فإنه يُحمل على المجاز العقليّ كقوله: نفعني هذا الدواء أو فلان الوليّ، فهو مثل قوله: أشبعني هذا الطعام، وأرواني هذا الماء، وشفاني هذا الدواء. فمتى صدر ذلك من مسلم فإنه يحمل على الإسناد المجازي والإسلام قرينة كافية في ذلكَ فلا سبيل إلى تكفير أحد بشىء من ذلكَ، ويكفي هذا الذي ذكرناه إجمالاً في الرد على ابن عبد الوهاب ومن أراد بسط الكلام فليرجع إلى الرسائل المؤلفة في ذلكَ وقد لخصت ما فيها في رسالة مختصرة فلينظرها من أرادها.

ولما قام ابن عبد الوهاب ومن أعانه بدعوتهم الخبيثة التي كفروا بسببها المسلمين ملكوا قبائل الشرق قبيلة بعد قبيلة، ثم اتسع ملكهم فملكوا اليمن والحرمين وقبائل الحجاز وبلغ ملكهم قريبًا من الشام، فإن ملكهم وصل إلى المزيريب وكانوا في ابتداء أمرهم أرسلوا جماعة من علمائهم ظنًا منهم أنهم يفسدون عقائد علماء الحرمين ويدخلون عليهم الشبهة بالكذب والمين، فلما وصلوا إلى الحرمين وذكروا لعلماء الحرمين عقائدهم وما تملكوا به، رد عليهم علماء الحرمين وأقاموا عليهم الحجج والبراهين التي عجزوا عن دفعها، وتحقق لعلماء الحرمين جهلهم وضلالهم ووجدوهم ضحكة ومسخرة، كحمر مستنفرة، فرَّت من قسورة ونظروا إلى عقائدهم فوجدوها مشتملة على كثير من المكفرات، فبعد أن أقاموا البرهان عليهم كتبوا عليهم حجة عند قاضي الشرع بمكة تتضمن الحكم بكفرهم بتلك العقائد ليشتهر بين الناس أمرهم، فيعلم بذلك الأول والآخر، وكان ذلك في مدة إمارة الشريف مسعود بن سعيد بن سعد بن زيد المتوفى سنة خمس وستين ومائة ألف، وأمر بحبس أولئك الملحدة فحبسوا وفرَّ بعضهم إلى الدرعية فأخبرهم بما شاهدوا فازدادوا عتوًّا واستكبارًا وصار أمراء مكة بعد ذلك يمنعون وصولهم للحج فصاروا يغيرون على بعض القبائل الداخلين تحت طاعة أمير مكة، ثم انتشب القتال بينهم وبين أمير مكة مولانا الشريف غالب بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد، وكان ابتداء القتال بينهم وبينه من سنة خمس بعد المائتين والألف ووقع بينهم وبينه وقائع كثيرة قتل فيها خلائق كثيرون ولم يزل أمرهم يقوى وبدعتهم تنتشر إلى أن دخل تحت طاعتهم أكثر القبائل والعربان الذين كانوا تحت طاعة أمير مكة.

وفي سنة سبع عشرة بعد المائتين والألف ساروا بجيوش كثيرة حتى نازلوا الطائف وحاصروا أهله في شهر ذي القعدة من السنة المذكورة، ثم تملكوهُ وقتلوا أهله رجالاً ونساءً وأطفالاً ولا نجا منهم إلا القليل، ونهبوا جميع أموالهم ثم أرادوا المسير إلى مكة، فعلموا أن مكة في ذلك الوقت فيها كثير من الحجاج، ويقدم إليها الحاج الشامي والمصري فيخرج الجميع لقتالهم فمكثوا في الطائف إلى أن انقضى شهر الحج، وتوجه الحجاج إلى بلادهم وساروا بجيوشهم يريدون مكة ولم يكن للشريف غالب قدرة على قتال جيوشهم، فنزل إلى جدة فخاف أهل مكة أن يفعل الوهابية معهم مثل ما فعلوا مع أهل الطائف فأرسلوا إليهم وطلبوا منهم الأمان لأهل مكة، فأعطوهم الأمان ودخلوا مكة ثامن محرم من السنة الثامنة عشرة بعد المائتين والألف ومكثوا أربعة عشر يومًا يستتيبون الناس ويجددون لهم الإسلام على زعمهم، ويمنعونهم من فعل ما يعتقدون أنه شرك كالتوسل وزيارة القبور، ثم ساروا بجيوشهم إلى جدة لقتال الشريف غالب، فلما أحاطوا بجدة رمى عليهم بالمدافع والقلل فقتل كثيرًا منهم ولم يقدروا على تملك جدة فارتحلوا بعد ثمانية أيام، ورجعوا إلى بلادهم وجعلوا لهم عسكرًا بمكة وأقاموا لهم أميرًا فيها وهو الشريف عبد المعين أخو الشريف غالب، وإنما قبل أمرهم ليرفق بأهل مكة ويدفع ضرر أولئك الأشرار عنهم، وفي شهر ربيع الأول من السنة المذكورة سار الشريف غالب من جدة ومعه وإلى جدة من طرف السلطنة العلية وهو شريف باشا ومعهما العساكر فوصلوا إلى مكة وأخرجوا من كان بها من عساكر الوهابية ورجعت إمارة مكة للشريف غالب ثم بعد ذلك تركوا مكة واشتغلوا بقتال كثير من القبائل، وصار الطائف بأيديهم وجعلوا عليه أميرًا (عثمان المضايفي) فصار هو وبعض جنودهم يقاتلون القبائل التي في أطراف مكة والمدينة ويدخلونهم في طاعتهم حتى استولوا عليهم وعلى جميع الممالك التي كانت تحت طاعة أمير مكة، فتوجه قصدهم بعد ذلك للاستيلاء على مكة فساروا بجيوشهم سنة عشرين وحاصروا مكة وأحاطوا بها من جميع الجهات وشددوا الحصار عليها وقطعوا الطرق ومنعوا الميرة عن مكة، فاشتد الحصار على أهل مكة حتى أكلوا الكلاب لشدة الغلاء وعدم وجود القوت، فاضطر الشريف غالب إلى الصلح معهم وتأمين أهل مكة فوسط أناسًا بينه وبينهم فعقدوا الصلح على شروط فيها رفق بأهل مكة، فمن تلك الشروط أن إمارة مكة تكون له فتم الصلح ودخلوا مكة في أواخر ذي القعدة سنة عشرين وتملكوا المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وانتهبوا الحجرة وأخذوا ما فيها من الأموال، وفعلوا أفعالاً شنيعة، وجعلوا على المدينة أميرًا منهم "مبارك بن مضيان"، واستمر حكمهم في الحرمين سبع سنين ومنعوا دخول الحج الشامي والمصري مع المحامل مكة، وصاروا يصنعون للكعبة المعظمة ثوبًا من العباء القيلان الأسود، وأكرهوا الناس على الدخول في دينهم ومنعوهم من شرب التنباك ومن فعل ذلك وأطّلعوا عليه عزروه بأقبح التعزير، وهدموا القبب التي على قبور الأولياء.

