المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تدني مستوى الخطاب الفكري والسياسي في القضية الجنوبية (بقلم د .فاروق حمزه)


ذورعين الحميري
2010-02-05, 01:04 PM
تدني مستوى الخطاب الفكري والسياسي في القضية الجنوبية هو السبب
الرئيسي في المد والإستمرار للإحتلال الأجنبي لبلادنا


عدن تايمز - خاص- د فاروق حمزه

من يفقه أبجديات السياسة يدرك حقاً بأن نتائج مؤتمر لندن في جوهره لم ولن يتناسى إحتلال دولتنا دولة الجنوب العربي كون الإحتلال هو جوهر الإرهاب وهو أساس زعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة برمتها ويكفيه عشرين سنة وبس
منحوه بلادنا لمدة عشرون عاماً فصدق وأراد يبقي فيها وكأنه هو صاحب القرار

في الواقع يبدو إننا قد وقعنا بعض الشئ في الخطأ الذي لم نستفذ منه، وهو أننا أنهمكنا وركزنا فقط بشكل أساسي في صنف واحد من نضالنا السلمي في الحراك، ألا وهو المسيرات السلمية والإعتصامات السلمية وبس، بالرغم من عظمة هكذا موقف لشعب كان دولة، وهذا صحيح وواجب، لكن كل ذلك لم يكن هو الأساس، بل ولم يكن هذا هو لوحده الذي يصل قضيتنا للمجتمع الدولي، كوننا لم نكن ولنعزز أساس ماذا أردنا بالفعل، وماهو أمرنا المعكوس برؤيتنا الصحيحة في طبيعة ما أردناه من حراكنا، وإلى أين نتجه، وفي الوقت الذي أيضاً وكل العالم كان ولا يزال ينتظرنا في قول مانريده وبلورته في الواقع والنفوس، وتجذيره في خطابنا السياسي الموحد، وفي أقل التقديرات كي يقتنع المراقب السياسي بأننا جميعاً متفقين وموفقين في عملنا الجماعي الموحد، ومن ناحية أخرى كي نشعر المجتمع الدولي بأننا قد أستفذنا من كل أخطاءنا السابقة، وأننا فعلاً عملياً نتجاوزها نحن جميعاً، ونتجه نحو بناء الدولة المدنية القادمة العادلة والمعاصرة، المتفقة والسياسات العامة في المنطقة برمتها، وما نحن إلا جزءاً منه، وكأي شعب في العالم يبحث عن كرامته الإنسانية، بل والعيش الشريف الكريم.

والحقيقة أنني بمقالي هذا ربما أكون قد أستطعت أن أوضح بعض الشئ، مما قد سبق والذي طرحته في مناسبات عدة، منه في مقابلات، ومعظمها في كتابات سابقة، وألمحه الآن إنشاء الله، إن أستطعت بهكذا مزاج، ربما يقتنع به، إن لم يشاطرنا الرأي أيضاً حتى ممن كانوا لا يولون حديثنا إهتماماً، أو ربما ممن كانوا لا يكنون لنا ولو شوية من التأني والإنصات أو وفي البحث المتعمق لما كنا قد أردنا أيصاله، أو كما يبدو بأن الوقت لم يكن ليسمح لنا المناقشة بأي موضوع كان، سوى اللقاء والتلاقي في المصادقة أو الرفض وكل ذلك حقيقة لم تكن لتخدم قضية هكذا عشناها، تسمى بقضية شعب، لم تكن معقدة بأساسها، وإنما نحن الذين عقدناها بأيدينا، وبعقلياتنا، التي لم تكن ولتستوعب مانحن فيه، وماكنا عليه، بل وماذا نريد.

وهنا أنا أقولها صراحةً، بأن القضية الجنوبية هذه التي صرنا نعيشها اليوم ليست هي القضيه الجنوبية التي كنا نسعى لها بمفهومها الأعم والاشمل، الفكري والسياسي و بمضمونها الاجتماعي ومغزها التاريخي، حيث اختزلناها لتكن على مقاسنا نحن ليس إلا، والتي لم تكن إلا ونتيجة لما كنا قد أخطأنا به منذ فجر الإستقلال، وأستمرينا به حتى اللحظة، بعناء ومشقة، وبدون أدني تفكير، فكل هذا التراكم بالشقاء الكبير، يبدو بأنه قد تطلب منا الدخول بنية صادقة وبمفاهيم أمينه لنا ومع أنفسنا، وهذه هي الحقيقة، التي أيضاً تتفق ومتطلبات المجتمع الدولي، الذي كان ولا زال، لم ولن ينظر لقضيتنا، إلا وعلى أساس أنها القضية الجنوبية الكبرى، التي يبدو لي بأنها ماهي إلا وجزء من مشروع الجنوب الذي كانت بدايته كأزمة في عام 1967م، لذلك نجد إن المجتمع الدولي لم ينظر إلى قضية الجنوب إلا من خلال هذه التصورات التي مازالت تطرح نفسها كقضية كبرى، وما الأزمة التي كانت ولازالت بسببها وهو إلغاء هوية الجنوب العربي، وما جاء بعد ذلك هو حاله إدخال هدفت إلى إفراغ كل ماله صلة بالجنوب، وذلك ماخلق حالة عجز في القيادة وفقدان الهوية قاد إلى ضياع الإنتماء.