وكانت الدولة العثمانية في تلك السنين في ارتباك كثير وشدة قتال مع النصارى، وفي اختلاف في خلع السلاطين وقتلهم كما سنقف عليه إن شاء الله تعالى، ثم صدر الأمر السلطاني (من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلطان محمود خان ثاني بن عبد الحميد خان أول سلطان أحمد) لصاحب مصر محمد علي باشا بالتجهيز لقتال الوهابية وكان ذلك في سنة 1226 فجهز محمد علي باشا جيشًا فيه عساكر كثيرة جعل عليهم بفرمان سلطان ولده طوسون باشا فخرجوا من مصر في رمضان من السنة المذكورة ولم يزالوا سائرين برًا وبحرًا حتى وصلوا إلى ينبع فملكوه من الوهابية، ثم لما وصلت العساكر إلى الصفرا والحديدة وقع بينهم وبين العرب الذين في الحربية قتال شديد بين الصفرا والحديدة وكانت تلك القبائل كلها في طاعة الوهابي وانضم إليها قبائل كثيرة فهزموا ذلك الجيش وقتلوا كثيرًا منهم وانتهبوا جميع ما كان معهم وكان ذلك في شهر ذي الحجة سنة 26، ولم يرجع من ذلك الجيش إلى مصر إلا القليل فجهز جيشًا غيره سنة سبع وعشرين وعزم محمد علي باشا على التوجه إلى الحجاز بنفسه، وتوجهت العساكر قبله في شعبان في غاية القوة والاستعداد وكان معهم من المدافع ثمانية عشر مدفعًا وثلاثة قنابل فاستولت العساكر على ما كان بيد الوهابية وملكوا الصفراء والحديدة وغيرهما في رمضان بلا قتال، بل بالمخادعة ومصانعة العرب بإعطاء الدراهم الكثيرة حتى أنهم أعطوا شيخ مشايخ حرب مائة ألف ريال، وأعطوا شيخًا من صغار المشايخ حرب أيضًا ثمانية عشر ألف ريال ورتبوا لهم علائف تصرف لهم كل شهر، وكان ذلك كله بتدبير شريف مكة الشريف غالب وهو في الظاهر تحت طاعة الوهابي، وأما المرة الأولى التي هزموا فيها فلم يكونوا كاتبوا الشريف غالب في ذلك حتى يكون الأمر بتدبيره، ودخلت العساكر المدينة المنورة في أواخر ذي القعدة، ولما جاءت الأخبار إلى مصر صنعوا زينة ثلاثة أيام وأكثروا من الشنك وضرب المدافع وأرسلوا بشائر لجميع ملوك الروم واستولت العساكر السائرة من طريق البحر على جدة في أوائل المحرم سنة ثمان وعشرين، ثم طلعوا إلى مكة واستولوا عليها أيضًا، وكل ذلك بلا قتال بتدبير الشريف سرًّا، ولما وصلت العساكر إلى جدة فرَّ من كان بمكة من عساكر الوهابية وأمرائهم، وكان سعود أمير الوهابية حج في سنة سبع وعشرين ثم ارتحل إلى الطائف، ثم إلى الدرعية ولم يعلم باستيلاء العساكر السلطانية على المدينة إلا بعد ذلك، ثم لما وصل إلى الدرعية علم باستيلائهم على مكة ثم الطائف ولما وصلت العساكر إلى جدة ومكة فر من الطائف أميرها عثمان المضايفي، وفر من كان بها من عساكر الوهابية وأمرائهم.