وهذه حقيقة يبدو بأنه يصعب على المرء نكرانها، أو دحضها، حتى الذين كانت لديهم فكرة أخرى خلافاً لذلك، فالحقيقة ساطعة مثل عين الشمس، وبإمكان المجتمع الدولي قراءتها بكل بساطة، وهو القادر على إستيعابها، خاصة وأن هناك قرارات دولية قد صدرت، بإعتراف ضمني في إسم لدولة جديدة، بمجرد إعلانها وبعد تشكيل كياناتها المؤسسية، ولم تدن حتى اللحظة، بل على العكس، فما الفرق وإعلان إسم دولتنا الحقيقي والأصلي؟، والذي ربما يكون الأكثر وصفا لهويتنا نحن، وهو كان النموذج الذي احتدت به المنطقة برمتها، فلماذا نبخل على أنفسنا خياراتنا وإختيارنا.

إننا في مقالنا هذا ننصح إخوتنا أبناء الجنوب في كل محافظات الجنوب الست، ونقولها لهم جميعاً وللهلا والملا، آزرونا يا أخواننا وتعالوا نتفق ونعمل معا صفاً واحداً وفي بوثقة واحدة، وبتراص أشمل واكبر، وبدون تنطاع على بعضنا البعض، والإعتراف بالأخطاء السابقة وهذا ليس عيباً، ومعالجتها بالراحة وبالحكمة والتبصر، خاصة وإننا قد قررنا أن نقترب، مجرد أن نقترب من عملية التصالح والتسامح، وليس فقط لما بين من تصارعوا على السلطة، ولكن أن يكون بين كل الجنوبين وجمعاء، وبدون شطارة أحد على آخر، وأن نتنازل لبعضنا البعض.

فأنتم يا أبناء جلدتنا جميعاً كنتم ولا زلتم في طور المحميات، محميات عدن الشرقية والغربية، وعمقنا الإستراتيجي، وتبقى عدن هي المستعمرة البريطانية، والتي حتى اللحظة رغم تحفظنا لا تزال تحت الوصاية والنفوذ البريطاني وفقاً للأعراف والعادات والتقاليد والقوانين الدولية، فنظام صنعاء يحتل دولة لا تزال تخضع لهذه التعاريف وتخضع لهكذا نفوذ يتجلى بالعادات والأعراف والتقاليد والقوانين الدولية، أما محاولة المطالبة بتعويضات من دولة صاحبة الجلالة تارة، ومحاولة المطالبة بالانظمام إلى منظومة دول الكومنولث تارة أخرى، ماهو الا محاوله لقلب الحقائق وذر الرماد في العيون، لكن صدقوني يبدو لي بأن سلطات نظام الإحتلال الهمجية قد تمادت كثيراً علينا وعلى أبنائنا وأهالينا وشعبنا، فأمتهنت كرامتنا وألغت دولتنا ونهبت كل شئ فيها، ودمرت كل شئ، وأعتبرت كل شئ فيها من أرض وعرض ملكها هي، وشكلت مكاتب سرية لدعم الإستيطان ولدعم التهجين، كما أقدمت على طمس معالم الجنوب التاريخية وشجعت بلاطجة متمرسين في جرائم الإستحواذ والقتل والسحل والإرهاب واللصوصية وتشكيل فيالق لمرتزقة في التزوير والكذب والدجل التاريخي والإعلامي والثقافي والتعليمي وبكل شئ أرتبط بطبيعة حياتنا المعيشية المعاشة، وليقال بأننا مجرد شعب واحد وفي وحدة وطنية، وليست سياسية أعلنت بين شعبين ودولتين، والغرض بذلك ليسنوا لأنفسهم مشروعية وشرعية فيما قد نهبوه وسلبوه وأنتهكوه، وهم بذلك ينطلقون جميعاً وبتراص واحد موحد بهكذا منطق زائف ومفبرك، من نكران وحقد وبغضاء وكراهية، كونهم قد حصلوا على أرض وثروة وإدارة ومرتزقة يدعمونهم وقتلة يآزرونهم وإرهابيين دوليين من سماتهم وحبائبهم من فصائل الحبيب والربيب والعالم كله يعرف ذلك حقاً، وما العائق في كل ذلك إلا نحن أنفسنا، كوننا لا نريد أن نعترف بالحقيقة والحقائق، ولا نريد تغيير عقلياتنا السابقة المتعفنة والمرتبطة بتفكيرنا السابق الفاشل، تفكير الستينات والذي لو فكرنا قليلاً في مشروعيتنا الحقة بذلك، لأعتقد بان أمور كثيرة ستتعاون معنا وستنجلي كل الأمور، وهذا هو المطلوب يا حبائب وهذه هي لغة التخاطب والتفاهم مع القتلة والمحتلين والمتنطعين والدجالين والمنافقين والأوغاد الجبناء قتلة العزل والأبرياء وحاجزي الأسرى المخطوفين من أبنائنا أكانوا بداخل بلادهم صنعاء، أم وفي زنازين دياجير الجهل والتخلف والإرهاب والقتل، في داخل دولتنا المحتلة. لكننا نقول لهم يا محتلين كل ما تحاولوا إبتكاره من فيركات في التزوير المستقصد، هو مجرد شئ من المغالطات ليس إلا، فما مصيركم إلا محاكم جرائم الحرب، محاكم جرائم الإرهاب، ومحاكم الجرائم بحق الإنسانية وآدميتنا والقتل الجماعي وجرائم التطهير العرقي.