وفي شهر ربيع الأول من سنة ثمان وعشرين أرسل محمد علي باشا مبشرين إلى دار السلطنة ومعهم المفاتيح وكتبوا إليهم أنها مفاتيح مكة والمدينة وجدة والطائف فدخلوا بها دار السلطنة بموكب حافل ووضعوا المفاتيح على صفائح الذهب والفضة وأمامهم البخورات في مجامر الذهب والفضة وخلفهم الطبول والزمور وعملوا لذلك زينة وشنكًا ومدافع وخلعوا على من جاء بالمفاتيح وزادوا في رتبة محمد علي باشا، وبعثوا له أطواخًا وعدة أطواخ بولايات لمن يختار تقليده، وفي شهر شوال سنة ثمان وعشرين توجه محمد علي باشا بنفسه إلى الحجاز وقبل توجهه من مصر قبض الشريف غالب على عثمان المضايفي الذي كان أميرًا على الطائف للوهابية، وكان من أهل أكبر أعوانهم وأمرائهم فزنجره بالحديد وبعثه إلى مصر فوصل في ذي القعدة بعد توجه الباشا إلى الحجاز، ثم أرسل إلى دار السلطنة فقتلوه ووصل محمد علي باشا في ذي القعدة إلى مكة وقبض على الشريف غالب بن مساعد وبعثه إلى دار السلطنة وأقام لشرافة مكة ابن أخيه الشريف يحيي بن سرور بن مساعد، وفي شهر محرم من سنة 29 بعثوا إلى السلطنة مبارك بن مضيان الذي كان أميرًا على المدينة المنورة للوهابية، فطافوا به في القسطنطينية في موكب ليراه الناس ثم قتلوه وعلقوا رأسه على باب السرايا، وفعل مثل ذلك بعثمان المضايفي، وأما الشريف غالب فأرسلوه إلى سلانيك وبقي بها مكرمًا إلى أن توفي سنة إحدى وثلاثين ودفن بها وبني عليه قبة تزار، ومدة إمارته على مكة ست وعشرون سنة. ثم إن محمد علي باشا وجه كثيرًا من العساكر إلى تربة وبيشة وبلاد غامد وزهران وبلاد عسير لقتال طوائف الوهابية وقطع دابرهم، ثم سار بنفسه في أثرهم في شعبان سنة تسع وعشرين ووصل إلى تلك الديار وقتل كثيرًا منهم وأسر كثيرًا وخرب ديارهم، وفي شهر جمادى الأولى سنة تسع وعشرين هلك سعود أمير الوهابية وقام بالمُلْك بعده ولده عبد الله ورجع محمد علي باشا من تلك الديار التي وصلها من ديار الوهابية عند إقبال الحج، وحج ومكث بمكة إلى رجب سنة ثلاثين ثم توجه إلى مصر وترك بمكة حسن باشا، ووصل الباشا إلى مصر في منتصف رجب سنة ثلاثين ومائتين وألف، فتكون إقامته بالحجاز سنة وسبعة أشهر، وما رجع إلى مصر إلا بعد أن مهد أمور الحجاز، وأباد طوائف الوهابية التي كانت منتشرة في جميع قبائل الحجاز والشرق وبقي منهم بقية بالدرعية أميرهم عبد الله بن سعود فجهز محمد علي باشا لقتاله جيشًا وأرسله تحت قيادة ابنه إبراهيم باشا، وكان عبد الله بن سعود قبل ذلك يكاتب مع طوسون باشا بن محمد علي باشا حين كان بالمدينة وعقد معه صلحًا على بقاء إمارته ودخوله تحت طاعة محمد علي باشا، فلم يرض محمد علي باشا بهذا الصلح فجهز ولده إبراهيم باشا وجعل أمر العساكر إليه، وكان ابتداء ذلك في أواخر سنة إحدى وثلاثين فوصل إلى الدرعية سنة اثنتين وثلاثين ونازل بجيوشه عبد الله بن سعود في ذي القعدة سنة 33، ولما جاءت الأخبار إلى مصر ضربوا لذلك ألف مدفع وفعلوا شنكًا وزينوا مصر وقراها سبعة أيام، وكان محمد علي باشا له اهتمام كبير في قتال الوهابية وأنفق في ذلك خزائن من الأموال حتى أخبر بعض من كان يباشر خدمته أنهم دفعوا في دفعة من الدفعات لأجرة تحميل بعض الذخائر خمسة وأربعين ألف ريال، هذا في مرة من المرات كان ذلك الحمل من الينبع إلى المدينة عن أجرة كل بعير ست ريالات دفع نصفها أمير ينبع والنصف الآخر أمير المدينة، وعند وصول الحمل من المدينة إلى الدرعية كان أجر تلك الحملة فقط مائة وأربعين ألف ريال، وقبض إبراهيم باشا على عبد الله بن سعود وبعث به وكثير من أمرائهم إلى مصر فوصل في سابع عشر محرم سنة أربع وثلاثين وصنعوا له موكبًا حافلاً يراه الناس وأركبوه على هجين وازدحم الناس للتفرج عليه، ولما دخل على محمد علي باشا قام له وقابله بالبشاشة وأجلسه بجانبه وحادثه، وقال له الباشا ما هذه المطاولة؟ فقال الحرب سجال قال، وكيف رأيت ابني إبراهيم باشا قال: ما قصر وبذل همته ونحن كذلك حتى كان ما قدره الله تعالى فقال له الباشا أنا أترجى فيك عند مولانا السلطان، فقال المقدّر يكون ثم ألبسه خلعة وانصرف إلى بيت إسماعيل باشا ببولاق، وكان بصحبة عبد الله بن سعود صندوق صغير مصفح فقال الباشا له. ما هذا؟ فقال هذا ما أخذه أبي من الحجرة أصحبه معي إلى السلطان، فأمر الباشا بفتحه فوجدوا فيه ثلاثة مصاحف من خزائن الملوك لم ير الراؤون أحسن منها ومعها ثلاثمائة حبة من اللؤلؤ الكبار وحبة زمرد كبيرة وشريط من الذهب، فقال له الباشا الذي أخذتموه من الحجرة أشياء كثيرة غير هذا، فقال: هذا الذي وجدته عند أبي فإنه لم يستأصل كل ما كان في الحجرة لنفسه بل أخذه العرب وأهل المدينة وأغاوات الحرم وشريف مكة، فقال الباشا صحيح وجدنا عند الشريف أشياء من ذلك. ثم أرسلوا عبد الله بن سعود إلى دار السلطنة ورجع إبراهيم باشا من الحجاز إلى مصر في شهر المحرم من سنة 35 بعد أن أخرب الدرعية خرابًا كليًا حتى تركوا سكناها. ولما وصل عبد الله بن سعود إلى دار السلطنة في شهر ربيع الأول طافوا به البلد ليراه الناس ثم قتلوه عند باب همايون وقتلوا أتباعه أيضًا في نواح متفرقة.

هذا حاصل ما كان في قصة الوهابي بغاية الاختصار ولو بسط الكلام في كل قضية لطال، وكانت فتنهم من المصائب التي أصيب بها أهل الإسلام فإنهم سفكوا كثيرًا من الدماء، وانتهبوا كثيرًا من الأموال، وعمَّ ضررهم، وتطاير شررهم فلا حول ولا قوة إلا بالله، وكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فيها التصريح بهذه الفتنة كقوله صلى الله عليه وسلم :"يخرج أناس من قبل الشرق يقرأون القرءان لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق" وهذا الحديث جاء بروايات كثيرة بعضها في صحيح البخاري وبعضها في غيره لا حاجة لنا إلى الإطالة بنقل تلك الروايات ولا لذكر من خرجها لأنها صحيحة مشهورة ففي قوله "سيماهم التحليق" تصريح بهذه الطائفة لأنهم كانوا يأمرون كل من اتبعهم أن يحلق رأسه، ولم يكن هذا الوصف لأحد من طوائف الخوارج والمبتدعة الذين كانوا قبل زمن هؤلاء، وكان السيد عبد الرحمن الأهدل مفتي زبيد يقول: لا حاجة إلى التأليف في الرد على الوهابية بل يكفي في الرد عليهم قوله صلى الله عليه وسلم "سيماهم التحليق" فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم. واتفق مرة أن امرأة أقامت الحجة على ابن الوهاب لما أكرهوها على اتباعهم ففعلت، أمرها ابن عبد الوهاب أن تحلق رأسها فقالت له حيث أنك تأمر المرأة بحلق رأسها ينبغي لك أن تأمر الرجل بحلق لحيته لأن شعر رأس المرأة زينتها وشعر لحية الرجل زينته فلم يجد لها جوابًا. ومما كان منهم أنهم يمنعون الناس من طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم مع أن أحاديث شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته كثيرة ومتواترة، وأكثر شفاعته لأهل الكبائر من أمته. وكانوا يمنعون من قراءة دلائل الخيرات المشتملة على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ذكرها كثير من أوصافه الكاملة ويقولون إن ذلك شرك ويمنعون من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم على المنابر بعد الأذان، حتى أن رجلاً صالحًا كان أعمى، وكان مؤذنًا وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان بعد أن كان المنع منهم، فأتوا به إلى ابن عبد الوهاب فأمر به أن يقتل فقتل، ولو تتبعت لك ما كانوا يفعلونه من أمثال ذلك لملأت الدفاتر والأوراق، وفي هذا القدر كفاية والله سبحانه وتعالى أعلم.

د.حسن صالح حسن (قمندان لحج )
2010-02-16, 07:02 PM
دعوه الى حرب اهليه بين ابناء الجنوب قبل نيل الاستقلال وتصب في خدمه المحتل وما اشبه اليوم بالبارحه

الجنوبي الضالعي
2010-02-16, 07:12 PM
مثل هذه المواضيع لا تخدم قضيتنا بقدر ماتشتت الجهود
وتشتت الافكار وتخلق شق في الصف الوطني الجنوبي
نحن لن نحارب اي قوى جنوبية حتى التي في كنف السلطة
نحن عدونا معروف وعلينا ان نركز جهودنا ضده
اما بالنسبة للداخل الجنوبي فرص الصفوف والوحدة الوطنية الجنوبية
هي الحل

الربان
2010-02-17, 01:01 AM
أيش هذا من موضوع ومن يخدم.
هذه هييييييييييييه أفكار حوشي بعيييييينها.
المتمسكين بكتاب الله وسنة نبيه,
هم أشرف وأفضل رجال الجنوب
وأكثرهم تأييدا لقضيتنا وليسوا ضدنا.

الراعي23
2010-02-17, 05:44 AM
أنا أعتقد أن الكاتب يستهدف حوشي الأشتراكي اليمني وطلبان اليمن وهذا واضح من ردودة على الأعضاء لكن المشكلة أن أنتقدنا حوشي زعلوا الأشتراكيين الجنوبيين وأن أنتقدنا طلبان اليمن زعلوا الأرهابيين الجنوبيين الذي لهم تواصل مع حوشي ومع عناصر طلبان اليمن . الجنوبيين لاحظوا غير مستهدفين في هذا الموضوع على الاطلاق ولكن أنة يشير ويستهدف في المقالة حوشي اليمنيين الأشتراكيين والطلبانيين اليمنيين وهما قوتين في اليمن ولهم امتداد في الجنوب طائفي وحزبي وهذه وجهة نظر من حفة كاتب الموضوع ان يطرحها بكل شفافية .. مش كما يقول المثال السارق فوق رأسة قشاشة رجل في اليمن ورجل في الجنوب ما يركب حدد موقفك أما سني شافعي أو زيدي مجوسي طلباني بالتقية .

الراعي23
2010-02-17, 05:51 AM
أيش هذا من موضوع ومن يخدم.
هذه هييييييييييييه أفكار حوشي بعيييييينها.
المتمسكين بكتاب الله وسنة نبيه,
هم أشرف وأفضل رجال الجنوب
وأكثرهم تأييدا لقضيتنا وليسوا ضدنا.



الجنوبيين معروفين سنة شوافع ولم يذكرهم كاتب الموضوع كونة شافعيا عربيا جنوبيا . ومن حقة الدفاع عن وطنة وطائفتة الشافعية في وجهة الرياح العاتية الاتية من شمال الشمال من حوشي وطلبان اليمنية .

أبو الأحرار 11
2010-02-17, 06:15 AM
عزيزي المشارك ناقش ولا تتعصب لأي طائفة أو مذهب شف كلامي موجة لحوشي اليمن وطلبان اليمن وليس للجنوبيين الغلاباء لأن هذه الأفكار دخيلة عليهم سواء أخوانية أو طالبانية من جماعة الفكر المتشدد لقد أضروا الأسلام والمسلمين أكثر من ما ينفعونهم لعلمك ما بلاوي المسلمين الا من وورائهم هولاء الخوارج ورسالة الاسلام أنسانية وليست تكفيرية وليس بالدين أكراة حتى ولو أنت منهم ندعو لك الهداية الى الدين الصحيح .. والفقهة والأجتهادات الفقهية متغيرة حتى تناسب كل زمان ومكان وعلماء المذهب الوهابي الطلبانيين منهم نفسهم اليوم ينتقدون بعض شطحاتهم في حق الأسلام والمسلمين والأمم الأخرى الذي تعرضت للخطر من جماعات هذا الفكر الأقصائي وولبقية الفرق الأخرى وتجراء داخل المملكة مراجعة كثير من المناهج الدراسية حتى تتناسب وهذا الزمن لأن زمن الحرب الباردة ولى الى الأبد بعد فشل الأشتراكية في عقر دارهافي أوروبا الشرقية والعالم الأسلامي الأن يمشي بأتجاة الوسطية والأعتدال ونبذل التطرف والأرهاب والغلو وأرجو أن تفصل ما بين القراءن الكتاب ليس حكرا على جماعة الوهابية الطلبانية أنة ملك لجميع المسلمين ويؤمنون بة وو وأجتهادات العلماء تتغيير .أنا تطرقت الى حركة طلبان ذو الميول الأقصائي التكفيري فقط ولم أتطرق الى ال المعتدلين منهم والمجددين الوهابيين لهذا الفقهة من أبناء المسلمين وبدرجة أساسية في العربية السعودية وهي موطن هذا الفكر . ولكن نحن في الجنوب والحمد اللّة متمسكين في كتاب اللّة وهذا شي ثابت لا يمكن المساس بة من قبل أي طائفة من طوائف المسلمين.. وللعلم نحن الجنوبيون مذهبنا شافعي سني وسطي معتدل وليس وهابي حنبلي وهذا الفكر معتنقية هم أغلية من المهاجرين وقد عاد الكثير منهم الى الأعتدال والوسطية ونبذوا التطرف وينطبق هذا الكلام على اليسارين الجنوبيين الذي أعتدلوا هم الأخرين من الفكر الأشتراكي الأقصائي يعني الجنوبيين سواء من جماعة الوهابية الأقصائية أو من جماعة الأشتراكية قد تصالحوا وتسامحوا وهم يقودون الثورة السلمية الأن في الميدان بشكل مشترك .. ولكن كلامي كان موجة الى أصحاب حوشي اليمن ووطلبان اليمن .. وليس لأبناء الجنوب أرجو أن تكون رسالتي وصلت ولي عودة لأن هذا الموضوع شائك وبحاجة الى توضيح أكثر

الصادقين
2010-02-17, 11:18 AM
اشكرك ابا الاحرار احرار بالنسبه الاشتراكي حوشي يمني هم من ضيع الجنوب وقشوا تاريخ الجنوب وصوروه كيفما يحلى لهم حتى يتسيطروا وهم الذي لالهم وطن في مناطقهم الشما ليه واستبدلو وطنهم الجنوب واستغلوا طيبة الجنوبيين على اساس انهم شوافع وصورو لنا ان سلاطيننا دكتاتوريين وهم ليس كذالك ناس مننا وفينا طيبين لايتعدون على حد وانا من عايش هذه الفتره ياخي احكم امان لو ضلو السلاطين او لما حكم الاشتراكي ياخي السلاطين افضل من الاشتراكي الاشتراكي عمل فضيحه ليس صغيره بل جريمه بل كبيره من الكبائر منهج ضد الدين جريمه كبرا بحق الجنوبيين وهم المسلمين المفروض اسم الاشتراكي لايضهر على ساحة الجنوب فقد شوه هذا الاسم الجنوب وهذا الاسم الفضيحه الجريمه هو من صور لنا ان السلاطين والشيوخ والعقال ضد الجنوب وهل من عمل ضد الجنوب غير ذالك الشوعي برئاسة عبد الفتاح ولازالوا متمسكين فيه بلا حي وثق ان لاحد يتكلم عن شيوخنا وعقالنا المحترمين الى هذا العنصر فلا خوف من الشيوخ والعقال فهم من حماه عبر مئات السنيين مع قبائلهم هذا هو تاريخ الجنوب ........... اذن النكد من خطوة التصيح الفتاحيه الشوعيه الشرجبيه ولازالة خلاياهم تنهش في جسم الجنوب ......................... موضوع القاعده ياخي نحنا من الجنوب ونعرف المناطق منطقه منطقه شعب الجنوب بعيد عن القاعده وان وجد بعض الترتيبات هو من صنع النظام وليس من صنع الجنوب والجنوبيين هم انا وانته ماحد له مصلحه بذالك

المصرب
2010-02-17, 12:05 PM
اخي ابو الاحرار
من خلال كلامك وطريقة الحوار الجميله
عرفت انك من المستشرقين
الذينا لايذكرون ولايعترفون بسنه رسول الله وهنا مشكله وصعب نتحاور بامور عقائديه
خلطت بين الحابل والنابل
الطالبان: سلفيه جهاديه يعني قروبين
من الزنداني
الوهابيه: ليسة مذهب
والبارعي يربط المجوس بالوهابيه بالاشتراكيه
وهذا تنافر كبير جدا
ما ادري هراز كلام اوكيف
اذا كان المشكله بالسعوديه
فلا ندخل امور العقيده في حوارنا

الراعي23
2010-02-17, 02:24 PM
اخي ابو الاحرار
من خلال كلامك وطريقة الحوار الجميله
عرفت انك من المستشرقين
الذينا لايذكرون ولايعترفون بسنه رسول الله وهنا مشكله وصعب نتحاور بامور عقائديه
خلطت بين الحابل والنابل
الطالبان: سلفيه جهاديه يعني قروبين
من الزنداني
الوهابيه: ليسة مذهب
والبارعي يربط المجوس بالوهابيه بالاشتراكيه
وهذا تنافر كبير جدا
ما ادري هراز كلام اوكيف
اذا كان المشكله بالسعوديه
فلا ندخل امور العقيده في حوارنا


كلام مخيط بصميل وأقصاء واضح للأخر .حقد عنصري طائفي من حق الوهابية الرجل لم ينفي سنة الرسول وأنما أنتقد الفكر الشوفيني المتطرف وهذا صحيح السعودية تقتل فيهم كل يوم وتسميم القوى الضالة وين عايش أهل الفكر يراجعونة ويش دخل الرسول في الوهابية .

أبو الأحرار 11
2010-02-17, 02:37 PM
رد أهل السنــة والجماعة، الفرقة الناجية

على الوهابية، الفرقة الشاذة

--- حقيـــــقة ابــن تيميــــة ---


--- حقيـــــقة ابــن تيميــــة ---

الحمد لله الرحيم الرحمن، المنـزه عن الشبيه والمثيل والزوجة والولد والإخوان، الموجود بلا جهة ولا مكان، المنـزه عن كل ما لا يليق به من الصفات والنعوت، والملك القهار ذي الجلال والجبروت، وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا محمد خير الأنام، وخاتم أنبياء الإسلام، وعلى ءاله الطاهرين، وصحبه الغر الميامين، ومن اتبع منهاجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.

كان في جملة المثنين على ابن تيمية التاج الفزاري المعروف بالفركاح، وابنه البرهان والجلال القزويني والكمال الزملكاني ومحمد بن الحريري الأنصاري والعلاء القونوي وغيرهم، لكن ثناء هؤلاء غر ابن تيمية ولم ينتبه الى الباعث على ثناهم، فبدأ يذيع بدعاً بين حين وءاخر، وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل باعتبار أن تلك الكلمات ربما تكون فلتات لا نطوي هو عليها، لكن خاب ظنهم وعلماوا أنه فاتن بالمعنى الصحيح، فتخلُوا عنه واحداً اثر واحدعلى توالي فتنه، إلا أنه استطاع أن يموّه ويضر بعض من صحبه كما ذكر تاج الدين السبكي تلميذ الذهبي، فقد قال في كتابه طبقات الشافعية (10/400) محذراً من ابن تيمية ما نصه: "واعلم أن هذه الرفقة أعني المزي والذهبي والبرزالي وكثيراً من أتباعهم، أضرَّ بهم أبو العباس بن تيمية إضراراً بيّنا وحمّلهم من عظائم الأمور أمراً ليس هيناً وجرّهم إلى ما كان التباعد عنه أولى بهم، وأوقفهم في دكادك من نار، المرجوّ من الله أن يتجاوزها لهم ولأصحابهم" اهـ.

فإذا كان هذا هو حال هؤلاء فلا يهولنك أيها الطالب للعلم ما يشيعه الفرق الوهابية عن ابن تيمية أنه شيخ الإسلام وناصر السنة، ورسالة الذهبي هذه شاهدة لكلام السبكي مع أنه أي الذهبي كان متأثراً بشيخه ابن تيمية لكنه مع ذلك لم يستطع إلا أن يوجه نصيحة له بعدما كثُر طعنه وتجريحه للمسلمين بالباطل.

ثم ان ابن تيمية وإن كان ذاع صيته وكثرت مؤلفاته وأتباعه، هو كما قال فيه المحدّث الحافظ الفقيه ولي الدين العراقي ابن شيخ الحفاظ زين الدين العراقي في كتابه الأجوبة المرضية على الأسئلة المكية: "علمــه أكبر من عقله"، وقال أيضاً: "إنه خرق الاجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة بعضها في الأصول وبعضها في الفروع خالف فيها بعد انعقاد الاجماع" اهـ. وتبعه على ذلك خلق من العوام وغيرهم، فأسرع علماء عصره في الرد عليه وتبديعه، منهم:

الإمام الحافظ تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي قال في الدرة المضية (مقدمة الدرة المضية للإمام السبكي) ما نصه: "أما بعد، فإنه لمّا أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد، ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد، بعد أن كان مستتراً بتبعية الكتاب والسنة، مظهراً أنه داع إلى الحق هادٍ إلى الجنة، فخرج عن الاتباع إلى الابتداع، وشذّ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع، وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في الذات المقدّس، وأن الافتقار إلى الجزء -أي افتقار الله إلى الجزء- ليس بمحال (معنى هذا الكلام الفاسد أن الله مركب من أجزاء ويحتاج إلى تلك الأجزاء والعياذ بالله)، وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى، وأن القرءان محدَث تلكم الله به بعد أن لم يكن، وأنه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الإرادات بحسب المخلوقات، وتعدّى في ذلك إلى استلزام قدم العالم، والتزامه بالقول بأنه لا أوّل للمخلوقات فقال بحوادث لا أول لـــــــــــها‍، فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديماً، ولم يجمع أحد هذين القولين في ملّة من الملل ولا نِحلة من النحل، لم يدخل في فرقة من الثلاث والسبعين التي افترقت عليها الأمة، ولا وقفت به مع أمة من الأمم هِمة، وكل ذلك وإن كان كفراً شنيعاً مما تَقِل جملته بالنسبة لما أَحدث في الفروع" اهـ.

وقد أورد كثيراً من هذه المسائل الحافظ أبو سعيد العلائي شيخ الحافظ العراقي، نقل ذلك المحدث الحافظ المؤرخ شمس الدين بن طولون في ذخائر القصر (ص/69، مخطوط) قال ما نصه:

"ذكر المسائل التي خالف فيها ابن تيمية الناس في الأصول والفروع، فمنها ما خالف فيها الإجماع، ومنمها ما خالف فيها الراجح من المذاهب، فمن ذلك: يمين الطلاق، قال بأنه لا يقع عند وقوع المحلوف عليه بل عليه فيها كفارة يمين، ولم يقل قبله بالكفارة أحد من المسلمين البتة، ودام إفتاؤه بذلك زماناً طويلاً وعظم الخطب، ووقع في تقليده جم غفير من العوام وعم البلاء. وأن طلاق الحائض لا يقع وكذلك الطلاق في طهر جامع فيه زوجته، وأن الطلاق الثلاث يردّ إلى واحدة، وكان قبل ذلك قد نقل إجماع المسلمين في هذه المسألة على خلاف ذلك وأن من خالفه فقد كفر، ثم إنه أفتى بخلافه وأوقع خلقاً كثيراً من الناس فيه. وأن الحائض تطوف في البيت من غير كفارة وهو مُباح لها... وأن الصلاة اذا تركت عمداً لا يشرع قضاؤها...

ومن المسائل المنفرد بها في الأصول مسألة الحسن والقبح التي يقول بها المعتزلة، فقال بها ونصرها وصنف فيها وجعلها دين الله بل ألزم كل ما يبنى عليه كالموازنة في الأعمال...

وأما مقالاته في أصول الدين فمنها: إن الله سبحانه محل الحوادث، تعالى الله عما يقول علواً كبيراً. وإنه مركب مفتقر إلى ذاته افتقار الكل إلى الجزء. وإن القرءان محدث في ذاته تعالى. وإن العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوق دائماً، فجعله موجباً بالذات لا فاعلاً بالاختيار، بسحانه ما أحلَمه. ومنها قوله بالجســــــمية والجهــــــة والانتقــــــال وهو مـــــــــردود.

وصرح في بعض تصانيفه بأن الله تعالى بقدر العرض لا أكبر منه ولا أصغر، تعالى الله عن ذلك، وصنف جزءاً في أنه علم الله لا يتعلق بما لا يتناهى كنعيم أهل الجنة، وأنه لا يحيط بالمتناهي، وهي التي زلق فيها بعضهم، ومنها أن الانبياء غير معصومين، وأن نبينا عليه وعليهم الصلاة والسلام ليس له جاه ولا يتوسل به أحد إلا يكون مخطئاً، وصنف في ذلك عدة أوراق. وأن انشاء السفر لزيارة نبينا معصية لا يقصر فيها الصلاة، وبالغ في ذلك ولم يقل بها أحد من المسلمين قبله. وأن عذاب أهل النار ينقطع ولا يتأبد حكاه بعض الفقهاء عن تصانيفه. ومن أفراده أيضاً أن التوراة والإنجيل لم تبدل أفاظهما بل هي باقةي على ما أنزلت وإنما وقع التحريف في تأويلها، وله فيه مصنف، هذا ءاخر ما رأيت، وأستغفر الله من كتابة مثل هذا فضلاً عن اعتقاده". اهـــــ.

ابن تيمية استتيب مرات وهو ينقض مواثيقه وعهوده في كل مرة حتى حبس بفتوى من القضاة الأربعة الذين أحدهم شافعي والآخر مالكي والآخر حنفي والآخر حنبلي، وحكموا عليه بأنه ضال يجب التحذير منه كما قال ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ وهو من تلامذة ابن تيمية، واصدر الملك محمد بن قلاوون منشوراً ليقرأ على المنابر في مصر وفي الشام للتحذير منه ومن أتباعه.

قال صلاح الدين الصفدي تلميذ ابن تيمية والتقي السبكي في أعيان العصر وأعوان النصر (1/66، مخطوط) ما نصه: " انفرد -اي ابن تيمية- بمسائل غريبة، ورجح فيها أقولاً ضعيفة، عند الجمهور معيبة كاد منها يقع في هوة، ويسلم منها لما عنده من النية المرجوة..." اهـ.قال ذلك فيه بعد مدحه مدحاً كثيراً.

ولمن أردا المزيد فيما قيل في ترجمة ابن تيمية وفي حبوسه وقيام العلماء وولاة الأمر عليه فليقرأ كلام ابن حجر في الدرر الكمنة (1/144) وبعض ما ذكر فيها انه "ذكروا أنه ذكر حديث النـزول فنـزل عن المنبر درجتين فقال كنـولي هذا، (يعني على زعم ابن تيمية الله ينـزل كنـوله والعياذ بالله) فنسب إلى التجسيم.." وقال: "وافترق الناس فيه شيعاً فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله وإنه مستوٍ على العرش بذاته، فقيل له: يلزم من ذلك التحيز والانقسام، فقال: أنا لا أسلم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام، فألزم بأنه يقول بالتحيز في ذات الله. ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله إن النبي لا يستغاث به.. ومنهم من يسنب إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم ولقوله: انه كان مخذولاً.." انتهى كلام ابن حجر.

ومن أراد فليقرأ كلام ابن الوردي في تاريخه (تتمة المختصر في أخبار البشر -تاريخ ابن الوردي) 2/318)...

وقال تقي الدين الحصني في كتباه دفع شبه من شبه وتمر (ص 41/42) بعد ذكره مرسوم الملك ابن قلاوون (ونذكرها لمن أراد) في ابن تيمية مانصه:

"وأزيد على ذلك ما ذكره صاحب عيون التواريخ وهو ابن شاكر ويعرف بصلاح الدين الكتبي وتالتريكي وكان من أتباع ابن تيمية وضرب الضرب البليغ لكونه قال لمؤذن في مئذنة العروس وقت السحر أشـــــــركـــت حيـــن قـال:

ألا يــا رسول اللـــــه أنــت وسيـــلتي
----------------- إلى الله فــي غفــــرران ذنــــبي وزلتــــي
وأرادوا ضرب عنقه ثم جددوا اسلامه، وإنما أذكر ما قاله لأنه ألبغ في حق ابن تيمية في إقامة الحجة عليه مع أنه أهمل أشياء من خبثه ولؤمه لما فيها من المبالغة في إهانة قدتوته والعجب أن ابن تيمية ذكرها وهو ساكت عنها" اهـــ.


أما كلام ابن تيمية في الاستواء ووثوب الناس عليه، فمن ذلك ما أخبر به أبو الحسن علي الدمشقي في صحن الجامع الأموي عن أبيه قال: كنا جلوساً في مجلس ابن تيمية فذكر ووعظ وتعرض لآيات الاستواء ثم قال: "واستوى اللهعلى عرشه كاستوائي هذا" قال: فوثب الناس عليه وثبة واحدة وأنزلوه من الكرسي وبادروا إليه ضرباً باللكم والنعال وغير ذلك حتى أوصلوه إلى بعض الحكام، واجتمع في ذلك المجلس العلماء فشرع يناظرهم فقالوا: ما الدليل على ما صدر منك، فقال: قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى" فضحكوا منه وعرفوا أنه جاهل لا يجري على قواعد العلم ثم نقلوه ليتحققوا أمره فقالوا: ما تقول في قوله تعالى "فأينما تولوا فثم وجه الله" فأجاب بأجوبة تحققوا أنه من الجهلة على التحقيق وأنه لا يدري ما يقول وكان قد غره بنفسه ثناء العوام عليه وكذا الجامدون من الفقهاء العارون عن العلوم التي بها يجتمع شمل الأدلة على الوجه المرضي..." اهــ.

فسبحان الله وبعحمده والله تعالى أعلم وأحكم.